منة الرحمن في جواب سؤالات الشيخ مجدي بن سلطان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ناصر عباده المؤمنين المظلومين، وخاذل الزنادقة المنافقين من أمثال الروافض الملاعين، والصلاة والسلام على الرؤوف الرحيم بالمؤمنين، المبعوث بالسيف على الكافرين، ورضي الله عن الصحب أجمعين، الذين جاهدوا أعداء الله فنالوا العز والتمكين، ورحم الله تابعيهم الذين اتبعوهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذه نقول من تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير -طيب الله ثراه، وجعل جنة الفردوس مأواه- اقتصرت فيها على اللباب اقتصارًا مع بعض التعليقات يتبين منها للبيب الجواب عما سأل عنه فاضل من الفضلاء ألا وهو الأستاذ الدكتور الشيخ مجدي بن سلطان -وفقه الله، وسدد على طريق الحق خطاه- إذ سأل عن جهاد أهل السنة والجماعة لأهل الرفض والشناعة بديار صعدة بشمال اليمن، حيث قال مستفهمًا وعن الجواب مستعلمًا ما نصه:
"أقول: لدي سؤالات: هل من الأمثل القضاء عليهم ولا يلتفت إليهم لأنهم لا عهد لهم، فإنهم هم المعتدون؟
أم ينبذ إليهم على سواء؟
أم المصلحة الراجحة هي الكف عنهم لحقن دماء أهل السنة الغالية؟
أم الواجب إبادتهم إلا اننا غير قادرون (كذا) لاحتمال انقلاب المسألة إلى ادّعاء فتنة طائفية فتؤل إلى حرب ضروس تشتبك فيها دول كثيرة؟
هذه سؤالات وأعوذ بالله أن أكون من مثيري الفتنة،كما أعوذ به أن كون من المثبطين المخذلين، بل أنا مجرد مستفهم من أولي الرشد.
وكتبه أخوكم مجدي سلطان"
فأقول مستعينًا بالله:
النقل الأول عن الحافظ ابن كثير -رحمه الله-.
قال -رحمه الله- في تفسير قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} (123:التوبة):
"أمر الله تعالى المؤمنين أن يقاتلوا الكفار أولاً فأولاً، الأقرب فالأقرب إلى حوزة الإسلام، ولهذا بدأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقتال المشركين في جزيرة العرب، فلما فرغ منهم وفتح الله عليه مكة والمدينة والطائف واليمن واليمامة وهجر وخيبر وحضرموت وغير ذلك من أقاليم جزيرة العرب، ودخل الناس من سائر أحياء العرب في دين الله أفواجًا، شرع في قتال أهل الكتاب، فتجهز لغزو الروم الذين هم أقرب الناس إلى جزيرة العرب، وأولى الناس بالدعوة إلى الإسلام لكونهم أهل الكتاب، فبلغ تبوك ثم رجع لأجل جهد الناس وجدب البلاد وضيق الحال، وكان ذلك سنة تسع من هجرته -عليه السلام، ثم اشتغل في السنة العاشرة بحجته حجة الوداع، ثم عاجلته المنية -صلوات الله وسلامه عليه- بعد حجته بأحد وثمانين يومًا، فاختاره الله لما عنده وقام بالأمر بعده وزيره وصديقه وخليفته أبوبكر الصديق -رضي الله عنه-، وقد مال الدين ميلة كاد أن ينجفل فثبته الله تعالى به، فوطد القواعد وثبت الدعائم، ورد شارد الدين وهو راغم، ورد أهل الردة إلى الإسلام، وأخذ الزكاة ممن منعها من الطغام، وبين الحق لمن جهله، وأدى عن الرسول ما حمله، ثم شرع في تجهيز الجيوش الإسلامية إلى الروم عبدة الصلبان، وإلى الفرس عبدة النيران، ففتح الله ببركة سفارته البلاد ، وأرغم أنف كسرى وقيصر ومن أطاعهما من العباد، وأنفق كنوزهما في سبيل الله كما أخبر بذلك رسول الله ، وكان تمام الأمر على يدي وصيه من بعده وولي عهده الفاروق الأواب، شهيد المحراب أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأرغم الله به أنوف الكفرة الملحدين، وقمع الطغاة والمنافقين، واستولى على الممالك شرقًا وغربًا، وحملت إليه خزائن الأموال من سائر الأقاليم بعدًا وقربًا، ففرقها على الوجه الشرعي والسبيل المرضي، ثم لما مات شهيدًا وقد عاش حميدًا أجمع الصحابة من المهاجرين والأنصار على خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان -رضي الله عنه- شهيد الدار، فكسى الإسلام بجلاله رياسة حلة سابغة، وامتدت في سائر الأقاليم على رقاب العباد حجة الله البالغة، فظهر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، وعلت كلمة الله وظهر دينه وبلغت الأمة الحنيفية من أعداء الله غاية مآربها، وكلما علوا أمة انتقلوا إلى من بعدهم ثم الذين يلونهم من العتاة الفجار، امتثالاً لقوله -تعالى- "يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار ..."إلى آخر كلامه النفيس -رحمه الله-.
