تنـزيه أهل السُّـنَّة والسّداد
دار الحديث السّلفية بدمّاج
من تلويث (القاعدة):
جماعة الفساد !
جماعة الفساد !
لفضيلة الشّيخ
أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري
-حفظه الله تعالى-
دار الحديث السّلفية بدمّاج
حرسها الله من كل سوء ومكروه
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمد لله، و الصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتّبع هداه، أمّا بعد:
السؤال:
جاءت بعض الأسئلة تتعلق بما نشر في بعض الجرائد، وعلى ما يسمونه:(موقع مأرب)يقولون:(بعض الجهاديِّين خطف بعض المسؤولين ثم سألوهم لماذا فعلتم ذلك قالوا: لأنهّم يؤذون طلاّب العلم في دمّاج)، هذا من ضمن ما تعللوا به !
والجواب:
إنهّم ليعلمون وغيرهم يعلم: أنهّم ليسوا منّا ولَسْنا منهم ! وقد قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كما في الصّحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ»، ومعناه: أن عمله ذلك ما هو مقبول، ولا مرضي عند الله، ولا عند رسوله صلّى الله عليه وسلّم، فواجب علينا أن نرضى بما رضي الله عزّ وجلّ، ونبغض ما أبغضه وردّه.
وفي الصّحيحين عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنَّه صلّى الله عليه وسلّم قال: «إن بني فلان ليسوا لي بأولياء، إنما ولي الله وصالح المؤمنين». وهذا هو مسلكنا: أن من كان من عباد الله المؤمنين الصّالحين البعيدين عن الشّركيات والبدع والخرافات والثّورات والانقلابات والفتن ويكون سنياًّ على طريقة السّلف الصّالح: فهو منَّا ونحن منه ! سواء كان في المشرق أو في المغرب، أو كان حياًّ أو ميِّتاً، أو كان أعجمياًّ أو عربياًّ، ففي الصّحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال:«المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا»، وسائر المسلمين لهم علينا حقّ النّصح وحقّ الدّعوة إلى الصّواب والحذر من المخالفات التي يحدثها من يحدثها منهم، والتّحذير منها. ويجب أن يقال للحق: حقٌ ! والباطل: باطلٌ ! والتّزَحْزُح عن الحق لا يجوز سواءٌ كان في جانب عدوّك أو في جانب صديقك: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ للهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾[النساء:135].
(جماعة الجهاد): نكّل بهم شيخنا رحمه الله، ولنا في بيان حالهم رسالة:(إعلان النّكير على أصحاب الانقلاب والتَّفجير)، وكان بعضهم ربمّا حصل له من الفكر ما حصل وهو في الدّار فلم يبقه الشيخ رحمه الله وطرده ! وبعد موته رأينا منهم نُبَذاً، ممّن شعرتُ منه بشيء من شبه التكفير أو الفتنة أو ما يسمى عند المتأخرين بـ: (القاعدة) من جماعة الجهاد، أو غير ذلك، لم نبق له طرفاً عندنا ولله الحمد، وأظنّهم يعلمون نماذج وباليقين ممن قد طردتهّم عينِياًّ وبأسمائهم.
ولا نجيز لِـ: (جماعة الجهاد) أصلحهم الله وسائر المسلمين أن يمسِّحوا بنا درنهم، ويتعلّلوا أنّ الدَّولة آذتنا وتأخذ طلاّبنا، فلم يحصل لنا أذى ولله الحمد من هذه الدّولة وفّقها الله ! الحق يقال ؛ وإن حصل التباس في بعض إخواننا الَّذِين ربما ذهبوا إلى صعدة أو صنعاء كما حصل لثلاثة من الصّوماليّين قبل أيّام، أو غيرهم في أيّام الحرب مع الرّافضة، والله أتصل اتصالاً: (يا فلان هذا من طلاّبي ! وإذا به يقول: إن شاء الله الآن يطلق)، مباشرة.
