تويت
إرشاد العباد إلى فوائد
زاد المعاد
للإمام شمس الدين ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى
انتخب فوائده
أبوعبدالله كمال بن ثابت العدني
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الشيخ يحيى بن علي الحجوري
حفظه الله تعالى
الحمدلله ذي الجلال والإكرام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المتفضل علينا بنعمة الإسلام وأشهد أن محمداً عبده ورسوله عليه وعلى آله وصحبه خير صلاة وسلام.زاد المعاد
للإمام شمس الدين ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى
انتخب فوائده
أبوعبدالله كمال بن ثابت العدني
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الشيخ يحيى بن علي الحجوري
حفظه الله تعالى
أما بعد: فإن التنبيه والتيقظ للفوائد العلمية المكنونة في بطون ذخائر طروس أئمتنا رحمهم الله لهو أمر مهم في تحصيل العلم النافع وما هذا الجزأ المفيد إلا من ثمار ذلك فقد كان أخونا الشيخ كمال بن ثابت العدني حفظه الله في خلال قراءتنا لكتاب زاد المعاد لابن القيم رحمه الله يعلم على بعض الفوائد المهمة التي تمر بنا في طيات هذا السفر المبارك فلما انتهينا من قراءة الكتاب المذكور جمع النظير منها إلى نظيره ورتبها ترتيباً حسناً كما أبانه في أول هذا الجزء محيلاً كل فائدة إلى رقم جزئها وصفحتها فصار هذا الجزء خلاصة مهمات فوائد هذا البحر الخضم – زاد المعاد لابن القيم رحمه الله فلله الحمد والمنة وإليه إضافة الفضل والنعمة نسأله عزوجل أن يبقيها علينا ما بقينا ومن فتنة المحيا والممات يجنبنا ويقينا إنه ولي ذلك والقادر عليه.
كتبه: يحيى بن علي الحجوري في شوال 1429هـ
المقدمة
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، الحمد لله رب العالمين وبه نستعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
أما بعد..
فمن منَّة الله عليَّ أن يسر لي طلب العلم، والسعي فيه وفي تحصيله والبحث عن مكنونه وغرره ودرره.
وفي سلسلة قراءتي على فضيلة الشيخ شيخي يحيى بن علي الحجوري حفظه الله تعالى وذلك ضمن سلسلة علمية مباركة من كتب علماء السلف أُتحف بها من قبله، ومن هذه التحف قراءتي عليه كتاب عظيم وسفر جميل، وعمل جليل، حاز صاحبه فيه مراتب المجد و العلى ونافس فيه الفقهاء والمحدثين وأهل اللغة والشعراء، ولم يترك فيه مجالاً إلا غاص فيه، وغمر قلمه ببسط نفيس، وسالت ذاكرته الوقادة الخفاقة التي عجز عن إدراك ذلك كثير من العلماء وأهل المجد الفضلاء.
هذه، هو: زاد المعاد في هدي خير العباد، وكما وصفته أنه سفر جميل وجليل وكبير وعظيم كتبه صاحبه أثناء سفره مما يجعل الإنسان في دهشة عظيمة كيف يحرر فيها المسائل ويعزو الأقوال إلى أصحابها ويتكلم في علل الأحاديث وتراجم الرواة كأنه بين مكتبة عظيمة متنقلة من غير وجود مرجع يرجع إليه، كما أشار هو رحمه الله، حيث قال في زاده (1/48) ط‑ دار ابن رجب:
وهذِهِ كلِماتٌ يسِيرَةٌ لا يَستغنِي عن معرِفتِها من له أدنى هِمّةٍ إلَى مَعْرِفَةِ نَبِيّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَسِيرَتِهِ وَهَدْيِهِ اقْتَضَاهَا الْخَاطِرُ الْمَكْدُودُ عَلَى عُجَرِهِ وَبُجَرِهِ مَعَ الْبِضَاعَةِ الْمُزْجَاةِ الّتِي لا تَنْفَتِحُ لَهَا أَبْوَابُ السّدَدِ وَلا يَتَنَافَسُ فِيهَا الْمُتَنَافِسُونَ مَعَ تَعْلِيقِهَا فِي حَالِ السّفَرِ لا الإقَامَةِ وَالْقَلْبُ بِكُلّ وَادٍ مِنْهُ شُعْبَةٌ وَالْهِمّةُ قَدْ تَفَرّقَتْ شَذَرٌ مَذَرٌ وَالْكِتَابُ مَفْقُودٌ وَمَنْ يَفْتَحْ بَابَ الْعِلْمِ لِمُذَاكَرَتِهِ مَعْدُومٌ غَيْرُ مَوْجُودٍ.اهـ
وانظر رعاك الله إلى تواضع هذا الإمام، بخلاف أهل زماننا إن كتب أو ألف صُفيحات كأن الدنيا لم تنجب مثله! فيا لله العجب ؟!!
