قُـلْ لـن يـنـفـعـكـم الـفـرارُ
إن فررتـم مـن الـمـوتِ أو الـقَـتـل
وإذاً لا تـُمـتـّعـون إلا قـلـيـلاً
بسم الله الرحمن الرحيم
إن فررتـم مـن الـمـوتِ أو الـقَـتـل
وإذاً لا تـُمـتـّعـون إلا قـلـيـلاً
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، والصلاة والسلام على نبينا محمد بن عبد الله الصادق الأمين، ثـم أمـا بـعـد:
فإنه لا يخفى على كل ذي عينين ما يحصل من الاعتداء الغاشم من الروافض الأنجاس الأرجاس المشركين على إخواننا في دار الحديث بدماج، ابتداءً بالحصار الذي تجاوز الشهرين إلى يومنا هذا، منعوا الطعام والشراب والدواء، مما ألحق بعشرة آلاف مسلم الضرر الكبير من انتشار الأمراض وعدم توفر العلاج والغذاء، حتى منعوا حجاج بيت الله الحرام من أداء مناسك الحج، في أفعال ليس لها في التاريخ نظير فلم يحصل ذلك من اليهود ولا النصارى، وإذا كان منع الهرة من الطعام والشراب وحبسها سبب دخول النار كما في الحديث فكيف بحبس حفظة القرآن وحملة السنة، إنه لجريمة شنعاء نرجوا من الله أن يعجل لهم العقوبة فقد قال النبي-صلى الله عليه وسلم-:((ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم)) رواه الترمذي عن أبي بكرة وعند البيهقي نحوه عن أبي هريرة وهو في السلسلة الصحيحة للشيخ الألباني-رحمه الله-.
والله-عز وجل- يقول:{يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم...الآية}، وإخواننا مبغي عليهم والله ناصرهم قال الله تعالى:{ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بُغي عليه لينصرنَّه الله إن الله لعفو غفور}.
ومع أن هذا الحصار الغاشم لا يُقرّه شرع ولا عرف، ولا حتى الأعراف الدولية ولا الرحمة الإنسانية، فلم يكتفِ الرافضة بذلك بل قصفوا بأسلحتهم الثقيلة والخفيفة على طلاب العلم، من الدبابات وقذائف الهاون والرشاشات، فقتلوا الكبار والصغار والرجال والنساء، وقد بلغ القتلى في دار الحديث بدماج حتى كتابة هذه الأسطر أكثر من ستين قتيلا، والقنص مستمر إلى يومنا هذا وقد بلغ الجرحى أكثر من مائة جريح، فهَبَّ أهل السنة لنصرة إخوانهم وهكذا سائر المسلمين حتى أهل البدع، لأنهم علموا أنَّ هذه حرب بين الإسلام والوثنية، وخصوصاً بعد أن استغاث بهم إخوانهم في دماج، والله يقول:{وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر ... الآية}.
ومن باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-:((من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل)) رواه مسلم.
فذاك بنفسه وذاك بماله وذاك بدعائه وذاك بقلمه وفتاويه، وقد قال النبي-صلى الله عليه وسلم-:((جاهدوا المشركين بألسنتكم وأموالكم وأنفسكم)) رواه الترمذي.
وأفتى أهل العلم بالجهاد، وأن ما يحصل في دماج جهاد شرعي لا غبار عليه، فهو دفاع عن الدين والعرض والنفس والمال، وصد لعدوان الروافض الزنادقة الذين لا يخفى حالهم وعقائدهم الشركية ونواياهم السيئة للفتك بالمسلمين.
وكان كبار أهل العلم في هذا العصر قد أفتوا بالجهاد ووجوب نصرة أهل السنة في دماج ومنهم: شيخنا العلامة المجاهد يحيى بن علي الحجوري –حفظه الله من كل سوء ومكروه-، وهكذا الشيخ العلامة عبد المحسن العباد والشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي، والشيخ محمد بن هادي المدخلي، وممن أفتى بنصرة أهل السنة في دماج والتعاون معهم الشيخ الفوزان، والشيخ صالح السحيمي، بل وتوالت الفتاوى بإعلان الجهاد من كثير من الدعاة حتى من السروريين وغيرهم من الحركيين.
وهكذا كثير من مشايخ اليمن من أهل السنة وطلاب العلم كالشيخ محمد بن مانع والشيخ حسن بن قاسم الريمي والشيخ أحمد بن عثمان العدني والشيخ عبد الرزاق النهمي والشيخ عبد الله الإرياني وغيرهم.