أنا شاكر لهم احترامهم ! وشاكر لهم معرفتهم لجهود أهل السُّـنّة !: (العِلميّة) (الخُلُقيّة) (الإسلاميّة) (السّلفيّة) ! البعيدة عن الفتن، فليس بيْننا وبيْن حكومتنا ولله الحمد نُفرة ! وما ننتقده عليها مما نبيّنه لهم ولغيرهم، من الأخطاء التي يقعون فيها ذلك من باب قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «الدِّين النَّصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله ؟ قال: لله ولكتابه، ولرسوله، ولأئمَّة المسلمين وعامّتهم» أخرجه مسلم، فنحن نعتبرهم خطّائين، ونعتبر أنفسنا خطّائين على تفاوت في كبر الأخطاء التي لا تخرج من الملة وصغرها، «وخير الخطاّئين التّوّابون»، ووجب النّصح على ما دلّ عليه كتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم، ووجب البُعد والحذر والتّحذير من المخالفات الشّرعيّة دقِيقِها وجلِيلِها ! فإنَّنا عبّادٌ لله سبحانه وتعالى، والله يقول في كتابه الكريم: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾[الذاريات:56]، وإنّنا أكرمنا الله بالإسلام، والإيمان والقرآن والسُّـنّة. وكتاب الله وسنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم للمسلمين جميعاً، واجب علينا تعظيمها والتمسّك بها وهذا هو الصّراط المستقيم الذي لا عِوَج له، قال تعالى: ﴿فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ﴾[الزخرف:43،44]، وقال عزّ وجلّ: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[الأنعام:153].
هذه نعمة يجب الحفاظ عليها قال الله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾[المائدة:3]: هذه نعمة لا يجوز التَّزَحْزُح عنها، لا بتقليد الكافرين، ولا بإقرار المعاصي، ولا بتعمّد أي مخالفة شرعيّة صغيرة أو كبيرة، هذا دين الله ! أُمِرنا بالاستقامة عليه، قال الله عزّ وجلّ: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ﴾[هود:112-113]، وقال: ﴿فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ﴾[فصلت:6]: مع الاستقامة قد تحصل أخطاء ولَمَم، قد لا يتعمّدها الإنسان، وربمّا تعمّد بعضها من جنس عدم عصمته إذا لم يعصمه الله من ذلك، فوجب عليه التّوبة والإنابة والاستغفار إلى الله لهذا الدّليل: ﴿فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ﴾[فصلت:6]، وقال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ﴾: أي وحَّدُوه بِأُلُوهِيَّتِه ورُبُوبِيَّتِه وأسمائه وصفاته، ﴿ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾: أي على شرعه ودينه، ﴿تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ﴾[فصلت:30 - 32]
أعوذ بالله أن نرضى بمنكر. وممّا يجب علينا نصح هؤلاء القوم أصلحهم الله، وأنا والله أنصحهم سراًّ وجهاراً، فالمؤمنون نصحة ! والفاجرون غششة !
فننصح هؤلاء الَّذين يعملون هذه القلاقل والفتن في البلاد أن يتّقوا الله ويتفقّهوا في دينه، ويجتنبوا هذه الأفكار الخاطئة. ومن كان منهم يهمّه دين الله -وليس همّه أطماع الدّنيا- ورأوا خطأً أو منكراً عرفوه ببراهينه، وأرادوا النّصح: يأتوا البيوت من أبوابها ! وينصحوا، ونحن في بلاد مسلمة حاكمُها ومحكومها، الأصل هذا، والبلاد على هذا، وفيهم الخير الكثير، وقد قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «الإيمان يمان، والحكمة يمانيّة، والفقه يمان»، فينصحون ويدخلون على ذَوِي الشأن، يبيِّنون لهم الأخطاء ويطلبون منهم إبعادها، أما (التّخطّف ونحوه من هذه الأفعال السيّئة): هذا يفاقم الأمور ويسبّب الفتنة وزعزعة الأمن، ويطمع الأعداء خارج البلاد فينا، بأن البلاد بلاد فوضى.
نحن نريد أن نعيش آمنين ! في طاعة الله سبحانه وتعالى ؛ المساجد عامرة والخير حاصل، فوجب إكمال الخير بطاعة الله سبحانه وتعالى وتجنّب معاصيه، وتجنّب الفتن وسؤالُ الله عزّ وجلّ أن يدفع عنَّا الفتن ما ظهر منها وما بطن !
