بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله الصادق الأمين أما بعد:
فهذه نصيحة لمن أرد الجهاد في سبيل الله الذي امتن به الله على أهل السنة والجماعة ومن أراد الله له الخير الذي هو يعتبر من الفرص العظيمة التي والله إنها من أعظم الفرص التي ربما لا تعوض فكن أيها المسلم مستعد بكل ما تستطيع من قوة ومن رباط الخيل إن استطعت أن تذهب بنفسك أو بمالك أو بكل ما تستطيعه فكله خير فأجرك عند الله قال تعالى {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ } [البقرة: 143] ومعنى إيمانكم أي صلاتكم إلى البيت المقدس
فالله عز وجل لن يضيع عملك أيها العبد إن قدمت شيئاً في سبيل الله تعالى كما جاء في صحيح البخاري عن عثمان أَنَّه حِينَ حُوصِرَ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ أي الصحابة، وَقَالَ: أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ، وَلاَ أَنْشُدُ إِلَّا أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ حَفَرَ رُومَةَ فَلَهُ الجَنَّةُ» ؟ فَحَفَرْتُهَا، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ العُسْرَةِ فَلَهُ الجَنَّةُ» ؟ فَجَهَّزْتُهُمْ، قَالَ: فَصَدَّقُوهُ بِمَا قَالَ... الحديث
الشاهد من ذلك المسارعة إلى مثل هذا الخير الذي جزاءه الجنة
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما جاء في الصحيحين من حديث زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا، وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا».
أيها العبد كن مستعداً بكل ما تستطيعه حتى ولو استطعت بنفسك وبمالك فتلك هي التجارة الرابحة...فتلك هي التجارة الرابحة .
وإياك أيها العبد والتخوف من الموت أو الجروح أو ما أشبه ذلك
فاعلم والله أن هذا من الشيطان فكن على حذر من ذلك أشد الحذر فإن الشيطان حريص كل الحرص أن يمنعك من أبسط خير فما بالك في الجهاد في سبيل الله تعالى فهو أشد حرصاً من ذلك كله.كما قال الله تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [التوبة: 38، 39](فهذا كله من الشيطان).
وقد أمرنا الله عز وجل بالنفور في سبيله خفافاً وثقالاً ركباناً ورجالاً كما قال تعالى {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } [التوبة: 41].
وقال عز من قائل { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا} [النساء: 71]
واعلم أيها القارئ الكريم أن نفورك في سبيل الله عز وجل أعظم تجارة من الذهب والفضة وتكن متاجراً مع ربك عز وجل فربنا يقول في كتابه {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [التوبة: 111] .
فهاهي التجارة الرابحة إن كنت تريد تجارة مع ربك فهذه أعظم تجارة.
فإن البايع هو أنت والمشتري هو الله تبارك وتعالى والسلعة هي نفسك التي بين جنبيك والثمن الجنة وعقد البيع موجود في التوراة والإنجيل والقران
فاستبشر بالربح يا من تاجرت مع الله عز وجل وذلك هو الفوز العظيم .
كتبه: أبو ذر / سمير بن محمد الجماعي
تعليق