بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين خلق الخلق وقدر لهم أقداراً وضرب لهم آجالاً لا إله إلا هو ولا رب سواه وصلى الله وسلم على عبده ومصطفاه نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد
فمن جملة الفحول الرجال الذين رحلوا عنا لطلب علم السنة والقرآن بدار الحكمة والإيمان -دار الحديث بدماج-
عثمان بن سليمان فارس من الفرسان وجندي من جند الرحمن ذلكم الشاب الخلوق صاحب الوجه الطلق والكلام اللين والابتسامة التي لا تفارق محياه إنه من خواص إخواننا الذين كنا نود إعدادهم للقيام بالدعوة ببلاد السودان كان مجلاً لعلم الكتاب والسنة معظماً لشعائر الله عز وجل حريصاً على صحة العقيدة وسلامة المنهج يعرف ذلك ويلمسه كل من جالسه كذا نحسبه والله حسيبه وقد والله فجعنا بنبأ مقتله على يد الروافض الأنجاس -قطع الله دابرهم وطهر الأرض منهم- ونحن والله نعلم أن ما عند الله خير وأبقى قال الله تعالى (وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [آل عمران/157] وقال تعالى ( قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا) [النساء/77] وقال تعالى (وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) [الأعلى/17] وقال تعالى ( وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى) [الضحى/4]
أماه صبراً فلا تبكي على جسدي فما هذه الدار بداري ولا وطني
أماه صبراً خير لي من جواركم جوار ربي إن يغفر ويرحمني
هذا هو عزائنا وإلا فموت الواحد من أمثال هؤلاء فاجعة عظيمة فهؤلاء تنتظرهم دول لإخراجها من الظلمات إلى النور فالخطب جلل والمصاب في إخواننا كبير ولكن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل
فوالله إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا اللهم أجرنا في مصابنا واخلف لنا خيراً وتقبل إخواننا اللهم ارحمن عثمان بن سليمان وجميع الإخوان وارفع درجتهم في المهديين وأخيراً أتقدم بعظيم الشكر وجزيل الامتنان لأسرة أخينا عثمان فقد ذهبنا إليهم وأبلغناهم خبره فوجدنا فيهم صبراً وجلداً فجزاهم الله خيراً ونسأل الله أن يجعله شفيعاً فيهم وكان الإخوة بدماج قد وجدوا عند الأخ عثمان -رحمه الله- وصيةً لأهله فأملوها علي فكتبتها وأعطيتها لهم وعملوا بما فيها جزاهم الله خيراً فتركوا النوح عليه وتركوا إقامة المأتم فنسأل الله أن يوفقهم للعمل ببقية ما جاء فيها .
وهذا نص الوصية
----------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه وصية من العبد لله عثمان بن سليمان حلافي أوصي فيها أهلي بالآتي :
التمسك بكتاب الله عز وجل وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم على فهم السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم وأن يكون هذا ميزاناً لعقيدتهم وعباداتهم وسلوكهم ومعاملاتهم فإن هذا هو الصراط المستقيم الذي فيه العصمة من الضلال كما قال النبي الكريم (تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ) أو كما قال
وأوصيهم بتقوى الله عز وجل في السر والعلن امتثالاً للطاعة التي على رأسها توحيد الله عز وجل بالعبادة بأن لا يصرفوا منها شيئاً لغيره سبحانه وتعالى فإن العبادة كلها لله عز وجل وأن يتركوا المحرمات التي على رأسها الإشراك بالله عز وجل فإن الشرك ظلم عظيم وبه تتم خسارة الإنسان لدينه ودنياه ثم ترك جميع المعاصي من غناء واختلاط محرم وتبرج وعقوق
وأوصيهم بالزهد في هذه الدنيا وأن يعظموا شعائر الله عز وجل وأن لا يعظموا العادات والتقاليد وأن يرضوا الله سبحانه وتعالى وإن أدى ذلك إلى إغضاب جميع الناس وأن لا يرضوا الناس بغضب الله
وأوصيهم أن لا ينوحوا ويبكوا علي بل يصبروا ويسألوا الله لي الرحمة والمغفرة ومن كان له حق علي لم أؤده أن يعفو عني
وأوصيهم أن لا يقيموا علي مأتماً
وأوصيهم بالتراحم بينهم والتعاون الشرعي
وأوصيهم أن يربوا أبناءهم تربيةً سلفيةً على الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة والعناية بحفظ كتاب الله وفهمه وحفظ السنة والعمل بها وإخلاص العمل لله عز وجل والصبر ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) الآية ) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) الآية (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) .
كتبها في ضحى يوم السبت بمكتبة دار الحديث بدماج -اليمن-
عثمان بن سليمان حلافي
----------------------------------------------------------
اللهم احفظ دماج وجميع من فيها وأدم خيرها ونفعها للمسلمين
اللهم أعد إخواننا إلى ما كانوا عليه من العلم والعمل والدعوة والتعليم آمنيين مطمئنين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
كتبه
أبوعكرمة وليد بن فضل المولى الخالدي
الخميس 19-محرم-1433هـ
تعليق