عبدالسلام قايد علي البحري من زعماء حزب الإصلاح (الإخوان المسلمون في اليمن) ومن قادتهم في ذمار أخرج حقائق مذهلة عن حقيقة الاعتصامات البدعية التي أشعلها الإخوان المفلسون في اليمن، فقد أجرت معه صحيفة الجمهور لقاء صحفيا أنقله لكم برمته مع عدم موافقته في بعض مخالفاته ولكن من باب وشهد شاهد من أهلها :
الشيخ عبدالسلام قايد علي البحري، من مواليد 1967م بمحافظة ذمار.. درس القانون وتخرج من كلية الحقوق.. وفي الجانب السياسي أعجب بمبادئ الاخوان المسلمين فانضم لهم وواصل مشواره في الحركة حتى عين قائداً للفرق القبلية المقاتلة في حرب صيف 94.. وعندما انحرف الاخوان عن مبادئهم اختلف معهم وتركهم ولكنه ظل محافظاً على بقائه في حزب الإصلاح..
تعرض البحري لعدة مواقف انتقامية من عناصر في الاخوان. كان آخرها حادثة استشهاد نجله الأكبر مصطفى في عمارة تابعة للقيادي الاصلاحي حميد الأحمر.. والتي اثيرت حولها الكثير من الشبهات.
في هذا اللقاء الذي أجرته معه صحيفة “الجمهور” يتحدث الشيخ البحري عن حادثة استشهاد ابنه والكثير من أسرار وخفايا تنظيم الاخوان..
الحوار :
* حادثة استشهاد ابنك مصطفى في عمارة حميد الأحمر شابها كثير من اللغط حدثنا عنها بالتفصيل؟
- سوف أشرح القضية من بداية جذورها.. فباعتباري قيادي في الإصلاح من الطبيعي أن يكونوا أولادي تابعين لرغبتي.. فدفعت بهم من البداية على أساس أننا في تنظيم واحد.. طبعاً بدأت الاعتصامات.. وفي مدينة ذمار ساحة الاعتصام تقع بجوار منزلي تماماً.. فبدأت أتنقل بين خيام المعتصمين، أبيِّن الوضع الشرعي للاعتصام والأدلة الشرعية القطعية التي لا تبيح التلفظ بالألفاظ السيئة ولا تبيح أيضاً الخروج على الحاكم وأضع بين أيدي الجميع الأدلة التي يتم الاحتجاج بها من قبل العلماء.
* انت تقول بأنه لا يجوز الخروج عن الحاكم.. فلماذا دفعت بأولادك إلى الاعتصام من البداية؟
- نحن اندفعنا إلى الاعتصام بناءً على الدستور والقانون وبناءً على الأصول الشرعية.. أي المظلوم الذي يريد أن يبين (مظلمة) معينة، يضع (مظلمته) حتى تُعرف للجميع فينهي الاعتصام وتنتهي أيضاً المسيرة.. الغرض إظهار (المظلمة) فقط.. ليس الغرض من الاعتصام أو المسيرة إظهار فوضى أو إظهار رأي مغاير أو إظهار السباب ونحو ذلك.. لم يكن للاعتصام حتى في النصوص القانونية والدستورية، مبرر لا في اللفظ ولا في العمل ولا في المباشرة.
* هل تقصد ان الاعتصام لم يكن هدفه إسقاط النظام؟
- بالطبع.. لا في الدستور ولا في القانون.. لم نخرج لإسقاط النظام.. خرجنا مندفعين لإظهار مظالم معينة، وقد أكون انا أكثر الناس المظلومين وصاحب مطالب.. لدى رئاسة الجمهورية بالذات.
* نعود إلى تنقلك بين الخيام وتوضيح المخالفات الشرعية؟
- بدأت أوضح المخالفات الشرعية الناتجة عن الاعتصامات، من ضمنها ما ورد في التفسير للسيد قطب لقوله تعالى: (واتلوا عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاخلد إلى الأرض فأتبعه الشيطان، فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث).
فهذا سيد قطب طوَّل في هذا الموضوع واستطرد وأورد الأدلة القطعية التي لا تجيز للإنسان ان يتخلى عن منزله وبيته ويجعل من الشارع سكن ويلتصق التصاقاً مباشراً بالشارع... المثل لا يكون إلا للكلب.. وأيضاً عملية اللغو في الكلام والاستطراد في الحركة سواء أثناء المسيرة أو في الوقوف في المعُتَّصم.
* طبعاًَ هذا الأمر استاء منه قادة الإصلاح؟
- نعم استاؤا واشتكوا بي إلى ولدي مصطفى وهو أكبر أبنائي وأحبهم إلى قلبي.
* ماذا قالوا له؟
- قالوا له أن أبوك خرّب علينا الاعتصامات وأوقفها فترة قبل ان يعتصم الناس، وأثناء الاعتصامات الآن عمل على إبطالها وأوجد تساؤلات من الجميع لا نستطيع ان نجيب عليها وهذا يؤثر على توجه الحركة، فقام ابني بمساعدة اخوانه الباقين وعددهم جميعاً عشرة ثلاثة منهم في التنظيم قاموا جميعاً وبمساعدة أمهم ومساعدة البيت كله وتوسلوا اليَّ بأن أتركهم وشأنهم.. فمن باب الاندفاع واظهار الحق وقت الاحتياج، حاولت ان أصل إلى القنوات التلفزيونية حتى أبين ما أؤمن به.. فعندما طرحت لهم قلت لا يمكن للاختلاف بيني أنا وولدي، أو بيني أنا والتنظيم أن يفسد الود والاخاء الذي بيننا.. نختلف هذا شيء طيب لتقويم بعضنا، ولكن فهموا بالعكس أي كان الفهم مقلوب.. بالنسبة لأولادي نسقت أموري معهم، وبالنسبة لأتباعي من أنصاري داخل التنظيم بشكل عام تواصلنا ونسقنا أمورنا بصورة طيبة جداً.
تحريض الابن على أباه
* عندما يشتكوا بك إلى ابنك ألا يعتبر هذا تحريض للابن ضد والده؟
- فعلاً.. فيه تحريض لولا أني متفهم، وكان ممكن الأمور تصل إلى حد ارتكاب جريمة، يمكن أن تقتل ولدك، قد ربما ولدك لا يجرؤ على قتلك لكن أنت في حالة انفعال وتقدمك في السن وتعرضك لأمراض السكر والضغط وغيرها تدفع الإنسان في حالته اللاَّشعورية إلى ارتكاب جريمة قتل.. هذه كانت طبيعية.
* بعد ان تفاهمت مع ابنك هل حصلت قطيعة بينكما؟
- تفاهمت أنا وابني ثم حصلت القطيعة، وبعد ان حصلت القطيعة غادر البيت ولا أعرف إلى أين اتجه، ومكان الاعتصام بجواري وكل شوية يخرج اخوانه للبحث عنه ولكنهم لا يجدوه.
* كم غاب عنك أيام؟
- أسبوع أو عشرة أيام.
* وماذا حصل بعد ذلك؟
- بتلفونات من أمه وولده وزوجته وأنا وكثرة الرجاء، عاد إلى البيت.
* وماذا قال لكم؟
- بعد ان عاد الينا.. نزلت إليه في غرفة نومه، وجلسنا معاً وناقشنا عدة مواضيع بكل رويِّة، فقلت له يا ولدي ان كان ولا بد إلا ان تكون مع هؤلاء القوم الذي أبوك رفض ان يكون معهم فكن ملازم لأبناء قيادات الإصلاح، قد ربما يأتي من يغدر بك انتقاماً مني.. قال لي (كلامك هذا يا ابه بعيد ومستحيل وهذا خارج عن المنطق)، قلت أنا أؤمن ان كل أبناء ذمار يحبوك كما يحبون انفسهم لكن في صنعاء الوضع يختلف، إذا أنت في ذمار فلن أوصيك.. لكن لو كنت في صنعاء فالوضع يختلف وقد وصل بيني انا وهم من كمائن ومحاولة اغتيال إلى حد لا يمكن ان تتصوره.
* هل أخبرك أين كان مختفي خلال العشرة الأيام؟
- سألته أين كنت يا ولدي؟.. قال كنت في صنعاء مع الاخوان وأنا كذا وكذا ووضعي طبيعي ولا تقلق، قلت له قد اتيت ولن تعود معاهم، قال حاضر لن اعود.. فأنا غادرت البيت إلى صنعاء، وكان عندي تقريباً مقابلة في قناة الايمان مع بعض العلماء، ثم بلغني أنه أتى أحد الجيران صديق له يدعى خالد حداد قال له أين انت الناس يتصلوا والناس محتاجين لك ويريدونك، فبدون إذني خرج من البيت ولا أعلم إلى أين اتجه.. طبعاً الاتصالات ظلت جارية نتصل به على التلفون فلا يرد أبداً خارج نطاق التغطية هذا في اليوم الأول والثاني.. وفي اليوم الثالث من مغادرته المنزل ظللت في البيت في قلق واضطراب شديد.
* بعدما رجعت من صنعاء؟
- بعدما رجعت من صنعاء قلقت واضطربت حالتي النفسية واصبحت في حالة لا تتصورها حتى طلع الصباح.. فأخذت أم مصطفى من البيت وخرجنا إلى حديقة المنزل.. جلسنا تحت الشجرة نتجابر وقلت لها والله ان قلبي يضطرب وتحدثني نفسي أن مصطفى قد قتل، لأن تلك الليلة تم الضرب على بيت الأحمر وعلى المناطق المجاورة لها.. قالت لي تعوذ من الشيطان والموضوع مش هكذا ولا تتوقع كذا.. إلى أن وصلت الساعة العاشرة والنصف صباحاً وإذا بخاله يتصل لي ويقول لي ما عندك من خبر؟ قلت له ما عندي أي خبر.. قال فلان قال لفلان قال لفلان قال لفلان، حق أربعة أشخاص، ان ولدك قتل.. قلت طيب ليش هكذا بيتواصلوا الاخوان في صنعاء، وأرقام تلفوناتي عندهم ليش ما يتم الاتصال بي مباشرة؟
* لم يتصلوا بك مباشرة؟
- أبداً مع معرفتهم... بي... التعتيم هذا أخذ في نفسي، حتى انه وصل الخبر في استشهاد ابني إلى محافظة إب في نفس اللحظة.
* هل انتقلت بعدها إلى صنعاء؟
- لم انتقل إلى صنعاء إلا بعد ان انتظرت يوماً وبعض يوم.
* لماذا انتظرت.. هل لأنك لم تكن مصدِّق؟
- لا.. كنت مصدِّق ومؤمن، لكن قلت لهم خلاص الموضوع استشهد ولدي بصورة طبيعية اعطوني ولدي ادفنه في ذمار وأنا بانتظاركم.
* لمن قلت هذا الكلام؟
- لعيال أخي وولدي الثاني الذي أعطيته السيارة وقلت له انطلق إلى صنعاء، قال الطريق مقطوعة، قلت ما اعرفش حاجة مقطوعة.. اقتل، اسلب، اضرب، لازم توصل إلى عند اخوك تأتيني به حياً أو ميتاً.. ولدي اتحرك من ذمار وأنا بقيت منتظراً لأن رجلي لم تحملني حينها على السفر إلى صنعاء، وفي مساء نفس اليوم الساعة التاسعة بلغني ان أحد أقربائنا اسمه حسن حميد كان برفقته.. فاتصلت إلى البيت الذي ينام فيه بصنعاء، قلت اعطوني فلان، اعطوني إياه على التلفون وبدأت أطرح له اسئلة.. فبدأ يعطيني اجوبه مضطربة.. تارة يقول قتل في الفرقة، وبعدين قال قتل في الساحة أثناء العشاء، بعدها سألته أين كان موقعك قال في الدور الرابع، قلت له كيف في الدور الرابع وانتم في الساحة؟.. قال الساحة اربعة ادوار.. قلت له انت الآن أوجدت في نفسي ان ولدي تم اغتياله ولم يكن موت طبيعي.. فاضطررت في صباح اليوم الثاني أن اطلع إلى صنعاء وصلت إلى مستشفى العلوم والتكنولوجيا.. طبعاً قبل هذا عيال أخي وولدي وصلوا قبلي إلى المستشفى وقالوا لهم الولد مجهول وما نعرف وخذوه مننا على أساس انه يكون مجهول.. اما ان احنا نعطيكم بيانات ما فيش، وهم ايضا اتصلوا بي فطلعت يعني قد كان السبب متكرر فحينما وصلت إلى المستشفى سألتهم عن ولدي فبدأوا يعطوني اجوبة غير شافية قالوا مش موجود ولا نعرفه وكذا.. وعندما طلبت الشهود وطلبت الآخرين قال الشهود إلا أخذناه من حي النهضة والموضوع كذا وكذا.. بعدها اللي في المستشفى تذكروا.. قالوا خلاص يا أخي شل ولدك، طبعاً عندهم نماذج بيانات معدة مسبقاً لوقت الاصابة ولتقرير الطبيب الشرعي وللتشريح.
* هذه النماذج يمكن أن يمنحوها لأي جثة؟
- أي جثة.. مكتوب على هذه النماذج ان مكان الاستشهاد أو الموت في الشارع ولم يحددوا أي مكان في الشارع، الاصابة طلقة نارية، التشريح حسب الحالة.. يقول هكذا.. نماذج معدة، قلت له يا أخي اتقي الله أنا أب ومن حقي أن أطمئن وهذا كلام غير مجزي وانتم هكذا تتعاملوا مع الناس بالخطأ.. المهم أني أحرجت الاطباء، فقالوا يا أخي معنا تفويض من النيابة الخاصة بنا، ان احنا نعمل كل شيء.. وهذا تفويض ومعنا ثلاثة اطباء وكذا فقلت له قلدك الله هل لك خبرة في الطب الشرعي؟، قال لا.. قلت له هل لك خبرة في القضاء؟ قال لا.. قلت هل لك خبرة في تحليل الإصابات؟ قال لا.. فقلت كيف تعملوا هذا وتتحملوا ما لا تطيقوه.
في بناية حميد الأحمر
* وبعد ذلك؟
- بعدها حصل عندي ان مرحلة الشك زادت.. قلت أذهب إلى المكان الذي استشهد فيه ولدي.. وهي عمارة تابعة لحميد الأحمر في منطقة النهضة جوار جامعة الإيمان، فوجدت البناية محاطة بعدة بنايات وهي التي في السنتر أو النص، البنايات كلها بنايات خضر وكلها من أربعة ادوار.. قلت أيش حصل، قالوا جاء من نقم صاروخ أو قذيفة، ولكني حين استكشفت المكان لم أشاهد نقم ولا يستطيع أي شيء من نقم يوصل إلى عندك.. لأنه محجوب عنك رؤية نقم وحتى رؤية الفرقة الأولى مدرع نفسها.. الرؤية محجوبة بعدة عمائر.. والعمارة نفسها محاطة بعدة عمائر ولا يمكن لأي قذيفة أن تصل إليها.
* كم الفرق بين العمارة وأقرب عمارة لها؟
- الفرق قريب في حدود عشرة أو اثنا عشر متر فقط، وكل العمائر نموذج واحد أربعة ادوار.. نفس العمارة ووجدت ان التفجير من الداخل إلى الخارج.
* كيف استنتجت ذلك؟
- استنتجته من خلال الجدار الخارجي للعمارة حيث وجدته مقلوب من الداخل إلى الخارج.
* هل العمارة تضررت بشكل كبير؟
- الضرر منظم.. لم يكن كبير ولم يؤثر حتى على الذي فوق.. الأدوار التي فوق سليمة وأيضاً الدور الأرضي من الجهات الأربع، ولو كانت تعرضت لصاروخ لكان هناك مدخل للصاروخ أو القذيفة.. ولو كانت حتى مخزن للأسلحة كان الضرر عشوائي وكانت القذائف أثرت على المباني المجاورة.. وللعلم أنا كنت أيضاً في 94 القائد الميداني للمعارك حتى وصلت عدن ولدي خبرة في القتال وفي الأسلحة وفي اندفاعاتها وخبرة في التفجيرات العشوائية والتفجيرات المنظمة وحسابات الكمية المندفعة والعبوات وغير ذلك.
