العقيق اليماني
شرح
صفة الصلاة للعلامة الألباني
كتبه
أبو محمد عبد الكريم بن غالب
الحسني الحلياني
تقديم
العلامة يحي بن علي الحجوري
يتكون من 500صفحة تقريبا لعله يرفع على هذه الشبكة قريبا
أسأل الله أن ييسر بدار تطبعه.
مقدمة
الشيخ يحيى بن علي الحجوري حفظه الله
الحمدالله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى الممات.
أما بعد:
فقدطالعت في هذا الشرح الذي أسماه صاحبه أخونا الداعي إلى الله عبد الكريم بن غالب الحسني الحلياني (العقيق اليماني شرح صفة الصلاة للعلامة الألباني) فرأيت ما طالعته منه عملا طيبا لايخل بنفع الكتاب بل يزيده طيبا على طيبه ويكسبه إن شاء الله مزيد نفع على نفعه .
نسأل الله أن يرحم مؤلفه ويثبت شارحه وبالله التوفيق .
كتبه
يحي بن علي الحجوري /في 26/شوال/1431هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الشارح
الحمدالله رب العلمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماكثيرا.
أمابعد:
فإن من المعلوم ضرورة أن للصلاة أهمية عظيمة في دين الإسلام, فقد أخبر النبي صلى الله عليهوسلم أنها عموده, فكما أن الفسطاط لايقوم إلا بعموده, فكذلك الدين لايقوم, لا بها,بل جعلها النبي صلى الله عليه وسلم الفرق بين المسلم والكافر, فقال: «بين المسلموالشرك والكفر ترك الصلاة», بل بيّن أن العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركهافقد كفر.
وبهايعصم الدم كما قال عليه الصلاة والسلام: «أمرة أن أقاتل الناس حتى يقولوا لاألهإلا الله ويقيموا الصلاة...», وقوله: «نهيت عن قتل المصلين», وبها يحرم الخروج على ولآة الأمور كما قال صلى الله عليه وسلم: «خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ». قَالُوا قُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ أَفَلاَنُنَابِذُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ قَالَ: «لاَ مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاَةَ لاَمَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاَةَ أَلاَ مَنْ وَلِىَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآه ُيَأْتِى شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِى مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ وَلاَ يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ».
فلماكانت لها هـذه المنزلة العظيمة في دين الأسلام, أوصى بها قبل موته بلاث فكان يقول:«الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم, الصلاة الصلاة وما ملكة أيمانكم».
فلهذه المنزلة ألف العلماء في كيفيتها, وأحكامها, وأفردوا بعض مسائلها بكتب مستقلة, وكل هـذا تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد بينها صلى الله عليه وسلم بأقواله كمافي حديث المسيئ في صلاته, وبأفعاله حين صلى بهم يوم الجمعة على المنبر, وقال لهم: «إنمافعلت ذلك لتأتموا بي وتعلموا صلاتي» وقال: «صلو كما رأيتموني أصلي».
وكان أحسن مارأيت مما جمع في صفتها: هـو هـذا الكتاب الذي بين أيدينا للإمام محمدناصرالدين الألباني رحمه الله, فقد جمع فيه غالب مسائل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم, وألَمّ بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فيها مع حرصه على تسهيل فهمها للقارئ, فأتى بها رحمه الله على أحسن وجه, معرضا عن التعصب لمذهب من المذاهب, متقيدامقتديا بالنبي صلى الله عليه وسلم, كما هـي عادته في سائر كتبه وأحواله رحمه الله,فازداد الكتاب بذلك جمالاً على جماله ونفعا على نفعه, والحمد الله.
وصارمتداولا بين طلبت العلم وغيرهم ويدرس في كثير من مراكز العلم, وصار من الكتب المعتمدة في التدريس للبادئين في معهد والدنا وشيخنا العلامة مقبل بن هـاديالوادعي رحمه الله.
وهذاالكتاب: هـو مختصر من كتابه: «الكبير» في صفة الصلاة وقد طبع مؤخرا بـ: «ثلاثةمجلدات» وفيه تخريج للأحاديث بطريقة مطولة كعادته رحمه الله لايستغني عنه عالم فضلاً عن طالب علم, واشتمل على تنبيهات فقيه نفيسة.
فلمارأيته قد أشفى فيه الغليل من حيث التخريج, وبعض المسائل الفقهية.
