بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم على عبده و رسوله نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين و بعد.
فهذه كلمة أحببنا أن نـُسهـِم بها نصراً لإخواننا في قلعة العلم و الإسلام و السنة وتثبيتاً لهم و تضامناً معهم ووقوفاً في صفهم و شداً لأزرهم ضد من ناوأهم و عاداهم ، فديننا يلزمنا بهذا و سلفيتنا تملي علينا هذا ، قال الله تعالى:{ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)} سورة المائدة ، و قال تعالى :{ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71)} سورة التوبة.
و قال صلى الله عليه و سلم :( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنهُ عُضْوٌ تدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَر وَالْحُمَّى) (من حديث النعمان بن بشير في مسلم ).
و قال صلى الله عليه و سلم: (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لا يَظلِمُهُ وَلا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلم كرْبَةً فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كرْبَةً مِنْ كرُبَاتِ يَوْم الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}(من حديث ابن عمر في الصحيحين ).
كيف لا ننصرهم و كيف لا نتألم لمصابهم و نحن نعلم ، بل و يشهد كل من رزقه الله عدلاً و إنصافاً و صدق لهجةٍ أن دار الحديث السلفية السنية الأثرية بدماج – حرسها الله – قامت من أول يومٍ على الإسلام و السنة علماً و تعليماً و تربية و دعوة و صبراً واحتسابا بما لا يوجد نظيره في العالم ، و والله ما غيروا و لا بدلوا و لا جاملوا و لا داهنوا ، و لا سايروا المجتمعات على ما هي عليه بل ثبتوا و تميزوا و نفعهم الله بما بعث به رسوله من الهدى و العلم ، فأرضهم طيبة نقية قبلت الماء فأنبتت الكلاء و العشب الكثير ، فكم فيهم من حفاظ الحديث و القرآن و كم فيهم من حفظة المتون في شتى الفنون و كم فيهم من المشايخ و المدرسين و كم فيهم من الخطباء و الوعاظ و كم فيهم من النجباء و الشعراء ، ليلهم و نهارهم في العلم و التعليم و دارهم عامرة بالدروس في شتى العلوم ، نصروا و نشروا التوحيد و حاربوا الشرك و التنديد ، أقاموا السنن و أحيوها و حاربوا البدعة و أماتوها ، فلا تجد عندهم إلا سلفية صافية نقية متميزة في جميع أمرها.
و قد مضى على هذا الصفاء و النقاء و التميز و الجد و الاجتهاد في العلم و التعليم و الدعوة الإمام المجدد مقبل بن هادي الوادعي- رحمه الله و أعلى منزلته في الجنان- و حمل الراية بعده بحق العلامة المحدث يحيى بن علي الحجوري – حفظه الله تعالى- فقام بخلافة الإمام الوادعي خير قيام و سار في الدار سيرة شيخه .
و يشهد المنصفون أن هذه الدار قد عم خيرها و شاع نفعها و أنتشر طلابها و خريجوها في العالم أجمع فلا يخلو منهم قطر من الأقطار ، و مع هذا كلهِ فمشايخها يتنقلون في بلاد العالم يبثون العلم و ينشرون الخير في شتى البقاع ، و هم في ذلك صابرون محتسبون على فقرهم و قلت ذات يدهم و ضعف إمكانياتهم فلله درهم وعليه أجرهم .
و نحن نتحدى العالم بأسره أن يرينا في إخواننا هؤلاء بدعة ركبوها أو ضلالة نشروها أو أنهم دافعوا عن مبطل أو انحازوا لباطل. نريد ذلك بأدلته و براهينه و لكن هيهات هيهات و دون ذلك خرط القتاد.أما الأكاذيب و الشبهات و الأراجيف و الشائعات و التلفيقات و البتورات فلا تنفق و لا تروج في سوحنا و سوقنا لأننا و لله الحمد تربينا على الإتباع و نبذ التقليد و أن الحق ببراهينه و دلائله لا بقائله و أن الحق نصوص لا شخوص ، قال ابن القيم – رحمه الله تعالى- :
فترى الموحد حين يسمع قولهم***ويـــراهم في محـنة وهوان
وارحمتاه لــــــــعينه ولأذنـــــه***يا مــــحنة العينين والأذنان
إن قال حــــــقا كفروه وإن يقو***لوا باطلا نســــبوه للإيمــان
حتى إذا مـــــــا رده عادوه مثـ***ـل عداوة الشيـطان للإنسان
قالوا له خــــــالفت أقوال الشيو***خ ولم يبالوا الخلف للفرقان
خالفت أقوال الشـــــــيوخ فأنتم***خــــــالفتـم من جاء بالقرآن
خالفتم قول الرسول وانــــــــما***خالفت مـن جراه قول فلان
يا حــــــــبذا ذاك الخلاف فـإنه***عين الوفاق لطاعة الرحمن
أو ماعلمت بأن أعداء الرسول***عليه عابوا الخلف بــالبهتان
لشيوخهم ولما عليه قد مـــضى***أسلافهم في سـالف الأزمان
ما العيب إلا في خلاف النص لا***رأي الرجال وفكرة الأذهان
أنتــــم تعيــــبونا بهذا وهـو من***توفيقنــــا والفضــــل للمنان
فليهنكم خلف النصـوص ويهننا***خلف الشيوخ أيستوي الخلفان