* افهم من كلامك ان ما حدث في البناية لم يكن قصف من صاروخ ولم يكن انفجار لمخزن أسلحة؟
- بالضبط مائة في المائة وأنا مسؤول عما أقول.
* إذاً ما الذي حدث بالضبط؟
- استطيع ان أقول انه كانت هناك عبوة معدة مسبقاً وبشكل منظم.. أيضاً كان هناك تقريباً استعانة بتفجير آخر من فوق طقم.. يعني تفجير داخل العمارة وتفجير مضاد فوق طقم في نفس اللحظة وبصاعق واحد.
* زملاء الشهيد أو من كانوا معه، ماذا قالوا لك.. ماذا كان يعمل في ذلك المكان؟
- شوف.. زملاء الشهيد الذين كانوا معه عددهم 50، لكن لم يصب واحد منهم، لأنه لم يكن معه وقت الحادثة ولا واحد منهم.. الذين قتلوا في العمارة الله أعلم كيف تم وضعهم في المكان.. يمكن وضعوا مقيدين أو مربوطين واحد وخمسين جثة تم مصادرتها ولولا أني لحقت جثة ابني كان يمكن مصادرتها ودفنها مع هذه الجثث بعد الصلاة عليها في ساحة التغيير جنب الجامعة.
تصفية خصوم
* هل تعتقد ان هؤلاء الضحايا كانوا معارضين لهم وأخذوهم من الساحة أم ماذا؟
- أنا أتوقع هكذا، لكن هذا الاعتقاد ما زال خاضع للبحث والتدقيق.. وأتوقع هكذا لأنه حتى ولدي يديه محروقة، وجسمه لا توجد فيه أي حروق.. حتى عندما اتصل لي هذا القيادي في الإصلاح واسمه حسن اليعري، أولاً أطلق ضحكات، قلت له يا أخي المعزي ما يضحك هكذا.. أي أطلق قهقهة غير عادية.. قال لي شوف أنا أخذت ولدي في اللحظة الأخيرة وكان ولدي جنب ولدك.. قلت له هات ولدك.. أخذت ولده وقلت له أين كان ابني قبل ما تغادر؟.. قال أنا غادرت قبل ما تتفجر العمارة بدقائق.. قلت أين كان ابني؟.. قال كان ابنك عند الباب.. قلت هل ابني كان مربوط اليدين؟.. قال لا.. قلت أسألك بالله أصدقني القول.. حاولت معه لكنه لم يصدقني القول ولم يقل لي ان ابني كان مربوط اليدين لأن يديه محروقة، وأيضاً كنت أشتي أتعرف من خلال اليدين لأنه عنده زيادة في اليدين.. أي الأصبع الذي فيه ثلاثة أعقاد هو عنده أربعة أعقاد، وكان عنده أصبع سادس زايد.. ولكن اليدين التي كنت أشتي اعرف الإشارة منهن احترقت.
* طيب ماذا قال لك هذا الشاب.. ما الذي كان في العمارة؟
- قلت له ليش تركت العمارة؟.. قال: “أنا قلت أنا مضايق من هذه العمارة ما أشتيهاش”.. لكن جاء ولدي الثاني بعدي وسأل أيضاً زملاء ابني والذين أعطوه الملابس، قال لهم ان حسن يعري قال ان ابنه غادر العمارة قبل دقائق من الانفجار.. قالوا له صح كان عندنا بلاغ ان العمارة ستتفجر وان احنا نبتعد عنها وابتعدنا عنها.. هذا كلام من الأفراد أنفسهم.
* هل تعتقد انه تم استدراج ابنك مثلاً إلى تلك العمارة للانتقام منك أنت؟
- أنا هكذا أتوقع انه انتقام مني.. استدرجوا ابني ولم يكن برضا من المعتصمين في ذمار لانهم يحبوا ابني.. استدرجوه إلى صنعاء لانهم في ذمار ما يستطيعوا يعملوا شيء.
* أنت قلت انه كان هناك حوالي 50 جثة أين شاهدت هذه الجثث؟
- شاهدتها في المستشفى.. الثلاجات ملان كلها واستعانوا بثلاجات منزلية ووضعوا الجثث فيها.. والطبيب نفسه قال واحد وخمسين جثة كم أجلس أفرزها لك لما أعطي لك القرار الطبي أو أعطي لك الورقة الشرعية أو كذا ما معك مني إلا هذا الكلام تأخذ ورقة نموذجية وامشي.
* ما قد يؤكد صحة كلامك بأن قناة “سهيل” لم يعرضوا مكان الانفجار إطلاقاً.. لو كانت تعرضت لصاروخ كانوا عرضوه وبشكل مستمر؟
- نعم.. أيضاً لما سمعوا المقابلة حقي في التلفزيون والنقاط التي تحدثت بها انه ليس ناتج عن تفجير مخزن ولا قذيفة ساقطة، عملوا تفجير آخر في نفس المكان.
* لماذا؟
- لتغطية المعالم لأني طالبت بتحقيقات دولية، قلت أنا ألزم الدولة وأطلب منها أن تأتي بمحققين دوليين يبحثوا ويشرحوا الجثث مهما كان ومن ارتكب الجرم هذا يحاسب.
* تقصد انك لن تسكت عن هذا الحادث؟
- أبداً.
* من ستقاضي، قادة الإصلاح أم حميد الأحمر؟
- أنا سأقاضي الجميع.. أولاً أبدأ المقاضاة من الذي استدعى ولدي وهو يأتي بمن سلمه له، وكل من سلم يأتي بالآخر حتى أصل إلى الجاني.
* في تصريح لك لفضائية اليمن قلت أنك كنت تخشى ان يتم الغدر بابنك ونصحته بأن يبقى بجانب نجل أحد قيادات الإصلاح؟
- أكيد.. أكيد هذا كان شرطي على ولدي.
* ما مصدر الخوف.. هل سبق وتعرضت للغدر؟
- أنا تعرضت لاتصالات وتعرضت أيضاً لمحاولة استدراجي إلى أماكن عدة.. أنا أعرف الأساليب كلها.
محاولة الاغتيال
* قلت انك تعرضت لمحاولة اغتيال؟
- نعم.
* متى؟
- هذا كان في الأسابيع الأولى من بداية الاعتصامات.. بعدما ظهرت على قناة “سبأ” وقلت قلدني الله بذمتي هذه ان علي عبدالله صالح مظلوم واحنا في المعارضة الظلمة.
* وكيف كانت محاولة الاغتيال؟
- محاولة الاغتيال جهزوا لي اثنين على خرجتي من التلفزيون عند اللفة على أساس أوقف عند تفتيش الشرطة وهناك يتم إطلاق النار.. أنا انتبهت للموضوع قبل حصوله، عرفت الأشخاص الذين يلاحقوني من اليوم الأول.
* هل تعرفهم مسبقاً؟
- اعرفهم وأرقامهم عندي إلى الآن وبلَّغت بهم للجهات الرسمية وللدولة والأمن والشرطة.. حتى أني بلغت تحويلة رئيس الجمهورية قلت فلان وفلان وهذه أرقامهم.
* هل هم منتمون إلى الاخوان؟
- نعم اعرفهم معرفة حقيقية.. هم من إب.
* عندما انتبهت لمحاولة اغتيالك ماذا فعلت؟
- عندما انتبهت قلت لولدي دور بالسيارة قبل ما نوصل مكان التوقيف.. دورنا بالسيارة وطلع من فوق الرصيف وهربت منهم من الجهة الثانية.
غدر وتآمر
* بصراحة يا شيخ عبدالسلام.. هناك الكثير ممن كانوا قيادات في الاخوان المسلمين واستقالوا أكدوا في حوارات أجريناها معهم ان الاخوان المسلمين يجيدون الغدر والتآمر على من يخالفهم الرأي خصوصاً إذا كان من يخالفهم الرأي من التنظيم نفسه؟
- وأنا أؤيد كلامهم.. لأن لديهم تبريرات شرعية لمثل هذه المحاولات أو لمثل هذه الإجراءات.
* هم قالوا أيضاً ان مشائخهم أو علمائهم لا يتورعون لحظة في إصدار فتوى دينية بحق من يخالفهم الرأي وقد تصل تلك الفتاوى إلى حد إهدار الدماء أو التكفير وغير ذلك؟
- أصلاً المحاولات أو الفتاوى مثل هذه تأتي تحت مبرر الهدف السامي أو الهدف العظيم أو إقامة الدولة الإسلامية أو كذا فلا يهم ان تتم مثل هذه الأمور، فالله غفور رحيم وينظر إلى هدفك الأكبر والمصلحة العامة التي تقدمها للأمة!!.
* حتى لو كان هذا الهدف يتعارض في إجراءاته وأساليبه مع المبادئ الإسلامية؟
- حتى وإن تعارض مع ما هو معروف من الدين بالضرورة.
* كيف؟
- يعني مثلاً جريمة قتل معينة.. القتل حرام بكل المقاييس، لكن يقول لك إذا كان القتل هذا سيؤدي إلى مصلحة الأمة والى أشياء تحقق للأمة هدف معين تنشده الحركة وتريده فليس هناك مانع.. حتى ان في بعض الأصول للتربية الاخوانية مثل كتب لمفكرين إسلاميين من الاخوان يبيح ويجيز قطع الطرقات وتفجير الأنفاق والكباري وتدمير المنشآت.. فهذه ليست مشكلة عندهم، طالما وهذا الشيء يخدم هدف الحركة ويمنع عنها وصول الضرر.. ما دام يجلب النفع أو يدفع الضرر.
* مراقبون سياسيون قالوا ان الاستقالات الجماعية التي قدمها قيادات اخوانية كانت قد انضمت إلى المؤتمر مثل نصر طه مصطفى وفارس السقاف وغيرهما.. هذا دليل على ان تنظيم الاخوان دفع بهم لضرب المؤتمر من الداخل؟
- شوف أشتي أقول حاجة هامة.. علي عبدالله صالح كان بيد الاخوان يتحكموا فيه كيفما يريدون لعدة عوامل منها استبقاء علي عبدالله صالح على بطانة جامدة.. أي أنه لم يكن يغير البطانة التي حوله كل فترة وفترة.. ألفهم والفوه، فهذه البطانة يتم احتوائهم بالمادة أو بكذا على أساس يمرروا أي عضو من الاخوان المسلمين يريدونه في المنصب الفلاني في قيادة الدولة، والآن لم يستقيلوا كلهم.. ما زال هناك الكثير من الاخوانيين في المؤتمر واحتفظ أنا بأسماء كثيرة.
* هل تتفق مع المحللين السياسيين ان هؤلاء كان هدفهم الضرب من الداخل؟
- نعم وعاد الأخطر من هذا انهم يساومونك بالتوظيف.. الحركة تقول لك نحن سنوظفك في المنصب الفلاني وللوقت الذي نريدك تنسحب.
التوظيف أصلاً محدد لك وعادك في الشارع.. أنا في إحدى المقابلات تكلمت وقلت بأنهم استغلوا طيبة علي عبدالله صالح وعدم اتخاذ المعايير في الوظائف العامة، استغلوها حتى يوصلوا قياداتهم أو قيادات منهم أو عناصر منهم إلى الأماكن التي يريدونها، بهدف أن يتم القبض على مفاصل الدولة، وأيضاً إيجاد نوع من التذمر عند الشعب من ممارسة بعض الفساد على أساس تجي الانتخابات القادمة تقوض النظام الموجود وأنت تحصل على الأغلبية.. من خلال وجودك في مفاصل الدولة ونشر الفساد فيها توصل المواطن إلى قاسم مشترك بينك وبينه ان النظام فاسد وان الأجهزة الأمنية والقضائية وكل الأجهزة فاسدة.
ابتعدت عن الاخوان
* هل ما زلت إلى الآن منتمياً إلى الاخوان؟
- بالنسبة للاخوان أنا ابتعدت عنهم، لكن كتنظيم إصلاح ما زلت محتفظ بالإصلاح لأنهم في حالة ان تجتمع الأحزاب تحت تنظيم لقاء مشترك هذا نوع من أنواع الحل طبقاً لقانون الأحزاب الصادر عام 91م.
* هل تقصد حل للأوضاع أم ماذا؟
- لا.. حل للحزب.. يعتبر الحزب منحل ومقراته غير شرعية عندما يندمج حزبين أو أكثر وتعتبر الأحزاب محلولة كلها.
* إذا لماذا لجأ الإصلاح إلى الانضمام للناصري والاشتراكي؟
- شوف هم عملوا اللقاء المشترك واعتمدوا على الفقرة الثامنة من قانون الأحزاب والتي نصها يقول: “لكل حزب ان يلتقي مع أي حزب غير يمني على شرط ان يكون اللقاء بالتكافؤ”.. يعني حزب غير يمني وليس يمني.. بحيث لا تصير أنت تابع لأي حزب خارجي، فهذه المادة طبقوها على اللقاء المشترك بحيث انه يظل يأخذ الدعم من خزينة الدولة وتظل مقرات كل حزب قائمة.. مع انه حين تعلن انضمامك تحت اطار أو حزب أو لقاء أو تجمع، فتعتبر الأحزاب ومقراتها غير شرعية والحزب محلول.. أي ان هذا الكلام مش في مادة واحدة ولكن في سبع مواد من القانون، وكلها تنص على ذلك.. أنواع الحل يكون إذا حل الحزب نفسه أو التقى مع حزب آخر.. أما مع حزب غير يمني يظل حزبك قائم لأنه لقاء تكافؤ.. يعني مثلاً تلاحظ التكافؤ حتى في رئاسة المشترك.. حزب معه مقعد أو حتى غير ممثل في مجلس النواب تجد انه يأخذ رئاسة دورة متساوية مع حزب الإصلاح الذي يملك أربعين أو خمسين مقعد.
الإصلاح قبل الوضع هذا مع أحزاب غير متكافئة على أساس يعمل الثورية أو يعمل ستار من الهجمات الشرسة من العالم على ان حزب الإصلاح ينتمي إلى تنظيم أصولي اخواني ولهم أهداف مع تنظيم القاعدة، ومع كذا.. فهذا كان عبارة عن وقاية وستر، لكن كان داخل الحزب تعميم فيما بين القيادات أو بين القيادات الوسطية انه لا تقلقوا من انضمامنا مع من اختلفنا معاهم في العقيدة والأهداف، انما هي مرحلة تحقق هدف لنا ولكن حينما نصل احنا سنقوم بمسحهم وإخلائهم من الوجود.
* افهم ان الإصلاح إذا وصلوا إلى السلطة فإن أول عمل سيكون مسح الشركاء؟
- هم الآن أساس الخطة انهم هم الوحيدون الذين يصلون إلى السلطة لم يكن للذين حولهم أي مشاركة.. بقية أحزاب المشترك معظمهم لا يعلموا بالاستقالات التي تحدثت عنها ولا يعلموا كم عدد الاخوان الموجودين في القيادات العسكرية، ولا يعلموا كم عدد الموجودين في القيادات المدنية.. معظم المشترك لا يعلمون أيش الجديد.. المشترك الآن بعد الإصلاح.. الإصلاح هو الذي يحدد ما الذي سيحصل.. يحدد لك نبأ قبل وقوعه بأسبوع مثلاً ماذا سيحدث من متغيرات في الاعتصامات، ايش با يحدث من انضمامات، يعني يبدأ واحدة واحدة حتى يعطي المعتصم النفس الطويل حتى يقول المعتصم ان هؤلاء كلامهم مثبت على الواقع مائة في المائة وآخر شيء يحصل ان علي عبدالله صالح عيرحل عيرحل.. أو يقتل.. واحدة من الثنتين.
* هل سيقدرون على اجبار الرئيس على الرحيل أو قتله؟
- هذولا الثنتين ما يملكهن إلا الله.. أبداً لا يملكهن إلا الله.. الذي أنا اقتنعت به وجعلني أغير موقفي مائة في المائة حينما رأيت ان الاتكال أصبح على النفس ولم يعد الاتكال على الله.. والمروق من الدين خروج سريع.. حينما تقول ارحل، هل انت الله، حتى تُرحِّل حاكم؟!!.. يعني ما فيش لله مشيئة لا في الشعار ولا في إطلاق الكلمة ولا في الهدف.. حتى أننا نقول كم انتظرنا الله خلاص طال انتظارنا والله ما رحلوش لازم احنا من نرحله.
