بسم الرحمن الرحيم
الحلقة الثانية
الحلقة الثانية
وفي هذه الحلقة نسلط ضوءً على الحكومة المدنية من حيث هي وذلك تلبية لما أشار به بعض الأخوة الأفاضل حفظهم الله جميعا
(الحكومة المدنية من المنظار الشرعي الثاقب)
أولاً: وقبل كل شيء
هذه التسمية هل نجدها في دواوين الإسلام وتاريخه المشرق علمًا أن كُلاً من(دولة )و(ومدنية) من لغة العرب؟
الجواب: لا.
ولمَ ؟؟
إذًا حُق لنا أن نتسائل من أين جاء وفي أي وقت وُلد هذا المصطلح ؟
أفاد بعض الباحثين أنه لم يكن له وجود قبل انهيار الإتحاد السوفيتي خلال الثلاثة العقود الماضية، كان هناك مصطلح ( الدولة) وهي معروفة وتتكون من أربعة أركان وهي : الإقليم, والسكان, والحكومة ,والسيادة .
وكان هناك أيضاً مصطلح (المدنية ) منفصلاً وهو يعني عند البعض التمدن أو الحضارة أو ضد العسكرية أو القبلية وتركيبه بهذه الطريقة ( الدولة المدنية ) يُعد مفهوماً جديداً وتبنَّي خلال فترة انتصار الليبرالية الأمريكية على الشيوعية الروسية ,وتبنته النخب العلمانية.
أقول فماذا إذاً ؟؟
إذاً كانت التي تمخضته العلمانية وحضنته الليبرالية الأمريكية فشر النتاج نتاجها فبئست الوالدة والمرضعة.
فيا أيها المسلمون : لمَ التهوك بأفكار الغرب أليس في دينكم الكفاية اقرءوا إن شئتم +الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا_
أليس في ديننا الحنيف غُنية وقد قال الرب سبحانه +مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ_؟
أنا لا أشك أن هذا الكلام يغضب الدولة المدنية لأنها تريد أن تسلب عنّا هذه المميزات وتجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض و المتقين كالفجار والذكر كالأنثى والمسلمين كالمجرمين.
وتودُّ لو حذفت من القرآن هذه الآيات ونظائرها.
تُشكك بكل آية أو حديث فيه فضيلة لهذه الأمة؛ أو إيجاد أي فرق بين شخص وآخر مهما كان وهذا هو المرتكز الأساسي للعلمانية ولكن كلما بلي لها ثوب تقمصت آخر:
ولو لبس الحمار ثياب خزّ*** لقال الناس يا لك من حمار
بل في الحقيقة أبعدت النُجعة وزادت على مفهوم العلمانية أضعافًا مضاعفة، كما سيأتي بيانه إن شاء الله.
بعض بنود الدولة المدنية:
ومما يعيننا على فهم ماهيّة الدولة المدنية النظر إلى الخريطة التي تمشي عليها في الساحة العملية والسياسية
فمن ذلك :
1- الحرية التامة لمزاولة أي تفسخ أو انحلال خلقي أو ديني دون أي نكير لأن هذا مخالف لاحترام السير والمعتقد و الدين.
2-تقوية شوكة العلمانيين والحداثيين وأرباب الأفكار المنحرفة كالرفض والتشيع وكذا الأحزاب المحاربة للإسلام ومبادئه وقيمه كالاشتراكية والبعثية والناصرية وغيرهم وهنا يتولد سؤالٌ مهم جدًا وهو:
لماذا الأصناف المذكورة آنفًا طاروا فرحًا بهذا المبدأ لما ؟
لأنه يضمن لهم بث سمومهم بكل حرية ,وانتشار طاعون فكرهم بغير علاج له.
تنبيه :
لماذا لا ينكر الحوثي ومن على شاكلته المدنية كما قاطعوا الدمقراطية (المشاركة في الانتخابات) لاسيما في اليمن مع أنها أختها من الرضاعة.
لأن بينهما فرق يسير من أجله اختاروا العمياء وتركوا العوراء مع أن كلاهما عيب قادح.
فالديمقراطية: تضم صوت المجتمع بكامله ومن ثم ينصب الرئيس، والصلاحية له في إقامة من شاء وعزل من شاء في شتى المحافظات فيبسط الرئيس نفوذه في البلاد بأسرها فحينها تتعطل مصلحة الحوثي ومن على شاكلته من فرض السيطرة وبث الفكر بعنوة .
وما الحروب الستة إلا دليلة على هذا ؟!!
.من قال للحوثي وأتباعه لا تعيشوا مواطنين لا تظلمون ولا تظلمون ؟
بل هذا الذي يطالبون به ولكن .....
وأما المدنية : فلكل بلد أو محافظة الصلاحية في إقامة من شاءوا ثم إذا غضبوا علية فالشارع في انتظارهم ليحقق لهم مطالبهم ومن المعقول أواليسير أن يوجد في المحافظة الواحدة من الأشخاص ما يكفل بصعود فالح أو إنزال صالح، وقد يفرض القويُّ قوته على الضعيف حتى يتم الأمر المقصود وهذا الذي يريده الحوثي ومن شابهه، فاعتبروا يا ألي الأبصار..
.3- العمل على تقويض الإسلام أو احتوائه أو تهميش دوره وإعادته إلى المسجد ومنعه من التأثير على الأفراد إلا في مجالات العبادات الفردية فقط.
.4- المطالبة بالاعتدال ويجب أن يكون مفهومه وفقًا للتصور الأمريكي وأن أي مقاومة لهذا المفهوم هو تعبير عن التطرف والغلو الذي يجب مقاومته باسم التطرف والإرهاب ويغذي المشروع مجلسُ الأمن الدولي.
5-جعل كل من لا ينتمي للإسلام أو هو منتمٍ ولكن ينخر فيه من الداخل وهذا هو أشد الأنواع ويجعلونهم تحت ستار الاعتدال بالمفهوم الغربي الكافر, وبعد أن يتم الإشادة بهؤلاء يتولد ولو بعد حين النظرة المزدرية للعاملين بالإسلام المحافظين على مبادئه (وهي حاصلة الآن فكيف بعد) نظرة أقلية متطرف.
6- قيام الثورات الشعبية، التي هي من بعض جوانبها ومن أهمها، كما نلاحظه ساعتنا هذه، وقد سبقت الإشارة أليها قبل .
وأدل دليل على ذلك أننا نرى الدول التي نبغت منها الثورات التي يسمونها الثورات الشعبية كتونس ومصر وليبيا واليمن وسورية، هي التي جعلت أهم مطالبها إيجاد الدولة المدنية الكفيلة بتحقيق الرغبات والمطالب الشخصية وأعانهم على ذلك قوم آخرون.
من المستفيد من الحكومة المدنية ؟
لا شك أن هذه السلعة التي تجلب إلى أسواق المسلمين سينتفع بها قوم ويتضرر بها آخرون.
أما المستفيد منه: فالغوغاء من المسلمين والمريدون بنا وعقيدتنا عوجًا وأعظم من يستفيد منها الموَرِّد لها والراكض خلفها بخيله ورجله .
والمتضرر منها:كل ناصح لدينه ومجتمعه من عالم وداعية ومن والاهم
وما الذي زبرته آنفا إلا غيض من فيض مما يجب أن يبين من حال هذه السلعة البائرة .....
وإلى الحلقة الثالثة إن شاء الله تعالى
أبو سليمان سلمان العماد
أعانه الله
1/ربيع ثاني /1433هــ
أبو سليمان سلمان العماد
أعانه الله
1/ربيع ثاني /1433هــ
تعليق