إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الباعث لتعظيم الزيدية قبور عظمائهم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الباعث لتعظيم الزيدية قبور عظمائهم

    الباعث لتعظيم الزيدية قبور عظمائهم

    ومما يثير الدهشة والقلق ويجعلنا نتعجب ونحزن على كل زيدي خدع , باسم الدين من قبل عالم من علمائهم أو من قبل ولاة أمورهم ما عمله بعض علماء الزيدية وولاة أمورهم من سن السنن السيئة التي جعلت الزيود يعيشون عليها محبين لها ومدافعين عنها وقد كان الباعث لهم في هذا الأمر باعثا سياسيا فقد امروا بدفن عظمائهم في المساجد وبناء التوابيت والقباب على قبورهم وحث الناس على التبرك بها من أجل بقاء هيبتهم واستمرار دولتهم حتى أصبح عند الزيدية مسألة القبور مسألة اعتقادية مع أنها في بداية أمرها مسألة سياسية ,وقد استغل ساستهم انتسابهم إلى أهل بيت النبوة وانتماءهم إلى التشيع خاصة المذهب الزيدي ومحافظتهم عليه كل ذلك ليثق الناس بهم ويسمعونهم ويطيعونهم ويخافونهم ولا يرضون غيرهم بديلا . ومما يؤكد ذلك ما جاء في كتاب(القبورية في اليمن) وهو ما يلي:رغم أن الغلو لدى الزيدية الأولى لم يكن خارجاً عن الحدّ، ورغم أن اتجاهها هو اتجاه المعتزلة المعتمدين على العقل النافين للخوارق والكرامات كما هو معلوم، إلا أننا نجد أئمة الزيدية في اليمن - وبعد قرون من إنشاء دولتهم وتتابع العشرات من أئمتهم- نجدهم ينحرفون انحرافاً شديداً في هذه المسألة، والذي يظهر- والله اعلم-أن باعث الأئمة لذلك كان باعثاً سياسياً أكثر منه باعثاً عقديا،ً ولكن وجود المشاهد والقباب ووجود سدنةٍ يتأكلون منها ويبنون بها مجداً وجاهاً على أنقاض عقائد الأمة حوّلها إلى مزارات مقدسة يعتقد فيها العوام وأشباههم مالا يجوز اعتقاده إلا في الله تعالى، ومن أجل السياسة أيضاً يتغاضى الأئمة عن ذلك ويتركون العامة يغرقون في بحر الخرافة والشرك وهم ينظرون. وأئمة الزيدية يبنون المشاهد للسياسة ويهدمونها للسياسة كذلك؛ فالدليل على أنهم يبنونها للسياسة ما بدر من الإمام عبد الله بن حمزة وذلك أنه عاش في آخر القرن السادس وبداية القرن السابع [1],وهو أول من سن لأئمة الزيدية سنة البناء على المشاهد حيث لم يُسجَّل لأحد من الأئمة قبل عصره شئ من ذلك. والذي يظهر لي- والله أعلم- أنه إنما فعل ذلك مضاهاة لمعاصريه من الأيوبيين الذين عُرِف عنهم أنهم يبنون على قبور سلاطينهم البنايات الضخمة في مصر والشام وفي اليمن كذلك ،فلعله أراد أن يُظْهِر بذلك شيئاً من أبهة الملك للأئمة وهم أموات كما هي لهم وهم أحياء، وقد لاحظ ذلك الأستاذ محمد محمود الزييري في كتيِّبه"الإمامة وخطرها على وحدة اليمن" حيث قال: (بهذه النفسية يمارس الإمام أعباء منصبه،وتكاد