• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

النصر من عند الله ينصر عباده بما شاء وكيف شاء - لأبي سفيان الزيلعي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النصر من عند الله ينصر عباده بما شاء وكيف شاء - لأبي سفيان الزيلعي

    أملاه علي الأخ الفاضل أبوسفيان الزيلعي
    الحمد لله رب العالمين المعين الناصر لعباده الموحدين بما شاء وكيف شاء وصلى الله على رسوله الأمين وصحابته المخبتين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
    أما بعد
    فإن مما مر علي ببعض الدروس التي ألقيت على إخواني بما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراةً ينظر بعضهم إلى بعضٍ، وكان موسى يغتسل وحده؛ فقالوا والله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدر، فذهب مرةً يغتسل فوضع ثوبه على حجرٍ، ففر الحجر بثوبه، فخرج موسى في إثره يقول ثوبي يا حجر حتى نظرت بنو إسرائيل إلى موسى، فقالوا والله ما بموسى من بأسٍ؛ وأخذ ثوبه وطفق بالحجر ضربًا
    فقال أبو هريرة: والله إنه لندب بالحجر ستة أو سبعة ضربًا بالحجر . متفق عليه
    وفي البخاري عنه : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن موسى كان رجلا حييا ستيرا لا يرى من جلده شيء استحياء منه فآذاه من آذاه من بني إسرائيل فقالوا ما يستتر هذا التستر إلا من عيب بجلده إما برص وإما أدرة وإما آفة وإن الله أراد أن يبرئه مما قالوا لموسى فخلا يوما وحده فوضع ثيابه على الحجر ثم اغتسل فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها وإن الحجر عدا بثوبه فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر فجعل يقول ثوبي حجر ثوبي حجر حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل فرأوه عريانا أحسن ما خلق الله وأبرأه مما يقولون وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه وطفق بالحجر ضربا بعصاه فوالله إن بالحجر لندبا من أثر ضربه ثلاثا أو أربعا أو خمسا فذلك قوله { يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها } )
    وبمناسبة هذا الحديث العظيم نذكرإخواننا أن مما حل شيخي وطلابه يكون إن شاء الله من جملة دفاع الله سبحانه وتعالى على أنبيائه وأوليائه الصالحين المخلصين . ومما يدل هذا إجماع أهل السنة والجماعة على نصرة إخوانهم .
    وأن فتنة هؤلاء الحوثيون يعتبر دفاعاً من الله سبحانه وتعالى وصداً يصد من شيخي وطلابه عن الافتراءات الكثيرة والتهم الباطلة التي كانت من قبل تهب مثل المطر من قبل من ينتسب إلى السنة والكتاب انظروا معي أيها الإخوة ماذا نصرالله على موسى وهكذا جميع الرسل والأولياء على مر التاريخ والعصور
    فقد قال ابن حجر في فتح الباري (6 / 438) عند هذا الحديث : وفيه معجزة ظاهرة لموسى عليه السلام وأن الآدمي يغلب عليه طباع البشر لأن موسى علم أن الحجر ما سار بثوبه إلا بأمر من الله ومع ذلك عامله معاملة من يعقل حتى ضربه ويحتمل أنه أراد بيان معجزة أخرى لقومه بتأثير الضرب بالعصا في الحجر وفيه ما كان في الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من الصبر على الجهال واحتمال أذاهم وجعل الله تعالى العاقبة لهم على من آذاهم .
    وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي (9 / 63)
    أي لا تؤذوا نبيكم كما آذى بنو إسرائيل موسى وهو قولهم إنه آدر فبرأه الله مما قالوا أي فطهره الله مما قالوا فيه وكان عند الله وجيهاً أي كريماً ذا جاه وقدر
    ومما أوذي به نبينا أنه قسم قسماً فقال رجل هذه قسمة ما أريد بها وجه الله فغضب النبي من ذلك
    وقال يرحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر . رواه البخاري
    ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه طائفة من الآيات والتي فيها دفاع الله على عباده . منها
    قوله ( فهزموهم بإذن الله وقتل داوود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعضٍ لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضلٍ على العالمين ) [البقرة : 251]
    ومنها قوله ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوانٍ كفورٍ) [الحج : 38]
    وقوله ( الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعضٍ لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرًا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز (40) الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور ) [الحج : 40 ، 41]
    وقد تضمنت هذه الآيات وعد الله بدفاع الأنبياء والصالحين والأولياء وأهل الحق على الظلمة وأهل البغى المعتدين ودفاع الله يكون ما أراد الله سبحانه وتعالى انظروا كيف دافع الله موسى حين افتراء بني إسرائيل أنه آدر ففر الحجر بثوبه هذا هو الدفع كما ذكرنا ذلك ووعد للمؤمنين بالنصر والتمكين وفتنة الحوثية تكون إن شاء الله دفاعاً وجمعاً لكلمة أهل الحق إلا من أعمى الله بصيرته بالتعصب المقيت .
    ونذكر هنا بعض أقوال أهل العلم التي تبين أن دفاع الله يكون بحسب مشيئته إرادته والله سبحانه وتعالى يفعل ما يريد
    قال محمد بن عمر بن الحسين الرازي في تفسيره : السؤال الأول : ما المراد بهذا الدفاع الذي أضافه إلى نفسه ؟ الجواب : هو إذنه لأهل دينه بمجاهدة الكفار فكأنه قال تعالى : ولولا دفاع الله أهل الشرك بالمؤمنين ، من حيث يأذن لهم في جهادهم وينصرهم على أعدائهم لاستولى أهل الشرك على أهل الأديان وعطلوا ما يبنونه من مواضع العبادة ، ولكنه دفع عن هؤلاء بأن أمر بقتال أعداء الدين ليتفرغ أهل الدين للعبادة وبناء البيوت لها ، ولهذا المعنى ذكر الصوامع والبيع والصلوات وإن كانت لغير أهل الإسلام ، التفسير الكبير - (23 / 35)
    وقال محمد الطاهر بن عاشور في تفسيره : لأن دفاع الله عن الناس يكون تارة بالإذن لهم بمقاتلة من أراد الله مدافعتهم عنهم فإنه إذا أذن لهم بمقاتلتهم كان متكفلاً لهم بالنصر .
    التحرير والتنوير (17 / 272)

