الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم :
أما بعد ؛ فهذه مسألة من تلك المسائل التي كثر فيه التشغيب مع أنها لا تحتمل التشغيب ولا جعلها من الأصول التي يخرج بها الرجل من السنة !
وعلى كل فهذا قول حبر الأمة وترجمان القرآن ابن عباس _ رضي الله عنهما _ في ابن آدم الأول
فقد قال ابن سعد في الطبقات ط العلمية (1 / 28) : أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ. أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَيْثَمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ لآدم أربعة أولاد توأم. ذَكَرٌ وَأُنْثَى مِنْ بَطْنٍ. وَذَكَرٌ وَأُنْثَى مِنْ بَطْنٍ. فَكَانَتْ أُخْتُ صَاحِبِ الْحَرْثِ وَضِيئَةً. وَكَانَتْ أُخْتُ صَاحِبِ الْغَنَمِ قَبِيحَةً. فَقَالَ صَاحِبُ الْحَرْثِ: أنا أحق بها. وقال صاحب الْغَنَمِ: أَنَا أَحَقُّ بِهَا. فَقَالَ صَاحِبُ الْغَنَمِ: وَيْحَكَ! أَتُرِيدُ أَنْ تَسْتَأْثِرَ بِوَضَاءَتِهَا عَلَيَّ؟ تَعَالَ حَتَّى نُقَرِّبَ قُرْبَانًا. فَإِنْ تُقُبِّلَ قُرْبَانُكَ كُنْتَ أَحَقَّ بِهَا. وَإِنْ تُقُبِّلَ قُرْبَانِي كُنْتُ أَحَقَّ بِهَا. قَالَ: فَقَرَّبَا قُرْبَانَهُمَا. فَجَاءَ صَاحِبُ الْغَنَمِ بِكَبْشٍ أَعْيَنَ أَقْرَنَ أَبْيَضَ. وَجَاءَ صَاحِبُ الْحَرْثِ بِصُبْرَةٍ مِنْ طَعَامِهِ. فَقُبِلَ الْكَبْشُ. فَخَزَنَهُ اللَّهُ فِي الْجَنَّةِ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا. وَهُوَ الْكَبْشُ الَّذِي ذَبَحَهُ إِبْرَاهِيمُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ صاحب الحرث: «لَأَقْتُلَنَّكَ» [المائدة: 27]. فَقَالَ صَاحِبُ الْغَنَمِ: «لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِباسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ» [المائدة: 28]. إِلَى قَوْلِهِ: «وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ» [المائدة: 29]. فَقَتَلَهُ فَوَلَدُ آدَمَ كُلُّهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْكَافِرِ.
قال أبو عيسى _ وفقه الله _ : هذا إسناد رجاله كلهم ثقات خلا عبد الله بن عثمان وهو صدوق حسن الحديث فالأثر حسن كما ترى وقال السيوطي في الدر المنثور(ج 3 / ص 55): بإسناد جيد عن ابن عباس اهـ المراد
فهل يا ترى ترجمان القرآن سلك مسلك الخوارج في حكمه على ابن آدم الأول بأنه كافر ؟!
الجواب : لا يقول هذا مسلم عاقل يحترم دينه ويعرف قدر نفسه إلا أن يكون مطموس البصيرة !
فالأمر ظاهر فلا يحتمل هيشاتكم يا فجرة الحزب الحقود !
فإن قلت ما الجمع بينه وبين قوله رضي الله "كان بين نوح وآدم عشرة قرون، كلهم على شريعة من الحق؛ فاختلفوا؛ فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين، قال: وكذلك هي في قراءة عبد الله: (كان الناس أمة واحدة فاختلفوا) ".
قلت : لا تعارض فالمنفي هنا الشرك والرجل لم يشرك بالله وإنما استحل قتل أخيه وحمله الحسد على أمر عظيم و تأمل قوله تعالى {قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة/27] وقوله {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ } [المائدة/29] وقوله { فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [المائدة/30]
وأما أنه أشرك بالله بمعنى أنه جعل له نداً عبده من دونه فهذا ما لم يدعه أحد فيما علمت و بين الكفر والشرك خصوص وعموم يعرف من مصادره والمقصود هنا إيصال هذه الفائدة الجميلة وجزى الله أخانا أبا حمزة السوري خيراً على إتحافه إياي بهذا الأثر والحمد لله أولاً وآخراً
أما بعد ؛ فهذه مسألة من تلك المسائل التي كثر فيه التشغيب مع أنها لا تحتمل التشغيب ولا جعلها من الأصول التي يخرج بها الرجل من السنة !
