بسم الله الرحمن الرحيم
هذه رسالة مختصرة في حال تنظيم القاعدة مستفيدا في جمعها من كلام العلماء والكتابات
في حالها لأهمية الأمر عندنا
أسميتها/
نشر الفائدة في حال تنظيم القاعدة
كتبه /
أبو محمد عبد الكريم بن غالب بن أحمد
الحسني الحلياني
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل: [فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ] {الرعد:17} والقائل: [وَمَنْ يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شَيْئًا] {المائدة:41} والقائل: [إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الهُدَى] {النَّجم:23 والقائل: (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون).
والصلاة والسلام على رسول الله القائل: "سيأتي على الناس سنوات خدَّاعات، يُصَدَّق فيها الكاذب، ويُكَذَّب فيها الصادق، ويُؤْتَمن فيها الخائن، ويُخَوَّن فيها الأمين".
وبعد:
فقد ضمن الله عز وجل لهذه الأمة ألا يسلط عليها عدوا من غيرها فيستبيح بيضتها ويقطع شأفتها كما أخرج مسلم في صحيحه عن سعد بن أبي وقاص: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أقبل ذات يوم من العالية حتى إذا مر بمسجد بني معاوية دخل فركع فيه ركعتين وصلينا معه ودعا ربه طويلا ثم انصرف إلينا فقال صلى الله عليه و سلم سألت ربي ثلاثا فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها )
والمتأمل في أحوال الأمة منذ غزوة أحد إلى يومنا هذا يجد أن أشد النكبات وأشنع الأزمات التي حلت بها كانت أول شرارة من الداخل ومن بعض أبنائها ففي غزوة أحد تبدل نصرها الكبير إلى هزيمة لما عصى بعض الرماة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأول وأشنع جريمة في حق خليفة راشد مبشر بالجنة عثمان بن عفان كانت من بعض أبناء المسلمين.
وأشنع الفتن والثورات التي استنزفت خيرات الأمة ومقدراتها وأشغلت رجالها كانت من داخلها كالخوارج والرافضة والقرامطة، والحجاج، وابن الأشعث، وابن العلقمي
كل هذه أسماء لفرق، أو أشخاص ينتسبون إلى الإسلام سواء كان هذا الانتساب حقيقا أو مجرد نسبة، فجروا على الإسلام والمسلمين الويلات التي تنوء بحملها الأسفار وتئن من فظاعتها كواهل الأحرار.
واليوم يتعرض الإسلام والمسلمون لهجمات شرسة ما عرف التاريخ لها مثيلا وصفها لنا الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: " يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها " فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال " بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن " فقال قائل يا رسول الله وما الوهن ؟ قال " حب الدنيا وكراهية الموت " . أخرجه أبو داود عن ثوبان.
والمتسبب في هذا التداعي من الأمم الكافرة فرقتان كلتاهما ينتسبان إلى الإسلام:
الأولى: الرافضة وقصدهم المكر بالدين وإفساده ولسنا في صدد بيانها الآن وقد بينا بعض حالها بكتاب أسميناه/ (الشهب الحسنية على الشيعة الآثني عشرية).
والثانية: وهم تنظيم القاعدة قاموا من منطلق الغيرة على الإسلام وبغض النصارى والغيظ منهم لجرائمهم ضد المسلمين[1] بشكل مباشر أو بدعم مادي، فقام هؤلاء طيشنا وحماسا بتفجيرات استهدفت بعض تجمعات النصارى ابتداء بتفجير الرياض ونيروبي ودار السلام وإسقاط برجي التجارة العالميين.
عندها تفجر الحقد النصراني المتربص بالمسلمين و تسلط عليهم بكل طوائفه ودوله البغيضة الذي تمثله أمريكا بجبروتها وطغيانها وكبريائها التي جعلت العالم كله أمام خيارين:
إما أن تكون معي، وإلا فأنت ضدي.
وكما هو جلي فما بعث هذه الأحقاد الصليبية، والكوامن السلولية إلا تهور واندفاع أعضاء تنظيم القاعدة الذي لم يتوقف عند برجي التجارة وإنما طال حتى دولة الحرمين وليس ببعيد ما فعلوه في اليمن في عام 1433هـ.
فكان من الطبيعي اتحاد المواقف بين جميع الطوائف.وإخضاع جميع القيادات تحت مظلة حرب الإرهاب والإرهابيين كما هو ظاهر، بينما باطنه وحقيقته حرب الإسلام والمسلمين وتجفيف منابع الدين وتحجيم انتشاره وبتر كل المشروعات القائمة على الدعوة له وإعانة أبنائه المعوزين وسد فاقتهم حتى لا يفتنوا عن دينهم.
فتجد هؤلاء الشباب حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام – دعوا إلى "الجهاد في سبيل الله" على مفهومهم القاصر، دون معرفة ملابساته وحدوده، ولا إلمام بقيوده الشرعية، وضوابطه المرعية، فنتج عن ذلك تخبط وانحراف عظيم في ساحة العلم والدعوة إلى الله، ونتج عن هذا الانحراف فساد عريض في المجتمعات الإسلامية.
و الجهاد في سبيل الله من العبادات العظيمة فإذا خرج عن الطريقة الصحيحة صار جهادا بدعيا كجهاد الخوارج والروافض وغيرهم من أهل الضلال.
قال شيخ الإسلام في "الرد على الأخنائي": (والكتاب والسنة مملوءان بالأمر بالجهاد وذكر فضيلته، لكن يجب أن يعرف الجهاد الشرعي الذي أمر الله به ورسوله من الجهاد البدعي جهاد أهل الضلال الذين يجاهدون في طاعة الشيطان، وهم يظنون أنهم يجاهدون في طاعة الرحمن، كجهاد أهل البدع والأهواء كالخوارج ونحوهم الذين يجاهدون في أهل الإسلام، وفيمن هو أولى بالله ورسوله منهم من السابقين الأولين والذين اتبعوهم بإحسان إلى يوم الدين كما جاهدوا عليا ومن معه وهم لمعاوية ومن معه اشد جهادا) .اهـ
ولما كان الأمر كذلك وشعرت ببداية تمدده في تنزانيا وغيرها من الدول المجاورة بطريقة خفية وانتشار بعض شبههم في بعض الشباب الجهال بالدين والإسلام الصحيح استعنت بالله على بيان حال هذه الجماعة بطريقة مختصرة ميسر فهمها لعل الله يبصر بها من أراد الخير مستفيدا في جمعا من مقالات العلماء ومن الكتابة السابقة على هذه الجماعة فنسأل الله أن يجزي الجميع خيرا.
فكانت كما يلي:
- بيان مؤسسها.
- بيان بدايتها.
- بيان الجهاد الشرعي من غيره.
- أصول هذه الجماعة المنحرفة.
- أقوال أئمة العصر فيها وفي مؤسسها.
أسأل الله أن يبصر بها من التبس عليه هذا الأمر وأن يرده للحق ردا جميلا والحمد الله رب العلمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه/ أبو محمد عبد الكريم بن غالب بن أحمد الحسني الحلياني
[1] هذا إن أحسنا بهم الظن.
رابط تحميل الرسالة من الخزانة العلمية
تعليق