خمسون نصيحة
في أسلوب النصيحة
لولاة الأمر
نسخة جديدة معدلة وفيها زيادات
في أسلوب النصيحة
لولاة الأمر
نسخة جديدة معدلة وفيها زيادات
بسم الله الرحمن الرحيم
بِهِ أَسْتَعِينُ وَبِهِ تَوْفِيقِي
فإِن النصحَ بين الناسِ نوعٌ ....... من التوبيخِ لا أرضى استماعَهْ
وإِن خالفتني وعصيتَ قولي ........ فلا تجزعْ إِذا لم تُعْطِ طاعةْ
بِهِ أَسْتَعِينُ وَبِهِ تَوْفِيقِي
اعْلَم أَخِي - وَفَّقَني اللهُ وَإِيَّاك إِلى طَرِيقِ السَّلَفِ – أَنَّ نَقْدَ الولاة مِن عَلى المنَابِر وَنصِيحَتهم بِهذا الأسلوبِ يُعتَبرُ بَابًا مِن أَبْوَابِ الشَّرِ ، مَنْ فَتَحَهُ فَقد فَتَح بَاب سُوء ، فَاحْذَر كُلَّ الحَذرِ من ذَلِك وَاعلمْ أَنَّ أَوّلَ منْ فَتَح هَذا البَاب هُو ذُو الخُويصِرَة التَّمِيمِي - قَبَّحَهُ الله - .
فَأَحْبَبتُ أَن أُذَكِّرَ إِخْواني الأَفَاضِل بِبَعضِ السُّنَنِ والآثارِ في كَيفِيّةِ نَصِيحَةِ ولاةِ الأمْرِ لِتَكُون نِبْرَاسًا لِكلِّ خَطِيبٍ وَلكلِّ وَاعِظٍ . وَأَسألُ اللهَ – عَزّ وَجَل – أَنْ يَكُونَ لَنَا نَصِيبٌ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالى : ﮋوَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﮊ [التوبة: 71] وَمن قَولِهِ تَعَالى :ﮋوَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﮊ [آل عمران:104] وَقَولهِ تعَالى ﮋكُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﮊ [آل عمران: 110] .
فَإليكَ – أَخِي المُسْلِم - بَارَكَ اللهُ فِيكَ - هَذِهِ النّبْذَة السّرِيعة مِنَ الشَّرِيعَةِ وَمِنْ مَوْقِفِ السَّلَفِ تجَاهِ النَّصِيحَةِ لِولاة الأَمْرِ .
وَلَيسَ مَعي جَدِيد وَإِنمَا نَقْلٌ منْ كَتَابٍ أَوْ سُنَّةٍ أَوْ آثَارِ السَّلَفِ قَالَ تَعَالى :ﮋوَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﮊ [الذاريات: 55].
فَهْوُ جَمْعٌ أَسْمَيْتهُ (خَمْسُون نَصِيحَة في أُسلُوبِ النَّصِيحَةِ لِولاةِ الأمرِ) . وَلَيسَ في هَذِهِ الدُّرَرِ المفِيدَةِ الإقْرَارُ لِظُلْمِ الحُكّامِ بَلِ النَّصِيحة لهمْ لَكِن وِفْقَ الأُسلُوبِ الشَّرْعِي الذِي دَلَّنَا عَليهِ الشَّرْعُ الحَكيم المطَهر، فَلَسْنَا نحَرِّمُ وَلا نُنْكِرُ النَّصِيحة لِولاةِ الأمرِ بَلْ رُبمَا تَكُون أَحْيَانًا وَاجِبة وَلكِنّنا نُكررُ وَنَقُول دَائمٍا ((لا بُدَّ أَن تَكونَ النّصِيحة عَلى الطَّريقَةِ الشَّرعِية)) وَإِنْ كَانَ البَعض يَرى وَيَظنّ فِيهَا الجُبن وَالخوف مِنْ مَنظُورِهِ الضيقِ، وَيظْهرُ ذَلِكَ في عَاطِفَتِهِ التي لم يَعْرِِضهَا عَلَى الكِتَابِ وَالسُنّةِ وَلَكِنّهُ جَعَلَهَا عُرْضَة لحَمَاسٍ بَاطِلٍ مَنْبَعه مِنَ الذِينَ جَعَلُوا غَايتَهُم الوُصول إِلى كَرَاسِي الحُكْمِ وَلَوْ بِاسْمِ نُصْرَةِ الدِّينِ .
