الضياء الوهاج
في حفظ الله لأهل السنة والجماعة بدماج
في حفظ الله لأهل السنة والجماعة بدماج
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، نصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فإن قلوب السلفيين النقيين من شوائب التعصب الذميم، والتقليد الأعمى مشغولة بقلعة الإسلام الشامخة، وتاج رؤوس السلفيين العامرة: دار الحديث بدماج، وبشيخها العلامة المجاهد أبي عبدالرحمن يحيى بن علي الحجوري –حفظه الله- وطلابه الأبطال، وحراس الدعوة الرجال، وحماة العقيدة السلفية الجبال، مشغولة –وحُقَّ لها أن تُشغل- بما تمر به هذه الدار في هذه الأيام من ظروف حرجة، وأحوال مفجعة، ومواقف صعبة، وشدائد جمة، شنَّها عليهم الروافض الحوثيون، الأنجاس الأرجاس، البغاة المعتدون، أعداء الله، وأعداء كتابه، ورسوله ﷺ، وصحابة نبيه –رضي الله عنهم- وأوليائه، الرافضة هم أهل العقائد الكفرية، والمناهج الشركية، والأعمال الإجرامية، الذين لا يرقبون في مؤمن إلًّا ولا ذمة، والذين هم عكاز الدول الكافرة (كأمريكا ودولة اليهود) لضرب الإسلام وأهله، تحت مسمى: (حب آل البيت) (الموت لأمريكا) (الموت لإسرائيل) (اللعنة على اليهود)، ولكن الله حافظ دينه، وناصر أولياءه عاجلًا لا آجلًا –هذا ظننا وأملنا ورجاؤنا-.
ولقد سمع كلُّ سلفي محب للدعوة وأهلها الحريصين عليها ما نشره العلامة الهزبر، والنجم الأغر شيخنا الناصح الأمين أبو عبدالرحمن يحيى بن علي الحجوري –حفظه الله ورعاه وسائر أهل السنة بدماج- في الأسبوع الماضي –يوم الأربعاء والخميس والجمعة- من كلمات مدوية، وتصريحات قوية، وإيضاحات جلية، بما تمر به قلعة الإسلام، ومعقل السلفية الصافية النقية من أهل الخديعة والمكر، وأهل النفاق والغدر، والكذب والتزوير، من حصار شديد زاد على الشهر، وترويع للآمنين، وإخافة لأهل السلم والإسلام، واعتداء على حفظة القرآن، ودعاة السنة، وبغي على أهل الصلاة والصيام والعبادة، وإصابة النساء والأطفال، في بيوت الله، وفي مكتبتهم، ومنازلهم، وطرقهم، من غير جرم ارتكبوه، ولا ذنب اقترفوه، سوى أنهم أقاموا الدين كما أراد الله منهم، وعبدوه سبحانه وفقًا لشرعه، واتباعًا لسنة نبيه ﷺ، وحفظوا الدين قولًا وفعلًا، ورغِبوا ورغَّبوا في كل طاعة وسنة وخير وفضيلة، واجتنبوا وحذَّروا من كل شرك وكفر وبدعة ومعصية ورذيلة، بنصوص الوحيين –القرآن والسنة- على فهم سلف الأمة، هذه هي الجريمة النكراء عند هؤلاء الحمقى الخبثاء.
أتدرون ماذا جرى للرافضة الحوثيين بعد كلمة شيخنا المجاهد المفضال مساء السبت؟
لقد أُصيبوا بذعر وحنق، وخوف وحُمق، وضيق وخنق، وجُنَّ جنونهم حتى أمسوا ليلهم وأضحوا صباحهم –خلال خمسة عشر ساعة تقريبًا- رامين أهل الإسلام والتوحيد والسنة بأنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، بغير وعي ولا إحساس، ولا شعور ولا انخناس، -كدمى بيد ساداتهم الذين ينطبق عليهم قوله: ﴿إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا﴾- فلم يظفروا بعد هذا العناء الشديد، والجهد الجهيد إلا بإصابة امرأة وادعية سلفية خارجة من بيت الله –رحمها الله-! وإصابة طفل في يده! وإصابة رجل في كتفه عند المسجد! يا لها من خيبة وفضيحة وانهزام، وانعدام للرحمة من قلوبهم لخلوها من الإسلام؟!
