If this is your first visit, be sure to
check out the FAQ by clicking the
link above. You may have to register
before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages,
select the forum that you want to visit from the selection below.
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
الناصح الأمين وشبهات المرجفين (ترجمة للشيخ يحيى حفظه الله وردّ على كل شبه البرامكة)
لا تزال القافلة تسير ، ولا تزال الكلاب تنبح ، ولا تضر هذه الكلاب القافلة شيئا وإن أوتيت من الدهاء منتهاه!! ولا يزال أعداء الدعوة يكيلون لها المآمرات ، ويثيرون في أوساط أهلها الفتن ، فينشأ عن هذا من التفرق ما الله به عليم ، وتشتدّ الفتنة حتى تنفرج.
وليعلم أهل السنّة أنّ فتنة العدني لم تبلغ أوجّها بعد ، ولم نر شدّتها الكاملة ، ولئن رأيناها فإننا نسأل الله عزّ وجلّ أن يلهمنا الصبر حتى تنفرج.
لقد مضت قبلها فتن ، وقد تأتي بعدها فتن ، والسعيد من اعتبر لها بما قبلها ، وبها لما بعدها ، فأدرك أين يضع خطاه ، فوافق الصواب وأنكر الخطأ ، فهذا هو المعنى الصحيح لـ "من جنّب الفتن" .
والغرض من إثارة هذه الفتن كلّها غرض واحد ، وهو إسقاط منهج أهل السنّة و "إذا أردت إسقاط فكرة فأسقط رجالها" لكن الأساليب تتغيّر والطرق تختلف ، ففي فتنة أبي الحسن تسرع أهل البدع فتكلّموا في كثير من المشايخ دفعة واحدة فلم تدم فتنتهم كثيرا حتى تكلّم فيهم المشايخ المتكلَّم فيهم ، فسقط أبو الحسن ، وكان الشيخ يحيى الحجوري حفظه الله أوّل من تكلّم في أبي الحسن ، وقبل أن يتكلم فيه أبو الحسن ، ووقف جميع المشايخ ضد الشيخ يحيى في أوّل الأمر ، ثم قضى الله أمرا كان مفعولا . . ثم قام البكري فرمى جلّ أهل السنّة بسهم واحد !! فردّ عليه كلٌّ بسهم فسقط في أوّل الرمي ، وكان أوّل من تكلم فيه هو الشيخ يحيى الحجوري حفظه الله ، وكان بعض المشايخ يدافع عنه في أوّل الأمر ، بل منهم من طعن في الشيخ يحيى من أجل البكري!! . . بعد ذلك قام عبد الرحمن ابن مرعي الذي قال بلسانه: ((لا أخفيكم أنه بعد انتهاء فتنة البكري جاءني أناس وقالوا: قد سقط البكري، فقم أنت الآن)) !! فقام ؛ لكنّه لم يرم الجميع بسهم واحد ، بل آثر طول الطريق بإسقاطهم واحدا واحدا ، فكانت البداية بالشيخ يحيى الحجوري حفظه الله.
وسأناقش في هذا المقال -إن شاء الله- اتهامات باطلة ، سطرها المدعو: عرفات البرمكي عامله الله بما يستحق؛ قال:
(فصبر عليه الشيخ ربيع وترفق به وبقي يناصحه ويثني عليه، ويمنع من الردود عليه ويأمر بإغلاق المواقع ، وانتشرت نصيحته بصوته لجميع الأطراف واستقبل السلفيون الصادقون هذه النصيحة الطيبة بحفاوة) أهـ
قلت: وهل كنت أنت من هؤلاء السلفيين الصادقين الذين استقبلوا هذه النصيحة بحفاوة؟؟ الجواب: لا ، فما هو الفرق الذي بين موقفنا وبين موقفكم من هذه النصيحة ؟؟ الفرق: أنّنا رأينا أنّها خطأ صدر عن اجتهاد وبذل وسع ، فرددناه كما تردّ الأخطاء ، وعذرنا قائله كما يُعذَر المخطئون ، أمّا أنتم فأثنيتم على النصيحة ولم تلتزموا بها ، وعبتمونا على مخالفتها وأنتم تخالفونها ، فكنتم كمن قال الله فيهم: ﴿أتأمرون الناس بالبرّ وتنسون أنفسكم﴾ وفي هذه الفترة كان عرفات البرمكي وغيره من أعضاء الشبكة الضالمة يخرجون المقالات الباطلة تترى ، وجلّ ما في هذه المقالات كذب وتلبيس ، حتّى وصل الحدّ بعرفات إلى بتر حديث نبوي في صحيح البخاري و مسلم !! وأغرب منه: قدم له الجابري!!