* ولكن الشيخ عبدالمجيد الزنداني قال ان خروج المواطنين للمطالبة بإسقاط النظام هو بمثابة الانتخابات؟
- الشيخ عبدالمجيد الزنداني تم احتوائه.. تم السيطرة على فكره وعرضوا له صور مما حصل في تونس ومصر وما كان لحركة الاخوان في اللحظات الأخيرة من لمسات وأطلعوه على ما سيتم في اليمن وان الأمور مسيطر عليها وانه في الأخير إذا لم يستجب الرئيس علي عبدالله صالح ستقوم طائرة من الحديدة تقصفه إلى داخل القصر، وعلي محسن سيتحرك إلى التلفزيون يعلن البيان رقم واحد وكل الدولة تحت اليد مقبوضة.....
طائرة الحديدة
* “مقاطعاً”.. لماذا من الحديدة؟
- لأنهم اختلفوا في صنعاء على انه ما تقوم الطائرة من صنعاء.
* منهم الذين اختلفوا؟
- علي محسن مع قيادات الطيران في صنعاء أو ان بينهم ما زال يشوبه نوع من الحذر، لكن في الحديدة تم التنصيب والتحميل والاتفاق وتحريك الطائرة لولا عناية الله في اللحظة الأخيرة قال علي عبدالله صالح لأحد قادة الحرس اطرح الدبابة في مدرج الطائرة.. فقط هذا هو الذي أعاق الحركة.
* أنت قلت ان الشيخ الزنداني تم احتوائه.. من قبل من؟
- من قبل قيادات الإصلاح وذلك لسبب مهم ووجيه.. السواد العام من الاخوان المسلمين ومن الإصلاح يثق بعبدالمجيد الزنداني أكثر مما يثق بالقيادات العاملة، وكان الزنداني قائد غير عامل ويعتبر انه مجنب.. وكان تضع له القاب في الجلسات المغلقة بمعنى انه (ملوِّز) أو جنان لوزي ومن هذا الكلام....
* “مقاطعاً”.. في الجلسات المغلقة لمن؟.. لقيادات الإصلاح؟
- للقيادات الوسطية والدنيا والتمهيدية في كل المناحل.. أصلاً التوعية العامة عند الاخوان أن أي شخص يخرج عن الجماعة يجب ان يكال إليه كل السباب ويجب ان يتعرض لكل الهزائم سواء في حياته أو في معيشته في كل شيء يجب ان يهزم ويجب ان يكون عبرة للآخرين على أساس يعمل حجب لا يتساقطوا القيادات الوسطية أو الدنيا أو كذا من الاخوان المسلمين، فيجب ان تكون مثل هذه الاحداث وقاية ضد التساقط.
* من خلال تجربتك مع الاخوان.. أين تتفق معهم وأين تختلف؟
- أنا اتفق معهم في الأصول العشرين واختلف معهم في الأساليب.
* على ماذا تنص الأصول العشرين.. اعطينا نموذج؟
- الأصول العشرين التي تنص على الحب بين الناس وعلى انك اخوان لست مميز عن غيرك.. يعني كل التنظيمات الإسلامية أو الحركات الإسلامية سواء سلفية أو اخوانية أو تبليغية أو تحريرية أياً كانت فأنت منهم وهم منك وهم يمثلونك وأنت تمثلهم.. في الأصول العشرين كلها.. وأيضاً الحفاظ على أي نظام والحفاظ على مقومات الأمم والحفاظ على الشوارع وتنظيفها والعمل على خدمة المواطنين وغيرها يعني مبادئ وقيم جديرة بأن يحتذى بها.. وأختلف معهم في التطبيق وفي التفكير الجديد.
* هل لأنهم لا يطبقون ما لديهم من مبادئ؟
- أصلاً الانقلاب الآن هو على المبادئ.. يعني كان من أول التطبيق قائم، وكنا كما ذكرت نحب علي عبدالله صالح أكثر من انفسنا لأن علي عبدالله صالح كان يحقق لنا ما لم يحققه غيره، حتى لو كان أخ مننا ما يقدر يحقق لنا مثل ما حققه لنا علي عبدالله صالح.
* الآن الانقلاب المفاجئ على الرئيس والشرعية الدستورية ما سببه؟
- الانقلاب المفاجئ ليس على علي عبدالله صالح فحسب، ولكن انقلاب حتى على مبادئنا، أولاً تأثرنا احنا بالهجمة القوية على الأمة العربية والإسلامية من قبل الغرب والاحتواء لمقدرات الأمم.. وأيضاً تأخرنا وتخلفنا لم نصل إلى السلطة بصورة علنية ومباشرة في أي بلد، فحاولنا بأن نغير الطريق ونسلك طريق مخالفة للقيم والمبادئ والشرع.. أيضاً اتفقنا مع الأعداء وتخلينا عن كل ما كنا ندافع عنه من حقوق للأمة ومن مدخرات ومن ثروات في باطن الأرض أو في خارجها وأعطيناها سهلة لأمريكا والاتحاد الأوربي.. وحققنا المطالب السهلة.. شوف أنا في قناة الإيمان تكلمت عن المكاسب المحققة للحركة الإسلامية مثلاً في قطر كأس العالم وقلت لهم سيتم سحبه.. قلت هذا الكلام بداية ما أعلن عن تنظيمه في قطر.. تكلمت عبر القناة وقلت سيتم سحب الكأس والله ما كنت أتوقع ان اسمع الاثنين الماضي من قناة “الجديد” وهي تنقل أقوال الصحف في بريطانيا وأمريكا وفرنسا والتي أكدت بأن الملف القطري بني على الفساد وتطالب بسحب كأس العالم من قطر.
* أنت تريد ان تقول ان الاخوان الذين كانوا يحاربون أمريكا والغرب وينتقدونهم الآن يسعون للتحالف معهم؟
- مش يسعون للتحالف، هم قد تحالفوا معاهم وقد وقعوا والوثائق موجودة، منها في الدنمارك ومنها في قبرص وهناك من الوثائق نفسها داخل الموساد الاسرائيلي وداخل المخابرات وثائق معمدة بالنجمة السداسية.
* إذاً نستطيع القول ان الاخوان المسلمين يعملون الآن لحساب أمريكا والغرب ومن يسمونهم بـ”الصليبيين”؟
- نعم يعملون لحساب أمريكا والدنمارك وهولندا ودول عدة خارجية.
* حتى إسرائيل؟
- حتى اسرائيل.
غزوة الحصبة
* الآن نتكلم عن الحصبة أو كما يسميها البعض غزوة الحصبة.. كيف تقرأها أنت كقيادي في حزب الإصلاح أو من منظورك الشخصي؟
- منظوري الشخصي ان ما يدور الآن في الحصبة كان ناتج عن طول انتظار.. سبقت المواعيد من قادة الإصلاح ومن قادة المشترك ان المسألة لن تستغرق سوى أيام وبعدها سيسقط النظام ولن تستمر شهور.. فطال الانتظار وازداد اللوم وحصل نوع من الغرور والتذمر لدى الجانب الذي يملك السلاح ويملك القوة بيت الأحمر.. أنا قلت في البداية ان هذا العمل لا يقدر عليه إلا الله.. الله سبحانه وتعالى يؤتي الحكم لمن يشاء وينزع الحكم ممن يشاء وهذه خاصة من خصوصيات الإله.. فحينما أوكلوا الموضوع لأنفسهم وجزموا انه سيتم في اليوم الفلاني إسقاط النظام فإذا الله سبحانه وتعالى يغير مجرى الأحداث كلها.. يعني في حوار داخلي حصل بيننا قلت ألا تروا ان الله سبحانه وتعالى راضٍ عن علي عبدالله صالح وأبقاه بينما استنفدنا كل الأساليب التي كانت أقوى وأشد مما تمت في تونس أو مصر، والمحاصرة التي تمت لا يمكن يقف أمامها أي إنسان، وإذا في نهاية المطاف الصحف العالمية والاخبار العلنية والاخبار السرية تشيد بعلي عبدالله صالح انه رجل دخل الأرقام القياسية من خلال الحنكة السياسية والمواجهة للأحداث ومن خلال الظهور الذي لم يسبقه زعيم.. قلت لهم ألا يكفي مثل هذا؟.
* قلت لمن هذا الكلام؟
- قلت هذا الكلام لبعض القيادات في الإصلاح التي تربطني بهم صلة قرابة وما زال بيني وبينهم تواصل.. قلت ألا يكفي مثل هذا الدليل ان احنا نحدد موقف؟.
* البعض يرى بأن أولاد الأحمر من خلال أعمالهم الإجرامية التي حدثت في الحصبة كشفوا عن وجههم الحقيقي الذي حاولوا اخفاؤه إلى ما بعد نجاح هذه الثورة؟
- أوافق من طرح هذا الرأي وأيضاً أزيدك من الشعر بيت.. الخلاف القائم أصلاً هو حول من سيقود، فكان المخطط لما بعد سقوط النظام أن يتم الاحتواء والحجب لكل قيادات المشترك.
* من كان يخطط لهذا الشيء هل حميد وصادق الأحمر أم حميد فقط؟
- حميد يحمل في قلبه أيضاً على صادق وعلى هاشم لأنه كان فيه 13 مليار دولار موجودة في بدروم العمارة بالحصبة.. الشيخ عبدالله أوصى ان هذا المبلغ مع الفلل الثلاث الموجودة مع القصر لصادق وهاشم وواحد ثالث من أبنائه.. فما زال حميد يتلهف.. يعني المبلغ كبير وضخم وأيضاً الشيخ عبدالله مقرطسها في شنط على ما طبعت لا دخلها بنك ولا وضعها في أي شيء.. هذه أيضاً خلقت نوع من الحقد عند حميد على صادق وهاشم أيضاً هم اخوة غير أشقاء.
* تقصد انه جرجر أو ورط صادق في هذه القضية للانتقام منه؟
- مش يشتي ينتقم وبس.. يشتي يتخلص أيضاً، وكان قصده ان المسألة سيتم التخلص منها بأسرع ما يمكن.. أيضاً حرض الأطراف الأخرى على عدم المشاركة.. فتلاحظ انه حتى المشترك لم يشارك لا بالمعتصمين ولا بالمسلحين.. لم يتعاونوا.. اللهم تعاون لوجستي بسيط.. هل تعلم ما معنى التعاون اللوجستي الذي يتعاونوا مع صادق هذه الأيام؟.. يعني يزودوه بالمعلومة، لأن الأحزاب تمتلك معلومة في مصدر اتخاذ القرار في أي مكان بحكم عناصرهم المنتشرة على مستوى الوطن وعلى مستوى القيادة المدنية والعسكرية.. فهم يمتلكوا المعلومة وبسهولة تصل اليهم فيتعاونوا بها وينقلوها فقط.
ضرب مركز القوى
* هل نجح حميد في توريط صادق؟
- هو أصلاً حميد قد تلقى الصدمة قبل ما يصدم صادق وغيره، لأنه حينما أنت تبيع اخوك تأكد انك بعت نفسك قبل بيعك لأخوك أياً كان.. لأنه الآن اكبر خطوة ايجابية اتخذتها الدولة هو ضرب مركز القوى “بيت الأحمر” ويعتبر مركز قوى للمشترك ومركز قوى للفساد ومركز قوى لتحطيم البلاد.. فالضربة لبيت الأحمر ضربة موفقة مائة في المائة ويعتبر القضاء على أولاد الأحمر مشروع يوازي مشروع الوحدة وبقية المنجزات التي حققها علي عبدالله صالح.
* خرج حميد وصادق وحسين بتصريحات لفضائيات تطاولوا فيها على شخص رئيس الجمهورية بألفاظ وعبارات خارجة عن نطاق الأدب.. ما تعليقك على ذلك؟
- شوف هم هكذا مكنوا الشعب وحتى قبيلة حاشد من عدم الرحمة أو التعاطف معهم وأيضاً علي محسن الأحمر أصدر التوجيهات الأخيرة “مساء الثلاثاء” للجنود المكلفين بحماية الاعتصامات بمنع أي واحد من بيت الأحمر أو من عصابتهم من دخول ساحة الاعتصام.
* لماذا؟
- لأنه يريد من الدولة أن تتخلص منهم وتنهيهم.. لأنهم ما زالوا حجر عثرة أمام الكل.. الآن لو بقوا سيبقى لهم حق المن وحق انهم المضحيين وانهم الذين قدموا الشهداء وانهم من قاوم بالسلاح وانهم عملوا ما لم يعمله غيرهم.
* هل ترى ان تطاولهم على رئيس الجمهورية نابع من حقد شخصي للرئيس وأبنائه أم تعويض لنقص يشعرون به في نفوسهم بحسب رأي البعض، أم قلة أدب؟
- شوف انت تقدر تجمعهن كلهن.. أولاً حينما تظل انت منتظر لهدف معين، وأنت تصرف أموالك وطاقتك وجهدك وأنت منتظر لصديق يأتي من مهجر أو حبيب يأتي اليك، هذا يولد عندك نفسية حاقدة تدمر كل شيء.. يعني علي عبدالله صالح بالنسبة لبيت الأحمر يعتبر نجمة مضيئة وجميلة بالنسبة لهم.. يعني أعطاهم ما لم يعطيهم أي رئيس يمني عبر التاريخ ومع ذلك تنكروا له وهذا ناتج عن حقد تم تعبئته وشحنه من خلال لقاءات المعارضة ومن خلال الدفع لايجاد الحقد والغيض للآخرين.
مواقف العلماء
* كيف تفسر مواقف العلماء من جرائم أولاد الأحمر في الحصبة.. إلى حد الآن لم نسمع منهم أي بيان يدين تلك الجرائم خصوصا والجميع شاهد اسرة كاملة بينها أطفال صغار قتلوا بقذائف عصابات أبناء الأحمر ناهيك عن قصف وتدمير ونهب عدد من الوزارات والمنشآت الحكومية؟
- العلماء ينقصهم حاجة واحدة.. ينقص العلماء عملية الجمع في الكلمة والرأي.. يعني الآن جمعية أو هيئة العلماء تعتبر مفرقة تماماً وليس لها ما يجمعها.. لو الآن تم اختيار نماذج من العلماء وتشكيل هيئة على مستوى الجمهورية ككل للتصدي للفتوى لأن الشعب اليمني ايضا شعب متدين كله وشعب ينقاد إلى كلمة العلماء وينفذها فالسيطرة الحزبية للعلماء اظهرت للشعب عامة سواء من كان مؤتمري أو إصلاح أو غير ذلك ان العلماء هم علماء الإصلاح، ناسيين ان هناك العلماء السلف والعلماء الزيدية والعلماء المعتزلة وغيرهم.. العلماء كثير بس الدولة مهملة هذا الجانب وعندهم الرأي كله وهناك من العلماء ايضاً من ما يعجبوش أصلاً ان يتصور أو ان يكون له صورة هذه بعض السلبيات.
* هل تقصد ان علماء الإصلاح انحازوا لانتمائهم السياسي وغلبوه على واجبهم الديني؟
- هؤلاء المنتميين سياسياً غلبوا الانتماء السياسي... وأيضاً المبررات الشرعية التي يجدونها في كل مخالفة لكتاب الله وسنة رسوله يجدونها في “الحرب خدعة” ويجدونها ايضا في (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان).. من أكره بقول كلمة الكفر وهذه أكبر كلمة ممكن يقولها واحد.
