تشبه الإخوان المسلمين باليهود والنصارى في الغلو في الأشخاص }للشيخ عبدالوهاب الحجوري حفظه الله
إن الغلو في الأشخاص هو من سنن اليهود والنصارى , فقد غلا اليهود في عزير , وغلا النصارى في المسيح حتى ادعوا أنهما ابنان لله عز وجل . بل ادعوا أن المسيح هو الله , وادعوا أنهم أبناء الله وأحباؤه , واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله , تعالى الله عما يفترون , قال الله مخبراً عنهم (( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ )) ( التوبة 30-31 )
وقال : (( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ )) ( المائدة 18 )
وقال : (( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ ُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74) مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ )) المائدة 72 – 75 )
وجه المشابهة :
إن بعض الإخوان المسلمين قد أخذوا هذا الغلو عن اليهود والنصارى , شعروا أم لم يشعروا , أرادوا ذلك أم لم يريدوا فأخذوا يطرون من من كان على شاكلتهم ويرفعونه فوق منزلته .
قال الشيخ البرعي في (( قراع السنة )) ( ص 72 – 74 ): قال سعيد حوى في كتابه (( المدخل إلى دعوة الإخوان المسلمين )) ( 179 ) : إن نقطة البداية في الثقة المطلقة بالإسلام ترجع إلى الثقة بشخص الرسول صلى الله عليه وسلم ونقطة البداية في الثقة المطلقة بدعوة الإخوان المسلمين ترجع إلى الثقة بشخص حسن البنا _ رحمه الله _ ولقد أخذنا هذه الثقة ورضعناها عمن هم أمثال الجبال في الثقة , منهم شيخنا محمد الحامد _ رحمه الله _ الذي كان يعتبر حسن البنا مجدد القرون السبعة الماضية , وليس مجدداً لقرن واحد . ثم نقل سعيد حوى كلام محمد الحامد (ص 181) فقال : كتب الشيخ محمد الحامد _ رحمه الله _ : إن المسلمين لم يروا مثل حسن البنا منذ مئات السنين .... إلخ كلامه - اهـ
قال الشيخ البرعي : وأقول متعقباً على ما تقدم : قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخبر أن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها , وسعيد حوى يقول : إنه مجدد سبعة قرون يعني من عهد ابن تيمية . يا سبحان الله ! نسيت الشوكاني والصنعاني وابن الوزير ؟! ونسيت محمد بن عبد الوهاب الذي قلب الدنيا رأساً على عقب (1) على أعداء التوحيد بإذن الله , ولا يزال أثر دعوة التوحيد باقياً في كل بلدة وصلت إليها دعوته رحمه الله أليس مجدداً لذلك القرن ؟ ولكن أقول : يا سعيد إنك ما نسيت محمد بن عبد الوهاب , وإنما أنت لا تعترف بالتجديد لأنك تعتقد أشياء أخرى , فقد قال محمد بن سيف العجمي في كتابه (( وقفات )) عن سعيد حوى : إنه صوفي رفاعي وأنه يقول : إن الرجل من أتباع الرفاعي يضرب بالشيش (السيف) في صدره حتى يخرج من ظهره ولا يؤثر فيه , وتلك كرامة للسيد الرفاعي , لأنه من أتباع الرفاعي , فكيف يعترف سعيد لمحمد بن عبد الوهاب أو غيره من علماء السنة بفضل أو بعلم أو بتجديد ؟! .
ويقول سعيد حوى أيضاً في أول كتابه (( المدخل إلى جماعة الإخوان المسلمين )) : إننا ندعوا الناس إلى أن يلتزموا بنا . اهـ ثم قال بعد قليل : لماذا نصر أن يلتزم الناس بنا . اهـ .