وعلى كل فهذا قول حبر الأمة وترجمان القرآن ابن عباس _ رضي الله عنهما _ في ابن آدم الأول
فقد قال ابن سعد في الطبقات ط العلمية (1 / 28) : أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ. أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَيْثَمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ لآدم أربعة أولاد توأم. ذَكَرٌ وَأُنْثَى مِنْ بَطْنٍ. وَذَكَرٌ وَأُنْثَى مِنْ بَطْنٍ. فَكَانَتْ أُخْتُ صَاحِبِ الْحَرْثِ وَضِيئَةً. وَكَانَتْ أُخْتُ صَاحِبِ الْغَنَمِ قَبِيحَةً. فَقَالَ صَاحِبُ الْحَرْثِ: أنا أحق بها. وقال صاحب الْغَنَمِ: أَنَا أَحَقُّ بِهَا. فَقَالَ صَاحِبُ الْغَنَمِ: وَيْحَكَ! أَتُرِيدُ أَنْ تَسْتَأْثِرَ بِوَضَاءَتِهَا عَلَيَّ؟ تَعَالَ حَتَّى نُقَرِّبَ قُرْبَانًا. فَإِنْ تُقُبِّلَ قُرْبَانُكَ كُنْتَ أَحَقَّ بِهَا. وَإِنْ تُقُبِّلَ قُرْبَانِي كُنْتُ أَحَقَّ بِهَا. قَالَ: فَقَرَّبَا قُرْبَانَهُمَا. فَجَاءَ صَاحِبُ الْغَنَمِ بِكَبْشٍ أَعْيَنَ أَقْرَنَ أَبْيَضَ. وَجَاءَ صَاحِبُ الْحَرْثِ بِصُبْرَةٍ مِنْ طَعَامِهِ. فَقُبِلَ الْكَبْشُ. فَخَزَنَهُ اللَّهُ فِي الْجَنَّةِ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا. وَهُوَ الْكَبْشُ الَّذِي ذَبَحَهُ إِبْرَاهِيمُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ صاحب الحرث: «لَأَقْتُلَنَّكَ» [المائدة: 27]. فَقَالَ صَاحِبُ الْغَنَمِ: «لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِباسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ» [المائدة: 28]. إِلَى قَوْلِهِ: «وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ» [المائدة: 29]. فَقَتَلَهُ فَوَلَدُ آدَمَ كُلُّهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْكَافِرِ.
قال أبو عيسى _ وفقه الله _ : هذا إسناد رجاله كلهم ثقات خلا عبد الله بن عثمان وهو صدوق حسن الحديث فالأثر حسن كما ترى وقال السيوطي في الدر المنثور(ج 3 / ص 55): بإسناد جيد عن ابن عباس اهـ المراد
فهل يا ترى ترجمان القرآن سلك مسلك الخوارج في حكمه على ابن آدم الأول بأنه كافر ؟!
الجواب : لا يقول هذا مسلم عاقل يحترم دينه ويعرف قدر نفسه إلا أن يكون مطموس البصيرة !
فالأمر ظاهر فلا يحتمل هيشاتكم يا فجرة الحزب الحقود !
فإن قلت ما الجمع بينه وبين قوله رضي الله "كان بين نوح وآدم عشرة قرون، كلهم على شريعة من الحق؛ فاختلفوا؛ فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين، قال: وكذلك هي في قراءة عبد الله: (كان الناس أمة واحدة فاختلفوا) ".
قلت : لا تعارض فالمنفي هنا الشرك والرجل لم يشرك بالله وإنما استحل قتل أخيه وحمله الحسد على أمر عظيم و تأمل قوله تعالى {قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة/27] وقوله {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ } [المائدة/29] وقوله { فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [المائدة/30]
وأما أنه أشرك بالله بمعنى أنه جعل له نداً عبده من دونه فهذا ما لم يدعه أحد فيما علمت و بين الكفر والشرك خصوص وعموم يعرف من مصادره والمقصود هنا إيصال هذه الفائدة الجميلة وجزى الله أخانا أبا حمزة السوري خيراً على إتحافه إياي بهذا الأثر والحمد لله أولاً وآخراً
كتبه أبو عيسى علي بن رشيد العفري
تعليق