ومع هذه النصرة العظيمة من أهل العلم وطلابه، ومشايخ القبائل وغيرهم من الداخل والخارج ممن عنده غيرة على دين الله، وتوجه الآلاف إلى بلاد وايلة لنصرة المظلومين، فإنا نسمع من بعض ممن كنا نتوقع منهم النصرة وأن يكونوا في المقدمة، وإن كانوا قد خذلوا أهل السنة في دماج خلال الفتن الماضية، وفي زمن الحرب السادسة بين الحوثيين والدولة، حيث حصلت من الحوثيين هجمات على دار الحديث بدماج.
وفي هذا الحرب تفاجأنا بموقفهم الضعيف الذي ثبَّط كثيرا من الشباب بشُبه باردة سلفهم فيها المرجفون في زمن النبي-صلى الله عليه وسلم- والمُخذِّلون منهم.
هذا وقد جلست مع أخٍ ممن أُلقيت عليه بعض الشبه في شأن الجهاد في دماج وهذه الشبه يلقيها المُخذِّلون على كثير من الشباب مما سببت تأخُّراً كبيرا، بغضِّ النظر عن أصحابها، لكنها شُبه تُلقى وتُدار بين المسلمين فأردت ذكر بعض هذه الشبه والتعليق عليها لعل الله ينفع بهذه الأوراق:
الشبهة الأولى:
من هؤلاء المُخذِّلين من يقول: لو هاجر أهل دماج فإن النبي-صلى الله عليه وسلم- هاجر من مكة حيث كان مستضعفاً وقلَّ مناصروه.
نقول:
أهل السنة لهم أكثر من ثلاثين سنة في وادي دماج وعند قبيلة آل خلال من وادعة مُعزَّزون مُكرَّمون، فتح أهل وادعة قلوبهم قبل بيوتهم وأراضيهم، وقدّموا أرواحهم من أجل هذا الدعوة، نسأل الله أن يعزهم ويكرمهم ويُعلى قدرهم، فهل من المعروف ورد الجميل أن يُترك أهلُ وادعة يعبث بهم الرافضة وأهل السنة وطلاب العلم يرحلون ويسلَمون بجلودهم.
ثم أيضاً الرافضة عبارة عن شرذمة من المجرمين والمستأجرين من قبل إيران فكيف يهرب أهل السنة منهم والله يقول:{يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفاً فلا تولوهم الأدبار * ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرّفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير}، كيف يُهرب من عصابة ليس بيدها الأمر والنهي، ولهذا فقد خاطب شيخُنا الحجوري-سلّمه الله- الرافضةَ، أنه إن كنتم ترون أنكم دولة فأعلنوها وابسطوا نفوذكم وبعدها من صبر على ظلمكم صبر، ومن لم يصبر رحل من دولتكم، وأما كونهم عصابة تُضيَّع الدعوة ويُهدم معقلُها من أجل هذا الاقتراح البارد فلا والله.
ثم لو سلّمنا بهذا الاقتراح البائر، هل يرضى الرافضة بهذا أم أنهم لا يريدون إلا استئصال أهل السنة أينما كانوا، فافهم هذا يا أيها المسكين، فالمسألة ليست في وادي، أو قرية أو محافظة وإنما هي استئصال الإسلام من جذوره.
أهل السنة دماؤهم حلال سواءً بقوا في دماج أو رحلوا عنها فدع عنك الغفلة والتعامي عن الحقائق.
الشبهة الثانية:
يقول بعضهم: من أراد أن يذهب ويعلم أنه سيصل دماج فليذهب لنصرة إخوانه.
يُقال لهذا:
إن كان ستتوسط له أنت عند الدولة يوصّلونه بطائرة هيلوكبتر فنعم قد يصل إلى دماج مباشرة، سبحان الله ما أضعف حجة العاجز، تُعلِّق نصرة أهل السنة بشيء محال، لماذا ما تقول: أنا ما أرى الجهاد ولا أنصح بالذهاب إلى وايلة وتريحنا من هذه المطمطة الفارغة.
إن جبهة وايلة هي أقرب جبهة لنصرة دماج، وإن الأبطال في تلك الجبهة قد حققوا انتصارات عظيمة أكثر من مائتين قتيل من الحوثيين وجماعة من الأسرى، ويتقدمون يوماً بعد يوم وبإذن الله يصلون دماج عن قريب فيجب إعانتهم ونصرتهم، ومن عجز أو جبن أو عُذر فلا يكون حجر عثرة أمام هذا الخير.
الشبهة الثالثة:
قال بعضهم: لو أفتينا بالجهاد لكُنّا أول المبادرين إليه، لا كما يفتي بعضهم وهو في بيته.