فهل أهل الحقِّ يبترون أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم ؟؟! وقد قلت ردّا على البرمكي: ((قال عرفات البرمكي في سياق احتجاجه على الناصح الأمين في هذه المسالة: ((وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلّم: "... وإنّما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إليّ ... ")) فجعل هذا دليلا على إثبات (الأصول التي خالف فيها الحجوري) !! مع أنّ الحديث لا علاقة له بهذه المسألة ، وتمامه: ((ما من الأنبياء نبي إلا اعطي ما مثله آمن عليه البشر ، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي ، فأرجو أن أكثرهم تابعا يوم القيامة)) قال الحافظ ابن حجر: ((أي أن معجزتي التي تحديت بها: الوحي الذي أنزل علي وهو القرآن)) أهـ "الفتح" (9/6)
قلت: فلم يكتف البرمكي ببتر كلام الناصح الأمين وغيره من العلماء المتقدّمين والمتأخّرين ، فتعدّى ذلك إلى بتر كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- (!) وهذا من أساليب أهل الزيغ والضلال ، فإنَّهم يقطعون ما أمر الله به أن يوصل كما ذكر ذلك شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- ولا عجب في هذا فقد رمى قبلُ حديثا نبويّا صحيحا بأنّه قول الأشاعرة !! وسيأتي ذكره إن شاء الله.
لكنّ العجيب في الأمر: أن يقدّم لهذا الهراء الشيخ عبيد الجابري ، بل ويثني عليه ثناء بديعا !! فاللهم سلّم سلّم.)) أهـ
والحديث الذي قال عنه البرمكي إنه قول الأشاعرة ، هو قوله صلى الله عليه وسلم: ((لو أنّ الله عذّب أهل سماواته وأهل أرضه لعذّبهم وهو غير ظالم لهم)) رواه أحمد وأبو داود وهو في الصحيح المسند.
واليوم يأتي عرفات البرمكي ليتباكى على الشيخ ربيع حفظه الله ، ويظهر للنّاس أنّه يدافع عنه ضد من ظلمه ، فهل الشيخ ربيع في حاجة إلى دفاعك وثنائك يا عرفات ؟؟! أين دفاعك عن الشيخ ربيع يوم كفّره عبيد الجابري ؟؟! أين دفاعك عنه يوم رماه الوصابي بأنّه جاسوس مدسوس ؟؟! ألم تتهيأ للدفاع عنه إلاّ الآن ؟؟!
ويأتي البرمكي اليوم ليدافع عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلّم وعن الأنصار خاصّة !!! فأين كنت يوم رماهم الوصابي بأنّهم (أبواق = جمع بوق) وأنّهم بحاجة إلى التربية والتعليم ، وأنّهم يخوضون في الكلام ويتناقلونه ، وأنّهم شباب لا يدركون الأمور على ماهي عليه غالبا ، ولا يقدّرون المصالح والمفاسد !!! في شريطه "وجوب التثبت" وكتابه "نصائح علماء الأمّة"
أين كنت يا برمكي لمّا طعن الجابري في كعب بن مالك رضي الله عنه فقال بأنّه لو مات لمات ضالاّ مضلا !! وكعب بن مالك من الأنصار رضي الله عنهم أجمعين.
فلو كانت عندك أدنى غيرة على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلّم لما أقررت هذا الكلام ، كيف وأنت لا ترضى أن يقال فيك وفي حدّاديّتك بعض هذا الكلام ، ولو قيل فيك -وهو حق- لأقمت الدنيا ولم تقعدها . . . إلخ
إنّ عرفات البرمكي هو الحدّادي فهو يحرّم الترحّم على أهل البدع ، ويعدّ هذا (من الجرائم الشنعاء) حيث قال في مقاله "توبة الحجوري . . ." : ((ويؤكد ذلك أنه لم يتعرض لاستدلاله بكلام الجاحظ وترحمه عليه! ولم يذكر تراجعا وتوبة من هذه الجرمية الشنعاء)) أهـ
قلت: كتب العلامة ربيع المدخلي -حفظه الله- مقالا بعنوان (مميّزات الحدّادية) وذكر من بين مميّزاتهم: ((تحريم الترحّم على أهل البدع))
فمن هو الحدّادي الآن ؟؟! فعرفات البرمكي:
1/ يحرّم الترحم على أهل البدع.
2/ يجعل الترحم عليهم جريمة شنعاء.
3/ يكتب بعدّة أسماء مجهولة.
4/ يسيّر شبكة تعتمد على المجاهيل ، وهذا مما امتاز به الحدّادية في منتياتهم "الأشري".
وقال عرفات: استدلّ الشيخ محمد المدخلي على سلفيّة الشيخ عبيد بعدّة أمور ، وهي:
1/ لا ينتمي إلى حزب ولا جمعيّة حزبية.
2/ شابت لحيته في الإسلام والسنّة.
3/ يحب السنّة ويتّبعها ويحرص عليها ويبغض الحزبية ويذمّ أهلها ويحذّر منها.
