كلمةٌ نافعة
في توجيه خطباء السنة في بلاد صعدة
ونصحٌ للرافضة
للشيخ يحيى بن علي الحجوري
حفظه الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم, أما بعد:
الخطباء على ما هم عليه دون تقاعس ودون تكاسل, المساجد كما هي ولم يحدث فيها ما يغير مسارها, والناس بحاجة إلى دعوة أهل السنة في هذا الوقت وفي غيره, وتنحي دعوة أهل السنة من بلدٍ أو من قريةٍ أو مكان ليس بطيب للناس يفوتهم خيرٌ كثير, وهمنا نفع المسلمين, فكلٌ يمسك المسجد الذي هو فيه, وإذا أراد أن يسافر يُجعل له بديلاً , وهكذا الحال على ما هو عليه في مساجد صعدة.إلا أن يأتي مستجد مما يخشى من الفتنة والشر من أذى أو طردٍ أو محاولة أنك أنت تأتي تخطب وهو يأتي يصرخ في المسجد, هذا ما نريده لِما فيه من البدعة والمضايقة.مساجد أهل السنة لأهل السنة بدون صرخة و بدون أذى, فتبقى على جاري عادتها وينتفع الناس.
وتنحيةُ أهل السنة ونفع أهل السنة في المنطقة, ليس من الصالح العام, ومن كان حريصاً على نفع البلاد والعباد ينشر في أوساطهم التوحيد و العلم والهدى, وينحي من أوساطهم الجهل والردى.
وأنا ناصحٌ للرافضة أن لا يرهقوا من سيطروا عليه أو تمكنوا منه من عوام الناس والمساكين.
فليس هذا والله في صالحهم هذا والله من أسباب شدّة البغض لهم, حتى وإنِّ ضغطتَ عليه في حين, فمتى تمكن أن يتخلص من ذلك الضغط الذي عليه, بأي سبيل من السبل, والضغوط تولد انفجارات.وكلٌ يؤدي زكاته إلى من يحب أن يؤديها إليه من المسلمين, إلى أرحامه المستحقين, أو يؤديها إلى الفقراء والمساكين الذين يحب أن يعطيهم, لقول النبي صلى الله عليه وسلم (( لا يحل مال امرئ إلا بطيب نفس منه)).
فإرغام الرافضة لمن سيطروا عليه من الناس أن يؤدوا الزكاة إليهم, ولو كان فيما ليس فيه زكاة, هذا إرهاق للناس, يجعلهم يبغضون من يرهقهم, والنفس مجبولة على بغض من أساء إليها. وكما قيل :
إنك إذا كلفتني ما لم أطق ... ساءك مني ما قد سرك من خُلق
والأمور تعود إلى الأحكام الشرعية عند كل من عَقل.
فالزكاة تصرف في مصارفها الثمانية المذكورة في كتاب الله عز وجل, قال سبحانه وتعالى ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة:60], فهذه فريضة الله سبحانه وتعالى بينها بنفسه, وما بينه الله لا يجوز الاعتراض عليه سواء في الزكاة أو في الأوقاف أو في غيرها, قال تعالى ﴿فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة:181], وقال تعالى ﴿ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ﴾ [البقرة:190], وقال تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [يونس:23].
البغي عواقبه شريرة, وأضرارهُ كثيرة في الدنيا والآخرة وأدلة ذلك معلومة شهيرة, وهو مبغوضٌ إلى النفوس في الجاهلية والإسلام, وكما قيل:
ندِم البغاةُ ولآتْ ساعةَ مندم .... والبغيْ مرتعُ مبتغيهِ وخيمُ
و ما من عبدٍ إلا والله سبحانه وتعالى قادرٌ على عِزه وضِعته, وقادرٌ على رفعه وذلتهِ, والله يعزُ من أطاعه ويذلُ من عصاه, فهو ربُ العالمين ومالكِ يوم الدين ونواصي العباد بيده, قال تعالى ﴿إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مسْتَقِيمٍ﴾ [هود:56] فلا يخرج عن قبضته وملكه وتصرفه مسلمٌ و لا كافرٌ ولا برٌ ولا فاجرٌ, قال الله عز وجل ﴿وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يشْرِكُونَ﴾ [الزمر:67].
