وقفات مع لقاء الشيخ عبد المجيد الزنداني
مع قناة الجزيرة
حول قوله : إخواننا الإثنى عشرية
مع قناة الجزيرة
حول قوله : إخواننا الإثنى عشرية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم – وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله أما بعد :
فقد اطلعت على اللقاء الذي أجرته قناة الجزيرة مع الداعية الإخواني الشيخ عبد المجيد الزنداني بتاريخ 6/2/1428هـ الموافق 24/2/2007م ولي عليه بعض الملاحظات أحببت أن أوضحها للإخوة القراء لا سيما محبي ومريدي الشيخ الزنداني والمشغفين المتعلقين به وبمنهجه لعلهم يرجعون ولعلهم يستفسرون من شيخهم عما نطق به لسانه وربما اعتقده قلبه فيعود إلى صوابه ، وباب التوبة مفتوح .
لقد بان لنا – من خلال اللقاء - أن الشيخ أحد رموز الإخوان المسلمين التي انهارت بسبب فشلها ومخالفتها للهدي النبوي الشريف ، ولأسباب كثيرة ذكرها علماء الكتاب والسنة في كتبهم ومؤلفاتهم والتي أطاحت - بفضل الله - بمنظومة الإخوان المسلمين وبدون رجعة إن شاء الله .
فلم يكن الشيخ !! بحاجة أن يرفع من قدرها اليوم عبر ذكرياته القديمة حيث قال عنهم – وليته ما قال - : ((كنت أرى ما حولي يخالف الإسلام ولا أجد أحدا يدافع عن الإسلام بصدق وقوة ومنطق وحجة إلا هؤلاء وبحرارة)) .
فهذه مبالغة ومجازفة في غير محلها يا شيخ !! بل ورؤية ضيقة بسبب قلة نظرك وعدم بحثك عن علماء السنة الذين حاربوا الشرك ونشروا التوحيد آنذاك .
ومن خلال متابعتي للقاء الشيخ بدا لي – وربما لكل مشاهد – تحفظ الشيخ عن لقاءاته بأسامة بن لادن وعلاقته به فلعل ذلك لنفي التهمة التي توجهها له (واشنطن) بتورطه مع أسامة بن لادن، مع أن هذا التحفظ لن يزحزح (واشنطن) عن اتهامه وإدانته فكان عليه أن يصدع ولا يبالي بهم .
فالشيخ حاول - في لقائه - أن يرضي أطرافا كثيرة من إخوان وجهاديين وسياسيين وصحفيين بل ومسلمين وغير مسلمين ، بل وسنة وشيعة حتى قال عن النصارى بأن فيهم خيِّرين .
ومع هذا فليس حواري معه حول هذا الملف ولكن حواري معه حول ملف العصر وهو ما يدور بين أهل السنة والشيعة الرافضة في العالم من صراع بين الحق والباطل وبين الإسلام والكفر.
فقد (أظهر) الشيخ – هداه الله – موقفًا سيئًا جدًا من الرافضة فقد جعلهم (إخوة له) وأثنى على زعمائهم ، فوصف الرافضة في إيران بأنهم إخوانه عندما قال : ((عندما انظر للمواقف الإيرانية أرى أن الإخوةفي إيران...)). وأثنى على الرئيس الإيراني.
وحملت للشيخ العذر فقلت لعله يقصد المسلمين هناك أو لعلها (فلتة لسان) لكن !!!! لكن زاد تصريحه أكثر وبكل سعادة – كما زعم - عندما وصف الفرقة الإثنى عشرية بأنهم إخوانه فقال :
((بل أنا في غاية السعادة بعد أن سمعت وأعلن وأذيع أن إخواننا الشيعة الإثنى عشرية في إيران...)).
أقول :
يا شيخ عبد المجيد ألا تعلم أن الإثنى عشرية فرقة مارقة من الدين كفرها علماء الإسلام فمن أين جاءت هذه الإخوة بينك وبين أعداء الدين ؟ !!! .