قلت:
وديار صعدة الرافضية هي مما تلي سائر الديار اليمنية، فوجب قتالهم لإعلانهم بزندقتهم ونفاقهم وكفرهم من جهة، ولبغيهم من جهة أخرى.
أما قدرة إخواننا هناك على مقاتلة الرافضة فهي حاصلة ولله الحمد والمنة، وبشائر النصر المتكررة خير دليل وخير شاهد، أما احتمال انقلاب المسألة إلى ادّعاء فتنة طائفية فتؤول إلى حرب ضروس تشتبك فيها دول كثيرة؟ فيبقى هذا مجرد احتمال لا يقين، فلا أثر له، ثم إن هذا الاحتمال وارد في كثير من صور الحروب أو أكثرها قديمًا وحديثًا، ومع ذلك لم يعتبر، فبقي في حكم الملغي.
النقل الثاني
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في تفسير قوله -تعالى-:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِير} (73:التوبة):
"أمر تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بجهاد الكفار والمنافقين والغلظة عليهم، كما أمره بأن يخفض جناحه لمن اتبعه من المؤمنين، وأخبره أن مصير الكفار والمنافقين إلى النار في الدار الآخرة. وقد تقدم عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه قال: بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعة أسياف، سيف للمشركين: {فَإِذَا انْسَلَخَ الأشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ} وسيف للكفار أهل الكتاب: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} وسيف للمنافقين: {جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ} وسيف للبغاة: {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} وهذا يقتضي أنهم يجاهَدون بالسيوف إذا أظهروا النفاق، وهو اختيار ابن جرير.وقال ابن مسعود في قوله تعالى: {جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ} قال: بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، فإن لم يستطع فليكفهر في وجهه.وقال ابن عباس: أمره الله تعالى بجهاد الكفار بالسيف، والمنافقين باللسان، وأذهب الرفق عنهم.وقال الضحاك: جاهد الكفار بالسيف، واغلظ على المنافقين بالكلام، وهو مجاهدتهم. وعن مقاتل والربيع مثله.وقال الحسن وقتادة: مجاهدتهم إقامة الحدود عليهم.وقد يقال: إنه لا منافاة بين هذه الأقوال، لأنه تارة يؤاخذهم بهذا، وتارة بهذا بحسَب الأحوال ، والله أعلم".
قلت:
وروافض صعدة زنادقة منافقون معلنون بنفاقهم، وهم في الوقت نفسه باغون معتدون على إخواننا طلبة العلم ومشايخه بدار الحديث السلفية بدماج، التي هي على مقربة منهم، فوجب جهادهم بجميع أنواع الجهاد، عملاً بهذه الآية، وإخواننا قائمون بهذا الواجب الذي لا محيص عنه ولا مناص منه -سددهم الله-.
النقل الثالث
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- عند تفسير قوله -تعالى-:
{وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ} (التوبة:12):
"يقول تعالى: وإن نكث هؤلاء المشركون الذين عاهدتموهم على مدة معينة أيمانهم، أي: عهودهم ومواثيقهم، {وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ} أي: عابوه وانتقصوه، ومن هاهنا أخذ قتل من سب الرسول، صلوات الله وسلامه عليه، أو من طعن في دين الإسلام، أو ذكره بتنقص؛ ولهذا قال: {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ} أي: يرجعون عما هم فيه من الكفر والعناد والضلال"
قلت:
كم نكث رافضة صعدة من العهود!!
وكم طعنوا في الدين!!
وكم طعنوا في السنة!!
وكم طعنوا في أهل السنة!!
وكم بغوا واعتدوا على إخواننا!!
فوجب قتالهم وقتال أئمتهم!! فهم قوم لا عهد لهم ولا أَيْمان لهم، وإخواننا باليمن ممتثلون لهذا الأمر في الآية، وذلك بمقاتلتهم للرافضة المنافقين الفجار الكفار البغاة المعتدين على أهل السنة، وفي هذه الآية من الفائدة النافلة أن العهد يمين، كما في قوله -تعالى-:
{وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا}.
النقل الرابع
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- عند قوله -تعالى-:
{أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13) قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (التوبة):
"وهذا أيضا تهييج وتحضيض وإغراء على قتال المشركين الناكثين لأيمانهم، الذين هموا بإخراج الرسول من مكة، كما قال تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} وقال تعالى: {يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ [إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي] } الآية، وقال تعالى: { وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلا قَلِيلا} وقوله { وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} قيل: المراد بذلك يوم بدر، حين خرجوا لنصر عيرهم فلما نجت وعلموا بذلك استمروا على وجوههم طلبا للقتال ، بغيًا وتكبرًا، كما تقدم بسط ذلك.وقيل: المراد نقضهم العهد وقتالهم مع حلفائهم بني بكر لخزاعة أحلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى سار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح ، وكان ما كان ، ولله الحمد والمنة.وقوله: {أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} يقول تعالى: لا تخشوهم واخشون، فأنا أهل أن يَخشى العباد من سطوتي وعقوبتي ، فبيدي الأمر ، وما شئتُ كان ، وما لم أشأ لم يكن."