فهل مثل هؤلاء الجفاة الحاقدون، القاسية قلوبهم، الذين لا يعرفون حق الإسلام، ولا يراعون الأشهر الحرام، ولا يردعهم آية قرآنية، ولا حديث نبوي، ولا يمنعهم عرف ولا عقل، ولا يبالون بإنسانية أو قَبْيَلة، أمثل هؤلاء يُنصرون؟! أو يُرحمون؟! أو يُتعاون معهم؟! أو يَرغب فيهم عاقل؟! وصدق الإمام الشعبي –رحمه الله- حين قال فيهم: (لو كانوا من البهائم لكانوا حُمُرًا، ولو كانوا من الطير لكانوا رخمًا).
ومع هذا الهجوم الشرس فلا يزال أهل السنة والجماعة ضابطين لأنفسهم، متريثين صابرين، درءًا للفتنة ألا تتسع، وحسمًا لمادة الشر ألا تندلع.
ومن اتصل على أي شخص ممن يعرفهم بتلك الدار يجد في كلامهم -مع قلة طعامهم، وتعسر زادهم- ثباتًا كالجبال، وإقدامًا في النزال، وسكينة في المقال، وطمأنينة في البال، إي والله بلا مبالغة ولا إطراء، مما يجعلنا نتعجب منه أنفسنا فكيف بغيرنا؟! لكن إذا قرأت قول الله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾، وقوله: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ﴾، وقوله: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا﴾، وقوله: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾، وقوله: ﴿وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾، وقوله: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ من قرأ هذه الآيات وأمثالها انزاح عجبه، وزالت دهشته.
وإنه ليؤسفني أن أرى أو أسمع غمزًا ولمزًا –تصريحًا أو تلميحًا- من بعض الموحدين المنتسبين للسلفية كعبدالله البخاري المفتون، الذي لم نسمع له حسًّا ولا صوتًا بعد رد شيخنا العلامة المجاهد عليه لجبنه وخوره وضعفه ومرضه، يغمز في هذه الأيام ويلمز بكلام حق أراد به باطلًا، ليشمت بأهل الحق والسنة، أفٍّ لك يا بخاري الحزبيين، أتلمز بقلعة سلفية نقية صافية زكية، تزود أهلها بالتقوى وجعلته لباسها، بأن ما أصابهم اليوم بسبب ذنوبهم، وأنه ما نزل بلاء إلا بذنب!
ألا تعلم بأن نبينا الكريم خليل الرحمن شُجَّ رأسه، وكسرت رباعيته يوم أحد بمخالفة غيره؟!
ألا تذكر ما حصل للإمام أحمد من تكبيل بالسلاسل، وحبس، وضرب بسبب المعتزلة؟!
ألا تذكر ما حصل لجماعة من أئمة الدين من ابتلاء ومحن عن طريق الرافضة والصوفية كشيخ الإسلام ابن تيمية، والإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب، والإمام الألباني، والإمام الوادعي، والشيخ إحسان إلهي ظهير، والشيخ جميل الرحمن؟! أكل هؤلاء تسمي ما حصل لهم أنه بسبب ذنوبهم لا غير!!!
هلا تأملت! لعله بذنبك وذنب أمثالك المخذولين المخذِّلين عن معقل السلفية والتوحيد بالعالم؟
هلا تذكرت ذنبَ تطاولك واعتدائك على أعلام ومشايخ الدعوة السلفية باليمن؟
هلا قلت: بأن هذا ابتلاء لأهل السنة ليرفع الله درجتهم كما قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُون﴾.
