بسم الله الرحمن الرحيم
الردعلى المحرر السياسي لموقع أخبار اليوم
الردعلى المحرر السياسي لموقع أخبار اليوم
وبعد الأحداث المتعددة التي نبهت كثيرًا من الغافلين على حقيقة العملاء للقوى الخارجية الدموية التي همها السيطرة وفرض الهيمنة وضرب الإسلام دون مبالاة بهدمٍ ولا سفك دمٍ ولا يرقبون في مؤمن إلًا ولا ذمة, وقد بيَّتوا للمجتمع شر نيَّة وطويَّة تحت ستار (الثورة الوطنية ضد الظلم والكهنوتية) وهم في الحقيقة للظلم والكهنوت أس ومعدن, تجلت في الحرب الشعواء التي شنوها على العزل والأبرياء والمدنيين الأتقياء تنفيذًا لتلك المخططات الخطيرة.
تظهر لنا تلك المقالات لتبرر أعمال الظالمين وتزرع الحقد والبغضاء والكراهية في قلوب الذين تنبهوا من غفلتهم واستيقظوا من رقدتهم بعد مشاهدتهم للأحداث الدامية, لتصور السلفيين بأبشع صورة.
ونموذجًا لتلك المقالات: ذلك المقال الذي كتبه قلم المحرر السياسي لـ(أخبار اليوم) بعد التماس كهرمالي حصل له بين موجب العمالة الدفينة وسالب الأحقاد الكمينة،, هاجم فيه ما سماه بالتيارالسلفي أقبح هجمة عرفتها الصحافة اليمنية ومرت بتاريخ الإعلام، وقصف في مقاله ذلك بأكثر من سبعين قذيفة!! كلها محرمة دينيًا بل وصحفيًا مثل : (التكفير السحيق) و(الاستهانة) و( السخرية) و(السب المقذع!) و(الأوصاف الشنيعة الفضيعة ....الخ ، تجاه ما سماه بالتيار السلفي.
وبرَّر في مقاله مهاجمة الحوثيين وحصارهم للسلفيين, ووضح أن لهم وجهة صحيحة ومبررات واضحة وهو ما بدأ به في مقاله ذلك؟!!
وهو من الغرابة بمكان للمواقف الإيجابية المعروفة لموقع أخباراليوم تجاه قضية دماج والحوثيين.
- وموجة العطف التي حملتها بعض كلمات المقال الالتماسي ليست مقصودة لذاتها،, بل هي أشبه بقول الشاعر:
إذارأيت نيوب الليث بارزة **** فلا تظنن أن الليث يبتسم
وهذه الهجمة الشرسة تنبئك أنه متراجع عن تعاطفه مع التيار وهو ما أكده في نفس المقال بقوله: (فالتشدد لايجلب غير الضيق بالآخر ودعوة الآخر بعزل هذا التيار ومحاصرته وضربه).
- وعودته بإدانة الحوثيين على الحصار موجة أخرى من فبركته الالتماسية ليكسب المقال نسيم الرحمة التخييلية المتوهمة التي سرعان ما تتلاشى قبل نهاية السطر نفسه عند معرفة أنها مقدمة تمهيدية لهجمة شرسة أصبح فيها أكثر استعدادًا وسوء أدب وقد خلع عنه الحياء ليستعمل أسلوب التخبيب وتذكير المتعاطفين مع ما سماه بالتيار بمواقفهم الشنيعة في نظره من عبادة النظام الظالم الغاشم!! وتبرير جميع أوابده؟! وهو ما عبر عنه بقوله: ( النظام الذي وقف معه التيار السلفي بدعوى طاعةولي الأمر وهي طاعة عمياء), وأوضح -غاية الإيضاح- تراجعه عن إدانة الحوثيين ولصمت النظام, وذلك بقوله: ( إنه تطرف لا ينبغي الوقوف معه).
واستمر إلى آخر مقاله في المهاجمة بدون خجل غير متئد في استعمال كل ما عرف من الكلمات القبيحة نحو ما سماه بالتيار, مثل: (يعيش حياة الكهوف, تشدد لا يؤمن بأن الإنسان خليفة الله في الأرض,تيار لا يمشي في مناكب الأرض, ولا يأكل من رزق الله, ويستوطن حياة منغلقة بائسة,يعيشون حياة القرون السحيقة حيث كل شيء محرم, ليس من الإسلام في شيء؟!.....).
وكثير من هذه الكلمات تحمل تكفيرًا سحيقًا لما سماه بالتيار إذ ليس بعد الإسلام إلا الكفر.
ولشناعة المقال المذكور لم نرَ من المصلحة نشر الرد عليه, فسدلنا عليه الستار بل قلنا: نهل التراب على ذلك المقال الذي ذهب أدراج الريح وأكلته الدود, وبقي الحق منصورًا والباطل مقهورًا كماقال الله: ((وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا)), وكما قال تعالى:((فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال)).
ولكن بعد ذلك رأينا كثرة المقالات التي يحمل أصحابها فيها على ما يسمونه بالتيار السلفي تزامنًا مع الفوضى التي عمت البلاد اليمنية والتي نسأل الله أن يدفعها عن بلادنا وأن يجنب بلادنا وسائر بلاد المسلمين الفتن والإحن والبلايا والرزايا.
فعزمنا على نشر بعض الردود دفاعًا عن الحق والدين.
وإلا فنحن نعرف أن المتزمتين من المنتسبين إلى الإخوان المسلمين وسائر الأطياف في الساحة كانوا قد فرحوا بما حصل على السلفيين من البغي والعدوان الأثيم من قبل الحوثيين, أو على الأقل لم يزعجهم ذلك وراحوا يسخرون أقلامهم للوقيعة في السلفيين, والسخرية منهم ومن دين الله الحق الذي وقفوا أنفسهم لتعلمه وتعليمه الناس والصبر على الأذى فيه.
وظهرت مقالة لمن سماه أبوه (صادق العامري) وهو كاذب في مقاله ذلك, وتناولته بعض الصحف كصحيفة (الشرق الأوسط)اللندنية وبعض المواقع, وطالب كسابقه ممن سموه بالتيار السلفي بالتغيير, وجعلوه شرطًا لكسب عطفهم واحترامهم, ولست أشك أن التغيير الذي يقصدونه هو الإسلام من جديد على الطريقة التي يقبلونها والفكر الذي يرتضونه, وأنه بدون الدخول في إسلامهم ودينهم فلن نكسب عطفهم واحترامهم كما شرطه ذلك المحرر الالتماسي.
ولا أدري إن كان بعضهم يتأثر ببعض ويحذو حذوه, أم أن القات الذي يخزنون به واحد, وذلك لتشابه الطفحة!!وسيتلوا هذا كشف منا لبعض الشبهات على دعوة أهل السنة والجماعة ودعاتها وهو ما يسمونه بـ(التيار السلفي).
صادر عن دار الحديث بدماج
بتاريخ 2 ربيع ثاني 1433هـ
تعليق