الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم
أما بعد فقد أطلعني بعض إخواني موضوعا منشورا في سبل الردى بعنوان الحجوري طعن جديد في الصحابة : الحجوري يصف حمزة بن عبدالمطلب بــــ ( الأبله! والمجنون !) فهالني العنوان مع تيقني أنها من سائر جعجعات القوم وفتحته فإذا به كما توقعت !
إن فجور هؤلاء وسفولهم لا أدري إلى أين يتهاوى بهم فهم من خزي إلى خزي ومن فجور إلى فجور _ نسأل الله العافية _
فيقول السفيه المشار إليه ! بعد شنشنة كشنشنة البرامكة ! :
وهذا طعنه في حمزة بن عبدالمطلب - رضي الله عنه - حيث قال الحجوري في كتابه : شرح لامية إبن الوردي طبعة مكتبة صنعاء الأثرية صــــ 33 -34 وهو يذكر أضرار الخمر :
وهكذا ما يفلح في عقله يصير مثل الأبله مجنون إذا شرب الخمر فهو مجنون، خاصة بعد الطفح، قال علي بن أبي طالب: كانت لي شارف( ) من نصيبي من المغنم يوم بدر، وكان رسول الله ﷺ أعطاني شارفًا من الخمس يومئذ؛ فلما أردت أن أبتني بفاطمة بنت رسول الله ﷺ واعدت رجلًا صواغًا من بني قينقاع أن يرتحل معي فنأتي بإذخر، أردت أن أبيعه من الصواغين فأستعين به في وليمة عرسي، فبينا أنا أجمع لشارفي متاعًا من الأقتاب والغرائر والحبال، وشارفاي مناخان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار، أقبلت حين جمعت ما جمعت، فإذا بشارفي قد اجتبت أسنمتهما، وبقرت خواصرهما، وأخذ من أكبادهما، فلم أملك عيني حين رأيت ذلك المنظر، فقلت: من فعل هذا ؟ قالوا: فعله حمزة بن عبد المطلب، وهو في هذا البيت في شرب من الأنصار غنته قينة( ) وأصحابه، فقالت في غنائها: ألا ياحمز للشرف النواء
فوثب إلى السيف، فاجتب أسنمتهما وبقر خواصرهما، وأخذ من أكبادهما، قال علي: فانطلقت حتى أدخل على رسول الله ﷺ وعنده زيد بن حارثة فعرف رسول الله ﷺ الذي لقيت، فقال رسول الله ﷺ: »مالك؟« قال: قلت: يا رسول الله ما رأيت كاليوم عدا حمزة على ناقتي فاجتب أسنمتهما وبقر خواصرهما، وها هو ذا في بيت معه شرب، فدعا رسول الله ﷺ بردائه فارتداه، ثم انطلق يمشي واتبعته أنا وزيد بن حارثة حتى جاء البيت الذي فيه حمزة فاستأذن فأذن له، فإذا هم شرب فطفق رسول الله ﷺ يلوم حمزة فيما فعل، فإذا حمزة ثمل محمرة عيناه، فنظر حمزة إلى رسول الله ﷺ ثم صعد النظر، فنظر إلى ركبتيه ثم صعد النظر، فنظر إلى سرته ثم صعد النظر، فنظر إلى وجهه، ثم قال حمزة: وهل أنتم إلا عبيد لأبي؟.
فيصير الشارب الذي قد طفح مثل المجنون، قد يقع على أمه وعلى أخته، وعلى بنته. اهـــــــ كلام الحجوري
فأنظر أخي الكريم كيف شبه شارب الخمر بــ الأبله والمجنون ثم لم يجد مثلاً لذلك إلا التمثيل بصاحب رسول الله وعمه حمزة بن عبدالمطلب؟! ثم لم يعقب على هذه القصة بحرف واحد بأن هذا كان في زمن حل الخمر ولم ينزل تحريمه بعدُ
فهل هذا هو الـتأدب في التخاطب مع صحابة رسول الله؟!
وهل هذا من التوقير والإحترام لهم ؟!
وهل هكذا اُمرنا أن نستغفر لهم ونترضى عنهم؟!
نسأل الله السلامة والعافية..
انتهى كلامه !