والله ما تسوى عقول جميع أهـ***ـل الأرض نصا صح ذا تبيان
حتى نقدمـــها عـــليه مــعرضـ***ـين مـؤولين محرّفي القرآن
والله أن النص فيما بــــيننـــــــا*** لأجل مــــن آراء كل فلان
وارحمتاه لــــــــعينه ولأذنـــــه***يا مــــحنة العينين والأذنان
إن قال حــــــقا كفروه وإن يقو***لوا باطلا نســــبوه للإيمــان
حتى إذا مـــــــا رده عادوه مثـ***ـل عداوة الشيـطان للإنسان
قالوا له خــــــالفت أقوال الشيو***خ ولم يبالوا الخلف للفرقان
خالفت أقوال الشـــــــيوخ فأنتم***خــــــالفتـم من جاء بالقرآن
خالفتم قول الرسول وانــــــــما***خالفت مـن جراه قول فلان
يا حــــــــبذا ذاك الخلاف فـإنه***عين الوفاق لطاعة الرحمن
أو ماعلمت بأن أعداء الرسول***عليه عابوا الخلف بــالبهتان
لشيوخهم ولما عليه قد مـــضى***أسلافهم في سـالف الأزمان
ما العيب إلا في خلاف النص لا***رأي الرجال وفكرة الأذهان
أنتــــم تعيــــبونا بهذا وهـو من***توفيقنــــا والفضــــل للمنان
فليهنكم خلف النصـوص ويهننا***خلف الشيوخ أيستوي الخلفان
والله ما تسوى عقول جميع أهـ***ـل الأرض نصا صح ذا تبيان
حتى نقدمـــها عـــليه مــعرضـ***ـين مـؤولين محرّفي القرآن
والله أن النص فيما بــــيننـــــــا*** لأجل مــــن آراء كل فلان
و قال أيضا:
لكن عرضـنا نحن أقوال الشيوخ***على الذي جاءت به الوحيان
ما خــــــالف النصين لم نعبأ به***شــــيئا وقلـــنا حسبنا النصان
ما خــــــالف النصين لم نعبأ به***شــــيئا وقلـــنا حسبنا النصان
و قال أيضا :
والله لو خالفت نـــص رسـوله*** نصا صريحا واضح التبيان
وتبعت قول شيوخهم أو غيرهم***كنت المحقق صاحب العرفان
حتـــــى إذا خالفت آراء الرجا*** ل لســــنة المبعوث بالقرآن
نــــــادوا عليك ببدعة وضلالة*** قــــالوا وفي تكفيره قولان
قالوا تنقصت الكبار وسائر الــ***ـعلماء بل جاهرت بالبـهتان
وتبعت قول شيوخهم أو غيرهم***كنت المحقق صاحب العرفان
حتـــــى إذا خالفت آراء الرجا*** ل لســــنة المبعوث بالقرآن
نــــــادوا عليك ببدعة وضلالة*** قــــالوا وفي تكفيره قولان
قالوا تنقصت الكبار وسائر الــ***ـعلماء بل جاهرت بالبـهتان
إخواني في الله في هذه الأيام يعاني إخواننا بدار الحديث بدماج – حرسها الله تعالى – من حرب رافضية خبيثة و حملة مجوسية شرسة تريد إجتثاث و استئصال السنة و أهلها و القضاء على كل هذا الخير و لكن هيهات هيهات .
قال الله تعالى : {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32)}(سورة التوبة). وقال تعالى :{ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9)} (سورة الصف).
و والله إنا لا نعجب من سكوت الحركيين و تجاهل و تغافل الإعلام بقدر ما نعجب من سكوت الكثير من المشايخ و طلاب العلم !!! أين الذين تكلموا في أحداث ليبيا و سوريا و اليمن !!! أين سلفيو العالم؟!! أين أقلامهم و أين كلامهم؟!! أين منتدياتهم و مواقعهم؟!!ٍ أين الكثير من الأسماء التي غابت عن هذه الأحداث ، أتريدون أن تسلموا إخوانكم للرافضة و النبي صلى الله عليه و سلم يقول : { الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لا يَظلِمُهُ وَلا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلم كرْبَةً فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كرْبَةً مِنْ كرُبَاتِ يَوْم الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.
لا سيما و قد ناشد الشيخ العلامة يحيى الحجوري - حفظه الله - و استنصر سائر من له غيرة على دين الله و على إخوانه ، و الله عز وجل يقول : {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72)} (سورة الأنفال)
قال ابن القيم – رحمه الله تعالى -:
هذا ونصر الدين فرض لازم*** لا للكفاية بل على الأعيان
بيد وإما باللسان فان عـــــجز***ت فبالتوجه والدعاء بجنان
ما بعد ذا والله للإيمــــان حبـ***ـة خردل يا نـاصر الإيمان
بيد وإما باللسان فان عـــــجز***ت فبالتوجه والدعاء بجنان
ما بعد ذا والله للإيمــــان حبـ***ـة خردل يا نـاصر الإيمان
فهذا هو الواجب علينا تجاه إخواننا فنسأل الله جل و علا أن ينصر إخواننا في دماج ، وأن يربط على قلوبهم و يثبت أقدامهم و أن يحفظهم ، و أن ينزل بأسه بالرافضة و أن يدمرهم و يجعل الدائرة عليهم و أن ينزل بهم الأمراض و الأوجاع و الطواعين أنه على كل شيءٍ قدير.
وصلى الله و سلم على نبينا محمد.
كتبه أبو عكرمة وليد فضل المولى الخالدي
23\ذي الحجة\ 1432هــ
نداء من السودان لنصرة دار الحكمة والإيمان
تعليق