ولقد فجر الرافضة في البلاد وأكثروا فيها الفساد وملؤها بالشركيات والبدع وأنواع الشر والعناد.فسفكوا الدماء المحرمة وأزهقوا الأرواح البريئة وقطعوا الطرق الآمنة, وظلموا وبغوا وطغوا. فهم بحاجةٍ ماسة إلى أن يضرعوا إلى الله سبحانه وتعالى بتوبة صادقة, تشتمل على اللجؤ إليه والصدق معه وعدم الركون إلى أنفسهم الضعيفة, قال تعالى ﴿ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [يوسف:53], ولا إلى الظلمة والخونة منهم أو من غيرهم, فالله يقول ﴿وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَموا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ﴾ [هود:113].
وهكذا يتوبون من سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومِنْ عِداء أولياءه, فإن الله عز وجل قَالَ كما في الحديث القدسي (( مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ )), أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه.
ومن حاربه الله هلك لا ينفك ولا يخلص من قبضته سبحانه وتعالى, ولا مفر له ولا ملجأ من الله إلا إليه, إذا حاربك الله من الذي سينصرك, إذا عاداك الله من الذي سيؤيدك ومن الذي سيحبك, قال تعالى ﴿هوَ الَّذِي يسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ﴾ [يونس:22].
فسائر أهل الباطل بحاجة إلى توبة إلى الله سبحانه وتعالى. فكلُ من عمِل ما يغضبُ الله وجب عليه أن يتوب إلى الله سبحانه حتى وإن كان براً وجب عليه أن يزيد من التوبة, أو كان فاجراً وجب عليه أن يتوب ويبادر, قال الله عز وجل ﴿قلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هوَ الْغَفورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزمر:53], وقال الله سبحانه وتعالى ﴿قلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعودُوا فَقَدْ مَضَتْ سنَّةُ الأَوَّلِينَ﴾ [الأنفال:38]. وكل ما تمادى الإنسان في الشر زاد الشر على نفسه أكثر في الدنيا والآخرة, وإنما يجني الإنسان على نفسه, قال تعالى ﴿ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ [الأنعام:164].
واعلم أنك تكسب على نفسك الخير والشر, وأنك قادمٌ على الله عز وجل إما بعملٍ صالح ينجيك الله به, وإما بعمل سيءٍ من شرك وضلال وإجرامٍ وكبرٍ وغطرسة وبغي وظلم وفجور وفتنة وأذى لعباد الله الأحياء والأموات وتجني على نفسك .
المسألة جنة ونار والمسالة حياة بعدها موت, ولا يؤمن من مكر الله, قال تعالى ﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾, [الأعراف:99], وقال تعالى ﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ﴾ [المعارج:28].
لا يأمن الإنسان من مكر الله مهما كان.
دُمِرت دول, دُمِر التتار, وسقطت روسيا, ونحن ننتظر بإذن الله عز وجل دمار أمريكا لبغيها وفتنتها ﴿وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ﴾ [إبراهيم:20], ننتظر أن يهينها الله إهانة لا تقوم بعدها.ومن المعلوم يقيناً أنَّ هذه الصولة التي حصلت من الرافضة في البلاد, إنها ليست صولتهم وحدهم, هي خيانات دولية وخيانات شعبية معلومة, فبعض الجبال تدفع فيها الأموال, ثم يأتون يقرحون عدة رصاصات, وعبارة عن مناورة أمام الناس ونزلوا, وهي مبيوعة جاهزة, فليس كلها بطولة.
وبعضها, القائد نفسه يكون من الرافضة أو يكون من ذوي السخم يعطونه بعض المصالح, فيخون .
هذه حقيقةٌ عُلِمتْ وفضِحَتْ عند الناس, والله ليس بغافل, قال تعالى ﴿ أَنَّ اللهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ﴾ [يوسف:52]. ومن كان عنده إيمان بالله سبحانه وتعالى مع بذل الأسباب, لا يبالي بالهيلمة والإشاعات ونقل الأقوال والتضخيمات, قال تعالى ﴿ وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مؤْمِنِينَ﴾ [المائدة:23], وقال تعالى ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [آل عمران: 160], هكذا يقول الله سبحانه, نحن مؤمنون بكلام الله عز وجل, قال تعالى ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثًا﴾ [النساء:87], وقال تعالى ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلًا﴾ [النساء:122].
والأمر موكولٌ إلى مقادير الله عز وجل هو الذي يفعل ما يشاء فيمن يشاء من خلقه , قال تعالى ﴿ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا﴾ [الفرقان:2].