    وقال أيضاً في تفسيره : لولا دفاع الله الناس ( ، أي أمر الله المسلمين بالدفاع عن دينهم . وضمن لهم النصر في ذلك الدفاع لأنهم بدفاعهم ينصرون دين الله ، فكأنهم نصروا الله ، ولذلك أكد الجملة بلام القسم ونون التوكيد . التحرير والتنوير (17 / 279)
    وقال ابن العثيمين في تفسيره عند هذا الآية ([1])
    أن أعداء الله يصفون أولياءه بما يوجب التنفير عنهم لقولهم: { أنؤمن كما آمن السفهاء }؛ فأعداء الله في كل زمان، وفي كل مكان يصفون أولياء الله بما يوجب التنفير عنهم؛ فالرسل وصفهم قومهم بالجنون، والسحر، والكهانة، والشعر تنفيراً عنهم، كما قال تعالى: {كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون} [الذاريات: 52] ، وقال تعالى: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً من المجرمين} [الفرقان: 31] وورثة الأنبياء مثلهم يجعل الله لهم أعداء من المجرمين، ولكن {وكفى بربك هادياً ونصيراً} [الفرقان: 31] ؛ فمهما بلغوا من الأساليب فإن الله تعالى إذا أراد هداية أحد فلا يمنعه إضلال هؤلاء؛ لأن أعداء الأنبياء يسلكون في إبطال دعوة الأنبياء مسلكين؛ مسلك الإضلال، والدعاية الباطلة في كل زمان، ومكان؛ ثم مسلك السلاح . أي المجابهة المسلحة؛ ولهذا قال تعالى: {هادياً} [الفرقان: 31] في مقابل المسلك الأول الذي هو الإضلال . وهو الذي نسميه الآن بالأفكار المنحرفة، وتضليل الأمة، والتلبيس على عقول أبنائها؛ وقال تعالى: {ونصيراً} [الفرقان: 31] في مقابل المسلك الثاني . وهو المجابهة المسلحة..
    تحقيق ما وعد الله به من الدفاع عن المؤمنين، كما قال تعالى: {إن الله يدافع عن الذين آمنوا} [الحج: 38] ؛ فإذا ذموا بالقول دافع الله عنهم بالقول؛ فهؤلاء قالوا: { أنؤمن كما آمن السفهاء }، والله عز وجل هو الذي جادل عن المؤمنين، فقال: { ألا إنهم هم السفهاء } يعني هم السفهاء لا أنتم؛ فهذا من تحقيق دفاع الله تعالى عن المؤمنين؛ أما دفاعه عن المؤمنين إذا اعتدي عليهم بالفعل فاستمع إلى قول الله تعالى: {إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان} [الأنفال: 12] : هذه مدافعة فعلية، حيث تنزل جنود الله تعالى من السماء لتقتل أعداء المؤمنين؛ فهذا تحقيق لقول الله تعالى: {إن الله يدافع عن الذين آمنوا} [الحج: 38] ؛ ولكن الحقيقة أن هذا الوعد العظيم من القادر جل وعلا الصادق في وعده يحتاج إلى إيمان حتى نؤمن بالله عز وجل، ولا نخشى أحداً سواه، فإذا ضعف الإيمان أصبحنا نخشى الناس كخشية الله، أو أشد خشية؛ لأننا إذا كنا نراعيهم دون أوامر الله فسنخشاهم أشد من خشية الله عز وجل؛ وإلا لكنا ننفذ أمر الله عز وجل، ولا نخشى إلا الله سبحانه وتعالى..
