بيان تحريم المظاهرات
والرد على المبتدع الفتان
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ستفترق أمّتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة)) قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: ((الجماعة)) صححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" رقم: 304 ولفظ ((الجماعة)) تفسره الرواية الأخرى الحسنة ((هي ما أنا عليه وأصحابي)) راجع كتاب صلاة العيدين للألباني (ص: 46).
ومن تلك الفرق الضالة التي فارقت جماعة المسلمين وخالفت ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم: فرقة تسمى (الإخوان المسلمون) وهي فرقة أسسها في مصر رجل صوفي اسمه حسن البنا ، عنده من الكفريات ما الله به عليم حتى إنه يعتقد أن الرسول صلى الله عليه وسلم يحضر معهم احتفال المولد!! بل ويغفر لهم الذنوب !! والعياذ بالله ، قال حسن البنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
هذا الحبيب في الأحباب قد حضرا ** وسامح الكل عن ما مضى وجرى
ومما اشتهر عن هذه الفرقة الضالة: سب الصحابة رضي الله عنهم بطرق خفية ماكرة ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه)) [رواه البخاري ، رقم:3470] أي: لو أنفق أحدنا مثل جبل أحد من الذهب صدقة في سبيل الله ، لما بلغ في الأجرِ كأجر الصحابي الذي ينفق مدّا (وهو ملئ الكفين) أو نصف مدّ (وهو ملئ الكف الواحدة) لقوة إخلاصهم ويقينهم.
ومع هذا نرى (الإخوانيين) الحزبيين يسبونهم ، كما فعل كاتبهم (خالد محمد خالد) في كتابه "رجال حول الرسول" وكما يفعل اليوم إمام مسجد عمر بن الخطاب بجيجل المسمى (ناصر) وهو ناصر للبدعة ، وقد كان جلبه إلى هذا المسجد فتحا لباب شر عظيم ، فهو من المشهورين في بلدية (الطاهير) بإقامته للمواسم البدعية: كالمولد والنصف من شعبان ، وجمعة رجب . . . وغيرها من البدع التي لم يعرفها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه رضي الله عنهم ، ومن طعنه في الصحابة رضي الله عنهم: ذكره للقصة الباطلة المنكرة عن الصحابي الجليل ثعلبة بن حاطب رضي الله عنه (وهو ممن شهد غزوة بدر) ووصفه له بالنفاق والعياذ بالله ، وقد ردّ عليه أخونا نسيم الجنحي وفقه الله في مقال نشر في شبكة العلوم السلفية ووُزِعَ على شكل مطوية.
واليوم في خطبة الجمعة يخرج علينا هذا الضال المبتدع ببدعة جديدة هي: تجويز المظاهرات !!! واتهام الصحابة بها.
وقد أفتى بتحريمها العلماء الأجلاء ، ومنهم الإمام عبد العزيز ابن باز رحمه الله ، كما في "مجموع فتاوى ابن باز" (الجزء:6 الصفحة: 418) و (الجزء:8 الصفحة: 245) و (الجزء:27 الصفحة: 164) والإمام الألباني رحمه الله في "شرح الطحاوية" (ص: 69) والشيخ الإمام مقبل الوادعي رحمه الله في كتابه "تحفة المجيب" وكاتبه "غارة الأشرطة" وكتابه "قمع المعاند" والعلامة محمد بن صالح العثيمين كما في "أسئلة المناهج الجديدة" (ص: 234) والشيخ العلامة أحمد النجمي في "المورد العذب الزلال" (ص:228) والشيخ صالح الفوزان كما في "أسئلة المناهج الجديدة" (ص:232) أمّا فضيلة الشيخ يحيى الحجوري حفظه الله فإن كلامه في إنكار هذا المنكر كثير جدا وغني عن الإشارة.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: ((ويلحق بهذا الباب ما قد يفعله بعض الناس من المظاهرات التي قد تسبب شرا عظيما على الدعاة ، فالمسيرات في الشوارع والهتافات والمظاهرات ليست هي الطريق للإصلاح والدعوة , فالطريق الصحيح بالزيارة والمكاتبة التي هي أحسن , فتنصح الرئيس والأمير وشيخ القبيلة بهذا الطريق لا بالعنف والمظاهرة , فالنبي صلى الله عليه وسلم مكث في مكة ثلاث عشرة سنة لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات ولم يهدد الناس بتخريب أموالهم واغتيالهم .)) أهـ
وسبب تحريم العلماء للمظاهرات أن فيها:
- معصية ولي الأمر ، قال الله تعالى: ﴿وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وألي الأمر منكم﴾
-فتح باب للتعصب المذموم.
