بسم الله الرحمن الرحيم
جاء عن العلامة محمد بن صالح العثيمين ـ رحمة الله عليه ـ في شرح كتاب كشف الشبهات في التوحيد الصفحة43-44 شارحا لكلام الإمام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله تعالى ـ " و[اعلم أنه سبحانه من حكمته لَمْ يبعث نبيًا بهذا التوحيد إلا جعل له أعداءً كما قال تعالى: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا}[ الأنعام :112].
الشرح :نبه المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ في هذه الجملة على فائدة عظيمة حيث بين أن من حكمة الله ـ عز وجل ـ أنه لم يبعث نبيا إلا جعل له أعداء الإنس والجن ، وذلك أن وجود العدو يمحص الحق ويبينه ، فإنه كلما وجد المعارض قويت حجة الآخر ،وهذا الذي جعله الله تعالى للأنبياء جعله أيضا لأتباعهم ، فكل أتباع الأنبياء يحصل لهم مثل ما يحصل للأنبياء قال الله ـ تعالى ـ :
{ [COLOR="#0000FF"]وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا}[ الأنعام :112].
وقال : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا}[ الفرقان :31] .
فإن هؤلاء المجرمين يعتدون على الرسل وأتباعهم وعلى ما جاؤوا به بأمرين :
الأول: التشكيك
الثاني: العدوان.
أما التشكيك: فقال الله ـ تعالى ـ في مقابلته:{ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا }.لمن أراد أن يضله أعداء الأنبياء.
وأما العدوان : فقال الله ـ تعالى ـ في مقابلته : { وَنَصِيرًا }. لمن أراد أن يردعه أعداء الأنبياء.
فالله تعالى يهدي الرسل وأتباعهم وينصرهم على أعدائهم ولوا كانوا من أقوى الأعداء ، فعلينا أن لا نيأس لكثرة الأعداء وقوة من يقاوم الحق ، فإن الحق كما قال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ :
فلا يجوز لنا أن نيأس بل علينا أن نطيل النفس ، وأن ننتظر ، وستكون العاقبة للمتقين ، فالأمل دافع قوي للمضي في الدعوة والسعي في إنجاحها كما أم اليأس سبب للفشل والتأخير في الدعوة .
وجاء عنه في الصفحة46 في معرض شرح قول المؤلف: "ولكن إذا أقبلت على الله وأصغيت إلى الحجة وبياناته فلا تخف ولا تحزن: {إن كيد الشيطان كان ضعيفا }[ النساء :76].
الشرح: يريد المؤلف أن يشجع من أقبل على الله وعرف الحق بأن لا يخاف من حجج أهل الباطل؛ لأنها حجج واهية، وهي من كيد الشيطان وقد قال الله تعالى: { إن كيد الشيطان كان ضعيفا }.
وفي ذلك يقول القائل:
الشرح : أشار المؤلف ـ رحمه الله ـ إلى أن جند الله وهم عباده المؤمنون الذين ينصرون الله ورسوله ـ يجاهدون الناس بأمرين:
-الأول: الحجة والبيان وهذا بالنسبة للمنافقين الذين لا يظهرون عداوة للمسلمين، فهؤلاء يجاهدون بالحجة والبيان.
الثاني :من يجاهد بالسيف والسنان وهم المظهرون للعداوة وهم الكفار الخلّص المعلنون لكفرهم،وفي هذا والذي قبله يقول الله ـ عز وجل ـ :{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}[التحريم :9].
والجهاد بالحجة والبيان يكون للكفار الخلص المعلنين لكفرهم أولاً،ثم يجاهدون بالسيف والسنان ثانيا، ولا يجاهدون بالسيف والسنان إلا بعد قيام الحجة عليهم .
والواجب على الأمة الإسلامية أن تقابل كل سلاح يُصوّب نحو الإسلام بما يناسبه، فالذين يحاربون الإسلام بالأفكار والأقوال يجب أن يبين بطلان ما هم عليه بالأدلة النظرية العقلية إضافة إلى الشرعية، والذين يحاربون الإسلام من الناحية الاقتصادية يجب أن يدفعوا ، بل يهاجموا إذا أمكن بمثل ما يحاربون به الإسلام ، والذين يحاربون الإسلام بالأسلحة يجب أن يقاوموا بما يناسب تلك الأسلحة.اهـ[/color
جاء عن العلامة محمد بن صالح العثيمين ـ رحمة الله عليه ـ في شرح كتاب كشف الشبهات في التوحيد الصفحة43-44 شارحا لكلام الإمام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله تعالى ـ " و[اعلم أنه سبحانه من حكمته لَمْ يبعث نبيًا بهذا التوحيد إلا جعل له أعداءً كما قال تعالى: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا}[ الأنعام :112].