4/ يبغض البدعة وأهلها وينفّر منها.أهـ
فأقول: كذلك عبد الرحمن الجبرين يزعم أنّه لا ينتمي إلى حزب ولا جمعية ، وشيب لحيته أكبر من شيب لحية عبيد ، ومع هذا حكم عليه الإمام النجمي بالقطبية لدفاعه عن سيد قطب ، فلماذا لا تحكم على عبيد بالبكرية لدفاع عن صالح البكري الحدّادي ؟؟! وكذلك أبو الحسن المأربي: يزعم حب السنّة والحرص عليها وبغض الحزبية والبدعة ، ومع هذل بدّعه العلماء لطعنه في بعض الصحابة ، فلماذا لا تبدّع عبيدا لطعنه في كعب بن مالك رضي الله عنه ؟؟! وكذلك عليّ الحلبي يزعم حب السنة والدفاع عنها ، ومع هذا بدعه العلماء لأنّه يثني على أصحاب وحدة الأديان ، فلماذا لا تبدع عبيدا لتجويزه قصد السحرة لفك سحرهم عن المسحورين ؟؟!
قال عرفات: استدل الشيخ البرعي حفظه الله على سلفية الشيخ [يعني الوصابي] بعدة أمور:
1/ قدَمه في الدعوة فهو من علمائها قبل معرفة الشيخ البرعي بها، وقل أن تجد من
يعترف هذا الاعتراف الصريح كاعتراف الشيخ البرعي حفظه الله.
2/ معروف بالسنة والذب عنها.
3/ مواقفه معروفة مشهورة مذكورة.
4/ لم يغير ولم يبدل عما عليه أهل السنة.
فأقول: سأعرض عليك بعض ما عليه الوصابي من تغير وتبديل لدعوة أهل السنة:
1/ القول بأن توحيد الحاكميّة قسم رابع من أقسام التوحيد
محمّد الوصابي يقول بهذا القول كما هو مسجّل بصوته ومنشور في شبكة العلوم السلفيّة ، وخلاصة كلامه: أن لأهل السنّة في توحيد الحاكميّة أربعة أقوال:
1/منهم من جعله تابعا لتوحيد الرّبوبيّة.
2/ومنهم من جعله تابعا لتوحيد الألوهيّة.
3/ومنهم [أي من أهل السنّة] من جعلهم قسمًا منفردا!!
4/ومنهم [أي من أهل السنّة] من أنكره!!!!
وهذا من أعظم الكذب على أهل السنّة والتحريف لأقوالهم ، بل قولهم فيه واحد متفّق ، وهم: أنّه تابع لتوحيد الرّبوبيّة باعتبارٍ ، ولتوحيد الألوهيّة باعتبار آخر ، أمّا جعله قسما منفردا ، فتكون أقسام التوحيد أربعة ، فهذا قول مبتدعٌ ، وأمّا إنكاره !! بأن يقال بأنّ لغير الله أن يشارك الله في حكمه: فهذا شرك بالله مخرج من الملّة ، لأن صاحبه قد سوّى بالله غيره في شيء من خصائص الله ، فكيف تنسب البدعة وينسب الكفر لأهل السنّة؟؟! بل وكيف يسكت عن هذا الساكتون ، وتتجه كلّ سهام النقد صوب الناصح الأمين !! لا لشيء إلاّ لأنّه بيّن حال ابن مرعّي الحزبي!!
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله-: ما تقول -عفا الله عنك- في من أضاف للتوحيد قسما رابعا، سماه توحيد الحاكمية؟
فأجاب –رحمه الله-: ((نقول: إنه ضال، وجاهل؛ لأن توحيد الحاكمية هو توحيد الله -عز وجل-، فالحاكم هو الله -عز وجل-؛ فإذا قلت: التوحيد ثلاثة أنواع، كما قاله العلماء، توحيد الربوبية، فإن توحيد الحاكمية داخل في الربوبية، لأن توحيد الربوبية هو توحيد الحكم والخلق والتدبير لله -عز وجل-
وهذا قول محدث منكر؛ وكيف توحيد الحاكمية؟! ما يمكن أن توَحّد الحاكمية، المعنى أن يكون حاكم الدنيا واحداً؟!! أم ماذا؟
فهذا قول محدث مبتدَع منكر، ينكَر على صاحبه، ويقال له: إن أردت الحكمَ فالحكمُ لله وحده، وهو داخل في توحيد الربوبية، لأن الرب هو الخالق المالك المدبر للأمور كلها؛ فهذه بدعة وضلالة، نعم.)) أهـ