فانظر كيف رفع أشخاصهم حتى جعل لهم العصمة, والله عز وجل يقول: (( وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )) ( آل عمران: 101 ) ولم يقل ومن يعتصم بفلان أو فلان . ويقول: ((اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ )) (الأعراف: 3) . إن الواجب أن يربط الناس بالله عز وجل , فيعبدون الله عز وجل على وفق شرع الله وتلك هي النجاة , وبحمد الله عز وجل أنك لن تجد سنياً يدعو الناس ليلتزموا به أو بغيره سواء في ذلك المتقدمون أو المتأخرون . اهـ
ومن غلوهم في أشخاصهم ما ذكره جابر رزق في كتابه ( حسن البنا بأقلام تلامذته ومعاصريه ) ص (87) عن عمر بهاء الدين: وهو من أعلام الإخوان المسلمين, فإنه قد أعطى حسن البنا بعض صفات الله عز وجل قال:
أو تأملت على أهل خطب عطفته
من كريم عاثر جدَّ يَمحو عثرته
وقال في بيت آخر (91) في وصف حسن البنا:
زاخر الأعماق بالإ يمان في دعوته
منكر الذات حكيـم السير في وجهته
طبُّ أرواح فلا تخفى عليه خافية
انتهى بواسطة كتاب ( الإخوان المسلمون في ميزان الإسلام ) (ص103)
فتأمل أخي المسلم لهذه الأبيات وما فيها من الغلو المفرط في شخصية حسن البنا حتى جعل من صفاته أنه لا تخفى عليه خافية , وهذا القول باطل مردود , فالله وحده هو الذي لا تخفى عليه خافية (( إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ )) ( آل عمران: 5 ) وهو الذي يعلم السر وأخفى, قال سبحانه وتعالى: (( يوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ )) (الحاقة: 18 ) وقال: (( وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (7) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى )) ( طه: 7-8 ) وليس حسن البنا المبتدع الصوفي الخرافي الذي يقيم الموالد ويعتقد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضر معهم هذه البدعة النكراء , قال البنا :
هذا الحبيبُ مَعَ الأحبابِ قد حَضَرا وسامح الكُلَّ فيما قد مضى وجَرى
لقد أدار على العُشـاق خمْـرتهُ صرفاً يكادُ سناها يُذهبُ البصرا
يا سعدُ كرِّر لنا ذكر الحبيب لقدْ بـلْبَلْت أسماعَنا يا مُطربَ الفقرا
وما لركبِ الحمىَ مالت مـعاطفُِهُ لا شكَّ أنَّ حبيبَ القومِ قد حَضَرا
وحسن البنا يطوف بالقبور ويزورها ويرحل إليها المسافات الطويلة ويدعو إلى محبة النصارى ويدعو اليهود للجهاد معه , فالرجل عنده بلاوي وبدع وخرافات ثم هذا المدبر يأتي ويصفه بصفات ليست متوفرة في جميع البشر حتى في الأنبياء لا يصلح أن يقال فيهم : إنهم لا تخفى عليهم خافية, فكيف بغيرهم من البشر فإنهم عليهم السلام لا يعلمون الغيب إلا ما أخبرهم الله عز وجل به , قال الله تعالى عن نوح عليه السلام: ((وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ )) ( هود: 31 ) وقال الله عن نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ((قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )) ( الأعراف: 188 ) وفي حديث ابن عباس عند البخاري رقم ( 4625 ) ومسلم برقم ( 2860 ) فذكر الحديث إلى أن قال : (( إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك )) يعني أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما يدري ما الذي حصل بعده , فلو كان يعلم الغيب لعلم ما أحدثه أولئك الذين ذكروا في الحديث , لأن الغيب من خصائص رب العالمين لا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا أحد إلا من علمه الله شيئاً من ذلك , قال الله تعالى : ((قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ )) ( النمل: 65 ) فكيف بحسن البنا ؟؟؟؟
المهم أن القوم غلاة, فمن كان معهم رفعوه وأطروه بالمدح , ومن ليس معهم رموه بكل بلية , وصدق الشيخ أحمد النجمي إذ يقول فيهم: فمن كان معهم رفعوه إلى عنان السماء ومن كان مخالفاً لهم رموه بكل فاقرة ولم يرقبوا فيه إلاً ولا ذمة . اهـ ( من الفتاوى الجلية ص 78 )