قلت:
ونحن نهيج ونحض ونغري إخواننا أهل السنة باليمن بقتال رافضة صعدة الذين نكثوا أيمانهم وعهودهم مرة تلو أخرى، ولم يكتفوا بالهَمِّ بإخراج أهل السنة من طلبة العلم وغيرهم بدماج منها، وإنما عزموا على إخراجهم منها عزمًا أكيدًا، وقاتلوا وقَتلوا فوق السبعين من معصومي الدم الأبرياء من أهل السنة، في سبيل تحقيق ما عزموا عليه -خابوا وخسروا- ثم إن هؤلاء الرافضة المقبوحين هم الذين بدأوا أهل السنة أول مرة بالقتال، والمتقاتلان ما فعلا فعلى البادئ منهما ما لم يعتد المظلوم، وقتل أهل السنة لألف من الرافضة في حربهم للرافضة مقابل قتل الرافضة لواحد من أهل السنة في حربهم لأهل السنة لا يعد اعتداء من أهل السنة؛ لأن دماء الرافضة لا تتكافأ مع دماء أهل السنة، وتأمل قوله {أَتَخْشَوْنَهُمْ}" تجده دالاً على الإنكار على من يخشى من كان هذا وصفه وإخواننا -ولله الحمد- لا يخشون الرافضة بل يتسابقون لمقاتلتهم -قتلهم الله-.
النقل الخامس
قال -رحمه الله- في تفسير قوله -تعالى-:
{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (55) الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ (56) فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57)} (الأنفال):
"أخبر تعالى أن شر ما دب على وجه الأرض هم الذين كفروا فهم لا يؤمنون، الذين كلما عاهدوا عهدا نقضوه، وكلما أكدوه بالأيمان نكثوه، {وَهُمْ لا يَتَّقُونَ} أي: لا يخافون من الله في شيء ارتكبوه من الآثام.{فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ} أي: تغلبهم وتظفر بهم في حرب، {فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ} أي: نكل بهم، قاله: ابن عباس، والحسن البصري، والضحاك، والسدي، وعطاء الخراساني، وابن عيينة، ومعناه غلظ عقوبتهم وأثخنهم قتلاً، ليخاف من سواهم من العرب وغيرهم، ويصيروا لهم عبرة،(لعلهم يذكرون) وقال السدي: يقول: لعلهم يحذرون أن ينكثوا فيُصنع بهم مثل ذلك.
{ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58)}
يقول تعالى لنبيه، -صلى الله عليه وسلم- {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ } قد عاهدتهم {خِيَانَةً} أي: نقضًا لما بينك وبينهم من المواثيق والعهود، {فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ } أي: عهدهم {عَلَى سَوَاءٍ} أي: أعلمهم بأنك قد نقضت عهدهم حتى يبقى علمك وعلمهم بأنك حرب لهم، وهم حرب لك، وأنه لا عهد بينك وبينهم على السواء، أي: تستوي أنت وهم في ذلك، قال الراجز: فَاضْرِبْ وُجُوهَ الغدر للأعْداء حتى يجيبوك إلى السواءوعن الوليد بن مسلم أنه قال في قوله تعالى: {فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ} أي: على مهل، {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ} أي: حتى ولو في حق الكافرين، لا يحبها أيضًا..."
قلت:
وإذا كان الأمر بالنبذ إلى العدو على سواءً مشروطًا بشرط الخوف من خيانته، فكيف بمن خان، ووقعت منه الخيانة، وباشرها مرات من أمثال رافضة صعدة ؟!
فأمثال هؤلاء الخائنين أحق بالمقاتلة والقتل، فهم من شر الدواب عند الله؛ لأنهم كفار وينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون، فأمثال هؤلاء الخائنين يجب مقاتلتهم، وقتالهم، والتشريد بهم والتنكيل بهم، وهو ما يقوم به إخواننا أهل السنة باليمن -ولله الحمد- والمصلحة كل المصلحة في اتباع الكتاب والسنة، وطاعة الله، وطاعة رسوله، ومصلحة ذلك متيقنة، ولا يجوز دفعها بمصلحة مظنونة، أو موهومة أما كون دماء إخواننا غالية فأقول:
نعم وكرامة ونعمى عين إنها لغالية حق غالية، لكنها تبذل وتراق رخيصة في سبيل الله، لإعلاء كلمة الله، ولمقاتلة من كفر بالله وعادى أولياء الله.