* كيف تفسر الانقلاب المفاجئ لعلي محسن واعلانه الانضمام إلى المعتصمين؟
- كما ذكرت سابقاً بالنسبة لعلي محسن وقيادات الإصلاح بشكل عام.. علي محسن يعتبر قائد عسكري محنك لكن الآن حينما بدأ يظهر في الساحة أولاد علي عبدالله صالح وبدأوا داخل قياداتهم العسكرية يحافظوا على نظام معين، كالأنظمة في كل مكان ومهما كان الذي بحسب النظام ان يتغير يغيروه ويأتي الذي بعده يحل محله وذلك في أي مستوى من القيادات.. فأصبح هذا النظام ممكن في أي يوم من الأيام ان يصل إلى الجهاز المدني، ففي هذه الحالة لن تصبح عشوائية في تولي المناصب، فيحصل على المنصب أي مواطن بحسب الطرق والأسس النظامية وبالتالي رأى المعارضين لهم انه أصبح لازم ان يتم التخلص من علي عبدالله صالح وأولاده بحيث يأتون بعلي محسن يبدأها من جديد.. من البداية يعني نشتي لنا 20 أو 30 سنة إلى ان نبدأ نضع أيدينا على نظام معين نريده نافع للشعب.
خلطة البيان رقم (1)
* البيان رقم (1) الذي أصدره علي محسن البعض قال بأن هذا البيان مثار للسخرية ومضحك في نفس الوقت؟
- “مقاطعاً” المسألة انه ما رضي يقول انه بيان.. هو خلط بين البيان والنداء.. يعني النداء هو استنجاد واستغاثة لكن البيان يكون من مصدر قوة وانك بينت ما خفي عن الاخرين.. فاذا بالبيان يتمخض ويقول نوجه رسالة الشكر لعبدالكريم الارياني وعبدربه منصور ومجور.. دليل الافلاس انه يريد ان يصور للشارع ويقول احنا نمارس الضغوط على مستوى عالي ولا تظنوا ان احنا ساكتين.. يعني هذا القصد من ذلك النداء أو البيان.. ما فيش واحد يقول بيان ونداء.. يعني هم أصلاً عادهم بحاجة إلى مدرسة للتعليم حتى يفهموا أيش معنى النداء.. النداء استغاثة لضعف، وهذا قال بيان ونداء هذا افلاس وعملية يصور فيها للشارع ان المسألة مفروغ منها وان القيادة أصبحت الآن منشغلة وتمارس رغبتهم هم وانهم متخفيين ومنكمشين وراء الجدران.. يا رجل هل تتصور أو يخطر في بالك ان مواطن يمني يتهرب ويتخلى ان يحضر مع رئيس الجمهورية لتوقيع مصالحة أو اتفاق في صالحه ومع رغبته ويتهرب من الحضور والتوقيع.. يعني هؤلاء حتى لو علي عبدالله صالح سلمهم مقاليد الحكم لن يستلموا.. انت تلاحظ مثلا انهم جاءوا بمرشح للانتخابات الرئاسية بن شملان وجاءوا الآن برئيس للحوار باسندوة الذي اسمه أصلاً شعلان.. يعني المسألة انهم مش اصحاب وعي ولا شيء.
* افهم من كلامك أنك تتفق مع من يقول ان الإصلاح والمشترك عموما يفتقدون حتى لشخصية قيادية كارزمية متفق عليها؟
- أكيد واشرح لك الاسباب التي تجعل الإصلاح يفتقد للشخصية القيادية وهو كان ايضا من أسباب خلافي معاهم.. اصلا لا تستطيع ان تفرز شخصية قيادية وانت تربيت في الغرف المغلقة على الجبن وعلى الخوف.. يعطيك جرع كل يوم من الخوف والجبن ويعمل لك المكائد أو يتبنى لك مكائد معينة على أساس انه لولا التنظيم “ان قد قتلوك ان قد كذا”، خاصة عندما يكون لك مركز قيادي في الدولة أو في أي مكان.. يظل يحتويك ويجبنك حتى يجعلك أهون من طفل.
حرب 94
* أنت شاركت في حرب 94م؟
- أنا كنت القائد الميداني للمعركة كاملة.
* من الذي عينك؟
- بدأت القيادة من ذمار من خلال اختياري من جماعة الاخوان حيث تم ترشيحي من قبل القيادة المحلية في محافظة ذمار وايضا كان معي مجاميع قبلية.. يعني لم أكن إلا بمفردي من الاخوان والباقي كانت مجاميع قبلية معي باعتباري أنا شيخهم وناس قريبهم وناس صديقهم ومن قرى مجاورة.
* وبعد ذلك؟
- قمنا بالقيادة فتم تنظيمنا على أساس قيادة واحدة محافظات إب وذمار وتعز.
* هل تم تنظيمكم على أساس فرق أم كتائب أم ماذا؟
- نظمنا كجيش مكون من ثلاث فرق وكل فرقة كنت أدخلها للمعركة 48 ساعة واقوم باعادتها للمؤخرة وادخال الفرقة الثانية خلال 24 ساعة.
* هؤلاء كانوا ممن ساهموا في القتال من الذين اسميتموهم بالمجاهدين والذين جاءوا من الاخوان المسلمين؟
- ما بش منهم من الاخوان ولا واحد.. أنا الوحيد الذي كنت من الاخوان المسلمين.
* ولكن انت قلت انك كنت القائد الميداني هل كنت القائد الميداني للمجاميع القبلية أم لمن؟
- هي كلها باسم الاخوان.. لكن الاخوان كان لهم مواقع في التخزين، في الحفاظ على الممتلكات، في توزيع التسليح في الأمور الادارية في الطهي والاشياء الادارية الأخرى.
* انت كنت قائد للمجاميع التي جاءت من ذمار فقط أم للمجاميع من اليمن كامل؟
- كنت قائد ميداني للمجاميع من المحافظات كلها وعاد كان جنبي اثنين قياديين ميدانيين على أساس ان احنا كنا نتبادل القيادة الميدانية لكي يأخذ كل واحد منا قسط من الراحة وكنت انا وما حد يقول انا ولا أمدح نفسي باعتباري كنت الموجة والمخطط وأيضا الموصل بين غرفة العمليات في القوات المسلحة وبين الميدان.
* إلى أين وصلت مع مجموعتك؟
- إلى ان دخلنا عدن ووضعت يدي انا على مبنى محافظة عدن بالكامل ووزعت فرق للحفاظ على المنشآت حسب ما قد وصلت لنا الفتوى انه جائز ما كان ملك للحزب الاشتراكي ان نقوم بنهبه.
* انتم قاتلتم بموجب فتوى أباحت لكم دماء وأملاك أبناء الجنوب؟
- بدون شك وفتوى مفسرة وموقعين عليها علماء الإصلاح كلهم بمن فيهم الزنداني.
* ألم تشعروا حينها بنوع من التناقض وانتم تدعون انكم تقاتلون من كنتم تسمونهم الشيوعيين فيما كان قائدكم صاحب الفتوى عبدالمجيد الزنداني حينها عضو مجلس رئاسة جنبا إلى جنب مع من تسمونهم الشيوعيين؟
- القضية انه تقع المصلحة هنا على طول وتنزل الفتوى تغطيها أو حينما تقع المصلحة يتم شرع الله عندنا.
* أين كان يتم تدريبكم عسكريا؟
- التدريب العسكري عندنا هو عبارة عن جزء داخل التنظيم من خلال المسؤول العسكري.. هذا المسؤول العسكري يحتفظ بالسلاح في المخازن وحينما يكون فيه موقف معين أو احتياج لنوع من السلاح هو من يعطيك السلاح على شرط انك تدفع الثمن الرمزي، بحيث انه يكون تمويه حتى داخل التنظيم يكون معلومات أي واحد يصل عند مكان معين وينقطع يعني لا تستطيع توصل للمعلومة إلى النهاية أبداً.
* هذا جزء من نظام الاخوان.. أنا أسألك عن التدريبات العسكرية للمجاميع في حرب 94م؟
- أكثر من كانوا من المقاتلين كانوا متدربين ومنهم من كانوا متدربين حتى على قيادة الدبابات والتعامل مع المدرعات، التعامل مع المدفعية التعامل مع كل أنواع الأسلحة لانهم ايضا من ضمن الجيش.
* هل كان ضمن القبليين المقاتلين من جاءوا من أفغانستان؟
- قليل.. صح معانا من حق أفغانستان بس لم يكونوا كثير.. كانوا قليل وكان عندهم تهور في القتال وتهور في المجازفة وأيضاً قساوة في التعامل.. يعني مثلاً كنا نحصل على أسرى وتعاملوا معاهم بجلافة وقساوة، فهذا كان يغيظني جداً وكنت أتعامل معاهم بالطيب والاحترام وأطلقهم في حينه، لأنه كنت أحس أننا يمنيين ولحمة واحدة.. هذا دائماً اختلافي مع اخواني الاخوان المسلمين من بداية التكوين.
* طبعاً عدن حينها تعرضت للنهب من قبل المجاهدين الذين اعتبروها غنيمة؟
- بدون شك بدون شك.. حتى انه حينما قمنا بالنهب اختلفت أنا مع عبدالولي الشميري لأن القيادة حقي كانت في مبنى النقل البري في الشيخ عثمان وكان هذا المبنى مليء بالمخازن.. يعني مخازن قطع غيار وأشياء بلا حساب.. جاء عبدالولي الشميري قدام المكتب وأنا داخل المكتب في يده عصا وجنبه اثنين مرافقين وركز العصا على الباب وقال لي عليك ان ترفع قواتك من هنا إلى المشاري يعني خارج عدن.. سألته ايش السبب يا فندم.. قال انت تنفذ أمر ارفع قواتك من هنا إلى المشاري.. قلت له قد الفتوى وصلت عندي ولن أسمح لك تأخذ حتى طفاية واحدة.. قال لا الفتوى موجودة معي أنا وسوف آخذ.. قلت له والله اني سوف اعملها و”أطيفر” دمك انت ومن معك هنا وسط الصالة واخليك عبرة ونكون احنا كقيادة اخوانية عبرة لغيرنا بأننا اقتتلنا على النهب.. فتدخلوا وتوسطوا بيننا الاخرين وكان يظن ان علاقتي مباشرة.. طبعاً انا كانت علاقتي بعلي محسن علاقة حميمة وكان ما حملت من منهوبات يعطيني التصاريح التي أريدها.
* هناك شخص اسمه ابو اللوجري أو مصطفى بادي كان الحارس الشخصي للزنداني وساهم في حرب 94 اتهم عبدالولي الشميري بأنه استولى على معظم الغنائم؟
- مش معظمها.. أخذها كلها بقاطرات.. أنا وضعت الغنائم في تعز وكانت على حراسة مني.. الغنائم كانت عبارة عن معدات مدنية وعسكرية وسيارات وقطع غيار ومعدات شيولات ومعدات ثقيلة وكل الانواع.. طبعاً الموضوع كان بالنسبة لي أنا بصدق وأمانة ما عندي نوع من الالتفاف أو الاحتواء لكن عبدالولي الشميري حملها إلى قريته لأن القرية قريبة من تعز.. حملها كلها إلى عنده في القرية واستولى عليها استيلاءً مطلقاً كاملة.
* هل خاطبتموه بعد الحرب؟
- لم يتم التخاطب معه والاخوان غضو الطرف لأنه كان سيدخلنا في أتون مشاكل لا حد لها من الاختلافات والاطماع والاهواء ففضلوا ان يتم السكوت عن الجميع.
5 أثوار
* حدثني عن القيادي في الإصلاح الذي كان ابنه مع ابنك قبل الحادث؟
- هذا ابنه كان مع ابني في نفس العمار واسمه حسن محمد اليعري.. هذا اتصل لي معزي وكان يضحك، فحينما اتصل لي قال لي إإتي بابنك نصلي عليه في الساحة ونتولى دفنه وسأعطيك خمسة أثوار.. طبعاً هذا مقابل اسمح أن يتم المظاهرة بابني الشهيد والصلاة عليه في ميدان الاعتصام.. فقلت له هل وصل بنا الجفاء إلى هذا المستوى؟.. بينما جاء لي قيادي آخر تكلم معي باسلوب لطيف.. قال لي أنا مقدر شعورك وأنت أب ومقدر حنقك وفراقك لنا وكذا وكذا لكن قد يكون لولدك رغبة بأن يصلى عليه في المعتصم فهل تحقق له هذه الرغبة؟.. قلت لن أحققها له والله لو لم أصلي عليه إلا بمفردي.
* هل كان المطلوب ان تتم الصلاة عليه في ساحة التغيير في صنعاء أم ساحة ذمار؟
- في صنعاء أو في ذمار.
الصحوة نت كاذبة
* لكن قرأنا في الصحوة نت خبر انه تم تشييع مهيب وكبير للشهيد مصطفى عبدالسلام البحري في ساحة التغيير بذمار؟
- كذبوا.. كذبوا.. الصحوة نت كاذبة وسهيل اذاعت الخبر وهي كاذبة وسوف أقاضيهم.. لأنه أقول لك كيف وقعت قصة مجيئة من البداية.. أنا نزلت يوم الخميس في المساء وقلت خلاص با اقبل آخذ ولدي على الحالة التي هو فيها ونزلناه على أساس الصباح وتم وضعه في سيارة الاسعاف ونزلت.. طبعا بحكم معرفة القيادة العسكرية والأمنية في ذمار ان انا قيادي اصلاحي وولدي قيادي اصلاحي وايضا دائما أنا وولدي نجلس في المواجهة ومثلما قلت لك معدومة عندهم الشجاعة في المواجهة، واحنا ما تعودناش الذل والخضوع ابداً لا للنظام ولا حتى للاخوان مهما كان.. فاحنا شبه مشهورين هكذا.. احتجزوا الجثة على مدخل ذمار طبعا احنا لم نعمل تصريح بالجثة من الفرقة وانما من النيابة المناوبة وبعد ذلك المحافظ جاء اعتذر وتأسف وقبر.
* أقصد الدفن والتشييع هل تم تشييعه في ساحة التغيير بذمار؟
- لا.. لا قلت لك هذا ما حصلش كذب كامل دفنته أنا شخصيا والمحافظ كان معي ولم يدخل ساحة التغيير مطلقا لم يقرب منها أبداً.
* سمعنا انكم التقيتم بعلي محسن وعرض عليكم مبالغ مالية؟
- علي محسن عرض مبلغ 500 الف ريال وهذا صحيح عرض على ابن أخي وليس أنا، أنا اتصلت به تلفون.
* ماذا قال لك؟
- تكلم معي كلام جاف وكأنه لا يعرفني قلت له يا فندم علي يمكن ما عاد عرفتني، قال لا والله أنا اعرفك وأنت في قلبي قلت له بس هذا مش خطاب مع واحد قتل ولده بهذه الصورة.. قال ادفن ولدك ذلحين مش وقت نقاش.
* مقابل ماذا عرض هذا المبلغ؟
- أنا مش داري ما هي النية للعرض وايضا هو قال لي بعدما تدفن ارجع إلى عندي، ربما فيه عروض على أساس مادية أو وظائف أو كذا وانا مش داري ما هو القصد من ورائها.
* لماذا تواصلتم مع علي محسن هل هو طرف أم ماذا؟
- لا.. أنا تواصلت مع علي محسن لأن الموضوع أريد ان أضع في يدي وثيقة على أساس تقديمي للدعوى بعد الدفن كوثيقة يقول علي محسن ابنك عندي وإلا المعتصمين يقولوا عندهم أو هذا أو ذاك يقول عندي.. لأن أنا سأبدا التقاضي مع أصغر عضو طلب ابني وأخذه إلى صنعاء.
