بسم الله الرحمن الرحيم
مقال بعنوان:لمحات التوديع والواقع البديع
اللحظات الأخيرة في اليمن الميمون ومبشرات الدعوة السلفية في السودان
اللمحة الأولى
مقال بعنوان:لمحات التوديع والواقع البديع
اللحظات الأخيرة في اليمن الميمون ومبشرات الدعوة السلفية في السودان
اللمحة الأولى
" لقد جعل الله لنا في هذه المحنة خيراً لا نعلمه"، ما زال صدى هذه العبارة التي نطق بها الشيخ الهمام المحدث يحيى بن علي الحجوري في أول محاضرة يشنف بها الأسماع في أرض صنعاء بعد خروجنا أو إخراجنا الرهيب والكئيب من دار الحديث السلفية بدماج، وأتخيل معها الألوف التي جلست تستمع هذه المحاضرة في أول اجتماع سلفي بهذا المستوى في صنعاء على حد علمي، لازالت تلك العبارة تتردد في ذهني ودمعات الأسى ترتسم على خدي حين انطلقت الطائرة الخليجية مؤذنة بفراقي لأرض صنعاء إلى سماء البحرين ومنها إلى وجهتي القادمة السودان، وكيف لا آسى ولا أحزن وأنا أفارق بلد الإيمان والحكمة التي أشرقت فيها شمس الدعوة السلفية مجدداً أيما إشراق، كانت هذه الدمعات حلقة في سلسلة مريرة بدأت مع إعلان شيخنا يحيى الخروج من دماج ومفارقة الرأس الجسد وتفرق طلاب دار الحديث بدماج في أصقاع اليمن بل وخارجه.
صبراً على قدر الإله وإننا نرضى ونحمد ذلك التقديرا
لكنما العينان يجري ماؤها ويلوح من حر الصدور زفيرا
واهٍ لذكرى من أحب وأفتدي بالنفس فاحت من شذاه عبيرا
اللمحة الثانية
لكنما العينان يجري ماؤها ويلوح من حر الصدور زفيرا
واهٍ لذكرى من أحب وأفتدي بالنفس فاحت من شذاه عبيرا
اللمحة الثانية
واستمرت السلسلة ونحن في صنعاء كاليتيم الذي فقد والديه، فنحن في مكان وشيخنا في مكان، لا درس التفسير ولا البخاري ولا إجابة على الأسئلة، لا ترى بسمته الحانية ولا تبصر هيئته الوقورة، لم يقصر إخواننا في مواساتنا ولكن ذلك الطفل لا يزال يبكي ما غاب عنه أبوه ولو ربتوا على رأسه وبالحلوى أكرموه.
اللمحة الثالثة
واستمرت السلسلة وأنا أتخذ القرار الصعب بالرجوع إلى بلادي وطوي صفحة الطلب مع هذا الشيخ المجاهد القرم الماجد، لم يكن هناك مناص من هذا القرار وأنا أعلم علم اليقين أن المركز الجديد لن يبنى قريباً ولن يجتمع الشمل إلا بعد حين، المركز الجامع هو المكان الوحيد الذي أستطيع فيه مواصلة دروسي مع الشيخ محمد بن حزام والشيخ أبي عمرو والشيخ أبي بلال وأنظم درر الفوائد وأجمع إليها فرائد العلم والشوارد من دروس شيخنا يحيى، وهذا متعذر حالياً، لم يكن هناك مناص من هذا القرار وأنا أعلم علم اليقين مدى حاجة الدعوة في بلادي إلى من يتفرغ لها ويشد من أزر الإخوة القائمين عليها، لهذا كله كان لابد من المغادرة ولو إلى حين.
اللمحة الرابعة
أخذت الطائرة تشق السماء شقاً وأنا أتذكر يوم خرجت من صنعاء إلى دماج وإرهاصات الحصار الأثيم تلوح وللمرة الثانية في جنبات الطريق، وبشق الأنفس وصلت إلى دماج فنسيت تعبي كله وأنا أعانق الإخوان وأصافح الخلان المهنئين برجوعي سالماً بعد شفائي من الإصابة، ولم ينقض الأسبوع إلا ونيران المعركة تشتعل مجدداً بقتل غادر من الحوثيين لأحد أهل البلاد وإصابتهم لآخر من الطلاب وهما يمشيان آمنين مطمئنين، وتمر الأيام وإخواني يتناقصون يوماً بعد يوم، لاشك أن قتلى الرافضة أكثر ولكن يعز علينا فراق إخواننا، يعز علينا فراق الصوام القوام الحفظة، يعز علينا فراق من كنا نؤمل لحمل مشاق الدعوة في زمن فشا فيه الشرك وخيمت فيه البدعة وأطبقت المعاصي إلا من رحم الله.
((ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41))
لن ترى عيناي بعد اليوم جمال المغربي، ولا معتز الإماراتي، ولا حذيفة الحذيفي، لن تكتحل عيني بمرأى عبد الله البخاري، ولا رافع الأندونيسي، ولا موسى العفري، ولا منيب السوداني، والشرح يطول والخطب يهول، فيارب اربط على قلوبنا لنكون من المؤمنين.
لهفي على فقد الفوارسْ في ساحة الهيجا تنافسْ
حفروا بجوعهم الخنادقْ وبنوا بأذرعهم متارسْ
حصدوا العدو بقوةٍ والموت لا يحبسه حابسْ
حفروا بجوعهم الخنادقْ وبنوا بأذرعهم متارسْ
حصدوا العدو بقوةٍ والموت لا يحبسه حابسْ
مرت الثلاثة أيام المهولة هنالك حين ((ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا))، وطويت صفحة المسادير وتحولت المعركة إلى آل مناع، وفيها أيام شديدة ومعارك عديدة، وأحداث مجيدة، وآل الأمر إلى شدة ونقص العدد والعدة، وثبت أبطال السنة بفضل الله حتى فرِّج الله.
الطائرة تهبط في مطار البحرين ثم بعد جلسة ناهزت الست ساعات انطلقنا إلى وطني السودان.
الدعوة في قرية ألتي
ومن مطار الخرطوم إلى قرية ألتي حيث يقطن إخواننا السلفيين، تركتهم لا يدركون العشرين وعدت وهم أربعون أو يزيدون، الحقيقة أن الدعوة قد اتسعت رقعتها واشتد ساعدها وصار لهم عدد من الدروس في مساجد القرية، وتميزوا عن أهل البدع أيما تميز، وهم الآن يسعون لبناء مسجد ومركز نسأل الله لهم الإعانة والتوفيق.
الدعوة في العاصمة المثلثة الخرطوم
وفي العاصمة الخرطوم يطل الداعية الشاب والأخ الفاضل معاذ مفرِّح الذي يخطب يوم الجمعة في مسجد حي النصر ببحري ويجتمع عنده ذلك اليوم أكثر الإخوة السلفيين بالخرطوم، وله دروس طيبة، وللأخ محمد سيف ردود نافعة، ولأخينا منير دعوة طيبة، وغيرهم ثبتنا الله وإياهم على السنة، وهم يؤسسون الآن نواة لمكتبة ومركز سلفي في منزل أخينا محمد ميرغني جزاه الله خيراً وبارك له.
الدعوة في مدني
وإذا غادرت الخرطوم إلى مدني حاضرة ولاية الجزيرة والتي تقع على بعد ثلاثة ساعات جنوب شرق الخرطوم أطل عليك الشيخ أبو العباس الخطيب المفوه والشاعر المُجيد والمدرس المُفيد، والذي يترقب إخواننا بشغف في مدني وما حولها يوم الجمعة لحضور خطبته الشيقة، بل ويتجشم بعضهم عناء القدوم من الخرطوم لحضور خطبته، بل ويحرص عليها بعض الصوفية والحزبيين تجذبهم بلاغته فيحسن وفادتهم ببيان عوارهم بحقائق علميه وأدلة نبوية قرآنية تصك أسماعهم صكا، فلا يجدون من السكوت والإقرار بدا، فالحق أقول لقد هدى الله على يده كثيراً من الشباب والشيب إلى منهج السلف الرغيب، ثبتنا الله وإياه على السنة.
دار الحديث بأبي جبل
ولا يفوتك المركز السلفي ودار الحديث بأبي جبل بمدينة مدني فقد أقيمت فيه دروس عديده في التوحيد والفقه والعقيدة، ودورة علمية نافعه، ويقطن فيه عدد من الطلاب لحفظ القرآن ودراسة ما يسر الله من العلم جزى الله مؤسسه خيراً وهو الأخ محمد أحمد وله نفاح جيد عن المنهج السلفي وفقنا الله وإياه.
دار الحديث بالطليح
ولعلك تنزل بدار الحديث بالطليح الخوالدة والتي أسسها الشيخ علم ويقوم عليها أخوه الشيخ محمد والتي كانت مهد الدعوة وقت أن جلس فيها الشيخ أبو عكرمة للتدريس واجتمع ودرس وتربى عنده آنذاك الرعيل الأول من طلاب العلم السلفيين وكان منهم قتلانا الثلاثة في دار الحديث بدماج: عثمان وأحمد ومنيب جمعنا الله وإياهم في الجنة.