ألا تعرف الحديث الذي أورده شيخنا الإمام الوادعي في الصحيح المسند عن سعد بن أبي وقاص أن النبي ﷺ سئل: أي الناس أشد بلاء؟ فقال: «الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، فيبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صلبًا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة». فكانت منةً لا نقمة لو كنت تفهم، ولكن هكذا يفعل الهوى.
يا بخاري الحزبيين! قل خيرًا تغنم، واسكت عن شر تسلم، ودع عنك الغمز واللمز، وإن أردت نصرًا فتب واستغفر ربك مما يتفوه به فمك، ويلوك به لسانك أنت وأمثالك كعبيد ومحمد المدخلي.
وليعلم: أنا لا نزكي أنفسنا، ولا نبرؤها من الخطأ والزلل، لكن نعوذ بالله أن نتفوه بما فيه الشماتة بأهل الحق والسنة، أو على حساب مقاضاة الأغراض في الوقت الذي يشتد فيه الحصار والبغي على إخواننا أهل السنة بدماج، أما تخجلون؟! أما تستحون؟! أين ورعكم؟! أين أخوتكم أنتم وأشباهكم من أهل اليمن؟! نعوذ بالله من الحور بعد الكور، ونسأل الله أن يغني إخواننا من فضله.
وبعد ما أجراه الحوثيون من هجوم غاشم يوم أمس الأحد إلا والنصر كان حليف أهل السنة –بحمد الله وتوفيقه- فقد قتلوا أحد عشرة حوثيًّا بعضهم من كبارهم ولعله أكثر، وجرحوا أعدادًا آخرين، مما جعل بعضهم يتقمص بلباس النساء ليسحب قتالهم وجراحهم من ميدان المعركة، وبينهم الأمور صارت متوترة زادهم الله توترًا وتفرقًا وتمزقًا.
ثبات أهل السنة الأبطال .... في معقل التوحيد كالجبال
في وجه كل رافضٍ بطَّال ... وكل مغرور من الأنذال
في وجه كل رافضٍ بطَّال ... وكل مغرور من الأنذال
وقلتُ أيضًا:
وأما شيوخ الحق كالطود شامخ ... فلا زلزلتهم بل أبانوا ضلالها
وساروا أمامًا في العلوم بهمة ...وفي وطأة الإعصار أضحوا جبالها
وساروا أمامًا في العلوم بهمة ...وفي وطأة الإعصار أضحوا جبالها
اللهم منزل الكتاب، مجري السحاب، هازم الأحزاب، اهزم الرافضة الحوثيين، وانصر أهل السنة نصرًا مؤزرًا، وارفع الحصار عنهم، واحفظهم، وبارك لهم فيما أعطيتهم، واربط على قلوبهم، وثبت أقدامهم، وقوي عزائمهم، وسدد رميهم، واشف جريحهم، وتقبل ميتهم شهيدًا.
اللهم عليك بالرافضة الحوثيين المعتدين، اللهم اكسر شوكتهم، وأذهب قوتهم، وسلط عليهم جندًا من جنودك، وأنزل عليهم بأسك الذي لا يُرد عن القوم المجرمين، وألقِ بينهم وفيهم الأمراض والأوجاع والأسقام، اللهم وأحصهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تبقِ منهم أحدًا.
كتبه متألمًا ومتوجعًا من تخاذل وهزل مواقف بعض المنتسبين للدعوة النقية،
وحاثًّا لنفسه وإخوانه بالنصرة لمعقل الدعوة السلفية النقية الزكية:
أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أحمد باجمال
صباح الاثنين الخامس والعشرين من ذي الحجة عام 1432هـ
حمّل المقال على شكل مطوية
بصيغة (بي دي أف)
من هنا
وحاثًّا لنفسه وإخوانه بالنصرة لمعقل الدعوة السلفية النقية الزكية:
أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أحمد باجمال
صباح الاثنين الخامس والعشرين من ذي الحجة عام 1432هـ
حمّل المقال على شكل مطوية
بصيغة (بي دي أف)
من هنا
تعليق