- لم نخرج لاسقاط النظام.. وترحيل الرئيس امر لا يقدر عليه إلا الله
- الاخوان يعملون الآن لحساب أمريكا والدنمارك واسرائيل وحميد ورط صادق في معارك الحصبة للتخلص منه
- 51 شخصاً من ساحة الاعتصام بينهم ابني تم تصفيتهم في عمارة حميد الأحمر بعبوة ناسفة
- ثلاجات مشفى العلوم مليئة بالجثث واستعانوا بثلاجات منزلية
- «الاخوان» يجيدون الغدر والتآمر على من يخالفهم الرأي ولا يتورعون لحظة في الفتوى بهدر دمائهم
- قطع الطرقات وتفجير الأنفاق والكباري وتدمير المنشآت لا يمثل مشكلة لدى الاخوان المسلمين
- حركة الاخوان دفعت بعناصرها إلى “المؤتمر” لضربه من الداخل والإفساد في مفاصل الدولة وما زال هناك الكثيرون لم يستقيلوا
- قيادي اصلاحي اتصل بي يعزيني ويضحك وعرض عليَّ 5 أثوار مقابل السماح بتشييع ابني في ساحة التغيير بعد صلاة الجمعة
- الزنداني تم احتوائه والسيطرة عليه وقيادات في الإصلاح كانت تسخر منه وتقول ان فيه “جنان لوزي”
- الاخوان يعملون الآن لحساب أمريكا والدنمارك واسرائيل والوثائق موجودة في الموساد الصهيوني
- الإصلاح لجأ بانضمامه إلى المشترك لنفي اتهامه بالارهاب وعلاقته بالقاعدة
- محسن وحميد والمشترك خططوا لقصف القصر الجمهوري بطائرة تقلع من الحديدة.. والله ألهم الرئيس بوضع دبابة في مدرج الطائرة
- حميد الأحمر ورط صادق في معارك الحصبة للتخلص منه وحرض المشترك على عدم مساعدته
- الاخوان استغلوا طيبة الرئيس وعدم اتخاذ المعايير في الوظائف ليوصلوا عناصرهم إلى مراكز الدولة
الشيخ عبدالسلام قايد علي البحري، من مواليد 1967م بمحافظة ذمار.. درس القانون وتخرج من كلية الحقوق.. وفي الجانب السياسي أعجب بمبادئ الاخوان المسلمين فانضم لهم وواصل مشواره في الحركة حتى عين قائداً للفرق القبلية المقاتلة في حرب صيف 94.. وعندما انحرف الاخوان عن مبادئهم اختلف معهم وتركهم ولكنه ظل محافظاً على بقائه في حزب الإصلاح..
تعرض البحري لعدة مواقف انتقامية من عناصر في الاخوان. كان آخرها حادثة استشهاد نجله الأكبر مصطفى في عمارة تابعة للقيادي الاصلاحي حميد الأحمر.. والتي اثيرت حولها الكثير من الشبهات.
في هذا اللقاء الذي أجرته معه صحيفة “الجمهور” يتحدث الشيخ البحري عن حادثة استشهاد ابنه والكثير من أسرار وخفايا تنظيم الاخوان..
الحوار :
* حادثة استشهاد ابنك مصطفى في عمارة حميد الأحمر شابها كثير من اللغط حدثنا عنها بالتفصيل؟
- سوف أشرح القضية من بداية جذورها.. فباعتباري قيادي في الإصلاح من الطبيعي أن يكونوا أولادي تابعين لرغبتي.. فدفعت بهم من البداية على أساس أننا في تنظيم واحد.. طبعاً بدأت الاعتصامات.. وفي مدينة ذمار ساحة الاعتصام تقع بجوار منزلي تماماً.. فبدأت أتنقل بين خيام المعتصمين، أبيِّن الوضع الشرعي للاعتصام والأدلة الشرعية القطعية التي لا تبيح التلفظ بالألفاظ السيئة ولا تبيح أيضاً الخروج على الحاكم وأضع بين أيدي الجميع الأدلة التي يتم الاحتجاج بها من قبل العلماء.
* انت تقول بأنه لا يجوز الخروج عن الحاكم.. فلماذا دفعت بأولادك إلى الاعتصام من البداية؟
- نحن اندفعنا إلى الاعتصام بناءً على الدستور والقانون وبناءً على الأصول الشرعية.. أي المظلوم الذي يريد أن يبين (مظلمة) معينة، يضع (مظلمته) حتى تُعرف للجميع فينهي الاعتصام وتنتهي أيضاً المسيرة.. الغرض إظهار (المظلمة) فقط.. ليس الغرض من الاعتصام أو المسيرة إظهار فوضى أو إظهار رأي مغاير أو إظهار السباب ونحو ذلك.. لم يكن للاعتصام حتى في النصوص القانونية والدستورية، مبرر لا في اللفظ ولا في العمل ولا في المباشرة.
* هل تقصد ان الاعتصام لم يكن هدفه إسقاط النظام؟
- بالطبع.. لا في الدستور ولا في القانون.. لم نخرج لإسقاط النظام.. خرجنا مندفعين لإظهار مظالم معينة، وقد أكون انا أكثر الناس المظلومين وصاحب مطالب.. لدى رئاسة الجمهورية بالذات.
* نعود إلى تنقلك بين الخيام وتوضيح المخالفات الشرعية؟
- بدأت أوضح المخالفات الشرعية الناتجة عن الاعتصامات، من ضمنها ما ورد في التفسير للسيد قطب لقوله تعالى: (واتلوا عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاخلد إلى الأرض فأتبعه الشيطان، فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث).
فهذا سيد قطب طوَّل في هذا الموضوع واستطرد وأورد الأدلة القطعية التي لا تجيز للإنسان ان يتخلى عن منزله وبيته ويجعل من الشارع سكن ويلتصق التصاقاً مباشراً بالشارع... المثل لا يكون إلا للكلب.. وأيضاً عملية اللغو في الكلام والاستطراد في الحركة سواء أثناء المسيرة أو في الوقوف في المعُتَّصم.
* طبعاًَ هذا الأمر استاء منه قادة الإصلاح؟
- نعم استاؤا واشتكوا بي إلى ولدي مصطفى وهو أكبر أبنائي وأحبهم إلى قلبي.
* ماذا قالوا له؟
- قالوا له أن أبوك خرّب علينا الاعتصامات وأوقفها فترة قبل ان يعتصم الناس، وأثناء الاعتصامات الآن عمل على إبطالها وأوجد تساؤلات من الجميع لا نستطيع ان نجيب عليها وهذا يؤثر على توجه الحركة، فقام ابني بمساعدة اخوانه الباقين وعددهم جميعاً عشرة ثلاثة منهم في التنظيم قاموا جميعاً وبمساعدة أمهم ومساعدة البيت كله وتوسلوا اليَّ بأن أتركهم وشأنهم.. فمن باب الاندفاع واظهار الحق وقت الاحتياج، حاولت ان أصل إلى القنوات التلفزيونية حتى أبين ما أؤمن به.. فعندما طرحت لهم قلت لا يمكن للاختلاف بيني أنا وولدي، أو بيني أنا والتنظيم أن يفسد الود والاخاء الذي بيننا.. نختلف هذا شيء طيب لتقويم بعضنا، ولكن فهموا بالعكس أي كان الفهم مقلوب.. بالنسبة لأولادي نسقت أموري معهم، وبالنسبة لأتباعي من أنصاري داخل التنظيم بشكل عام تواصلنا ونسقنا أمورنا بصورة طيبة جداً.
تحريض الابن على أباه
* عندما يشتكوا بك إلى ابنك ألا يعتبر هذا تحريض للابن ضد والده؟
- فعلاً.. فيه تحريض لولا أني متفهم، وكان ممكن الأمور تصل إلى حد ارتكاب جريمة، يمكن أن تقتل ولدك، قد ربما ولدك لا يجرؤ على قتلك لكن أنت في حالة انفعال وتقدمك في السن وتعرضك لأمراض السكر والضغط وغيرها تدفع الإنسان في حالته اللاَّشعورية إلى ارتكاب جريمة قتل.. هذه كانت طبيعية.
* بعد ان تفاهمت مع ابنك هل حصلت قطيعة بينكما؟
- تفاهمت أنا وابني ثم حصلت القطيعة، وبعد ان حصلت القطيعة غادر البيت ولا أعرف إلى أين اتجه، ومكان الاعتصام بجواري وكل شوية يخرج اخوانه للبحث عنه ولكنهم لا يجدوه.
* كم غاب عنك أيام؟
- أسبوع أو عشرة أيام.
* وماذا حصل بعد ذلك؟
- بتلفونات من أمه وولده وزوجته وأنا وكثرة الرجاء، عاد إلى البيت.
* وماذا قال لكم؟
- بعد ان عاد الينا.. نزلت إليه في غرفة نومه، وجلسنا معاً وناقشنا عدة مواضيع بكل رويِّة، فقلت له يا ولدي ان كان ولا بد إلا ان تكون مع هؤلاء القوم الذي أبوك رفض ان يكون معهم فكن ملازم لأبناء قيادات الإصلاح، قد ربما يأتي من يغدر بك انتقاماً مني.. قال لي (كلامك هذا يا ابه بعيد ومستحيل وهذا خارج عن المنطق)، قلت أنا أؤمن ان كل أبناء ذمار يحبوك كما يحبون انفسهم لكن في صنعاء الوضع يختلف، إذا أنت في ذمار فلن أوصيك.. لكن لو كنت في صنعاء فالوضع يختلف وقد وصل بيني انا وهم من كمائن ومحاولة اغتيال إلى حد لا يمكن ان تتصوره.
* هل أخبرك أين كان مختفي خلال العشرة الأيام؟
- سألته أين كنت يا ولدي؟.. قال كنت في صنعاء مع الاخوان وأنا كذا وكذا ووضعي طبيعي ولا تقلق، قلت له قد اتيت ولن تعود معاهم، قال حاضر لن اعود.. فأنا غادرت البيت إلى صنعاء، وكان عندي تقريباً مقابلة في قناة الايمان مع بعض العلماء، ثم بلغني أنه أتى أحد الجيران صديق له يدعى خالد حداد قال له أين انت الناس يتصلوا والناس محتاجين لك ويريدونك، فبدون إذني خرج من البيت ولا أعلم إلى أين اتجه.. طبعاً الاتصالات ظلت جارية نتصل به على التلفون فلا يرد أبداً خارج نطاق التغطية هذا في اليوم الأول والثاني.. وفي اليوم الثالث من مغادرته المنزل ظللت في البيت في قلق واضطراب شديد.
* بعدما رجعت من صنعاء؟
- بعدما رجعت من صنعاء قلقت واضطربت حالتي النفسية واصبحت في حالة لا تتصورها حتى طلع الصباح.. فأخذت أم مصطفى من البيت وخرجنا إلى حديقة المنزل.. جلسنا تحت الشجرة نتجابر وقلت لها والله ان قلبي يضطرب وتحدثني نفسي أن مصطفى قد قتل، لأن تلك الليلة تم الضرب على بيت الأحمر وعلى المناطق المجاورة لها.. قالت لي تعوذ من الشيطان والموضوع مش هكذا ولا تتوقع كذا.. إلى أن وصلت الساعة العاشرة والنصف صباحاً وإذا بخاله يتصل لي ويقول لي ما عندك من خبر؟ قلت له ما عندي أي خبر.. قال فلان قال لفلان قال لفلان قال لفلان، حق أربعة أشخاص، ان ولدك قتل.. قلت طيب ليش هكذا بيتواصلوا الاخوان في صنعاء، وأرقام تلفوناتي عندهم ليش ما يتم الاتصال بي مباشرة؟
* لم يتصلوا بك مباشرة؟
- أبداً مع معرفتهم... بي... التعتيم هذا أخذ في نفسي، حتى انه وصل الخبر في استشهاد ابني إلى محافظة إب في نفس اللحظة.
* هل انتقلت بعدها إلى صنعاء؟
- لم انتقل إلى صنعاء إلا بعد ان انتظرت يوماً وبعض يوم.
* لماذا انتظرت.. هل لأنك لم تكن مصدِّق؟
- لا.. كنت مصدِّق ومؤمن، لكن قلت لهم خلاص الموضوع استشهد ولدي بصورة طبيعية اعطوني ولدي ادفنه في ذمار وأنا بانتظاركم.
* لمن قلت هذا الكلام؟
- لعيال أخي وولدي الثاني الذي أعطيته السيارة وقلت له انطلق إلى صنعاء، قال الطريق مقطوعة، قلت ما اعرفش حاجة مقطوعة.. اقتل، اسلب، اضرب، لازم توصل إلى عند اخوك تأتيني به حياً أو ميتاً.. ولدي اتحرك من ذمار وأنا بقيت منتظراً لأن رجلي لم تحملني حينها على السفر إلى صنعاء، وفي مساء نفس اليوم الساعة التاسعة بلغني ان أحد أقربائنا اسمه حسن حميد كان برفقته.. فاتصلت إلى البيت الذي ينام فيه بصنعاء، قلت اعطوني فلان، اعطوني إياه على التلفون وبدأت أطرح له اسئلة.. فبدأ يعطيني اجوبه مضطربة.. تارة يقول قتل في الفرقة، وبعدين قال قتل في الساحة أثناء العشاء، بعدها سألته أين كان موقعك قال في الدور الرابع، قلت له كيف في الدور الرابع وانتم في الساحة؟.. قال الساحة اربعة ادوار.. قلت له انت الآن أوجدت في نفسي ان ولدي تم اغتياله ولم يكن موت طبيعي.. فاضطررت في صباح اليوم الثاني أن اطلع إلى صنعاء وصلت إلى مستشفى العلوم والتكنولوجيا.. طبعاً قبل هذا عيال أخي وولدي وصلوا قبلي إلى المستشفى وقالوا لهم الولد مجهول وما نعرف وخذوه مننا على أساس انه يكون مجهول.. اما ان احنا نعطيكم بيانات ما فيش، وهم ايضا اتصلوا بي فطلعت يعني قد كان السبب متكرر فحينما وصلت إلى المستشفى سألتهم عن ولدي فبدأوا يعطوني اجوبة غير شافية قالوا مش موجود ولا نعرفه وكذا.. وعندما طلبت الشهود وطلبت الآخرين قال الشهود إلا أخذناه من حي النهضة والموضوع كذا وكذا.. بعدها اللي في المستشفى تذكروا.. قالوا خلاص يا أخي شل ولدك، طبعاً عندهم نماذج بيانات معدة مسبقاً لوقت الاصابة ولتقرير الطبيب الشرعي وللتشريح.
* هذه النماذج يمكن أن يمنحوها لأي جثة؟
- أي جثة.. مكتوب على هذه النماذج ان مكان الاستشهاد أو الموت في الشارع ولم يحددوا أي مكان في الشارع، الاصابة طلقة نارية، التشريح حسب الحالة.. يقول هكذا.. نماذج معدة، قلت له يا أخي اتقي الله أنا أب ومن حقي أن أطمئن وهذا كلام غير مجزي وانتم هكذا تتعاملوا مع الناس بالخطأ.. المهم أني أحرجت الاطباء، فقالوا يا أخي معنا تفويض من النيابة الخاصة بنا، ان احنا نعمل كل شيء.. وهذا تفويض ومعنا ثلاثة اطباء وكذا فقلت له قلدك الله هل لك خبرة في الطب الشرعي؟، قال لا.. قلت له هل لك خبرة في القضاء؟ قال لا.. قلت هل لك خبرة في تحليل الإصابات؟ قال لا.. فقلت كيف تعملوا هذا وتتحملوا ما لا تطيقوه.
في بناية حميد الأحمر
* وبعد ذلك؟
- بعدها حصل عندي ان مرحلة الشك زادت.. قلت أذهب إلى المكان الذي استشهد فيه ولدي.. وهي عمارة تابعة لحميد الأحمر في منطقة النهضة جوار جامعة الإيمان، فوجدت البناية محاطة بعدة بنايات وهي التي في السنتر أو النص، البنايات كلها بنايات خضر وكلها من أربعة ادوار.. قلت أيش حصل، قالوا جاء من نقم صاروخ أو قذيفة، ولكني حين استكشفت المكان لم أشاهد نقم ولا يستطيع أي شيء من نقم يوصل إلى عندك.. لأنه محجوب عنك رؤية نقم وحتى رؤية الفرقة الأولى مدرع نفسها.. الرؤية محجوبة بعدة عمائر.. والعمارة نفسها محاطة بعدة عمائر ولا يمكن لأي قذيفة أن تصل إليها.
* كم الفرق بين العمارة وأقرب عمارة لها؟
- الفرق قريب في حدود عشرة أو اثنا عشر متر فقط، وكل العمائر نموذج واحد أربعة ادوار.. نفس العمارة ووجدت ان التفجير من الداخل إلى الخارج.
