وقَـــــــفَـــــات
مع ما يحصل في مباريات
كأس العالم لكرة القدم وغـيرها من
مـنـكـرات ومـخــالـفـات
وكتبه
أبو مالك
صابر بن عبود اللحجي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ،أمابعد ؛ فإن مما راج وانتشر وكثٌر به الخبر في هذه الأيام لعبة كرة القدم والتي بدأ انتشارها بعد الحرب العالمية الثانية ومنذ ذلك الوقت أصبحت ظاهرة اجتماعية عند كثير من الناس كما أن الممارسين لهذه اللعبة أصبحوا نجوما وأبطالاً في نظر هؤلاء ؛ لقد لاقت هذه اللعبة اهتمامًا كبيراً من قبل هواتها والمشغفين بها حتى شغلوا بها و أصبحت أحاديث مجالسهم وصارت من أعظم القضايا التي يولونها اهتماماتهم فنرى تفاعلهم مع تلك المباريات على وجه أشد وأكثر من تفاعلهم مع مصير بعض الشعوب الإسلامية من سائر القارات ويزيد هذا التفاعل عناية الجرائد والمجلات وبث المباريات على الشاشات ونشر ما يخص الأندية والأبطال من أخبار وحكايات وساعد على ذلك فراغهم وسذاجتهم ونسيانهم الغاية التي خلقوا من أجلها والهدف الذي ينبغي أن يعملوا لتحقيقه ويزداد شغل هواة هذه اللعبة بها عند أن يعلن بفعاليات مباريات كأس العالم لكرة القدم والذي يقام كل أربع سنوات فيحصل عندئذً من المنكرات والمخالفات ما سنسطره في هذه الوقفات التي سنبين فيها بعض الأضرار والمفاسد التي تنجم عن لعب الكرة ومشاهدتها لاسيما مباريات كأس العالم وقد أسميتها :
وقفات مع ما يحصل في مباريات كأس العالم لكرة القدم وغيرها من منكرات ومخالفات
الوقفة الأولى : منشأ لعبة كرة القدم :
يقال أن منشأ هذه اللعبة كان في بلاد الصين في القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد وأول ما لعبت في أوروبا في إيطاليا سنة 1410م تحت إسم (( كالسيو)) وكانت أولى الإشارات الواضحة لممارسة كرة القدم في إنجلترا ففي عام 1863م تأسست في بريطانيا جمعية كرة القدم البريطاني ثم طور الإنجليز هذه اللعبة وانتقلت خلال قرن من قارة إلى قارة أخرى ومع ذلك ظل الإنجليز زهاء 70 عاما حتى عام 1930م هم سادة هذه اللعبة وفي 13تموز عام 1930م أنشئت مباريات كأس العالم والتي كانت بالأرغواي (1) قلت: ومن هنا يتبين لك أخي المسلم أن أول من أنشأ هذه اللعبة واهتم بها هم الكفار ولم يكن للمسلمين جهود تذكر في تأسيسها مع معرفتهم بها .
الوقفة الثانية دور اليهود وأهدافهم من هذه اللعبة :
إن اليهود هم أكثر الناس استفادة ومنفعة من هذه اللعبة حيث أنهم يستعينون بها لصرف المسلمين وشغلهم عن قضاياهم المصيرية فقد جاء في البروتوكول الثالث عشر من بروتوكولات حكماء صهيون مانصه (ولكي تبقى الجماهير في ضلال لا تدري ما ورائها وما أمامها
وما أمامها ولا ما يراد بها فإننا سنعمل على زيادة صرف أذهانها بإنشاء وسائل المباهج والمسليات والألعاب الفكهة وضروب أشكال الرياضة واللهو وما به الغذاء لملذاتها وشهواتها والإكثار من القصور المزوقة والمباني المزركشة ثم نجعل الصحف تدعوا إلى مباريات فنية ورياضية .
قلت : للأسف الشديد لقد استطاع إخوان القردة والخنازير صرف كثير من المسلمين بمثل هذه السفاسف والملهيات عن قضاياهم الكبرى فعند بعضهم أن يفوز فريقه الذي يشجعه خير من أن يخرج اليهود من فلسطين والله المستعان نعوذ بالله من خسة الإهتمامات ودنائة الهمم .
الوقفة الثالثة : حكم ممارسة لعب كرة القدم :
اعلم وفقني الله وإياك أن الأصل في الألعاب الإباحة ما لم ينص الشرع على تحريم لعبة معينة كالنرد والشطرنج أو ما كان مباحا يترجح ضرره ومفاسده فعندئذ يحرم من هذا الباب ، قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى : ((ولعب الكرة إذا كان قصد صاحبه المنفعة للخيل والرجال بحيث يستعان بها على الكر والفر والدخول والخروج ونحوه في الجهاد وغرضه الإستعانة على الجهاد الذي أمر الله به ورسوله فهو حسن وإن كان في ذلك مضرة بالخيل والرجال فإنه ينهي عنه)) (1) .
قلت : ولعب الكرة على النمط المعروف اليوم لا يخلو من مضار ومفاسد الأمر الذي جعل بعض أهل العلم يجزم بمنعها وتحريمها . فقد أفتى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ بتحريمها إذا كانت على الصفة الخاصة المنظمة التنظيم المبالغ فيه ثم ذكر جملة من المخالفات والمنكرات التي سيأتي ذكرها (2) وأفتت اللجنة الدائمة برئاسة سماحة الشيخ ابن باز وعضوية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ والشيخ صالح الفوزان والشيخ بكر أبو زيد بعدم جواز المشاركة في المباريات التي يحصل فيها قمار وكشف للعورات واختلاط وصد عن الصلاة وكذا عن مشاهدتها(3) .
وسئل الشيخ ابن عثيمين عن حكم ممارسة الكرة فقال : فإن ألهت عن شيء واجب فإنها تكون حراما بحيث تكون غالب وقته فإنه مضيعة للوقت وأقل أحوالها في هذه الحالة الكراهة(4) ، ولقد أفرد الشيخ حمود التويجري مصنفا سماه(الإيضاح والتبيين في ما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين) جعل فيه كرة القدم من التشبه بالكفار وذكر لها مفاسد كثيرة أوصلته إلى القول بالتحريم .
تنبيه : المراد بالتحريم للعبة كرة القدم في كلام العلماء إذا ما كانت بالتنظيم المعروف اليوم وكانت فيها مفسدة من المفاسد التي سيأتي ذكرها أما إذا خلت من ذلك فالأصل فيها الحل .
قال الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ : وأما الشخص والشخصان يدحوان بالكرة ويلعبان بها اللعب الغير منظم فهذا لا بأس به لعدم اشتماله على محذور(1).
الوقفة الرابعة : الأضرار والمفاسد الموجودة في لعب كرة القدم عموما وفي مباريات كأس العالم على وجه الخصوص وفي مشاهدة ذلك :
إن المتأمل في مباريات كرة القدم في أنحاء العالم يجد أضراراً ومفاسد ومنكرات ومخالفات تظهر لكل ذي عينين ، ويمكننا أن نجمل هذه الأضرار في الآتي :
ًتعطيل أصل من أعظم أصول الدين وهو الولاء والبراء قال الله تعالى : ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾[المجادلة22] ففي لعب كرة القدم أو مشاهدتها يحصل مودة وولاء للاعبي الكرة الكفرة الفجرة من قبل المشجعين والمشاهدين ومن مظاهر ذلك الولاء 1ـ البكاء عند هزيمة الذي يشجعونه 2ـ إظهار الفرح والسرور عند انتصارهم 3ـ التعصب ضد من يشجع غيرهم ولربما وصل الأمر إلى السب والشتم والعراك 4ـ إرتداء الملابس المكتوب عليها أسماء اللاعبين والمصور فيها صورهم 5ـ تفضيل اللاعب الكافر على اللاعب المسلم ويتبجح بعضهم بذلك فيقول : أنظروا إلى الكفار أفضل من المسلمين حتى في كرة القدم فيحصل منهم ولاء للكفار وبراء من المسلمين .
