السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رسالة:
مخالفة فرقة الإخوان المسلمين
منهج
جميع الأنبياء والمرسلين
في
الدعوة إلى الله رب العالمين.
منهج
جميع الأنبياء والمرسلين
في
الدعوة إلى الله رب العالمين.
كتبها
أبو بكر بن ماهر بن عطية بن جمعة المصري
أبو بكر بن ماهر بن عطية بن جمعة المصري
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدًا، والصلاة والسلام على من أرسله ربه شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، فدعا الثقلين إلى عبادة الله وتوحيده توحيدًا أكيدًا، وبين لهم الدين بيانًا شافيًا وافيًا كافيًا، فقال لهم قولاً صدقًا حقًا سديدًا، وكان في دعوته عليمًا حليمًا وحكيمًا رشيدًا، فلن يجد أحد بعده منهجًا خيرًا من منهجه، ولا دينًا خيرًا من دينه، ولا قولاً واحدًا فريدًا، ولو فتش في أقطار الأرض زمنًا طويلاً مديدًا، بل لو اجتمع مَن بأقطارها زَرَافاتٍ وَوُحدانًا سادة وعبيدًا، فالحمد لله الذي منَّ علينا بهذا الدين وجعله دينًا قيمًا مجيدًا، فمن رام الزيادة عليه فقد ضل ضلالاً بعيدًا، أما بعد
فإني لست أعني في هذه الوريقات استقصاء مخالفات فرقة الإخوان المسلمين لدين الله عز وجل كتابًا وسنة بفهم سلف الأمة، فإن هذا أمر يتعسر أو يتعذر ذلك؛ لأن مخالفات القوم كثيرة بثيرة، وإن الذي دعاني إلى كتابة ما سطرته هنا وزبَرته هو أن الله قدّر عليّ حضور خطبة جمعة لرجل (إخواني) بتاريخ الثامن عشر من شهر ربيع الأول لسنة ثمان وعشرين وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية، وذلك في المحنة الثانية بمصر([1])، فقال في خطبته قولاً غريبًا، وتكلم كلامًا عجيبًا ليس عليه أثارة من علم ولا فقه، ولكن يزول العجب حين يُعلم أن صدور هذا الكلام هو من مثل أحد أفراد الفرقة الإخوانية، فإن هذه الفرقة قد عُرفت بأنها ذات عجائب وغرائب وأباطيل وأضاليل، فلا كثر الله أمثالهم ولا وسع انتشارهم، فلقد ضلوا وأضلوا من الخلق جبلاً كثيرًا، وكنت قبلُ قد رددت على خطيب آخر لهم خطأه في مسألة البيعة من خلال رسالة أرسلتها إليه، فرد بكلام شفوي إلا أنه لا يمت للعلم بصلة، فرددت على هذا الرد بعد عرض ما بلغني من كلامه عليه مكتوبًا وإقراره به ثم أرسلت إليه ردي عليه، فما كان منه إلا أن مزق ردي المكتوب هذا الأخير وأرسله إليّ ممزقًا([2])داخل ورقة ملصقة([3])، وكان بين خطبة المردود عليه هناك والمردود عليه هنا خطبتان أخريان لرجلين آخرين من تلك الفرقة الإخوانية لا تخلوان من خطأ، حتى إن الشخص ليتساءل: أليس من القوم رجل رشيد؟!
وليُعلم أني لست مستقصيًا هاهنا أيضًا كل ما قاله هذا الخطيب الإخواني في خطبته، وإنما أعَرّجُ على ما أذكره من بعض ترهاته وتأصيلاته الفاسدة وطعونه الكاسدة التي ذكرها مما يدل على مبلغ علمه وعلم فرقته أيضًا، منبهًا بذلك على أنهم جاءوا شيئًا من القول فريًّا، وأنهم انتبذوا عن العلم وأهله مكانًا قصيًّا، فما أشد عناء القوم فيما هم فيه!!
وما أشد مشقته ووعثاءه عليهم بلا خير يُذكر ولا علم يُؤثر!!
فيا خيبة وسوء حظ من التحق برَكبهم، أو رافق جمعهم، أو سار بسيرهم، أو مشى على منوالهم، أو استأنس بهم، أو شد من أزرهم، أو نصر مذهبهم، أو ستر بدعتهم، أو هون من شرهم، أو داهنهم، أو فرح بكثرتهم، أو حسن الظن بهم مع علمه بما عليه القوم من رداءة المذهب وانحرافهم عن سواء السبيل([4])!!