* كيف استنتجت ذلك؟
- استنتجته من خلال الجدار الخارجي للعمارة حيث وجدته مقلوب من الداخل إلى الخارج.
* هل العمارة تضررت بشكل كبير؟
- الضرر منظم.. لم يكن كبير ولم يؤثر حتى على الذي فوق.. الأدوار التي فوق سليمة وأيضاً الدور الأرضي من الجهات الأربع، ولو كانت تعرضت لصاروخ لكان هناك مدخل للصاروخ أو القذيفة.. ولو كانت حتى مخزن للأسلحة كان الضرر عشوائي وكانت القذائف أثرت على المباني المجاورة.. وللعلم أنا كنت أيضاً في 94 القائد الميداني للمعارك حتى وصلت عدن ولدي خبرة في القتال وفي الأسلحة وفي اندفاعاتها وخبرة في التفجيرات العشوائية والتفجيرات المنظمة وحسابات الكمية المندفعة والعبوات وغير ذلك.
* افهم من كلامك ان ما حدث في البناية لم يكن قصف من صاروخ ولم يكن انفجار لمخزن أسلحة؟
- بالضبط مائة في المائة وأنا مسؤول عما أقول.
* إذاً ما الذي حدث بالضبط؟
- استطيع ان أقول انه كانت هناك عبوة معدة مسبقاً وبشكل منظم.. أيضاً كان هناك تقريباً استعانة بتفجير آخر من فوق طقم.. يعني تفجير داخل العمارة وتفجير مضاد فوق طقم في نفس اللحظة وبصاعق واحد.
* زملاء الشهيد أو من كانوا معه، ماذا قالوا لك.. ماذا كان يعمل في ذلك المكان؟
- شوف.. زملاء الشهيد الذين كانوا معه عددهم 50، لكن لم يصب واحد منهم، لأنه لم يكن معه وقت الحادثة ولا واحد منهم.. الذين قتلوا في العمارة الله أعلم كيف تم وضعهم في المكان.. يمكن وضعوا مقيدين أو مربوطين واحد وخمسين جثة تم مصادرتها ولولا أني لحقت جثة ابني كان يمكن مصادرتها ودفنها مع هذه الجثث بعد الصلاة عليها في ساحة التغيير جنب الجامعة.
تصفية خصوم
* هل تعتقد ان هؤلاء الضحايا كانوا معارضين لهم وأخذوهم من الساحة أم ماذا؟
- أنا أتوقع هكذا، لكن هذا الاعتقاد ما زال خاضع للبحث والتدقيق.. وأتوقع هكذا لأنه حتى ولدي يديه محروقة، وجسمه لا توجد فيه أي حروق.. حتى عندما اتصل لي هذا القيادي في الإصلاح واسمه حسن اليعري، أولاً أطلق ضحكات، قلت له يا أخي المعزي ما يضحك هكذا.. أي أطلق قهقهة غير عادية.. قال لي شوف أنا أخذت ولدي في اللحظة الأخيرة وكان ولدي جنب ولدك.. قلت له هات ولدك.. أخذت ولده وقلت له أين كان ابني قبل ما تغادر؟.. قال أنا غادرت قبل ما تتفجر العمارة بدقائق.. قلت أين كان ابني؟.. قال كان ابنك عند الباب.. قلت هل ابني كان مربوط اليدين؟.. قال لا.. قلت أسألك بالله أصدقني القول.. حاولت معه لكنه لم يصدقني القول ولم يقل لي ان ابني كان مربوط اليدين لأن يديه محروقة، وأيضاً كنت أشتي أتعرف من خلال اليدين لأنه عنده زيادة في اليدين.. أي الأصبع الذي فيه ثلاثة أعقاد هو عنده أربعة أعقاد، وكان عنده أصبع سادس زايد.. ولكن اليدين التي كنت أشتي اعرف الإشارة منهن احترقت.
* طيب ماذا قال لك هذا الشاب.. ما الذي كان في العمارة؟
- قلت له ليش تركت العمارة؟.. قال: “أنا قلت أنا مضايق من هذه العمارة ما أشتيهاش”.. لكن جاء ولدي الثاني بعدي وسأل أيضاً زملاء ابني والذين أعطوه الملابس، قال لهم ان حسن يعري قال ان ابنه غادر العمارة قبل دقائق من الانفجار.. قالوا له صح كان عندنا بلاغ ان العمارة ستتفجر وان احنا نبتعد عنها وابتعدنا عنها.. هذا كلام من الأفراد أنفسهم.
* هل تعتقد انه تم استدراج ابنك مثلاً إلى تلك العمارة للانتقام منك أنت؟
- أنا هكذا أتوقع انه انتقام مني.. استدرجوا ابني ولم يكن برضا من المعتصمين في ذمار لانهم يحبوا ابني.. استدرجوه إلى صنعاء لانهم في ذمار ما يستطيعوا يعملوا شيء.
* أنت قلت انه كان هناك حوالي 50 جثة أين شاهدت هذه الجثث؟
- شاهدتها في المستشفى.. الثلاجات ملان كلها واستعانوا بثلاجات منزلية ووضعوا الجثث فيها.. والطبيب نفسه قال واحد وخمسين جثة كم أجلس أفرزها لك لما أعطي لك القرار الطبي أو أعطي لك الورقة الشرعية أو كذا ما معك مني إلا هذا الكلام تأخذ ورقة نموذجية وامشي.
* ما قد يؤكد صحة كلامك بأن قناة “سهيل” لم يعرضوا مكان الانفجار إطلاقاً.. لو كانت تعرضت لصاروخ كانوا عرضوه وبشكل مستمر؟
- نعم.. أيضاً لما سمعوا المقابلة حقي في التلفزيون والنقاط التي تحدثت بها انه ليس ناتج عن تفجير مخزن ولا قذيفة ساقطة، عملوا تفجير آخر في نفس المكان.
* لماذا؟
- لتغطية المعالم لأني طالبت بتحقيقات دولية، قلت أنا ألزم الدولة وأطلب منها أن تأتي بمحققين دوليين يبحثوا ويشرحوا الجثث مهما كان ومن ارتكب الجرم هذا يحاسب.
* تقصد انك لن تسكت عن هذا الحادث؟
- أبداً.
* من ستقاضي، قادة الإصلاح أم حميد الأحمر؟
- أنا سأقاضي الجميع.. أولاً أبدأ المقاضاة من الذي استدعى ولدي وهو يأتي بمن سلمه له، وكل من سلم يأتي بالآخر حتى أصل إلى الجاني.
* في تصريح لك لفضائية اليمن قلت أنك كنت تخشى ان يتم الغدر بابنك ونصحته بأن يبقى بجانب نجل أحد قيادات الإصلاح؟
- أكيد.. أكيد هذا كان شرطي على ولدي.
* ما مصدر الخوف.. هل سبق وتعرضت للغدر؟
- أنا تعرضت لاتصالات وتعرضت أيضاً لمحاولة استدراجي إلى أماكن عدة.. أنا أعرف الأساليب كلها.
محاولة الاغتيال
* قلت انك تعرضت لمحاولة اغتيال؟
- نعم.
* متى؟
- هذا كان في الأسابيع الأولى من بداية الاعتصامات.. بعدما ظهرت على قناة “سبأ” وقلت قلدني الله بذمتي هذه ان علي عبدالله صالح مظلوم واحنا في المعارضة الظلمة.
* وكيف كانت محاولة الاغتيال؟
- محاولة الاغتيال جهزوا لي اثنين على خرجتي من التلفزيون عند اللفة على أساس أوقف عند تفتيش الشرطة وهناك يتم إطلاق النار.. أنا انتبهت للموضوع قبل حصوله، عرفت الأشخاص الذين يلاحقوني من اليوم الأول.
* هل تعرفهم مسبقاً؟
- اعرفهم وأرقامهم عندي إلى الآن وبلَّغت بهم للجهات الرسمية وللدولة والأمن والشرطة.. حتى أني بلغت تحويلة رئيس الجمهورية قلت فلان وفلان وهذه أرقامهم.
* هل هم منتمون إلى الاخوان؟
- نعم اعرفهم معرفة حقيقية.. هم من إب.
* عندما انتبهت لمحاولة اغتيالك ماذا فعلت؟
- عندما انتبهت قلت لولدي دور بالسيارة قبل ما نوصل مكان التوقيف.. دورنا بالسيارة وطلع من فوق الرصيف وهربت منهم من الجهة الثانية.
غدر وتآمر
* بصراحة يا شيخ عبدالسلام.. هناك الكثير ممن كانوا قيادات في الاخوان المسلمين واستقالوا أكدوا في حوارات أجريناها معهم ان الاخوان المسلمين يجيدون الغدر والتآمر على من يخالفهم الرأي خصوصاً إذا كان من يخالفهم الرأي من التنظيم نفسه؟
- وأنا أؤيد كلامهم.. لأن لديهم تبريرات شرعية لمثل هذه المحاولات أو لمثل هذه الإجراءات.
* هم قالوا أيضاً ان مشائخهم أو علمائهم لا يتورعون لحظة في إصدار فتوى دينية بحق من يخالفهم الرأي وقد تصل تلك الفتاوى إلى حد إهدار الدماء أو التكفير وغير ذلك؟
- أصلاً المحاولات أو الفتاوى مثل هذه تأتي تحت مبرر الهدف السامي أو الهدف العظيم أو إقامة الدولة الإسلامية أو كذا فلا يهم ان تتم مثل هذه الأمور، فالله غفور رحيم وينظر إلى هدفك الأكبر والمصلحة العامة التي تقدمها للأمة!!.
* حتى لو كان هذا الهدف يتعارض في إجراءاته وأساليبه مع المبادئ الإسلامية؟
- حتى وإن تعارض مع ما هو معروف من الدين بالضرورة.
* كيف؟
- يعني مثلاً جريمة قتل معينة.. القتل حرام بكل المقاييس، لكن يقول لك إذا كان القتل هذا سيؤدي إلى مصلحة الأمة والى أشياء تحقق للأمة هدف معين تنشده الحركة وتريده فليس هناك مانع.. حتى ان في بعض الأصول للتربية الاخوانية مثل كتب لمفكرين إسلاميين من الاخوان يبيح ويجيز قطع الطرقات وتفجير الأنفاق والكباري وتدمير المنشآت.. فهذه ليست مشكلة عندهم، طالما وهذا الشيء يخدم هدف الحركة ويمنع عنها وصول الضرر.. ما دام يجلب النفع أو يدفع الضرر.
* مراقبون سياسيون قالوا ان الاستقالات الجماعية التي قدمها قيادات اخوانية كانت قد انضمت إلى المؤتمر مثل نصر طه مصطفى وفارس السقاف وغيرهما.. هذا دليل على ان تنظيم الاخوان دفع بهم لضرب المؤتمر من الداخل؟
- شوف أشتي أقول حاجة هامة.. علي عبدالله صالح كان بيد الاخوان يتحكموا فيه كيفما يريدون لعدة عوامل منها استبقاء علي عبدالله صالح على بطانة جامدة.. أي أنه لم يكن يغير البطانة التي حوله كل فترة وفترة.. ألفهم والفوه، فهذه البطانة يتم احتوائهم بالمادة أو بكذا على أساس يمرروا أي عضو من الاخوان المسلمين يريدونه في المنصب الفلاني في قيادة الدولة، والآن لم يستقيلوا كلهم.. ما زال هناك الكثير من الاخوانيين في المؤتمر واحتفظ أنا بأسماء كثيرة.
* هل تتفق مع المحللين السياسيين ان هؤلاء كان هدفهم الضرب من الداخل؟
- نعم وعاد الأخطر من هذا انهم يساومونك بالتوظيف.. الحركة تقول لك نحن سنوظفك في المنصب الفلاني وللوقت الذي نريدك تنسحب.
التوظيف أصلاً محدد لك وعادك في الشارع.. أنا في إحدى المقابلات تكلمت وقلت بأنهم استغلوا طيبة علي عبدالله صالح وعدم اتخاذ المعايير في الوظائف العامة، استغلوها حتى يوصلوا قياداتهم أو قيادات منهم أو عناصر منهم إلى الأماكن التي يريدونها، بهدف أن يتم القبض على مفاصل الدولة، وأيضاً إيجاد نوع من التذمر عند الشعب من ممارسة بعض الفساد على أساس تجي الانتخابات القادمة تقوض النظام الموجود وأنت تحصل على الأغلبية.. من خلال وجودك في مفاصل الدولة ونشر الفساد فيها توصل المواطن إلى قاسم مشترك بينك وبينه ان النظام فاسد وان الأجهزة الأمنية والقضائية وكل الأجهزة فاسدة.
ابتعدت عن الاخوان
* هل ما زلت إلى الآن منتمياً إلى الاخوان؟
- بالنسبة للاخوان أنا ابتعدت عنهم، لكن كتنظيم إصلاح ما زلت محتفظ بالإصلاح لأنهم في حالة ان تجتمع الأحزاب تحت تنظيم لقاء مشترك هذا نوع من أنواع الحل طبقاً لقانون الأحزاب الصادر عام 91م.
* هل تقصد حل للأوضاع أم ماذا؟
- لا.. حل للحزب.. يعتبر الحزب منحل ومقراته غير شرعية عندما يندمج حزبين أو أكثر وتعتبر الأحزاب محلولة كلها.
* إذا لماذا لجأ الإصلاح إلى الانضمام للناصري والاشتراكي؟
- شوف هم عملوا اللقاء المشترك واعتمدوا على الفقرة الثامنة من قانون الأحزاب والتي نصها يقول: “لكل حزب ان يلتقي مع أي حزب غير يمني على شرط ان يكون اللقاء بالتكافؤ”.. يعني حزب غير يمني وليس يمني.. بحيث لا تصير أنت تابع لأي حزب خارجي، فهذه المادة طبقوها على اللقاء المشترك بحيث انه يظل يأخذ الدعم من خزينة الدولة وتظل مقرات كل حزب قائمة.. مع انه حين تعلن انضمامك تحت اطار أو حزب أو لقاء أو تجمع، فتعتبر الأحزاب ومقراتها غير شرعية والحزب محلول.. أي ان هذا الكلام مش في مادة واحدة ولكن في سبع مواد من القانون، وكلها تنص على ذلك.. أنواع الحل يكون إذا حل الحزب نفسه أو التقى مع حزب آخر.. أما مع حزب غير يمني يظل حزبك قائم لأنه لقاء تكافؤ.. يعني مثلاً تلاحظ التكافؤ حتى في رئاسة المشترك.. حزب معه مقعد أو حتى غير ممثل في مجلس النواب تجد انه يأخذ رئاسة دورة متساوية مع حزب الإصلاح الذي يملك أربعين أو خمسين مقعد.
الإصلاح قبل الوضع هذا مع أحزاب غير متكافئة على أساس يعمل الثورية أو يعمل ستار من الهجمات الشرسة من العالم على ان حزب الإصلاح ينتمي إلى تنظيم أصولي اخواني ولهم أهداف مع تنظيم القاعدة، ومع كذا.. فهذا كان عبارة عن وقاية وستر، لكن كان داخل الحزب تعميم فيما بين القيادات أو بين القيادات الوسطية انه لا تقلقوا من انضمامنا مع من اختلفنا معاهم في العقيدة والأهداف، انما هي مرحلة تحقق هدف لنا ولكن حينما نصل احنا سنقوم بمسحهم وإخلائهم من الوجود.
* افهم ان الإصلاح إذا وصلوا إلى السلطة فإن أول عمل سيكون مسح الشركاء؟
- هم الآن أساس الخطة انهم هم الوحيدون الذين يصلون إلى السلطة لم يكن للذين حولهم أي مشاركة.. بقية أحزاب المشترك معظمهم لا يعلموا بالاستقالات التي تحدثت عنها ولا يعلموا كم عدد الاخوان الموجودين في القيادات العسكرية، ولا يعلموا كم عدد الموجودين في القيادات المدنية.. معظم المشترك لا يعلمون أيش الجديد.. المشترك الآن بعد الإصلاح.. الإصلاح هو الذي يحدد ما الذي سيحصل.. يحدد لك نبأ قبل وقوعه بأسبوع مثلاً ماذا سيحدث من متغيرات في الاعتصامات، ايش با يحدث من انضمامات، يعني يبدأ واحدة واحدة حتى يعطي المعتصم النفس الطويل حتى يقول المعتصم ان هؤلاء كلامهم مثبت على الواقع مائة في المائة وآخر شيء يحصل ان علي عبدالله صالح عيرحل عيرحل.. أو يقتل.. واحدة من الثنتين.
