بسم الله الرحمن الرحيم
خاتمة الدروس النحوية
الحمد لله الذي أنزل بالعربية كتابه, وحفظها ضمناً بحفظ كتابه فقال عزَّ شأنُه:
(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) وأرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله؛ وآتاه من جوامع الكلم والفصاحة وتمام النصح ما آتاه ؛ ليكون للعالمين بشيرا ونذيرا صلى الله عليه وعلى آله و أصحابه الأخيار الذين كانت لهم العربيةُ سليقةً و طبيعة, ومن نحا نحوهم واقتفى طريقتهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فإن السلف كانوا مهتمين بالعربية جدا؛ حتى أنهم كانوا يضربون أبناءهم على اللحن أي الخطأ في الكلام العربي, فقد روى الإمام البخاري رحمه الله في (الأدب المفرد) عن ابن عمر رضي الله عنه قال :" كانوا يضربوننا على اللحن " وصححه العلامة الألباني رحمه الله !
وإني ــ في خاتمة هذه الدروس ــ لأحث إخواني طلبة العلم والدعاة إلى الله عز وجل من أهل السنة السلفيين أينما كانوا على بذل مزيد من الجد والاهتمام بعلوم العربية وعلى رأسها علم النحو فإننا نرى أن الحاجة ماسة جدا إلى تعلمه وتعليمه لنصون ألسنتنا وأقلامنا من اللحن ولنشارك في نشر و إحياء لغة القرآن الكريم.
ثم اعلم وفقك الله أن لدراسة النحو فوائدَ جليلةً في حياة طالب العلم؛ فقد قال العلامة ابن عثيمين ـــ رحمه الله ــــ في مقدمة شرحه على الألفية:
"ومن فوائد علم النحو:
أنه يعين على فهم الكتاب والسنة؛ لأنه يعرف به الفاعل من المفعول به، ويعين على فهم المعنى، فكم من آية اختلف المعنى بإعرابها، فمثلاً قال تعالى: {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ} [المائدة:6] أو (وأرجلِكم) فيختلف المعنى باختلاف الإعراب...
فأنت إذا فهمت النحو أعانك على فهم المعنى، حتى تُنَزِّل الآيات والأحاديث على المراد بها".أهـ
وأقول لأخواني ــ حفظهم الله ــــ قد يجد البادئ في تعلمه للنحو صعوبة في أول الأمر فعليه ألا ييأس فيترك وينصرف بل ينبغي له أن يكرر المحاولة فقد ذكر العلامة ابن عثيمين ــ رحمه الله ــ قصة طريفة فيها درس عبرة نسوقها لنفاستها
قال رحمه الله :" وقد ذكروا أن بعض أئمة النحو سأم وتعب من طلب النحو وعجز عنه فرأى نملة تحمل نواةً تصعد بها ،كلما صعدت سقطت ، كلما صعدت سقطت ، وفي النهاية ساعدها الله ـــ عز وجل ــــ فصعدت وتمكنت من مرادها ، فقال : إذا كانت هذه النملة تسعى بهذا الجد والتعب لغذاءٍ بدني فكيف بالغذاء الروحي ؟!!
فاستمرَّ في الطلب وكان من أئمة النحو ، وليس هذا بغريب ، فعلى كل حال أحث الجميع على إخلاص النية والصبر في طلب العلم والدأب فيه.
وقال في شرحه على الألفية:
وعلم النحو سهل صعب، فهو في ابتدائه صعب، لكن الإنسان إذا فهم قواعده صار سهلاً ويسيراً عليه، ولهذا يقال: إن النحو سهل لكنَّ بابَهُ حديدٌ، إذا دخلت من هذا الباب فلن يبقى أمامك شيءٌ يشقُّ عليك، لكنِ ادخل البابَ ولا تيأس فهو سهل.
ثم إنه مما يسهل النحو أن الإنسان يجد التمارين فيه في كل ما ينطق به، فكل كلمة أو جملة تقولها أو تسمعها أو تقرؤها فهي تمرين على النحو، فهو لا يحتاج إلى تكلف أمثلة وصعوبة، ولهذا لا يكون صعباً على من أراده بجد.أهـ
ومما يعين الطالب على إتقان علم النحو أنه إذا قرأ أي كتاب فلا يقرأه بتسكين أواخر الكلم فإن هذه الطريقة مميتة للنحو ؛بل عليه أن يقرأه بتحريك أواخر الكلم حتى تكون له عادة قد تروض ت لسانه عليها وهكذا إذا كتب أو خطب والله الموفق !
وأنصح إخواني أخيراً باقتناء كتاب(النحو الواضح) بإجزائه الثلاثة والإجابة عن تمارينه الكثيرة التي ما عرضنا منها إلا القليل , ولو استطاع أحدهم أن يدرِّسهُ لأبنائه أو إخوانه في بيته أو مسجده؛ فهذا أمر طيبٌ به تثبت القواعد لديه وترسخ ويحصل النفع و يعم الخير بإذن الله رب العالمين !
وختاماً أشكر لإخواني القائمين على شبكة العلوم السلفية إدارة وأعضاء ومشاركين الذين أتاحوا لنا عرض هذه الدروس النحوية الميسرة ؛ وشاركونا في الإجابة عن أسئلتها و كل من وجَّه وأرشد وأثنى و شجّع ؛فإن من لا يشكر الناس لا يشكر الله تعالى .
والحمد لله أولا وآخرا .