النقل السادس
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في تفسير قوله تعالى :
{وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)}(الأنفال):
"يقول تعالى: إذا خفت من قوم خيانة فانبذ إليهم عهدهم على سواء، فإن استمروا على حربك ومنابذتك فقاتلهم، {وَإِنْ جَنَحُوا} أي: مالوا {لِلسَّلْمِ} أي: المسالمة والمصالحة والمهادنة، {فَاجْنَحْ لَهَا } أي: فمل إليها، واقبل منهم ذلك؛ ولهذا لما طلب المشركون عام الحديبية الصلح ووضع الحرب بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع سنين ؛ أجابهم إلى ذلك مع ما اشترطوا من الشروط الأخر..."
إلى أن قال:
"وقول ابن عباس ، ومجاهد ، وزيد بن أسلم ، وعطاء الخراساني ، وعكرمة ، والحسن ، وقتادة: إن هذه الآية منسوخة بآية السيف في "براءة": {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ} الآية [التوبة : 29] فيه نظر أيضًا ؛ لأن آية براءة فيها الأمر بقتالهم إذا أمكن ذلك ، فأما إذا كان العدو كثيفًا ، فإنه تجوز مهادنتهم ، كما دلت عليه هذه الآية الكريمة ، وكما فعل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ، فلا منافاة ولا نسخ ولا تخصيص، والله أعلم.وقوله: {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} أي: صالحهم وتوكل على الله، فإن الله كافيك وناصرك ، ولو كانوا يريدون بالصلح خديعة ليتقووا ويستعدوا، {فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ} أي: كافيك وحده.ثم ذكر نعمته عليه بما أيده به من المؤمنين المهاجرين والأنصار؛ فقال: {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} أي: جمعها على الإيمان بك، وعلى طاعتك ومناصرتك وموازرتك { لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} أي: لما كان بينهم من العداوة والبغضاء، فإن الأنصار كانت بينهم حروب كثيرة في الجاهلية ، بين الأوس والخزرج ، وأمور يلزم منها التسلسل في الشر ، حتى قطع الله ذلك بنور الإيمان ، كما قال تعالى : { وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ} قلت: تتمة الآية {فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون} .قال : وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خطب الأنصار في شأن غنائم حنين قال لهم: "يا معشر الأنصار، ألم أجدكم ضلالاً فهداكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي، وكنتم متفرقين فألفكم الله بي" كلما قال شيئا قالوا: الله ورسوله أَمَنَّ. (1)ولهذا قال تعالى: {وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } أي: عزيز الجناب، فلا يخيب رجاء من توكل عليه، حكيم في أفعاله وأحكامه".
قلت:
ورافضة صعدة الذين اعتدوا على إخواننا بدار الحديث السلفية بدماج بالحصار والقتال والقتل لم يصح ولم يَصْفُ ولم يَسْلم لهم جنوح إلى السلم من أكثر من سبعين يومًا إلى اليوم، فالأصل البقاء على مقاتلة هؤلاء، وهو ما عليه إخواننا أهل السنة باليمن، فإنهم لا يزالون مرابطين في ثغورهم في جبهات القتال -أيدهم الله- غير أن رحى الحرب قد تخف في أيام الوساطة بالصلح أو الهدنة التي يسعى إليها الروافض سعيًا حثيثًا، بعد أن قتل منهم أضعاف ما قتل من أهل السنة -أنتن الله ريح الرافضة- فهل آن للرافضة إخوان إبليس أن يَصدقوا مرة اقتداء بإمامهم إبليس -لعنه الله- الذي قال فيه النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لأبي هريرة -رضي الله عنه-: «صدقك وهو كذوب»؟!
الحديث رواه البخاري في صحيحه برقم (3275) وفيه قصة مشهورة، فقد يصدق الكذوب، وفي هذه الآيات بشارة لأهل السنة بأن الله ناصرهم وكافيهم أمر مخادعيهم الرافضة الزنادقة الذين قال الله في أمثالهم من المنافقين:
{ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ}
وقال: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ}
وما أحسن ذكر تأليف القلوب في سياق آيات الجهاد!!
