لطف الله بالخلق
من مجازفات الشيخ عبيد
ورميه بالعظائم على من قال:
((أهل السنة أقرب الطوائف إلى الحق))
كتبه:
أبو عبد الرحمن
يحيى بن علي الحجوري
بسم الله الرحمن الرحيم
يحيى بن علي الحجوري
دار الحديث بدماج.
الأربعاء، 13 رجب، 1429هـ
منقول من موقع الشيخ حفظه الله ورعاه وسدده..
http://sh-yahia.net/show_art_15.html
حمل ملف الوورد من المرفقات
من مجازفات الشيخ عبيد
ورميه بالعظائم على من قال:
((أهل السنة أقرب الطوائف إلى الحق))
كتبه:
أبو عبد الرحمن
يحيى بن علي الحجوري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
فقد اطلعت على كلمة نشرت صوتيا للشيخ عبيد –ألهمه الله رشده- فيها مجازفة وتحامل شديد على علماء السنة لا يُغض الطرف عن مثله، إذ وجه إليه سؤال: (ما هو قولكم –حفظكم الله- فيمن يقول: أهل السنة هم أقرب الطوائف إلى الحق؟)..
فهل تظن أن الشيخ قال: هذا التعبير خلاف الأولى؟ كان ذلك أهون، ولكن انهمر على أهل السنة القائلين بهذا القول، واصفاً لهم في هذا الكلام بما ترى.
قال –ألهمه الله رشده-:
سبحان الله العظيم! نقول:
أولا: من هم أهل السنة عندك؟ الذين قلت: هم أقرب الطوائف إلى الحق من تعني بهذه الطوائف التي وصفت أهل السنة بأنهم أقربها؟.
ثانيا: (كلامك هذا باطل بدلالة الكتاب والسنة والإجماع)، ثالثا: أنت إلى ماذا تدعوا؟ فإن كنت تدعوا إلى السنة المحضة المستنبطة من الكتاب والسنة وسيرة السلف الصالح (فقد افتريت على أهل السنة) و(ناقضت نفسك بنفسك)، وان كنت (تدعوا إلى طوائف أخرى كالأشعرية والمعتزلية والجهمية) وتزعم أن أهل السنة أقرب الطوائف إلى هذه (فكذلك هذه فرية عظيمه)، ولوقلتُ أنا محدثكم ما قاله هذا القائل لكنت حقيقا بأن أوصف أني (مبتدع) و(الحمد لله على العافيه)، أهل السنة هم أهل الحق، أهل السنة هم خاصة الله من عبادة، وخاصة رسوله صلى لله عليه وسلم فكيف يوصفون بأنهم أقرب الطوائف إلى الحق (إذا هم ليسوا على الحق المحض)، بناء على هذه المقولة (الفاجرة) (الفاسدة)، (هم ليسوا على الحق المحض)، بل (هم على باطل) لكنهم قريبون من أهل الحق، فعرِّفنا يا (مسكين) من هم الطائفة الذين هم على الحق المحض أظنه (لا يدري ما يخرج من رأسه)، فمثل هذا (والله وبالله وتالله لا يجوز أخذ العلم عنه) (لأنه يدخل على من يعلمهم الباطل والزور والكذب والبهتان) أساس أهل السنة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أهل السنة من أولهم إلى آخرهم هم أقرب الطوائف إلى الحق (عندهم باطل) (عندهم شذوذ)، (عندهم بدع)، بناء على (هذه المقولة الفاجرة) وحاشى أهل السنة (جرم هذه المقولة وإثمها عليه هو يبوء بإثم هذه المقولة) لأنه (افترى على أهل السنة ما هم منه براء) فإن كان يسمع كلامي فإني أنصحه بالتوبة إلى الله (وأن يعلن رجوعه عن هذه المقولة الفاجرة) وأن يعلن أن أهل السنة هم أهل الحق الخالص الذي لا تشوبه شائبة كما دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع ا.هـ.
ففي هذا الكلام:
1- أنهم خالفوا الكتاب والسنة والإجماع.
