If this is your first visit, be sure to
check out the FAQ by clicking the
link above. You may have to register
before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages,
select the forum that you want to visit from the selection below.
جزاكم الله خيراً أبا عبد الله على مجهوداتكم الطَّيِّبة التي تبذلونها في وجه أهل الفتن؛ أصحاب الثَّورات والانقلابات -سواء الثَّورات على الحُكَّام أو على أهل العلم-،
وأوَّد أن أُنَبِّهَكم إلى أمر في العنوان؛ ألا وهو تغيير كلمة [فترة] بـ [مدَّة]، هذا هو التَّعبير الصَّحيح؛ ذلك أنَّ الفترة هي المدة الممتدة بين شيئين اثنين وليست هي مدة الشيء نفسه؛ دليل ذلك قوله تعالى: ٍٍٍِ{يا أهل الكتاب قد جاءكم رَسولنا يبين لكم على فترة من الرسل} [سورة المائدة: 19]،
وقد نبَّه على هذه المسألة العلاَّمة محمَّد تقي الدِّين الهلالي -رحمه الله تعالى- في كتابه الماتع: [تقويم اللِّسانين] فقال -رحمه الله- (ص: 14): 2) فترة:
شاع استعمال الفترة في هذا الزمان في وقت العمل. فيقولون: فترة الصباح, وفترة الظهيرة, وفترة المساء ويريدون بذلك زمان العمل. قال البيضاوي في قوله تعالى في سورة المائدة (19) (يا أهل الكتاب قد جاءكم رَسولنا يبين لكم على فترة من الرسل) أي جاءكم على حين فتور من الإرسال وانقطاع من الوحي. اهـ.
قال ابن منظور في لسان العرب: والفترة: ما بين كل نبيين. وفي الصحاح: ما بين كل رسولين من رسل الله عز وجل من الزمان الذي انقطعت فيه الرسالة. وفي الحديث: فترة ما بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام. اهـ.
ومن ذلك تعلم أن الفترة ليست وقت العمل, بل هي ما بين عملين: فالوقت الذي لا يكون فيه عمل هو الذي يجب أن يسمى فترة, وقد عكسه عامة الكتاب والمذيعين. ومن سوء الحظ أن أكثر الناس في هذا الزمان لا يتعلمون الإنشاء في مدارس اللغة العربية ولا في كتب اللغة العربية وإنما يتلقونه من الإذاعات والصحف, فكل خطأ يشيع في هذين المصدرين, تنطلق به الألسنة والأقلام بدون تفكير ولا تمييز, وربما استعمله بعض كبار الأساتذة الذين يرجى منهم المحافظة على صحة الإستعمال وجمال اللغة العربية, وتنقيتها من المولد والدخيل الذي لا حاجة إليه.).اهـ
تعليق