بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة مفرّغة
الكلمة مفرّغة
الحمد لله رب العالمين، وعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين وقيوم السماوات والأرضين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، سيد المجاهدين وقائد الغر المحجلين، بعثه الله رحمة للعالمين، ونقمةً وعذاباً على من حاربه جل وعلا وبارز أولياءه المؤمنين بالعداوة، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإنه مما يحزننا ويؤلمنا معشر الإخوة والأبناء ما سمعناه مما نزل بإخواننا أهل السنة والإيمان في دماج السنة من بلاد اليمن من الحوثيين الرافضة أعداء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأعداء أصحاب رسوله صلى الله عليه وسلم -رضوان الله عليهم أجمعين-، وأعداء أهل السنة على مر الأعصار، وليس ذلك بمستغرب منهم؛ فإنه ما من نازلة نزلت بالإسلام والمسلمين إلا والروافض عون وإلب لأعداء الإسلام على المسلمين، وهذا معروف على مر التاريخ، والناظر في التاريخ يجد مصداق ما نقول، وهؤلاء الطائفة المسمون بالحوثيين عند الناس اليوم هم روافض، وقد سمعنا وعرفنا من مقالاتهم ما يدل على انحرافهم وعلى خبث عقائدهم وعلى بغضهم للمسلمين، ولا شك أن العداوات إذا كانت لأجل الدنيا فإنه يرجى أن تزول وأن تصلح، وأما العداوة للدين أو في الدين فإنها لا يرجى مهما طال الزمن أن تتغير، وصدق الشاعر في ذلك إذ يقول:
كل العداوات قد ترجى مودتها *** إلا عداوة من عاداك في الدين
فهؤلاء عداوتهم لأهل الإسلام ظاهرة ومتأصلة ومتجدرة من قديم الدهر، فلا يستغرب في هذه الأيام أن يحصل منهم ما يحصل، بل هم ينتظرون مثل هذه الفرصة للانقضاء على أهل الإسلام والإيمان، وقد كان من قبل يردعهم -بعد الله جل وعلا- وجود دولة، والآن لا دولة، وقد تمكنوا في منطقة صعدة وهم يسعون لإقامة دولة تكون خاصة بهم ولهم، لا يشركهم فيها أحد، ويبقى من بقي من أهل السنة في هذه المنطقة تحت رحمتهم، ويعلمون ما لأهل السنة من كلمة وتأثير في الناس، وإنهم ليخشون من هذا المركز الذي نفع الله سبحانه وتعالى نفعاً عظيماً ونور به البصائر والأبصار على يد ذلكم الشيخ الداعية المجاهد الصابر المحتسب الشيخ مقبل أبو عبد الرحمن الوادعي -رحمه الله تعالى وغفر له ورضي عنه ونضر وجهه في جنات النعيم-، وهو من أول يوم وطئت قدم هذا الرجل بلدته هذه وقام بدعوته إلى الله تبارك وتعالى وهذا يغيظهم، ولكن كان يمنعهم -كما قلت قبل قليل- وجود دولة، وهذا من محاسن السلطان وإن جار وظلم: أن الناس لا يصلحون ولا تستقيم أمورهم إلا بالسلاطين والملوك والخلفاء وإن جاروا وظلموا، فوالله ما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون، كما قال الحسن البصري، فنعم كما قال الله جل وعلا: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}، فدفع الله الناس بعضهم ببعض بقيام هذا السلطان الذي يدفع الظالم عن المظلوم فلا يتسلط عليه، ويدفع المظلوم الضعيف عن الظالم فلا ينتقم منه ويقتله فيما بعد، وقد ذكر أبو بكر الطرطوشي وغيره من فقهاء الإسلام وعلماء الإسلام عند هذه الآية ما يتعلق بمحاسن السلطان وفضله العام على عموم المسلمين في ولايته عليهم وإن كان ينتقد عليه أشياء في نفسه، وهذا الذي حصل بسبب ما ذكرنا من انفلات الأمن وانفراط عقده، وهذا الذي يريده هؤلاء ومن كان على شاكلتهم كلهم يحبون هذه الفوضة، بل ويسعون إليها ليتحقق لكل طائفة مأربها وهدفها ومقصدها، ومن مقاصد هؤلاء أن يعودوا إلى هذه المنطقة ويقيموا فيها حكماً، وأنتم تعلمون من السابق مناوئتهم للحكومة قبل هذه الأحداث الأخيرة التي حصلت في اليمن، وهذه الأحداث الخطيرة نعم هي حصلت وحصل ما حصل فيها ولكن والله الذي يتولون كبرها هم الإخوان المسلمون، وهم الذين أججوا نارها، والآن يجني أهل الإسلام والسنة ثمارها، فنحن نسأل الله العافية والسلامة، ونسأل الله جل وعلا أن يلطف بعباده.
