رسالة إلى المجاهدين
بسم الله الرحمن الرحيم
من أبي بكر بن ماهر بن عطية المصري
إلى إخواني الليوث الأبطال بجبهة كتاف وحجور وغيرهما من بلاد اليمن، المجاهدين لأعداء الله الرافضة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد:
فإني أشكر لكم إحياء فريضة الجهاد السلفي بالسنان -إضافة إلى اللسان- وأسأل الله -عز وجل- أن يُمَكنكم من رقاب عدوكم من الرافضة.
واعلموا -سددكم الله- أنه لابد من استمرار الجهاد، حتى يفتح الطريق -على الأقل- إلى دار الحديث السلفية بدماج، وحتى يُؤَمَّن السبيل إليها، وذلك بلزوم الرباط في جميع ثغور ذلك السبيل.
هذا، وقد أمر الله رسوله بتحريض المؤمنين على القتال صراحة في موضعين من كتابه، فقد قال في سورة النساء:
{وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً}
وقال في سورة الأنفال:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ}
وقد قرن الله -عز وجل- بين الإيمان به والجهاد في سبيله في كثير من آيات الكتاب، كما في سورة "براءة" وغيرها، ونكتفي هنا بذكر قوله -تعالى- في سورة الصف:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}
ومعلوم أن أهل العلم داخلون في خطابات ونداءات القرآن الكريم دخولاً أوليًا وأولويًا، إذ إنهم أخص المؤمنين بعد الأنبياء والمرسلين.
وتعلمون -معشر المجاهدين- أن الجهاد بالسيف يمكن أن يقوم به طلبة العلم وغير طلبة العلم، بخلاف الدعوة والتعليم، فإنه لا يقوم بهما إلا من آتاه الله علمًا، فلو أمكنكم -معشر المجاهدين الصالحين- أن تَكْفوا إخوانكم طلبة العلم الصفوف الأمامية التي فيها الهجوم على الرافضة، رجاء الإبقاء على أمثال هؤلاء الطلبة الذين يرجى نفعهم للإسلام والمسلمين بالدعوة والتعليم والتبليغ والتحريض على القتال، وتعليم ذراريكم وأهليكم، وغير ذلك مما يحسنونه.
أقول:
لو أمكنكم ذلك، فإني أرجو أن تفعلوا ما أمكنكم، وإني لأرجو لمن قُتل منكم -والشأن ما ذكر- بعد رجاء نيله للشهادة، أن يكون له نصيب من قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث» ومنها: «علم ينتفع به» إضافة إلى ما للشهيد من الخصال والفضائل والمكرمات، وما أكثرها !!
وأرجو لمن حَيي منكم أن يرجع منصورًا نائلاً الأجر والغنيمة، ونائلاً أجر ضربه بسهمه في سبيل الحفاظ على العلم وأهله، وبث العلم في أهله ومستحقيه.
هذا شيء في نفسي، أردت أن أبوح به لكم، وهو الذي حدا بي إلى كتابة هذه الرسالة إليكم، فأرجو أن تتأملوه، وما رجوت بذلك إلا الخير للإسلام وأهله، والله شهيد على ما في قلبي، ولأمرائكم -وفقهم الله- حق النظر في مصلحة التقديم والتأخير لأمثال هؤلاء الطلبة أو غيرهم، ولهم حق البت في ذلك، كما أن لهم حق السمع والطاعة في مثل هذا من غير افتيات عليهم، فهم مأمونون-إن شاء الله- على فعل الأصلح، وموكول إليهم فعل الأصلح، أبقى الله المجاهدين لحصد هامات الروافض، وأبقى الله طلبة العلم مجاهدين ومجتثين لجميع الأهواء، ووفقكم الله لما فيه رضاه، ونصركم في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تم الفراغ منه في ليلة الأحد الموافق السابع والعشرين من شهر
ربيع الأول لسنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة وألف
من الهجرة النبوية على صاحبها
الصلاة والسلام
وكتب
أبو بكر بن ماهر بن عطية بن جمعة المصري
أبو عبدالله
تعليق