قال فضيلة الشيخ ربيع بن هادي الدخلي –حفظه الله-: ((والله لا نرى ولاء ولا براء في كثير من الشباب على توحيد الله ، وتجد كثيراً من الشباب يوالي عباد القبور وأعداء التوحيد ، ويحارب حملة راية التوحيد ، هذا موجود ، وما سببه إلا تلاعب هؤلاء الجهلة بعقول شباب التوحيد وأبناء التوحيد ، جهلة ما عرفوا توحيد الله ولا عرفوا دعوة الأنبياء . . . . (لا إله إلا الله): لا حاكم إلا الله عندهم ، أخص خصائص الألوهية (لا حاكم إلا الله) !! هذا التفسير يجعلك ترى الشرك أمامك كأنك لم ترَ شيئاً ، الشرك الذي يحاربه الأنبياء لا تراه شيئاً ، هذا التفسير تحريف لمعنى (لا إله إلا الله) ثم جعلوه نوعاً رابعاً من أقسام التوحيد -حيلة- ثم بعد أيام يُسَرِِّبون المعاني الأساسية لـ(لا إله إلا الله) وتبقى الحاكمية ، افهموا المكايد السياسية.)) أهـ
وسئل الشيخ البرجس –رحمه الله-: السائل يسأل عما يسمى بتوحيد الحاكمية , و هل له حظ من النظر و الاعتبار في أقسام التوحيد؟
فأجاب: ((إن الله -سبحانه وتعالى- مُتَوَحِّدٌ في ربوبيته , متوحد في أسمائه و صفاته , متوحد في ألوهيته ؛ هذه هي أقسام التوحيد التي جرى عليها السلف -رضي الله عنهم و أرضاهم- ؛ و توحيد الحاكمية داخل في طاعة الله -عز و جل- و عبادته وحده لا شريك له ؛ كما أنه -أيضا- يدخل في ربوبية الله -عز وجل- ﴿ألا له الخلق و الأمر﴾ ﴿إن الحكم إلا لله﴾ بمعنى أن القضاء لله -سبحانه و تعالى- وحده لا شريك له ؛ و يدخل في ذلك القضاء الكوني , و يدخل في ذلك القضاء الشرعي , كما حرره جماعة من المفسرين , كالعلامة الشنقيطي و غيره ؛ و دخوله في توحيد الإلهية واضح , أن الله -عز وجل- تعبّدنا بالقرآن , تعبّدنا بالسنة , فلا عبادة في غير هذين المصدرين ؛ فاتباعهما هو تحقيق لتوحيد الألوهية .
فَمِنْ ثَمَّ: وضعُ توحيد الحاكمية قسيما لأقسام التوحيد المعروفة الثلاثة , هو من الأمور التي أدخلها بعض من انحرف في مسائل التكفير في هذا العصر -كجماعة الإخوان المسلمين و غيرهم- و هو ليس في شيئ , إذ أقسام التوحيد الثلاثة كافية ؛ و أما إفراد الله -عز وجل- بالحكم و إفراد نبيه -صلى الله عليه و سلم- بالحكم فذلك معروف من كتاب الله و من سنة النبي -صلى الله عليه و سلم- و هو داخل في عبادة الله تعالى وحده لا شريك له.)) أهـ
قلتُ: وقد زاد الوصابي الطين بلّة ، والبلاء بلاء ، بأن نسب هذا القول المبتدع للشيخ عبد العزيز ابن باز –رحمه الله- في كتابه (القول المفيد)!! وهذا كذب على الإمام ابن باز ، فقد سئل –رحمه الله-: سماحة الوالد الآن هناك من يقول أن أقسام التوحيد أربعة ويقول أن القسم الرابع هو توحيد الحاكمية فهل هذا صحيح؟
الجواب: ((ليست أقسام التوحيد أربعة وإنما هي ثلاثة كما قال أهل العلم وتوحيد الحاكمية داخل في توحيد العبادة. فمن توحيد العبادة الحكم بما شرع الله، والصلاة والصيام والزكاة والحج والحكم بالشرع كل هذا داخل في توحيد العبادة.)) أهـ
ولو لم يكن للوصابي إلاّ هذا القول المحدث المبتدع لكان كافيا للتحذير منه ، فكيف إذا أضيف إليه ما سيأتي ذكره إن شاء الله ؟!!
2/ سوء الأدب مع أبينا آدم وأمّنا حوّاء
قال الأخ الفاضل كمال بن ثابت العدني -حفظه الله-: ((قال محمد بن عبدالوهاب الوصابي في الشريط الموسوم "إن السعيد لمن جنب الفتن": (وتعرفون أين كان إبليس قبل أن يطرد؟! وأين كان آدم وحواء عليهما السلام قبل أن يطردا . . .) ثم قال بعد كلام: (فآدم وحواء -عليهما السلام- حين أكلا من تلك الشجرة طردا . . .) ثم قال بعد كلام: (وهكذا آدم وحواء عليهما السلام من أجل فتنة واحدة أيضاً طردا.)
