بسم الله الرحمن الرحيم
فقد آلمنا جداً -والله- وآلَم كلَّ مؤمن انتشار ذلك المقطع الفيديو الذي تناقلته بعض المواقع الإخبارية وغيرها، ونعتبر من فعل ذلك ابتداءً من تصويرهم ثم نشر ذلك المقطع قد أساء أولاً إلى أولئك الشهداء (فيما نحسبهم) إساءة كبيرة وإلى غيرهم من الأحياء، ويظهر ذلك من وجوه:
الأول: أن هذا الفعل يُعتبر تعدّياً على حرمة أولئك القتلى من خلال تصويرهم في تلك الأوضاع المؤلمة.
ثانياً: أن تصرف المصوّر والناشرين للمقطع اعتداء على حقوق أولئك الأموات وأقاربهم من الأحياء، فهل سبق وأخذ الإذن من أولئك الأموات، وهل استأذن من أقاربهم الأحياء؟
ثالثاً: أنه أساء إلى دار الحديث بدماج التي تدرّس المنهج السلفي المنضبط بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ولا شك أن تصوير ذوات الأرواح عموماً محرمٌ شرعاً ولا يرتضيه شيخ الدار ولا طلاب العلم من المنتسبين لهذه الدار المباركة.
رابعاً: أن نشر تلك المناظر المؤلمة قد يترك أثراً سلبياً في نفوس كثير من المسلمين رجالاً ونساءً وأطفالاً، وربما يمتد إلى زمن طويل، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن هذا المقطع سيبقى متداولاً إلى ما شاء الله ويصعب منع تداوله ونشره.
خامساً: أن تصوير ذوات الأرواح كبيرة من الكبائر، ويعلم الجميع أن المعاصي من أسباب تأخير النصر، وأن من أسباب النصر تقوى الله عز وجل.
وهناك وجوه أخرى لا داعي لذكرها الآن.
قد يقول قائل:لعل في نشر هذا المقطع مصالح منها تعريف الناس بجرائم الرافضة من خلال إطلاعهم على هذه المناظر المؤلمة.
والجواب على هذا: أن عامة أهل السنة فضلاً عن خاصتهم لا يخفى عليهم حقد الرافضة وإجرامهم في حق أهل السنة على مر العصور، وفي كتب المؤرخين وأصحاب السير وما هو حاصل أيضاً على أرض الواقع ما يُغني عن هذا.
وبناءً على ما سبق:
فنبرأ إلى الله ونُبرّئ دار الحديث بدماج وشيخها ومنتسبيها ومحبيها مما حصل من تصوير ونشر لذلك المقطع، وأن من قام به يحمل وزر فعله وننصحه بالتوبة إلى الله، والسعي إلى إيقاف نشره ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
ونخشى على من أعان على نشر ذلك المقطع أن يلقى الله وأولئك الشهداء (فيما نحسبهم والله حسيبهم) خصماؤه يوم القيامة.
نسأل الله ان يعفو عنا وعن إخواننا وأن يوفق الجميع لما يحب ويرضى
ونسأله سبحانه أن ينصر إخواننا في دماج نصرا مؤزرا
وأن يذلّ عدوهم ويقطع دابر الرافضة المجرمين
تعليق