الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى صحبه ومن والاه...أمابعد:
فقد صدر كتاب صغير الحجم، يدعو فيه جماعة حزب التحرير إلى اتباعهم، وقد أدهشتني هذه الدعوة؛ لافتقارها العلم الشرعي المستند إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأحببت أن أنبه المسلمين عن دعوتهم وأفكارهم, فإنهم يقدمون العقل ويجعلونه أداة رئيسة في التغيير.
مؤسسهم:
أسس جماعة حزب التحرير: تقي الدين بن إبراهيم النبهاني سنة1952م، وقد كان متأثراً بجده لأمه يوسف بن إسماعيل النبهاني وهو المعروف بصوفيته, ويدل على ذلك كتابه الموسوم (شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق) حيث كان متأثراً بالمعتقدات الصوفية التي تبناها السلاطين العثمانيون.
ومن أبرز شخصياتهم:
عبدالقديم زلوم- وهو خليفة النبهاني - صاحب كتاب(هكذا هُدمت الخلافة) ثم رأوا أنه انحرف عن منهج مؤسسهم النبهاني، فأصدروا بياناً في12رمضان1424هـ تتبرأ الجماعة من آرائه وضلالاته, ومنهم أحمد الداعور وعبدالعزيز البدري وعبدالرحمن المالكي وغانم عبده المقيم.
دعوتهم:
يدّعون أنهم أقاموا هذه الجماعة لمواجهة الظلم الاقتصادي والسياسي, ولغياب الإسلام عن الساحة، ولإعادة دولة الخلافة.
والمطلع على منهج جماعة حزب التحرير يرى شغفهُ بمسألة الخلافة, وكأنها مصيبة الأمة ومأساتها اليتيمة, فلذلك علّق كل شيء على الخلافة, ففي غياب الخليفة-عندهم- لا قضاء, ولا أمر بالمعروف, ولا نهي عن المنكر, ولا قوامة للرجل على زوجته...وغيرها من الأحكام.
فإذا قامت الخلافة، قالوا: ليس هذا وقت بيان الأخطاء؛ لأن بيانها يفرق المسلمين...إذن فمتى يؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر...؟
مراحل دعوتهم:
حدد جماعة حزب التحرير أولاً مدة ثلاثة عشر عاماً من تاريخ تأسيسه للوصول إلى الحكم, ثم مددوها ثانياً إلى ثلاثة عشر عاماً للوصول إلى الحكم, ثم مددوها ثالثاً إلى ثلاثة عقود من الزمان (30سنة) مراعاة للظروف والضغوط المختلفة, ولكنَّ شيئاً من ذلك لم يحدث على الرغم من مضي المدتين.
انحرافهم في العقيدة:
ولأن جماعة حزب التحرير جعلوا العقل عليهم سلطاناً؛ جرّهم هذا إلى عدم التسليم الكامل لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم حتى في العقيدة, فهم ينفون أموراً تُعد من المسلّمات في عقيدة المسلم, فهم ينفون تسمية (القضاء والقدر) بحجة أنه لم يأتِ هذا اللفظ في الكتاب والسنة, وهذا باطل لأنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (( أكثر من يموت من أمتي بعد كتاب الله وقضاءه وقدره بالعين)) حسنه الحافظ ابن حجر والشيخ الألباني. ونفوا أيضاً كلمة (صفات الله) بالحجة نفسها، وهذا أيضاً باطل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقرها كما في البخاري من حديث عائشة في قصة الرجل الذي كان يختم قراءته في الصلاة بسورة الإخلاص, فلما ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم قال: (( سلوه لأي شيء يصنع ذلك , فلما سألوه قال:لأنها من صفة الرحمن))...الحديث. ومن انحرافهم في العقيدة أنهم يثبتون من الصفات سبعاً وهم كالأشاعرة تماماً. ومن انحرافهم أنهم لا يأخذون بخبر الآحاد في العقيدة فهم ينكرون عذاب القبر وظهور المسيح الدجال...وغيرهما؛ بحجة أن خبر الآحاد يفيد الظن لا العلم, وهذا باطل شرعاً وعقلاً, أما من جهة الشرع فقد تظافرت الأدلة على قبول خبر الواحد، فالرسل أرسلوا إلى قومهم فرادى, ومع هذا صارت الحجة قائمة عليهم قال الله - جل وعلا: (( وماكنا معذبين حتى نبعث رسولاً)), والنبهاني -مؤسسهم- واحد !! فلماذا أخذوا عنه هذه العقيدة؟؟ ((مالكم كيف تحكمون)), ومن جهة العقل فإنه يصعب على المسلم أخذ كل خبر متواتراً , فمثلاً قوله-جل وعلا-: )) فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ((فهل يعقل أنني لا أقبل خبراً في العقيدة إلا من ثلاثين أو أربعين عالماً (الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به).
