تويت
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد : فقد اطلعت على ما نشره بعض ذوي القذارة والفجور وقول الزور بعنوان : تعريض يحيى الحجوري بنبي الله يعقوب ـ عليه السلام ـ بعدم العدل بين الأولاد
وما هذه بأول فجرات هذا الفويسق الكذاب الذي لا يتقي الله في ألفاظه ولا يرعوي عن فجراته وغدراته _ نعوذ بالله من سوء حاله _
وكلام شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري لا يتضمن ولا يستلزم لا من قرب ولا من بعد التعريض بنبي الله يعقوب عليه السلام بل فيه من الإجلال وإثبات العصمة له ما هو واضح وبين لمن استمع إلى المقطع الصوتي الذي نشره الخسيس
فقد قال شيخنا بعدما قرأ تفسير الحافظ ابن كثير للآية :
وهذا نموذج فيما يتعلق بالعدل بين الأبناء وأنه إن حصل _ ونبي الله يعقوب معصوم ولكن هذا عبارة عن نصح _ إن حصل شيء من عدم العدل بين الأولاد ولاسيما أولاد الضرات يسبب الإحن بينهم وغالبا أولاد الضرات يحصل بينهم الشدة والله المستعان انتهى كلامه حفظه الله ورعاه
قال أبو عيسى _ وفقه الله _ : كلام شيخنا خرج مخرج النصح والتوصية بالعدل بين الأبناء
وقول شيخنا يحيى : ونبي الله يعقوب معصوم ولكن هذا عبارة عن نصح كاف عند ذوي الألباب والنهى الذين يفهمون الخطاب ولم تتغير فطرهم وتتمسخ بالحزبية المقيتة !
وكثير من العلماء يذكرون من عبر وفوائد هذه السورة العظيمة ضرورة العدل بين الأبناء فلم نجد عالما قال : إن هذا تعريض بنبي الله يعقوب عليه السلام
ولقد قال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب كما في تفسير آيات من القرآن الكريم _ وهذا الكتاب مطبوع ضمن مؤلفاته الجزء الخامس _ (ص: 131) وهو يتكلم عن فوائد هذه الآية :وفيها: أن الوالد يعدل بين الأولاد لئلا تقع بينهم القطيعة، وأن ذلك ليس مختصا بالمال. اهـ
فهل نقول : إن الإمام محمدا عرض بنبي الله يعقوب عليه السلام ؟!
بل قال العلامة السعدي ما هو أوضح وأصرح من هذا فهل ستتهمه أيضا أنه يعرض بنبي الله يعقوب عليه السلام ؟!
قال العلامة السعدي رحمه الله في بدائع الفوائد من قصة يوسف عليه السلام ص (53-54):
ومن فوائد القصة أنه يتعين على الإنسان أن يعدل بين أولاده، وينبغي له إذا كان يحب أحدهم أكثر من غيره أن يخفي ذلك ما أمكنه، وأن لا يفضله يما يقتضيه الحب من إيثار بشيء من الأشياء فإنه أقرب إلى صلاح الأولاد وبرهم واتفاقهم فيما بينهم، ولهذا لما ظهر لإخوة يوسف من محبة يعقوب الشديد ليوسف وعدم صبره عنه وانشغاله به عنهم سعوا في أمر وخيم، وهو التفريق بينه وبين أبيه،.
وهذا صريح جدا أن السب الذي حملهم على ما فعلوا بيوسف من التفريق بينه وبين أبيه هو تميزه بالمحبة، والمقصود أن الذي حمل إخوة يوسف على ما فعلوا هو تمييز يعقوب ليوسف اهـ.
فهل قول العلامة السعدي والمقصود أن الذي حمل إخوة يوسف على ما فعلوا هو تمييز يعقوب ليوسف اهـ
فيه تعريض بنبي الله يعقوب عليه السلام ؟!!
والخلاصة : التذكير بالعدل بين الأولاد والتحذير مما يترتب على عدم العدل من الآثار السيئة من الضغائن والإحن لا يتضمن الطعن ولا يستلزمه إلا عند هذا وأمثاله !