2- أن من قال ذلك إن كان يدعو إلى السنة فقد ناقض نفسه.
3- وأن من قال ذلك أفترى على أهل السنة
4- أنه يشكك في أن قائل ذلك يدعو إلى طوائف أخرى؛ كالأشعرية والمعتزلة والجهمية.
5- أن هذه فرية عظيمة.
6- أنه لو قال هذه المقولة لكان حقيقا بأن يوصف أنه مبتدع، ومعناه: أن من قال هذه المقولة يستحق هذا الوصف أنه مبتدع.
7- أنه حمد الله على أن عافاه الله من ذلك؛ تعريضًا أن القائلين بهذه المقولة غير معافين.
8- أنه اعتبر القائل بذلك في حد نظره على سياق التحقير مسكينا.
9- أن قائل ذلك لا يدري ما يخرج من رأسه، -وهذا شأن فاقد الشعور من المجانين ونحوهم-
10- أنه أغلظ القسم (والله وبالله وتالله أن مثل هذا القائل لا يجوز أخذ العلم عنه).
11- أنه وصف قائل ذلك بعدة أوصاف:
· بالزور
· بالكذب
· بالبهتان
12- أن من قال ذلك يلزمه بلوازم منها: أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم عندهم:
13- شذوذ .
14- عندهم بدع.
15- أن هذه مقولة فاجرة
16- أن هذه مقولة فاسدة
17- أن صاحب هذه المقولة يبؤ بإثمها
18-أنه يطلب من قائل ذلك أن يعلن رجوعه عن هذه المقولة الفاجرة.
فهذه ثمانية عشر مطعناً طعن به في قائل ذلك من علماء السنة الذين قالوا هذه المقولة.
وإليك أسماء بعض القائلين بها من جهابذة العلم ورجال الهدى والسنة حقاً وهم:
1- شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- كما في مجموع الفتاوى (4/23): وما يوجد من إقرار أئمة الكلام والفلسفة وشهادتهم على انفسهم وعلى بني جنسهم بالضلال ومن شهادة أئمة الكلام والفلسفة بعضهم على بعض كذلك فأكثر من أن يحتمله هذا الموضع وكذلك ما يوجد من رجوع أئمتهم إلى مذهب عموم أهل السنة وعجائزهم كثير وأئمة السنة والحديث لا يرجع منهم أحد لأن الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب لا يسخطه أحد وكذلك ما يوجد من شهادتهم لأهل الحديث بالسلامة والخلاص من أنواع الضلال وهم لا يشهدون لأهل البدع إلا بالضلال وهذا باب واسع كما قدمناه.
وجميع الطوائف المتقابلة من أهل الأهواء تشهد لهم بأنهم أصلح من الآخرين وأقرب إلى الحق فنجد كلام أهل النحل فيهم وحالهم معهم بمنزلة كلام أهل الملل مع المسلمين وحالهم معهم.
2- شيخنا العلامة الوادعي –رحمه الله- كما سمعناه منه، وكما هو مدون في كتابه رياض الجنة في الرد على أعداء السنة ص: (23) قال رحمه الله: ومما يجب التنبيه عليه أن كل فرقة تدعي أنها الفرقة الناجية، وقد جاء الكتاب والسنة ببيان الفرقة الناجية، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [العصر:1-3]
وقال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [المؤمنون:1-11].
وروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى) قيل ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: (من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى).
فمن توفرت فيه هذه الصفات في سورة العصر والمؤمنون والحديث فهو من الفرقة الناجية، وأقرب الناس ممن تنطبق عليه هذه الصفات هم أهل الحديث...)
3- العلامة محمد بن صالح العثيمين، قال رحمه الله في شرح الواسطية (500) عند قول شيخ الإسلام رحمه الله (وإتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار..) قال: وإنما كان اتباع سبيلهم من منهج أهل السنة والجماعة، لأنهم أقرب إلى الصواب والحق ممن بعدهم، وكلما بعد الناس عن عهد النبوة، بعدوا من الحق، وكلما قرب الناس من عهد النبوة، قربوا من الحق، وكلما كان الإنسان أحرص على معرفة سيرة النبي صلي الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين، كان أقرب إلي الحق.