وهؤلاء القوم وقد حصل منهم هذا فإن الواجب على أهل السنة جميعاً في اليمن أن يهبوا لنصرة إخوانهم، من استطاع منهم فلا يتأخر، بماله ونفسه إن كان مستطيعاً وإلا بماله، فإن الله جل وعلا قد قدم في كثير من آيات الجهاد الدعوة إلى الجهاد في سبيله بالمال.
ثم إن مثل هؤلاء تركهم على مثل هذا الحال وقد وصلوا إلى ما وصلوا إليه على ما بلغنا من أخبار من إخواننا في دماج والله إنه لعار وسبة على أهل السنة والإيمان وعسكر السنة والقرآن في بلاد اليمن أن لا يهبون لنجدة إخوانهم، فإن هذا واجب عليهم، وهؤلاء الأقوام والله لا تردعهم إلا القوة، والله سبحانه وتعالى يقول: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}، فجعل سبحانه وتعالى قتالنا من قاتلنا وبغى علينا قتالاً في سبيله، ومن مات في ذلك فهو شهيد بإذن الله، {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.
فالواجب على أهل السنة والإيمان ألا يتأخروا عن إخوانهم في بلاد دماج، وأن ينصروهم، وأن يهبوا لنجدتهم، هذا والله الواجب عليهم وجوباً عينياً على من استطاع بماله ونفسه، إن كان مستطيعاً بنفسه، وإلا فبماله، فإن هؤلاء الأقوام لا تردعهم إلا قوة، ولا يوقفهم إلا قوة أهل الإيمان، وإنها والله لفضيحة وعار على أهل الإسلام والإيمان في بلاد اليمن، «إن الإيمان يمان، والحكمة يمانية»، وأهل اليمن أهل خير، وأهل إيمان، البلدان دخلها الإسلام بالفتح، وأهل اليمن دخل عندهم الإسلام بدعوة رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد مدحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم برقة الأفئدة ولين القلوب ومدحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو معلوم في سنته عليه الصلاة والسلام.
فالواجب عليهم أن يهبوا لنصرة إخوانهم، ولا سيما وقد استنجد بهم إخوانهم، والله جل وعلا يقول: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ}، وهؤلاء لا ميثاق بيننا وبينهم، بل هؤلاء ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون، فحقهم كما قال الله جل وعلا: {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ}. فنسأل الله جل وعلا أن يسلط عليهم، وأن يمكن منهم، وأن يسهل أمر أهل الإسلام والسنة، وأن يليهم ظهورهم، وأن يجعلهم غنيمة لهم، وأن يكسر شوكتهم، وأن يقطع دابرهم، وأن يستأصل شأفتهم، فإنهم والله لا يرضون إلا بإزالة السنة من هذه المنطقة، بل يريدونها من اليمن كلها، فأنتم لا تنظروا إلى دماج فقط.
وليعلم إخواننا القريبين من دماج من أهل السنة أنهم سينطبق عليهم المثل القائل: «أُكِلْتُ يوم أُكِلَ الثور الأسود»، إن لم يهبوا إلى نجدة إخوانهم فالنار في طرفهم، فعار وعار وعار والله أن يُترك مثل هؤلاء يغزون أهل الإسلام وعسكر السنة والقرآن وأهل السنة بجوارهم وفي بلدهم ولا يهبون إلى نجدتهم، عار والله عظيم أن يأتي من البلدان الأخرى من أهل السنة من يدافع عن إخوانه أهل السنة وأهل السنة في اليمن الذين هم أولى الناس بهم وأقرب الناس إليهم يبقون صامتين ولا يتكلمون ولا يتحركون، هذا عار والله عظيم، وعيب عظيم، وسبة عظيمة على أهل السنة في كل مكان، ولكن أهل اليمن خاصة أعظم وأعظم.
فالواجب على إخواننا طلبة العلم والدعاة ومشايخ القبائل أو من لهم أثر في قبائلهم أن يحث الناس، ولله الحمد الشعب اليمني أكثره مسلح، وكثير منهم أقل ما يكون طلق الآلي يعرفه ولله الحمد، هذا الذي نعرفه حسب ما نعلمه، فيجب على من آنس في نفسه القوة ألا يتخلى ولا يتأخر.