فأقول:
سبحان الله! أتترك الحق والصدع به خوفاً من العمل به، فهذا عمل العاجزين وأين أنت من قول الله تعالى:{يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضرُّكم من ضل إذا اهتديتم...الآية}، فأحسن إذا أحسن الناس، وإن أساءوا فتجنب إساءتهم.
ويا ترى من تقصد بهؤلاء المُفتين أهو الشيخ ربيع، أم الشيخ عبد المحسن العباد أم من يا ترى!.
والسني هو الذي توافق أقوالُه أفعالَه، لأن الله يقول:{يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون}.
الشبهة الرابعة:
يقول قائل: نخشى أن يجتمع أهل السنة وطلاب العلم في وايلة فيُحاصرهم الحوثيون في بعض الأماكن فيُقتلون جميعاً.
أقول:
أعوذ بالله من سوء الظن بالله سبحانه، وأنه سيخذل أولياءه، وينصر أعداءه ويمكن لهم، هذا ظن المشركين والمنافقين الذين قال الله عنهم:{يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور }.
وقال سبحانه وتعالى:{من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ}.
أين الإيمان بأقدار الله؟
أين التوكل على الله؟
أين الثقة بالله؟
ألم يقل الله تعالى:{وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلا...الآية}، ألم يقل الله سبحانه:{ أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة...الآية}، إن الموت في سبيل الله شرف عظيم وخاتمة حسنة، والمجاهدون في سبيل الله بين خيرين عظيمين إما النصر أو الشهادة، قال الله:{قل هل تربّصون بنا إلا إحدى الحسنيين ... الآية}، وكأني بهذا القائل ولسان حاله يقول: يموت أهل دماج ونبقى نحن.
أفٍ ثم أفٍ ثم أفٍ لهذا الجُبن والخور وهذا التخاذل، وهل تظن إن مات أهل دماج –حفظهم الله- أنك تَسلم، سيأتي دورك وتقول: أُكلت يوم أكل الثور الأبيض.
الشبهة الخامسة:
قال بعضهم -وبئس ما قال-:كبار العلماء في المملكة أفتوا بالجهاد ومشايخ اليمن لم يفتوا به،.
قلنا: لماذا؟
فأجاب: مشايخ اليمن أعلم في هذه القضية، وأعرف بأمور اليمن وتضاريسها وأحوالها من علماء المملكة.
والجواب:
أولاً: كأنكم حصرتم الفتوى في ثلاثة أشخاص أو أربعة يخطئون ويصيبون، بل عُرف من حالهم التأرْجُح في كثير من الفتن وما موقفهم المُضحك المُبكي في هذه الفتنة إلا دليل على ما قلت.
ألم يُفتِ شيخنا العلامة المجاهد يحيى بن علي الحجوري بالجهاد وهكذا غيره من مشايخ اليمن كما تقدم أم أن التقليد الذي هو من مسائل الجاهلية قد تسرب إلى بعض الأذهان وسيطر على بعض العقول.
ثانياً: وأمَّا القول إن مشايخ اليمن أعرف بهذه القضية فجواب ذلك من الشيخ محمد بن هادي المدخلي حيث قال: (ونحن-ولله الحمد- نسمع وينتهي إلينا من الأخبار من الثقات وخبر الثقة يقوم مقام المعاينة، ولسنا بالجهال باليمن، ولله الحمد نعرفه، نعرف تضاريسه، ونعرف قبائله، ونعرف ما عندهم من قوة، ونعرف ما فيهم من أسلحة، ونعرف ما عندهم من مذاهب، في الإجمال قد يفوقنا بعض إخواننا بمعرفة بعض التفاصيل، التي لا تؤثر إن شاء الله، فنحن ما نحن جهال، ولا نحن نعيش في قمقم لا ندري ماذا يجري حولنا، وما تكلمنا إلا بعلم وعن معرفة. انتهى).
الشبهة السادسة:
قال بعضهم: الإخوان المسلمون بعضهم أفتى بالجهاد فإن أفتينا وافقنا المبتدعة.
والجواب:
كأن بعضهم لا يريد أن يعمل شيء حتى يُعطى براءة الاختراع، يا أخي هذه حرب بين الكفر والإسلام لا تفرق بين مسلم ومسلم، مهما كان انتماؤهم واتجاههم ويجب على المسلمين أن يهبوا لصدّ هذا العدوان بجميع أصنافهم لأن هذه مصلحة عظمى للمسلمين، ودفع شر عظيم على الأمة جميعاً ومن أفتى بجهاد الرافضة أو قاتلهم فجزاه الله خيراً أياً كان ومن أي حزب كان من أهل الإسلام.