ووالله لو لم يكن من ثمرات جهاد الرافضة إلا التأليف والتقريب بين قلوب أهل السنة -وهو مما يغيظ الرافضة أشد الغيظ- لكفى به ثمرة ونعمة ومنحة ونصرًا من العزيز الوهاب، هو في نظري أعظم من النصر على الرافضة؛ لأنه من أعظم أسباب النصر وأسسه وقواعده التي يبنى عليها غيرها، فاللهم نصرك المؤزر الذي وعدت عبادك الصالحين، وانصر اللهم إخواننا المجاهدين في اليمن على أعدائهم الرافضة الرافضين للحق والدين.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
تم الفراغ منه في ليلة الجمعة الموافق الثاني عشر من شهر
صفر لسنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة وألف
من الهجرة النبوية على صاحبها
الصلاة والسلام
وكتب
أبو بكر بن ماهر بن عطية بن جمعة المصري
أبو عبدالله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ناصر عباده المؤمنين المظلومين، وخاذل الزنادقة المنافقين من أمثال الروافض الملاعين، والصلاة والسلام على الرؤوف الرحيم بالمؤمنين، المبعوث بالسيف على الكافرين، ورضي الله عن الصحب أجمعين، الذين جاهدوا أعداء الله فنالوا العز والتمكين، ورحم الله تابعيهم الذين اتبعوهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذه نقول من تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير -طيب الله ثراه، وجعل جنة الفردوس مأواه- اقتصرت فيها على اللباب اقتصارًا مع بعض التعليقات يتبين منها للبيب الجواب عما سأل عنه فاضل من الفضلاء ألا وهو الأستاذ الدكتور الشيخ مجدي بن سلطان -وفقه الله، وسدد على طريق الحق خطاه- إذ سأل عن جهاد أهل السنة والجماعة لأهل الرفض والشناعة بديار صعدة بشمال اليمن، حيث قال مستفهمًا وعن الجواب مستعلمًا ما نصه:
"أقول: لدي سؤالات: هل من الأمثل القضاء عليهم ولا يلتفت إليهم لأنهم لا عهد لهم، فإنهم هم المعتدون؟
أم ينبذ إليهم على سواء؟
أم المصلحة الراجحة هي الكف عنهم لحقن دماء أهل السنة الغالية؟
أم الواجب إبادتهم إلا اننا غير قادرون (كذا) لاحتمال انقلاب المسألة إلى ادّعاء فتنة طائفية فتؤل إلى حرب ضروس تشتبك فيها دول كثيرة؟
هذه سؤالات وأعوذ بالله أن أكون من مثيري الفتنة،كما أعوذ به أن كون من المثبطين المخذلين، بل أنا مجرد مستفهم من أولي الرشد.
وكتبه أخوكم مجدي سلطان"
فأقول مستعينًا بالله:
النقل الأول عن الحافظ ابن كثير -رحمه الله-.
قال -رحمه الله- في تفسير قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} (123:التوبة):
"أمر الله تعالى المؤمنين أن يقاتلوا الكفار أولاً فأولاً، الأقرب فالأقرب إلى حوزة الإسلام، ولهذا بدأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقتال المشركين في جزيرة العرب، فلما فرغ منهم وفتح الله عليه مكة والمدينة والطائف واليمن واليمامة وهجر وخيبر وحضرموت وغير ذلك من أقاليم جزيرة العرب، ودخل الناس من سائر أحياء العرب في دين الله أفواجًا، شرع في قتال أهل الكتاب، فتجهز لغزو الروم الذين هم أقرب الناس إلى جزيرة العرب، وأولى الناس بالدعوة إلى الإسلام لكونهم أهل الكتاب، فبلغ تبوك ثم رجع لأجل جهد الناس وجدب البلاد وضيق الحال، وكان ذلك سنة تسع من هجرته -عليه السلام، ثم اشتغل في السنة العاشرة بحجته حجة الوداع، ثم عاجلته المنية -صلوات الله وسلامه عليه- بعد حجته بأحد وثمانين يومًا، فاختاره الله لما عنده وقام بالأمر بعده وزيره وصديقه وخليفته أبوبكر الصديق -رضي الله عنه-، وقد مال الدين ميلة كاد أن ينجفل فثبته الله تعالى به، فوطد القواعد وثبت الدعائم، ورد شارد الدين وهو راغم، ورد أهل الردة إلى الإسلام، وأخذ الزكاة ممن منعها من الطغام، وبين الحق لمن جهله، وأدى عن الرسول ما حمله، ثم شرع في تجهيز الجيوش الإسلامية إلى الروم عبدة الصلبان، وإلى الفرس عبدة النيران، ففتح الله ببركة سفارته البلاد ، وأرغم أنف كسرى وقيصر ومن أطاعهما من العباد، وأنفق كنوزهما في سبيل الله كما أخبر بذلك رسول الله ، وكان تمام الأمر على يدي وصيه من بعده وولي عهده الفاروق الأواب، شهيد المحراب أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأرغم الله به أنوف الكفرة الملحدين، وقمع الطغاة والمنافقين، واستولى على الممالك شرقًا وغربًا، وحملت إليه خزائن الأموال من سائر الأقاليم بعدًا وقربًا، ففرقها على الوجه الشرعي والسبيل المرضي، ثم لما مات شهيدًا وقد عاش حميدًا أجمع الصحابة من المهاجرين والأنصار على خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان -رضي الله عنه- شهيد الدار، فكسى الإسلام بجلاله رياسة حلة سابغة، وامتدت في سائر الأقاليم على رقاب العباد حجة الله البالغة، فظهر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، وعلت كلمة الله وظهر دينه وبلغت الأمة الحنيفية من أعداء الله غاية مآربها، وكلما علوا أمة انتقلوا إلى من بعدهم ثم الذين يلونهم من العتاة الفجار، امتثالاً لقوله -تعالى- "يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار ..."إلى آخر كلامه النفيس -رحمه الله-.