كتبه :أخوكم أبو عبد الرحمن عمر بن أحمد صَبيح
:::::::::::::::::
ومن هنا
( الجامع لدروس النحو الواضح التي رتبها واختصر تمارينها وأشرف على تصحيح إجاباتها ) أستاذنا عمر بن أحمد صبيح التريمي
خاتمة الدروس النحوية
الحمد لله الذي أنزل بالعربية كتابه, وحفظها ضمناً بحفظ كتابه فقال عزَّ شأنُه:
(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) وأرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله؛ وآتاه من جوامع الكلم والفصاحة وتمام النصح ما آتاه ؛ ليكون للعالمين بشيرا ونذيرا صلى الله عليه وعلى آله و أصحابه الأخيار الذين كانت لهم العربيةُ سليقةً و طبيعة, ومن نحا نحوهم واقتفى طريقتهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فإن السلف كانوا مهتمين بالعربية جدا؛ حتى أنهم كانوا يضربون أبناءهم على اللحن أي الخطأ في الكلام العربي, فقد روى الإمام البخاري رحمه الله في (الأدب المفرد) عن ابن عمر رضي الله عنه قال :" كانوا يضربوننا على اللحن " وصححه العلامة الألباني رحمه الله !
وإني ــ في خاتمة هذه الدروس ــ لأحث إخواني طلبة العلم والدعاة إلى الله عز وجل من أهل السنة السلفيين أينما كانوا على بذل مزيد من الجد والاهتمام بعلوم العربية وعلى رأسها علم النحو فإننا نرى أن الحاجة ماسة جدا إلى تعلمه وتعليمه لنصون ألسنتنا وأقلامنا من اللحن ولنشارك في نشر و إحياء لغة القرآن الكريم.
ثم اعلم وفقك الله أن لدراسة النحو فوائدَ جليلةً في حياة طالب العلم؛ فقد قال العلامة ابن عثيمين ـــ رحمه الله ــــ في مقدمة شرحه على الألفية:
"ومن فوائد علم النحو:
أنه يعين على فهم الكتاب والسنة؛ لأنه يعرف به الفاعل من المفعول به، ويعين على فهم المعنى، فكم من آية اختلف المعنى بإعرابها، فمثلاً قال تعالى: {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ} [المائدة:6] أو (وأرجلِكم) فيختلف المعنى باختلاف الإعراب...
فأنت إذا فهمت النحو أعانك على فهم المعنى، حتى تُنَزِّل الآيات والأحاديث على المراد بها".أهـ
وأقول لأخواني ــ حفظهم الله ــــ قد يجد البادئ في تعلمه للنحو صعوبة في أول الأمر فعليه ألا ييأس فيترك وينصرف بل ينبغي له أن يكرر المحاولة فقد ذكر العلامة ابن عثيمين ــ رحمه الله ــ قصة طريفة فيها درس عبرة نسوقها لنفاستها
قال رحمه الله :" وقد ذكروا أن بعض أئمة النحو سأم وتعب من طلب النحو وعجز عنه فرأى نملة تحمل نواةً تصعد بها ،كلما صعدت سقطت ، كلما صعدت سقطت ، وفي النهاية ساعدها الله ـــ عز وجل ــــ فصعدت وتمكنت من مرادها ، فقال : إذا كانت هذه النملة تسعى بهذا الجد والتعب لغذاءٍ بدني فكيف بالغذاء الروحي ؟!!
فاستمرَّ في الطلب وكان من أئمة النحو ، وليس هذا بغريب ، فعلى كل حال أحث الجميع على إخلاص النية والصبر في طلب العلم والدأب فيه.
وقال في شرحه على الألفية:
وعلم النحو سهل صعب، فهو في ابتدائه صعب، لكن الإنسان إذا فهم قواعده صار سهلاً ويسيراً عليه، ولهذا يقال: إن النحو سهل لكنَّ بابَهُ حديدٌ، إذا دخلت من هذا الباب فلن يبقى أمامك شيءٌ يشقُّ عليك، لكنِ ادخل البابَ ولا تيأس فهو سهل.
ثم إنه مما يسهل النحو أن الإنسان يجد التمارين فيه في كل ما ينطق به، فكل كلمة أو جملة تقولها أو تسمعها أو تقرؤها فهي تمرين على النحو، فهو لا يحتاج إلى تكلف أمثلة وصعوبة، ولهذا لا يكون صعباً على من أراده بجد.أهـ
ومما يعين الطالب على إتقان علم النحو أنه إذا قرأ أي كتاب فلا يقرأه بتسكين أواخر الكلم فإن هذه الطريقة مميتة للنحو ؛بل عليه أن يقرأه بتحريك أواخر الكلم حتى تكون له عادة قد تروض ت لسانه عليها وهكذا إذا كتب أو خطب والله الموفق !
وأنصح إخواني أخيراً باقتناء كتاب(النحو الواضح) بإجزائه الثلاثة والإجابة عن تمارينه الكثيرة التي ما عرضنا منها إلا القليل , ولو استطاع أحدهم أن يدرِّسهُ لأبنائه أو إخوانه في بيته أو مسجده؛ فهذا أمر طيبٌ به تثبت القواعد لديه وترسخ ويحصل النفع و يعم الخير بإذن الله رب العالمين !
وختاماً أشكر لإخواني القائمين على شبكة العلوم السلفية إدارة وأعضاء ومشاركين الذين أتاحوا لنا عرض هذه الدروس النحوية الميسرة ؛ وشاركونا في الإجابة عن أسئلتها و كل من وجَّه وأرشد وأثنى و شجّع ؛فإن من لا يشكر الناس لا يشكر الله تعالى .
والحمد لله أولا وآخرا .
كتبه :أخوكم أبو عبد الرحمن عمر بن أحمد صَبيح
:::::::::::::::::
ومن هنا
( الجامع لدروس النحو الواضح التي رتبها واختصر تمارينها وأشرف على تصحيح إجاباتها ) أستاذنا عمر بن أحمد صبيح التريمي
تعليق