مباريات كرة القدم وخصوصاً كأس العالم وسيلة لبث التنصير وقد ظهر ذلك جليا في مباريات كأس العالم لعام 1423الموافق 2002م في اليابان وكوريا وذلك عند أن لبس اللاعبون فنائل مكتوب عليها عبارات تنصيرية وقد أُبرزت هذه الفنائل لآلات التصوير (الكاميرات) ولقد ركزت عليها بعض هذه الكاميرات بصورة جلية وقد نشرت صحف سعودية قبل سنوات كلاماً يدل على اكتشاف خطة تنصيرية لاستغلال مباريات كأس العالم لبث التنصير وتوزيع الكتب والأشرطة والنشرات يقوم ورائها الفاتيكان .
التبذير والإسراف بالمال الذي يحصل سواءً من الدول أو الأفراد ؛ حيث أن هذه المباريات تمتص الدخل المالي للبلاد حتى تصرف الأموال الطائلة في نفقات تجهيزات الملاعب ودعم النوادي وتأمين تكاليف إقامة المباريات وأما عن الأفراد فبعضهم ينفق مبلغاً كبيرا من المال ليقطع تذكرة سفر إلى الدولة التي تقام فيها هذه المباريات لا سيما
المباراة النهائية لكأس العالم وأما عن المتابعين لها عن طريق العربسات (الدش) فإن بعض تلك المباريات لا تشاهد إلا بوضع كروت في ذلك الجهاز وقيمة هذه الكروت باهظة تصل إلى 40ألف ريال تقريبا فعلامّ إهدار هذه المبالغ فيما لا نفع فيه ولا فائدة ، والله يقول : ﴿ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (141) ﴾الأنعام .
إن في لعب كرة القدم صدٌ للمتفرجين عن ذكر الله وعن الصلاة وقد اتفق العلماء على أن كل ما يصد عن ذكر الله وعن الصلاة فهو حرام فكم نسمع عن أناس أنهم يسهرون إلى نصف الليل لمشاهدة المباراة التي تعرض في هذا الوقت ثم ينامون عن صلاة الفجر وكم من المصلين تفوته صلاة الجماعة بسبب جلوسه أمام الشاشة بل إن اللاعبين في المباريات المحلية في الغالب تفوتهم صلاة المغرب في جماعة فيا لله العجب كيف تترك الصلاة لمثل هذه السفاسف والله يقول : ﴿...فأقيموا الصلاة إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا موقوتا﴾ إنه الهوس الكروي الذي سيطر على عقولهم فتعطلت وعلى أحاسيسهم فماتت .
إن في لعب الكرة كشف للعورات إذ فيها كشف الأفخاذ ونظر الناس إليها ونظر بعضهم فخذ بعض وهذا لا يجوز لأن الفخذ من العورة وستر العورة واجب إلا من الزوجات والإماء لقول النبي صلى الله عليه وسلم (( إحفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك (1) والدليل على أن الفخذ عورة حديث جرهد الأسلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو كاشف عن فخذه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((غط فخذك فإنها من العورة ))(2) فإذا علم هذا فالنظر إلى عورة الآخرين حرام وهذا هو السائد في مباريات هذه الأيام .
وجود النساء في هذه المباريات كمشجعات وهن كاشفات سافرات متبرجات مختلطات بالرجال على المدرجات وهناك أخريات جيء بهن للعرض فيبدين منهن المفاتن ويسلط الإعلاميون الكاميرات على هؤلاء النساء للفت انتباه المشاهدين وهم يرون أن ذلك يغطي لهم الشيء الكثير من نفقات البث ، بل الأدهى والأمر مشاركة النساء في لعب كرة القدم وذلك ضمن ما يسمى بالرياضة النسوية هذه هي الحرية التي ينادى بها ((رياضة نسوية )) تقضي على الغيرة قضاءً مبرما وتهيج الشباب والله يقول ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ﴾ [النور30] فكم من شاب لا يهمه من هذه المباريات التي يتواجد فيها النساء إلا النظر إلى مفاتن الحسناوات والجميلات منهن والله المستعان .
إن في لعب كرة القدم ضرر على بعض اللاعبين أحيانا فربما سقط أحدهم فتخلعت أعضائه وربما انكسرت رجل أحدهم أو يده أو بعض أضلاعه وقد تودي ببعضهم إلى الهلاك نتيجة الخشونة في اللعب وربما تعاطى بعضهم المخدرات والمنشطات ليحسِّن أدائه ، ولقد نهى الله ورسوله عن الإضرار بالنفس ، يقول الله : ﴿ ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ﴾ [ البقرة195] ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ((لا ضرر ولا ضرار ))(3).
8.إن المشاهد لهذه المباريات يرى المنكرات أمامه فلا ينكرها وأنى له أن ينكرها وهو جالس بجسده وفكره في عين المنكر وقلبه معلق بالمنكر والله يقول
( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه) [المائدة78] وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه (( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم(186)
في مشاهدة كرة القدم تعطيل لمصالح المسلمين فكم من موظف يترك وظيفته ويذهب للتفرج ويترك معاملات الناس فيصبح بذلك مضيعاً للأمانة معطلا لمصالح الأمة والله يقول :(إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ﴾ [النساء58] .
في مسابقات كرة القدم يحصل بذل العوض ولا يشرع بذل العوض على مسابقات كرة القدم من الجانبين ؛ بمعنى أن من غلب يأخذ من الآخر شيئا معلوما فهذا ضرب من ضروب القمار .
* ولقد ذكر الهروي في باب الكاف والجيم في حديث ابن عباس رضي الله عنه (( في كل شيء قمار حتى في لعب الصبيان بالكجّة )) قال ابن الأعرابي هو أن يأخذ الصبي خرقة فيدورها كأنها كرة ثم يتقامرون بها وكجَّ إذا لعب بالكجّة (1).
وصورة بذل العوض في هذه المباريات كالتالي :
يدفع كل واحد من أعضاء الفريقين مبلغا متساويا ويشترون كأساً أو (ميداليات) ويعطى ذلك للفريق الفائز وهذا من القمار المحرم ثم إنه لا يجوز إعطاء الجعل كالجوائز والكؤوس على مسابقة كرة القدم وصرف الأموال الطائلة في سبيلها لقوله صلى الله عليه وسلم : (( لا سبق إلا في خف أو حافر أو نصل ))(2) فالنصل المسابقة بالسهام أي الرمي بالسهام والخف المسابقة في الإبل والحافر المسابقة في الخيل والسبَق بفتح الباء العوض المجهول في المسابقة لمن سبق وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن ذلك لا يجوز إلا في هذه الثلاثة وذلك لأنها مما يتعلق بالجهاد في سبيل الله قال صاحب عون المعبود [7/173]: قال الخطابي : ((... يريد أن الجعل والعطاء لا يستحق إلا في سباق الخيل والإبل وما في معناه وفي النصل وهو الرمي وذلك أن هذه الأمور عدة في قتال العدو وفي بذل الجعل عليها ترغيب في الجهاد وتحريض عليه وأما السباق بالطير وبالحمام وما يدخل في معناه مما ليس من عدة الحرب ولا من باب القوة على الجهاد فأخذ السبق عليه قمار محضور لا يجوز))
وقال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى : ( وأما ما يتلهى به البطالون من سائر ضروب اللهو مما لا يستعان به في حق شرعي فإعطاء الجعل عليه حرام ) .
في مشاهدة هذه اللعبة إفساد للعلاقات الإجتماعية والروابط الأسرية فإن هوس تلكم المباريات اقتحم بيوت كثير من الناس ودخلها من غير استئذان وعاث فيها بالإفساد وزرع الشقاق والخلاف فكم من طلاق وقع كان سببه هذه المباريات تجد الزوج يتعصب لفريق معين فإذا انهزم فريقه صب جام غضبه على زوجته وربما ضربها من شدة الغضب وكم حصل بين الإخوة من مشاجرات ومضاربات بسبب اختلافهم في الفريق الذي يشجعونه وهذا ما يطمع إليه أعداء الدين لكي يتصدع كيان الأسرة المسلمة وتحل بالأمة النقمة .