السؤال الأول: هل آدم وحواء طردا من الجنة كما طرد إبليس -لعنه الله- كما قال الوصابي؟! أم أنهما اهبطا منها ، أو اخرجا منها كما قال الله تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ﴾ [الأعراف:27] ﴿فَأَكَلا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى﴾ [طه:123] ﴿قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى﴾ [طه:123] وقال تعالى: ﴿فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ﴾ [البقرة:36] ثم قال: ﴿قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة:38]
قال العلامة المحقق الشنقيطي في "أضواء البيان" (4/120): ((يُقال كيف جيء بصيغة الجمع في قوله: ﴿اهْبِطُواْ﴾ في البقرة والأعراف وبصيغة التثنية في طه في قوله: ﴿اهْبِطَا﴾ مع أنه أَتْبع صيغة التثنية في طه بصيغة الجمع في قوله: ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّى هُدًى﴾ وأظهر الأجوبة عندي عن ذلك: أن التثنية باعتبار آدم وحَوَّاء فقط ، والجمع باعتبارهما مع ذريتهما خلافاً لمن زعم أن التثنية باعتبار آدم وإبليس والجمع باعتبار معهم ذريتهما معهما ، وخلافاً لمن زعم أن الجمع في قوله: ﴿اهْبِطُواْ﴾ مراد به آدم وحواء وإبليس والحَية والدليل على أن الحية ليست مرادة في ذلك هو أنها لا تدخل في قوله: ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّى هُدًى﴾ لأنها غير مكلفة.))
وقال تعالى في حق إبليس لعنه الله: ﴿قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [الأعراف:18]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ المُنْظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ المَعْلُومِ﴾ [الحجر: 34 38]
السؤال الثاني: هل قال أحد من أهل العلم بالقرآن هذا القول في تفسير هذه الآية؟!! وهل من الأدب أن يقول الوصابي في حق نبي من الأنبياء بل هو أبو البشر -صلوات الله وسلامه عليه- أنه طرد وقد قال تعالى: ﴿اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى﴾ والاجتباء كما قال أهل اللغة: الاجتباء الجمع على طريق الاصطفاء ، قال عز وجل: ﴿فاجتباه ربه﴾ وقال تعالى: ﴿وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها﴾ أي يقولون هلا جمعتها تعريضا منهم بأنك تخترع هذه الآيات وليست من الله ، واجتباء الله العبد تخصيصه إياه بفيض إلهي يتحصل له منه أنواع من النعم بلا سعي من العبد وذلك للأنبياء وبعض من يقاربهم من الصديقين والشهداء كما قال تعالى: ﴿وكذلك يجتبيك ربك﴾ ﴿فاجتباه ربه فجعله من الصالحين﴾ ﴿واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم﴾ وقوله تعالى: ﴿ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى﴾ وقال عز وجل: ﴿يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب﴾ فهل بعد أن رأيت أن آدم قد اجتباه ربه ، فهل يطرد كما قلت يا عدو نفسه ، فانظر إلى الاطلاقات الغير موزونة بالشرع!! إن لله وإن إليه راجعون ، فلا لوم فإن الشخص إذا لم يأخذ العقيدة الصحيحة على أهلها يقع فيما وقع فيه الوصابي ، فإن بعض مشائخ الوصابي صوفية زبيد وهم معلوم حالهم من التمشعر والتصوف و الانحراف.
قال أبو القاسم السعدي في كتابه الأفعال (2/292): ((و(طردت) الشيء طردا و طردا سقته ، والمولود أخاه ولد بعده ، والرجل توليت إبعاده بنفسك ، والريح السحاب والحصى والأرض طريدا والسراب كذلك و(أطردت) الرجل جعلته طريدا ، و(طرد) الماء طردا خاضته الدواب.))
قال صاحب "المغرب في ترتيب المعرب" (2/18): ((الطرد: الإبعاد والتنحية ، يقال: (طرده) إذا نحاه و (أطرده) السلطان جعله طريدا لا يأمن.))
وقال ابن منظور في "لسان العرب": ((والطرد الإبعاد.))
وقال أبو مسعود في "تفسيره" (5/183): ((قال: ﴿اذهَبْ﴾ أي امض لشأنك الذي اخترته وهو طرد له ، وتخلية بينه وبين ما سولت له نفسه)) أي إبليس لعنه الله.
وقال ابن كثير (1/82): ((فإن قيل فإذا كانت جنة آدم التي أخرج منها في السماء كما يقوله الجمهور من العلماء ، فكيف تمكن إبليس من دخول الجنة ، وقد طرد من هنالك طردا قدريا والقدري لا يخالف ولا يمانع فالجواب: أن هذا بعينه استدل به من يقول إن الجنة التي كان فيها آدم في الأرض لا في السماء كما قد بسطنا هذا في أول كتابنا "البداية والنهاية".))
قلت: انظر رعاك الله في قول ابن كثير في قوله عن آدم: ((أخرج منها في السماء)) وقوله في حق إبليس: ((وقد طرد من هنالك طرداً.))
وقال في تفسير قوله: ﴿وكان الله بهم عليما﴾ ((أي وهو عليم بنياتهم الصالحة والفاسدة وعليم بمن يستحق التوفيق منهم فيوفقه ويلهمه رشده ويقيضه لعمل صالح يرضى به عنه ، وبمن يستحق الخذلان والطرد عن جنابه الأعظم الإلهي الذي من طرد عن بابه فقد خاب وخسر في الدنيا والآخرة عياذا بالله من ذلك.)) (1/498)
قال السمرقندي في تفسيره (2/ 255): ((قال: ﴿يا إبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين﴾ أي مع الملائكة قال إبليس ﴿لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون قال فاخرج منها﴾ أي من الأرض ، ويقال من الجنة ، ﴿فإنك رجيم﴾ أي ملعون مطرود فألحقه بجزائر البحور وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين أي طرد من رحمته إلى يوم الحساب.))