قلت:
وديار صعدة الرافضية هي مما تلي سائر الديار اليمنية، فوجب قتالهم لإعلانهم بزندقتهم ونفاقهم وكفرهم من جهة، ولبغيهم من جهة أخرى.
أما قدرة إخواننا هناك على مقاتلة الرافضة فهي حاصلة ولله الحمد والمنة، وبشائر النصر المتكررة خير دليل وخير شاهد، أما احتمال انقلاب المسألة إلى ادّعاء فتنة طائفية فتؤول إلى حرب ضروس تشتبك فيها دول كثيرة؟ فيبقى هذا مجرد احتمال لا يقين، فلا أثر له، ثم إن هذا الاحتمال وارد في كثير من صور الحروب أو أكثرها قديمًا وحديثًا، ومع ذلك لم يعتبر، فبقي في حكم الملغي.
النقل الثاني
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في تفسير قوله -تعالى-:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِير} (73:التوبة):
"أمر تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بجهاد الكفار والمنافقين والغلظة عليهم، كما أمره بأن يخفض جناحه لمن اتبعه من المؤمنين، وأخبره أن مصير الكفار والمنافقين إلى النار في الدار الآخرة. وقد تقدم عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه قال: بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعة أسياف، سيف للمشركين: {فَإِذَا انْسَلَخَ الأشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ} وسيف للكفار أهل الكتاب: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} وسيف للمنافقين: {جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ} وسيف للبغاة: {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} وهذا يقتضي أنهم يجاهَدون بالسيوف إذا أظهروا النفاق، وهو اختيار ابن جرير.وقال ابن مسعود في قوله تعالى: {جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ} قال: بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، فإن لم يستطع فليكفهر في وجهه.وقال ابن عباس: أمره الله تعالى بجهاد الكفار بالسيف، والمنافقين باللسان، وأذهب الرفق عنهم.وقال الضحاك: جاهد الكفار بالسيف، واغلظ على المنافقين بالكلام، وهو مجاهدتهم. وعن مقاتل والربيع مثله.وقال الحسن وقتادة: مجاهدتهم إقامة الحدود عليهم.وقد يقال: إنه لا منافاة بين هذه الأقوال، لأنه تارة يؤاخذهم بهذا، وتارة بهذا بحسَب الأحوال ، والله أعلم".
قلت:
وروافض صعدة زنادقة منافقون معلنون بنفاقهم، وهم في الوقت نفسه باغون معتدون على إخواننا طلبة العلم ومشايخه بدار الحديث السلفية بدماج، التي هي على مقربة منهم، فوجب جهادهم بجميع أنواع الجهاد، عملاً بهذه الآية، وإخواننا قائمون بهذا الواجب الذي لا محيص عنه ولا مناص منه -سددهم الله-.
النقل الثالث
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- عند تفسير قوله -تعالى-:
{وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ} (التوبة:12):
"يقول تعالى: وإن نكث هؤلاء المشركون الذين عاهدتموهم على مدة معينة أيمانهم، أي: عهودهم ومواثيقهم، {وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ} أي: عابوه وانتقصوه، ومن هاهنا أخذ قتل من سب الرسول، صلوات الله وسلامه عليه، أو من طعن في دين الإسلام، أو ذكره بتنقص؛ ولهذا قال: {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ} أي: يرجعون عما هم فيه من الكفر والعناد والضلال"
قلت:
كم نكث رافضة صعدة من العهود!!
وكم طعنوا في الدين!!
وكم طعنوا في السنة!!
وكم طعنوا في أهل السنة!!
وكم بغوا واعتدوا على إخواننا!!
فوجب قتالهم وقتال أئمتهم!! فهم قوم لا عهد لهم ولا أَيْمان لهم، وإخواننا باليمن ممتثلون لهذا الأمر في الآية، وذلك بمقاتلتهم للرافضة المنافقين الفجار الكفار البغاة المعتدين على أهل السنة، وفي هذه الآية من الفائدة النافلة أن العهد يمين، كما في قوله -تعالى-:
{وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا}.
النقل الرابع
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- عند قوله -تعالى-:
{أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13) قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (التوبة):
"وهذا أيضا تهييج وتحضيض وإغراء على قتال المشركين الناكثين لأيمانهم، الذين هموا بإخراج الرسول من مكة، كما قال تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} وقال تعالى: {يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ [إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي] } الآية، وقال تعالى: { وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلا قَلِيلا} وقوله { وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} قيل: المراد بذلك يوم بدر، حين خرجوا لنصر عيرهم فلما نجت وعلموا بذلك استمروا على وجوههم طلبا للقتال ، بغيًا وتكبرًا، كما تقدم بسط ذلك.وقيل: المراد نقضهم العهد وقتالهم مع حلفائهم بني بكر لخزاعة أحلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى سار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح ، وكان ما كان ، ولله الحمد والمنة.وقوله: {أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} يقول تعالى: لا تخشوهم واخشون، فأنا أهل أن يَخشى العباد من سطوتي وعقوبتي ، فبيدي الأمر ، وما شئتُ كان ، وما لم أشأ لم يكن."