ولهذا تري اختلاف الأمة بعد زمن الصحابة والتابعين أكثر انتشاراً وأشمل لجميع الأمور، لكن الخلاف في عهدهم كان محصوراً.
فمن طريقة أهل السنة والجماعة أن ينظروا في سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، فيتبعوها، لأن اتباعها يؤدى إلى محبتهم، مع كونهم أقرب إلى الصواب والحق..
4- العلامة صالح الفوزان قال -حفظه الله-: في شرح الواسطية لشيخ الإسلام (211) عند نفس الفقرة قال: ومن صفات أهل السنة اتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار لما خصهم الله به من العلم والفقه، فقد شاهدوا التنزيل وسمعوا التأويل وتلقوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم بدون واسطة فهم أقرب إلى الصواب وأحق بالإتباع بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم... لخ.
5- اللجنة الدائمة الذين قالوا بهذا وهم: العلامة ابن قعود
6- العلامة ابن غديان
7- العلامة عبد الرزاق عفيفي
8- الإمام ابن باز.
قالوا رحم الله أمواتهم وحفظ أحياءهم كما في فتاوى اللجنة الدائمة (2/237) السؤال الأول من الفتوى (6250): قال السائل: في العالم الإسلامي اليوم عدة فرق وطرق، الصوفية مثلا: هناك جماعة التبليغ الإخوان المسلمين (السنيين) الشيعة فما هي الجماعة التي تطبق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟
الجواب: أقرب الجماعات الإسلامية إلى الحق وأحرصها على تطبيقه أهل السنة: وهم أهل الحديث... الخ.
وهناك بقية في الجواب عليها تعقب.
ونحن على يقين –إن شاء الله تعالى- أن هؤلاء المذكورين وغيرهم ممن على هذا النهج القويم لا يعتقدون أن تلك الفرق غير ضالة، ويعتقدون أن أهل السنة هم أهل الحق لقول الله تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾ [الحديد:16] وقوله تعالى: ﴿فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ﴾ [يونس:32].
وقول النبي صلى الله عليه وسلم ((لا تزال طائفة على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم إلى قيام الساعة، (فهم أهل الحق).
ولكن كلمة (أقرب) أفعل تفضيل وأفعل التفضيل يقتضي المشاركة وزيادة كما هو معروف.
ففيها أن أهل السنة أفضل من تلك الفرق الضالة لما وفقهم الله له من السنة ما ليس لأولئك.
وكان يسعك أن تقول بما قاله الإمام ابن كثير عند قول الله تعالى: (اعدلوا هو أقرب للتقوى) أية (8) من سورة المائدة قال رحمه الله: وقوله: (هو أقرب للتقوى) من باب استعمال أفعل التفضيل في المحل الذي ليس في الجانب الآخر منه شيء كما في قوله تعالى ( أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا ) وكقول بعض الصحابيات لعمر أنت أفظ وأغلظ من رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم [والحديث منفق عليه].
فاتق الله يا شيخ عبيد واضبط كلامك بالضوابط الصحيحة، واعرض عن هذه الأحكام الجائرة، ولا تركب الصعب والذلول وتقلب الحقائق وترمي البرءاء بالعنت من أجل مناصرة الحزب الجديد ونذكرك بقول الله عز وجل: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾ [آل عمران:30].
فإنا رأيناك كما رأى غيرنا أنك بعد تجلدك لمناصرة الحزبيين على أهل السنة في اليمن خذلت بمثل هذه الأقوال وغيرها كثير مما يلقنونك إياها، فتلقنها، وهؤلاء قوم جهلة، وأصحاب هوى، وفتنة وتحريش بين دعاة الحق، فأذكرك بقول الله تعالى: ﴿وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ﴾ [هود:113].
فالركون إلى الحزبيين المفتونين الفاتنين في الدعوة هذا منهم ظلم لمن افتتن بتلبيسهم واغتر بتحريشهم، ومعصية ممن ركن إليهم.