فَلِلأُمَرَاء وَالحُكَّامِ المَكَانَة المشْرُوعَة فَلا يُسْتَخَف بهِمْ وَممَا يُرْوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بن المبَُارَكِ ~ (ت181هـ) أَنَّهُ قَالَ : ( مَنِ اسْتَخَفَّ بِالعُلَمَاءِ ذَهَبَتْ آخِرته، وَمَنِ اسْتَخَفَّ بِالأُمَرَاءِ، ذَهَبَتْ دُنْيَاهُ، وَمَنِ اسْتَخَفَّ بِالإِخْوَانِ ذَهَبَتْ مُروءته) (آدَاب الصُّحْبَة 1/62- تاريخ دمشق 32/444).
وَكَمَا يحبُ الإنْسَان أَنْ يُنْصَحَ سِرًّا فَكَذَلِكَ الأُمَرَاء وَالحُكَّام، وَمَا أَحْسَنَ قَول الشَّاعِر – وَيُنْسَب لِلإمَامِ الشَّافِعِي ~. (ت204هـ) – رَحمَهُ الله - :
تعمدْني بنصحِكَ في انفرادي ...... وَجِّنْبني النصيحةَ في الجماعةْفَأَحْبَبتُ أَن أُذَكِّرَ إِخْواني الأَفَاضِل بِبَعضِ السُّنَنِ والآثارِ في كَيفِيّةِ نَصِيحَةِ ولاةِ الأمْرِ لِتَكُون نِبْرَاسًا لِكلِّ خَطِيبٍ وَلكلِّ وَاعِظٍ . وَأَسألُ اللهَ – عَزّ وَجَل – أَنْ يَكُونَ لَنَا نَصِيبٌ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالى : ﮋوَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﮊ [التوبة: 71] وَمن قَولِهِ تَعَالى :ﮋوَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﮊ [آل عمران:104] وَقَولهِ تعَالى ﮋكُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﮊ [آل عمران: 110] .
فَإليكَ – أَخِي المُسْلِم - بَارَكَ اللهُ فِيكَ - هَذِهِ النّبْذَة السّرِيعة مِنَ الشَّرِيعَةِ وَمِنْ مَوْقِفِ السَّلَفِ تجَاهِ النَّصِيحَةِ لِولاة الأَمْرِ .
وَلَيسَ مَعي جَدِيد وَإِنمَا نَقْلٌ منْ كَتَابٍ أَوْ سُنَّةٍ أَوْ آثَارِ السَّلَفِ قَالَ تَعَالى :ﮋوَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﮊ [الذاريات: 55].
فَهْوُ جَمْعٌ أَسْمَيْتهُ (خَمْسُون نَصِيحَة في أُسلُوبِ النَّصِيحَةِ لِولاةِ الأمرِ) . وَلَيسَ في هَذِهِ الدُّرَرِ المفِيدَةِ الإقْرَارُ لِظُلْمِ الحُكّامِ بَلِ النَّصِيحة لهمْ لَكِن وِفْقَ الأُسلُوبِ الشَّرْعِي الذِي دَلَّنَا عَليهِ الشَّرْعُ الحَكيم المطَهر، فَلَسْنَا نحَرِّمُ وَلا نُنْكِرُ النَّصِيحة لِولاةِ الأمرِ بَلْ رُبمَا تَكُون أَحْيَانًا وَاجِبة وَلكِنّنا نُكررُ وَنَقُول دَائمٍا ((لا بُدَّ أَن تَكونَ النّصِيحة عَلى الطَّريقَةِ الشَّرعِية)) وَإِنْ كَانَ البَعض يَرى وَيَظنّ فِيهَا الجُبن وَالخوف مِنْ مَنظُورِهِ الضيقِ، وَيظْهرُ ذَلِكَ في عَاطِفَتِهِ التي لم يَعْرِِضهَا عَلَى الكِتَابِ وَالسُنّةِ وَلَكِنّهُ جَعَلَهَا عُرْضَة لحَمَاسٍ بَاطِلٍ مَنْبَعه مِنَ الذِينَ جَعَلُوا غَايتَهُم الوُصول إِلى كَرَاسِي الحُكْمِ وَلَوْ بِاسْمِ نُصْرَةِ الدِّينِ .