وليعلم أن هؤلاء لا يمكن أن تكسر شوكتهم إلا بمناوشتهم، فلا بد من الزحف من إخواننا أهل السنة من جميع مناطق اليمن، ولا بد أن يعدوا للأمر عدة، ويرتبوا أمورهم، ويهيئوا أحوالهم، ويعقدوا ترتيب هذا الأمر فيما بينهم، وينظموه، ويأتون من المناطق، فإن أحاطوا هؤلاء بدماج -أنا من زمان قلت هذا قبل الحج- فليكونوا هم أيضاً محيطين بهؤلاء ليكونوا من خلفهم، إن ناوشوا أهل دماج فليناوشوهم هم من خلفهم، ويشغلوهم حتى يضعفوا شوكتهم ويكسروا قوتهم، فإنه إذا فتحت الجبهة مع أهل دماج ومن الخلف من أهل السنة ممن أحاط بهؤلاء المجرمين فإنهم والله يحسبون لأهل السنة حسابهم، كما حسبوا لبعض القبائل ولبعض التنظيمات التي منهم ما حصل معهم في العام الماضي حسابهم لما اقتتلوا معهم، وأذاقوهم سوء العذاب.
وليعلم أننا نرجو من الله تبارك وتعالى ما لا يرجون، {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ}، فنحن نرجو ما عند الله تبارك وتعالى من نصر في الدنيا وإعزاز لدينه أو شهادة نلقى الله بها في الدار الآخرة، والحياة هي واحدة، والحياة هي واحدة، ستموت اليوم أو تموت غداً، والله من كتب عليه الموت لن يتأخر عما كتب عليه.
فهؤلاء لا يأتي بهم إلا القوة، وأنا أقول لإخواني أهل اليمن ممن يبلغهم عني هذا الكلام: عيب والله على أهل اليمن أهل السنة في اليمن أن يتأخروا عن نصرة إخوانهم، وعار والله عظيم عليهم ألا يرى هؤلاء المجرمين قوة أهل السنة والإيمان، فإن هؤلاء الحوثيين قد تنادوا من كل مكان حتى تمركزوا في صعدة، ورتبوا أمورهم، وتجمعوا من كل مكان، المتعلم منهم العارف بهذا المنهج الخبيث وبهذا المذهب الخبيث سواء ممن درسه في إيران أو من درسه على أيدي دعاة الحوثيين في بلاد صعدة، أو عوام قبائلهم ومشايخهم ورؤوسهم ووجهائهم فإنهم قد تدعوا معهم من كل القرى، ومن شعاف الجبال وبطون الأودية حتى كوّنوا قوة، في آخر الأمر مع ضعف الدولة عجزت عنهم في هذه الأيام الأخيرة، فعار على أهل السنة ألا يتنادوا إلى نصرة الحق وهم أهل الحق، وعار على أهل السنة أن يبقوا هكذا متخاذلين متنافرين أو ساكتين، هذا والله عار عظيم.
ونحن والله ما نحب الشر ولا نحب الحرب فإن الحرب شر على الطرفين، ولكن إذا فرضت عليك فاستعن بالله سبحانه وتعالى واصبر واصمت، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}، وانظر إلى ختم الآية بهذا: من أحاط الله بعمله سبحانه وتعالى فإنه يخذله، هؤلاء مخذولون، وإن حصلت لهم قوة لكن والله قلوبهم فارغة، والله الواحد من أهل الإسلام والإيمان يهز جماعة كثيرة منهم، وذلك بصلابة المؤمن لأن المؤمن يرجو من الله ما لا يرجون، وهؤلاء أكثرهم أجراء، كثير منهم أجراء، أما أهل السنة فأكثرهم علماء بما عند هؤلاء من الانحراف، وعلماء بما عندهم من الخير والحق والفضل والهدى، فهؤلاء مثل الكفار الأصليين يقاتلون مع خواء قلوبهم، وأهل الإسلام والسنة وعسكر الإيمان والقرآن يقاتلون مع قوة قلوبهم، فإن ضعفت قوتهم المادية لكن قلوبهم عامرة بتقوى الله والإيمان به، والله سبحانه وتعالى يقول: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}.