ومن كان هذا حاله لا يأمن أن يذله الله بسيئاته قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ الليْلِ مُظْلِمًا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [يونس:27].
وقال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ [الأنفال:53].
﴿رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ [آل عمران:8]
وبالله التوفيق.
كتبه الفقير إلى عفو ربه عز وجل وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
فقد اطلعت على كلمة نشرت صوتيا للشيخ عبيد –ألهمه الله رشده- فيها مجازفة وتحامل شديد على علماء السنة لا يُغض الطرف عن مثله، إذ وجه إليه سؤال: (ما هو قولكم –حفظكم الله- فيمن يقول: أهل السنة هم أقرب الطوائف إلى الحق؟)..
فهل تظن أن الشيخ قال: هذا التعبير خلاف الأولى؟ كان ذلك أهون، ولكن انهمر على أهل السنة القائلين بهذا القول، واصفاً لهم في هذا الكلام بما ترى.
قال –ألهمه الله رشده-:
سبحان الله العظيم! نقول:
أولا: من هم أهل السنة عندك؟ الذين قلت: هم أقرب الطوائف إلى الحق من تعني بهذه الطوائف التي وصفت أهل السنة بأنهم أقربها؟.
ثانيا: (كلامك هذا باطل بدلالة الكتاب والسنة والإجماع)، ثالثا: أنت إلى ماذا تدعوا؟ فإن كنت تدعوا إلى السنة المحضة المستنبطة من الكتاب والسنة وسيرة السلف الصالح (فقد افتريت على أهل السنة) و(ناقضت نفسك بنفسك)، وان كنت (تدعوا إلى طوائف أخرى كالأشعرية والمعتزلية والجهمية) وتزعم أن أهل السنة أقرب الطوائف إلى هذه (فكذلك هذه فرية عظيمه)، ولوقلتُ أنا محدثكم ما قاله هذا القائل لكنت حقيقا بأن أوصف أني (مبتدع) و(الحمد لله على العافيه)، أهل السنة هم أهل الحق، أهل السنة هم خاصة الله من عبادة، وخاصة رسوله صلى لله عليه وسلم فكيف يوصفون بأنهم أقرب الطوائف إلى الحق (إذا هم ليسوا على الحق المحض)، بناء على هذه المقولة (الفاجرة) (الفاسدة)، (هم ليسوا على الحق المحض)، بل (هم على باطل) لكنهم قريبون من أهل الحق، فعرِّفنا يا (مسكين) من هم الطائفة الذين هم على الحق المحض أظنه (لا يدري ما يخرج من رأسه)، فمثل هذا (والله وبالله وتالله لا يجوز أخذ العلم عنه) (لأنه يدخل على من يعلمهم الباطل والزور والكذب والبهتان) أساس أهل السنة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أهل السنة من أولهم إلى آخرهم هم أقرب الطوائف إلى الحق (عندهم باطل) (عندهم شذوذ)، (عندهم بدع)، بناء على (هذه المقولة الفاجرة) وحاشى أهل السنة (جرم هذه المقولة وإثمها عليه هو يبوء بإثم هذه المقولة) لأنه (افترى على أهل السنة ما هم منه براء) فإن كان يسمع كلامي فإني أنصحه بالتوبة إلى الله (وأن يعلن رجوعه عن هذه المقولة الفاجرة) وأن يعلن أن أهل السنة هم أهل الحق الخالص الذي لا تشوبه شائبة كما دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع ا.هـ.
ففي هذا الكلام:
1- أنهم خالفوا الكتاب والسنة والإجماع.
2- أن من قال ذلك إن كان يدعو إلى السنة فقد ناقض نفسه.
3- وأن من قال ذلك أفترى على أهل السنة
4- أنه يشكك في أن قائل ذلك يدعو إلى طوائف أخرى؛ كالأشعرية والمعتزلة والجهمية.
5- أن هذه فرية عظيمة.
6- أنه لو قال هذه المقولة لكان حقيقا بأن يوصف أنه مبتدع، ومعناه: أن من قال هذه المقولة يستحق هذا الوصف أنه مبتدع.