قلت:
ونحن نهيج ونحض ونغري إخواننا أهل السنة باليمن بقتال رافضة صعدة الذين نكثوا أيمانهم وعهودهم مرة تلو أخرى، ولم يكتفوا بالهَمِّ بإخراج أهل السنة من طلبة العلم وغيرهم بدماج منها، وإنما عزموا على إخراجهم منها عزمًا أكيدًا، وقاتلوا وقَتلوا فوق السبعين من معصومي الدم الأبرياء من أهل السنة، في سبيل تحقيق ما عزموا عليه -خابوا وخسروا- ثم إن هؤلاء الرافضة المقبوحين هم الذين بدأوا أهل السنة أول مرة بالقتال، والمتقاتلان ما فعلا فعلى البادئ منهما ما لم يعتد المظلوم، وقتل أهل السنة لألف من الرافضة في حربهم للرافضة مقابل قتل الرافضة لواحد من أهل السنة في حربهم لأهل السنة لا يعد اعتداء من أهل السنة؛ لأن دماء الرافضة لا تتكافأ مع دماء أهل السنة، وتأمل قوله {أَتَخْشَوْنَهُمْ}" تجده دالاً على الإنكار على من يخشى من كان هذا وصفه وإخواننا -ولله الحمد- لا يخشون الرافضة بل يتسابقون لمقاتلتهم -قتلهم الله-.
النقل الخامس
قال -رحمه الله- في تفسير قوله -تعالى-:
{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (55) الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ (56) فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57)} (الأنفال):
"أخبر تعالى أن شر ما دب على وجه الأرض هم الذين كفروا فهم لا يؤمنون، الذين كلما عاهدوا عهدا نقضوه، وكلما أكدوه بالأيمان نكثوه، {وَهُمْ لا يَتَّقُونَ} أي: لا يخافون من الله في شيء ارتكبوه من الآثام.{فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ} أي: تغلبهم وتظفر بهم في حرب، {فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ} أي: نكل بهم، قاله: ابن عباس، والحسن البصري، والضحاك، والسدي، وعطاء الخراساني، وابن عيينة، ومعناه غلظ عقوبتهم وأثخنهم قتلاً، ليخاف من سواهم من العرب وغيرهم، ويصيروا لهم عبرة،(لعلهم يذكرون) وقال السدي: يقول: لعلهم يحذرون أن ينكثوا فيُصنع بهم مثل ذلك.
{ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58)}
يقول تعالى لنبيه، -صلى الله عليه وسلم- {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ } قد عاهدتهم {خِيَانَةً} أي: نقضًا لما بينك وبينهم من المواثيق والعهود، {فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ } أي: عهدهم {عَلَى سَوَاءٍ} أي: أعلمهم بأنك قد نقضت عهدهم حتى يبقى علمك وعلمهم بأنك حرب لهم، وهم حرب لك، وأنه لا عهد بينك وبينهم على السواء، أي: تستوي أنت وهم في ذلك، قال الراجز: فَاضْرِبْ وُجُوهَ الغدر للأعْداء حتى يجيبوك إلى السواءوعن الوليد بن مسلم أنه قال في قوله تعالى: {فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ} أي: على مهل، {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ} أي: حتى ولو في حق الكافرين، لا يحبها أيضًا..."
قلت:
وإذا كان الأمر بالنبذ إلى العدو على سواءً مشروطًا بشرط الخوف من خيانته، فكيف بمن خان، ووقعت منه الخيانة، وباشرها مرات من أمثال رافضة صعدة ؟!
فأمثال هؤلاء الخائنين أحق بالمقاتلة والقتل، فهم من شر الدواب عند الله؛ لأنهم كفار وينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون، فأمثال هؤلاء الخائنين يجب مقاتلتهم، وقتالهم، والتشريد بهم والتنكيل بهم، وهو ما يقوم به إخواننا أهل السنة باليمن -ولله الحمد- والمصلحة كل المصلحة في اتباع الكتاب والسنة، وطاعة الله، وطاعة رسوله، ومصلحة ذلك متيقنة، ولا يجوز دفعها بمصلحة مظنونة، أو موهومة أما كون دماء إخواننا غالية فأقول:
نعم وكرامة ونعمى عين إنها لغالية حق غالية، لكنها تبذل وتراق رخيصة في سبيل الله، لإعلاء كلمة الله، ولمقاتلة من كفر بالله وعادى أولياء الله.