قال أبو عيسى _ وفقه الله _ : والله الذي لا إله إلا هو ليس هذا الذي سلكته سبيل لحب الصحابة والدفاع عنهم
والله الذي لا إله إلا هو لو كنت محبا و معظما لهم كما تدعي لما رضيت بهذه الخساسة ونشرت مثل هذه التراهات والتشغيبات على كلام ليس فيه طعن لا من قرب ولا من بعد
وإن لم يفسر هذا بحب جلب المطاعن إليهم فبماذا يفسر ؟!
أهذا هو التعظيم للصحابة _رضوان الله عليهم ولعنته على من تنقص منهم أو سبهم _ عندكم يا فجرة !
إن كلام شيخنا لا غبار عليه وإن من المعضلات توضيح الواضحات
إن شيخنا في سياق ذكر أضرار الخمر وأنه أنه يصير مثل الأبله المجنون خاصة إذا طفح وأصبح ثملا وذكر الدليل على هذا بأن حمزة رضي الله عنه تلفظ في حال سكره بشيء هو يعد كفرا لو كان صاحيا وهذا كلام أهل العلم من قبل ومن بعد
قال الإمام ابن قيم الجوزية كما في زاد المعاد (5/ 209)وأما طلاق السَّكرانِ، فقال تعالى :{يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} [النساء: 43] ، فجعل سُبحانه قول السكران غيرَ معتبر، لأنه لا يَعْلَمُ ما يقولُ، وصحَّ عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّه أمر بالمُقِرِّ بالزِّنى أن يُسَتنْكَهَ لِيعتبر قولُه الذى أقرَّ به أو يُلغى.
وفى صحيح البخارى فى قصة حمزة، لما عَقَرَ بَعْيِرَىْ عَلى، فجاء النبىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَقَفَ عليه يَلُومُه، فصعَّدَ فيه النَّظرَ وصوَّبه وهو سكران ثم قال: هلْ أَنْتُمْ إلا عَبيدٌ لأبى، فنكص النبىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على عَقِبيْةِ. وهذا القولُ لو قاله غيرُ سكران، لكان رِدةً وكُفراً، ولم يُؤاخذ بذلك حمزة. انتهى المراد
هل يلزم من كلام ابن القيم أنه طعن في حمزة رضي الله عنه ,ووصفه بالسكران ؟!
لماذا لم يبين ابن القيم _ رحمه الله _ بأن حمزة شرب الخمر قبل التحريم ؟!
وهل يظن مسلم يعرف قدر حمزة رضي الله عنه بأنه يشرب الخمر بعد تحريمها ؟!
ولتعلم أخي المنصف أن كلام العلماء يخرج من مشكاة واحد وأنه لا مطعن في كلام شيخنا في الصحابي الجليل حمزة رضي الله عنه أسوق لك كلام العلامة العباد _ حفظه الله _ كما في شرحه على سنن أبي داود باب في بيان مواضع قسم الخمس عند شرحه لهذا الحديث عند قول حمزة رضي الله عنه (وهل أنتم إلا عبيد لأبي ) :
قال هذا لكون عقله غير موجود، وهذا من مفاسد ومساوئ الخمر، فهي تجعل الإنسان بدون عقل، فكيف يسعى من أعطاه الله تعالى عقلاً إلى إذهابه وإزالته بشربه الخمر! ولهذا قيل لها: أم الخبائث؛ لأنها تؤدي إلى كل الخبائث، إلى القتل وإلى الزنا، بل قد يكون الزنا في المحارم والأقارب؛ لأن العقل قد فقد، وهذا من مساوئ الخمر، و ابن الوردي له قصيدة لامية جميلة في الأخلاق والآداب، ومن جملة ما يقول فيها:
واترك الخمرة إن كنت فتى ** كيف يسعى في جنون من عقل
فالرسول صلى الله عليه وسلم لما رأى حمزة كذلك رجع القهقرى؛ لأنه ما دام سكران فقد يحصل منه تصرف يسوء، كأن يفتك بهم أو يؤذيهم؛ فرجع القهقرى لكون الخطاب ليس له مجال مع فاقد العقل. اهـ
فهل نقول يا منصفون ! أن العلامة العباد يصف الصحابي الجليل بالجنون وبفاقد العقل وبسائر ما في سياق كلامه في مفاسد الخمر ؟!