* هل سيقدرون على اجبار الرئيس على الرحيل أو قتله؟
- هذولا الثنتين ما يملكهن إلا الله.. أبداً لا يملكهن إلا الله.. الذي أنا اقتنعت به وجعلني أغير موقفي مائة في المائة حينما رأيت ان الاتكال أصبح على النفس ولم يعد الاتكال على الله.. والمروق من الدين خروج سريع.. حينما تقول ارحل، هل انت الله، حتى تُرحِّل حاكم؟!!.. يعني ما فيش لله مشيئة لا في الشعار ولا في إطلاق الكلمة ولا في الهدف.. حتى أننا نقول كم انتظرنا الله خلاص طال انتظارنا والله ما رحلوش لازم احنا من نرحله.
* ولكن الشيخ عبدالمجيد الزنداني قال ان خروج المواطنين للمطالبة بإسقاط النظام هو بمثابة الانتخابات؟
- الشيخ عبدالمجيد الزنداني تم احتوائه.. تم السيطرة على فكره وعرضوا له صور مما حصل في تونس ومصر وما كان لحركة الاخوان في اللحظات الأخيرة من لمسات وأطلعوه على ما سيتم في اليمن وان الأمور مسيطر عليها وانه في الأخير إذا لم يستجب الرئيس علي عبدالله صالح ستقوم طائرة من الحديدة تقصفه إلى داخل القصر، وعلي محسن سيتحرك إلى التلفزيون يعلن البيان رقم واحد وكل الدولة تحت اليد مقبوضة.....
طائرة الحديدة
* “مقاطعاً”.. لماذا من الحديدة؟
- لأنهم اختلفوا في صنعاء على انه ما تقوم الطائرة من صنعاء.
* منهم الذين اختلفوا؟
- علي محسن مع قيادات الطيران في صنعاء أو ان بينهم ما زال يشوبه نوع من الحذر، لكن في الحديدة تم التنصيب والتحميل والاتفاق وتحريك الطائرة لولا عناية الله في اللحظة الأخيرة قال علي عبدالله صالح لأحد قادة الحرس اطرح الدبابة في مدرج الطائرة.. فقط هذا هو الذي أعاق الحركة.
* أنت قلت ان الشيخ الزنداني تم احتوائه.. من قبل من؟
- من قبل قيادات الإصلاح وذلك لسبب مهم ووجيه.. السواد العام من الاخوان المسلمين ومن الإصلاح يثق بعبدالمجيد الزنداني أكثر مما يثق بالقيادات العاملة، وكان الزنداني قائد غير عامل ويعتبر انه مجنب.. وكان تضع له القاب في الجلسات المغلقة بمعنى انه (ملوِّز) أو جنان لوزي ومن هذا الكلام....
* “مقاطعاً”.. في الجلسات المغلقة لمن؟.. لقيادات الإصلاح؟
- للقيادات الوسطية والدنيا والتمهيدية في كل المناحل.. أصلاً التوعية العامة عند الاخوان أن أي شخص يخرج عن الجماعة يجب ان يكال إليه كل السباب ويجب ان يتعرض لكل الهزائم سواء في حياته أو في معيشته في كل شيء يجب ان يهزم ويجب ان يكون عبرة للآخرين على أساس يعمل حجب لا يتساقطوا القيادات الوسطية أو الدنيا أو كذا من الاخوان المسلمين، فيجب ان تكون مثل هذه الاحداث وقاية ضد التساقط.
* من خلال تجربتك مع الاخوان.. أين تتفق معهم وأين تختلف؟
- أنا اتفق معهم في الأصول العشرين واختلف معهم في الأساليب.
* على ماذا تنص الأصول العشرين.. اعطينا نموذج؟
- الأصول العشرين التي تنص على الحب بين الناس وعلى انك اخوان لست مميز عن غيرك.. يعني كل التنظيمات الإسلامية أو الحركات الإسلامية سواء سلفية أو اخوانية أو تبليغية أو تحريرية أياً كانت فأنت منهم وهم منك وهم يمثلونك وأنت تمثلهم.. في الأصول العشرين كلها.. وأيضاً الحفاظ على أي نظام والحفاظ على مقومات الأمم والحفاظ على الشوارع وتنظيفها والعمل على خدمة المواطنين وغيرها يعني مبادئ وقيم جديرة بأن يحتذى بها.. وأختلف معهم في التطبيق وفي التفكير الجديد.
* هل لأنهم لا يطبقون ما لديهم من مبادئ؟
- أصلاً الانقلاب الآن هو على المبادئ.. يعني كان من أول التطبيق قائم، وكنا كما ذكرت نحب علي عبدالله صالح أكثر من انفسنا لأن علي عبدالله صالح كان يحقق لنا ما لم يحققه غيره، حتى لو كان أخ مننا ما يقدر يحقق لنا مثل ما حققه لنا علي عبدالله صالح.
* الآن الانقلاب المفاجئ على الرئيس والشرعية الدستورية ما سببه؟
- الانقلاب المفاجئ ليس على علي عبدالله صالح فحسب، ولكن انقلاب حتى على مبادئنا، أولاً تأثرنا احنا بالهجمة القوية على الأمة العربية والإسلامية من قبل الغرب والاحتواء لمقدرات الأمم.. وأيضاً تأخرنا وتخلفنا لم نصل إلى السلطة بصورة علنية ومباشرة في أي بلد، فحاولنا بأن نغير الطريق ونسلك طريق مخالفة للقيم والمبادئ والشرع.. أيضاً اتفقنا مع الأعداء وتخلينا عن كل ما كنا ندافع عنه من حقوق للأمة ومن مدخرات ومن ثروات في باطن الأرض أو في خارجها وأعطيناها سهلة لأمريكا والاتحاد الأوربي.. وحققنا المطالب السهلة.. شوف أنا في قناة الإيمان تكلمت عن المكاسب المحققة للحركة الإسلامية مثلاً في قطر كأس العالم وقلت لهم سيتم سحبه.. قلت هذا الكلام بداية ما أعلن عن تنظيمه في قطر.. تكلمت عبر القناة وقلت سيتم سحب الكأس والله ما كنت أتوقع ان اسمع الاثنين الماضي من قناة “الجديد” وهي تنقل أقوال الصحف في بريطانيا وأمريكا وفرنسا والتي أكدت بأن الملف القطري بني على الفساد وتطالب بسحب كأس العالم من قطر.
* أنت تريد ان تقول ان الاخوان الذين كانوا يحاربون أمريكا والغرب وينتقدونهم الآن يسعون للتحالف معهم؟
- مش يسعون للتحالف، هم قد تحالفوا معاهم وقد وقعوا والوثائق موجودة، منها في الدنمارك ومنها في قبرص وهناك من الوثائق نفسها داخل الموساد الاسرائيلي وداخل المخابرات وثائق معمدة بالنجمة السداسية.
* إذاً نستطيع القول ان الاخوان المسلمين يعملون الآن لحساب أمريكا والغرب ومن يسمونهم بـ”الصليبيين”؟
- نعم يعملون لحساب أمريكا والدنمارك وهولندا ودول عدة خارجية.
* حتى إسرائيل؟
- حتى اسرائيل.
غزوة الحصبة
* الآن نتكلم عن الحصبة أو كما يسميها البعض غزوة الحصبة.. كيف تقرأها أنت كقيادي في حزب الإصلاح أو من منظورك الشخصي؟
- منظوري الشخصي ان ما يدور الآن في الحصبة كان ناتج عن طول انتظار.. سبقت المواعيد من قادة الإصلاح ومن قادة المشترك ان المسألة لن تستغرق سوى أيام وبعدها سيسقط النظام ولن تستمر شهور.. فطال الانتظار وازداد اللوم وحصل نوع من الغرور والتذمر لدى الجانب الذي يملك السلاح ويملك القوة بيت الأحمر.. أنا قلت في البداية ان هذا العمل لا يقدر عليه إلا الله.. الله سبحانه وتعالى يؤتي الحكم لمن يشاء وينزع الحكم ممن يشاء وهذه خاصة من خصوصيات الإله.. فحينما أوكلوا الموضوع لأنفسهم وجزموا انه سيتم في اليوم الفلاني إسقاط النظام فإذا الله سبحانه وتعالى يغير مجرى الأحداث كلها.. يعني في حوار داخلي حصل بيننا قلت ألا تروا ان الله سبحانه وتعالى راضٍ عن علي عبدالله صالح وأبقاه بينما استنفدنا كل الأساليب التي كانت أقوى وأشد مما تمت في تونس أو مصر، والمحاصرة التي تمت لا يمكن يقف أمامها أي إنسان، وإذا في نهاية المطاف الصحف العالمية والاخبار العلنية والاخبار السرية تشيد بعلي عبدالله صالح انه رجل دخل الأرقام القياسية من خلال الحنكة السياسية والمواجهة للأحداث ومن خلال الظهور الذي لم يسبقه زعيم.. قلت لهم ألا يكفي مثل هذا؟.
* قلت لمن هذا الكلام؟
- قلت هذا الكلام لبعض القيادات في الإصلاح التي تربطني بهم صلة قرابة وما زال بيني وبينهم تواصل.. قلت ألا يكفي مثل هذا الدليل ان احنا نحدد موقف؟.
* البعض يرى بأن أولاد الأحمر من خلال أعمالهم الإجرامية التي حدثت في الحصبة كشفوا عن وجههم الحقيقي الذي حاولوا اخفاؤه إلى ما بعد نجاح هذه الثورة؟
- أوافق من طرح هذا الرأي وأيضاً أزيدك من الشعر بيت.. الخلاف القائم أصلاً هو حول من سيقود، فكان المخطط لما بعد سقوط النظام أن يتم الاحتواء والحجب لكل قيادات المشترك.
* من كان يخطط لهذا الشيء هل حميد وصادق الأحمر أم حميد فقط؟
- حميد يحمل في قلبه أيضاً على صادق وعلى هاشم لأنه كان فيه 13 مليار دولار موجودة في بدروم العمارة بالحصبة.. الشيخ عبدالله أوصى ان هذا المبلغ مع الفلل الثلاث الموجودة مع القصر لصادق وهاشم وواحد ثالث من أبنائه.. فما زال حميد يتلهف.. يعني المبلغ كبير وضخم وأيضاً الشيخ عبدالله مقرطسها في شنط على ما طبعت لا دخلها بنك ولا وضعها في أي شيء.. هذه أيضاً خلقت نوع من الحقد عند حميد على صادق وهاشم أيضاً هم اخوة غير أشقاء.
* تقصد انه جرجر أو ورط صادق في هذه القضية للانتقام منه؟
- مش يشتي ينتقم وبس.. يشتي يتخلص أيضاً، وكان قصده ان المسألة سيتم التخلص منها بأسرع ما يمكن.. أيضاً حرض الأطراف الأخرى على عدم المشاركة.. فتلاحظ انه حتى المشترك لم يشارك لا بالمعتصمين ولا بالمسلحين.. لم يتعاونوا.. اللهم تعاون لوجستي بسيط.. هل تعلم ما معنى التعاون اللوجستي الذي يتعاونوا مع صادق هذه الأيام؟.. يعني يزودوه بالمعلومة، لأن الأحزاب تمتلك معلومة في مصدر اتخاذ القرار في أي مكان بحكم عناصرهم المنتشرة على مستوى الوطن وعلى مستوى القيادة المدنية والعسكرية.. فهم يمتلكوا المعلومة وبسهولة تصل اليهم فيتعاونوا بها وينقلوها فقط.
ضرب مركز القوى
* هل نجح حميد في توريط صادق؟
- هو أصلاً حميد قد تلقى الصدمة قبل ما يصدم صادق وغيره، لأنه حينما أنت تبيع اخوك تأكد انك بعت نفسك قبل بيعك لأخوك أياً كان.. لأنه الآن اكبر خطوة ايجابية اتخذتها الدولة هو ضرب مركز القوى “بيت الأحمر” ويعتبر مركز قوى للمشترك ومركز قوى للفساد ومركز قوى لتحطيم البلاد.. فالضربة لبيت الأحمر ضربة موفقة مائة في المائة ويعتبر القضاء على أولاد الأحمر مشروع يوازي مشروع الوحدة وبقية المنجزات التي حققها علي عبدالله صالح.
* خرج حميد وصادق وحسين بتصريحات لفضائيات تطاولوا فيها على شخص رئيس الجمهورية بألفاظ وعبارات خارجة عن نطاق الأدب.. ما تعليقك على ذلك؟
- شوف هم هكذا مكنوا الشعب وحتى قبيلة حاشد من عدم الرحمة أو التعاطف معهم وأيضاً علي محسن الأحمر أصدر التوجيهات الأخيرة “مساء الثلاثاء” للجنود المكلفين بحماية الاعتصامات بمنع أي واحد من بيت الأحمر أو من عصابتهم من دخول ساحة الاعتصام.
* لماذا؟
- لأنه يريد من الدولة أن تتخلص منهم وتنهيهم.. لأنهم ما زالوا حجر عثرة أمام الكل.. الآن لو بقوا سيبقى لهم حق المن وحق انهم المضحيين وانهم الذين قدموا الشهداء وانهم من قاوم بالسلاح وانهم عملوا ما لم يعمله غيرهم.
* هل ترى ان تطاولهم على رئيس الجمهورية نابع من حقد شخصي للرئيس وأبنائه أم تعويض لنقص يشعرون به في نفوسهم بحسب رأي البعض، أم قلة أدب؟
- شوف انت تقدر تجمعهن كلهن.. أولاً حينما تظل انت منتظر لهدف معين، وأنت تصرف أموالك وطاقتك وجهدك وأنت منتظر لصديق يأتي من مهجر أو حبيب يأتي اليك، هذا يولد عندك نفسية حاقدة تدمر كل شيء.. يعني علي عبدالله صالح بالنسبة لبيت الأحمر يعتبر نجمة مضيئة وجميلة بالنسبة لهم.. يعني أعطاهم ما لم يعطيهم أي رئيس يمني عبر التاريخ ومع ذلك تنكروا له وهذا ناتج عن حقد تم تعبئته وشحنه من خلال لقاءات المعارضة ومن خلال الدفع لايجاد الحقد والغيض للآخرين.
مواقف العلماء
* كيف تفسر مواقف العلماء من جرائم أولاد الأحمر في الحصبة.. إلى حد الآن لم نسمع منهم أي بيان يدين تلك الجرائم خصوصا والجميع شاهد اسرة كاملة بينها أطفال صغار قتلوا بقذائف عصابات أبناء الأحمر ناهيك عن قصف وتدمير ونهب عدد من الوزارات والمنشآت الحكومية؟
- العلماء ينقصهم حاجة واحدة.. ينقص العلماء عملية الجمع في الكلمة والرأي.. يعني الآن جمعية أو هيئة العلماء تعتبر مفرقة تماماً وليس لها ما يجمعها.. لو الآن تم اختيار نماذج من العلماء وتشكيل هيئة على مستوى الجمهورية ككل للتصدي للفتوى لأن الشعب اليمني ايضا شعب متدين كله وشعب ينقاد إلى كلمة العلماء وينفذها فالسيطرة الحزبية للعلماء اظهرت للشعب عامة سواء من كان مؤتمري أو إصلاح أو غير ذلك ان العلماء هم علماء الإصلاح، ناسيين ان هناك العلماء السلف والعلماء الزيدية والعلماء المعتزلة وغيرهم.. العلماء كثير بس الدولة مهملة هذا الجانب وعندهم الرأي كله وهناك من العلماء ايضاً من ما يعجبوش أصلاً ان يتصور أو ان يكون له صورة هذه بعض السلبيات.
