وإنَّ لكم في الإخوان لعبرة
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلى آله ومن والاه ،أما بعد
فإنَّ من أعظم ما أبتُلي به المسلمون على مر القرون جماعة الإخوان المسلمين فإنها من أخطر الجماعات التي مرت على الإسلام منذ بزوغ فجره فهي جماعة ذات منهج (ميكافلي ) تكاد تجد فيها كل مناهج الفرق إلا أهل السنة ، فهم صوفية كما قال قائدهم وواقعهم وهم شيعة أو لايختلفون معهم إلا قليلا وهم خوارج تكاد لاتفوتهم فتنة ولاتغيب عنهم ثورة :
هذه مصر فسلها والجزائر **** عن بني الإخوان عن أهل الجرائر
هذه مصر فسلها والجزائر **** عن عروض و دماء و شعائر
هذه مصر فسلها والجزائر**** واعتبر إن كنت من أهل البصائر
ولاتسل عن التفجيرات والإغتيالات التي ما سلم منها العباد ولا أمنت منها البلاد فقط من أجل الكرسي رافعين شعار الشريعة! ومتخذين الإسلام سلماً وذريعة .
وإن ما يمر به الإخوان لعبرة وعظة وتجسيد واقعي لكلام الصادق المصدوق، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (من أرضى الله بسخط الناس، رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ، ومن أرضى الناس بسخط الله ، عاد حامِدُهُ من الناس لَه ذَامًّا) صححه الألباني (الطحاوية)
وفي رواية:( من التمس رضا الله بسخط الناس ؛ رضيالله عنه ، وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله ، سخط الله عليه ، وأسخط عليه الناس) صحيح الترغيب والترهيب
فكم إرتكبوامن منكرات وكم إنتهكوا من حرمات إرضاء لمن حارب الله ورسوله ، قالوا: ديمقراطية، قالوا-الإخوان- شوروقراطية أو ديمقراطية إسلامية مضادين للحاكمية التي قاموا من أجلها-زعموا- وكم أسخطوا الرحمن فلم ترض عنهم اليهود ولا النصارى ولا المسلمين الحيارى.
قال شيخ الإسلام رحمه الله:-
ومما يجب أن يعلم: أنه لا يسوغ في العقل ولا الدين طلب رضا المخلوقين لوجهين:
أحدهما: أن هذا غير ممكن، كما قال الشافعي رضي الله عنه:رضى الناس غاية لا تدرك، فعليك بالأمر الذي يصلحك فالزمه، ودع ما سواه ولا تعانه.
والثاني: أنا مأمورون بأن نتحرى رضا الله ورسوله، كما قال تعالى: {وَالله وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ}، وعلينا أن نخاف الله فلانخاف أحدًا إلا الله، كما قال تعالى: {فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}، وقال: {فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ}، وقال: {فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ}، {وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ}. فعلينا أن نخاف الله، ونتقيه في الناس، فلا نظلمهم بقلوبنا، ولا جوارحنا، ونؤدي إليهم حقوقهم بقلوبنا وجوارحنا، ولا نخافهم في الله فنترك ما أمر الله به ورسوله خيفة منهم.
ومن لزم هذه الطريقة كانت العاقبة له كما كتبت عائشة إلى معاوية: أما بعد: فإنه من التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه، وأسخط عليه الناس، وعاد حامده من الناس ذامًا. ومن التمس رضا الله بسخط الناس رضى الله عنه، وأرضى عنه الناس.
فالمؤمن لا تكون فكرته وقصده إلا رضا ربه، واجتناب سخطه والعاقبة له، ولا حول ولا قوة إلا بالله.مجموع الفتاوى المجلد الثالث
نكتة:-
في صحيح الإمام مسلم أن ابن مسعود رضي الله عنه قال:( السعيد من اتعظ بغيره والشقي من شقي في بطن أمه) أو كما قال
وقال في أضواء البيان:-
قوله تعالى : (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب)
ذكر الله جل وعلا في هذه الآية أن في أخبار المرسلين مع أممهم ، وكيف نجى الله المؤمنين وأهلك الكافرين - عبرة لأولي الألباب ، أي عظة لأهل العقول .
قال الإمام الطبري رحمه الله :-
وقوله : (إن في ذلك لآيات للمتوسمين) يقول : إن في الذي فعلنا بقوم لوط من إهلاكهم ، وأحللنا بهم من العذاب لعلامات ودلالات للمتفرسين المعتبرين بعلامات الله ، وعبره على عواقب أمور أهل معاصيه والكفر به .
أبو المنذر السوداني
تعليق