إلا تعلم أن الرافضة الإثنى عشرية لا يتشرفون بإخوتك التي تشرفت بها أنت، فاسمع ما قاله نعمة الله الجزائري – وهو من كبارهم – في كتابه الأنوار النعمانية 2/278 :
(إنا لا نجتمع معهم – أي أهل السنة – على إله ولا على نبي ، ولا على إمام.)ا.هـ
فمن أين جاءت هذه الإخوة ، فهل من توبة يا شيخ !! .
قال الزنداني - وليته ما قال – :
((بل أنا في غاية السعادة بعد أن سمعت وأعلن وأذيع أن إخواننا الشيعة الإثنى عشرية في إيران الذين كنا إلى قبل عشرين سنة نسمع عنهم جميعا سواء في العراق أو في إيران أنهم ينكرون القرآن ويوزعون صورا مفتراة وينسبونها للقرآن ويقولون عندنا قرأن فاطمة ، كم سعدت وفرحت عندما أسقطت هذه المقولة في إيران نفسها وقالوا لا القرآن الواحد هو قرأن واحد ، فقط ما فيش قرأن فاطمة وقرأن غير فاطمة ، هو قرأن واحد.))ا.هـ
قلت : سبحان الله !!! ما هذا الجهل الذي رمى بصاحبه وتركه غريقا ، هل بلغ الجهل بالزنداني إلى هذه الدرجة حتى يتغافل - بهذه السهولة وبهذه السعادة التي غمرته - عن عقيدة الرافضة الخبيثة فيجره ذلك إلى ندائهم بالإخوة .
وهل بلغ الحال بالشيخ !! أن يصدق الرافضة في تقيتهم - التي هي أساس عقيدتهم – (فتغمره) السعادة والفرحة إلى هذه الدرجة فيسلم لهم كذبهم ويضلل على المسلمين بأن الرافضة أصبحوا على خير بهذا الإعلان .
ما هذا يا شيخ !!! هل صدقت !!! وأيقنت !!! وآمنت !!! بما سمعت .
ألا تتقي الله في نفسك وقد كبر سنك وظهر شيبك وانحنى ظهرك .
أمَـا بَـانَ لـكَ الـعـَيـبْ .. أمَــا أنـذرك الـشـَّيـب وَمَــا في نـُصْحِـه رَيـبْ .. وَلا سَمـعُـك قـَد صَـمّ
أمَـا نـَـادَى بـِكَ المَـوتْ .. أمَـا أسْمَعَــكَ الصَّـوْتْ أمَــا تخشَـى مِنَ الـفـَوْت ... فـَتحـتــَاط َوَتهْـتـَمّ
أمَـا نـَـادَى بـِكَ المَـوتْ .. أمَـا أسْمَعَــكَ الصَّـوْتْ أمَــا تخشَـى مِنَ الـفـَوْت ... فـَتحـتــَاط َوَتهْـتـَمّ
ألا تتقي الله في هذه الأمة وفي شبابها الذين أضللتهم بأفكارك .
ولكن أفيدك وأفيد من يقرأ أن الرافضة ما زالوا لا يعترفون بقرآننا وإليك بيان ذلك :
قال حسين الموسوي في كتابه الفذ – لله ثم للتاريخ - :
((والقرآن لا يحتاج لإثباته نص، ولكن كتب فقهائنا وأقوال جميع مجتهدينا تنص على أنه محرف، وهو الوحيد الذي أصابه التحريف من بين كل تلك الكتب.
وقد جمع المحدث النوري الطبرسي في إثبات تحريفه كتاباً ضخم الحجم سماه: (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) جمع فيه أكثر من ألفي رواية تنص على التحريف، وجمع فيه أقوال جميع الفقهاء وعلماء الشيعة في التصريح بتحريف القرآن الموجود بين أيدي المسلمين حيث أثبت أن جميع علماء الشيعة وفقهائهم المتقدمين منهم والمتأخرين يقولون إن هذا القرآن الموجود اليوم بين أيدي المسلمين محرف.
قال السيد هاشم البحراني: وعندي في وضوح صحة هذا القول -أي القول بتحريف القرآن- بعد تتبع الأخبار وتفحص الآثار بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع، وأنه من أكبر مقاصد غصب الخلافة فتدبر (مقدمة البرهان، الفصل الرابع 49).