الفتاوى الجائرة:
فثالثة الأثافي تصدرهم للفتوى واستخفافهم بأهل العلم بل والطعن فيهم بالعمالة,مما جرّأهم للتصدر لهذا الأمر العظيم ((قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ))
, ومن فتاواهم الزائغة:
1) من تزوج بأحد محارمه يسجن عشر سنوات, وهذه الفتوى مخالفة لحكم النبي صلى الله عليه وسلم فقد ثبت في مسند أحمد من حديث البراء بن عازب أنه عليه الصلاة والسلام حكم على رجل تزوج امرأة أبيه بضرب عنقه.
2) تقبيل المرأة الأجنبية -ليست بمحرم - مباح وليس حراماً.
3) سقوط الصلاة والصوم عن رائد الفضاء المسلم .
4) جواز مصافحة النساء الأجانب.
5) النظر إلى صورة المرأة الأجنبية ليس بحرام ولو بشهوة.
6) يجوز زواج المتعة.
7) إباحة الغناء.
8) التبرج يُرجع فيه إلى المجتمع, فما يقدّرهُ المجتمع بشأنه يكون هو المعتبر.
9) يجوز دفع الجزية من قبل الدولة المسلمة للدولة الكافرة.
10) يجوز الركوب في وسائل المواصلات (البواخر والطائرات...) التي تملكها شركات أجنبية مع تحريم هذا الركوب إن كانت مملوكة لشركات أصحابها مسلمون؛ لأن الأخيرة ليست أهلاً للتعاقد في نظرهم.
11) يرون أن كنز المال حرام ولو أخرجت زكاته.
12) تفسيرهم ملكية الأرض بمعنى زراعتها, والذي يهملها ولا يزرعها لمدة ثلاث سنوات, تؤخذ منه وتعطى لغيره، ولا يجوز تأجير الأرض للزراعة عندهم إطلاقاً.
فيتضح لنا مما سبق :
أن جماعة حزب التحرير ضررهم على المجتمع أكثر من نفعهم، فإنه يؤخذ عليهم مخالفة عقيدة أهل السنة والجماعة في تقديم العقل على النصوص الشرعية؛ موافقة لأهل الكلام من المعتزلة وغيرهم؛ مما دفعهم لإنكار عذاب القبر وظهور المسيح الدجال، بالإضافة إلى إهمالهم الجوانب التربوية وتخليهم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى أن تقوم الدولة الإسلامية!!، وإصدار فتاوى شاذة عن الفقه الإسلامي.
نسأل الله للجميع الهداية والثبات على الكتاب والسنة،،
فقد صدر كتاب صغير الحجم، يدعو فيه جماعة حزب التحرير إلى اتباعهم، وقد أدهشتني هذه الدعوة؛ لافتقارها العلم الشرعي المستند إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأحببت أن أنبه المسلمين عن دعوتهم وأفكارهم, فإنهم يقدمون العقل ويجعلونه أداة رئيسة في التغيير.
مؤسسهم:
أسس جماعة حزب التحرير: تقي الدين بن إبراهيم النبهاني سنة1952م، وقد كان متأثراً بجده لأمه يوسف بن إسماعيل النبهاني وهو المعروف بصوفيته, ويدل على ذلك كتابه الموسوم (شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق) حيث كان متأثراً بالمعتقدات الصوفية التي تبناها السلاطين العثمانيون.
ومن أبرز شخصياتهم:
عبدالقديم زلوم- وهو خليفة النبهاني - صاحب كتاب(هكذا هُدمت الخلافة) ثم رأوا أنه انحرف عن منهج مؤسسهم النبهاني، فأصدروا بياناً في12رمضان1424هـ تتبرأ الجماعة من آرائه وضلالاته, ومنهم أحمد الداعور وعبدالعزيز البدري وعبدالرحمن المالكي وغانم عبده المقيم.
دعوتهم:
يدّعون أنهم أقاموا هذه الجماعة لمواجهة الظلم الاقتصادي والسياسي, ولغياب الإسلام عن الساحة، ولإعادة دولة الخلافة.
والمطلع على منهج جماعة حزب التحرير يرى شغفهُ بمسألة الخلافة, وكأنها مصيبة الأمة ومأساتها اليتيمة, فلذلك علّق كل شيء على الخلافة, ففي غياب الخليفة-عندهم- لا قضاء, ولا أمر بالمعروف, ولا نهي عن المنكر, ولا قوامة للرجل على زوجته...وغيرها من الأحكام.
فإذا قامت الخلافة، قالوا: ليس هذا وقت بيان الأخطاء؛ لأن بيانها يفرق المسلمين...إذن فمتى يؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر...؟
مراحل دعوتهم:
حدد جماعة حزب التحرير أولاً مدة ثلاثة عشر عاماً من تاريخ تأسيسه للوصول إلى الحكم, ثم مددوها ثانياً إلى ثلاثة عشر عاماً للوصول إلى الحكم, ثم مددوها ثالثاً إلى ثلاثة عقود من الزمان (30سنة) مراعاة للظروف والضغوط المختلفة, ولكنَّ شيئاً من ذلك لم يحدث على الرغم من مضي المدتين.
