كفاك سفهاً يا (قرضاوي)
بقلم فضيلة الشيخ سليم بن عيد الهلالي السلفي
بقلم فضيلة الشيخ سليم بن عيد الهلالي السلفي
ولئلا يظن هو وأتباعه أن سكوتنا هو عجز عن تفنيد دعاواه، ونقض فتاواه، وبيان تناقض مواقفه التي بناها على مصالح ليس لها صلة بشرع ولا دين ولا سياسة نظيفة ولا مصلحة راجحة للأمة الإسلامية.
فقد صرح في ندوة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الثانية والمنعقدة في الدوحة عاصمة قطر بعنوان: «علاقة الحاكم والمحكوم في ضوء متطلبات الشرع والواقع» فقال: «إن السلفية المتعصبة والصوفية اتفقتا على تسفيه الثورات العربية عبر ثقافة سامة تربط الفتنة بالخروج على الحكام».
وهذا السوء الذي تقيأ به (قرضاوي) لم يعتمد فيه على دليل واضح وبرهان صحيح لائح، وإنما اعتمد على مكانته ومنصبه وسطوته الإعلامية في وقت غُيِّب فيه أي عالم سلفي جريء يرد على (قرضاوي) ادعاءاته وينقض تأصيلاته التي مرق من خلالها من منهج أهل السنة والجماعة كما يمرق السهم من الرمية؛ فكان بوقاً للخوارج والروافض.
أولاً: هذه الكلمات التي اتهم فيها (قرضاوي) السلفية بالسفاهة ملئت سفاهة وسماجة من وجوه عديدة:
1- وَصَفَ السلفية بالتعصب، وهو يعلم علم اليقين أن السلفية تحارب التعصب بكل أشكاله المذهبي والحزبي والطائفي .. وتعده بدعة سيئة!
2- قرن بين السلفية والصوفية وهو يعلم أكثر من غيره أنهما لا يلتقيان حتى يلج الجمل في سم الخياط.
3- زعمه أن السلفية والصوفية تواطأت على دعواه، وكأن هناك مؤتمرات عقدت، وندوات حصلت؛ نتج عنها بينهما توافـق استراتيجي وتآمر علني، وهو يعلم أن هذه التهيؤات إنما وقعت في ذهنه الكليل وخياله العليل!
4- الدعوة السلفية لم تسفه قول أحد، ولكنها عندما ترد على القائل قوله، وتجرم على الفاعل فعله، تستند إلى ثوابت قطعية من الكتاب والسنة والإجماع، وتعتمد على وقائع علمية، ودلائل سياسية، واستقراء تام للتاريخ والواقع والذي عبر عنه الإمام ابن حزم بقوله: «نُوّار الفتنة لا يعقد!!».
5- وصف هذه الثورات بأنها عربية، وهذا اصطلاح يدل على أن (قرضاوي) يثني على كل من أشعل نار هذه الثورات من الشيوعيين، واليساريين، والعلمانيين، والنصارى، واليهود الذين ساهموا في صناعة هذه الثورات ما داموا عرباً، وهو يعترف بأن الإسلام ليس له في هذه الثورات نصيب، فهنيئاً له بعبية الجاهلية ودعوتها النتنة.
ولعل (قرضاوي) تناسى عندما قام العرب بثورتهم الكبرى الأولى على إخوانهم المسلمين في مطلع القرن الماضي ماذا حصدوا؟ وماذا جنوا؟ استعمار غربي خبيث، وتفتيت لديارهم، وحرب على دينهم...!!
6- وصفه الأصول السلفية القائمة على قول الله ورسوله وإجماع السلف الصالح بأنها سامة، مما يدل على أنه لم يعد يفرق بين الحق والباطل، والنافع والضار، والطيب والخبيث، وهذه نفثة مصدور ينتهز الظهور الإعلامي لجماعته الإخوان المسلمين ليطعن دعوة الحق التي سحبت البساط من تحت أرجلهم؛ لكن لا تفرح يا (قرضاوي) فإن حب الظهور يقصم الظهور!!
7- أن الدعوة السلفية لم تربط من تلقاء نفسها بين الفتنة والخروج على الحكام؛ وإنما ربط ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في عشرات الأحاديث الصحيحة، وتناقله السلف الصالح في مئات الآثار التي نقلت إلينا بالأسانيد الذهبية، فتعلماناها منذ دهر طويل، وعلمناها بالحجة والبرهان والدليل، وأما فتاوى (قرضاوي)؛ فأين سندها المتصل؟ وأين دليلها الذي لا يُعَلُّ؟!
ثانياً:(قرضاوي) إذا اختصم المسلمون والكفار رأيته محامياً عن قضايا الكفار؛ كما دافع بالنفس والنفيس عن تمثالي بوذا في أفغانستان، وعندما عزى ببابا النصارى الهالك ودعا الله أن يرحمه ويكرم نزله!!
