بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده لا شريك له والصلاة والسلام على نبينا محمد أفضل المخلوقين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان على يوم الدين.
أما بعد فهذه بعض الفقرات من كتاب المصارعة للإمام المجدد العلامة أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوداعي ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ، تناول فيها بعض الفرق التي ليست وليدة الساعة ، والتي كلما انكشفت حقيقتها ونفر المسلمين منها اتخذت لنفسها اسما جديدا لتكتسب ثقة الأغرار من جديد .
سؤال: هل هناك فرق بين البعثية والشيوعية أم لا؟ وهل البعثية في العراق فقط ؟
أجاب ـ رحمه الله ـ قائلا :
سؤال حسن . الشيوعية إخواني في الله مأخوذة من الشيوع ، وهم لم يستطيعوا أن يطبقوا هذا المعنى في روسيا ولا في السوفيات ، و ما معنى الشيوع ؟ معناه يا إخواننا في الله أن للرجل أن يشاركك في امرأتك ومعناه أن له الحق أن يشارك في مالك وأن كل شيء مشاع بين الناس حتى إن شخصا في الكويت ــ ذكر هذا الأخ أحمد القطان ـ أن شخصا في الكويت نزل على أخ له في مصر ومكث عنده زمنا وهما شيوعيان فصار الذي كان بالكويت يخبر أصحابه عند أن رجع وقال : ما رأيت أحدا مثله حتى إنه شاركني في امرأته ، بعد ذلك ماذا؟ قالوا له : يا أستاذ وأنت ألا تشاركنا في امرأتك ؟ فقال : لا زلت البرجوازية تتحكم فيّ وسيأتي يوم الذي أشارككم فيه بامرأتي .
هكذا يا إخواننا فالشيوعية معناها الشيوع العام أنك لا تملك شيئا .
أما البعثية فمكر مشيل عفلق وقال : إننا رأينا العرب متقطعين ، ورأينا العرب تحتل أراضيهم ورأينا العرب أتباع كل ناعق ، فنحن نريد أن نجمع العرب وأن نوحد بينهم ، ولكل دينه ، وضحك على كثير من الناس واستجيب له في هذا .
ودعا إلى هذا في بلده سوريا فلما أحست سوريا منه بالشر أرادت القبض عليه فهرب إلى العراق.
فتجد الآن في العراق : الزنا مباح وقتل الدعاة إلى الله ، وذهاب الشاب إلى المسجد في الفجر يعتبر تهمة ، العجائز والشيبات اللواتي هن في آخر عمرهن يلزمونهم بحضور درس محو الأمية ، وما هو درس محو الأمية ؟ هو تلقين البعثية ، ومبادئها التي سمعتم قائلهم قبل يقول :
آمنت بالبعث ربا ولا شريك له *** وبالعروبة دينا ما له ثاني
ويذكر أيضا :
فحيّ على كفر يوحد بيننا *** وأهلا وسهلا بعده بجهنم
وأيضا :
لا تسل عن ملتي عن هذهبي ***أنا بعثي اشتراكي عربي
ثم بعد ذلك ماذا؟ المسلمون في العراق مضطهدون غاية الاضطهاد ، والأكراد الآن في نزاع مع العراق ، والواقع إخواني في الله أن البعثية وليدة الشيوعية لكن إذا رأوا المسلمين قد نفروا عن مسمى أتوا باسم جديد ، اتوا بعده البعثية من أول الشيوعية والماسونية فنفر المسلمون عن الشيوعية وعن الماسونية ، أتوا لهم بالبعثية نفر المسلمون عن البعثية أتوا لهم بالحداثة ، وكلما نفر المسلمون .... ولكن متى يعقل المسلمون ويقولون : حسبنا كتاب الله وسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ــ؟ متى يعقلون يا إخواني في الله ؟
إذا قام أهل العلم الدعوة إلى الله وبإرشاد إخوانهم ، وإرشاد البدو..... إلى أن قال ـ رحمه الله ـ : عسى أن نكون قد فهمنا الفرق بين الشيوعية وبين البعثية ، وإن كانت البعثية هي وليدة الشيوعية.
- وسئل ـ رحمه الله ـ ما الفرق بين العلمانية والبعثية ؟
فأجاب ـرحمه الله رحمة واسعة ـ : العلمانية إخواني في الله ليست منسوبة إلى العلم ، هم نسبوها إلى العلم من أجل أن تكون مقبولة عند الناس ، لكن الواقع أن المقصود بالعلماني الذي لا يؤمن بالكتب المنزلة على الأنبياء ، ولا يؤمن بالله فهو في معنى الشيوعي ، يعني مثل ما كانوا يقولون في الزمن الأول : ملحد ، زنديق ...