في لعب الكرة ومشاهدتها إضاعة للوقت الذي أُمرنا بحفظه واستغلاله في ما ينفعنا ،وسنسأل إذا ضيعناه فعن أبي برزة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى عليه وسلم (( لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيم أفناه و عن علمه ما فعل فيه و عن ماله من أين اكتسبه و فيم أنفقه و عن جسمه فيم أبلاه ))رواه الترمذي(2417)وحسنه الالباني في الصحيحة(946)
فكم من ساعات تصرف في لعب الكرة ومشاهدتها حتى صارت عند بعض الأولاد عادة يومية لا يمكن التوقف عنها فأنت لو تجولت في بعض الأحياء ترى فرق الشباب والأولاد الصغار يتبارون في كرة القدم وقد ارتدوا ملابس تدل على تشجيع وتأييد النوادي التي استولت على عقولهم تلقاهم لا يملون من تضييع أوقات طويلة في هذا العمل الذي أشربته قلوبهم في الوقت نفسه لا تراهم يرتادون المساجد ليتفقهوا في الدين ويحفظوا كتاب الله ﴿ تلك إذأُ قسمة ضيزى ﴾[ النجم 22] .
الـــــــخـــــــــاتـــــــــــمــــــــــة
فهذه بعض الوقفات التي أحببت أن أقفها مع المفاسد والمنكرات التي تتخلل هذه اللعبة وإني لمشفق على المفتونين بهذه اللعبة على ما ذكر فيها من منكرات مشفق عليهم من أن يكونوا ممن قال الله فيهم (وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا ﴾[الأنعام 70] .
فياعشاق هذه اللعبة إنكم لم تخلقوا لأجل اللعب بل خلقتم لأجل غاية عظيمة وهي العبادة قال الله تعالى : ﴿ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ﴾ ولم يقل ليلعبون فاعقلوا الغاية التي خلقتم لأجلها وإنه والله ليعتصر القلب ألما وينفطر كمدا عند أن نرى بعض أبناء المسلمين يلهجون بأسماء اللاعبين الكفرة وفرقهم فإذا سألت الواحد منهم عن معنى لا إله إلا الله وقف واجما لا يدري ما يقول أو تسأله عن أسماء بعض الصحابة فلا يجيب بينما نلقاه يرطن بأسماء اليهود والنصارى والوثنيين من اللاعبين .
لمثل هذا يذوب القلب من كـمد إن كان في القلب إسـلام وإيمان
وفي الأخير أهدي من ابتلي بعشق هذه اللعبة هذه القصيدة الشعريةلأخينا الفاضل عبدا لكريم الجعمي والتي يتحدث فيها عن مفاسد هذه اللعبة وأسماها جولة قلم في ميدان كرة القدم فقال حفظه الله :
الـــحــمــد لله عــلى ما أنـعـــــمـا عـلى الورى بمن هدى من العمى
ثـــــم الــصــلاة والـســلام يـتـبـع عـلى الــذي يـوم الـمـعـاد يشـفـع
مـحـمـد خـيـر الـــــــورى وصـحـبـه وآلـــه ومــن تـــلا لــركــبــــــــه
إلـيـك خـذهـــا يــــا فـتـى مـنـظـــومة نـصــيـحـة مـلـيـحـة مـفـهــــــــومـة
أردت فـيـــها الــنصــح لـلـفـتـيــــــان أهــل الـنـهى والـفـقـه والإيـمــــــان
لـعـلـنـي بـالـنـصـح نـفـســـي أنـفـــــع ومـن لهـذا النـصـح مـنـي يـسمـــــع
إن كــان حـقـا مـا ذكــــرنـا فـانـتـفــع بـمـا ذكـــرنـا ثـم لـلـحــــق اتـبــــــع
فــإن مــن حــاد هــواً عــــن حـــــق مــهــدد مــن ربــنـا بــالــحـــــــرق
وإن تجـد أُخـيَّ في نصـحي خطـــــل فـقـل هـداك الله دع هـذا الـخـــــــلـل
فــإنــه لــم يـــنـــج مــــن أخــطـــــاء شخص ولو أوفى على الجـــــوزاء
وبـعـد إنِّــي ســوف أرســـل الـقــلـــم يـجـري بـمـيــــــدان لـلـعـبـة الـقــدم
يحـكـي لنا خطـاً بـأطـــراف الأســــل مـاذا بميـدان البـــــلا من الخـطـــــل
الــمـرء فيـها مــــثل قيـــس لــيـلــــى قـد أشـغـلـتـه عـن أمــــــور جُــلــى
مـتيم جــــــداً بـتـمـريـــر الـــكــــــرة كــأنــهـا عــبـلـة وهـــــــو عـنـتـــرة
بــهـــا تـــــراه فــارق الـصـفــــــوف وشــــامــخــاً أنـفـاً عـلـى الأنـــــوف
مــــشــمـــراً بـخـيـلــه ورجـــــلــــــه لـــهــا وفـــي أقــــــوالــه وعــمـلـــه
كــــأنــه يســـعى لــنــيــــل غـــايــــة فــي غــزوة مــحـــمـلا ً لــلــــــرايــة
وبــــعضـــهم يـــســب ثـــم يـشـتـــم ولا يـكـــاد فــي الــعــــراك يــــبــسـم
من شـدة البــلوى تـــصـبب الــعــرق واحــمرت الــعينـــان مـنه والحـــدق
أمـــا إذا ما قـــيل ســجـل الـــهــــدف فـــلا تـــسل عــما يــكون من قـــرف
هـذا مـن الـــسهــو الكــبـيـر يـركــــع وذاك لــلـحـــزن الــــشـــــديـد يـدمـع
وبعضــهم قد نـط من هـول الـفــــرح وجــسمـه عـلـى الـتـراب قــــد بـطـح
ولـــلجمـاهــــير تــــــرى هـــديـــــرا قــد شـــــابهـت أصـواتــهم حـميـــرا
قـــالوا بصـــوت واحــــد هــو هوهو كــأنـهــم عـــن الـعـقـول تـــاهـــــوا
لا يســــــمعون للمـــــــساجد الــنـــدا كـــــأن فــي آذانــــهم وقـــر الــردى
مــــن أجــلـــها تضـــيـع الأوقــــــات والـذكـــر والـــقرآن والـــصـــــــلاة
ولا يــــــبالـــون بمـــــيدان الـــكـــرة لــقـلـــة الــــزاد وطــــول الآخـــــــرة
وربــــما مــــات الـمـعــنـى بـالـكــرة عــلى الرصيـف أو بـتمـــرير الــكـرة
وهـــو يقــــول بــاللـــسان المـعــرب فــاز فــريــق الأمــــــة الـمـنـتـــخـب
والــذكـــــر ما مر عــــلى لـــسـانـــه قـــــط ولا مــر عـــلى جـــنـــانــــــه
فــــــنــسـأل الله الـــكـريــم الـعــافيــة مــن أن نــموت فـي لـظـى مــبــــارية
ألــــيس فــــيهـا يــــحدث الــتصويـر والــــفـخـر والتـــهيــيج والــتـثـــويــر
تـــزرع مـــا بـــيـن الورى الـعــداوة وقـــــلة الأخــــلاق والــــــبـــــــذاوة
تـــعيد فيــــنا داحـــــســاً والــغبــــرا ونــحـن قــد كــنـــا أدرنــــا الظهــــرا
وربــمـا تــــــقـــــطـع الأرحـــــــــام ويـــــهـجـــر الإخـــوال والأعــــــمام
مـــــن أجـلــهــا وتـفـطـــم الــعــلاقة بـيـــن ذوي الإســلام والـــصـــــداقة
ويـــحــدث الــخــصــام ما بين الدول وبــــيـن مـــنــهــم مـثل سمـن وعسل
ويـــــنشـــر الخـــلاف فـي الإذاعــة والصـــــحف والـــتـلـفـاز يـا جـماعة
وربـــمــا أدى إلـــــى الــــــشــقـــاق مــا بـيـــن الــزوجـــيــن أو الــطـلاق
والَّـــلاعـــــبـون كـــلـهــم قـد انتشوا وبــيـن جـمـهـــور عـريـض حرشـوا
