أين أنتم يا أهل السنة من جبهة كتاف وحجور؟
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل عز المسلمين في الجهاد والرباط، والصلاة والسلام على نبينا محمد الداعي إلى أقوم صراط، وعلى آله وصحبه أهل الحق والاغتباط،
أما بعد:
فإنه لا يخفى على كل سلفي ما يدور في كتاف وحجور من حروب طاحنة، ومواجهات دامية، بين عسكر الإيمان وزبالة الكفر والطغيان، بين أهل السنة والتوحيد، وأهل الزندقة والتنديد.
نعم؛ إنها لحرب بين إسلام وكفر، فهبوا يا أهل التوحيد لقتال المشركين، وسارعوا يا أهل السنة في قتال الزنادقة، وهلموا لفلق هامة الرافضة البغاة المعتدين.
يا قبائل الإسلام والسنة هذا باب الجهاد في سبيل الله مفتوح فهل من داخل بنفسه وماله ليظفر بالأجور العظيمة، والمثوبات الجسيمة؟! ﴿وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُون﴾.
أين الغيورون على دين الله؟!
أين الغيورون على كتاب الله؟!
أين الغيورون على رسول الله؟!
أين الغيورون على سنة رسول الله؟!
أين الغيورون على عرض رسول الله؟!
أين الغيورون على أبي بكر وعمر وعثمان؟؟!
أين الغيورون على أمهات المؤمنين؟!
أين الغيورون على أصحاب رسول الله، وحفاظ الدين؟!
أين الغيورون على أولياء الله وأصفيائه؟!
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُم﴾ ﴿ولينصرن الله من ينصره﴾.
أذهبت غيرتكم وذابت؟!
أسكنت أنفسكم للدنيا وطابت؟!
أم ألهتكم الدنيا وتجارتها فأخلدتم لها؟!
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِين﴾.
أزهدتم في منازل الجنة العالية، ودرجاتها السامية؟
أنسيتم قول نبيكم ﷺ: «إن في الجنة مائة درجة، أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض».
أين أنتم يا قبائل الإسلام والسنة؟
إخوانكم تركوا دنياهم وأموالهم ونساءهم وأولادهم وأهليهم وراحتهم، ونفروا لنصرة دين الله بين الشمس الحارة، والبرد القارس، والرياح الشديدة، والنيران المحرقة، على شعاب وجبال، شعثًا غبرًا، فكيف يهنأ لكم مطعم أو مشرب أو تجارة؟
فهلا شاركتموهم وشددتم من أزرهم؟!
يا أهل السنة إخوانكم ينتظرونكم لتشاركوهم أفراح النصر، وسعادة الظفر، فأين التضحية؟!
يا أهل السنة إخوانكم في كتاف على أرض وائلة -أهل الكرم والشهامة، والبطولة والشجاعة-، يترقبون مساندتكم، ويسعدون بمجيئكم، فهلا سارعتم وأقبلتم.
يا أهل السنة إن لم تهبوا أنتم لنصرة دين الله فمن ننتظر؟!
يا أهل السنة إن لم تجيبوا نداء الجهاد وأنتم على وجه الخصوص المعنيون به فمن سيجيب؟!
يا أهل السنة إن لم تساندوا إخوانكم اليوم فمتى ستساندون؟!
يا أهل السنة إن لم تضحوا -أنتم يا من عرفتم عز السنة بنصرتها- فمن سيضحي؟!
لماذا التباطؤ؟
لماذا التأخر؟
لماذا التخاذل؟
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا﴾، ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾، ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾.
وإني لأخص بهذا النداء قبائل صعدة التي طالما خيم عليها الحوثيون بالظلم والبغي والاستطالة والغطرسة والاستعباد.
ولتعلموا: أن الحوثيين لا يردعهم إلا الجهاد، فهبوا لنصرة أنفسكم، واستعادة عزكم، مع إخوانكم من قبائل حلف النصرة الأبطال الذين لا يعرفون إلا الكر والمضي قدمًا –زادهم الله ثباتًا وإقدامًا- فقد حشدوا من كل مكان لنصرة دين الله، ونصرة المظلومين.
وإنه بفضل الله الواحد الأحد لا يزال أهل الحق منصورين قاهرين للرافضة، ظاهرين عليهم، وأملنا في الله كبير، وظننا به حسن، ولكن قصدت التحريض بجدية، والمسارعة في إجهاز العدو، وإنها والله لفرصة ذهبية –خصوصًا- وفلول الرفض تكسرت، وجحافلهم انهزمت –بحمد الله وقوته- فهبوا يا رجال الحق والسنة، ولا تدفعونا إلى أن نقول:
ما أكثر الناس لا بل ما أقلهم ... الله يعلم أني لم أقل فندا
إني لأفتح عيني حين أفتحها ... على (كثير) ولكن (لا أرى أحدا)
إني لأفتح عيني حين أفتحها ... على (كثير) ولكن (لا أرى أحدا)
فالمسارعة المسارعة يا أهل الإسلام والسنة، والبدار البدار يا طلاب الجنة.
كتبه أخوكم ومحبكم من أرض وائلة:
أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أحمد باجمال
صباح يوم الجمعة السادس والعشرين من شهر صفر عام ثلاثة وثلاثين وأربعمائة وألف
حمل المقال من هنا
بصيغة بي دي أف
أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أحمد باجمال
صباح يوم الجمعة السادس والعشرين من شهر صفر عام ثلاثة وثلاثين وأربعمائة وألف
حمل المقال من هنا
بصيغة بي دي أف
تعليق