ولو تركنا الحق لأن فلان قال به أو عمل به لضللنا عن الصراط المستقيم، وانحرفنا عن الدين القويم، وهذه طريقة اليهود الذين كانوا يدَّعون أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- سيبعث فيهم فلما بعث في العرب كفروا به مع معرفته وأنه الحق، قال الله تعالى:{ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين}.
إن هذا الميزان المخلول سيضيع على الناس دينهم، إن قام الحزبيون بشيء من الدين تركناه نحن حتى لا نتشبه بهم، نعوذ بالله من الحسد والزهد المصطنع على حساب دين الله عز وجل.
الشبهة السابعة:
قول بعضهم: دعوتنا دعوة علم وتدريس لا دعوة حروب.
الجواب:
قال الشيخ محمد بن هادي المدخلي -جزاه الله خيرا-: (وأعجب من هذا أن بعض الأخوة جاءني ويسألني ويقول: إن بعض الناس يقول: نحن إنما دعوتنا دعوة تعليم، طيب دعوة التعليم ماذا تفيد؟ الآن جاء وقت العمل الذي تعلمنا في الجهاد يجب أن يطبق الآن، الذي تعلمنا في قتال أعداء الله ورسوله يجب أن يطبق الآن، أئمة الحديث وأهل السنة والحديث ما هم أهل تكاسل ودروشة، أئمة الحديث هم أهل الجهاد، الحافظ عبد الغني المقدسي كان يقرأ عليه وهو في الثغر مرابط، تقرأ عليه الأجزاء وهو مرابط في الثغر في بلاد الشام، الليل كله وهو في الحراسة وهي تقرأ عليه، كيف يقال دعوتنا هي التعليم والحديث، و((حدثنا)) و((أخبرنا)) من قال هذا ما علم معنى ((حدثنا)) و((أخبرنا)) وما فهم معنى ((حدثنا)) و((أخبرنا)) نحن نقرأ ((حدثنا)) و ((أخبرنا)) لنعمل به، إذا جاء كل شيء في حينه نطبقه ونعمل به، والله لا يجوز التخاذل في نصرة إخواننا أهل اليمن خاصة-أنا قلت ذلك عدة مرات- فرض عين عليهم، يجب عليهم أن ينصروا إخوانهم وهم في هذه الحال ... ويقال بعد هذا الكلام الذي نسمع به أو يأتينا به بعض الأخوة يسألون وكأنه في حيرة من أمره؟! هؤلاء لا رحمة عندهم بأهل الإسلام فإذا لم يتكاثف إخواننا أهل السنة، وإذا لم يقوموا لله صادقين، ويدفعوا عنهم وإلا والله يوشك أن يعم العذاب والبلاء على الجميع بسبب التخاذل وعدم النصرة. اهـ).
ويكفي في الجواب عن هذه الشبهة هذا الجواب، واقرأ سيرة النبي-صلى الله عليه وسلم- التي كانت كلها جهاد في سبيل الله لم يهدأ له بال، ولم يقر له قرار، حتى تغير لون وجهه من كثرة الأسفار للجهاد في سبيل الله تعالى، مع تعليمه لأصحابه وقيامه بالعبادة، وكل عبادة بحسبها وفي وقتها، وهذا من جهاد النفس الذي ذكره ابن القيم في الزاد، العلم ثم العمل ثم الدعوة إليه ثم الصبر على الأذى في تبليغه، فهذا كله تحتاج النفس فيه إلى مجاهدة.
الشبهة الثامنة:
يقول بعضهم: لو اعتذر الشيخ يحيى وأهل دماج ممن تكلموا فيهم، حتى يقفوا معهم.
فالجواب:
كم تكلم أهل السنة في أصحاب الجمعيات وبينوا ما عندهم من الباطل وتكلموا على الإخوان المسلمين، ولما قامت الحرب كثير منهم ساند أهل السنة ولم نسمع منهم مثل هذا الطلب البائر، نعوذ بالله من الغرور والانتقام وحب النفس: اعتذروا لنا وإلا تركناكم تموتون على أيدي الرافضة !.
ثم ما قاله الشيخ يحيى وطلاب العلم موثق بالأدلة والبراهين لا يجوز الرجوع عنه إلا بتوبة وفيئة من المخالفين، وأما النصر فهو من عند الله ينصر من يشاء من عباده، ولو كان أهل السنة متعلقين بفلان أو علان ما انتشرت الدعوة، ولا حصل الخير، ولكنها الثقة بالله والتوكل عليه، قال الله تعالى:{يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}، وقال سبحانه:{وكان حقاً علينا نصر المؤمنين}، وقال النبي-صلى الله عليه وسلم- لابن عباس:((واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف)).