وانظر إلى قول أهل التفسير في إطلاقهم الطرد أنه في حق إبليس وحده ؛ لأن الطرد هو عذاب ولعن وإبعاد عن الرحمة وآدم عليه الصلاة والسلام قد تاب عليه ربه وهدى . . . إلى أن قال: فبعد الذي رأيت وقرأت هل ترى أن الوصابي يزن ما يخرج من رأسه أم أنه يرمي الكلام على عواهنه، ولا يدري ما معناه، ولا نستطيع أن نجزم أن الوصابي يقصد الطعن؛ لأن من قصد الطعن في نبي من الأنبياء فهو كافر بالإجماع، وأحسن ما يعتذر له: أنه جاهل بدلالة هذه الألفاظ وأنه غير معتن بكلام السلف في تفسير الآيات والتزام أقوالهم في التفسير وغيره.))أهـ
3/ الطعن في الصحابة رضي الله عنهم
ذكرالعلامة ربيع المدخلي حفظه الله في (تنبيه أبي الحسن إلى القول بالتي هي أحسن) كلمات لأبي الحسن المأربي تعدّ طعنا في الصحابة رضي الله عنهم ، منها:
1) وصف أبي الحسن الصحابة بالغثائية.
2)وقال أبو الحسن في قصة الإفك: انزلق فيها أناس صالحون.
3)وقال أيضًا: وما سلمت -أي: عصر النبوة- من أناس صارفين وفيكم سماعون لهم، فمن ذا الذي يزكي دعوتنا اليوم أن يكون فيها أكثر وأكثر.
أمّا محمد الوصابي فقد وصفهم بأشدّ من هذا ، فهو يصفهم بأنهم أبواق!! وأنهم يتناقلون الكلام ويخوضون فيه بدون تثبت!!! فلأجل ذلك نحتاج إلى تربية وتعليم!!! كما زعم.
قال الوصابي في شريط (وجوب التثبت): (( . . . ﴿وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ * يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [النور: 16، 17] عاتبهم الله إذا قال ذلك الفاجر المنافق تلك المقالة كان عليكم ألاّ تنشروها كان عليكم ألا تكونوا أبواقا له ترددون مقالته في المجتمع الطاهر المسلم النقي الصافي المصفى.))
فإذا كان أبو الحسن يقول: ((انزلق فيها أناس صالحون)) والعلامة ربيع المدخلي وغيره من العلماء يعودن هذا طعنا من أبي الحسن في الصحابة يوجب تبديعه ، فإن الوصابي يقول لهؤلاء الناس الصالحين -رضي الله عنه-: ((كان عليكم ألا تكونوا أبواقا له ترددون مقالته)) !!!
فالصحابة عند الوصابي: كانوا أبواقا لذلك الفاجر المنافق !! فأي طعن أبلغ من هذا ؟!!
وقال أيضًا: ((قال الله عزوجل: ﴿يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [النور: 17] (أبدًا) بمعنى إلى قيام الساعة لا تكونوا أبواقًا للمجرمين والفاسدين الذي يقول أحدهم كلمة سوء ويمشي.))
وقال في نفس الشريط عن الصحابة رضي الله عنهم: ((فكانوا يظنون أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم طلق نساءه عليه الصلاة والسلام وتناقلوا الكلام يا سبحان الله!! ما أحوجنا جميعًا إلى التربية والتعلم!!! . . . إلى أن قال . . . فدخل إلى المسجد فوجد الناس يخوضون في الكلام فيما بينهم فعاد لم يصبر . . . إلى أن قال . . . وهكذا التأكد وهكذا التثبت يكون.))أهـ
وفي هذا الكلام عدّة طعون في صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فالوصابي يتعجّب من تناقلهم الكلام !! وخوضهم فيه !!! بل هم عنده: في حاجة إلى التربية والتعلم !!! لأنّهم لا يعرفون معنى التأكد والتثبّت !!!
والصحابة -رضي الله عنه- لم يكونوا يخوضون في الكلام -وحاشاهم- فإن الخوض في الكلام هو: (ما فيه الكذب والباطل) كما في «لسان العرب» ولم يكونوا يتناقلونه !! بل كانوا يبكون حول المنبر كما في (الصحيحين) فلا ندري من أين أتى الوصابي بكلّ هذه الغرائب وبنى عليها كلّ هذه الطعون!!