فنحن نرجو من إخواننا أهل السنة في اليمن أن يهبوا لنصرة إخوانهم أهل السنة في دماج، وليعلموا أن دماج نحن ونحن دماج في مقابل هؤلاء الروافض الأنجاس الأرجاس، والاعتداء عليهم اعتداء على الجميع؛ لأن هؤلاء ما استهدفوا دماج لدماج، ولكن استهدفوا دماج للسنة، والإسلام الذي فيه، والإيمان الذي ينشره، والدعوة التي يقوم بها، من تصحيح عقائد الناس، وتبصيرهم بعبادة الله وحده لا شريك له، وبيان المذاهب الفاسدة المخالفة لما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ومن أخبث المذاهب مذهب الروافض، وهؤلاء الحوثيون رافضة، والدليل على ذلك: مساندة إيران لهم، وإشادتهم هم بإيران، ومساندة حزب اللات في لبنان لهم، ومساندتهم له، وإشادتهم بحزب اللات، وإشادة حزب اللات بهم.
فهؤلاء لا ينصرون إلا من كان على دينهم، فإذا كان هذا نصرهم لهؤلاء المبطلين فلِمَ أهل السنة يتخاذلون؟ ولِمَ أهل السنة يتأخرون؟ لا يجوز هذا، ولا سيما الآن قد بدأت الحرب، وصار ما صار مما بلغنا من القتلى في إخواننا أهل الإسلام والإيمان أنهم بلغوا أربع وعشرين قتيلة، وإلى العصر صلوا على واحد وعشرين قتيلة، والحصار مستمر، وهكذا قد ضرب الحصار من مدة طويلة قرابة الأربعين يوماً أو تزيد، لا تدخل حبة إلى دماج ولا تخرج منها دجاجة، فهذا كله إنما المقصود به استئصال شأفة أهل الإسلام والإيمان. فما كفى هذا؟! هذا كله كاف لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، فالواجب على إخواننا أهل اليمن ألا يتوانوا، وأن يجتهدوا، وأن يهبوا، وأن يعلموا أن الوقت قد حان لنصرتهم إخوانهم والذب عن دينهم لأن المقصود هو هذا الدين كما قلت لكم.
ونحن بلغنا اليوم أن هناك محاولة للصلح، فإن حصل الصلح ورضوا به واستكانوا لذلك وكان صلحاً لا غرارة فيه على أهل الإسلام والإيمان، ولا دناءة عليهم فيه، ولا مهانة ولا ذلة فالحمد لله، وإن كان فيه شيء من ذلك فلا، ما دام قد بدئ فليصبروا ويثبتوا حتى يأتي الله جل وعلا بالنصر:
وقاتل إذا لم تعط إلا ظلامة *** شفا الحرب أولى من قبول المظالم
فمثل هؤلاء إنما يريدون استذلال أهل السنة... وأنا أدعو إخوتي أهل السنة في اليمن -ولله الحمد وهم كثر- للنفير ولأن يهبوا لنصرة إخوانهم بكل ما يستطيعون.
والتفاصيل لأحكام الجهاد معروفة ولله الحمد لأهل العلم وطلبة العلم المتمكنين، فإذا جاء السؤال عنها فذاك باب آخر، أما الآن فباب النصرة وباب النفير، ولا سيما وقد بلغنا أن الإخوة بالأمس خاصة أو قبله وجهوا طلباً لإخوانهم أهل السنة أن ينفروا لنجدتهم، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ}، ما دام وقد استُنفروا ولا دولة، فلينفروا لأن هؤلاء الإخوة القائمين على دماج يطلبونهم النصر على هؤلاء المجرمين المعتدين، فيجب عليهم أن ينفروا كل بحسب استطاعته.
ونسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يعلي دينه، وأن ينصر هذا الحق الذي قد هيأه الله سبحانه وتعالى لإخواننا في هذه البلاد، أن يظهرهم على من ناوأهم، كما أسأله سبحانه وتعالى أن يتقبل شهداءهم في الصالحين، وأن يجبر مصاب ذويهم، وأن يربط على قلوب إخواننا أهل السنة في دماج، وأن يثبتهم وأن ينصرهم، وأن يعجل بنصرهم، وأن يزلزل هؤلاء المجرمين، وأن يخالف بين قلبوهم، وأن يفرق جمعهم، وأن يشتت شملهم، وأن يضعف كلمتهم، وأن يعطل أركانهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبيينا محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.
حمّل الكلمة مسجّلة من هنا
(انقر بالزر الأيمن للفارة على الرابط أعلاه ثم اختر حفظ باسم)
كان تسجيل هذه الكلمة
ليلة الاثنين الموافق 3 محرم من عام 1433هـ
(منقول من شبكة سحاب)
تعليق