بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل العلماء أهل خشيته فقال:{ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) } (سورة فاطر)
وقرنهم بنفسه في الشهادة على وحدانيته فقال:{ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)} (سورة آل عمران)
و رفع درجتهم بفضله و رحمته فقال :{ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11) }(سورة المجادلة)
و صلى الله و سلم على عبده و رسوله الذي فضل العلماء على سائر أمته فقال:((فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب )) أخرجه احمد و أبو داوود و الترمذي.
و بعد
فقد ذكر لي أخي و شقيقي علم الدين الخالدي أن الشيخ ربيعاً حفظه الله تعالى في سؤال دؤوب و تفقد مستمر لحال إخوانه و أبنائه بدماج و أنه حفظه الله يفتتح دروسه بالسؤال عن دماج وبالدعاء لأهل دماج و يختمه بالدعاء لهم كذلك و يدعو لهم و هو في سيارته و يدعو لهم و هو بالمسجد و يدعو لهم و هو خارج المسجد و يحض طلابه على الدعاء لإخوانهم ، بل ذكر لي أن الشيخ يبكي في درسه و هو يذكر ما يعانيه إخواننا بدماج -عجل الله نصرهم و فك حصرهم- .
و ليس هذا بمستغربٍ على الشيخ – حفظه الله تعالى- فالشيخ عظيم الاهتمام و العناية بإخوانه و طلابه في شتى بقاع الأرض يعرف ذلك كل من جالسه أو زاره ، ومما يجدر ذكره هنا أن الشيخ حفظه الله تعالى في درس الجمعة الماضية قال : " الجهاد في دماج جهاد شرعي سلفي ، الجهاد في دماج دفاع عن أهل العقيدة السلفيين"
و كان حفظه الله يرد على من يشكك في شرعية الجهاد القائم بدماج و يقول :" و من أخطأ و لم يفتِ بأن القتال في دماج جهاد شرعي بينوا له كلام شيخ الإسلام في قتال الروافض و إن لم يبتدؤنا بالقتال كيف و هؤلاءِ قد ابتداؤنا ، وبينوا له كلام الشوكاني عند قوله تعالى :{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ } هذه الآية في قتال المؤمنين البغاة فكيف بالروافض الأنجاس".
و لولا خشية الإطالة لنقلت كلام شيخ الإسلام ابن تيمية و كلام الشوكاني بطوله ، فليراجعه من شاء.
و قد ذكر لي أخي علم الدين و كان ملازماً للشيخ ساعة اتصاله على أخينا الفاضل أبي عبد الله خالد الغرباني –حفظه الله- أن الشيخ استعاذ بالله أربعاً لمّا ذكر له أخونا خالد الغرباني ، أن هناك من يخذل عن هذا الجهاد .
رفع الله قدر شيخنا الإمام ربيع بن هادي في الدارين
وهكذا فليكن العلماء
تعليق