هذه الأعباء تنحصر في استصفاء ثروة الشعب باسم الزكاة وقمع الانتفاضات الشعبية باسم الجهاد وقتال البغاة، ثم بناء مسجد باسم الإمام تضاف إلى جواره غالباً قبة الضريح لهذا الإمام تمدّ نفوذه الروحي حتى وهو في القبر[2]". وهذا الذي نسبه الزبيري إلى الأئمة يجب أن يحدَّد بأئمة القرن السابع فَمَنْ بعدهم، وأن أولئك الأئمة قد عمَّروا على معظم قبور الأئمة السابقين مشاهد وقباباً.اهـ. وقال المؤرخ القاضي إسماعيل الأكوع رحمه الله:ولقد قرأت في سيرة الإمام عبد الله بن حمزة المتوفى سنة 614هـ خطابا موجها إلى أهل قرية لصف من نهم يهددهم فيه بنقل رفاة أخيه إبراهيم بن حمزة من عندهم ما داموا لم يجعلوا قبره مزارا لهم وهذا نص الخطاب(بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله المنصور بالله أمير المؤمنين إلى كافة الساكنين بلصف من المؤمنين والمسلمين، سلام عليكم، فإنا نحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو، ونسأله لنا ولكم التوفيق لما يحب ويرضى0 أما بعد: فقد بلغنا جفوتكم للشهيد الذي توفي بين أظهركم، وحطَّ رحله بين أفنيتكم، وجاد بنفسه دون بلادكم،واستقبل بوجهه العدوّ صبراً واحتساباً حين زاغت الأبصار فشلاً، وبلغت القلوب الحناجر وجلاً، وظن قوم بالله الظنونا جزعاً، وابتلي المؤمنون بالهزيمة امتحاناً، وزلزلوا بالحادثة اختباراً، فرخص عنده من الموت ما غلا عند غيره، وغلا عنده من الفرار ما رخص عند سواه, وعلم القصد فتم العزم، ومضى على البصيرة على مناهج السلف الصالح مستقبلاً لكثرة العدو وعزمه، ومستصغراً لعظيمة نجده، فبلغنا أنكم هاجرون لقبره، قالون لمصرعه، قد صغّرتم منه ما عظّم الله سبحانه جهلاً، وجهلتم ما علم الصالحون حيرة وشكاً، كأنكم لم تسمعوا أقوال محمد صلى الله عليه وآله فينا - أهل البيت خاصة - ((أقرب الناس مني موقفاً يوم القيامة بعد حمزة وجعفر رجلٌ منا أهل البيت خرج بسيفه فقاتل إماماً ظالماً فقُتِل))، فهلا - رحمكم الله - استشفيتم بتراب مصرعه من الأدواء، وسألتم بتربة مضجعه رفع الأسواء، واستمطرتم ببركة قبره من رحمة ربكم طوالع الأنواء, وعظَّمتم حاله كما يُعَظَّم حال الشهداء، وأوجبتم من حقه ما ضّيع الأعداء، وعمَّرتم على قبره مشهداً، وجعلتموه للاستغفار مثابة ومقصداً، ونذرتم له النذر تقرباً، وزرتموه تودداً إلى الله سبحانه وإلى رسوله صلى الله عليه وآله وإلينا تحبُّباً، فقد رُوِّينا عن أبينا صلى الله عليه في حديث فيه بعض الطول أنه نظر إلى الحسن والحسين عليهما السلام وهما يلعبان بين يديه فبكى فهابه أهل المنزل أن يسألوه، فوثب عليه الحسين عليه السلام فقال: ما يبكيك ياأبتي؟ فقال: إني سررت بكما اليوم سروراً لم أسرّ به قبله مثله، فجاءني جبريل فأخبرني أنكم قتلى، وأن مصارعكم شتى، قال: يا أبتي فمن يزورنا على تباين قبورنا؟ قال:"قوم من أمتي يريدون بذلك برّي وصلتي إذا كان يوم القيامة أتيت حتى آخذ بأعضادهم فأنجيهم من أهوالها وشدائدها". ألا فاعلموا بعد الذي بلغنا عنكم أنا قد قَلَيْنا له جواركم، ورغبنا به عن داركم، وعزمنا بعد الخيرة لله سبحانه وتعالى على نقله من أوطانكم إلى من يعرف حقه، ويتيقن فضله وسبقه، فلو رعيتم له حرمه القرابة وفضل وراثة النبوة)تأمل(! لعلمتم حرمة ذلك الدم الزكي، وكثر عليه منكم الباكون، والبواكي، فإن كان ذلك من غرضكم فإنا نفعله إن شاء الله تعالى، وإن لم يكن من إرادتكم فلسنا بتاركيه بتوفيق الله سبحانه،والسلام[3]). و قال القاضي إسماعيل الأكوع رحمه الله:كذلك فقد روى القاضي أحمد بن عبد الله الجنداري في كتابه(الجامع الوجيز)أن الإمام المنصور محمد بن يحيى حميد الدين المتوفى سنة 1322هـ أمر قبيلة أرحب ببناء تابوت على قبر الإمام أحمد بن هاشم الويسي المتوفى سنة 1269هـ والمدفون في (دار أعلا)من أرحب للتبرك به,وهددهم بأنهم إن لم يعلوا ذلك فإنه سينقل رفاته إلى مكان آخر فما كان من أهل أرحب إلا أن بنوا له قبة ووضعوا على قبره تابوتا[4].اهـ. وقال أيضا في كتابه هجر العلم ومعاقله في اليمن: ومما يؤكد صلة المشاهد الزيدية بالسياسة أن معظم المشاهد المعظمة في الديار الزيدية هي للأئمة وحواشيهم، وقلّ أن تجد مشهداً لرجل فقير أوضعيف، وإليك قائمة بأهم المشاهد الزيدية وستكون إن شاء الله على حسب التسلسل الزمني لإنشائها: 1) مشهد الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة من منطقة ظفار ذيبين. 2) مشهد الأمير عماد الدين يحي بن حمزة (أخو عبدالله بن حمزة) بمدينة كحلان. 3) مشهد الإمام أحمد بن الحسين المعروف بأبي طير في مدينة ذيبين. 4) مشهد الإمام يحيى بن حمزة (وليس أخا عبدالله بن حمزة بل هو من ذرية الحسين وليس من ذرية الحسن 630)ومشهده بمدينة ذمار. 5) مشهد الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بصعدة ومعه عدد من أبنائه وأحفاده ومشهد الإمام المهدي باني تلك المشاهد. 6) مشهد الإمام صلاح الدين بصنعاء. 7) مشهد الإمام المهدي لدين الله أحمد بن المرتضى حصن الظفير حجة. 8) مشهد الإمام المهدي صلاح بن علي بن محمد بن أبي القاسم بصعدة. 9) مشهد الإمام الناصر محمد بن يوسف بن صلاح بن المرتضى بمدينة ثلا. 10) مشهد الإمام شرف الدين يحيى بن شمس الدين أحمد بن يحيى المرتضى بظفير حجة. 11) مشهد مدرسة الإمام شرف الدين بثلا، وفيه عدد من أبنائه وبناته وذويه. 12) مشهد الأمير صلاح الدين بن شمس الدين بن الإمام شرف الدين بمدينة ثلا. هذه بعض المشاهد وقد تركت الكثير سواها وهي كلها موجودة مشاهدة للعيان...[5].اهـ المراد.