    فنحن لو آمنا حقيقة الإيمان بهذا الوعد الصادق الذي لا يخلف لكنا منصورين في كل حال؛ لكن الإيمان ضعيف؛ ولهذا صرنا نخشى الناس أكثر مما نخشى الله عز وجل؛ وهذه هي المصيبة، والطامة العظيمة التي أصابت المسلمين اليوم؛ ولذلك تجد كثيراً من ولاة المسلمين . مع الأسف . لا يهتمون بأمر الله، ولا بشريعة الله؛ لكن يهتمون بمراعاة فلان، وفلان؛ أو الدولة الفلانية، والفلانية . ولو على حساب الشريعة الإسلامية التي من تمسك بها فهو المنصور، ومن خالفها فهو المخذول؛ وهم لا يعرفون أن هذا هو الذي يبعدهم من نصر الله؛ فبدلاً من أن يكونوا عبيداً لله أعزة صاروا عبيداً للمخلوقين أذلة؛ لأن الأمم الكافرة الكبرى لا ترحم أحداً في سبيل مصلحتها؛ لكن لو أننا ضربنا بذلك عرض الحائط، وقلنا: لا نريد إلا رضى الله، ونريد أن نطبق شريعة الله سبحانه وتعالى على أنفسنا، وعلى أمتنا؛ لكانت تلك الأمم العظمى تهابنا؛ ولهذا يقال: من خاف الله خافه كل شيء، ومن خاف غير الله خاف من كل شيء.. تفسير القرآن للعثيمين - (3 / 24)
    وقال ابن القيم في بدائع
    فإذا جرد العبد التوحيد فقد خرج من قلبه خوف ما سواه وكان عدوه أهون عليه من أن يخافه مع الله تعالى بل يفرد الله بالمخافة وقد أمنه منه وخرج من قلبه اهتمامه به واشتغاله به وفكره فيه وتجرد الله محبة وخشية وإنابة وتوكلا واشتغالا به عن غيره فيرى أن إعماله فكره في أمر عدوه وخوفه منه واشتغاله به من نقص توحيده
    وإلا فلوجرد توحيده لكان له فيه شغل شاغل والله يتولى حفظه والدفع عنه فإن الله يدافع عن الذين آمنوا فإن كان مؤمناً فالله يدافع عنه ولا بد وبحسب إيمانه يكون دفاع الله عنه فإن كمل إيمانه كان دفع الله عنه أتم دفع وإن مزج مزج له وإن كان مرة ومرة فالله له مرة ومرة كما قال بعض السلف من أقبل على الله بكليته أقبل الله عليه جملة ومن أعرض عن الله بكليته أعرض الله عنه جملة ومن كان مرة ومرة فالله له مرة ومرة
    فالتوحيد حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الآمنين قال بعض السلف من خاف الله خافه كل شيء ومن لم يخف الله أخافه من كل شيء. بدائع الفوائد - (2 / 776)