وقال السيد نعمة الله الجزائري رداً على من يقول بعدم التحريف:
إن تسليم تواتره عن الوحي الإلهي، وكون الكل قد نزل به الروح الأمين يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة، مع أن أصحابنا قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها، (الأنوار النعمانية 2/357)، ولهذا قال أبو جعفر كما نقل عنه جابر: (ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما نزل إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده) (الحجة من الكافي 1/26). ولا شك أن هذا النص صريح في إثبات تحريف القرآن الموجود اليوم عند المسلمين.
والقرآن الحقيقي هو الذي كان عند علي والأئمة من بعده عليهم السلام، حتى صار عند القائم عليه وعلى آبائه الصلاة والسلام.
ولهذا قال الإمام الخوئي ([1])في وصيته لنا وهو على فراش الموت، عندما أوصانا كادر التدريس في الحوزة: (عليكم بهذا القرآن حتى يظهر قرآن فاطمة) .
وقرآن فاطمة الذي يقصده الإمام هو المصحف الذي جمعه علي - عليه السلام - والذي تقدمت الإشارة إليه آنفاً.
إن من أغرب الأمور وأنكرها أن تكون كل هذه الكتب قد نزلت من عند الله، واختص بها أمير المؤمنين سلام الله عليه والأئمة من بعده، ولكنها تبقى مكتومة عن الأمة وبالذات عن شيعة أهل البيت، سوى قرآن بسيط قد عبثت به الأيادي فزادت فيه ما زادت، وأنقصت منه ما أنقصت - على حد قول فقهائنا-
إذا كانت هذه الكتب قد نزلت من عند الله حقاً، وحازها أمير المؤمنين صدقاً فما معنى إخفائها عن الأمة وهي من أحوج ما تكون إليها في حياتها وفي عبادتها لربها؟
علل كثير من فقهائنا ذلك لأجل الخوف عليها من الخصوم!!
ولنا أن نسأل: أيكون أمير المؤمنين وأسد بني هاشم جباناً بحيث لا يستطيع أن يدافع عنها؟!
أيكتم أمرها ويحرم الأمة منها خوفاً من خصومه؟!
لا والذي رفع السماء بغير عمد، ما كان لابن أبي طالب أن يخاف غير الله وإذا سألنا: ماذا يفعل أمير المؤمنين والأئمة من بعده بالزبور والتوراة والإنجيل حتى يتداولوها فيما بينهم ويقرؤونها في سرهم؟ .
إذا كانت النصوص تدعي أن أمير المؤمنين وحده حاز القرآن كاملاً وحاز كل تلك الكتب والصحائف الأخرى؛ فما حاجته إلى الزبور والتوراة والإنجيل؟ وبخاصة إذا علمنا أن هذه الكتب نسخت بنزول القرآن؟
إني أشم رائحة أيد خبيثة فهي التي دست هذه الروايات وكذبت على الأئمة وسيأتي إثبات ذلك في فصل خاص إن شاء الله.
نحن نعلم أن الإسلام ليس له إلا كتاب واحد هو القرآن الكريم، وأما تعدد الكتب فهذا من خصائص اليهود والنصارى كما هو واضح في كتبهم المقدسة المتعددة.
فالقول بأن أمير المؤمنين حاز كتباً متعددة، وأن هذه الكتب كلها من عند الله، وأنها كتب حوت قضايا شرعية هو قول باطل، أدخله إلينا بعض اليهود الذين تستروا بالتشيع. )) انتهى كلامه.
فتنبه يا شيخ عبد المجيد !!! وراجع معلوماتك . ولا تغتر بإذاعة طهران .
