دفعُ التقوّلِ و الفجورِ عن قبائلِ حجور
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فقد اطّلعنا على ما نشره بعض الحقوقيين ونشرته بعض الصحف والمواقع الإلكترونية من كلام جائر جانب فيه أصحابه الصواب، وقالوا فيه الباطل والزور والبهتان، وربّنا سبحانه وتعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون} [المائدة: ٨].
وكان من ضمن ما نشرته بعض الصحف والمواقع الإلكترونية، ما يلي:
[كشفت مصادر مطلعة في محافظة حجة, عن وصول كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر, الى السلفيين الذين يخوضون معارك طاحنة مع جماعة الحوثي في بعض المديريات التابعة لمحافظة حجة.
وقالت المصادر أن عناصر تابعة لحزب الاصلاح, قامت خلال اليومين الماضيين بمد السلفيين بكميات من الأسلحة التي تم جلبها عبر الحدود اليمنية السعودية.. كما أشارت الى تورط تنظيم القاعدة بإرسال مساعدات بشرية وعينية للسلفيين في بعض المناطق المتاخمة لمديرية عاهم.
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت أمس الأول أن قوات الأمن في محافظة حجة اعتقلت أحد المشتبهين في الانتماء إلى"القاعدة" ويدعى زايد علي شوعي عبود الأسدي (22 عاماً), مضيفة أنه تم ضبطه وهو يقود سيارة وعلى متنها كمية من الذخائر والأسلحة والوثائق.
وأوضحت أن الأسلحة تشمل قواذف "آر بي جي" وألغاماً محلية الصنع وبندقية قناصة وأربع قطع سلاح كلاشينكوف, وثماني قذائف " آر بي جي" و14صاعقاً وخمسة ألغام توقيتية و1500 طلقة رصاص وبطاقات شخصية وعسكرية, وجهاز كمبيوتر محمول.
وأشارت الوزارة عبر موقعها إلى أنه كان يوجد إلى جانب الأسدي شخص آخر يدعى أحمد الحليلة من سكان مديرية رداع بمحافظة البيضاء, لافتة إلى أنه حاول الفرار إلا أن السيارة انقلبت به على بعد 500 متر من النقطة فقام بتركها على الطريق ثم لاذ بالفرار.
من جانب اخر أكد فريق محلي في محافظة حجة أن ما يحدث في عاهم وجبل أبو الدوار ليس أكثر من صراع سياسي بحت تحاول بعض القوى من خلاله أن تبعث بقرائن إلى أطراف وطنية وإقليمية على حساب الدم اليمني وهي تتاجر بالقيم الإنسانية لتحقيق مقاصد سياسية.
وقال بيان صادر عن عدد من الصحفيين والحقوقيين أن من يقوم بخرق اتفاقات السلام والتعايش هو طرف واحد ويتمثل في التيار السلفي حسب إفادات لجنة الوساطة وما يزال رافضاً لاتفاق السلام والتعايش ويتمترس في مواقعه ويقول أن الاتفاق بين الأطراف السياسية لا يعنيه وهو الاتفاق الذي تم بموجبه إيقاف إطلاق النار والموقع بين الأطراف في تاريخ: 27/1/2012.
ولاحظ الفريق انعدام حضور الدولة وتفعيل دورها بقوة القانون والدستور وغياب وظيفتها في منطقة المواجهات بما يحقق الأمن النفسي والاجتماعي ويلبي متطلبات الاستقرار ويضمن الحقوق العادلة لكل الأطراف دون تمييز أو مصادرة للحريات.
التقرير لفت إلى يقين مطلق أن روح السلام والتعايش تعمر قلوب الأطراف المتصارعة، متسائلاً: لماذا تحدث الحرب طالما وهناك لغة مشتركة للتعايش والسلام؟ ومن مشعلها؟ ومن المستفيد منها؟
وأوصي البيان بضرورة استمرار وبقاء لجنة الوساطة في منطقة الأحداث للإشراف والمتابعة على تنفيذ بنود الصلح وبما يكفل عدم تجدد المواجهات].