وهكذا فهو ملحد لا يؤمن بالكتب المنزلة ، لا يؤمن بالله ويزعم أنه يعتمد على عقله ، هذا هو معنى علماني .
وكما قلت : إنهم يأتون بأسماء جديدة من أجل أن يتشوق إليها أغرار المسلمين ، ثم بعد ذلك إذا كره المسلمون وعلموا ذلك الاسم انتقلوا إلى اسم لآخر .
وسئل أيضا ـ رحمه الله ـ من هو مؤسس الشيوعية والماسونية والبعثية ؟
فأجاب ـ رحمه الله ـ: أما مؤسس الشيوعية فهو ماركس ، وأما الماسونية فلا أعلم لغموض نشأتها والمبالغة في السرية ، وأما البعثية فميشيل عفلق النصراني ، وماركس هذا كان عربيدا ضائعا فاشلا في دراسته ، ثم بعد ذلك كون له حزبا ، ورأى ـ من خبثه ـ أن الفقراء هم أكثر من الأغنياء ، وصار يستثير الفقراء على الأغنياء حتى حصل ما حصل والله المستعان .
و سئل ـرحمة الله عليه ـ هذا السؤال ما هي الاشتراكية وما حكمها ؟
فأجاب ـ رحمه الله ـ الاشتراكية : هي وليدة الشيوعية ، والشيوعية هي مأخوذة من الشيوع والاشتراك : الاشتراك في الأموال والنساء وجميع الممتلكات يعتبرون كل شيء حق الشعب وهي مخالفة لقول الله ـ عز وجل ـ {) أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } [الزخرف :32].
وقوله أيضا: {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ } [النحل :71].
وقوله أيضا :{ انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا }[الإسراء :21]. ورب العزة قد أضاف الأموال إلى أصحابها في عدة آيات :{ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا } [التساء:10].فأضاف الأموال إلى اليتامى وقال ـ سبحانه وتعالى في كتابه الكريم :{ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[الإسراء :34].
وأضاف الأموال إلى أهلها { إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ }[التغابن :15].فأضافها إلى مالكها وهذا أمر لا ينكر استدل القائلون بالاشتراكية بشبهات لأن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم :{ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ}[آل عمران :7].
استدلوا بقوله تعالى : {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ }[الحشر :7]. وبقوله تعالى : {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ}[النساء:5] وبحديث الناس شركاء في ثلاث :" الماء والنار والكلأ" وهذه لادليل لهم فيها أما قوله تعالى : {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ }[الحشر :7]. فالمراد بالفيء لا يستغله أناس بل يكون للمسلمين على ما جاء تقسيمه في كتاب الله وفي سنة رسول الله ـ صلى الله عليه ةوعلى آله وسلم ـ وهكذا : {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ}[النساء:5] . لا تؤتوهم إذا كان لك ولد سفيه أو امرأة سفيهة لا تمكنها من مالك حتى تضيع مالك وهكذا الولد السفيه لا تمكنه من مالك فالآية حجة عليهم ليست حجة لهم لأنهم سفهاء فلا تعطون أموال المسلمين العقلاء .
وهكذا حديث الناس شركاء في ثلاثة الحديث حجة عليهم ليس حجة لهم لأن تخصيص هذه الثلاث يدل على أنهم ليسوا شركاء في غيرها ثم إن هذه الاشتراكية أول من أتى بها مزدك وهو قبل بعثة النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ بزمن الله أعلم بمقداره فنظر إلى الناس فوجدهم يقتتلون شأن الجاهلية إذا لم يكن سلطان إسلامي يردع الظالم فقال : غنهم يقتتلون من أجل الفروج ومن أجل الأموال .
ثم جاء ماركس وأيد هذه الفكرة ، وجاء بعده أيضا مثل لينين ومن بعده إلى هذا الزمان الاشتراكيون الشيوعيون ، وهكذا البعثيون في العراق والبعثيون في سوريا ، والاشتراكية في ليبيا وفي كثير من البلاد الإسلامية اغتروا بهذه الدعاية.... .
وسئل أيضا ـ رحمة الله عليه ـ هذا السؤال: ماذا يجب على الدعاة على الله تجاه الفرق الضالة كالشيوعية والبعثية والناصرية وغيرهما من الفرق الضالة ؟
فأجاب ـ رحمه الله تعالى ـ :الواجب عليهم أن يبينوا أحوال هذه الفرق الضالة ، وأن يبينوا ما الشيوعية عليه من الكفر والإلحاد ونقص الإله ، بل إنكار الألوهية ويقولون : ما هي إلا أرحام تدفع وأرض تبلع ، وينكرون الله سبحانه وتعالى ، وينكرون نبينا محمدا ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وهكذا أيضا البعثية ، والواجب على الدعاة إلى الله أن تتحد كلمتهم ، وأن يبينوا للمجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية .....