تـــرى الــدفـــاع لـلــهـجــوم قد وقف يـــصــده بــمــا اسـتـطــاع لــــلأسف
إمــــا بـــكــسـر الـــــســـاق أو ذراع مـــــعــتـــــبـرا ذاك مـــن الـــدفـــاع
أهـــــمُّ شـــــيء أن يــصـــد الـهجمة إمــا بـــضــرب الـــرأس أو باللـكــمة
فيـــــها الولا والبغــض للإنسـان بقدر ما يطـــــــغـــــى على المـــيدان
حتـى ولــــو كـــــان من اليـــــهــود من أخـــمـــص الرجلـــــين للــوريـــــد
وكـم بــها كـــــشف مكـــــان العــــورة من ركـــــــبـة حتـــى مـكــان الســـــرة
إمــا بسروال رقــيـق قـــــد يـــصــــف مـا تحــــتــه أو بعـض فـخـــــذ ينكـشف
ألعـابــنا أعـــنـي بـهـم جــيل الـعــــرب ركـــوب خـــيــل أو ســبـــــاح أو نشب
ومـــا بـــه عـــــــون عـلى الـجـهــــــاد والـــــــحـرب لـلـــكـفــار والــجـــــــلاد
وقــد يـكـون أعـــــني مـيـدان الـكـــرة فـــــيـه لـمـوتـانـا الـكـرام مــقــــبـــــرة
ولا يـــجـوز الـلـعـــب فـي الـقـبــــــور لـــما أتـــى فــيـه مــن الــــتـحــــــــذيـر
لأن يــقـيـم الـــمــرء فــوق الــجمـــــرة خـيـر لــه مـن جـلســةٍ في الــحــفـــــرة
قــــد جائـــــــنا ذاك عــــن المعصــــوم خـــــيـر الــورى مــــحـمـــد المـختــوم
والــمـال مــسـفـوح بـهـا يـا لــلأســــف بــــدون حـــق فــعـل أصحاب التــــرف
ونــــحـــن محــــتاجــــون لـــلأمــــوال كــحـــاجــة الإنــســــان لــلأوصــــــال
لـــــو يــنـفـقـــون ما على لعب الكــــرة فـــي وجـهـه أضـــحت بـلادي مزهـرة
عـــثـمان قــــد جهـز جــــيش العســـرة بــــالنــــزر مـــن انــفـاقـكم أو عــشــره
بـــمـا لهـــم قـــد بـــشـروا بـالــجـنـــــة مـــمــن بـعـث لــلإنـــس ثــم الــجــنـــة
قــــــل لي بمــــــاذا من لألعاب الكـــرة يبـــــــــشرون غير بشـــــرى منـــــثرة
ومــــــــن عجــــــــيب ما يقوله المــــلا ريـاضـــــــة نســــــــوية حـــي هـــــلا
فيــــــهـا تـــقــــــــوم السـت ثـم تقـعــــد أمـــــــــام جمهور كـــــــــبير يشــــــهد
بـــــــــلا حــــــــــياء تلتوي كالحــــــية بغـــــــنجها تـقـتـــل لا بالـــــــــمديـــــة
يـــــــــــردي تسنــــــيها قلوب النــــاس ولــــلــــــتدلي لـــــشـــــعور الــــــرأسِ
تـــقـــــــــــلب الجسم كـما الــــــــثعبـان عـــــــلى سرير الــــــترمل والكــثبـــان
وقـــــــد يــقوم الوفد من سرب النســـاء بجــــــــــولة لبـــعض بــــلـــدان الأسى
إلى الســــــــــويد أو إلى مــــــــــــدريد مــــــــمثلات للوجــــــــوه الــــــــــسود
شـــــــــعورهن في مهـــــب الريـــــــح وقـد شـغــــفـن بالهـــــوى المفــــــتــوح
والصـــــــــــدر مكشوف وساق ثم خــد حــــــق لـهن هذا الــــبلا من دون حـــد
هـــــــــذا البــــــــلا من الحقوق للنســاء حــــتى ولو يمـــــــــشين من غير كســا
فإنــــــــــــه من لازم الحــــــضـــــــارة أن تــــقـبـــــــل الأنثـــى عــلى القــذارة
دعــــــــوا الغـــــــــلو إن هذي مكــرمة ترمي الحـــــــجاب كل أنثــــى مسلمــة
إن كــــــــنتم تخـــــشون من جــــــــمال فحـــــــجبوا الأنــــــثى مــــن الــغـزال
بمــــــــــثل هذا يظــــهرون الحـــــجــة لكــــــل مـن يدعو إلــــــــى المـــحــجة
للبــــــــــنت حـق أن تحـطم القــــــيــود وأن تســــــــير خلـــف إخــوان الـقرود
فــــــذاك حق من حــــــقوق الإنـــــسان أن يـــــعبــــد الله الـــــورى أو شــيطان
وكــــــــــم يـــكون الـشر في هذا السفـر مـــن الــهــدايــا لـــذئـاب مــن بــــشـر
مـــــن اختــــــلاط وغــــــــناءٍ وســمـر ووضعــــــهم للـــزيت في نــار الشرر
فـــــــــهل بهذا يأمر الإســـــــــــــــــلام يـــــــا قـــومــنا وتـقــبـــل الأحـــــــلام
فـــــــــــكر معي في السير ليلاً أو نهار في فـــــــندق يقـــمن أو أرض المطار
هــــــــــل تسلم الغــــزلان من صيــــاد والســـــهم قد شــــدت إلــــى الأكـ،ــــباد
نـــــــــعوذ بالرحــــــــمن من شر الفتن ما كـــان مـــــــنها ظاهـــرا وما بــــطن
ولا يــــــــجوز الظـــــــــعن للكـــــــفار مــن ذات جلـــــــــــبــــــــاب وذا إزار
إلا لـــــــــــما لابـــد مــــــــــــنه للورى مــــن العــــلاج والعــلوم والشـــــــرى
مــــــــع اشـــــــــتراط العلـم ثم الـتقوى لــــــذاهــــب نــحو بلاد الـــــــبلـــــوى
والبــــــــــنت لا تضرب بغير محــــرم حــــــــتى ولــــو أمـــــت بلاد زمـــزم
هــــــــــذي مســـــاوء بعـض لعبة القدم عرضــتهـا لقارئـــي وهــو الحـــــــــكم
فـــــــــكر ببـــــــعض الشر أو بالـــــكل وإن تجــــدني حــدت فيـــها قــــل لــــي
مــــع أنه قـــــــد خــاض فـــيها الـــعلمـــا أحــــلهــا بـــعـــض وبـــعـــض حـرما(1)
ومـــــــــن أجاز اللــــــعب قــيد واشـترط أن لا يـــــكون الجور فيها والشــــطـــط
دع مـــــــــا يريبــــــــك للذي لك لم يرب تســـــــــلم وقاك الله من شـــر اللــــــعب
والحـــــــــــمد لله عــــــظيم المــــــــــــنة بأنـــــــــني أدعــــــى لأهل الــــــسـنـــة
ولـــــــــم أكن أدعى لأصـــــــحاب البدع أهل الهوى منـــــــــــهم وأرباب الطـــمع
ثـــــــــم أصــــــــــــلي واســــــلم ما وقع طـــــــير علـــــــى غصن أراك أو سجع
اسال من الله التوفيق والسداد والهدى والرشاد والسعادة في الدنيا والبرزخ ويوم المعاد وان يعيذنا من الهوى والعناد وصلى الله وسلم على نبينا مخمد والحمد لله رب العالمين
وكتبه\ابو مالك صابر بن عوض بن محمد بن عبودعصر يوم الجمعة 21رجب1431للهجرة على صاحبها افضل الصلاة والتسليم المهرة-الغيضة
مع ما يحصل في مباريات
كأس العالم لكرة القدم وغـيرها من
مـنـكـرات ومـخــالـفـات
وكتبه
أبو مالك