بل ذكر الوصابي في كتابه «نصائح علماء الأمة عند الفتن المدلهمة» (ص129-130): ((فقال الشباب من الأنصار ، انظر كيف الشباب لا يدرك الأمور على ما هي غالباً . . . فالشاهد أن الشباب قد لا يدركون الأمور على ما هي عليه ولا يقدرون المصالح والمفاسد التي تكون من وراء هذا الكلام.))أهـ
قلت: والواحد من هؤلاء (الشباب) خير من ملئ الأرض من الوصابي وأمثاله ، لأنّهم هم الذين ﴿الذين تبوّؤا الدار والإيمان﴾ وهم الذين ناصروا رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، وهم الذين فدوه بأموالهم وأنفسهم ، وهم الذين أحبوه لما أبغضه الناس ، وهم الذين أيّدوه لمّا عاداه النّاس ، وهم الذين نقلوا لنا سنّته بعد موته ، وهم خير قرون الأمّة ، وأفضل النّاس بعد الأنبياء ، وهم خير أمّة أخرجت للنّاس ، وهم الذين شهدوا التنزيل ، وتلقّوا من الرسول -صلى الله عليه وسلّم- التأويل ، وهم الذين لا يحبّهم إلاّ مؤمن ولا يبغضهم إلاّ منافق ، وهم الذين لا يذكرون إلاّ بالجميل ، ومن ذكرهم بغير الجميل فهو على غير السبيل ، فهل مِن ذكرهم بالجميل أن يوصفوا بأنّهم أبواق للمجرمين ، وأنّهم يتناقلون الكلام ويخوضون فيه !! وأنّهم بحاجة إلى التربية والتعلم ، وأنّهم شباب لا يدركون الأمور على ما هي عليه غالبا !! ولا يقدّرون المصالح والمفاسد ؟؟! كما قال الوصابي ، وهل بعد هذه الطعون الواضحة الصريحة يعدّ الوصابي من العلماء !! بل يوالى ويعادى عليه ؟؟!
لقد فسد منهج الوصابي فسادا كبيرا ، وفسدت أخلاقه فسادا كبيرا جدّا ، ولأخذ نبذة عن أخلاقه السيّئة وكلامه الفاحش ، راجع الفصل الثاني من رسالته (مفاسد التلفاز والدش) وللإطلاع على كذبه وتحريشه بين أهل السنّة راجع أشرطة (أسئلة لحج) و (دفع الارتياب) للناصح الأمين يحيى الحجوري ، وهي متوفرة في شبكة العلوم السلفية.
فصل:
يتحيّر الدكتور عرفات البرمكي من عدم تبديع الشيخ يحيى حفظه الله للشيخ محمد الإمام !! مع أنّ الشيخ محمّدا قد أصّل أصولا خلفيّة في كتابه "الإبانة" وقد ردّ عليه جمع من طلبة العلم ، كالأخ يوسف الجزائري في كتابه "مصباح الظلام" وغيره ، ويرجع البرمكي سبب هذا إلى أن الإمام لم يتعرض لشخص الشيخ يحيى !! فكأنّه يقصد أن من تعرّض للشيخ يحيى بدّعه ولو كان سلفيا ، ومن لم يتعض له لم يبدّعه ولو كان مبتدعا !! وهذه -والله- لإحدى الكُبر ، أيرمى الشيخ يحيى بهذا مع كونه قد بدّع الحلبي قبل أن يبدّعه غيره ، مع كون الحلبي يثني عليه آنذاك ، ولما كان الناس يقولون فالح: "مدفع أهل السنة" بدّعه الشيخ يحيى مع أنّه لم يتعرّض له.
وما أكثر النّاس الذين تعرّضوا لعرض الشيخ بالسوء ولم يبدّعهم ، ومنهم عبد الرحمن العدني الذي صبر عليه الشيخ ثلاث سنين كاملة ، وقد تزول عنك الحيرة يا دكتور بالإجابة على الأسئلة التالية:
لماذا لم يبدّع العلماء الشيخ العباد مع أنّه أصل أصولا غير سلفية في كتابه "رفقا أهل السنة" ومن هذه الأصول: "حمل المجمل على المفصل" وهو من الأصول التي بدّع بها الشيخ ربيع أبا الحسن المأربي ، ومنها: "إلغاء سنّة الامتحان" و منها: "الثناء على أهل البدع" الذين بدّعهم الشيخ ربيع وغيره.
لماذا تأخر تبديع الشيخ ربيع لأبي الحسن عدّة سنوات ، مع كونه واقعا في الكثير من البدع ، منها الدفاع عن الإخوان والتبليغ وغيرها ، ومع هذا كان بعض المشايخ يقول عنه: "إمام!!"
لماذا تأخر تبديع الحلبي إلى العام الماضي ، مع أنّه على نهج أبي الحسن منذ أكثر من عشر سنين ، هل يعقل أن يقال: إنّه في هذه السنين لم يتعرض للشيخ ربيع والآن تعرض وهذا هو السبب ؟!!
أيضا: محمد علي فركوس واقع في بدع بُدّع بمثلها أبو الحسن والحلبي ، منها: القول بأن أخبار الآحاد تفيد الظن ، والقول بأن قضايا الجرح والتعديل من مسائل الاجتهاد ، وإلغاء سنة الامتحان ، والثناء على أهل البدع كمحمد عبده وجمال الدين الأفغاني.