7- أنه حمد الله على أن عافاه الله من ذلك؛ تعريضًا أن القائلين بهذه المقولة غير معافين.
8- أنه اعتبر القائل بذلك في حد نظره على سياق التحقير مسكينا.
9- أن قائل ذلك لا يدري ما يخرج من رأسه، -وهذا شأن فاقد الشعور من المجانين ونحوهم-
10- أنه أغلظ القسم (والله وبالله وتالله أن مثل هذا القائل لا يجوز أخذ العلم عنه).
11- أنه وصف قائل ذلك بعدة أوصاف:
· بالزور
· بالكذب
· بالبهتان
12- أن من قال ذلك يلزمه بلوازم منها: أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم عندهم:
13- شذوذ .
14- عندهم بدع.
15- أن هذه مقولة فاجرة
16- أن هذه مقولة فاسدة
17- أن صاحب هذه المقولة يبؤ بإثمها
18-أنه يطلب من قائل ذلك أن يعلن رجوعه عن هذه المقولة الفاجرة.
فهذه ثمانية عشر مطعناً طعن به في قائل ذلك من علماء السنة الذين قالوا هذه المقولة.
وإليك أسماء بعض القائلين بها من جهابذة العلم ورجال الهدى والسنة حقاً وهم:
1- شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- كما في مجموع الفتاوى (4/23): وما يوجد من إقرار أئمة الكلام والفلسفة وشهادتهم على انفسهم وعلى بني جنسهم بالضلال ومن شهادة أئمة الكلام والفلسفة بعضهم على بعض كذلك فأكثر من أن يحتمله هذا الموضع وكذلك ما يوجد من رجوع أئمتهم إلى مذهب عموم أهل السنة وعجائزهم كثير وأئمة السنة والحديث لا يرجع منهم أحد لأن الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب لا يسخطه أحد وكذلك ما يوجد من شهادتهم لأهل الحديث بالسلامة والخلاص من أنواع الضلال وهم لا يشهدون لأهل البدع إلا بالضلال وهذا باب واسع كما قدمناه.
وجميع الطوائف المتقابلة من أهل الأهواء تشهد لهم بأنهم أصلح من الآخرين وأقرب إلى الحق فنجد كلام أهل النحل فيهم وحالهم معهم بمنزلة كلام أهل الملل مع المسلمين وحالهم معهم.
2- شيخنا العلامة الوادعي –رحمه الله- كما سمعناه منه، وكما هو مدون في كتابه رياض الجنة في الرد على أعداء السنة ص: (23) قال رحمه الله: ومما يجب التنبيه عليه أن كل فرقة تدعي أنها الفرقة الناجية، وقد جاء الكتاب والسنة ببيان الفرقة الناجية، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [العصر:1-3]
وقال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [المؤمنون:1-11].
وروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى) قيل ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: (من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى).
فمن توفرت فيه هذه الصفات في سورة العصر والمؤمنون والحديث فهو من الفرقة الناجية، وأقرب الناس ممن تنطبق عليه هذه الصفات هم أهل الحديث...)
3- العلامة محمد بن صالح العثيمين، قال رحمه الله في شرح الواسطية (500) عند قول شيخ الإسلام رحمه الله (وإتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار..) قال: وإنما كان اتباع سبيلهم من منهج أهل السنة والجماعة، لأنهم أقرب إلى الصواب والحق ممن بعدهم، وكلما بعد الناس عن عهد النبوة، بعدوا من الحق، وكلما قرب الناس من عهد النبوة، قربوا من الحق، وكلما كان الإنسان أحرص على معرفة سيرة النبي صلي الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين، كان أقرب إلي الحق.
ولهذا تري اختلاف الأمة بعد زمن الصحابة والتابعين أكثر انتشاراً وأشمل لجميع الأمور، لكن الخلاف في عهدهم كان محصوراً.
فمن طريقة أهل السنة والجماعة أن ينظروا في سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، فيتبعوها، لأن اتباعها يؤدى إلى محبتهم، مع كونهم أقرب إلى الصواب والحق..