فالواجب على الدعاة إلى الله أن يبينوا للمسلمين حالهم وما هم عليه وهذا المغفل سيقول هذه سياسة، الله أكبر ! يريدون أن يسدوا الباب على الدعوة إلى الله ، وهكذا فنحن جميعا إن شاء الله يجب أن نجند أنفسنا لله ـ عز وجل ـ وقبل أن نبدأ بتعلم العلم النافع ، التمثيليات و الأناشيد ليست بشي في مواجهة الشيوعيين لابد أن يواجهوا بالحجة والدليل ، ونحن ولله الحمد في بلد مسلمة لو علم المسلمون ما الشيوعيين عليه من الكفر والإلحاد ، وسب النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، ومن سب الدين ومن انتهاك الأعراض ومن قتل الأنفس البريئة ، لو علم المجتمع ولو علمت القبيلة وحدها تستطيع أن تقف في وجه الشيوعية ، والحمد لله والدعوة إلى الله في هذه الأزمنة تعتبر واجبة وعلى طلبة العلم ؛لأن هذه الأحزاب الآن أصبحت ما ترفع رأسها ، لا تعمل إلا من تحت الستار لأنها في شعب مسلم ، وبلد مسلم ، فهم يأتون بالتشكيكات في الدعاة إلى الله ، فتارة يقولون هم وهابية وأخرى يقولون : هم عملاء لأمريكا وأخرى عملاء للرأسمالية وأخرى وأخرى، والحمد لله لو ترك الدعاة إلى الله ومواجهة هؤلاء لاستطاعوا أن يغلبوهم ، فالواجب على حكومتنا وفقها الله لكل خير أن تحذر كل الحذر من أولئك الذين أفسدوا البلاد والعباد ، ويعتبرون بلبنان ، ويعتبرون بعدن ، ويعتبرون بكثير من البلاد التي أهملت الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر هذا الذي يجب أن تهتم به ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم :" { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }[ آل عمران :104] .اهـ من كتاب المصارعة .
الحمد لله وحده لا شريك له والصلاة والسلام على نبينا محمد أفضل المخلوقين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان على يوم الدين.
أما بعد فهذه بعض الفقرات من كتاب المصارعة للإمام المجدد العلامة أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوداعي ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ، تناول فيها بعض الفرق التي ليست وليدة الساعة ، والتي كلما انكشفت حقيقتها ونفر المسلمين منها اتخذت لنفسها اسما جديدا لتكتسب ثقة الأغرار من جديد .
سؤال: هل هناك فرق بين البعثية والشيوعية أم لا؟ وهل البعثية في العراق فقط ؟
أجاب ـ رحمه الله ـ قائلا :
سؤال حسن . الشيوعية إخواني في الله مأخوذة من الشيوع ، وهم لم يستطيعوا أن يطبقوا هذا المعنى في روسيا ولا في السوفيات ، و ما معنى الشيوع ؟ معناه يا إخواننا في الله أن للرجل أن يشاركك في امرأتك ومعناه أن له الحق أن يشارك في مالك وأن كل شيء مشاع بين الناس حتى إن شخصا في الكويت ــ ذكر هذا الأخ أحمد القطان ـ أن شخصا في الكويت نزل على أخ له في مصر ومكث عنده زمنا وهما شيوعيان فصار الذي كان بالكويت يخبر أصحابه عند أن رجع وقال : ما رأيت أحدا مثله حتى إنه شاركني في امرأته ، بعد ذلك ماذا؟ قالوا له : يا أستاذ وأنت ألا تشاركنا في امرأتك ؟ فقال : لا زلت البرجوازية تتحكم فيّ وسيأتي يوم الذي أشارككم فيه بامرأتي .
هكذا يا إخواننا فالشيوعية معناها الشيوع العام أنك لا تملك شيئا .
أما البعثية فمكر مشيل عفلق وقال : إننا رأينا العرب متقطعين ، ورأينا العرب تحتل أراضيهم ورأينا العرب أتباع كل ناعق ، فنحن نريد أن نجمع العرب وأن نوحد بينهم ، ولكل دينه ، وضحك على كثير من الناس واستجيب له في هذا .
ودعا إلى هذا في بلده سوريا فلما أحست سوريا منه بالشر أرادت القبض عليه فهرب إلى العراق.