ومع هذا فالشيخ لا يرمي بالتهم على الرافضة فقط بل يدخل معهم أهل السنة ويرى بأنهم عقبة في دعوة التقريب التي ينادى بها بين السنة والشيعة فقال :
((ولكن كيف سيتحد المسلمون وفيهم هاتان الفئتان الكبيرتان العظيمتان السنة والشيعة وبينهما مثل هذه الأحقاد والظغائن.)) ا.هـ
فهو يريد أن تزول الأحقاد والظغائن([2]) بين السنة والشيعة ولكل مذهبه وإن كان في العقيدة والتوحيد فقال – وبئس ما قال-:
((فالاختلافات المذهبية أنا رأيي أن تحال إلى أكابر علماء الأمة من أكابر علماء المسلمين السنة والشيعة وتحال إليهم هذه القضايا وتلجم أفواه الذين يعني يريدون التفرقة بين أبناء الأمة فانا هذا رأيي وتحال إلى أكابر علماء الأمة ليفتوا فيها والذي يختلفوا فيه يتركونه وكل يُعَلِّم بما يعتقد انه الدين وينشر ما يعتقد أنه الدين ويتسع صدورنا للدليل وللحجة وللمناظرة بالحجة والبرهان.))
ولي على كلامه السابق وقفات :
أولا : قوله : ((فالاختلافات المذهبية أنا رأيي أن تحال إلى أكابر علماء الأمة من أكابر علماء المسلمين السنة و الشيعة ))
أقول : هذا كلام باطل فليس بين السنة الشيعة اختلاف مذهبي بل هو اختلاف عقائدي لا ينكره أي عاقل يعرف تأريخ السنة والرافضة الذي هو بين الإسلام والكفر ، وعلماء الرافضة لا يمثلون الإسلام فهم يكفرون الصحابة الكرام ويعبدون القبور وكفى في ذلك بعدهم عن ديننا .
فالشيخ (حريص) على الوحدة ولو مع الشيطان وهذا مبدأ الإخوان المسلمين - وهو منهم – أنهم يتوحدون مع البعثي والإشتراكي والناصري بل والشيعي الرافضي فليس غريبا من الشيخ أن يصدر منه هذا الكلام النتن الجائر .
وفي كلام الزنداني اعتراف بوجود علماء عند الشيعة (يرجع إليهم) وهذا باطل ! فعلماء الشيعة من (أضل الناس) و(أفسد الناس) وراجع - إن شئت – كتاب (لله ثم للتاريخ) لترى (عبث) علماء الشيعة في دين الله.
لقد غششت الأمة يا زنداني عند ما أحلتهم في الرجوع إلى علماء الشيعة فأسلمت المظلوم إلى الظالم ليجهز عليه وهذا يدل على ضعف الحصيلة العلمية في العقيدة عند الزنداني ومع هذا فلن يرضى عنك الشيعة .
ثانيًا : قال الشيخ – هداه الله - : ((وتلجم أفواه الذين يعني يريدون التفرقة بين أبناء الأمة))ا.هـ .
أقول : ماذا يقصد الشيخ بهذا الكلام ؟؟ .
هل يقصد به الرافضة ؟ فهم لن يسكتوا عنا حتى نتبع ملتهم .
أم هل يقصد الشيخ بكلامه أهل السنة السلفيين الذين يحذرون من الروافض وشركهم ، فإن قصد الشيخ هؤلاء – وهذا الذي يغلب على ظني - فهي طامة من طوامه تضاف مع البقرة الحمراء وزواج فريند وشيخات اليمن فاللهم سلم سلم .
ثالثًا : قوله : ((وكل يعلم بما يعتقد انه الدين وينشر ما يعتقد أنه الدين)) ا.هـ
أقول : هذا كلام واضح للدعوة للتقريب بين عقيدتين ومنهجين متضادين لا يجتمعان فظهر أن الرجل من دعاة التقريب . فلتقر أعين الشيعة بعبد المجيد الزنداني بهذه الدعوة الخبيثة الماكرة وصدق علامة اليمن الوادعي عندما تفرس فيه وقال : الزنداني مبتدع ضال .
رابعًا : قوله : ((وكل يُعَلِّم بما يعتقد انه الدين وينشر ما يعتقد أنه الدين)) . <
أقول : هذا كلام متناقض تمامًا فمرة يشنع على الرافضة ومرة يفتح لهم المجال بالدعوة بما يعتقدون أنه الدين وهذا يجرنا إلى مؤتمر وحدة الأديان الذي قاده الزنداني في السودان مع اليهود والنصارى فكان وصمة عارٍ في تأريخ الشيخ الزنداني – هداه الله - .
وقول الزنداني (وكل يعلم بما يعتقد) كلام خطير جدًا جدًا .