* هل تقصد ان علماء الإصلاح انحازوا لانتمائهم السياسي وغلبوه على واجبهم الديني؟
- هؤلاء المنتميين سياسياً غلبوا الانتماء السياسي... وأيضاً المبررات الشرعية التي يجدونها في كل مخالفة لكتاب الله وسنة رسوله يجدونها في “الحرب خدعة” ويجدونها ايضا في (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان).. من أكره بقول كلمة الكفر وهذه أكبر كلمة ممكن يقولها واحد.
* كيف تفسر الانقلاب المفاجئ لعلي محسن واعلانه الانضمام إلى المعتصمين؟
- كما ذكرت سابقاً بالنسبة لعلي محسن وقيادات الإصلاح بشكل عام.. علي محسن يعتبر قائد عسكري محنك لكن الآن حينما بدأ يظهر في الساحة أولاد علي عبدالله صالح وبدأوا داخل قياداتهم العسكرية يحافظوا على نظام معين، كالأنظمة في كل مكان ومهما كان الذي بحسب النظام ان يتغير يغيروه ويأتي الذي بعده يحل محله وذلك في أي مستوى من القيادات.. فأصبح هذا النظام ممكن في أي يوم من الأيام ان يصل إلى الجهاز المدني، ففي هذه الحالة لن تصبح عشوائية في تولي المناصب، فيحصل على المنصب أي مواطن بحسب الطرق والأسس النظامية وبالتالي رأى المعارضين لهم انه أصبح لازم ان يتم التخلص من علي عبدالله صالح وأولاده بحيث يأتون بعلي محسن يبدأها من جديد.. من البداية يعني نشتي لنا 20 أو 30 سنة إلى ان نبدأ نضع أيدينا على نظام معين نريده نافع للشعب.
خلطة البيان رقم (1)
* البيان رقم (1) الذي أصدره علي محسن البعض قال بأن هذا البيان مثار للسخرية ومضحك في نفس الوقت؟
- “مقاطعاً” المسألة انه ما رضي يقول انه بيان.. هو خلط بين البيان والنداء.. يعني النداء هو استنجاد واستغاثة لكن البيان يكون من مصدر قوة وانك بينت ما خفي عن الاخرين.. فاذا بالبيان يتمخض ويقول نوجه رسالة الشكر لعبدالكريم الارياني وعبدربه منصور ومجور.. دليل الافلاس انه يريد ان يصور للشارع ويقول احنا نمارس الضغوط على مستوى عالي ولا تظنوا ان احنا ساكتين.. يعني هذا القصد من ذلك النداء أو البيان.. ما فيش واحد يقول بيان ونداء.. يعني هم أصلاً عادهم بحاجة إلى مدرسة للتعليم حتى يفهموا أيش معنى النداء.. النداء استغاثة لضعف، وهذا قال بيان ونداء هذا افلاس وعملية يصور فيها للشارع ان المسألة مفروغ منها وان القيادة أصبحت الآن منشغلة وتمارس رغبتهم هم وانهم متخفيين ومنكمشين وراء الجدران.. يا رجل هل تتصور أو يخطر في بالك ان مواطن يمني يتهرب ويتخلى ان يحضر مع رئيس الجمهورية لتوقيع مصالحة أو اتفاق في صالحه ومع رغبته ويتهرب من الحضور والتوقيع.. يعني هؤلاء حتى لو علي عبدالله صالح سلمهم مقاليد الحكم لن يستلموا.. انت تلاحظ مثلا انهم جاءوا بمرشح للانتخابات الرئاسية بن شملان وجاءوا الآن برئيس للحوار باسندوة الذي اسمه أصلاً شعلان.. يعني المسألة انهم مش اصحاب وعي ولا شيء.
* افهم من كلامك أنك تتفق مع من يقول ان الإصلاح والمشترك عموما يفتقدون حتى لشخصية قيادية كارزمية متفق عليها؟
- أكيد واشرح لك الاسباب التي تجعل الإصلاح يفتقد للشخصية القيادية وهو كان ايضا من أسباب خلافي معاهم.. اصلا لا تستطيع ان تفرز شخصية قيادية وانت تربيت في الغرف المغلقة على الجبن وعلى الخوف.. يعطيك جرع كل يوم من الخوف والجبن ويعمل لك المكائد أو يتبنى لك مكائد معينة على أساس انه لولا التنظيم “ان قد قتلوك ان قد كذا”، خاصة عندما يكون لك مركز قيادي في الدولة أو في أي مكان.. يظل يحتويك ويجبنك حتى يجعلك أهون من طفل.
حرب 94
* أنت شاركت في حرب 94م؟
- أنا كنت القائد الميداني للمعركة كاملة.
* من الذي عينك؟
- بدأت القيادة من ذمار من خلال اختياري من جماعة الاخوان حيث تم ترشيحي من قبل القيادة المحلية في محافظة ذمار وايضا كان معي مجاميع قبلية.. يعني لم أكن إلا بمفردي من الاخوان والباقي كانت مجاميع قبلية معي باعتباري أنا شيخهم وناس قريبهم وناس صديقهم ومن قرى مجاورة.
* وبعد ذلك؟
- قمنا بالقيادة فتم تنظيمنا على أساس قيادة واحدة محافظات إب وذمار وتعز.
* هل تم تنظيمكم على أساس فرق أم كتائب أم ماذا؟
- نظمنا كجيش مكون من ثلاث فرق وكل فرقة كنت أدخلها للمعركة 48 ساعة واقوم باعادتها للمؤخرة وادخال الفرقة الثانية خلال 24 ساعة.
* هؤلاء كانوا ممن ساهموا في القتال من الذين اسميتموهم بالمجاهدين والذين جاءوا من الاخوان المسلمين؟
- ما بش منهم من الاخوان ولا واحد.. أنا الوحيد الذي كنت من الاخوان المسلمين.
* ولكن انت قلت انك كنت القائد الميداني هل كنت القائد الميداني للمجاميع القبلية أم لمن؟
- هي كلها باسم الاخوان.. لكن الاخوان كان لهم مواقع في التخزين، في الحفاظ على الممتلكات، في توزيع التسليح في الأمور الادارية في الطهي والاشياء الادارية الأخرى.
* انت كنت قائد للمجاميع التي جاءت من ذمار فقط أم للمجاميع من اليمن كامل؟
- كنت قائد ميداني للمجاميع من المحافظات كلها وعاد كان جنبي اثنين قياديين ميدانيين على أساس ان احنا كنا نتبادل القيادة الميدانية لكي يأخذ كل واحد منا قسط من الراحة وكنت انا وما حد يقول انا ولا أمدح نفسي باعتباري كنت الموجة والمخطط وأيضا الموصل بين غرفة العمليات في القوات المسلحة وبين الميدان.
* إلى أين وصلت مع مجموعتك؟
- إلى ان دخلنا عدن ووضعت يدي انا على مبنى محافظة عدن بالكامل ووزعت فرق للحفاظ على المنشآت حسب ما قد وصلت لنا الفتوى انه جائز ما كان ملك للحزب الاشتراكي ان نقوم بنهبه.
* انتم قاتلتم بموجب فتوى أباحت لكم دماء وأملاك أبناء الجنوب؟
- بدون شك وفتوى مفسرة وموقعين عليها علماء الإصلاح كلهم بمن فيهم الزنداني.
* ألم تشعروا حينها بنوع من التناقض وانتم تدعون انكم تقاتلون من كنتم تسمونهم الشيوعيين فيما كان قائدكم صاحب الفتوى عبدالمجيد الزنداني حينها عضو مجلس رئاسة جنبا إلى جنب مع من تسمونهم الشيوعيين؟
- القضية انه تقع المصلحة هنا على طول وتنزل الفتوى تغطيها أو حينما تقع المصلحة يتم شرع الله عندنا.
* أين كان يتم تدريبكم عسكريا؟
- التدريب العسكري عندنا هو عبارة عن جزء داخل التنظيم من خلال المسؤول العسكري.. هذا المسؤول العسكري يحتفظ بالسلاح في المخازن وحينما يكون فيه موقف معين أو احتياج لنوع من السلاح هو من يعطيك السلاح على شرط انك تدفع الثمن الرمزي، بحيث انه يكون تمويه حتى داخل التنظيم يكون معلومات أي واحد يصل عند مكان معين وينقطع يعني لا تستطيع توصل للمعلومة إلى النهاية أبداً.
* هذا جزء من نظام الاخوان.. أنا أسألك عن التدريبات العسكرية للمجاميع في حرب 94م؟
- أكثر من كانوا من المقاتلين كانوا متدربين ومنهم من كانوا متدربين حتى على قيادة الدبابات والتعامل مع المدرعات، التعامل مع المدفعية التعامل مع كل أنواع الأسلحة لانهم ايضا من ضمن الجيش.
* هل كان ضمن القبليين المقاتلين من جاءوا من أفغانستان؟
- قليل.. صح معانا من حق أفغانستان بس لم يكونوا كثير.. كانوا قليل وكان عندهم تهور في القتال وتهور في المجازفة وأيضاً قساوة في التعامل.. يعني مثلاً كنا نحصل على أسرى وتعاملوا معاهم بجلافة وقساوة، فهذا كان يغيظني جداً وكنت أتعامل معاهم بالطيب والاحترام وأطلقهم في حينه، لأنه كنت أحس أننا يمنيين ولحمة واحدة.. هذا دائماً اختلافي مع اخواني الاخوان المسلمين من بداية التكوين.
* طبعاً عدن حينها تعرضت للنهب من قبل المجاهدين الذين اعتبروها غنيمة؟
- بدون شك بدون شك.. حتى انه حينما قمنا بالنهب اختلفت أنا مع عبدالولي الشميري لأن القيادة حقي كانت في مبنى النقل البري في الشيخ عثمان وكان هذا المبنى مليء بالمخازن.. يعني مخازن قطع غيار وأشياء بلا حساب.. جاء عبدالولي الشميري قدام المكتب وأنا داخل المكتب في يده عصا وجنبه اثنين مرافقين وركز العصا على الباب وقال لي عليك ان ترفع قواتك من هنا إلى المشاري يعني خارج عدن.. سألته ايش السبب يا فندم.. قال انت تنفذ أمر ارفع قواتك من هنا إلى المشاري.. قلت له قد الفتوى وصلت عندي ولن أسمح لك تأخذ حتى طفاية واحدة.. قال لا الفتوى موجودة معي أنا وسوف آخذ.. قلت له والله اني سوف اعملها و”أطيفر” دمك انت ومن معك هنا وسط الصالة واخليك عبرة ونكون احنا كقيادة اخوانية عبرة لغيرنا بأننا اقتتلنا على النهب.. فتدخلوا وتوسطوا بيننا الاخرين وكان يظن ان علاقتي مباشرة.. طبعاً انا كانت علاقتي بعلي محسن علاقة حميمة وكان ما حملت من منهوبات يعطيني التصاريح التي أريدها.
* هناك شخص اسمه ابو اللوجري أو مصطفى بادي كان الحارس الشخصي للزنداني وساهم في حرب 94 اتهم عبدالولي الشميري بأنه استولى على معظم الغنائم؟
- مش معظمها.. أخذها كلها بقاطرات.. أنا وضعت الغنائم في تعز وكانت على حراسة مني.. الغنائم كانت عبارة عن معدات مدنية وعسكرية وسيارات وقطع غيار ومعدات شيولات ومعدات ثقيلة وكل الانواع.. طبعاً الموضوع كان بالنسبة لي أنا بصدق وأمانة ما عندي نوع من الالتفاف أو الاحتواء لكن عبدالولي الشميري حملها إلى قريته لأن القرية قريبة من تعز.. حملها كلها إلى عنده في القرية واستولى عليها استيلاءً مطلقاً كاملة.
* هل خاطبتموه بعد الحرب؟
- لم يتم التخاطب معه والاخوان غضو الطرف لأنه كان سيدخلنا في أتون مشاكل لا حد لها من الاختلافات والاطماع والاهواء ففضلوا ان يتم السكوت عن الجميع.
5 أثوار
* حدثني عن القيادي في الإصلاح الذي كان ابنه مع ابنك قبل الحادث؟
- هذا ابنه كان مع ابني في نفس العمار واسمه حسن محمد اليعري.. هذا اتصل لي معزي وكان يضحك، فحينما اتصل لي قال لي إإتي بابنك نصلي عليه في الساحة ونتولى دفنه وسأعطيك خمسة أثوار.. طبعاً هذا مقابل اسمح أن يتم المظاهرة بابني الشهيد والصلاة عليه في ميدان الاعتصام.. فقلت له هل وصل بنا الجفاء إلى هذا المستوى؟.. بينما جاء لي قيادي آخر تكلم معي باسلوب لطيف.. قال لي أنا مقدر شعورك وأنت أب ومقدر حنقك وفراقك لنا وكذا وكذا لكن قد يكون لولدك رغبة بأن يصلى عليه في المعتصم فهل تحقق له هذه الرغبة؟.. قلت لن أحققها له والله لو لم أصلي عليه إلا بمفردي.
* هل كان المطلوب ان تتم الصلاة عليه في ساحة التغيير في صنعاء أم ساحة ذمار؟
- في صنعاء أو في ذمار.
الصحوة نت كاذبة
* لكن قرأنا في الصحوة نت خبر انه تم تشييع مهيب وكبير للشهيد مصطفى عبدالسلام البحري في ساحة التغيير بذمار؟
- كذبوا.. كذبوا.. الصحوة نت كاذبة وسهيل اذاعت الخبر وهي كاذبة وسوف أقاضيهم.. لأنه أقول لك كيف وقعت قصة مجيئة من البداية.. أنا نزلت يوم الخميس في المساء وقلت خلاص با اقبل آخذ ولدي على الحالة التي هو فيها ونزلناه على أساس الصباح وتم وضعه في سيارة الاسعاف ونزلت.. طبعا بحكم معرفة القيادة العسكرية والأمنية في ذمار ان انا قيادي اصلاحي وولدي قيادي اصلاحي وايضا دائما أنا وولدي نجلس في المواجهة ومثلما قلت لك معدومة عندهم الشجاعة في المواجهة، واحنا ما تعودناش الذل والخضوع ابداً لا للنظام ولا حتى للاخوان مهما كان.. فاحنا شبه مشهورين هكذا.. احتجزوا الجثة على مدخل ذمار طبعا احنا لم نعمل تصريح بالجثة من الفرقة وانما من النيابة المناوبة وبعد ذلك المحافظ جاء اعتذر وتأسف وقبر.
* أقصد الدفن والتشييع هل تم تشييعه في ساحة التغيير بذمار؟
- لا.. لا قلت لك هذا ما حصلش كذب كامل دفنته أنا شخصيا والمحافظ كان معي ولم يدخل ساحة التغيير مطلقا لم يقرب منها أبداً.
* سمعنا انكم التقيتم بعلي محسن وعرض عليكم مبالغ مالية؟
- علي محسن عرض مبلغ 500 الف ريال وهذا صحيح عرض على ابن أخي وليس أنا، أنا اتصلت به تلفون.
* ماذا قال لك؟
- تكلم معي كلام جاف وكأنه لا يعرفني قلت له يا فندم علي يمكن ما عاد عرفتني، قال لا والله أنا اعرفك وأنت في قلبي قلت له بس هذا مش خطاب مع واحد قتل ولده بهذه الصورة.. قال ادفن ولدك ذلحين مش وقت نقاش.
* مقابل ماذا عرض هذا المبلغ؟
- أنا مش داري ما هي النية للعرض وايضا هو قال لي بعدما تدفن ارجع إلى عندي، ربما فيه عروض على أساس مادية أو وظائف أو كذا وانا مش داري ما هو القصد من ورائها.
* لماذا تواصلتم مع علي محسن هل هو طرف أم ماذا؟
- لا.. أنا تواصلت مع علي محسن لأن الموضوع أريد ان أضع في يدي وثيقة على أساس تقديمي للدعوى بعد الدفن كوثيقة يقول علي محسن ابنك عندي وإلا المعتصمين يقولوا عندهم أو هذا أو ذاك يقول عندي.. لأن أنا سأبدا التقاضي مع أصغر عضو طلب ابني وأخذه إلى صنعاء.
تعليق