صابر بن عبود اللحجي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ،أمابعد ؛ فإن مما راج وانتشر وكثٌر به الخبر في هذه الأيام لعبة كرة القدم والتي بدأ انتشارها بعد الحرب العالمية الثانية ومنذ ذلك الوقت أصبحت ظاهرة اجتماعية عند كثير من الناس كما أن الممارسين لهذه اللعبة أصبحوا نجوما وأبطالاً في نظر هؤلاء ؛ لقد لاقت هذه اللعبة اهتمامًا كبيراً من قبل هواتها والمشغفين بها حتى شغلوا بها و أصبحت أحاديث مجالسهم وصارت من أعظم القضايا التي يولونها اهتماماتهم فنرى تفاعلهم مع تلك المباريات على وجه أشد وأكثر من تفاعلهم مع مصير بعض الشعوب الإسلامية من سائر القارات ويزيد هذا التفاعل عناية الجرائد والمجلات وبث المباريات على الشاشات ونشر ما يخص الأندية والأبطال من أخبار وحكايات وساعد على ذلك فراغهم وسذاجتهم ونسيانهم الغاية التي خلقوا من أجلها والهدف الذي ينبغي أن يعملوا لتحقيقه ويزداد شغل هواة هذه اللعبة بها عند أن يعلن بفعاليات مباريات كأس العالم لكرة القدم والذي يقام كل أربع سنوات فيحصل عندئذً من المنكرات والمخالفات ما سنسطره في هذه الوقفات التي سنبين فيها بعض الأضرار والمفاسد التي تنجم عن لعب الكرة ومشاهدتها لاسيما مباريات كأس العالم وقد أسميتها :
وقفات مع ما يحصل في مباريات كأس العالم لكرة القدم وغيرها من منكرات ومخالفات
الوقفة الأولى : منشأ لعبة كرة القدم :
يقال أن منشأ هذه اللعبة كان في بلاد الصين في القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد وأول ما لعبت في أوروبا في إيطاليا سنة 1410م تحت إسم (( كالسيو)) وكانت أولى الإشارات الواضحة لممارسة كرة القدم في إنجلترا ففي عام 1863م تأسست في بريطانيا جمعية كرة القدم البريطاني ثم طور الإنجليز هذه اللعبة وانتقلت خلال قرن من قارة إلى قارة أخرى ومع ذلك ظل الإنجليز زهاء 70 عاما حتى عام 1930م هم سادة هذه اللعبة وفي 13تموز عام 1930م أنشئت مباريات كأس العالم والتي كانت بالأرغواي (1) قلت: ومن هنا يتبين لك أخي المسلم أن أول من أنشأ هذه اللعبة واهتم بها هم الكفار ولم يكن للمسلمين جهود تذكر في تأسيسها مع معرفتهم بها .
الوقفة الثانية دور اليهود وأهدافهم من هذه اللعبة :
إن اليهود هم أكثر الناس استفادة ومنفعة من هذه اللعبة حيث أنهم يستعينون بها لصرف المسلمين وشغلهم عن قضاياهم المصيرية فقد جاء في البروتوكول الثالث عشر من بروتوكولات حكماء صهيون مانصه (ولكي تبقى الجماهير في ضلال لا تدري ما ورائها وما أمامها
وما أمامها ولا ما يراد بها فإننا سنعمل على زيادة صرف أذهانها بإنشاء وسائل المباهج والمسليات والألعاب الفكهة وضروب أشكال الرياضة واللهو وما به الغذاء لملذاتها وشهواتها والإكثار من القصور المزوقة والمباني المزركشة ثم نجعل الصحف تدعوا إلى مباريات فنية ورياضية .
قلت : للأسف الشديد لقد استطاع إخوان القردة والخنازير صرف كثير من المسلمين بمثل هذه السفاسف والملهيات عن قضاياهم الكبرى فعند بعضهم أن يفوز فريقه الذي يشجعه خير من أن يخرج اليهود من فلسطين والله المستعان نعوذ بالله من خسة الإهتمامات ودنائة الهمم .
الوقفة الثالثة : حكم ممارسة لعب كرة القدم :
اعلم وفقني الله وإياك أن الأصل في الألعاب الإباحة ما لم ينص الشرع على تحريم لعبة معينة كالنرد والشطرنج أو ما كان مباحا يترجح ضرره ومفاسده فعندئذ يحرم من هذا الباب ، قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى : ((ولعب الكرة إذا كان قصد صاحبه المنفعة للخيل والرجال بحيث يستعان بها على الكر والفر والدخول والخروج ونحوه في الجهاد وغرضه الإستعانة على الجهاد الذي أمر الله به ورسوله فهو حسن وإن كان في ذلك مضرة بالخيل والرجال فإنه ينهي عنه)) (1) .
قلت : ولعب الكرة على النمط المعروف اليوم لا يخلو من مضار ومفاسد الأمر الذي جعل بعض أهل العلم يجزم بمنعها وتحريمها . فقد أفتى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ بتحريمها إذا كانت على الصفة الخاصة المنظمة التنظيم المبالغ فيه ثم ذكر جملة من المخالفات والمنكرات التي سيأتي ذكرها (2) وأفتت اللجنة الدائمة برئاسة سماحة الشيخ ابن باز وعضوية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ والشيخ صالح الفوزان والشيخ بكر أبو زيد بعدم جواز المشاركة في المباريات التي يحصل فيها قمار وكشف للعورات واختلاط وصد عن الصلاة وكذا عن مشاهدتها(3) .
وسئل الشيخ ابن عثيمين عن حكم ممارسة الكرة فقال : فإن ألهت عن شيء واجب فإنها تكون حراما بحيث تكون غالب وقته فإنه مضيعة للوقت وأقل أحوالها في هذه الحالة الكراهة(4) ، ولقد أفرد الشيخ حمود التويجري مصنفا سماه(الإيضاح والتبيين في ما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين) جعل فيه كرة القدم من التشبه بالكفار وذكر لها مفاسد كثيرة أوصلته إلى القول بالتحريم .
تنبيه : المراد بالتحريم للعبة كرة القدم في كلام العلماء إذا ما كانت بالتنظيم المعروف اليوم وكانت فيها مفسدة من المفاسد التي سيأتي ذكرها أما إذا خلت من ذلك فالأصل فيها الحل .
قال الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ : وأما الشخص والشخصان يدحوان بالكرة ويلعبان بها اللعب الغير منظم فهذا لا بأس به لعدم اشتماله على محذور(1).
الوقفة الرابعة : الأضرار والمفاسد الموجودة في لعب كرة القدم عموما وفي مباريات كأس العالم على وجه الخصوص وفي مشاهدة ذلك :
إن المتأمل في مباريات كرة القدم في أنحاء العالم يجد أضراراً ومفاسد ومنكرات ومخالفات تظهر لكل ذي عينين ، ويمكننا أن نجمل هذه الأضرار في الآتي :
ًتعطيل أصل من أعظم أصول الدين وهو الولاء والبراء قال الله تعالى : ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾[المجادلة22] ففي لعب كرة القدم أو مشاهدتها يحصل مودة وولاء للاعبي الكرة الكفرة الفجرة من قبل المشجعين والمشاهدين ومن مظاهر ذلك الولاء 1ـ البكاء عند هزيمة الذي يشجعونه 2ـ إظهار الفرح والسرور عند انتصارهم 3ـ التعصب ضد من يشجع غيرهم ولربما وصل الأمر إلى السب والشتم والعراك 4ـ إرتداء الملابس المكتوب عليها أسماء اللاعبين والمصور فيها صورهم 5ـ تفضيل اللاعب الكافر على اللاعب المسلم ويتبجح بعضهم بذلك فيقول : أنظروا إلى الكفار أفضل من المسلمين حتى في كرة القدم فيحصل منهم ولاء للكفار وبراء من المسلمين .