فهل يريد أن تدعوا الرافضة إلى ما تعتقده من دعوة للطواف حول القبور وسب وطعن في الصحابة الكرام وغير ذلك من معتقداتهم الباطلة ؟ !!!! فهذا هو مفهوم ومنطوق كلام الشيخ !
فيا شيخ خواتم مباركة فقد أصبحت قريبًا من القبر فهل من صدع بالحق ووضعه في موضعه بدلا من المداهنة، وبدلا من الخوف الذي دعاك لمثل هذا الكلام المخالف للكتاب والسنة .
وكلامك هذا يا شيخ لا يرضى الرافضة الذين لا يسمحون بالدعوة للسنة داخل بلاد إيران والعراق بل علماء الشيعة في اليمن يطالبون رئيس البلاد بإخراج أهل السنة ومركز دماج من صعدة لاستقرار الأمان في البلاد كما زعموا . فالشيعة لا يرضيهم قولك (وكل يعلم بما يعتقد أن الدين) فشعارهم كما قال الله تعالى : ((وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) (البقرة:120)
وهناك الكثير من المنكرات في لقاء الزنداني مع قناة الجزيرة أسأل الله أن ييسر بمقال آخر جديد للرد على هذا الرجل الذي يزعم أن الرافضة الإثنى عشرية إخوة له . والحمد لله أولا وآخرًا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
ولكن أفيدك وأفيد من يقرأ أن الرافضة ما زالوا لا يعترفون بقرآننا وإليك بيان ذلك :
قال حسين الموسوي في كتابه الفذ – لله ثم للتاريخ - :
((والقرآن لا يحتاج لإثباته نص، ولكن كتب فقهائنا وأقوال جميع مجتهدينا تنص على أنه محرف، وهو الوحيد الذي أصابه التحريف من بين كل تلك الكتب.
وقد جمع المحدث النوري الطبرسي في إثبات تحريفه كتاباً ضخم الحجم سماه: (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) جمع فيه أكثر من ألفي رواية تنص على التحريف، وجمع فيه أقوال جميع الفقهاء وعلماء الشيعة في التصريح بتحريف القرآن الموجود بين أيدي المسلمين حيث أثبت أن جميع علماء الشيعة وفقهائهم المتقدمين منهم والمتأخرين يقولون إن هذا القرآن الموجود اليوم بين أيدي المسلمين محرف.
قال السيد هاشم البحراني: وعندي في وضوح صحة هذا القول -أي القول بتحريف القرآن- بعد تتبع الأخبار وتفحص الآثار بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع، وأنه من أكبر مقاصد غصب الخلافة فتدبر (مقدمة البرهان، الفصل الرابع 49).
وقال السيد نعمة الله الجزائري رداً على من يقول بعدم التحريف:
إن تسليم تواتره عن الوحي الإلهي، وكون الكل قد نزل به الروح الأمين يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة، مع أن أصحابنا قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها، (الأنوار النعمانية 2/357)، ولهذا قال أبو جعفر كما نقل عنه جابر: (ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما نزل إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده) (الحجة من الكافي 1/26). ولا شك أن هذا النص صريح في إثبات تحريف القرآن الموجود اليوم عند المسلمين.
والقرآن الحقيقي هو الذي كان عند علي والأئمة من بعده عليهم السلام، حتى صار عند القائم عليه وعلى آبائه الصلاة والسلام.
ولهذا قال الإمام الخوئي ([1])في وصيته لنا وهو على فراش الموت، عندما أوصانا كادر التدريس في الحوزة: (عليكم بهذا القرآن حتى يظهر قرآن فاطمة) .
وقرآن فاطمة الذي يقصده الإمام هو المصحف الذي جمعه علي - عليه السلام - والذي تقدمت الإشارة إليه آنفاً.