ولقد رفعوا الزنداني الجاهل بالعلم الشرعي حتى قالوا فيه: إنه من كبار الدعاة في العالم, وقالوا: ولقد أسلم على يديه أعداد من الكفار وهذا إطراء باطل. بل إن بعضهم – وهو الزنداني – يبجل بعض الزنادقة والطبائعيين والفلاسفة, ويصفهم بعلماء الكون. راجع (( الصبح الشارق )) ( ص 119-123 ) لشيخنا يحيى حفظه الله _ وأما مدحهم للمبتدعة فهو ما تقدم من الثناء المفرط المتجاوز الحد للرفاعي وأتباعهوكذلك مدح بعضهم وثناؤه على الخميني الذي كَفَّره أهل العلم بسبب بعض أقواله الكفرية التي منها قوله: إن لأئمتنا نصوصاً هي كنصوص القرآن . لكن الإخوان المسلمين انظر ماذا يقول قائلهم فيه وهو يوسف العظم :
بالخميني زعيماً وإمام هد صرح الظلم لا يخشى الحمام
قد منحناه وشاحاً ووسام من دمانا ومضينا للأمام
ندمر الشرك ونجتاح الظلام ليعود الكون نوراً وسلام
ومن غلو الإخوان أيضاً في أشخاصهم ما قاله مصطفى السباعي في حسن البنا ونقله عنه جابر رزق ( ص 104 ) من كتابه المتقدم : فما هم إلا النور المرسل من السماء ليكشف عن أهل الخلود ظلماتهم , ثم يظل في السماء دائماً وأبداً , ولن يختلط بتراب الأرض إلا كما تقع أشعة الشمس على أعلى القصور وأدناها . اهـ ونقل جابر رزق ( ص 118 ) عن أحمد أنس الحجاج مقالة عن حسن البنا قال فيها : ..... فالرجل الإنساني وديعة في يد أمينة عن عدالة التاريخ وإنصافه , ولا على ذكراه أبداً من عوادي النسيان أو الجحود والنكران , ما دام خالداً خلود الإمام في آثاره السارية في الآفاق , والمتجدد صباح مساء والتي لن تنطفيء شعلتها ولن تخبو جذوتها لأنها من نبع كريم .... كريم على الله وعلى الناس وعلى التاريخ وعلى الأجيال كلها , لأنها نبع محمد صلى الله عليه وسلم , وإن للخلود الإنساني في حياة أستاذنا الإمام آثاره الواضحة الممتدة إلى ما وراء الزمن واعتبارات الفناء ........ اهـ فانظر أخي المسلم على غلو مفرط , والغلو محرم في ديننا بل هو مأخوذ من اليهود والنصارى كما تقدمت بعض الأدلة على ذلك ويزاد عليها ما رواه البخاري رحمه الله في صحيحه ( رقم 3445 ) من حديث عمر رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: (( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم , فإنما أنا عبده فقولوا: عبد الله ورسوله )) وروى البخاري ( رقم 4001 و 5147 ) من حديث الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ بُنِيَ عَلَيَّ فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِي كَمَجْلِسِكَ مِنِّي وَجُوَيْرِيَاتٌ يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ يَنْدُبْنَ مَنْ قُتِلَ مِنْ آبَائِهِنَّ يَوْمَ بَدْرٍ حَتَّى قَالَتْ جَارِيَةٌ وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( لَا تَقُولِي هَكَذَا وَقُولِي مَا كُنْتِ تَقُولِينَ )) وروى أبو داود رحمه الله في (( سننه )) رقم ( 4806 ) من حديث عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال: انطلقتُ في وفد بَني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا أنت سيدنا فقال: (( السيد الله تبارك وتعالى )) قلنا: وأفضلنا فضلاً وأعظَمُنا طَولاً فقال: (( قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان )) .
وهو في الصحيح المسند ( 1/ 417 ) لشيخنا رحمه الله . وروى الإمام أحمد في (( مسنده )) ( 3/249 ) رقم ( 13596 ) وغيره من حديث أنس : أن رجلاً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا خيرنا وابن خيرنا ياسيدنا وابن سيدنا, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( عليكم بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان, أنا محمد بن عبد الله , عبد الله ورسوله , والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله )) وسنده صحيح ..
فكفى بهذه الأدلة ردَّاً على كل غال مجاوز للحد ((إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ )) ( ق : 37 ) اهـ .
**************
نقلاً من كتاب وقفات مع تنظيم الإخوان المسلمين ص ( 193-200 ) تأليف الشيخ أبو عبد الله عبد الوهاب بن علي الحجوري / تقديم فضيلة الشيخ يحيى بن علي الحجوري ..
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
(1) يعني الشيخ حفظه الله أن الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله كان السبب في تغيير المجتمع وصار مجتمعاً موحداً إلى غير ذلك .
