فضل الجهاد والمجاهدين (1)
الحمد لله الذي أمر بالجهاد في سبيله , ووعد عليه الأجر العظيم والنصر المبين , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل في كتابه الكريم : { وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ } [ الروم 47] وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخليله أفضل المجاهدين وأصدق المناضلين وأنصح العباد أجمعين صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطيبين الطاهرين , وعلى أصحابه الكرام الذين باعوا أنفسهم لله وجاهدوا في سبيله حتى أظهر الله بهم الدين وأعز بهم المؤمنين , وأذل بهم الكافرين رضي الله عنهم وأكرم مثواهم وجعلنا من أتباعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
فإن الجهاد في سبيل الله من أفضل القربات , ومن أعظم الطاعات , بل هو أفضل ما تقرب به المتقربون وتنافس فيه المتنافسون بعد الفرائض , وما ذاك إلا لما يترتب عليه من نصر المؤمنين وإعلاء كلمة الدين , وقمع الكافرين والمنافقين وتسهيل انتشار الدعوة الإسلامية بين العالمين , وإخراج العباد من الظلمات إلى النور , ونشر محاسن الإسلام وأحكامه العادلة بين الخلق أجمعين , وغير ذلك من المصالح الكثيرة والعواقب الحميدة للمسلمين , وقد ورد في فضله وفضل المجاهدين من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ما يحفز الهمم العالية , ويحرك كوامن النفوس إلى المشاركة في هذا السبيل , والصدق في جهاد أعداء رب العالمين , وهو فرض كفاية على المسلمين إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين , وقد يكون في بعض الأحيان من الفرائض العينية التي لا يجوز للمسلم التخلف عنها إلا بعذر شرعي , كما لو استنفره الإمام أو حصر بلده العدو أو كان حاضرا بين الصفين......
يمكنك حمل الموضوع كاملاً من المرفقات بصيغة pdf
تعليق