مباريات كرة القدم وخصوصاً كأس العالم وسيلة لبث التنصير وقد ظهر ذلك جليا في مباريات كأس العالم لعام 1423الموافق 2002م في اليابان وكوريا وذلك عند أن لبس اللاعبون فنائل مكتوب عليها عبارات تنصيرية وقد أُبرزت هذه الفنائل لآلات التصوير (الكاميرات) ولقد ركزت عليها بعض هذه الكاميرات بصورة جلية وقد نشرت صحف سعودية قبل سنوات كلاماً يدل على اكتشاف خطة تنصيرية لاستغلال مباريات كأس العالم لبث التنصير وتوزيع الكتب والأشرطة والنشرات يقوم ورائها الفاتيكان .
التبذير والإسراف بالمال الذي يحصل سواءً من الدول أو الأفراد ؛ حيث أن هذه المباريات تمتص الدخل المالي للبلاد حتى تصرف الأموال الطائلة في نفقات تجهيزات الملاعب ودعم النوادي وتأمين تكاليف إقامة المباريات وأما عن الأفراد فبعضهم ينفق مبلغاً كبيرا من المال ليقطع تذكرة سفر إلى الدولة التي تقام فيها هذه المباريات لا سيما
المباراة النهائية لكأس العالم وأما عن المتابعين لها عن طريق العربسات (الدش) فإن بعض تلك المباريات لا تشاهد إلا بوضع كروت في ذلك الجهاز وقيمة هذه الكروت باهظة تصل إلى 40ألف ريال تقريبا فعلامّ إهدار هذه المبالغ فيما لا نفع فيه ولا فائدة ، والله يقول : ﴿ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (141) ﴾الأنعام .
إن في لعب كرة القدم صدٌ للمتفرجين عن ذكر الله وعن الصلاة وقد اتفق العلماء على أن كل ما يصد عن ذكر الله وعن الصلاة فهو حرام فكم نسمع عن أناس أنهم يسهرون إلى نصف الليل لمشاهدة المباراة التي تعرض في هذا الوقت ثم ينامون عن صلاة الفجر وكم من المصلين تفوته صلاة الجماعة بسبب جلوسه أمام الشاشة بل إن اللاعبين في المباريات المحلية في الغالب تفوتهم صلاة المغرب في جماعة فيا لله العجب كيف تترك الصلاة لمثل هذه السفاسف والله يقول : ﴿...فأقيموا الصلاة إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا موقوتا﴾ إنه الهوس الكروي الذي سيطر على عقولهم فتعطلت وعلى أحاسيسهم فماتت .
إن في لعب الكرة كشف للعورات إذ فيها كشف الأفخاذ ونظر الناس إليها ونظر بعضهم فخذ بعض وهذا لا يجوز لأن الفخذ من العورة وستر العورة واجب إلا من الزوجات والإماء لقول النبي صلى الله عليه وسلم (( إحفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك (1) والدليل على أن الفخذ عورة حديث جرهد الأسلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو كاشف عن فخذه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((غط فخذك فإنها من العورة ))(2) فإذا علم هذا فالنظر إلى عورة الآخرين حرام وهذا هو السائد في مباريات هذه الأيام .
وجود النساء في هذه المباريات كمشجعات وهن كاشفات سافرات متبرجات مختلطات بالرجال على المدرجات وهناك أخريات جيء بهن للعرض فيبدين منهن المفاتن ويسلط الإعلاميون الكاميرات على هؤلاء النساء للفت انتباه المشاهدين وهم يرون أن ذلك يغطي لهم الشيء الكثير من نفقات البث ، بل الأدهى والأمر مشاركة النساء في لعب كرة القدم وذلك ضمن ما يسمى بالرياضة النسوية هذه هي الحرية التي ينادى بها ((رياضة نسوية )) تقضي على الغيرة قضاءً مبرما وتهيج الشباب والله يقول ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ﴾ [النور30] فكم من شاب لا يهمه من هذه المباريات التي يتواجد فيها النساء إلا النظر إلى مفاتن الحسناوات والجميلات منهن والله المستعان .
إن في لعب كرة القدم ضرر على بعض اللاعبين أحيانا فربما سقط أحدهم فتخلعت أعضائه وربما انكسرت رجل أحدهم أو يده أو بعض أضلاعه وقد تودي ببعضهم إلى الهلاك نتيجة الخشونة في اللعب وربما تعاطى بعضهم المخدرات والمنشطات ليحسِّن أدائه ، ولقد نهى الله ورسوله عن الإضرار بالنفس ، يقول الله : ﴿ ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ﴾ [ البقرة195] ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ((لا ضرر ولا ضرار ))(3).
8.إن المشاهد لهذه المباريات يرى المنكرات أمامه فلا ينكرها وأنى له أن ينكرها وهو جالس بجسده وفكره في عين المنكر وقلبه معلق بالمنكر والله يقول
( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه) [المائدة78] وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه (( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم(186)
في مشاهدة كرة القدم تعطيل لمصالح المسلمين فكم من موظف يترك وظيفته ويذهب للتفرج ويترك معاملات الناس فيصبح بذلك مضيعاً للأمانة معطلا لمصالح الأمة والله يقول :(إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ﴾ [النساء58] .
في مسابقات كرة القدم يحصل بذل العوض ولا يشرع بذل العوض على مسابقات كرة القدم من الجانبين ؛ بمعنى أن من غلب يأخذ من الآخر شيئا معلوما فهذا ضرب من ضروب القمار .
* ولقد ذكر الهروي في باب الكاف والجيم في حديث ابن عباس رضي الله عنه (( في كل شيء قمار حتى في لعب الصبيان بالكجّة )) قال ابن الأعرابي هو أن يأخذ الصبي خرقة فيدورها كأنها كرة ثم يتقامرون بها وكجَّ إذا لعب بالكجّة (1).
وصورة بذل العوض في هذه المباريات كالتالي :
يدفع كل واحد من أعضاء الفريقين مبلغا متساويا ويشترون كأساً أو (ميداليات) ويعطى ذلك للفريق الفائز وهذا من القمار المحرم ثم إنه لا يجوز إعطاء الجعل كالجوائز والكؤوس على مسابقة كرة القدم وصرف الأموال الطائلة في سبيلها لقوله صلى الله عليه وسلم : (( لا سبق إلا في خف أو حافر أو نصل ))(2) فالنصل المسابقة بالسهام أي الرمي بالسهام والخف المسابقة في الإبل والحافر المسابقة في الخيل والسبَق بفتح الباء العوض المجهول في المسابقة لمن سبق وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن ذلك لا يجوز إلا في هذه الثلاثة وذلك لأنها مما يتعلق بالجهاد في سبيل الله قال صاحب عون المعبود [7/173]: قال الخطابي : ((... يريد أن الجعل والعطاء لا يستحق إلا في سباق الخيل والإبل وما في معناه وفي النصل وهو الرمي وذلك أن هذه الأمور عدة في قتال العدو وفي بذل الجعل عليها ترغيب في الجهاد وتحريض عليه وأما السباق بالطير وبالحمام وما يدخل في معناه مما ليس من عدة الحرب ولا من باب القوة على الجهاد فأخذ السبق عليه قمار محضور لا يجوز))
وقال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى : ( وأما ما يتلهى به البطالون من سائر ضروب اللهو مما لا يستعان به في حق شرعي فإعطاء الجعل عليه حرام ) .
في مشاهدة هذه اللعبة إفساد للعلاقات الإجتماعية والروابط الأسرية فإن هوس تلكم المباريات اقتحم بيوت كثير من الناس ودخلها من غير استئذان وعاث فيها بالإفساد وزرع الشقاق والخلاف فكم من طلاق وقع كان سببه هذه المباريات تجد الزوج يتعصب لفريق معين فإذا انهزم فريقه صب جام غضبه على زوجته وربما ضربها من شدة الغضب وكم حصل بين الإخوة من مشاجرات ومضاربات بسبب اختلافهم في الفريق الذي يشجعونه وهذا ما يطمع إليه أعداء الدين لكي يتصدع كيان الأسرة المسلمة وتحل بالأمة النقمة .