منقول
إن الغلو في الأشخاص هو من سنن اليهود والنصارى , فقد غلا اليهود في عزير , وغلا النصارى في المسيح حتى ادعوا أنهما ابنان لله عز وجل . بل ادعوا أن المسيح هو الله , وادعوا أنهم أبناء الله وأحباؤه , واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله , تعالى الله عما يفترون , قال الله مخبراً عنهم (( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ )) ( التوبة 30-31 )
وقال : (( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ )) ( المائدة 18 )
وقال : (( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ ُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74) مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ )) المائدة 72 – 75 )
وجه المشابهة :
إن بعض الإخوان المسلمين قد أخذوا هذا الغلو عن اليهود والنصارى , شعروا أم لم يشعروا , أرادوا ذلك أم لم يريدوا فأخذوا يطرون من من كان على شاكلتهم ويرفعونه فوق منزلته .
قال الشيخ البرعي في (( قراع السنة )) ( ص 72 – 74 ): قال سعيد حوى في كتابه (( المدخل إلى دعوة الإخوان المسلمين )) ( 179 ) : إن نقطة البداية في الثقة المطلقة بالإسلام ترجع إلى الثقة بشخص الرسول صلى الله عليه وسلم ونقطة البداية في الثقة المطلقة بدعوة الإخوان المسلمين ترجع إلى الثقة بشخص حسن البنا _ رحمه الله _ ولقد أخذنا هذه الثقة ورضعناها عمن هم أمثال الجبال في الثقة , منهم شيخنا محمد الحامد _ رحمه الله _ الذي كان يعتبر حسن البنا مجدد القرون السبعة الماضية , وليس مجدداً لقرن واحد . ثم نقل سعيد حوى كلام محمد الحامد (ص 181) فقال : كتب الشيخ محمد الحامد _ رحمه الله _ : إن المسلمين لم يروا مثل حسن البنا منذ مئات السنين .... إلخ كلامه - اهـ
قال الشيخ البرعي : وأقول متعقباً على ما تقدم : قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخبر أن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها , وسعيد حوى يقول : إنه مجدد سبعة قرون يعني من عهد ابن تيمية . يا سبحان الله ! نسيت الشوكاني والصنعاني وابن الوزير ؟! ونسيت محمد بن عبد الوهاب الذي قلب الدنيا رأساً على عقب (1) على أعداء التوحيد بإذن الله , ولا يزال أثر دعوة التوحيد باقياً في كل بلدة وصلت إليها دعوته رحمه الله أليس مجدداً لذلك القرن ؟ ولكن أقول : يا سعيد إنك ما نسيت محمد بن عبد الوهاب , وإنما أنت لا تعترف بالتجديد لأنك تعتقد أشياء أخرى , فقد قال محمد بن سيف العجمي في كتابه (( وقفات )) عن سعيد حوى : إنه صوفي رفاعي وأنه يقول : إن الرجل من أتباع الرفاعي يضرب بالشيش (السيف) في صدره حتى يخرج من ظهره ولا يؤثر فيه , وتلك كرامة للسيد الرفاعي , لأنه من أتباع الرفاعي , فكيف يعترف سعيد لمحمد بن عبد الوهاب أو غيره من علماء السنة بفضل أو بعلم أو بتجديد ؟! .
ويقول سعيد حوى أيضاً في أول كتابه (( المدخل إلى جماعة الإخوان المسلمين )) : إننا ندعوا الناس إلى أن يلتزموا بنا . اهـ ثم قال بعد قليل : لماذا نصر أن يلتزم الناس بنا . اهـ .