إن من أغرب الأمور وأنكرها أن تكون كل هذه الكتب قد نزلت من عند الله، واختص بها أمير المؤمنين سلام الله عليه والأئمة من بعده، ولكنها تبقى مكتومة عن الأمة وبالذات عن شيعة أهل البيت، سوى قرآن بسيط قد عبثت به الأيادي فزادت فيه ما زادت، وأنقصت منه ما أنقصت - على حد قول فقهائنا-
إذا كانت هذه الكتب قد نزلت من عند الله حقاً، وحازها أمير المؤمنين صدقاً فما معنى إخفائها عن الأمة وهي من أحوج ما تكون إليها في حياتها وفي عبادتها لربها؟
علل كثير من فقهائنا ذلك لأجل الخوف عليها من الخصوم!!
ولنا أن نسأل: أيكون أمير المؤمنين وأسد بني هاشم جباناً بحيث لا يستطيع أن يدافع عنها؟!
أيكتم أمرها ويحرم الأمة منها خوفاً من خصومه؟!
لا والذي رفع السماء بغير عمد، ما كان لابن أبي طالب أن يخاف غير الله وإذا سألنا: ماذا يفعل أمير المؤمنين والأئمة من بعده بالزبور والتوراة والإنجيل حتى يتداولوها فيما بينهم ويقرؤونها في سرهم؟ .
إذا كانت النصوص تدعي أن أمير المؤمنين وحده حاز القرآن كاملاً وحاز كل تلك الكتب والصحائف الأخرى؛ فما حاجته إلى الزبور والتوراة والإنجيل؟ وبخاصة إذا علمنا أن هذه الكتب نسخت بنزول القرآن؟
إني أشم رائحة أيد خبيثة فهي التي دست هذه الروايات وكذبت على الأئمة وسيأتي إثبات ذلك في فصل خاص إن شاء الله.
نحن نعلم أن الإسلام ليس له إلا كتاب واحد هو القرآن الكريم، وأما تعدد الكتب فهذا من خصائص اليهود والنصارى كما هو واضح في كتبهم المقدسة المتعددة.
فالقول بأن أمير المؤمنين حاز كتباً متعددة، وأن هذه الكتب كلها من عند الله، وأنها كتب حوت قضايا شرعية هو قول باطل، أدخله إلينا بعض اليهود الذين تستروا بالتشيع. )) انتهى كلامه.
فتنبه يا شيخ عبد المجيد !!! وراجع معلوماتك . ولا تغتر بإذاعة طهران .
ومع هذا فالشيخ لا يرمي بالتهم على الرافضة فقط بل يدخل معهم أهل السنة ويرى بأنهم عقبة في دعوة التقريب التي ينادى بها بين السنة والشيعة فقال :
((ولكن كيف سيتحد المسلمون وفيهم هاتان الفئتان الكبيرتان العظيمتان السنة والشيعة وبينهما مثل هذه الأحقاد والظغائن.)) ا.هـ
فهو يريد أن تزول الأحقاد والظغائن([2]) بين السنة والشيعة ولكل مذهبه وإن كان في العقيدة والتوحيد فقال – وبئس ما قال-:
((فالاختلافات المذهبية أنا رأيي أن تحال إلى أكابر علماء الأمة من أكابر علماء المسلمين السنة والشيعة وتحال إليهم هذه القضايا وتلجم أفواه الذين يعني يريدون التفرقة بين أبناء الأمة فانا هذا رأيي وتحال إلى أكابر علماء الأمة ليفتوا فيها والذي يختلفوا فيه يتركونه وكل يُعَلِّم بما يعتقد انه الدين وينشر ما يعتقد أنه الدين ويتسع صدورنا للدليل وللحجة وللمناظرة بالحجة والبرهان.))
ولي على كلامه السابق وقفات :
أولا : قوله : ((فالاختلافات المذهبية أنا رأيي أن تحال إلى أكابر علماء الأمة من أكابر علماء المسلمين السنة و الشيعة ))
أقول : هذا كلام باطل فليس بين السنة الشيعة اختلاف مذهبي بل هو اختلاف عقائدي لا ينكره أي عاقل يعرف تأريخ السنة والرافضة الذي هو بين الإسلام والكفر ، وعلماء الرافضة لا يمثلون الإسلام فهم يكفرون الصحابة الكرام ويعبدون القبور وكفى في ذلك بعدهم عن ديننا .