في لعب الكرة ومشاهدتها إضاعة للوقت الذي أُمرنا بحفظه واستغلاله في ما ينفعنا ،وسنسأل إذا ضيعناه فعن أبي برزة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى عليه وسلم (( لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيم أفناه و عن علمه ما فعل فيه و عن ماله من أين اكتسبه و فيم أنفقه و عن جسمه فيم أبلاه ))رواه الترمذي(2417)وحسنه الالباني في الصحيحة(946)
فكم من ساعات تصرف في لعب الكرة ومشاهدتها حتى صارت عند بعض الأولاد عادة يومية لا يمكن التوقف عنها فأنت لو تجولت في بعض الأحياء ترى فرق الشباب والأولاد الصغار يتبارون في كرة القدم وقد ارتدوا ملابس تدل على تشجيع وتأييد النوادي التي استولت على عقولهم تلقاهم لا يملون من تضييع أوقات طويلة في هذا العمل الذي أشربته قلوبهم في الوقت نفسه لا تراهم يرتادون المساجد ليتفقهوا في الدين ويحفظوا كتاب الله ﴿ تلك إذأُ قسمة ضيزى ﴾[ النجم 22] .
الـــــــخـــــــــاتـــــــــــمــــــــــة
فهذه بعض الوقفات التي أحببت أن أقفها مع المفاسد والمنكرات التي تتخلل هذه اللعبة وإني لمشفق على المفتونين بهذه اللعبة على ما ذكر فيها من منكرات مشفق عليهم من أن يكونوا ممن قال الله فيهم (وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا ﴾[الأنعام 70] .
فياعشاق هذه اللعبة إنكم لم تخلقوا لأجل اللعب بل خلقتم لأجل غاية عظيمة وهي العبادة قال الله تعالى : ﴿ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ﴾ ولم يقل ليلعبون فاعقلوا الغاية التي خلقتم لأجلها وإنه والله ليعتصر القلب ألما وينفطر كمدا عند أن نرى بعض أبناء المسلمين يلهجون بأسماء اللاعبين الكفرة وفرقهم فإذا سألت الواحد منهم عن معنى لا إله إلا الله وقف واجما لا يدري ما يقول أو تسأله عن أسماء بعض الصحابة فلا يجيب بينما نلقاه يرطن بأسماء اليهود والنصارى والوثنيين من اللاعبين .
لمثل هذا يذوب القلب من كـمد إن كان في القلب إسـلام وإيمان
وفي الأخير أهدي من ابتلي بعشق هذه اللعبة هذه القصيدة الشعريةلأخينا الفاضل عبدا لكريم الجعمي والتي يتحدث فيها عن مفاسد هذه اللعبة وأسماها جولة قلم في ميدان كرة القدم فقال حفظه الله :
الـــحــمــد لله عــلى ما أنـعـــــمـا عـلى الورى بمن هدى من العمى
ثـــــم الــصــلاة والـســلام يـتـبـع عـلى الــذي يـوم الـمـعـاد يشـفـع
مـحـمـد خـيـر الـــــــورى وصـحـبـه وآلـــه ومــن تـــلا لــركــبــــــــه
إلـيـك خـذهـــا يــــا فـتـى مـنـظـــومة نـصــيـحـة مـلـيـحـة مـفـهــــــــومـة
أردت فـيـــها الــنصــح لـلـفـتـيــــــان أهــل الـنـهى والـفـقـه والإيـمــــــان
لـعـلـنـي بـالـنـصـح نـفـســـي أنـفـــــع ومـن لهـذا النـصـح مـنـي يـسمـــــع
إن كــان حـقـا مـا ذكــــرنـا فـانـتـفــع بـمـا ذكـــرنـا ثـم لـلـحــــق اتـبــــــع
فــإن مــن حــاد هــواً عــــن حـــــق مــهــدد مــن ربــنـا بــالــحـــــــرق
وإن تجـد أُخـيَّ في نصـحي خطـــــل فـقـل هـداك الله دع هـذا الـخـــــــلـل
فــإنــه لــم يـــنـــج مــــن أخــطـــــاء شخص ولو أوفى على الجـــــوزاء
وبـعـد إنِّــي ســوف أرســـل الـقــلـــم يـجـري بـمـيــــــدان لـلـعـبـة الـقــدم
يحـكـي لنا خطـاً بـأطـــراف الأســــل مـاذا بميـدان البـــــلا من الخـطـــــل
الــمـرء فيـها مــــثل قيـــس لــيـلــــى قـد أشـغـلـتـه عـن أمــــــور جُــلــى
مـتيم جــــــداً بـتـمـريـــر الـــكــــــرة كــأنــهـا عــبـلـة وهـــــــو عـنـتـــرة
بــهـــا تـــــراه فــارق الـصـفــــــوف وشــــامــخــاً أنـفـاً عـلـى الأنـــــوف
مــــشــمـــراً بـخـيـلــه ورجـــــلــــــه لـــهــا وفـــي أقــــــوالــه وعــمـلـــه
كــــأنــه يســـعى لــنــيــــل غـــايــــة فــي غــزوة مــحـــمـلا ً لــلــــــرايــة
وبــــعضـــهم يـــســب ثـــم يـشـتـــم ولا يـكـــاد فــي الــعــــراك يــــبــسـم
من شـدة البــلوى تـــصـبب الــعــرق واحــمرت الــعينـــان مـنه والحـــدق
أمـــا إذا ما قـــيل ســجـل الـــهــــدف فـــلا تـــسل عــما يــكون من قـــرف
هـذا مـن الـــسهــو الكــبـيـر يـركــــع وذاك لــلـحـــزن الــــشـــــديـد يـدمـع
وبعضــهم قد نـط من هـول الـفــــرح وجــسمـه عـلـى الـتـراب قــــد بـطـح
ولـــلجمـاهــــير تــــــرى هـــديـــــرا قــد شـــــابهـت أصـواتــهم حـميـــرا
قـــالوا بصـــوت واحــــد هــو هوهو كــأنـهــم عـــن الـعـقـول تـــاهـــــوا
لا يســــــمعون للمـــــــساجد الــنـــدا كـــــأن فــي آذانــــهم وقـــر الــردى
مــــن أجــلـــها تضـــيـع الأوقــــــات والـذكـــر والـــقرآن والـــصـــــــلاة
ولا يــــــبالـــون بمـــــيدان الـــكـــرة لــقـلـــة الــــزاد وطــــول الآخـــــــرة
وربــــما مــــات الـمـعــنـى بـالـكــرة عــلى الرصيـف أو بـتمـــرير الــكـرة
وهـــو يقــــول بــاللـــسان المـعــرب فــاز فــريــق الأمــــــة الـمـنـتـــخـب
والــذكـــــر ما مر عــــلى لـــسـانـــه قـــــط ولا مــر عـــلى جـــنـــانــــــه
فــــــنــسـأل الله الـــكـريــم الـعــافيــة مــن أن نــموت فـي لـظـى مــبــــارية
ألــــيس فــــيهـا يــــحدث الــتصويـر والــــفـخـر والتـــهيــيج والــتـثـــويــر
تـــزرع مـــا بـــيـن الورى الـعــداوة وقـــــلة الأخــــلاق والــــــبـــــــذاوة
تـــعيد فيــــنا داحـــــســاً والــغبــــرا ونــحـن قــد كــنـــا أدرنــــا الظهــــرا
وربــمـا تــــــقـــــطـع الأرحـــــــــام ويـــــهـجـــر الإخـــوال والأعــــــمام
مـــــن أجـلــهــا وتـفـطـــم الــعــلاقة بـيـــن ذوي الإســلام والـــصـــــداقة
ويـــحــدث الــخــصــام ما بين الدول وبــــيـن مـــنــهــم مـثل سمـن وعسل
ويـــــنشـــر الخـــلاف فـي الإذاعــة والصـــــحف والـــتـلـفـاز يـا جـماعة
وربـــمــا أدى إلـــــى الــــــشــقـــاق مــا بـيـــن الــزوجـــيــن أو الــطـلاق