وما حصل بين يوسف وإخوته أنموذج لما يحصل بين أولاد الضرات فإنهم حسدوه وبغضوه لغير موجب فما بالك إذا وجد الظلم وعدم العدل بين الأبناء فلأن تشتد العداوة والبغضاء لموجب أحرى وأولى فوجب التحذير من عدم العدل بين الأبناء
ثم ما الذي أوجب إنكار (تعريض الحجوري بنبي الله يعقوب كما تفتري ) والسكوت عن (تصريح الجابري في أن يوسف لم يقم العدل كله ) ؟!
أليس التصريح أولى بالإنكار من التعريض ؟!
أم أن المقصود هو الحجوري لا غير ؟!
ومن باب الفائدة قال ابن الخطيب : أن من المعلُوم أن تفضيل بعض الأولاد على بعض ، يُورِث الحقد والحسد ، وهما يورثان الآفات ، فلما كان يعقُوب عليه الصلاة والسلام عالماً بذلك ، فلم أقدم على التفضيل ؟ وأيضاً : فالأسنُّ ، والأعلم ، والأنفع مقدَّم ، فلم قلب هذه القضية ؟ .
فالجواب: أنَّه عليه الصلاة والسلام ما فضلهما على سائر أولاده إلا في المحبَّة ، والمحبَّة ليست في وسع البشر ، فكان معذُوراً فيه ، ولا يلحقه بسبب ذلك لومٌ ، قال عليه الصلاة والسلام : " اللَّهُمَّ هذا قسمِي فيمَا أملكُ ، فلا تَلُمنِي فيمَا لا أمْلك " حين كان يحبُّ عائشة رضي الله عنها . انتهى المراد [اللباب في علوم الكتاب (11/ 23) ]
قال أبو عيسى _ وفقه الله _ : حديث عائشة في سنن أبي داود وهو حديث معل لا يصح لكنه صحيح المعنى والأدلة دالة عليه ومنها قوله تعالى {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 129]
والحمد لله رب العالمين
أما بعد : فقد اطلعت على ما نشره بعض ذوي القذارة والفجور وقول الزور بعنوان : تعريض يحيى الحجوري بنبي الله يعقوب ـ عليه السلام ـ بعدم العدل بين الأولاد
وما هذه بأول فجرات هذا الفويسق الكذاب الذي لا يتقي الله في ألفاظه ولا يرعوي عن فجراته وغدراته _ نعوذ بالله من سوء حاله _
وكلام شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري لا يتضمن ولا يستلزم لا من قرب ولا من بعد التعريض بنبي الله يعقوب عليه السلام بل فيه من الإجلال وإثبات العصمة له ما هو واضح وبين لمن استمع إلى المقطع الصوتي الذي نشره الخسيس
فقد قال شيخنا بعدما قرأ تفسير الحافظ ابن كثير للآية :
وهذا نموذج فيما يتعلق بالعدل بين الأبناء وأنه إن حصل _ ونبي الله يعقوب معصوم ولكن هذا عبارة عن نصح _ إن حصل شيء من عدم العدل بين الأولاد ولاسيما أولاد الضرات يسبب الإحن بينهم وغالبا أولاد الضرات يحصل بينهم الشدة والله المستعان انتهى كلامه حفظه الله ورعاه
قال أبو عيسى _ وفقه الله _ : كلام شيخنا خرج مخرج النصح والتوصية بالعدل بين الأبناء
وقول شيخنا يحيى : ونبي الله يعقوب معصوم ولكن هذا عبارة عن نصح كاف عند ذوي الألباب والنهى الذين يفهمون الخطاب ولم تتغير فطرهم وتتمسخ بالحزبية المقيتة !
وكثير من العلماء يذكرون من عبر وفوائد هذه السورة العظيمة ضرورة العدل بين الأبناء فلم نجد عالما قال : إن هذا تعريض بنبي الله يعقوب عليه السلام
ولقد قال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب كما في تفسير آيات من القرآن الكريم _ وهذا الكتاب مطبوع ضمن مؤلفاته الجزء الخامس _ (ص: 131) وهو يتكلم عن فوائد هذه الآية :وفيها: أن الوالد يعدل بين الأولاد لئلا تقع بينهم القطيعة، وأن ذلك ليس مختصا بالمال. اهـ
فهل نقول : إن الإمام محمدا عرض بنبي الله يعقوب عليه السلام ؟!