هذا والحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين
أما بعد فقد أطلعني بعض إخواني موضوعا منشورا في سبل الردى بعنوان الحجوري طعن جديد في الصحابة : الحجوري يصف حمزة بن عبدالمطلب بــــ ( الأبله! والمجنون !) فهالني العنوان مع تيقني أنها من سائر جعجعات القوم وفتحته فإذا به كما توقعت !
إن فجور هؤلاء وسفولهم لا أدري إلى أين يتهاوى بهم فهم من خزي إلى خزي ومن فجور إلى فجور _ نسأل الله العافية _
فيقول السفيه المشار إليه ! بعد شنشنة كشنشنة البرامكة ! :
وهذا طعنه في حمزة بن عبدالمطلب - رضي الله عنه - حيث قال الحجوري في كتابه : شرح لامية إبن الوردي طبعة مكتبة صنعاء الأثرية صــــ 33 -34 وهو يذكر أضرار الخمر :
وهكذا ما يفلح في عقله يصير مثل الأبله مجنون إذا شرب الخمر فهو مجنون، خاصة بعد الطفح، قال علي بن أبي طالب: كانت لي شارف( ) من نصيبي من المغنم يوم بدر، وكان رسول الله ﷺ أعطاني شارفًا من الخمس يومئذ؛ فلما أردت أن أبتني بفاطمة بنت رسول الله ﷺ واعدت رجلًا صواغًا من بني قينقاع أن يرتحل معي فنأتي بإذخر، أردت أن أبيعه من الصواغين فأستعين به في وليمة عرسي، فبينا أنا أجمع لشارفي متاعًا من الأقتاب والغرائر والحبال، وشارفاي مناخان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار، أقبلت حين جمعت ما جمعت، فإذا بشارفي قد اجتبت أسنمتهما، وبقرت خواصرهما، وأخذ من أكبادهما، فلم أملك عيني حين رأيت ذلك المنظر، فقلت: من فعل هذا ؟ قالوا: فعله حمزة بن عبد المطلب، وهو في هذا البيت في شرب من الأنصار غنته قينة( ) وأصحابه، فقالت في غنائها: ألا ياحمز للشرف النواء
فوثب إلى السيف، فاجتب أسنمتهما وبقر خواصرهما، وأخذ من أكبادهما، قال علي: فانطلقت حتى أدخل على رسول الله ﷺ وعنده زيد بن حارثة فعرف رسول الله ﷺ الذي لقيت، فقال رسول الله ﷺ: »مالك؟« قال: قلت: يا رسول الله ما رأيت كاليوم عدا حمزة على ناقتي فاجتب أسنمتهما وبقر خواصرهما، وها هو ذا في بيت معه شرب، فدعا رسول الله ﷺ بردائه فارتداه، ثم انطلق يمشي واتبعته أنا وزيد بن حارثة حتى جاء البيت الذي فيه حمزة فاستأذن فأذن له، فإذا هم شرب فطفق رسول الله ﷺ يلوم حمزة فيما فعل، فإذا حمزة ثمل محمرة عيناه، فنظر حمزة إلى رسول الله ﷺ ثم صعد النظر، فنظر إلى ركبتيه ثم صعد النظر، فنظر إلى سرته ثم صعد النظر، فنظر إلى وجهه، ثم قال حمزة: وهل أنتم إلا عبيد لأبي؟.
فيصير الشارب الذي قد طفح مثل المجنون، قد يقع على أمه وعلى أخته، وعلى بنته. اهـــــــ كلام الحجوري
فأنظر أخي الكريم كيف شبه شارب الخمر بــ الأبله والمجنون ثم لم يجد مثلاً لذلك إلا التمثيل بصاحب رسول الله وعمه حمزة بن عبدالمطلب؟! ثم لم يعقب على هذه القصة بحرف واحد بأن هذا كان في زمن حل الخمر ولم ينزل تحريمه بعدُ
فهل هذا هو الـتأدب في التخاطب مع صحابة رسول الله؟!
وهل هذا من التوقير والإحترام لهم ؟!
وهل هكذا اُمرنا أن نستغفر لهم ونترضى عنهم؟!
نسأل الله السلامة والعافية..
انتهى كلامه !