فانظر كيف رفع أشخاصهم حتى جعل لهم العصمة, والله عز وجل يقول: (( وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )) ( آل عمران: 101 ) ولم يقل ومن يعتصم بفلان أو فلان . ويقول: ((اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ )) (الأعراف: 3) . إن الواجب أن يربط الناس بالله عز وجل , فيعبدون الله عز وجل على وفق شرع الله وتلك هي النجاة , وبحمد الله عز وجل أنك لن تجد سنياً يدعو الناس ليلتزموا به أو بغيره سواء في ذلك المتقدمون أو المتأخرون . اهـ
ومن غلوهم في أشخاصهم ما ذكره جابر رزق في كتابه ( حسن البنا بأقلام تلامذته ومعاصريه ) ص (87) عن عمر بهاء الدين: وهو من أعلام الإخوان المسلمين, فإنه قد أعطى حسن البنا بعض صفات الله عز وجل قال:
أو تأملت على أهل خطب عطفته
من كريم عاثر جدَّ يَمحو عثرته
وقال في بيت آخر (91) في وصف حسن البنا:
زاخر الأعماق بالإ يمان في دعوته
منكر الذات حكيـم السير في وجهته
طبُّ أرواح فلا تخفى عليه خافية
انتهى بواسطة كتاب ( الإخوان المسلمون في ميزان الإسلام ) (ص103)
فتأمل أخي المسلم لهذه الأبيات وما فيها من الغلو المفرط في شخصية حسن البنا حتى جعل من صفاته أنه لا تخفى عليه خافية , وهذا القول باطل مردود , فالله وحده هو الذي لا تخفى عليه خافية (( إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ )) ( آل عمران: 5 ) وهو الذي يعلم السر وأخفى, قال سبحانه وتعالى: (( يوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ )) (الحاقة: 18 ) وقال: (( وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (7) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى )) ( طه: 7-8 ) وليس حسن البنا المبتدع الصوفي الخرافي الذي يقيم الموالد ويعتقد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضر معهم هذه البدعة النكراء , قال البنا :
هذا الحبيبُ مَعَ الأحبابِ قد حَضَرا وسامح الكُلَّ فيما قد مضى وجَرى
لقد أدار على العُشـاق خمْـرتهُ صرفاً يكادُ سناها يُذهبُ البصرا
يا سعدُ كرِّر لنا ذكر الحبيب لقدْ بـلْبَلْت أسماعَنا يا مُطربَ الفقرا
وما لركبِ الحمىَ مالت مـعاطفُِهُ لا شكَّ أنَّ حبيبَ القومِ قد حَضَرا
وحسن البنا يطوف بالقبور ويزورها ويرحل إليها المسافات الطويلة ويدعو إلى محبة النصارى ويدعو اليهود للجهاد معه , فالرجل عنده بلاوي وبدع وخرافات ثم هذا المدبر يأتي ويصفه بصفات ليست متوفرة في جميع البشر حتى في الأنبياء لا يصلح أن يقال فيهم : إنهم لا تخفى عليهم خافية, فكيف بغيرهم من البشر فإنهم عليهم السلام لا يعلمون الغيب إلا ما أخبرهم الله عز وجل به , قال الله تعالى عن نوح عليه السلام: ((وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ )) ( هود: 31 ) وقال الله عن نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ((قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )) ( الأعراف: 188 ) وفي حديث ابن عباس عند البخاري رقم ( 4625 ) ومسلم برقم ( 2860 ) فذكر الحديث إلى أن قال : (( إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك )) يعني أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما يدري ما الذي حصل بعده , فلو كان يعلم الغيب لعلم ما أحدثه أولئك الذين ذكروا في الحديث , لأن الغيب من خصائص رب العالمين لا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا أحد إلا من علمه الله شيئاً من ذلك , قال الله تعالى : ((قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ )) ( النمل: 65 ) فكيف بحسن البنا ؟؟؟؟
المهم أن القوم غلاة, فمن كان معهم رفعوه وأطروه بالمدح , ومن ليس معهم رموه بكل بلية , وصدق الشيخ أحمد النجمي إذ يقول فيهم: فمن كان معهم رفعوه إلى عنان السماء ومن كان مخالفاً لهم رموه بكل فاقرة ولم يرقبوا فيه إلاً ولا ذمة . اهـ ( من الفتاوى الجلية ص 78 )