انحرافهم في العقيدة:
ولأن جماعة حزب التحرير جعلوا العقل عليهم سلطاناً؛ جرّهم هذا إلى عدم التسليم الكامل لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم حتى في العقيدة, فهم ينفون أموراً تُعد من المسلّمات في عقيدة المسلم, فهم ينفون تسمية (القضاء والقدر) بحجة أنه لم يأتِ هذا اللفظ في الكتاب والسنة, وهذا باطل لأنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (( أكثر من يموت من أمتي بعد كتاب الله وقضاءه وقدره بالعين)) حسنه الحافظ ابن حجر والشيخ الألباني. ونفوا أيضاً كلمة (صفات الله) بالحجة نفسها، وهذا أيضاً باطل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقرها كما في البخاري من حديث عائشة في قصة الرجل الذي كان يختم قراءته في الصلاة بسورة الإخلاص, فلما ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم قال: (( سلوه لأي شيء يصنع ذلك , فلما سألوه قال:لأنها من صفة الرحمن))...الحديث. ومن انحرافهم في العقيدة أنهم يثبتون من الصفات سبعاً وهم كالأشاعرة تماماً. ومن انحرافهم أنهم لا يأخذون بخبر الآحاد في العقيدة فهم ينكرون عذاب القبر وظهور المسيح الدجال...وغيرهما؛ بحجة أن خبر الآحاد يفيد الظن لا العلم, وهذا باطل شرعاً وعقلاً, أما من جهة الشرع فقد تظافرت الأدلة على قبول خبر الواحد، فالرسل أرسلوا إلى قومهم فرادى, ومع هذا صارت الحجة قائمة عليهم قال الله - جل وعلا: (( وماكنا معذبين حتى نبعث رسولاً)), والنبهاني -مؤسسهم- واحد !! فلماذا أخذوا عنه هذه العقيدة؟؟ ((مالكم كيف تحكمون)), ومن جهة العقل فإنه يصعب على المسلم أخذ كل خبر متواتراً , فمثلاً قوله-جل وعلا-: )) فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ((فهل يعقل أنني لا أقبل خبراً في العقيدة إلا من ثلاثين أو أربعين عالماً (الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به).
الفتاوى الجائرة:
فثالثة الأثافي تصدرهم للفتوى واستخفافهم بأهل العلم بل والطعن فيهم بالعمالة,مما جرّأهم للتصدر لهذا الأمر العظيم ((قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ))
, ومن فتاواهم الزائغة:
1) من تزوج بأحد محارمه يسجن عشر سنوات, وهذه الفتوى مخالفة لحكم النبي صلى الله عليه وسلم فقد ثبت في مسند أحمد من حديث البراء بن عازب أنه عليه الصلاة والسلام حكم على رجل تزوج امرأة أبيه بضرب عنقه.
2) تقبيل المرأة الأجنبية -ليست بمحرم - مباح وليس حراماً.
3) سقوط الصلاة والصوم عن رائد الفضاء المسلم .
4) جواز مصافحة النساء الأجانب.
5) النظر إلى صورة المرأة الأجنبية ليس بحرام ولو بشهوة.
6) يجوز زواج المتعة.
7) إباحة الغناء.
8) التبرج يُرجع فيه إلى المجتمع, فما يقدّرهُ المجتمع بشأنه يكون هو المعتبر.
9) يجوز دفع الجزية من قبل الدولة المسلمة للدولة الكافرة.
10) يجوز الركوب في وسائل المواصلات (البواخر والطائرات...) التي تملكها شركات أجنبية مع تحريم هذا الركوب إن كانت مملوكة لشركات أصحابها مسلمون؛ لأن الأخيرة ليست أهلاً للتعاقد في نظرهم.
11) يرون أن كنز المال حرام ولو أخرجت زكاته.
12) تفسيرهم ملكية الأرض بمعنى زراعتها, والذي يهملها ولا يزرعها لمدة ثلاث سنوات, تؤخذ منه وتعطى لغيره، ولا يجوز تأجير الأرض للزراعة عندهم إطلاقاً.
فيتضح لنا مما سبق :
أن جماعة حزب التحرير ضررهم على المجتمع أكثر من نفعهم، فإنه يؤخذ عليهم مخالفة عقيدة أهل السنة والجماعة في تقديم العقل على النصوص الشرعية؛ موافقة لأهل الكلام من المعتزلة وغيرهم؛ مما دفعهم لإنكار عذاب القبر وظهور المسيح الدجال، بالإضافة إلى إهمالهم الجوانب التربوية وتخليهم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى أن تقوم الدولة الإسلامية!!، وإصدار فتاوى شاذة عن الفقه الإسلامي.
نسأل الله للجميع الهداية والثبات على الكتاب والسنة،،
كتبه : أيوعمار ياسر العدني
تعليق