وإن هذا الموقف من هؤلاء-هداهم الله- سيكتب نقطة سوداء في تاريخهم إلى أن يموتوا، فننصحهم بالرجوع قبل فوات الأوان وانقضاء الليالي والأيام.
الشبهة التاسعة:
يقول بعضهم: لو قلنا بالجهاد لقامت حرب طائفية في كل مكان وحصلت مفاسد، وليس في ذلك مصلحة.
فالجواب:
هل من المصلحة أن يموت عشرة ألف مسلم من أهل السنة وأنتم تنظرون يا معاشر الأُصوليين.
الرافضة قد عزموا على قتل أهل السنة وسفك دمائهم ولم يتركوا أهل السنة حتى ينظروا في المفاسد والمصالح.
هل من المصلحة أن يموت الأطفال وأنتم تنظرون!!؟
هل من المصلحة أن تموت النساء في ولادتهم وأنتم تنظرون!!؟
هل من المصلحة أن يُهدم معقل المسلمين عموماً وللسلفيين خصوصاً وأنتم تنظرون!!؟
الرافضة ألجأوا أهل السنة إلى هذه الحرب، وقد صبر أهل السنة كثيراً فلماذا هذا الذُّل، أين الصدع بالحق؟، أين الغيرة؟، أين الرحمة؟، أين الأخوة الإيمانية؟.
ألم يقل النبي -صلى الله عليه وسلم-:((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله...الحديث))، ويقول:((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)) متفق عليه.
الشبهة العاشرة:
يقول بعضهم: إن الذين قطعوا الطريق على الرافضة في صعدة أن هذا منكر عظيم، هذا من قطع الطريق المحرم، وآخر يقول: الذين تجمعوا في وايلة ليس معهم علماء.
والجواب:
ننصح هذا القائل أن يقرأ سيرة النبي-صلى الله عليه وسلم- كيف كان يتعامل في الحروب مع خصومه، وسل نفسك ما سبب غزوة بدر.
أليس هو خروج النبي-صلى الله عليه وسلم- ومن معه لأخذ قافلة المشركين عليها أبو سفيان !؟
أو ما قرأت ما كان يصنعه أبو بصير من قطع الطريق على المشركين بإقرار من النبي-صلى الله عليه وسلم-!؟
نعم قطع الطريق على المسلمين وأذيتهم وتعطيل مصالحهم جريمة شنعاء، ولكن إخواننا إنما قطعوا على الرافضة الأرجاس ونحن في حالة حرب معهم نحاربهم بما نقدر عليه، ثم أين أنت من قطع الرافضة طريق دماج أكثر من شهرين، أما وجدت إلا دفاع أهل السنة عن أنفسهم وتزيد الطين بلة.
وقول القائل:ليس في وايلة عالم.
سبحان الله وهل يشترط ألا يقود المعارك إلا عالم وإلا ترك الجهاد، أليس قد قام هذا الجهاد على فتاوى أكابر العلماء؟ أليسوا هو الذين حثوا عليه ورغبوا فيه؟.
وفي وايلة الجبهة بقيادة أهل السنة، تسير على توجيهات أهل العلم، راية واضحة ليس فيها غَبَش ولا دَخَن، وعندهم طلاب العلم والمشايخ والدعاة، يتعاونون ويتظافرون، ولكن كما قيل: من لم يستطع الوصول إلى العنب يقول: حامض.
وفي الختام:فإني ناصح لهؤلاء المُخذِّلين أن يسرعوا بالرجوع إلى صف إخوانهم لتوحيد الصف وجمع الكلمة، لتقوى شوكة أهل السنة-أكثر وأكثر- قبل فوات الأوان وذهاب الفرصة، فإن الله ناصر دينه ومعز أوليائه سبحانه، وعلينا أن نتذكر قول الله تعالى: {قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلمّ إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلاً}، فقد ذكرهم الله سبحانه على سبيل الذم والتحذير من الاتصاف بصفاتهم وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتبه أبو معاذ حسين بن محمود الحطيبي
مسجد الإمام الوادعي- جُبَن - نعوة
بتاريخ 26/محرم/1433هـ
(حمّل الرسالة بصيغة وورد من هنا)
مسجد الإمام الوادعي- جُبَن - نعوة
بتاريخ 26/محرم/1433هـ
(حمّل الرسالة بصيغة وورد من هنا)
تعليق