قال الخطيب الإخواني مخاطبًا الحاضرين، وكانوا جميعًا من أهل مذهبه إلا ثلاثةً أنا ثالثهم، وكانوا حينئذ نحوًا من ستين شخصًا سجينًا، قال ما ملخصه: (أيها الإخوان ... الاختلاف سنة كونية، وأنت لا تستطيع أن تجمع جميع الناس على فكر واحد، ولا أن تصبهم في قالب فكري واحد، فلابد أن يحترم مراد الله من خلقه، لا تبدءوا دعوتكم مع الناس بأوجه الاختلاف، وإنما يكون الابتداء بالأمور المتفق عليها أو ما يسمى بالقواسم المشتركة ... إنه ما من شيئين إلا وبينهما وجه أو أكثر من وجوه الاختلاف، حتى التوائم المتماثلة التي أصلها بويضة واحدة كاختلافهما في بصمة الصوت أو بصمة الإصبع أو غير ذلك، وما من شيئين إلا وبينهما وجه أو أوجه من الاتفاق حتى ولو كان بين الإنسان والجماد، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : هذا أحد وهو جبل يحبنا ونحبه.
فالقاعدة أنه كلما قل العدد كلما كثرت أوجه الاتفاق وقلت أوجه الاختلاف، وكلما كثر العدد كلما قلت أوجه الاتفاق وكثرت أوجه الاختلاف، أي تتناسب أوجه الاختلاف مع زيادة العدد تناسبًا طرديًا، أي كلما زاد العدد زادت أوجه الاختلاف والعكس بالعكس، وتتناسب أوجه الاتفاق مع قلة العدد تناسبًا عكسيًا، أي كلما قل العدد كثرت أوجه الاتفاق والعكس بالعكس.
قال: وهناك وجه أو أوجه اتفاق بين المسلم والكافر، ولذلك فنحن مع لجان حقوق الإنسان في المطالبة بحق الإنسان في التعبير عن الرأي.
وبناءً على ما ذكر من البدء من أوجه الاتفاق، قال:
ومن أجل ذلك يعيبون على الإخوان أنهم تارة مع حزب كذا وتارة مع حزب كذا -وسمى بعض الأحزاب-.
قال: ولذلك يعاب على العلامة القرضاوي حينما يفتي بفتوى ليست لفرد ولا لجماعة معينة بل ولا لدولة وإنما هي للعالم، وحُق أن يعاب عليه، ونحن مع البقر لو أنه شكل لجنة مكافحة تلوث الهواء، فالهواء حق للجميع، ومكتوب على باب مكة: لا يدخلها إلا مسلم، ولم يُكتب: لا يدخلها إلا سني، ولم يكتب: لا يدخلها إلا ملتحٍ، وبيننا وبين الشيعة أوجه اتفاق وأوجه اختلاف، ولو لم يكن من هذا الاختلاف إلا عدم اعتمادهم أو عدم قبولهم لصحيح البخاري وصحيح مسلم لكفى.
قال: وهل الخليفة موجود؟ ليس موجودًا، ودولة الإسلام ليست قائمة، والذين يقولون: عندنا أربعة وثلاثون حديثًا في السمع والطاعة من أجل الكرسي، وهذا جاءنا من الجزيرة العربية) اهـ ملخصًا بمعناه.
أقول: ...
الحواشي
_____________
[1]-وذلك بسجن وادي النطرون، وقد كُتب فيه هذا الرد، ولا بأس بذكر كلمة سجن، ومن تأمل سورة يوسف عرف ذلك.
_____________
[1]-وذلك بسجن وادي النطرون، وقد كُتب فيه هذا الرد، ولا بأس بذكر كلمة سجن، ومن تأمل سورة يوسف عرف ذلك.
[2]- مزق الله شمل فرقة الإخوان المسلمين وحلفائهم، وفرق جمعهم.
[3]- بتعبير آخر: ظرف مغلق ملصق.
[4]- اعلم –رحمني الله وإياك- أن الكلام في فرقة الإخوان المسلمين وتبديعهم مما يغيظ إخوانهم من أدعياء السلفية الفاتنين المفتونين المدافعين عن هذه الفرقة وغيرها من فرق الضلال كفرقة التبليغ والسرورية والقطبية وغيرها، واعلم أن هذه االفرق وأشباهها هم الحدادية على التحقيق باعتبار طعنهم في أهل العلم، فكن على ذُكر من ذلك، ومن هؤلاء الفاتنين المفتونين المداهنين لأهل الأهواء المدافعين عنهم بالباطل، والناصبين العداء للمنهج السلفي وأهله: محمد بن إسماعيل المقدم بالإسكندرية، وأبو إسحاق الحويني بكفر الشيخ، وأبو الحسن المصري نزيل مأرب باليمن، وعبد الرحمن عبد الخالق المصري نزيل الكويت، والدجال الفتان المفتون الشهير محمد بن حسان المصري المنصوري الدُّمُوهيّ نزيل القاهرة -حرسها الله، وسائر بلاد المسلمين من شر أهل الأهواء- وغير هؤلاء كثير -لا كثرهم الله- وإنما ذكرنا هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر -أبعدهم الله-.
وتفضلوا مشكورين بتحميل الرسالة بالكامل من المرفقات
ومعها برنامج تثبيت الآيات القرآنية
ومعها برنامج تثبيت الآيات القرآنية
تعليق