دار الحديث بالقوز
ولن تحتاج إلى كبير جهد وأنت تنطلق من مدني إلى دار الحديث السلفية بالقوز أو قل باعتبار الأصل خلاوي ود سليمان لتحفيظ القرآن إذ كان أول الأمر كذلك، ثم نزل بها الشيخ وليد فبدأ التميز السلفي والدرس العلمي، وأضيف إلى برنامج حفظ القرآن المعتاد حفظ عدد من المتون العلمية في فنون شتى، ودرّس فيها معظم كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب في التوحيد، ولامية شيخ الإسلام، ونظم القواعد الفقهية للسعدي، وكتاب الصيام من ميمية الحكمي، وغيرها، ودار الحديث بقرية القوز على بعد أقل من نصف ساعة بالسيارة من مدينة مدني، وبها يقطن الشيخ الفاضل وليد بن فضل المولى أبو عكرمة الخالدي الذي ترجع أصوله إلى قبيلة جهينة، والذي يعتبر بإنصاف شيخ الدعوة السلفية المعاصرة في السودان، والذي تميز بها عن جماعة أنصار السنة الحزبيه، بنصيحة من أخيه الأكبر عصام له ولأخيه علم الدين لما لقي الشيخ مقبل ونصحه بذلك فاستجابوا لنصحه وأخذوا بقوله، وتميز بها عن جمعية الكتاب والسنة الحزبية، وخلصها من رواسب وغثائية مسجد الصافية وجهالات مختار البدري الحزبي وأتباعه السوام، وصبر عليها في أحلك الظروف حتى أزهرت شجرتها وأينعت ثمرتها كل ذلك بفضل الله وحده ومنته وما ذاك إلا لإخلاصه نحسبه والله حسيبه نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص و يثبتنا على السنة.
وما أن مست رجلي أرضَ دار الحديث بالقوز إلا وشعرت براحة وطمأنينة لم أشعر بها مذ فارقت دار الحديث بدماج، والنكتة أن عدداً من إخواني العائدين قال ما قلت وشعروا بما شعرت.
لقد آن لطلاب دار الحديث العائدين من دماج أن يحطوا رحالهم وينيخوا رواحلهم بدار الحديث بالقوز مدرسين ودارسين وللشيخ أبي عكرمة معاضدين.
دورة الإمام الوادعي الأولى بالقوز
لقد آن للدورة العلمية التي اجتمعنا على عقدها ونحن لانزال في سعوان في مسجد الأسد الجاثم على صدر أهل البدع محمد بن مانع حفظه الله أن تنعقد ويجتمع بحمد الله ما يقارب المائتين من طلاب العلم ليدرسوا تسعة متون في مختلف الفنون في فترة لا تتجاوز الثلاثة أسابيع، لظروف لا يعلمها الجميع.
فرأيت جداً واجتهادا، يَصِلون الليل بالنهار في مثابرة واصطبار، فلله درهم وعليه أجرهم.
حتى الصغار الذين خشينا عليهم من مشقة الدروس وقررنا لهم حفظ متن المبادئ المفيده جاءوا بالدفاتر والأقلام وأصروا على أخذ درس فأجابهم الإخوة المدرسون بتدريسهم شرحاً ميسراً لكتاب شيخنا يحيى الذي طار كل مطار ونفع الله به في سائر الأقطار فجزى الله الجميع خيرا.
