تويت
(السيف البتار على من أراد أن يلصق بشيخنا تهمة الطعن في الصحابة الأخيار)
السيف البتار
على من أراد أن يلصق بشيخنا تهمة الطعن في الصحابة الأخيار
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فقد طلع علينا الرويبضة متتبع العثرات محمل الكلام مالا يحتمل رشاد القدسي بشبهة جديدة واهية أوهى من بيت العنكبوت
فنسب لشيخنا أعزه الله في الدارين أنه يطعن في الصحابي الجليل حمل بن النابغة الهذلي وهذه فرية جديدة حملَ رايتها رشاد القدسي المتعالم
ويبدو أنه ما كفته تلك الأحجار التي ألقمه إياها أخونا إياد الحاشدي فأراد المزيد من الأحجار التي تخرسه وتوقفه عن هذيانه
فأقول مستعيناً بالله متوكلاً عليه:
قال المتعالم (قال الحجوري في كتابه "إصلاح الأمة"(1/ 144): فبعضهم عنده لسان طويل يريد أن يغير الحق ويلبس الحق، ويجعله في صورة حق، في صورة النقي التقي البر، وفي الصحيحين عن أبي هريرة، قال: اقتتلت امرأتان من هذيل، فرمت إحداهما الأخرى بحجر، فقتلتها وما في بطنها، فاختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن دية جنينها غرة عبد أو وليدة، وقضى بدية المرأة على عاقلتها، وورثها ولدها ومن معهم، فقال حمل بن النابغة الهذلي: يا رسول الله، كيف أغرم من لا شرب ولا أكل، ولا نطق ولا استهل، فمثل ذلك يطل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما هذا من إخوان الكهان»، من أجل سجعه الذي سجع.
لأنه أتى بطلاقة لسانه، وجعل يزين نطقه على أن يظهر الباطل في صورة الحق. نسأل الله السلامة والعافية.اهـ
فانظر أخي المسلم الكريم:
إلى هذه الجرأة وهذه الطعونات الشنيعة في هذا الصحابي الجليل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
انظر كيف جعله مثلاً لمن عنده لسان طويل يريد أن يغير الحق ويلبس الحق، ويجعله في صورة حق، في صورة النقي التقي البر.
ورماه بهذه الفرية العظيمة:(أتى بطلاقة لسانه، وجعل يزين نطقه، على أن يظهر الباطل في صورة الحق).
فهل أراد حمل رضي الله عنه أن يظهر الباطل في صورة الحق؟)
أقول :
أولاً: كتاب إصلاح الأمة بالخطب والمواعظ من القرآن والسنة لشيخنا أعزه الله كتاب خطب ومحاضرات قيمة نفيسة
ليس فيه إلا قال الله وقال رسوله نسأل الله أن يجعل فيه نفعاً للأمة الإسلامية
ثانياً: قول شيخنا (فبعضهم عنده لسان طويل يريد أن يغير الحق ويلبس الحق، ويجعله في صورة حق، في صورة النقي التقي البر،
وفي الصحيحين عن أبي هريرة...) فلو تمكنت في النحو لعرفت أن هناك واواً يُقال لها استئنافية وضابطها
إذا وقعت في ابتداء كلام لا يصح عطفه على ما قبله فقوله : وفي الصحيحين كلامٌ مستأنف لايصح عطفه على السابق ولايحتمل ذلك قال تعالى ((خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ))
فلو علمت ماهذه الواو التي في قوله (وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ) فأنت أنت ياجاهل.
فليتك طبقت مادرست , فكلام الشيخ السابق ليس له متعلق بالصحابي الجليل حمل مطلقاً ولا يقول به عاقل إلا الفجرة من أمثالك
وأما من كان له عقل فيتنزه عن مثل هذه التخرصات.
ويعلم كل منصف أن في الخطبة أو المحاضرة يتكلم الخطيب عن شيء وينتقل إلى آخر وهذا معلومٌ.
أما قوله(...لأنه أتى بطلاقة لسانه، وجعل يزين نطقه على أن يظهر الباطل في صورة الحق)
فانظر إلى العلماء مايقولون في قوله صلى الله عليه وسلم («إنما هذا من إخوان الكهان»)
قال النووي في شرحه على مسلم (11/ 178)
(وفي الرواية الأخرى سجع كسجع الأعراب فقال العلماء إنما ذم سجعه لوجهين أحدهما أنه عارض به حكم الشرع ورام إبطاله والثاني أنه تكلفه في مخاطبته وهذان الوجهان من السجع مذمومان)
فهل قول النووي والعلماء الذين نقل عنهم (ورام إبطاله) أراد به وأرادوا به الطعن في الصحابي ياجويهل
وفي عمدة القاري شرح صحيح البخاري (21/ 276)
وَقَالَ الْخطابِيّ: لم يردهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، لأجل السجع نَفسه لكنه إِنَّمَا أعاب مِنْهُ رد الحكم وتزيينه بالسجع على مَذْهَب الْكُهَّان فِي ترويج أباطيلهم بالأسجاع الَّتِي يروجون بهَا الْبَاطِل ويوهمون النَّاس أَن تحتهَا طائلاً، والسجع هُوَ تناسب آخر الْكَلِمَة لفظا وَالْجمع أسجاع وأساجيع، وَقَالَ ابْن بطال: فِيهِ ذمّ الْكُهَّان وَمن تشبه بهم فِي ألفاظهم حَيْثُ كَانُوا يستعملونه فِي الْبَاطِل، كَمَا أَرَادَ هُوَ بسجعه دفع مَا أوجبه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَاسْتحقَّ بذلك الذَّم إلاَّ أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جبل على الصفح عَن الْجَاهِلين.اه
وفي شرح سنن أبي داود للعباد قال:
فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إنما هذا من إخوان الكهان، من أجل سجعه الذي سجع) وذلك أنه كلام فيه مخالفة لحق.
وقال البسام كما في تيسير العلام شرح عمدة الأحكام (ص: 649)
فكره النبي صلى الله عليه وسلم مقالته، لما فيها من رد الأحكام الشرعية بهذه الأسجاع المتكلفة المشابهة لأسجاع الكهان الذين يأكلون بها أموال الناس بالباطل.
فهل هؤلاء كلهم أرادوا الطعن في الصحابي بهذه الأقوا ل أم هو توجيه لظاهر اللفظ كما هو الحال مع مقالة شيخنا .
فاتقوا الله واعلموا أنكم ستقفون يوماً بين يدي الله وتسألون عن كل هذه التشنيعات والتلفيقات
ولو أنا إذا متنا تُركنا لكان الموت راحةَ كل حــيٍّ
ولكنا إذا متنا بُعثـــنا ونُســأل حينها عن كل شيئٍ
هذا ما استطعت كتابته على عُجالة ولم أتحرى تقصي أقوال جميع العلماء وإنما هو تنبيهٌ للبيب بأن هؤلاء لما لم يجدوا ما يردون به الحجج الواضحة لجئوا إلى مثل هذه الأفعال من أخذ المتشابه وإيغار قلوب الناس به على علمائِهم وفصلهم عنهم .
نسأل الله العظيم أن يكفيَنا شرهذه الفتنة وهؤلاء المفتونين وأن يثبتنا على الحق حتى نلقاه
والحمد لله رب العالمين.
كتبه
أبو عبد الرحمن خليل الحمادي
تعليق