الخطباء على ما هم عليه دون تقاعس ودون تكاسل, المساجد كما هي ولم يحدث فيها ما يغير مسارها, والناس بحاجة إلى دعوة أهل السنة في هذا الوقت وفي غيره, وتنحي دعوة أهل السنة من بلدٍ أو من قريةٍ أو مكان ليس بطيب للناس يفوتهم خيرٌ كثير, وهمنا نفع المسلمين, فكلٌ يمسك المسجد الذي هو فيه, وإذا أراد أن يسافر يُجعل له بديلاً , وهكذا الحال على ما هو عليه في مساجد صعدة.إلا أن يأتي مستجد مما يخشى من الفتنة والشر من أذى أو طردٍ أو محاولة أنك أنت تأتي تخطب وهو يأتي يصرخ في المسجد, هذا ما نريده لِما فيه من البدعة والمضايقة.مساجد أهل السنة لأهل السنة بدون صرخة و بدون أذى, فتبقى على جاري عادتها وينتفع الناس.
وتنحيةُ أهل السنة ونفع أهل السنة في المنطقة, ليس من الصالح العام, ومن كان حريصاً على نفع البلاد والعباد ينشر في أوساطهم التوحيد و العلم والهدى, وينحي من أوساطهم الجهل والردى.
وأنا ناصحٌ للرافضة أن لا يرهقوا من سيطروا عليه أو تمكنوا منه من عوام الناس والمساكين.
فليس هذا والله في صالحهم هذا والله من أسباب شدّة البغض لهم, حتى وإنِّ ضغطتَ عليه في حين, فمتى تمكن أن يتخلص من ذلك الضغط الذي عليه, بأي سبيل من السبل, والضغوط تولد انفجارات.وكلٌ يؤدي زكاته إلى من يحب أن يؤديها إليه من المسلمين, إلى أرحامه المستحقين, أو يؤديها إلى الفقراء والمساكين الذين يحب أن يعطيهم, لقول النبي صلى الله عليه وسلم (( لا يحل مال امرئ إلا بطيب نفس منه)).
فإرغام الرافضة لمن سيطروا عليه من الناس أن يؤدوا الزكاة إليهم, ولو كان فيما ليس فيه زكاة, هذا إرهاق للناس, يجعلهم يبغضون من يرهقهم, والنفس مجبولة على بغض من أساء إليها. وكما قيل :
إنك إذا كلفتني ما لم أطق ... ساءك مني ما قد سرك من خُلق
والأمور تعود إلى الأحكام الشرعية عند كل من عَقل.
فالزكاة تصرف في مصارفها الثمانية المذكورة في كتاب الله عز وجل, قال سبحانه وتعالى ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة:60], فهذه فريضة الله سبحانه وتعالى بينها بنفسه, وما بينه الله لا يجوز الاعتراض عليه سواء في الزكاة أو في الأوقاف أو في غيرها, قال تعالى ﴿فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة:181], وقال تعالى ﴿ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ﴾ [البقرة:190], وقال تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [يونس:23].
البغي عواقبه شريرة, وأضرارهُ كثيرة في الدنيا والآخرة وأدلة ذلك معلومة شهيرة, وهو مبغوضٌ إلى النفوس في الجاهلية والإسلام, وكما قيل:
ندِم البغاةُ ولآتْ ساعةَ مندم .... والبغيْ مرتعُ مبتغيهِ وخيمُ
و ما من عبدٍ إلا والله سبحانه وتعالى قادرٌ على عِزه وضِعته, وقادرٌ على رفعه وذلتهِ, والله يعزُ من أطاعه ويذلُ من عصاه, فهو ربُ العالمين ومالكِ يوم الدين ونواصي العباد بيده, قال تعالى ﴿إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مسْتَقِيمٍ﴾ [هود:56] فلا يخرج عن قبضته وملكه وتصرفه مسلمٌ و لا كافرٌ ولا برٌ ولا فاجرٌ, قال الله عز وجل ﴿وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يشْرِكُونَ﴾ [الزمر:67].
ولقد فجر الرافضة في البلاد وأكثروا فيها الفساد وملؤها بالشركيات والبدع وأنواع الشر والعناد.فسفكوا الدماء المحرمة وأزهقوا الأرواح البريئة وقطعوا الطرق الآمنة, وظلموا وبغوا وطغوا. فهم بحاجةٍ ماسة إلى أن يضرعوا إلى الله سبحانه وتعالى بتوبة صادقة, تشتمل على اللجؤ إليه والصدق معه وعدم الركون إلى أنفسهم الضعيفة, قال تعالى ﴿ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [يوسف:53], ولا إلى الظلمة والخونة منهم أو من غيرهم, فالله يقول ﴿وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَموا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ﴾ [هود:113].