    وقال الليث : العافية : دفاع الله عن العبد يقال : عافاه الله من المكروه يعافيه معافاة وعافية .
    تهذيب اللغة (3 / 141)
    وقال ابن القيم في الوابل أنه ما استجلبت نعم الله عز و جل واستدفعت نقمة بمثل ذكر الله تعالى فالذكر جلاب للنعم دافع للنقم قال سبحانه وتعالى { إن الله يدافع عن الذين آمنوا } وفي القراءة الأخرى { إن الله يدافع } فدفعه ودفاعه عنهم بحسب قوة إيمانهم وكماله ومادة الإيمان وقوته بذكر الله تعالى فمن كان أكمل إيمانا وأكثر ذكرا كان دفع الله تعالى عنه ودفاعه أعظم ومن نقص نقص ذكرا بذكر ونسيانا بنسيان وقال سبحانه وتعالى : { وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم } والذكر رأس الشكر كما تقدم والشكر جلاب النعم وموجب للمزيد قال بعض السلف رحمة الله عليهم : ما أقبح الغفلة عن ذكر من لا يغفل عن ذكرك . الوابل الصيب - (1 / 99)


    وقال أيضاً في الزاد وهكذا لأتباعه نصيب من حفظ الله لهم، وعصمته إياهم، ودفاعه عنهم، وإعزازه لهم، ونصره لهم، بحسب نصيبهم من المتابعة، فمستقل ومستكثر، فمن وجد خيراً، فليحمد الله. ومن وجد غير ذلك، فلا يلومن إلا نفسه. زاد المعاد في هدي خير العباد - (2 / 28)

    وقال أيضاً في الزاد وهو يحث علينا أهمية التوكل والطائفة الثانية: التى قامت بالأسباب، ورأت ارتباط المسببات بها شرعاً وقدراً، وأعرضت عن جانب التوكل، وهذه الطائفة وإن نالت بما فعلته من الأسباب ما نالته، فليس لها قوة أصحاب التوكل، ولا عون الله لهم وكفايته إياهم ودفاعه عنهم، بل هى مخذولة عاجزة بحسب ما فاتها من التوكل.
    فالقوة كل القوة فى التوكل على الله كما قال بعض السلف: من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله، فالقوة مضمونة للمتوكل، والكفاية والحسب والدفع عنه، وإنما ينقص عليه من ذلك بقدر ما ينقص من التقوى والتوكل، وإلا فمع تحققه بهما لا بد أن يجعل الله له مخرجاً من كل ما ضاق على الناس، ويكون الله حسبه وكافيه، والمقصود أن النبى صلى الله عليه وسلم أرشد العبد إلى ما فيه غاية كماله، ونيل مطلوبه، أن يحرص على ما ينفعه، ويبذل فيه جهده، وحينئذ ينفعه التحسب وقول: "حسبى الله ونعم الوكيل" بخلاف من عجز وفرط حتى فاتته مصلحته، ثم قال:"حسبى الله ونعم الوكيل" فإن الله يلومه، ولا يكون فى هذا الحال حسبه، فإنما هو حسب من اتقاه، وتوكل عليه. زاد المعاد في هدي خير العباد - (2 / 364)

    وقال القرطبي في تفسيره : " نزول الملائكة سبب من أسباب النصر ، لا يحتاج إليه الرب تعالى ، وإنما يحتاج إليه المخلوق ، فليعلق القلب بالله ، وليثق به ، فهو الناصر بسبب وبغير سبب ) إنمآ أمره إذآ أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ( [ يس : 82 ] ، لكن أخبر بذلك ليمتثل الخلق ما أمرهم به من الأسباب التي قد خلت من قبل ) ولن تجد لسنة الله تبديلا ( [ الأحزاب : 62 ] ، ولا يقدح ذلك في التوكل ، وهو رد على من قال : إن الأسباب إنما سنت في حق الضعفاء ، لا الأقوياء ؛ فإن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وأصحابه كانوا أقوياء ، وغيرهم هم الضعفاء ، وهذا واضح " . اللباب في علوم الكتاب - (5 / 517) تفسير القرطبي - (4 / 195)