والَّـــلاعـــــبـون كـــلـهــم قـد انتشوا وبــيـن جـمـهـــور عـريـض حرشـوا
تـــرى الــدفـــاع لـلــهـجــوم قد وقف يـــصــده بــمــا اسـتـطــاع لــــلأسف
إمــــا بـــكــسـر الـــــســـاق أو ذراع مـــــعــتـــــبـرا ذاك مـــن الـــدفـــاع
أهـــــمُّ شـــــيء أن يــصـــد الـهجمة إمــا بـــضــرب الـــرأس أو باللـكــمة
فيـــــها الولا والبغــض للإنسـان بقدر ما يطـــــــغـــــى على المـــيدان
حتـى ولــــو كـــــان من اليـــــهــود من أخـــمـــص الرجلـــــين للــوريـــــد
وكـم بــها كـــــشف مكـــــان العــــورة من ركـــــــبـة حتـــى مـكــان الســـــرة
إمــا بسروال رقــيـق قـــــد يـــصــــف مـا تحــــتــه أو بعـض فـخـــــذ ينكـشف
ألعـابــنا أعـــنـي بـهـم جــيل الـعــــرب ركـــوب خـــيــل أو ســبـــــاح أو نشب
ومـــا بـــه عـــــــون عـلى الـجـهــــــاد والـــــــحـرب لـلـــكـفــار والــجـــــــلاد
وقــد يـكـون أعـــــني مـيـدان الـكـــرة فـــــيـه لـمـوتـانـا الـكـرام مــقــــبـــــرة
ولا يـــجـوز الـلـعـــب فـي الـقـبــــــور لـــما أتـــى فــيـه مــن الــــتـحــــــــذيـر
لأن يــقـيـم الـــمــرء فــوق الــجمـــــرة خـيـر لــه مـن جـلســةٍ في الــحــفـــــرة
قــــد جائـــــــنا ذاك عــــن المعصــــوم خـــــيـر الــورى مــــحـمـــد المـختــوم
والــمـال مــسـفـوح بـهـا يـا لــلأســــف بــــدون حـــق فــعـل أصحاب التــــرف
ونــــحـــن محــــتاجــــون لـــلأمــــوال كــحـــاجــة الإنــســــان لــلأوصــــــال
لـــــو يــنـفـقـــون ما على لعب الكــــرة فـــي وجـهـه أضـــحت بـلادي مزهـرة
عـــثـمان قــــد جهـز جــــيش العســـرة بــــالنــــزر مـــن انــفـاقـكم أو عــشــره
بـــمـا لهـــم قـــد بـــشـروا بـالــجـنـــــة مـــمــن بـعـث لــلإنـــس ثــم الــجــنـــة
قــــــل لي بمــــــاذا من لألعاب الكـــرة يبـــــــــشرون غير بشـــــرى منـــــثرة
ومــــــــن عجــــــــيب ما يقوله المــــلا ريـاضـــــــة نســــــــوية حـــي هـــــلا
فيــــــهـا تـــقــــــــوم السـت ثـم تقـعــــد أمـــــــــام جمهور كـــــــــبير يشــــــهد
بـــــــــلا حــــــــــياء تلتوي كالحــــــية بغـــــــنجها تـقـتـــل لا بالـــــــــمديـــــة
يـــــــــــردي تسنــــــيها قلوب النــــاس ولــــلــــــتدلي لـــــشـــــعور الــــــرأسِ
تـــقـــــــــــلب الجسم كـما الــــــــثعبـان عـــــــلى سرير الــــــترمل والكــثبـــان
وقـــــــد يــقوم الوفد من سرب النســـاء بجــــــــــولة لبـــعض بــــلـــدان الأسى
إلى الســــــــــويد أو إلى مــــــــــــدريد مــــــــمثلات للوجــــــــوه الــــــــــسود
شـــــــــعورهن في مهـــــب الريـــــــح وقـد شـغــــفـن بالهـــــوى المفــــــتــوح
والصـــــــــــدر مكشوف وساق ثم خــد حــــــق لـهن هذا الــــبلا من دون حـــد
هـــــــــذا البــــــــلا من الحقوق للنســاء حــــتى ولو يمـــــــــشين من غير كســا
فإنــــــــــــه من لازم الحــــــضـــــــارة أن تــــقـبـــــــل الأنثـــى عــلى القــذارة
دعــــــــوا الغـــــــــلو إن هذي مكــرمة ترمي الحـــــــجاب كل أنثــــى مسلمــة
إن كــــــــنتم تخـــــشون من جــــــــمال فحـــــــجبوا الأنــــــثى مــــن الــغـزال
بمــــــــــثل هذا يظــــهرون الحـــــجــة لكــــــل مـن يدعو إلــــــــى المـــحــجة
للبــــــــــنت حـق أن تحـطم القــــــيــود وأن تســــــــير خلـــف إخــوان الـقرود
فــــــذاك حق من حــــــقوق الإنـــــسان أن يـــــعبــــد الله الـــــورى أو شــيطان
وكــــــــــم يـــكون الـشر في هذا السفـر مـــن الــهــدايــا لـــذئـاب مــن بــــشـر
مـــــن اختــــــلاط وغــــــــناءٍ وســمـر ووضعــــــهم للـــزيت في نــار الشرر
فـــــــــهل بهذا يأمر الإســـــــــــــــــلام يـــــــا قـــومــنا وتـقــبـــل الأحـــــــلام
فـــــــــــكر معي في السير ليلاً أو نهار في فـــــــندق يقـــمن أو أرض المطار
هــــــــــل تسلم الغــــزلان من صيــــاد والســـــهم قد شــــدت إلــــى الأكـ،ــــباد
نـــــــــعوذ بالرحــــــــمن من شر الفتن ما كـــان مـــــــنها ظاهـــرا وما بــــطن
ولا يــــــــجوز الظـــــــــعن للكـــــــفار مــن ذات جلـــــــــــبــــــــاب وذا إزار
إلا لـــــــــــما لابـــد مــــــــــــنه للورى مــــن العــــلاج والعــلوم والشـــــــرى
مــــــــع اشـــــــــتراط العلـم ثم الـتقوى لــــــذاهــــب نــحو بلاد الـــــــبلـــــوى
والبــــــــــنت لا تضرب بغير محــــرم حــــــــتى ولــــو أمـــــت بلاد زمـــزم
هــــــــــذي مســـــاوء بعـض لعبة القدم عرضــتهـا لقارئـــي وهــو الحـــــــــكم
فـــــــــكر ببـــــــعض الشر أو بالـــــكل وإن تجــــدني حــدت فيـــها قــــل لــــي
مــــع أنه قـــــــد خــاض فـــيها الـــعلمـــا أحــــلهــا بـــعـــض وبـــعـــض حـرما(1)
ومـــــــــن أجاز اللــــــعب قــيد واشـترط أن لا يـــــكون الجور فيها والشــــطـــط
دع مـــــــــا يريبــــــــك للذي لك لم يرب تســـــــــلم وقاك الله من شـــر اللــــــعب
والحـــــــــــمد لله عــــــظيم المــــــــــــنة بأنـــــــــني أدعــــــى لأهل الــــــسـنـــة
ولـــــــــم أكن أدعى لأصـــــــحاب البدع أهل الهوى منـــــــــــهم وأرباب الطـــمع
ثـــــــــم أصــــــــــــلي واســــــلم ما وقع طـــــــير علـــــــى غصن أراك أو سجع
اسال من الله التوفيق والسداد والهدى والرشاد والسعادة في الدنيا والبرزخ ويوم المعاد وان يعيذنا من الهوى والعناد وصلى الله وسلم على نبينا مخمد والحمد لله رب العالمين
وكتبه\ابو مالك صابر بن عوض بن محمد بن عبودعصر يوم الجمعة 21رجب1431للهجرة على صاحبها افضل الصلاة والتسليم المهرة-الغيضة