ونقول لجماعة الجهاد المتباكين علينا الآن -فيما يزعمون- أين أنتم منَّا قبل أيّام حين بغي علينا الرافضة؟ ما أحدٌ منكم قرح معنا طمشة -مما يلعب بها الأولاد- ضدّ الرّافضة، بل بعضكم في جهة المشرق حين اشتبك أهل السُّـنّة مع الرَّافضة لإنزالهم من بعض الجبال صار بعضكم يغطي بعمامته على وجهه وينسل عن مواجهة الرَّافضة، كما أخبرنا بذلك بعض إخواننا طلاّب العلم من تلك البلاد.
وحتى لو جاءوا ما قبلتهم لأنّني كنت أريد أن يكون صفنا واحداً، ما أريد أن يدخله حزبيّ ! ولا أريد أن يدخله جهاديّ ! -والجهاديّون هم من تربية الإخوان المسلمين الحزبيّين- الَّذين يخدعونك في أحلك المواضع إن لم تكن في صفّهم ؛ ووجود فئات مختلفة بما في بعضها من تعمّد المعاصي، في مثل هذا يسبب التّنازع والفشل والله عزّ وجلّ يقول: ﴿وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾[الأنفال:46]، ولمّا كان إخواننا طلاّبنا صفاًّ واحداً، ما كان عندنا أي تَضَعْضُعْ، ولا ضعف، من فضل الله سبحانه وتعالى، وما حصل إلا التآخي والتضافر، وكل واحد يبذل من وسعه ما يقرِّبه إلى الله عزّ وجلّ في دفع الشّر عنه وعن إخوانه، والفضل في ذلك لله وحده !
دعوتنا صافية ! والله ؛ وجوه إخواننا بيض ! أينما ذهبوا، في اليمن وفي غيره، (أنت من أهل السُّـنّة من أهل دمّاج، قال: نعم، حيّاك الله تفضل).
فلا نرضى أن يتمسّح بنا هؤلاء المدبرون ! الفوضويُّون ! الدّمويُّون ! ولا غيرهم من أهل الأهواء.
لا يتمسّح بنا من كان الشّيخ رحمه الله يسمِّيهم بـ: (جماعة الفساد) !! ونِعم الشّرح لهم، كلام باختصار يجمع جُلّ ما تنطوي عليه أفعالهم !
هذه دعوة: (سلفيّة) (علميّة) (زكيّة) (نقيّة) ! ما أحد معه عليها أي انتقاد ببصيرة وعلم. فلا يجوز لأحد تلويثها، ﴿قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً﴾[الإسراء:84]. ونسأل الله لنا ولسائر المسلمين الهداية والتوفيق.
السؤال:
جاءت بعض الأسئلة تتعلق بما نشر في بعض الجرائد، وعلى ما يسمونه:(موقع مأرب)يقولون:(بعض الجهاديِّين خطف بعض المسؤولين ثم سألوهم لماذا فعلتم ذلك قالوا: لأنهّم يؤذون طلاّب العلم في دمّاج)، هذا من ضمن ما تعللوا به !
والجواب:
إنهّم ليعلمون وغيرهم يعلم: أنهّم ليسوا منّا ولَسْنا منهم ! وقد قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كما في الصّحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ»، ومعناه: أن عمله ذلك ما هو مقبول، ولا مرضي عند الله، ولا عند رسوله صلّى الله عليه وسلّم، فواجب علينا أن نرضى بما رضي الله عزّ وجلّ، ونبغض ما أبغضه وردّه.
وفي الصّحيحين عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنَّه صلّى الله عليه وسلّم قال: «إن بني فلان ليسوا لي بأولياء، إنما ولي الله وصالح المؤمنين». وهذا هو مسلكنا: أن من كان من عباد الله المؤمنين الصّالحين البعيدين عن الشّركيات والبدع والخرافات والثّورات والانقلابات والفتن ويكون سنياًّ على طريقة السّلف الصّالح: فهو منَّا ونحن منه ! سواء كان في المشرق أو في المغرب، أو كان حياًّ أو ميِّتاً، أو كان أعجمياًّ أو عربياًّ، ففي الصّحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال:«المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا»، وسائر المسلمين لهم علينا حقّ النّصح وحقّ الدّعوة إلى الصّواب والحذر من المخالفات التي يحدثها من يحدثها منهم، والتّحذير منها. ويجب أن يقال للحق: حقٌ ! والباطل: باطلٌ ! والتّزَحْزُح عن الحق لا يجوز سواءٌ كان في جانب عدوّك أو في جانب صديقك: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ للهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾[النساء:135].