الشرح :نبه المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ في هذه الجملة على فائدة عظيمة حيث بين أن من حكمة الله ـ عز وجل ـ أنه لم يبعث نبيا إلا جعل له أعداء الإنس والجن ، وذلك أن وجود العدو يمحص الحق ويبينه ، فإنه كلما وجد المعارض قويت حجة الآخر ،وهذا الذي جعله الله تعالى للأنبياء جعله أيضا لأتباعهم ، فكل أتباع الأنبياء يحصل لهم مثل ما يحصل للأنبياء قال الله ـ تعالى ـ :
{ [COLOR="#0000FF"]وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا}[ الأنعام :112].
وقال : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا}[ الفرقان :31] .
فإن هؤلاء المجرمين يعتدون على الرسل وأتباعهم وعلى ما جاؤوا به بأمرين :
الأول: التشكيك
الثاني: العدوان.
أما التشكيك: فقال الله ـ تعالى ـ في مقابلته:{ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا }.لمن أراد أن يضله أعداء الأنبياء.
وأما العدوان : فقال الله ـ تعالى ـ في مقابلته : { وَنَصِيرًا }. لمن أراد أن يردعه أعداء الأنبياء.
فالله تعالى يهدي الرسل وأتباعهم وينصرهم على أعدائهم ولوا كانوا من أقوى الأعداء ، فعلينا أن لا نيأس لكثرة الأعداء وقوة من يقاوم الحق ، فإن الحق كما قال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ :
الْحَقُ مَنْصُوٌر ومُمْتَحََنٌ فَلاََ **تَعْجَب فَهَذِي سُنَّة الرَّحْمَن
فلا يجوز لنا أن نيأس بل علينا أن نطيل النفس ، وأن ننتظر ، وستكون العاقبة للمتقين ، فالأمل دافع قوي للمضي في الدعوة والسعي في إنجاحها كما أم اليأس سبب للفشل والتأخير في الدعوة .
وجاء عنه في الصفحة46 في معرض شرح قول المؤلف: "ولكن إذا أقبلت على الله وأصغيت إلى الحجة وبياناته فلا تخف ولا تحزن: {إن كيد الشيطان كان ضعيفا }[ النساء :76].
الشرح: يريد المؤلف أن يشجع من أقبل على الله وعرف الحق بأن لا يخاف من حجج أهل الباطل؛ لأنها حجج واهية، وهي من كيد الشيطان وقد قال الله تعالى: { إن كيد الشيطان كان ضعيفا }.
وفي ذلك يقول القائل:
حُجَجٌ تَهَافَت كالزُّجَاجِ تَخَالُهَا ** حَقًّا وكُل كَاسِرٍ وَمَكْسُورٍ
وقال أيضا ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ في الصفحة48 شارحا لقول المؤلف ـ رحمة الله عليه ـ "فجند الله هم الغالبون بالحجة واللسان،كما أنهم هم الغالبون بالسيف والسنان"الشرح : أشار المؤلف ـ رحمه الله ـ إلى أن جند الله وهم عباده المؤمنون الذين ينصرون الله ورسوله ـ يجاهدون الناس بأمرين:
-الأول: الحجة والبيان وهذا بالنسبة للمنافقين الذين لا يظهرون عداوة للمسلمين، فهؤلاء يجاهدون بالحجة والبيان.
الثاني :من يجاهد بالسيف والسنان وهم المظهرون للعداوة وهم الكفار الخلّص المعلنون لكفرهم،وفي هذا والذي قبله يقول الله ـ عز وجل ـ :{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}[التحريم :9].
والجهاد بالحجة والبيان يكون للكفار الخلص المعلنين لكفرهم أولاً،ثم يجاهدون بالسيف والسنان ثانيا، ولا يجاهدون بالسيف والسنان إلا بعد قيام الحجة عليهم .
والواجب على الأمة الإسلامية أن تقابل كل سلاح يُصوّب نحو الإسلام بما يناسبه، فالذين يحاربون الإسلام بالأفكار والأقوال يجب أن يبين بطلان ما هم عليه بالأدلة النظرية العقلية إضافة إلى الشرعية، والذين يحاربون الإسلام من الناحية الاقتصادية يجب أن يدفعوا ، بل يهاجموا إذا أمكن بمثل ما يحاربون به الإسلام ، والذين يحاربون الإسلام بالأسلحة يجب أن يقاوموا بما يناسب تلك الأسلحة.اهـ[/color