فنقول وبالله التوفيق:
لقد عدى الحوثي ظالما غاشماً على بلاد حجور، مُحتلّاً لها بفجوره وظلمه وطيشه، فقتّل الأبرياء وسفك الدماء، وانتهك الأعراض وقطع الطرق وفجّر المنازل، وقطّع المصاحف وداسها بأرجله، وانتهك حرمة المساجد ووضع عليها الدشوش، كل هذه الأفعال منذ حوالي خمسة أشهر إلى تاريخه، حتى بلغ عدد القتلى الأبرياء من أبناء حجور نحو (110 قتيل) والجرحى (150 جريحاً) وهم يدافعون عن عقيدتهم وأموالهم وأعراضهم، والحوثي يشنُّ عليهم الرصاص الثقيل والخفيف، قال تعالى: {وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد} [البروج: ٨]، وبدون أي سبب وأي مبرّر إلا دعوى الحوثي الكاذبة: الموت لأمريكا الموت لإسرائيل....، وكأن واشنطن انتقلت إلى عاهم، وتل أبيب انتقلت إلى مستبا، وتالله ما فعلت أمريكا ولا اليهود بالمسلمين في قلب أمريكا وإسرائيل ما فعله الحوثي بالمسلمين في بلادهم، ولا نعلم الحوثي تعرّض لأمريكيٍّ ولا ليهوديٍّ يوماً من الدهر وهو يشنّ حملاته وضرباته على المسلمين، وقد شرّد الحوثيُ الآمنين من منازلهم وروّع الأطفال والنساء.
وما نشرته هذه الصحف من القبض على أشخاص في حجور من تنظيم القاعدة غير صحيح، فتنظيم القاعدة غير موجود في حجور، والشخص المذكور ليس من حجور وليس آتياً إليهم حسب زعمهم كما تعرف هذا أجهزة الأمن، فليس الأمر كما يدّعيه هؤلاء الكذابون الأفاكون.
وقبائل حجور بمن فيهم السلفيون والإصلاحيون والمؤتمريون ....الخ، كلهم يرغبون في الصلح الموقّع عليه من الطرفين (قبائل حجور والحوثي) بشروطه المعروفة: [وقف إطلاق النار، ورفع النقاط المستحدثة، ورفع الترتيبات المستحدثة على قمم الجبال، وتبادل الأسرى، وخروج الحوثي من محافظة حجة].
أما بعد هذه الشروط التي تم الاتفاق والتوقيع عليها من قِبَل قبائل حجور والحوثي، فجميع قبائل حجور لا ترضَ بالصلح بدون تطبيقها بمن فيهم السلفيون والإصلاحيون والمؤتمريون ...الخ، بل للأسف ما هي إلا مخادعة ومغالطة ولعبة حوثية – كما هو معروف-.
ففي فترة الهدنة التي ناقشت لجنة الوساطة ما تم الاتفاق عليه، ومنها خروج الحوثيين –ممّن ليس من أهل حجة- من محافظة حجة ورفع النقاط وفتح الطرق لم يتم من ذلك شيء، بل في فترة الهدنة سقط من أبناء حجور 17 قتيلاً ونحو 21 جريحاً، نتيجة الألغام التي زرعها الحوثي في المنطقة، وكان قد تعهّد بنزعها في فترة الهدنة ولم يحصل ذلك.
فجميع قبائل حجور قبلت الصلح على خروج الحوثي من محافظة حجة، لا على خروج أبناء حجور وتسليم بلادهم للحوثي غنيمة سائغة كما هو لسان حال هؤلاء الأفّاكين.
والمسألة ليست كما يدّعون أنها لعبة سياسية محضة، بل هي مصيرية ودفاع عن دين وعقيدة ووطن وأعراض ودماء وأموال، فدين الحوثي غير دين المسلمين، وقد استباح دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم.
ولهذا فنحن قبائل حجور ومحافظة حجة نناشد رئيس الجمهورية وكافة قيادات الدولة وأجهزة الأمن أن يقوموا بما أوجب الله عليهم من كفّ عدوان هذا الخبيث عن المسلمين، سواءاً في بلادنا أو ما يتعرّض له إخواننا وأبناؤنا في دماج وفي وائلة، وكذا ما يتعرض له إخواننا المسلمون في بلاد صعدة ورازح وخولان وجماعة وغيرها.
وكذلك نطالب كل غيور على دين الله أن يقفوا جميعا صفّاً واحداً ضد هؤلاء الصِّرب الجدد، وبالله التوفيق.
تعليق