(جماعة الجهاد): نكّل بهم شيخنا رحمه الله، ولنا في بيان حالهم رسالة:(إعلان النّكير على أصحاب الانقلاب والتَّفجير)، وكان بعضهم ربمّا حصل له من الفكر ما حصل وهو في الدّار فلم يبقه الشيخ رحمه الله وطرده ! وبعد موته رأينا منهم نُبَذاً، ممّن شعرتُ منه بشيء من شبه التكفير أو الفتنة أو ما يسمى عند المتأخرين بـ: (القاعدة) من جماعة الجهاد، أو غير ذلك، لم نبق له طرفاً عندنا ولله الحمد، وأظنّهم يعلمون نماذج وباليقين ممن قد طردتهّم عينِياًّ وبأسمائهم.
ولا نجيز لِـ: (جماعة الجهاد) أصلحهم الله وسائر المسلمين أن يمسِّحوا بنا درنهم، ويتعلّلوا أنّ الدَّولة آذتنا وتأخذ طلاّبنا، فلم يحصل لنا أذى ولله الحمد من هذه الدّولة وفّقها الله ! الحق يقال ؛ وإن حصل التباس في بعض إخواننا الَّذِين ربما ذهبوا إلى صعدة أو صنعاء كما حصل لثلاثة من الصّوماليّين قبل أيّام، أو غيرهم في أيّام الحرب مع الرّافضة، والله أتصل اتصالاً: (يا فلان هذا من طلاّبي ! وإذا به يقول: إن شاء الله الآن يطلق)، مباشرة.
أنا شاكر لهم احترامهم ! وشاكر لهم معرفتهم لجهود أهل السُّـنّة !: (العِلميّة) (الخُلُقيّة) (الإسلاميّة) (السّلفيّة) ! البعيدة عن الفتن، فليس بيْننا وبيْن حكومتنا ولله الحمد نُفرة ! وما ننتقده عليها مما نبيّنه لهم ولغيرهم، من الأخطاء التي يقعون فيها ذلك من باب قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «الدِّين النَّصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله ؟ قال: لله ولكتابه، ولرسوله، ولأئمَّة المسلمين وعامّتهم» أخرجه مسلم، فنحن نعتبرهم خطّائين، ونعتبر أنفسنا خطّائين على تفاوت في كبر الأخطاء التي لا تخرج من الملة وصغرها، «وخير الخطاّئين التّوّابون»، ووجب النّصح على ما دلّ عليه كتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم، ووجب البُعد والحذر والتّحذير من المخالفات الشّرعيّة دقِيقِها وجلِيلِها ! فإنَّنا عبّادٌ لله سبحانه وتعالى، والله يقول في كتابه الكريم: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾[الذاريات:56]، وإنّنا أكرمنا الله بالإسلام، والإيمان والقرآن والسُّـنّة. وكتاب الله وسنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم للمسلمين جميعاً، واجب علينا تعظيمها والتمسّك بها وهذا هو الصّراط المستقيم الذي لا عِوَج له، قال تعالى: ﴿فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ﴾[الزخرف:43،44]، وقال عزّ وجلّ: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[الأنعام:153].
هذه نعمة يجب الحفاظ عليها قال الله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾[المائدة:3]: هذه نعمة لا يجوز التَّزَحْزُح عنها، لا بتقليد الكافرين، ولا بإقرار المعاصي، ولا بتعمّد أي مخالفة شرعيّة صغيرة أو كبيرة، هذا دين الله ! أُمِرنا بالاستقامة عليه، قال الله عزّ وجلّ: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ﴾[هود:112-113]، وقال: ﴿فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ﴾[فصلت:6]: مع الاستقامة قد تحصل أخطاء ولَمَم، قد لا يتعمّدها الإنسان، وربمّا تعمّد بعضها من جنس عدم عصمته إذا لم يعصمه الله من ذلك، فوجب عليه التّوبة والإنابة والاستغفار إلى الله لهذا الدّليل: ﴿فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ﴾[فصلت:6]، وقال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ﴾: أي وحَّدُوه بِأُلُوهِيَّتِه ورُبُوبِيَّتِه وأسمائه وصفاته، ﴿ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾: أي على شرعه ودينه، ﴿تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ﴾[فصلت:30 - 32]
أعوذ بالله أن نرضى بمنكر. وممّا يجب علينا نصح هؤلاء القوم أصلحهم الله، وأنا والله أنصحهم سراًّ وجهاراً، فالمؤمنون نصحة ! والفاجرون غششة !
