حلف النصرة لأبناء قبائل اليمن
بسم الله الرحمن الرحيم
امتثالا لقوله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [ المائدة:2] وقوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا) [آل عمران: 103] وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا». فقال رجل: يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلومًا، أفرأيت إذا كان ظالمًا كيف أنصره. قال: «تَحْجُزُهُ، أَوْ تَمْنَعُهُ، مِنَ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ».
وقوله صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ شَهِدتُ فِي دَارِ عَبْدِ الله بْنِ جُدْعَانَ حِلْفًا لَوْ دُعِيتُ لَهُ فِي الإسْلامِ لأجَبْتُ».
وكانوا قد تحالفوا على أن لا يجدوا بمكة مظلومًا من أهلها، ومن غيرهم ممن دخلها من سائر الناس إلا قاموا معه، وكانوا على من ظلمه، حتى يردوا عليه مظلمته، فسمت قريش ذلك الحلف «حلف الفضول».
بناء على ما سبق فقد تم الرضا والاتفاق من أهل الحل والعقد من مشايخ وعقلاء وأبناء قبائل اليمن أن يوضع لهم حلف نصرة؛ وذلك لما تعيشه المنطقة من تسلط الحوثيين وتعسفهم على أهالي بعض المحافظات، وقتلهم وتشريدهم من بيوتهم ومناطقهم، وما ذلك إلا بسبب أنهم لا يقرونهم على ما هم عليه من الظلم والعدوان.
ومما ساعد الحوثي على ظلمه وعدوانه هو عدم وحدة الصف، وعدم نصرة المظلوم، حتى انتشر ظلمه وبطشه، فحرصًا على جمع صف المسلمين وردع هذا العدوان الداهم على أبناء قبائل اليمن عقد هذا الحلف الذي يسمى بحلف النصرة، وهو يقوم على ما يلي:
أولا: في حال وقوع ظلم أو اعتداء من الحوثي على أي طرف من أبناء اليمن من أهل الحلف، فيكون على أهل الحلف المسارعة إلى نصرة المعتدى عليه.
ثانيًا: أن تكون هدنة بين أهل الحلف أثناء قيام الحلف لأي عمل يجب عليه وعودة أبناء الحلف إلى مناطقهم، وتكون الهدنة شاملة لأصحاب الوجوه التي وقعت على هذا الحلف.
ثالثًا: أن يتعاون أبناء الحلف في تأمين طرق وأماكن تواجدهم.
رابعًا: ليس لهذا الحلف دواعي سياسية أو مذهبية أو مقاصد مصلحية وإنما هو امتثال لتعاليم دينهم وطلب المثوبة من الله.
خامسًا: يعتبر هذا الحلف عهدًا لله بين أبنائه يجب الوفاء به.
سادسًا: هذا الحلف بنوده قابلة لأي إضافة يحتاج إليها الحلف.
حلف النصرة لأبناء قبائل اليمن
تعليق