بل قال العلامة السعدي ما هو أوضح وأصرح من هذا فهل ستتهمه أيضا أنه يعرض بنبي الله يعقوب عليه السلام ؟!
قال العلامة السعدي رحمه الله في بدائع الفوائد من قصة يوسف عليه السلام ص (53-54):
ومن فوائد القصة أنه يتعين على الإنسان أن يعدل بين أولاده، وينبغي له إذا كان يحب أحدهم أكثر من غيره أن يخفي ذلك ما أمكنه، وأن لا يفضله يما يقتضيه الحب من إيثار بشيء من الأشياء فإنه أقرب إلى صلاح الأولاد وبرهم واتفاقهم فيما بينهم، ولهذا لما ظهر لإخوة يوسف من محبة يعقوب الشديد ليوسف وعدم صبره عنه وانشغاله به عنهم سعوا في أمر وخيم، وهو التفريق بينه وبين أبيه،.
وهذا صريح جدا أن السب الذي حملهم على ما فعلوا بيوسف من التفريق بينه وبين أبيه هو تميزه بالمحبة، والمقصود أن الذي حمل إخوة يوسف على ما فعلوا هو تمييز يعقوب ليوسف اهـ.
فهل قول العلامة السعدي والمقصود أن الذي حمل إخوة يوسف على ما فعلوا هو تمييز يعقوب ليوسف اهـ
فيه تعريض بنبي الله يعقوب عليه السلام ؟!!
والخلاصة : التذكير بالعدل بين الأولاد والتحذير مما يترتب على عدم العدل من الآثار السيئة من الضغائن والإحن لا يتضمن الطعن ولا يستلزمه إلا عند هذا وأمثاله !
وما حصل بين يوسف وإخوته أنموذج لما يحصل بين أولاد الضرات فإنهم حسدوه وبغضوه لغير موجب فما بالك إذا وجد الظلم وعدم العدل بين الأبناء فلأن تشتد العداوة والبغضاء لموجب أحرى وأولى فوجب التحذير من عدم العدل بين الأبناء
ثم ما الذي أوجب إنكار (تعريض الحجوري بنبي الله يعقوب كما تفتري ) والسكوت عن (تصريح الجابري في أن يوسف لم يقم العدل كله ) ؟!
أليس التصريح أولى بالإنكار من التعريض ؟!
أم أن المقصود هو الحجوري لا غير ؟!
ومن باب الفائدة قال ابن الخطيب : أن من المعلُوم أن تفضيل بعض الأولاد على بعض ، يُورِث الحقد والحسد ، وهما يورثان الآفات ، فلما كان يعقُوب عليه الصلاة والسلام عالماً بذلك ، فلم أقدم على التفضيل ؟ وأيضاً : فالأسنُّ ، والأعلم ، والأنفع مقدَّم ، فلم قلب هذه القضية ؟ .
فالجواب: أنَّه عليه الصلاة والسلام ما فضلهما على سائر أولاده إلا في المحبَّة ، والمحبَّة ليست في وسع البشر ، فكان معذُوراً فيه ، ولا يلحقه بسبب ذلك لومٌ ، قال عليه الصلاة والسلام : " اللَّهُمَّ هذا قسمِي فيمَا أملكُ ، فلا تَلُمنِي فيمَا لا أمْلك " حين كان يحبُّ عائشة رضي الله عنها . انتهى المراد [اللباب في علوم الكتاب (11/ 23) ]
قال أبو عيسى _ وفقه الله _ : حديث عائشة في سنن أبي داود وهو حديث معل لا يصح لكنه صحيح المعنى والأدلة دالة عليه ومنها قوله تعالى {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 129]
والحمد لله رب العالمين
كتبه أبو عيسى علي بن رشيد العفري
تعليق