قال أبو عيسى _ وفقه الله _ : والله الذي لا إله إلا هو ليس هذا الذي سلكته سبيل لحب الصحابة والدفاع عنهم
والله الذي لا إله إلا هو لو كنت محبا و معظما لهم كما تدعي لما رضيت بهذه الخساسة ونشرت مثل هذه التراهات والتشغيبات على كلام ليس فيه طعن لا من قرب ولا من بعد
وإن لم يفسر هذا بحب جلب المطاعن إليهم فبماذا يفسر ؟!
أهذا هو التعظيم للصحابة _رضوان الله عليهم ولعنته على من تنقص منهم أو سبهم _ عندكم يا فجرة !
إن كلام شيخنا لا غبار عليه وإن من المعضلات توضيح الواضحات
إن شيخنا في سياق ذكر أضرار الخمر وأنه أنه يصير مثل الأبله المجنون خاصة إذا طفح وأصبح ثملا وذكر الدليل على هذا بأن حمزة رضي الله عنه تلفظ في حال سكره بشيء هو يعد كفرا لو كان صاحيا وهذا كلام أهل العلم من قبل ومن بعد
قال الإمام ابن قيم الجوزية كما في زاد المعاد (5/ 209)وأما طلاق السَّكرانِ، فقال تعالى :{يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} [النساء: 43] ، فجعل سُبحانه قول السكران غيرَ معتبر، لأنه لا يَعْلَمُ ما يقولُ، وصحَّ عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّه أمر بالمُقِرِّ بالزِّنى أن يُسَتنْكَهَ لِيعتبر قولُه الذى أقرَّ به أو يُلغى.
وفى صحيح البخارى فى قصة حمزة، لما عَقَرَ بَعْيِرَىْ عَلى، فجاء النبىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَقَفَ عليه يَلُومُه، فصعَّدَ فيه النَّظرَ وصوَّبه وهو سكران ثم قال: هلْ أَنْتُمْ إلا عَبيدٌ لأبى، فنكص النبىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على عَقِبيْةِ. وهذا القولُ لو قاله غيرُ سكران، لكان رِدةً وكُفراً، ولم يُؤاخذ بذلك حمزة. انتهى المراد
هل يلزم من كلام ابن القيم أنه طعن في حمزة رضي الله عنه ,ووصفه بالسكران ؟!
لماذا لم يبين ابن القيم _ رحمه الله _ بأن حمزة شرب الخمر قبل التحريم ؟!
وهل يظن مسلم يعرف قدر حمزة رضي الله عنه بأنه يشرب الخمر بعد تحريمها ؟!
ولتعلم أخي المنصف أن كلام العلماء يخرج من مشكاة واحد وأنه لا مطعن في كلام شيخنا في الصحابي الجليل حمزة رضي الله عنه أسوق لك كلام العلامة العباد _ حفظه الله _ كما في شرحه على سنن أبي داود باب في بيان مواضع قسم الخمس عند شرحه لهذا الحديث عند قول حمزة رضي الله عنه (وهل أنتم إلا عبيد لأبي ) :
قال هذا لكون عقله غير موجود، وهذا من مفاسد ومساوئ الخمر، فهي تجعل الإنسان بدون عقل، فكيف يسعى من أعطاه الله تعالى عقلاً إلى إذهابه وإزالته بشربه الخمر! ولهذا قيل لها: أم الخبائث؛ لأنها تؤدي إلى كل الخبائث، إلى القتل وإلى الزنا، بل قد يكون الزنا في المحارم والأقارب؛ لأن العقل قد فقد، وهذا من مساوئ الخمر، و ابن الوردي له قصيدة لامية جميلة في الأخلاق والآداب، ومن جملة ما يقول فيها:
واترك الخمرة إن كنت فتى ** كيف يسعى في جنون من عقل
فالرسول صلى الله عليه وسلم لما رأى حمزة كذلك رجع القهقرى؛ لأنه ما دام سكران فقد يحصل منه تصرف يسوء، كأن يفتك بهم أو يؤذيهم؛ فرجع القهقرى لكون الخطاب ليس له مجال مع فاقد العقل. اهـ
فهل نقول يا منصفون ! أن العلامة العباد يصف الصحابي الجليل بالجنون وبفاقد العقل وبسائر ما في سياق كلامه في مفاسد الخمر ؟!
هذا والحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين
كتبه أبو عيسى علي بن رشيد العفري
تعليق