وهكذا يتوبون من سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومِنْ عِداء أولياءه, فإن الله عز وجل قَالَ كما في الحديث القدسي (( مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ )), أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه.
ومن حاربه الله هلك لا ينفك ولا يخلص من قبضته سبحانه وتعالى, ولا مفر له ولا ملجأ من الله إلا إليه, إذا حاربك الله من الذي سينصرك, إذا عاداك الله من الذي سيؤيدك ومن الذي سيحبك, قال تعالى ﴿هوَ الَّذِي يسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ﴾ [يونس:22].
فسائر أهل الباطل بحاجة إلى توبة إلى الله سبحانه وتعالى. فكلُ من عمِل ما يغضبُ الله وجب عليه أن يتوب إلى الله سبحانه حتى وإن كان براً وجب عليه أن يزيد من التوبة, أو كان فاجراً وجب عليه أن يتوب ويبادر, قال الله عز وجل ﴿قلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هوَ الْغَفورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزمر:53], وقال الله سبحانه وتعالى ﴿قلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعودُوا فَقَدْ مَضَتْ سنَّةُ الأَوَّلِينَ﴾ [الأنفال:38]. وكل ما تمادى الإنسان في الشر زاد الشر على نفسه أكثر في الدنيا والآخرة, وإنما يجني الإنسان على نفسه, قال تعالى ﴿ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ [الأنعام:164].
واعلم أنك تكسب على نفسك الخير والشر, وأنك قادمٌ على الله عز وجل إما بعملٍ صالح ينجيك الله به, وإما بعمل سيءٍ من شرك وضلال وإجرامٍ وكبرٍ وغطرسة وبغي وظلم وفجور وفتنة وأذى لعباد الله الأحياء والأموات وتجني على نفسك .
المسألة جنة ونار والمسالة حياة بعدها موت, ولا يؤمن من مكر الله, قال تعالى ﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾, [الأعراف:99], وقال تعالى ﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ﴾ [المعارج:28].
لا يأمن الإنسان من مكر الله مهما كان.
دُمِرت دول, دُمِر التتار, وسقطت روسيا, ونحن ننتظر بإذن الله عز وجل دمار أمريكا لبغيها وفتنتها ﴿وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ﴾ [إبراهيم:20], ننتظر أن يهينها الله إهانة لا تقوم بعدها.ومن المعلوم يقيناً أنَّ هذه الصولة التي حصلت من الرافضة في البلاد, إنها ليست صولتهم وحدهم, هي خيانات دولية وخيانات شعبية معلومة, فبعض الجبال تدفع فيها الأموال, ثم يأتون يقرحون عدة رصاصات, وعبارة عن مناورة أمام الناس ونزلوا, وهي مبيوعة جاهزة, فليس كلها بطولة.
وبعضها, القائد نفسه يكون من الرافضة أو يكون من ذوي السخم يعطونه بعض المصالح, فيخون .
هذه حقيقةٌ عُلِمتْ وفضِحَتْ عند الناس, والله ليس بغافل, قال تعالى ﴿ أَنَّ اللهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ﴾ [يوسف:52]. ومن كان عنده إيمان بالله سبحانه وتعالى مع بذل الأسباب, لا يبالي بالهيلمة والإشاعات ونقل الأقوال والتضخيمات, قال تعالى ﴿ وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مؤْمِنِينَ﴾ [المائدة:23], وقال تعالى ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [آل عمران: 160], هكذا يقول الله سبحانه, نحن مؤمنون بكلام الله عز وجل, قال تعالى ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثًا﴾ [النساء:87], وقال تعالى ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلًا﴾ [النساء:122].
والأمر موكولٌ إلى مقادير الله عز وجل هو الذي يفعل ما يشاء فيمن يشاء من خلقه , قال تعالى ﴿ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا﴾ [الفرقان:2].
وحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ
سجلت هذه المادة ليلة الجمعة 19 جماد الأولى 1432هـ
رابط الموضوع من موقع الشيخ يحيى حفظه الله
رابط الموضوع من موقع الشيخ يحيى حفظه الله
تعليق