-إضعاف الدولة المسلمة وتمزقها وتسلط الأعداء عليها.
-زعزة الأمن واتشار الخوف.
-أذية المسلمين بقطر الطرقات وغير ذلك من الأذى.
-عدم التقيد بنصائح العلماء.
-تدمير الاقتصاد وسبب لحلول الفقر.
-اختلاط الرجال بالنساء.
-ولا فائدة في هذه المظاهرات بحال من الأحوال ، بل قد أثبتت التجربة خطرها على الأمّة وأنّ فيها شرا عظيما ، ومن استقرأ الحوادث واعتبر بالتاريخ رأى هذا رأي العين ، وعلم يقينا أن ضررها أكبر من نفعها -هذا على تقدير النفع- فما بالك ولا نفع ؟!! فقد حدثت مظاهرات في أكتوبر 88 فهل كانت فيها فائدة ؟؟! وحدثت بعدها مظاهرات ومسيرات برئاسة قادة التنظيم البدعي الحزبي (الفيس) فهل كانت فيها فائدة ؟؟! وحصلت مظاهرات هذا العام فهل كانت فيها فائدة ؟؟! نعم . . . قتِل المسلمون وخرّبت البلاد ودُمّر الاقتصاد وذبح الأخ أخاه ، وسبحنا في الدم عشر سنوات ، وكانت البداية (مظاهرة سلمية).
إن العلماء ليسوا غافلين عن أحوال بلدان المسلمين وما يجري فيها ، ومع هذا لم ينصحوا بالمظاهرات ولا الاعتصامات ، وهم أهل الفقه والأثر ، وأهل الرأي والنظر ، قال الله عنهم: ﴿فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون﴾ نعم . . . شجع على المظاهرات داعية الفساد (يوسف القرضاوي) الذي يبيح الغناء ويستمع إلى غناء (أم كلثوم) و (فائزة أحمد) ويقول: (إخواننا المسيحيون) ويقول: (نحيي إسرائيل على ما فعلت) أي على انتخابهم لشارون ، وله صور مع علماء اليهود منشورة معروفة متداولة في الأنترنت ، ومثل هذا لا يلتفت لقوله ولا يأخذ برأيه فهو من الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون ، وحسبه شرًّا أنه من حزب (الإخوان المسلمين) ولا حزبية في الإسلام.
وقد استدل (ناصر) البدعة بقصة كاذبة ظنها تنجيه ، وهذه حالة الغريق الذي يتعلق بأي شيء ولو بعود القش ظنا أنّه منجيه، وهذه القصة هي قصة خروج المسلمين في مكة في صفين ، في الصف الأول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وفي الثاني حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ، فقال (ناصر) هذه مظاهرة = المظاهرات تجوز!! ونردّ عليه بأن هذه القصه -على شهرتها- غيرة ثابتة بل سندها ضعيف جدًّا ففيه إسحاق بن عبد الله ابن أبي فروة ، قال عنه الإمام البخاري: ((تركوه)) أي: تركه العلماء لأنه ضعيف ، وقال عنه الإمام أحد ابن حنبل: ((لا تحل عندي الرواية عنه)) وقال الإمام الألباني: ((كذّبه بعضهم)) أي: بعض العلماء حكموا عليه بالكذب ، وقد فصل القول في تضعيف هذه القصة الإمام الألباني رحمه الله في "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة" (رقم: 6531) فليرجع إليه من أراد زيادة الفائدة ، انظر يا (ناصر) من تقارع؟؟! إنهم العلماء الأعلام.
هذا هو منهج العلماء ، وهذا هو علم الحديث ، أمّا (الإخوانيون) فإنّهم جهال بكتاب الله ، جهال بسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، لم يخرج منهم محدّث أبدا ، لا علم لهم بالشرع ، ولا همّ لهم إلاّ جمع الأموال والجري وراء الكراسي والمناصب ، وصاحبنا (ناصر) معروف بجمع الأموال والتسول وإحراج الناس بالصناديق والأكياس ، ومن يدري لعله يصل إلى درجة يفرض فيها (الدفع المسبق) على كلّ من أراد أن يدخل المسجد ، وهذا من أقوى ما ينفر الناس عن الإسلام ، ولنا معه إن شاء الله صولة وجولة أخرى ، وإنما اقتصر على هذا القدر لضيق الوقت وكثرة المشاغل ، لكن:
إن عادت العقرب عدنا لها * * وكانت النعل لها جاهزة.
كتبه: ياسر الجيجلي
تعليق