فتجد الآن في العراق : الزنا مباح وقتل الدعاة إلى الله ، وذهاب الشاب إلى المسجد في الفجر يعتبر تهمة ، العجائز والشيبات اللواتي هن في آخر عمرهن يلزمونهم بحضور درس محو الأمية ، وما هو درس محو الأمية ؟ هو تلقين البعثية ، ومبادئها التي سمعتم قائلهم قبل يقول :
آمنت بالبعث ربا ولا شريك له *** وبالعروبة دينا ما له ثاني
ويذكر أيضا :
فحيّ على كفر يوحد بيننا *** وأهلا وسهلا بعده بجهنم
وأيضا :
لا تسل عن ملتي عن هذهبي ***أنا بعثي اشتراكي عربي
ثم بعد ذلك ماذا؟ المسلمون في العراق مضطهدون غاية الاضطهاد ، والأكراد الآن في نزاع مع العراق ، والواقع إخواني في الله أن البعثية وليدة الشيوعية لكن إذا رأوا المسلمين قد نفروا عن مسمى أتوا باسم جديد ، اتوا بعده البعثية من أول الشيوعية والماسونية فنفر المسلمون عن الشيوعية وعن الماسونية ، أتوا لهم بالبعثية نفر المسلمون عن البعثية أتوا لهم بالحداثة ، وكلما نفر المسلمون .... ولكن متى يعقل المسلمون ويقولون : حسبنا كتاب الله وسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ــ؟ متى يعقلون يا إخواني في الله ؟
إذا قام أهل العلم الدعوة إلى الله وبإرشاد إخوانهم ، وإرشاد البدو..... إلى أن قال ـ رحمه الله ـ : عسى أن نكون قد فهمنا الفرق بين الشيوعية وبين البعثية ، وإن كانت البعثية هي وليدة الشيوعية.
- وسئل ـ رحمه الله ـ ما الفرق بين العلمانية والبعثية ؟
فأجاب ـرحمه الله رحمة واسعة ـ : العلمانية إخواني في الله ليست منسوبة إلى العلم ، هم نسبوها إلى العلم من أجل أن تكون مقبولة عند الناس ، لكن الواقع أن المقصود بالعلماني الذي لا يؤمن بالكتب المنزلة على الأنبياء ، ولا يؤمن بالله فهو في معنى الشيوعي ، يعني مثل ما كانوا يقولون في الزمن الأول : ملحد ، زنديق ...
وهكذا فهو ملحد لا يؤمن بالكتب المنزلة ، لا يؤمن بالله ويزعم أنه يعتمد على عقله ، هذا هو معنى علماني .
وكما قلت : إنهم يأتون بأسماء جديدة من أجل أن يتشوق إليها أغرار المسلمين ، ثم بعد ذلك إذا كره المسلمون وعلموا ذلك الاسم انتقلوا إلى اسم لآخر .
وسئل أيضا ـ رحمه الله ـ من هو مؤسس الشيوعية والماسونية والبعثية ؟
فأجاب ـ رحمه الله ـ: أما مؤسس الشيوعية فهو ماركس ، وأما الماسونية فلا أعلم لغموض نشأتها والمبالغة في السرية ، وأما البعثية فميشيل عفلق النصراني ، وماركس هذا كان عربيدا ضائعا فاشلا في دراسته ، ثم بعد ذلك كون له حزبا ، ورأى ـ من خبثه ـ أن الفقراء هم أكثر من الأغنياء ، وصار يستثير الفقراء على الأغنياء حتى حصل ما حصل والله المستعان .
و سئل ـرحمة الله عليه ـ هذا السؤال ما هي الاشتراكية وما حكمها ؟
فأجاب ـ رحمه الله ـ الاشتراكية : هي وليدة الشيوعية ، والشيوعية هي مأخوذة من الشيوع والاشتراك : الاشتراك في الأموال والنساء وجميع الممتلكات يعتبرون كل شيء حق الشعب وهي مخالفة لقول الله ـ عز وجل ـ {) أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } [الزخرف :32].
وقوله أيضا: {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ } [النحل :71].
وقوله أيضا :{ انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا }[الإسراء :21]. ورب العزة قد أضاف الأموال إلى أصحابها في عدة آيات :{ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا } [التساء:10].فأضاف الأموال إلى اليتامى وقال ـ سبحانه وتعالى في كتابه الكريم :{ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[الإسراء :34].
وأضاف الأموال إلى أهلها { إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ }[التغابن :15].فأضافها إلى مالكها وهذا أمر لا ينكر استدل القائلون بالاشتراكية بشبهات لأن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم :{ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ}[آل عمران :7].