    وقال السعدي في تفسيره
    ومن أسباب النصر والصبر والثبات : اتفاق القلوب ، وعدم التفرق والتنازع ، فإن ذلك محلل للقوة ، موجب للفشل ، وأما اجتماع الكلمة ، وقيام الألفة بين المؤمنين ، واتفاقهم على إقامة دينهم وعلى نصره فهذا أقوى القوى المعنوية التي هي الأصل ، والقوة المادية تبع لها ، والكمال : الجمع بين الأمرين كما أمر الله بذلك في هذه الآية ، وفي قوله :{ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوةٍ ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم } [الأنفال : 60] .
    ومن أسباب الثبات والنصر : حسن النية ، وكمال الإخلاص في إعلاء كلمة الحق ; فلهذا حذر تعالى من مشابهة الذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ، ويصدون عن سبيل الله ، فهؤلاء لما لم يعتمدوا على ربهم ، وأعجبوا بأنفسهم ، وخرجوا أشرين بطرين ، وكان قتالهم لنصر الباطل باءوا بالخيبة والفشل والخذلان ، ولهذا أدب خيار الخلق لما حصل من بعضهم الإعجاب بالكثرة في غزوة حنين حيث قال القائل : لن نغلب اليوم عن قلة . فقال : { ويوم حنينٍ إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئًا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين } [التوبة : 25] ، فلما زال هذا الأمر عنهم ، وعرفوا ضعفهم وعاقبة الإعجاب : { أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودًا لم تروها } [التوبة : 26] . تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير الأحكام - (1 / 202)
    وقال الشنقيطي في أضواء البيان - (7 / 251)
    قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} .
    ذكر الله جل وعلا في هذه الآية الكريمة، أن المؤمنين، إن نصروا ربهم، نصرهم على أعدائهم، وثبت أقدامهم، أي عصمهم من الفرار والهزيمة.
    وقد أوضح هذا المعنى في آيات كثيرة، وبين في بعضها صفات الذين وعدهم بهذا النصر كقوله تعالى: {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز} [الحج:40]، ثم بين صفات الموعودين بهذا النصر في قوله تعالى بعده: {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور} [الحج:41]، وكقوله تعالى: {وكان حقاً علينا نصر المؤمنين} ، وقوله تعالى: {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا} [غافر:51]. وقوله تعالى: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين, إنهم لهم المنصورون, وإن جندنا لهم الغالبون} [الصافات:171-173], إلى غير ذلك من الآيات.
    وقوله تعالى في بيان صفات من وعدهم بالنصر في الآيات المذكورة: {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف} [الحج:41].
    يدل على أن الذين لا يقيمون الصلاة ولا يؤتون الزكاة ولا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر، ليس لهم وعد من الله بالنصر البتة.
    فمثلهم كمثل الأجير الذي لم يعمل لمستأجره شيئا ثم جاءه يطلب منه الأجرة.
    فالذين يرتكبون جميع المعاصي ممن يتسمون باسم المسلمين ثم يقولون: إن الله سينصرنا مغررون لأنهم ليسوا من حزب الله الموعودين بنصره كما لا يخفي.
    ومعنى نصر المؤمنين لله، نصرهم لدينه ولكتابه، وسعيهم وجهادهم، في أن تكون كلمته هي العليا، وأن تقام حدوده في أرضه، وتتمثل أوامره وتجتنب نواهيه، ويحكم في عباده بما أنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم.

    وهذا الكلام من أجل الذكرىوالمناصرة .
    وهو أيضاً من باب التعاون على البر والتقوى والاهتمام بأمر شيخي طلابه والتألم بما حل بهم وقطع ألسنة الحاقدين على أهل السنة الذين يتربصون ريب المنون وبأهل العلم الدوائر عليهم دائرة السوء .
    اللهم انصر شيخي طلابه وحفظهم من كل سوء وشر حزب الشيطان الحوثيين الأشرار
    وصلى الله على رسوله وأصحابه وسلم .





    [1]- وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ) (البقرة:13)

  • #2
    جزاك الله خيرا

    بارك الله فيك ونفع بك ...
    ما شاء الله ما اجملها من فائدة أتت في حينها ...

    تعليق

    يعمل...
    X