فالشيخ (حريص) على الوحدة ولو مع الشيطان وهذا مبدأ الإخوان المسلمين - وهو منهم – أنهم يتوحدون مع البعثي والإشتراكي والناصري بل والشيعي الرافضي فليس غريبا من الشيخ أن يصدر منه هذا الكلام النتن الجائر .
وفي كلام الزنداني اعتراف بوجود علماء عند الشيعة (يرجع إليهم) وهذا باطل ! فعلماء الشيعة من (أضل الناس) و(أفسد الناس) وراجع - إن شئت – كتاب (لله ثم للتاريخ) لترى (عبث) علماء الشيعة في دين الله.
لقد غششت الأمة يا زنداني عند ما أحلتهم في الرجوع إلى علماء الشيعة فأسلمت المظلوم إلى الظالم ليجهز عليه وهذا يدل على ضعف الحصيلة العلمية في العقيدة عند الزنداني ومع هذا فلن يرضى عنك الشيعة .
ثانيًا : قال الشيخ – هداه الله - : ((وتلجم أفواه الذين يعني يريدون التفرقة بين أبناء الأمة))ا.هـ .
أقول : ماذا يقصد الشيخ بهذا الكلام ؟؟ .
هل يقصد به الرافضة ؟ فهم لن يسكتوا عنا حتى نتبع ملتهم .
أم هل يقصد الشيخ بكلامه أهل السنة السلفيين الذين يحذرون من الروافض وشركهم ، فإن قصد الشيخ هؤلاء – وهذا الذي يغلب على ظني - فهي طامة من طوامه تضاف مع البقرة الحمراء وزواج فريند وشيخات اليمن فاللهم سلم سلم .
ثالثًا : قوله : ((وكل يعلم بما يعتقد انه الدين وينشر ما يعتقد أنه الدين)) ا.هـ
أقول : هذا كلام واضح للدعوة للتقريب بين عقيدتين ومنهجين متضادين لا يجتمعان فظهر أن الرجل من دعاة التقريب . فلتقر أعين الشيعة بعبد المجيد الزنداني بهذه الدعوة الخبيثة الماكرة وصدق علامة اليمن الوادعي عندما تفرس فيه وقال : الزنداني مبتدع ضال .
رابعًا : قوله : ((وكل يُعَلِّم بما يعتقد انه الدين وينشر ما يعتقد أنه الدين)) . <
أقول : هذا كلام متناقض تمامًا فمرة يشنع على الرافضة ومرة يفتح لهم المجال بالدعوة بما يعتقدون أنه الدين وهذا يجرنا إلى مؤتمر وحدة الأديان الذي قاده الزنداني في السودان مع اليهود والنصارى فكان وصمة عارٍ في تأريخ الشيخ الزنداني – هداه الله - .
وقول الزنداني (وكل يعلم بما يعتقد) كلام خطير جدًا جدًا .
فهل يريد أن تدعوا الرافضة إلى ما تعتقده من دعوة للطواف حول القبور وسب وطعن في الصحابة الكرام وغير ذلك من معتقداتهم الباطلة ؟ !!!! فهذا هو مفهوم ومنطوق كلام الشيخ !
فيا شيخ خواتم مباركة فقد أصبحت قريبًا من القبر فهل من صدع بالحق ووضعه في موضعه بدلا من المداهنة، وبدلا من الخوف الذي دعاك لمثل هذا الكلام المخالف للكتاب والسنة .
وكلامك هذا يا شيخ لا يرضى الرافضة الذين لا يسمحون بالدعوة للسنة داخل بلاد إيران والعراق بل علماء الشيعة في اليمن يطالبون رئيس البلاد بإخراج أهل السنة ومركز دماج من صعدة لاستقرار الأمان في البلاد كما زعموا . فالشيعة لا يرضيهم قولك (وكل يعلم بما يعتقد أن الدين) فشعارهم كما قال الله تعالى : ((وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) (البقرة:120)
وهناك الكثير من المنكرات في لقاء الزنداني مع قناة الجزيرة أسأل الله أن ييسر بمقال آخر جديد للرد على هذا الرجل الذي يزعم أن الرافضة الإثنى عشرية إخوة له . والحمد لله أولا وآخرًا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
صنعاء في 26/صفر/1428هـ
تعليق