ولقد رفعوا الزنداني الجاهل بالعلم الشرعي حتى قالوا فيه: إنه من كبار الدعاة في العالم, وقالوا: ولقد أسلم على يديه أعداد من الكفار وهذا إطراء باطل. بل إن بعضهم – وهو الزنداني – يبجل بعض الزنادقة والطبائعيين والفلاسفة, ويصفهم بعلماء الكون. راجع (( الصبح الشارق )) ( ص 119-123 ) لشيخنا يحيى حفظه الله _ وأما مدحهم للمبتدعة فهو ما تقدم من الثناء المفرط المتجاوز الحد للرفاعي وأتباعهوكذلك مدح بعضهم وثناؤه على الخميني الذي كَفَّره أهل العلم بسبب بعض أقواله الكفرية التي منها قوله: إن لأئمتنا نصوصاً هي كنصوص القرآن . لكن الإخوان المسلمين انظر ماذا يقول قائلهم فيه وهو يوسف العظم :
بالخميني زعيماً وإمام هد صرح الظلم لا يخشى الحمام
قد منحناه وشاحاً ووسام من دمانا ومضينا للأمام
ندمر الشرك ونجتاح الظلام ليعود الكون نوراً وسلام
ومن غلو الإخوان أيضاً في أشخاصهم ما قاله مصطفى السباعي في حسن البنا ونقله عنه جابر رزق ( ص 104 ) من كتابه المتقدم : فما هم إلا النور المرسل من السماء ليكشف عن أهل الخلود ظلماتهم , ثم يظل في السماء دائماً وأبداً , ولن يختلط بتراب الأرض إلا كما تقع أشعة الشمس على أعلى القصور وأدناها . اهـ ونقل جابر رزق ( ص 118 ) عن أحمد أنس الحجاج مقالة عن حسن البنا قال فيها : ..... فالرجل الإنساني وديعة في يد أمينة عن عدالة التاريخ وإنصافه , ولا على ذكراه أبداً من عوادي النسيان أو الجحود والنكران , ما دام خالداً خلود الإمام في آثاره السارية في الآفاق , والمتجدد صباح مساء والتي لن تنطفيء شعلتها ولن تخبو جذوتها لأنها من نبع كريم .... كريم على الله وعلى الناس وعلى التاريخ وعلى الأجيال كلها , لأنها نبع محمد صلى الله عليه وسلم , وإن للخلود الإنساني في حياة أستاذنا الإمام آثاره الواضحة الممتدة إلى ما وراء الزمن واعتبارات الفناء ........ اهـ فانظر أخي المسلم على غلو مفرط , والغلو محرم في ديننا بل هو مأخوذ من اليهود والنصارى كما تقدمت بعض الأدلة على ذلك ويزاد عليها ما رواه البخاري رحمه الله في صحيحه ( رقم 3445 ) من حديث عمر رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: (( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم , فإنما أنا عبده فقولوا: عبد الله ورسوله )) وروى البخاري ( رقم 4001 و 5147 ) من حديث الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ بُنِيَ عَلَيَّ فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِي كَمَجْلِسِكَ مِنِّي وَجُوَيْرِيَاتٌ يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ يَنْدُبْنَ مَنْ قُتِلَ مِنْ آبَائِهِنَّ يَوْمَ بَدْرٍ حَتَّى قَالَتْ جَارِيَةٌ وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( لَا تَقُولِي هَكَذَا وَقُولِي مَا كُنْتِ تَقُولِينَ )) وروى أبو داود رحمه الله في (( سننه )) رقم ( 4806 ) من حديث عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال: انطلقتُ في وفد بَني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا أنت سيدنا فقال: (( السيد الله تبارك وتعالى )) قلنا: وأفضلنا فضلاً وأعظَمُنا طَولاً فقال: (( قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان )) .
وهو في الصحيح المسند ( 1/ 417 ) لشيخنا رحمه الله . وروى الإمام أحمد في (( مسنده )) ( 3/249 ) رقم ( 13596 ) وغيره من حديث أنس : أن رجلاً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا خيرنا وابن خيرنا ياسيدنا وابن سيدنا, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( عليكم بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان, أنا محمد بن عبد الله , عبد الله ورسوله , والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله )) وسنده صحيح ..
فكفى بهذه الأدلة ردَّاً على كل غال مجاوز للحد ((إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ )) ( ق : 37 ) اهـ .
**************
نقلاً من كتاب وقفات مع تنظيم الإخوان المسلمين ص ( 193-200 ) تأليف الشيخ أبو عبد الله عبد الوهاب بن علي الحجوري / تقديم فضيلة الشيخ يحيى بن علي الحجوري ..
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
(1) يعني الشيخ حفظه الله أن الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله كان السبب في تغيير المجتمع وصار مجتمعاً موحداً إلى غير ذلك .
منقول
تعليق