استدلوا بقوله تعالى : {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ }[الحشر :7]. وبقوله تعالى : {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ}[النساء:5] وبحديث الناس شركاء في ثلاث :" الماء والنار والكلأ" وهذه لادليل لهم فيها أما قوله تعالى : {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ }[الحشر :7]. فالمراد بالفيء لا يستغله أناس بل يكون للمسلمين على ما جاء تقسيمه في كتاب الله وفي سنة رسول الله ـ صلى الله عليه ةوعلى آله وسلم ـ وهكذا : {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ}[النساء:5] . لا تؤتوهم إذا كان لك ولد سفيه أو امرأة سفيهة لا تمكنها من مالك حتى تضيع مالك وهكذا الولد السفيه لا تمكنه من مالك فالآية حجة عليهم ليست حجة لهم لأنهم سفهاء فلا تعطون أموال المسلمين العقلاء .
وهكذا حديث الناس شركاء في ثلاثة الحديث حجة عليهم ليس حجة لهم لأن تخصيص هذه الثلاث يدل على أنهم ليسوا شركاء في غيرها ثم إن هذه الاشتراكية أول من أتى بها مزدك وهو قبل بعثة النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ بزمن الله أعلم بمقداره فنظر إلى الناس فوجدهم يقتتلون شأن الجاهلية إذا لم يكن سلطان إسلامي يردع الظالم فقال : غنهم يقتتلون من أجل الفروج ومن أجل الأموال .
ثم جاء ماركس وأيد هذه الفكرة ، وجاء بعده أيضا مثل لينين ومن بعده إلى هذا الزمان الاشتراكيون الشيوعيون ، وهكذا البعثيون في العراق والبعثيون في سوريا ، والاشتراكية في ليبيا وفي كثير من البلاد الإسلامية اغتروا بهذه الدعاية.... .
وسئل أيضا ـ رحمة الله عليه ـ هذا السؤال: ماذا يجب على الدعاة على الله تجاه الفرق الضالة كالشيوعية والبعثية والناصرية وغيرهما من الفرق الضالة ؟
فأجاب ـ رحمه الله تعالى ـ :الواجب عليهم أن يبينوا أحوال هذه الفرق الضالة ، وأن يبينوا ما الشيوعية عليه من الكفر والإلحاد ونقص الإله ، بل إنكار الألوهية ويقولون : ما هي إلا أرحام تدفع وأرض تبلع ، وينكرون الله سبحانه وتعالى ، وينكرون نبينا محمدا ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وهكذا أيضا البعثية ، والواجب على الدعاة إلى الله أن تتحد كلمتهم ، وأن يبينوا للمجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية .....
فالواجب على الدعاة إلى الله أن يبينوا للمسلمين حالهم وما هم عليه وهذا المغفل سيقول هذه سياسة، الله أكبر ! يريدون أن يسدوا الباب على الدعوة إلى الله ، وهكذا فنحن جميعا إن شاء الله يجب أن نجند أنفسنا لله ـ عز وجل ـ وقبل أن نبدأ بتعلم العلم النافع ، التمثيليات و الأناشيد ليست بشي في مواجهة الشيوعيين لابد أن يواجهوا بالحجة والدليل ، ونحن ولله الحمد في بلد مسلمة لو علم المسلمون ما الشيوعيين عليه من الكفر والإلحاد ، وسب النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، ومن سب الدين ومن انتهاك الأعراض ومن قتل الأنفس البريئة ، لو علم المجتمع ولو علمت القبيلة وحدها تستطيع أن تقف في وجه الشيوعية ، والحمد لله والدعوة إلى الله في هذه الأزمنة تعتبر واجبة وعلى طلبة العلم ؛لأن هذه الأحزاب الآن أصبحت ما ترفع رأسها ، لا تعمل إلا من تحت الستار لأنها في شعب مسلم ، وبلد مسلم ، فهم يأتون بالتشكيكات في الدعاة إلى الله ، فتارة يقولون هم وهابية وأخرى يقولون : هم عملاء لأمريكا وأخرى عملاء للرأسمالية وأخرى وأخرى، والحمد لله لو ترك الدعاة إلى الله ومواجهة هؤلاء لاستطاعوا أن يغلبوهم ، فالواجب على حكومتنا وفقها الله لكل خير أن تحذر كل الحذر من أولئك الذين أفسدوا البلاد والعباد ، ويعتبرون بلبنان ، ويعتبرون بعدن ، ويعتبرون بكثير من البلاد التي أهملت الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر هذا الذي يجب أن تهتم به ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم :" { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }[ آل عمران :104] .اهـ من كتاب المصارعة .
تعليق