النقل السادس
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في تفسير قوله تعالى :
{وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)}(الأنفال):
"يقول تعالى: إذا خفت من قوم خيانة فانبذ إليهم عهدهم على سواء، فإن استمروا على حربك ومنابذتك فقاتلهم، {وَإِنْ جَنَحُوا} أي: مالوا {لِلسَّلْمِ} أي: المسالمة والمصالحة والمهادنة، {فَاجْنَحْ لَهَا } أي: فمل إليها، واقبل منهم ذلك؛ ولهذا لما طلب المشركون عام الحديبية الصلح ووضع الحرب بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع سنين ؛ أجابهم إلى ذلك مع ما اشترطوا من الشروط الأخر..."
إلى أن قال:
"وقول ابن عباس ، ومجاهد ، وزيد بن أسلم ، وعطاء الخراساني ، وعكرمة ، والحسن ، وقتادة: إن هذه الآية منسوخة بآية السيف في "براءة": {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ} الآية [التوبة : 29] فيه نظر أيضًا ؛ لأن آية براءة فيها الأمر بقتالهم إذا أمكن ذلك ، فأما إذا كان العدو كثيفًا ، فإنه تجوز مهادنتهم ، كما دلت عليه هذه الآية الكريمة ، وكما فعل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ، فلا منافاة ولا نسخ ولا تخصيص، والله أعلم.وقوله: {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} أي: صالحهم وتوكل على الله، فإن الله كافيك وناصرك ، ولو كانوا يريدون بالصلح خديعة ليتقووا ويستعدوا، {فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ} أي: كافيك وحده.ثم ذكر نعمته عليه بما أيده به من المؤمنين المهاجرين والأنصار؛ فقال: {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} أي: جمعها على الإيمان بك، وعلى طاعتك ومناصرتك وموازرتك { لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} أي: لما كان بينهم من العداوة والبغضاء، فإن الأنصار كانت بينهم حروب كثيرة في الجاهلية ، بين الأوس والخزرج ، وأمور يلزم منها التسلسل في الشر ، حتى قطع الله ذلك بنور الإيمان ، كما قال تعالى : { وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ} قلت: تتمة الآية {فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون} .قال : وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خطب الأنصار في شأن غنائم حنين قال لهم: "يا معشر الأنصار، ألم أجدكم ضلالاً فهداكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي، وكنتم متفرقين فألفكم الله بي" كلما قال شيئا قالوا: الله ورسوله أَمَنَّ. (1)ولهذا قال تعالى: {وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } أي: عزيز الجناب، فلا يخيب رجاء من توكل عليه، حكيم في أفعاله وأحكامه".
قلت:
ورافضة صعدة الذين اعتدوا على إخواننا بدار الحديث السلفية بدماج بالحصار والقتال والقتل لم يصح ولم يَصْفُ ولم يَسْلم لهم جنوح إلى السلم من أكثر من سبعين يومًا إلى اليوم، فالأصل البقاء على مقاتلة هؤلاء، وهو ما عليه إخواننا أهل السنة باليمن، فإنهم لا يزالون مرابطين في ثغورهم في جبهات القتال -أيدهم الله- غير أن رحى الحرب قد تخف في أيام الوساطة بالصلح أو الهدنة التي يسعى إليها الروافض سعيًا حثيثًا، بعد أن قتل منهم أضعاف ما قتل من أهل السنة -أنتن الله ريح الرافضة- فهل آن للرافضة إخوان إبليس أن يَصدقوا مرة اقتداء بإمامهم إبليس -لعنه الله- الذي قال فيه النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لأبي هريرة -رضي الله عنه-: «صدقك وهو كذوب»؟!
الحديث رواه البخاري في صحيحه برقم (3275) وفيه قصة مشهورة، فقد يصدق الكذوب، وفي هذه الآيات بشارة لأهل السنة بأن الله ناصرهم وكافيهم أمر مخادعيهم الرافضة الزنادقة الذين قال الله في أمثالهم من المنافقين:
{ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ}
وقال: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ}
وما أحسن ذكر تأليف القلوب في سياق آيات الجهاد!!
ووالله لو لم يكن من ثمرات جهاد الرافضة إلا التأليف والتقريب بين قلوب أهل السنة -وهو مما يغيظ الرافضة أشد الغيظ- لكفى به ثمرة ونعمة ومنحة ونصرًا من العزيز الوهاب، هو في نظري أعظم من النصر على الرافضة؛ لأنه من أعظم أسباب النصر وأسسه وقواعده التي يبنى عليها غيرها، فاللهم نصرك المؤزر الذي وعدت عبادك الصالحين، وانصر اللهم إخواننا المجاهدين في اليمن على أعدائهم الرافضة الرافضين للحق والدين.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
تم الفراغ منه في ليلة الجمعة الموافق الثاني عشر من شهر
صفر لسنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة وألف
من الهجرة النبوية على صاحبها
الصلاة والسلام
وكتب
أبو بكر بن ماهر بن عطية بن جمعة المصري
أبو عبدالله
تعليق