استعنت بالله على جمع المسائل الفقهية على هـذا المختصر لتتم به الفائدة ويسهل فهمه أكثرلا سيما على البادئين, بطريقة مختصرة غير باسط للخلاف المترامي الأطراف في كتب الفقه, وإنما أشير إلى ذلك إشارة مختصرة معرضا عن المسائل التي ليس عليها عمل أونادرة العمل, ولم أعرج على الأحاديث لما تقدم, ولأن المؤلف اشترط الصحة في كتابه فصار الكتاب كما قال, سِو أحرف يسيرة فيما ظهر لي, متطفلا عليه في ذلك فما كان كذلك نبهت عليه بكلام أهل الشأن من المتقدمين, لما هـومعلوم من حرمة التقليد, ونصح المؤلف لنا بذلك كما في مقدمته لهذا الكتاب, ولعظم قدر المؤلف عندي ربما في بعض الأحاديث أنقل كلام العلماء في موافقة رأيِي في ذلك ولم تسمح نفسي بالتصريح بالحكم, فمانقلته خلاف رأي العلامة الألباني في ذلك فهو عن رضى به, ولا تغتر أخي بالذين قد صارالإفراط سجيته من أن هـذا الكتاب أكثره ضعيفا أو غير ذلك من الهذيان الفارغ, ولاأن كل ما في الكتاب فهو تنزيل من حميد مجيد بل اللأصل فيه الصحة, وإن وجدة فيه غيرذلك فلا تنقصه كما أن ذلك لم ينقص البخاري مانتقده عليه العلماء.
وقدأسميته: «العَقِيْقُ اليَمَانِي([1]) بشرح صفة الصلاة للعلامة الألباني» فأسأل الله أن يجعله خالصا لوجهه الكريم وأن ينفع به الإسلام والمسلمين, كما نفع بأصله إنه جواد كريم.
ولم أجعل فصلا في ترجمت المؤلف والتعريف به فهو كنار على علم ومؤلفاته منتشرة في أصقاع المعمورة.
ولما كان متجردا للدليل طعن فيه المغرضون من حساده وأهل البدع بشتى الطعون الكاذبة والإرجافات الباطلة, بما يرجى أن يجعل الله ذلك في ميزان حسناته, ومع ذلك فهو ليس بمعصوم من الخطأ.
فنحمد الله على حسن توفيقه, ونشكره على تفضله وامتنانه.
ومن المعلوم ضرورة أن الإنسان خطاء فجز الله خيرا من وجد تنبيها أو فائدة فأهداهاإليّ.
فإن تجد عيبا فسد الخللا |
جل من لا عيب له وعلا |
وأخيراأقول جز الله شيخنا ووالدنا العلامة مجدد الدعوة السلفية في اليمن مقبل بن هـادي الوادعي خيرا الجزاء, وأسكنه الفردوس الأعلى فإن له فضلا عظيما بعد توفيق الله عزوجل في سيرنا على هـذا الطريق القويم والصراط المستقيم.
ونشكرشيخنا المبجل الناصح الأمين يحي بن علي الحجوري على ماقام به بعد موت شيخنا مقبل من العلم والتعليم والنصح والتوجيه والاستماته في الدفاع عن دين الله فنسأل الله أن يرزقه الصبر على ذلك وأن يدفع عنا وعنه كل سوء ومكروه إنه قريب مجيب الدعاء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه
أبومحمد
عبدالكريم بن غالب بن
أحمدبن عمر الحسني الحلياني
15/جمادثاني /لعام1431ه
[1])) هو نوع من الدرمن اليمن يقال عنه أجمل الدر قال في تاج العروس: إشارة إلى موضع باليمن قريباً منصنعاءَ على مرحلةٍ منها به معدِن العَقيقِ وهو أَجودُ من عَقيقِ غيرِها وعبارةالمحكم: بها يُعملُ العَقيقُ وعبارة العُباب: بها يُصنع العَقيقُ وفيهامَعْدِنُه.اهـ
قال في النهاية: وفي خاتِم النبي صلىاللّه عليه وسلم «فيه فَصٌّ حَبَشِيٌّ» يحتمل أنه أراد مِن الجَزْع أو العقيق لأنّمَعْدِنَهُمَا اليمنُ والحبَشَة اهـ
تعليق