بسم الله الرحمن الرحيم
(براءة السلفية من إقرار الحزبية )
(براءة السلفية من إقرار الحزبية )
الحمد لله العزيز الغفور العالم بخائنة الأعين وما تخفي الصدور, وأشهد أن لا إله إلا الله الرقيب العليم, وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الكريم فصلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الأبرار السادة الأخيار.
وبعد:ففي ليلة آثرت المداد على الوساد والردود على الرقود, ومنعني القلم من أن أنم
وكان لذلك أسباب هي التي أثارت المشاعر وأرجعت الفكر النافر.
وتلك الأسباب المشار إليها بدأت بتساؤلات طرحتها على خاطري وقعدت أنتظر الجواب بفارغ من الصبر.
ومن تلك التساؤلات: هل سيغتر العامة بالمؤتمر السلفي (زعموا) المعقود في العاصمة صنعاء وإعلان الحزب السياسي السلفي.
وهل سيرتاب عامة الناس ودهماؤهم من المبدأ الأساسي الذي تقوم عليه الدعوة السلفية ويحملوها ذنب أناس لا يحسبون عليها وإن ادعوها فليست الدعوة مجرد أمنيات-؟
ومن تلك التساؤلات: هل سيستحي أرباب هذا المؤتمر والحزب الوليد في ساحة الأحزاب المشهورة المشاركة في النشاط السياسي من إلصاق هذا الحزب بالإسلام وأنه من صميمه بعد أن مرت أيام كانوا هم أنفسهم ينكرون أن يكون في الإسلام حزبية تعددية سوى حزب الله (وهم المؤمنون العاملون بالكتاب والسنة الدالة على تحريم الحزبية الديمقراطية).
ومن تلك التساؤلات هل سيقف هذا الحزب المذكور عند هذا الحد من التردي أم سيتبع إخوانه في الذوبان قليلًا قليلًا حتى لا مبالاة بالدين إذا عارض مصلحة الحزب ومحاولة تعطيل الأدلة وعدم العمل بها أو تأويلها كلَّما خالفت أو أشارت إلى تهديم مشروع من مشاريع الحزب.
ومنها: كيف سيصنع الحزب السلفي المزعوم بالأدلة التي حفظها يوم أن كان سلفيًا حقًا على الجادة والتي تحطم هذا التوجه المشؤوم الذي يقصدونه؟
ومنها: هل هناك سبب آخر غير محبة المال والجاه وزخرف الدنيا ومحبة الشهرة ومحاولة الرفعة من وجه كفيل لهم بالضعة ومحور ذلك: (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم).
ومنها: هل سيشعر الحزب المذكور بأنه كالباحث عن حتف أنفه بظلفه كما قيل,
كانوا مستورين من قبل وتنفق مغالطاتهم على كثير من الناس, أما الآن فقد أعربوا عن حقيقتهم وكشفوا عن ماهيتهم.
فلله در أهل السنة الذين ملئوا الدنيا تحذيرًا من هؤلاء قبل وبعد الإفصاح بهذا الحزب.وهم يعتبرونهم حزبيين من قبل إعلانهم الحزب وهذا يدل على صدق فراستهم وعمق إدراكهم وبعد نظرهم
فلو أطاع الناس علماء التوحيد والسنة لأبصروا الحق واضحًا جليًا بإذن الله والباطل بعيدًا قصيًا ولما التبس عليه الأمران.
تنبيه : إن أهل السنة والجماعة السلفيين أصحاب مبدأ واضح وطريق مستقيم لا تعصف بهم الرياح الشديدة لأن جذور عقيدتهم كالجبال الرواسي قوة وثباتًا وهم يبرؤون من هذا الحزب وغيره, وليس يمثل هذا الحزب إلا أشخاصًا معينين ولا يمثل الدعوة السلفية وإنما أقحم اسم السلفية تغريرًا لتنفق البضاعة.
واختصارًا أقول: إنه لا جدال في هذه المسألة المفروغ منها والتي قد أخذت حظها من صفحات العلماء والباحثين وصارت في متناول القارئين.
أما كونها من ضرورة دينية محضة فهذا غير صحيح في ضابط الضرورة؛ لأننا لم نكره عليها ولكنهم المسارعون إليها فهل هذا من الفقه الواضح أم من التلاعب الفاضح ؟!
ثم إن تهنئة الحزب الإشتراكي لهذ المؤتمر ليدل على أنه قد حقق له رغبات كان يؤملها وابتلي بالجرب الذي كان بجسده فاللهم سلِّم سلِّم .
وعلى كل فالدعوة السلفية بريئة من هذه الأحزاب كافة وتعتبرها غير شرعية؛ لأن حقيقتها ديمقراطية منابذة للقرآن والسنة, وأما علن المغالطات فهيهات هيهات, فما من حزب إلا ويتلاعب بالنصوص ويسخرها في مصلحته وصارت لعبة في إيدي العابثين.
فاللهم بين لعامة الناس في هذه الأحزاب بيانًا شافيا يا رب العالمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه أبو سليمان سلمان العماد أعانه الله
دار الحديث السلفية بدماج
ليلة الخميس 22/ربيع ثان/1433هـ
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه أبو سليمان سلمان العماد أعانه الله
دار الحديث السلفية بدماج
ليلة الخميس 22/ربيع ثان/1433هـ
تعليق