4- العلامة صالح الفوزان قال -حفظه الله-: في شرح الواسطية لشيخ الإسلام (211) عند نفس الفقرة قال: ومن صفات أهل السنة اتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار لما خصهم الله به من العلم والفقه، فقد شاهدوا التنزيل وسمعوا التأويل وتلقوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم بدون واسطة فهم أقرب إلى الصواب وأحق بالإتباع بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم... لخ.
5- اللجنة الدائمة الذين قالوا بهذا وهم: العلامة ابن قعود
6- العلامة ابن غديان
7- العلامة عبد الرزاق عفيفي
8- الإمام ابن باز.
قالوا رحم الله أمواتهم وحفظ أحياءهم كما في فتاوى اللجنة الدائمة (2/237) السؤال الأول من الفتوى (6250): قال السائل: في العالم الإسلامي اليوم عدة فرق وطرق، الصوفية مثلا: هناك جماعة التبليغ الإخوان المسلمين (السنيين) الشيعة فما هي الجماعة التي تطبق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟
الجواب: أقرب الجماعات الإسلامية إلى الحق وأحرصها على تطبيقه أهل السنة: وهم أهل الحديث... الخ.
وهناك بقية في الجواب عليها تعقب.
ونحن على يقين –إن شاء الله تعالى- أن هؤلاء المذكورين وغيرهم ممن على هذا النهج القويم لا يعتقدون أن تلك الفرق غير ضالة، ويعتقدون أن أهل السنة هم أهل الحق لقول الله تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾ [الحديد:16] وقوله تعالى: ﴿فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ﴾ [يونس:32].
وقول النبي صلى الله عليه وسلم ((لا تزال طائفة على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم إلى قيام الساعة، (فهم أهل الحق).
ولكن كلمة (أقرب) أفعل تفضيل وأفعل التفضيل يقتضي المشاركة وزيادة كما هو معروف.
ففيها أن أهل السنة أفضل من تلك الفرق الضالة لما وفقهم الله له من السنة ما ليس لأولئك.
وكان يسعك أن تقول بما قاله الإمام ابن كثير عند قول الله تعالى: (اعدلوا هو أقرب للتقوى) أية (8) من سورة المائدة قال رحمه الله: وقوله: (هو أقرب للتقوى) من باب استعمال أفعل التفضيل في المحل الذي ليس في الجانب الآخر منه شيء كما في قوله تعالى ( أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا ) وكقول بعض الصحابيات لعمر أنت أفظ وأغلظ من رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم [والحديث منفق عليه].
فاتق الله يا شيخ عبيد واضبط كلامك بالضوابط الصحيحة، واعرض عن هذه الأحكام الجائرة، ولا تركب الصعب والذلول وتقلب الحقائق وترمي البرءاء بالعنت من أجل مناصرة الحزب الجديد ونذكرك بقول الله عز وجل: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾ [آل عمران:30].
فإنا رأيناك كما رأى غيرنا أنك بعد تجلدك لمناصرة الحزبيين على أهل السنة في اليمن خذلت بمثل هذه الأقوال وغيرها كثير مما يلقنونك إياها، فتلقنها، وهؤلاء قوم جهلة، وأصحاب هوى، وفتنة وتحريش بين دعاة الحق، فأذكرك بقول الله تعالى: ﴿وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ﴾ [هود:113].
فالركون إلى الحزبيين المفتونين الفاتنين في الدعوة هذا منهم ظلم لمن افتتن بتلبيسهم واغتر بتحريشهم، ومعصية ممن ركن إليهم.
ومن كان هذا حاله لا يأمن أن يذله الله بسيئاته قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ الليْلِ مُظْلِمًا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [يونس:27].
وقال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ [الأنفال:53].
﴿رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ [آل عمران:8]
وبالله التوفيق.
يحيى بن علي الحجوري
دار الحديث بدماج.
الأربعاء، 13 رجب، 1429هـ
منقول من موقع الشيخ حفظه الله ورعاه وسدده..
http://sh-yahia.net/show_art_15.html
حمل ملف الوورد من المرفقات
تعليق