فلماذا لم يبدّعه الشيخ ربيع: أيعقل أن يقال بأن السبب هو عدم تعرض فركوس للشيخ ربيع ؟؟! أو أن يقال: بأن السبب هو الحفاظ على الود الأجوف الذي يظهره فركوس ، ولئلا يقف مع الحلبي فيقف معه الجزائريون فمعظمهم يتعصبون لأهل بلدهم إلاّ من رحم الله ؟؟! أو أن يقال: إن الطريق لم يمعهّد بعد لتبديع هؤلاء !! وأنّنا بحاجة إلى "وحلين" جديدة لكلّ واحد منهم ؟؟!
إذا أجبت عن هذا يا دكتور فالجواب عن إيرادك كالجواب على هذه الإيرادات.
لقد تكلّم الشيخ يحيى في فالح الحربي سنة 1426 قبل أن يتكلّم فيه غيره ، والذي نعتقده ويعتقده الشيخ يحيى حفظه الله: أن فالحا ضال مبتدع ، محارب للسنة ولأهل السنّة ، سائر على غير طريق الحق ، سالك للسبل المودية إلى الهلاك ، وليس من أهل السنّة ، وعلى أهل السنّة التحذير منه ومحاربته.
وأنّ الحدّاد ضال مضل ، رأس بدعة وضلالة ، مبتدع لسبيل شيطاني ، محارب للسنّة وأهلها ، نحذره ونحذّر منه ومن أتباعه ، وندين الله بهجرهم ومنابذتهم ومخالفتهم.
قال أخونا الفاضل يوسف الجزائري حفظه الله: ((كلام فالح الحربي الحدادي في شقٍّ، وكلامي في شقٍّ آخر!!
ففالح الحربي الحدادي يرى- وبئس الرأي رأيه- :
1- أن أهل الحديث ليسوا أهلا للتبديع، وإنما المؤهل لذلك العلماءُ الذين أحاطوا بالكتاب والسنة وعندهم قدرة على الاستنباط وليس أهل الحديث كذلك!! وهذا عين الكذب، وفيه تجهيل لأئمة الحديث وإسقاط لكفاءتهم.
* أما نـحـن فنعتقـد :
1- أن فرسان الجرح سواء جرح أهل البدع أو جرح الرواة؛ هم أهل الحديث والأثر، وأن الناس جميعا تبعٌ لهم في ذلك، وليس في كلامي أدنى ما يدل على تفريق فالح الحربي المبتدَع.
فالح الحربي الحدادي يرى- وبئس الرأي رأيه- :
2- أن الكلام في أهل البدع ليس داخلا في باب الجرح.
* أما نـحـن فنعتقـد :
2- أن الجرح شامل لأهل البدع وشامل للرواة، وكلامي واضح في ذلك كما مر نقله.
فالح الحربي الحدادي يرى- وبئس الرأي رأيه- :
3- أن التحذير إنما هو من أهل البدع فقط لا من الرواة الضعفاء والكذابين.
* أما نـحـن فنعتقـد :
3- أن التحذير شامل لأهل البدع وغيرهم من الضعفاء، فقد قال ابن سيرين: (إن هذا العلم دين فانظروا من أين تأخذون دينكم)، وقد أثبتتُ ذلك فيما سبق.
فالح الحربي الحدادي يرى- وبئس الرأي رأيه- :
4- أن ضوابط الرواية لا ينطبق عل الكلام على أهل البدع.....وغير ذلك من بدعه.
* أما نـحـن فنعتقـد :
4- أن نقدَ أهل البدع وتجريحَهم بالبدع داخل في صميم علم الجرح والتعديل وجزء منه، وليس في كلامي ما يخرجه عنه.
إلى غير ذلك من ترهاته التي نخالفه فيها قلبا وقالبا.
أفبعد هذا كلِّه يُقال: إنني أدعو إلى قواعد فالح الحربي وأنافح عنها؟؟؟!!!
ويصدق على البرمكي قول الشاعر:
لقد هزلت حتى بدا من هزالها *** كلاها وحتى سامها كل مفلس
هذا وسبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك.))أهـ
قلت: من أصول فالح: أن العلم إذا بدّع شخصا فإن جرحه يقبل دون معرفة دليله.
وحتّى لا نقع في هذا الأصل فإنّنا نطالب من جرح فضيلة الشيخ يحيى حفظه الله بذكر الدليل ، ودون الإتيان بدليل خرط القتاد ، وكلّ ماذكروه من شبهات فقد أجبنا عنه بحمد الله ، والله أعلم.
لله درك أخانا الفاضل ياسرالجيجلي ورفع قدرك لدفاعك بالحق عن الجبل الشامخ يحيى الحجوري والقوم بحمد الله عرف حالهم كثير من السلفيين وأبغضهم وحذرهم ، أشكل علي قولك أخانا ياسر أن الجابري كفر الشيخ ربيع فأين هذا ومتى ؟؟؟
تعليق