فننصح هؤلاء الَّذين يعملون هذه القلاقل والفتن في البلاد أن يتّقوا الله ويتفقّهوا في دينه، ويجتنبوا هذه الأفكار الخاطئة. ومن كان منهم يهمّه دين الله -وليس همّه أطماع الدّنيا- ورأوا خطأً أو منكراً عرفوه ببراهينه، وأرادوا النّصح: يأتوا البيوت من أبوابها ! وينصحوا، ونحن في بلاد مسلمة حاكمُها ومحكومها، الأصل هذا، والبلاد على هذا، وفيهم الخير الكثير، وقد قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «الإيمان يمان، والحكمة يمانيّة، والفقه يمان»، فينصحون ويدخلون على ذَوِي الشأن، يبيِّنون لهم الأخطاء ويطلبون منهم إبعادها، أما (التّخطّف ونحوه من هذه الأفعال السيّئة): هذا يفاقم الأمور ويسبّب الفتنة وزعزعة الأمن، ويطمع الأعداء خارج البلاد فينا، بأن البلاد بلاد فوضى.
نحن نريد أن نعيش آمنين ! في طاعة الله سبحانه وتعالى ؛ المساجد عامرة والخير حاصل، فوجب إكمال الخير بطاعة الله سبحانه وتعالى وتجنّب معاصيه، وتجنّب الفتن وسؤالُ الله عزّ وجلّ أن يدفع عنَّا الفتن ما ظهر منها وما بطن !
ونقول لجماعة الجهاد المتباكين علينا الآن -فيما يزعمون- أين أنتم منَّا قبل أيّام حين بغي علينا الرافضة؟ ما أحدٌ منكم قرح معنا طمشة -مما يلعب بها الأولاد- ضدّ الرّافضة، بل بعضكم في جهة المشرق حين اشتبك أهل السُّـنّة مع الرَّافضة لإنزالهم من بعض الجبال صار بعضكم يغطي بعمامته على وجهه وينسل عن مواجهة الرَّافضة، كما أخبرنا بذلك بعض إخواننا طلاّب العلم من تلك البلاد.
وحتى لو جاءوا ما قبلتهم لأنّني كنت أريد أن يكون صفنا واحداً، ما أريد أن يدخله حزبيّ ! ولا أريد أن يدخله جهاديّ ! -والجهاديّون هم من تربية الإخوان المسلمين الحزبيّين- الَّذين يخدعونك في أحلك المواضع إن لم تكن في صفّهم ؛ ووجود فئات مختلفة بما في بعضها من تعمّد المعاصي، في مثل هذا يسبب التّنازع والفشل والله عزّ وجلّ يقول: ﴿وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾[الأنفال:46]، ولمّا كان إخواننا طلاّبنا صفاًّ واحداً، ما كان عندنا أي تَضَعْضُعْ، ولا ضعف، من فضل الله سبحانه وتعالى، وما حصل إلا التآخي والتضافر، وكل واحد يبذل من وسعه ما يقرِّبه إلى الله عزّ وجلّ في دفع الشّر عنه وعن إخوانه، والفضل في ذلك لله وحده !
دعوتنا صافية ! والله ؛ وجوه إخواننا بيض ! أينما ذهبوا، في اليمن وفي غيره، (أنت من أهل السُّـنّة من أهل دمّاج، قال: نعم، حيّاك الله تفضل).
فلا نرضى أن يتمسّح بنا هؤلاء المدبرون ! الفوضويُّون ! الدّمويُّون ! ولا غيرهم من أهل الأهواء.
لا يتمسّح بنا من كان الشّيخ رحمه الله يسمِّيهم بـ: (جماعة الفساد) !! ونِعم الشّرح لهم، كلام باختصار يجمع جُلّ ما تنطوي عليه أفعالهم !
هذه دعوة: (سلفيّة) (علميّة) (زكيّة) (نقيّة) ! ما أحد معه عليها أي انتقاد ببصيرة وعلم. فلا يجوز لأحد تلويثها، ﴿قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً﴾[الإسراء:84]. ونسأل الله لنا ولسائر المسلمين الهداية والتوفيق.
حرر في يوم الخميس
تعليق