فَلِلأُمَرَاء وَالحُكَّامِ المَكَانَة المشْرُوعَة فَلا يُسْتَخَف بهِمْ وَممَا يُرْوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بن المبَُارَكِ ~ (ت181هـ) أَنَّهُ قَالَ : ( مَنِ اسْتَخَفَّ بِالعُلَمَاءِ ذَهَبَتْ آخِرته، وَمَنِ اسْتَخَفَّ بِالأُمَرَاءِ، ذَهَبَتْ دُنْيَاهُ، وَمَنِ اسْتَخَفَّ بِالإِخْوَانِ ذَهَبَتْ مُروءته) (آدَاب الصُّحْبَة 1/62- تاريخ دمشق 32/444).
وَكَمَا يحبُ الإنْسَان أَنْ يُنْصَحَ سِرًّا فَكَذَلِكَ الأُمَرَاء وَالحُكَّام، وَمَا أَحْسَنَ قَول الشَّاعِر – وَيُنْسَب لِلإمَامِ الشَّافِعِي ~. (ت204هـ) – رَحمَهُ الله - :
فإِن النصحَ بين الناسِ نوعٌ ....... من التوبيخِ لا أرضى استماعَهْ
وإِن خالفتني وعصيتَ قولي ........ فلا تجزعْ إِذا لم تُعْطِ طاعةْ
وَعَلَى حُكّامِ المسْلِمِين أَنْ يَتّقُوا الله – عَزّ وَجَل – وَأَنْ يُصْلِحُوا أَنْفُسَهم حَتى يُصْلِح اللهُ لهمْ رَعِيّتهُم فَلَسْنا نُبَرِؤهُم مِنْ كُلِّ عَيْبٍ وَنَقْصٍ فَهُمْ عُرْضَة لِذَلِك مِثْلنا وَهُمْ وُلاة أُمورِنا وَلهُمْ مِنَّا الدُّعَاء وَالنُّصْح كَمَا في هَذِهِ الرِّسَالَة المتَوَاضِعة .
وَاعْلَم – أَخِي المسْلِم – أَنَّ المظَاهَرَات وَالاعْتِصَامَات وَالإضْرَابَات لَيْسَتْ مِنْ أَسَالِيبِ النُّصْحِ المُوافِقَةِ لِلشَّرْعِ المُطَهَّرِ وَإِنمَا هِي أَسَالِيب جَاءَتْنَا مِنْ أَعَدِاءِ الإسْلامِ فَلَسْنَا بحَاجَتِهَا وَلَيْسَتْ مُنَاسبة لِلْمُسْلِمين.
اللهُمّ أصْلِحْ لَنَا وُلاة أُمُورِنا وَارْزُقْهُم البِطَانَة الصَّالحة التي تَدُلهمْ عَلَى الخَيْرِ .
تمت مراجعتها بتأريخ 5/ربيع ثاني/1432هـوَاعْلَم – أَخِي المسْلِم – أَنَّ المظَاهَرَات وَالاعْتِصَامَات وَالإضْرَابَات لَيْسَتْ مِنْ أَسَالِيبِ النُّصْحِ المُوافِقَةِ لِلشَّرْعِ المُطَهَّرِ وَإِنمَا هِي أَسَالِيب جَاءَتْنَا مِنْ أَعَدِاءِ الإسْلامِ فَلَسْنَا بحَاجَتِهَا وَلَيْسَتْ مُنَاسبة لِلْمُسْلِمين.
اللهُمّ أصْلِحْ لَنَا وُلاة أُمُورِنا وَارْزُقْهُم البِطَانَة الصَّالحة التي تَدُلهمْ عَلَى الخَيْرِ .
تعليق