انظر كيف بتعامل مع حاخامات اليهود، ويتنبادل معهم الصور التذكارية ويقدم لهم باقات الورود
وإذا اختصم أهل السنة وأهل البدع كان محامياً عن أهل البدع والأهواء صاباً جام غضبه، وتاركاً جراب سفهه ينال من أهل السنة والجماعة، ويخذلهم كما كان ديدنه مع الروافض وغيرهم.
ثالثاً:(قرضاوي) يرأس اتحاداً عالمياً لعلماء أهل البدع والأهواء، ويكفيك أن تعلم أن نوابه أحدهما إباضي خارجي: أحمد الخليلي مفتي عُمان، والآخر رافضي صفوي: علي التسخيري!!
وهذا الاتحاد ضم إلى عضويته كل منخنقة وموقوذة ومتردية ونطيحة!!
رابعاً: إذا كان (قرضاوي) يعد نفسه نصيراً للشعوب العربية المقهورة، ومحامياً عن ثورتها المزعومة:
فهلا أيّد ثورة الشعب الشيشاني المسلم ضد الاستعمار الروسي وضد عميلهم قاديروف!
ولماذا صمت صمت أهل القبور عند دخول قوات الاحتلال الأثيوبي والكيني التي أهلكت الحرث والنسل في الصومال الجريح.
ولماذا سكت عن الحزب الإسلامي في العراق الذي طعن أهل السنة والجماعة في خاصرتهم، وتحالف مع الروافض الصفويين والاحتلال الأمريكي الخبيث؟
ولماذا لم ينصح صديقه طيب رجب اوردغان بقطع علاقاته مع دولة اليهود -وعلى أراضي تركيا أكبر مركز تجسس صهيوني في الشرق الأوسط- وأن يسير بتركيا نحو الإسلام.
خامساً: إذا كان (قرضاوي) يظن في تصريحاته هذه أنه على شيء، وأنه يستنهض هم الشعوب العربية ضد الظلم؛ لتنال حريتها التي يقدمها كما زعم على تطبيق كتاب الله وسنة رسوله، فلماذا لا ينطق بنصف كلمة حول ما يجري في البلاد التي يقيم فيها، ويتبوأ منصباً رفيعاً فيها والقواعد الأمريكية من حوله، والمليارات تنفق على استضافة مونديال كرة القدم، أم أنه يقيم الليل ويدعو الله سراً وعلانية حتى يتحقق ذلك، ويعد ذلك نصراً على الأمريكان كما صرح بذلك.
سادساً: هؤلاء الحكام الذين وصفهم بأنهم هبل واللات والعزى، بالأمس القريب كان في ضيافتهم، ويأكل على موائدهم، ويبارك سياستهم، ويأخذ معهم الصور التذكارية.
القرضاوي يحتفل مع القذافي بثورة الفاتح من سبتمر
بل يصافح بانحناء وعدم استحياء نساءهم!!
(تم حذف الرابط لوجود صور امرأة)
القرضاوي يصافح موزة المسند حرم أمير قطر
القرضاوي يصافح موزة المسند حرم أمير قطر
- ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية أن حركة المعارضة الأقوى في مصر (الإخوان المسلمين) قررت عدم المشاركة في مظاهرة 25يناير؛ نظرًا لأن أي احتجاج سيتعارض مع الإجازة الوطنية لتكريم الشرطة، حيث يحتفل المصريون في عيد الشرطة في هذا اليوم، مما رأته الصحيفة تطورًا واضحًا في مشهد السياسات في مصر، فمحاولة تجنب الجماعة مواجهة مباشرة مع الحكومة أظهرت كيف أن دعوات التغيير باتت غير مرتبطة مع أيديولوجية معينة مثل (الأسلمة).
وأظهر العديد من المحللين والنشطاء موافقتهم على هذه الرؤية، حيث يرون أن القوة الأساسية وراء نزول الشباب التونسي إلى الشوارع وإشعال مشاعر الحماسة في المنطقة كانت المطالبة الجادة لوضع نهاية لنظام حكومي فاسد، وتخفيف المعاناة الاقتصادية واحترام سيادة القانون.
- ونقلت (نيويورك تايمز) عن عضو الجماعة البارز: عصام العريان قوله: «يجب علينا أن نحتفل معًا»؛ ليتأكد من هذا التصريح أن هناك تغيُّرًا في سياسة الجماعة التي تبدو أكثر انسجامًا مع نهج الحكومة عن النهج المشهور عنها الذي غالبًا ما يكلف أعضاءها السجن.
- صدم الدكتور محمد بديع- مرشد جماعة الإخوان المسلمين- أعضاء جماعته والبقية الباقية التي مازالت تعلق آمالها علي هذه الجماعة عندما قال للإعلامية مني الشاذلي في لقائه معها: إن الإخوان يتعاملون مع مبارك في منصبه كرئيس كوالد لكل المصريين، مبرراً أن هذا الأمر نابع عن احترام الجماعة لموقع الرئاسة قائلا: «احترامنا لموقع الرئاسة نابعٌ من أن المصريين يحرصون علي أن يكون رئيسهم شخصيةً محترمةً؛ لهذا نطالبه بأن ينظر إلي أبنائه في السجون الذين ظلمتهم أجهزته الأمنية».
تعليق