وقال رحمه الله تعالى في (1/68): وَإِنّمَا ذَكَرْنَا هَاهُنَا كَلِمَاتٍ يَسِيرَةً اقْتَضَتْهَا حَالُ الْمُسَافِرِ وَتَشَتّتُ قَلْبِهِ وَتَفَرّقُ هِمّتِهِ وَبِاَللّهِ الْمُسْتَعَانُ وَعَلَيْهِ التّكلانُ.اهـ
ويشير رحمه الله إلى ذلك حيث قال: فحديثه معلول، رواه الترمذي وذكر علته، ولا أحفظ الآن ما قيل فيه. (1/145)
وبعد هذه الإشارة رأينا في طيات كتابه رحمه الله تعالى بعض الأوهام اليسيرة في عزو بعض الأحاديث لمن خرجها، وهذا يدل دلالة واضحة جداً على أن هذا الكتاب كتبه صاحبه من حفظه عن ظهر قلب من تلك الذاكرة الوقادة العامرة بذكر الله حفظ الله فحفظه الله تعالى، والذي جعلنا في حيرة من ذلك الأمر: هو ما كان يشير فيه إلى أقوال بعض الأئمة بالنص، ويقول: انته كلامه، وكذا ذكره للأحاديث المسندة التي بلغ عددها (242) تقريباً ما بين حدبث وأثر، في مختلف المسانيد، والسنن، منها ما هو عند أحمد في المسند، وعبد بن حميد، وعبدالرزاق ، وابن أبي شيبة، وأبي عبيد، ووكيع، وسعيد بن منصور، ابن وهب في جامعه، والشافعي والخشني في مسنده، والساجي، والقاضي إسماعيل، وزهير بن حرب، وأصحاب السنن، كأبي داود، والنسائي، والترمذي، وابن ماجه، والدارمي، والبغوي، ومالك في الموطأ، والأثرم، والإسماعيلي، وعبدالله بن أحمد، والخلال، والدار قطني، والكجي، وأبي حنيفة، والواقدي، وابن سعد، وابن إسحاق، وابن المديني، وابن حزم، وحرب الكرماني، وقاسم بن أصبغ، ومسلم بن الحجاج في صحيحه.
هذا ما رأيت ومر بي في كتابه، وكما رأيت عمن ذكر من هؤلاء الأئمة يذكر أحاديث مسندة من مسانيدهم وجوامعهم وسننهم، فكيف هذا ؟! فهو على أحد أمرين:
أحدهما : أن هذا كرامة عظيمة لهذا الحافظ الإمام الجهبذ الذي يعد من أئمة المسلمين وهذا لا يتأتى إلا لقيل من حفاظ الدنيا، كحال الإمام الدارقطني فقد قيل أنه أملى علله من حفظه، وكتاب ابن القيم هذا لا يقل درجة عن كتاب ابن العلل بل قد يكون فاقه فإنه كتب فيه من بحور العلوم الذي لا يسابحه أحد إلا غرق، فهو من فحول العلماء رحمة الله تعالى عليه.
ثانيها : أنه كتبه في حال سفره ثم عند رجوعه نقحه وزاد فيه، ويضعف عندي هذا القول لما ذكرناه عنه وما وقع له من أوهام في عزوه لبعض الأمور. وخلاصة: القول أن هذا الكتاب يُعد من مراجع العلماء وطلاب العلم وعامة المسلمين فرحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس ونحن معه بإذن الله الكريم المتعال ذو الفضل والإحسان.
عملي في هذا الكتاب
الأمر الأول:
بدأنا القراءة في الكتاب على شيخنا في الثالث عشر من صفر يوم الأثنين لعام سبعة وعشرين وأربعمائة وألف، وفي أثناء ذلك كنا نمر على غرر من الفوائد، وإن لم تقيد تعد من الشوارد، فعرضت على شيخي الجليل المفضال حفظه الله تعالى أن تقيَّد هذه الثمار اليانعة وترتب على صفة معينة ليسهل تحصيلها، فلما أشتد العزم وكبرت الهمة وبدأت في عملي في استخراج غرر الفوائد ومنبع الفرائد إلا أنه قد يعتري ذلك أثناء النقل لكلام ابن القيم بعض التوضيح لتركيب الكلام، وقد يكون بعض ما نقل قد يُخالف فيه رحمه الله إلا أننا أردنا بيان ثمار هذا الكتاب وعسى أن يكون في الطبعات القادمة بعض الأمور التي تحتاج إلى توضيح ثم إني اعتمدت في القراءة على شيخنا حفظه الله طبعة دار ابن رجب، في ستة مجلدات وهي التي أشير إليها عند العزو، فكان ترتيب الكتاب على النحو التالي:
** فوائد القرآن وعلومه
** فوائد التوحيد والعقيدة
** فوائد علوم الحديث
** فوائد الأحاديث المعلة
** فوائد ما لم يثبت فيه شيء
** فوائد الإجماعات المنقولة
** فوائد ترجيحات ابن القيم رحمه الله
* ترجيحات متعادلة
** فوائد في اللغة العربية
** فوائد متناثرة، يدخل فيها:
* منثورات
* الأوائل
* التقسيمات والفروق
* قواعد طبية، * قواعد فقهية أصولية
* نكت في تعبير الرؤيا
* أوهام لبعض العلماء
* أوهام ابن حزم
تعليق