الختام
وكان ختام الدورة دورة الإمام الوادعي الأولى وهو خير ختام محاضرة للمحدث الهمام الشيخ السلفي يحيى بن علي، سررنا كثيراً بما فيها من نصح وتوجيه، وسررنا أكثر برجوعه من رحلته المباركة إلى بلاد الحرمين التي رفع الله فيها شانه وأخزى من شانه، وأسرّنا التفاف الطلاب حوله في مسجد الفتح وعودة الدروس لما كانت عليه قبلُ في دماج، هنا تسكب الدموع تترى وتتوالى الزفرات الحرى، دموع أسالها النقيضين الفرح والحزن، البؤس والحبور، فرح باجتماع الطلاب والشيخ، وحزن لأني لست معهم، حبور لعودة شيخنا إلى دروسه التي خالطت محبتها عظامه، وبؤس لانقطاع حبل الطلب بتقدير الله جل وعلا، ولكن نقول كما قال الله ((وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ))
لك الحمد يا اللهُ حيثُ هديتني إلى السنةِ الغراءِ بعد ضلالِ
قضيت زماناً فوق أرضِكَ هائماَ أقلّبُ وجهي في صنوفِ رجالِ
فكنت إذا لاقيتُ شيخاً أحبُهُ وأترُكُهُ عند انكشافِ الحالِ
إلى أن لقيت الشيخَ يحيى فقلتُ ذا هو العالمُ السلفيُّ ذو الإفْضَالِ
هو السيفُ في إخوانِهِ غيرَ مُشهرٍ ولكن بساحةِ بدعةٍ ووبالِ
هو الصابرُ الممقوتُ من أعدائِهِ ينالون مِن عِرضٍ لهُ بنبالِ
فيزدادُ بالصبرِ الحجوريُّ رفعةً ويسقُطُ شانِئُهُ بسوء فعالِ
أيثلبُ أصحابَ النبيًّ بسبِهِ وقد ذاق فيهم من لظى الأهوالِ
حصارٌ وتشريدٌ وفقدُ أحبةٍ فيا لائمي مهلاً قطعت حبالي
أيطعن في المختارِ وهو إمامُهُ وقدوَتُهُ في الحل والترحالِ
أمبتدعٌ يحيى فكيفَ يزورُهُ أئمةُ توحيدٍ؟ لنهجِ ضلالِ
ألا فليتقِ اللهَ أمرؤٌ في فعالِهِ ودع عنك يا سنيُّ قول خبالِ
وعَجِل إلى صنعاءَ إن كنت عاقلاً لتأخذ من يحيى جميلَ خصالِ
كتابٌ مع الغرا بفهمِ أئمَةٍ على نهج أحمدَ في اعتدالِ مقالِ
قضيت زماناً فوق أرضِكَ هائماَ أقلّبُ وجهي في صنوفِ رجالِ
فكنت إذا لاقيتُ شيخاً أحبُهُ وأترُكُهُ عند انكشافِ الحالِ
إلى أن لقيت الشيخَ يحيى فقلتُ ذا هو العالمُ السلفيُّ ذو الإفْضَالِ
هو السيفُ في إخوانِهِ غيرَ مُشهرٍ ولكن بساحةِ بدعةٍ ووبالِ
هو الصابرُ الممقوتُ من أعدائِهِ ينالون مِن عِرضٍ لهُ بنبالِ
فيزدادُ بالصبرِ الحجوريُّ رفعةً ويسقُطُ شانِئُهُ بسوء فعالِ
أيثلبُ أصحابَ النبيًّ بسبِهِ وقد ذاق فيهم من لظى الأهوالِ
حصارٌ وتشريدٌ وفقدُ أحبةٍ فيا لائمي مهلاً قطعت حبالي
أيطعن في المختارِ وهو إمامُهُ وقدوَتُهُ في الحل والترحالِ
أمبتدعٌ يحيى فكيفَ يزورُهُ أئمةُ توحيدٍ؟ لنهجِ ضلالِ
ألا فليتقِ اللهَ أمرؤٌ في فعالِهِ ودع عنك يا سنيُّ قول خبالِ
وعَجِل إلى صنعاءَ إن كنت عاقلاً لتأخذ من يحيى جميلَ خصالِ
كتابٌ مع الغرا بفهمِ أئمَةٍ على نهج أحمدَ في اعتدالِ مقالِ
وبعد ختام الدورة لا زالت الدروس العامة في دار الحديث بالقوز مستمرة في صحيح الإمام البخاري وفي فتح العلام شرح بلوغ المرام بين مغرب وعشاء، ودرس في الإملاء.
ومع اتساع رقعة الدعوة في شرق البلاد وغربها فالأمر يحتاج لمزيد من المجهود وتضافرٍ للجهود، في طلب العلم والدعوة والتعليم.
حقاً " لقد جعل الله لنا في هذه المحنة خيراً لا نعلمه"
((وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53)) نسـأل الله سبحانه بأسمائه وصفاته أن يهيئ لنا الخير، وأن يثبتنا على السنة وطلب العلم حتى الممات، وأن يجزي عنا شيخنا يحيى والإمام الوادعي وطلابه الذين درسونا خير الجزاء، وأن يعجل لهم بمركز مبارك يلتئم فيه الشمل ويلم الشعث عاجلا غير آجل، إنه جواد كريم، والحمد لله رب العالمين.
وكتب أبوالأرقم
محمد الحسن بن محيى الدين الدنقلاوي السوداني
وكان الفراغ منه بالخرطوم
عصر الثلاثاء
التاسع والعشرين من شهر جمادى الآخرة
لعام خمسة وثلاثين وأربعمائة وألف
محمد الحسن بن محيى الدين الدنقلاوي السوداني
وكان الفراغ منه بالخرطوم
عصر الثلاثاء
التاسع والعشرين من شهر جمادى الآخرة
لعام خمسة وثلاثين وأربعمائة وألف
تعليق