الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد فمن ضمن شبه وتقول الفجرة الحاقدين ممن تحزب وخرب عدهم ما حصل من مقتل بعض إخواننا الأكارم الذين جادوا بأرواحهم ودمائهم دفاعاً عن الدين وأهله عدهم هذا من ضمن ما يرونه من أنه عقوبة وهذا قمة في الفجور أن يطاول حقدهم من مات في سبيل الله ونرجو أن يكونوا من خيرة الشهداء عند ربهم بل بعضهم يجاوز فيقول فلان تكلم في العلامة المحدث _ بق بق بق _ فدعا عليه وحصل له ما حصل _ وسيجمع الله بين هؤلاء وهؤلاء _
فرداً على هذه الفرية التي ما فيها مرية أسوق كلاماً جميلاً وتقريرا مفيداً
قال شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _ : المسائل والأجوبة (ص: 218_219)وقال: بعد أن ذكر قوله تعالى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ • إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ} قال: وهذا أشكل على بعض الناس، فيقول: الرسل قد قُتل بعضهم فكيف يكونون منصورون؟
فيقال: القتل إذا كان على وجهٍ فيه عزة الدين وأهله كان هذا من كمال النصر، فإن الموت لا بد منه، فإذا مات ميتة يكون بها سعيدًا في الآخرة فهذا غاية النصر كما كان حال نبينا صلى الله عليه وسلم، فإنه استشهد طائفة من أصحابه فصاروا إلى أعظم كرامةٍ، ومن بقي كان عزيزًا منصورًا، وكذلك كان الصحابة يقولون للكفار: أخبرنا نبينا أن من قُتل منا دخل الجنة، ومن عاش منا ملك رقابكم. فالمقتول إذا قُتل على هذا الوجه كان ذلك من تمام نصره ونصر أصحابه، ومن هذا الباب حديث الغلام الذي رواه مسلم لما اتبع دين الراهب وترك دين الساحر، وأرادوا قتله مرةً بعد مرةٍ لم يطيقوا حتى علم كيف يُقتل، ولما قُتل آمن الناس كلهم، فكان هذا نصرًا لدينه، ولهذا لما قُتل عمر بن الخطاب شهيدًا بين المسلمين قُتل قاتله، وعثمان لما قُتل شهيدًا قتل قتلته، وانتصرت طائفة، وكذلك علي لما قتله الخوارج مستحلين قتله كانوا ممن أمر الله ورسوله بقتالهم، وكانوا مقهورين مع أهل السنة والجماعة ؛ فلم يمنع ذلك عز الإسلام وأهله، لا سيما والنبيون الذين قتلوا كان الله - عز وجل - ينتقم ممن قتلهم حتى يُقال: إنه قُتل على دم يحيى بن زكريا سبعون ألفًا. اهـ المراد
ومن تأمل حال شيخنا وطلابه يرى هذا رأي العين فمن قتل منهم فقد نصره الله بل وكانوا نصراً لإخوانهم بعد مقتلهم بما يعد كرامة عظيمة هزت له مشاعر المسلمين لخروج ذلك من العادة الجارية والله يختص برحمته من يشاء
ومن بقي أخرج من دياره ظلماً وبغياً وعدواناً وهم صابرون محتسبون وثابتون على ما كانوا عليه من الخير العظيم وهذا نصر من الله مبين فما يزداد المؤمن إلا قوة وثباتا وهذا وصف المؤمنين قديما وحديثا {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ } [آل عمران: 146]
والخلاصة : لا يقول إن ما أصاب أهل السنة كان عقوبة من الله ومذلة لهم إلا صبي جاهل أو حاقد حاسد شامت _ كفانا الله شر كل ذي شر _
اللهم تقبل شهدائنا واشف جرحانا وثبت أقدامنا يا رب العالمين
أما بعد فمن ضمن شبه وتقول الفجرة الحاقدين ممن تحزب وخرب عدهم ما حصل من مقتل بعض إخواننا الأكارم الذين جادوا بأرواحهم ودمائهم دفاعاً عن الدين وأهله عدهم هذا من ضمن ما يرونه من أنه عقوبة وهذا قمة في الفجور أن يطاول حقدهم من مات في سبيل الله ونرجو أن يكونوا من خيرة الشهداء عند ربهم بل بعضهم يجاوز فيقول فلان تكلم في العلامة المحدث _ بق بق بق _ فدعا عليه وحصل له ما حصل _ وسيجمع الله بين هؤلاء وهؤلاء _
فرداً على هذه الفرية التي ما فيها مرية أسوق كلاماً جميلاً وتقريرا مفيداً
قال شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _ : المسائل والأجوبة (ص: 218_219)وقال: بعد أن ذكر قوله تعالى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ • إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ} قال: وهذا أشكل على بعض الناس، فيقول: الرسل قد قُتل بعضهم فكيف يكونون منصورون؟
فيقال: القتل إذا كان على وجهٍ فيه عزة الدين وأهله كان هذا من كمال النصر، فإن الموت لا بد منه، فإذا مات ميتة يكون بها سعيدًا في الآخرة فهذا غاية النصر كما كان حال نبينا صلى الله عليه وسلم، فإنه استشهد طائفة من أصحابه فصاروا إلى أعظم كرامةٍ، ومن بقي كان عزيزًا منصورًا، وكذلك كان الصحابة يقولون للكفار: أخبرنا نبينا أن من قُتل منا دخل الجنة، ومن عاش منا ملك رقابكم. فالمقتول إذا قُتل على هذا الوجه كان ذلك من تمام نصره ونصر أصحابه، ومن هذا الباب حديث الغلام الذي رواه مسلم لما اتبع دين الراهب وترك دين الساحر، وأرادوا قتله مرةً بعد مرةٍ لم يطيقوا حتى علم كيف يُقتل، ولما قُتل آمن الناس كلهم، فكان هذا نصرًا لدينه، ولهذا لما قُتل عمر بن الخطاب شهيدًا بين المسلمين قُتل قاتله، وعثمان لما قُتل شهيدًا قتل قتلته، وانتصرت طائفة، وكذلك علي لما قتله الخوارج مستحلين قتله كانوا ممن أمر الله ورسوله بقتالهم، وكانوا مقهورين مع أهل السنة والجماعة ؛ فلم يمنع ذلك عز الإسلام وأهله، لا سيما والنبيون الذين قتلوا كان الله - عز وجل - ينتقم ممن قتلهم حتى يُقال: إنه قُتل على دم يحيى بن زكريا سبعون ألفًا. اهـ المراد
ومن تأمل حال شيخنا وطلابه يرى هذا رأي العين فمن قتل منهم فقد نصره الله بل وكانوا نصراً لإخوانهم بعد مقتلهم بما يعد كرامة عظيمة هزت له مشاعر المسلمين لخروج ذلك من العادة الجارية والله يختص برحمته من يشاء
ومن بقي أخرج من دياره ظلماً وبغياً وعدواناً وهم صابرون محتسبون وثابتون على ما كانوا عليه من الخير العظيم وهذا نصر من الله مبين فما يزداد المؤمن إلا قوة وثباتا وهذا وصف المؤمنين قديما وحديثا {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ } [آل عمران: 146]
والخلاصة : لا يقول إن ما أصاب أهل السنة كان عقوبة من الله ومذلة لهم إلا صبي جاهل أو حاقد حاسد شامت _ كفانا الله شر كل ذي شر _
اللهم تقبل شهدائنا واشف جرحانا وثبت أقدامنا يا رب العالمين
كتبه
علي بن رشيد العفري
علي بن رشيد العفري
تعليق