    [1] - تاريخ اليمن المسمى (فرجة الهموم والحزن في حوادث وتاريخ اليمن)تأليف العلامة عبد الواسع بن يحيى الواسعي طبع مكتبة اليمن الكبرى صنعاء الطبعة الثانية سنة 1990مص 197.

    [2] - الإمامة وخطرها على وحدة اليمن ص 13-14للأستاذ محمد محمود الزبيري طبع دار الكلمة بدون تاريخ .

    [3] - هجر العلم 1/223-225.

    [4] - هجر العلم 1/225.

    [5] - ولمزيد من المعلومات عن الزيدية وقبور أوليائهم انظر رسالة الدكتور علي سعيد سيف بعنوان (الأضرحة في اليمن) فقد نبه على ذلك الأكوع في الهجر .

  • #2
    الخميني يستفيد من الزيدية في مسألة الخروج على الحكام

    الخميني يستفيد من الزيدية في مسألة الخروج على الحكام
    ü قال محمد بن إبراهيم المرتضى أحد كبار الزيدية في كتابه "الزيدية والإمامة وجها لوجه" ص(126_127) :«وأما حب الزيديين للخميني وتأييدهم له فهو نابع من أن الثورة في وجه الطغاة شيء عظيم، نحب صاحبه ونقدره ونجله لعمله هذا، بعيداً أو بغض النظر عن معتقداته ومبادئه، ولأن الخميني ترك القيود التي يقيدها به المذهب من التقية والخنوع وانطلق يفجر ثورة كبرى بالخروج على الظلمة، وهذا المبدأ هو رأس مذهب الزيدية، وما نجحت الثورة الإيرانية إلا بهذه المبادئ، فرجع الإماميون بغير شعور لمبادئ الزيدية من الثورة والخروج وتنصيب إمام ولو بطريقة أخرى كمرشد ثورة، أو ولي الفقيه، أو نائب الإمام الثاني عشر، فكلها يؤدي غرضاً واحداً هو وجود من يحكم ويتولى سياسة أمر الأمة، ثم إن الحاجة جعلتهم يرجعون إلى هذه المبادئ فنجحوا نجاحاً باهراً لأنهم أقاموا دولة تحميهم وتحمي مبادءهم ومذهبهم وانتشر مذهبهم ولا يزال بفعل الدعم السخي من حكومتهم[1]».

    [1] - انظر كتاب الحرب في صعدة" ص(65).

    تعليق


    • #3
      الزيدية لا يقبلون الدين إلا من أهل مذهبهم وإن كان خلاف الحق

      الزيدية لا يقبلون الدين إلا من أهل مذهبهم وإن كان خلاف الحق

      قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :"من نصر قومه على غير حق فهو كالبعير الذي ردي في مهواه فهو ينزع بذنبه" د 4611 وهو في صحيح أبي داود.
      فما أشبه هؤلاء الذين يتمسكون ببدعهم ويصرون على باطلهم بالقيعان التي لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :"مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به "رواه البخاري ومسلم من حديث أبي موسى رضي الله.
      قال سعيد الجريري :"لأن أكون ذنبا في الحق أحب إلي من أن أكون رأسا في الباطل "البداية والنهاية 10/194.
      وقيل إن الحكمة ضالة المؤمن يأخذها أين وجدها وهؤلاء القوم تحجروا على أنفسهم واسعا فلا يأخذون الحق إلا من أهل مذهبهم والواجب على المسلم هو اتباع الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقبول ما جاء به من الحق .
      والحق هو ما جاء به رسولنا صلى الله عليه وعلى آله وسلم قبلنا قالI :{قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون } الأنعام 135.
      ما أشبه بعض الزيود باليهود وغيرهم بأعداء الرسل الذين جاءتهم الرسل بالحق فلم يقبلوا منهم ذلك قال اللهY :{وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعدوانا}المنل 14.
      وقال اللهY :{يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون} آل عمران 71.
      وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:"وجماع ذلك أن كفر اليهود أصله من جهة عدم العمل بعلمهم فهم يعلمون الحق ولا يتبعونه قولا أو عملا أولا قولا ولا عملا وكفر النصارى من جهة عملهم بلا علم فهم يجتهدون في أصناف العبادات بلا شريعة من الله ويقولون على الله مالا يعلمون ولهذا كان السلف كسفيان بن عيينة وغيره يقولون من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى[1]".
      فالزيود إذا جئناهم بسنة أصروا على باطلهم واستكبروا عن قبولها بل ورفضوها ولو عرفوا أنها حق استكبارا وجحودا وكتمانا للحق .
      قال الإمام الشوكاني رحمه الله في (إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي r ص6-7.) :"ولما ألفت الرسالة التي سميتها:"إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي", ونقلت إجماعهم من ثلاث عشرة طريقة على عدم ذكر الصحابة بسب أو ما يقاربه, وقعت هذه الرسالة بأيدي جماعةٍ من الرافض الذين بصنعاء , المخالفين لمذاهب أهل البيت, فجالوا وصالوا, وتعصبوا وتحزبوا, وأجابوا بأجوبة ليس فيها إلا محض السباب والمشاتمة, وكتبوا أبحاثاً نقلوها من كتب الإمامية والجارودية, وكثرت الأجوبة حتى جاوزت العشرين, وأكثرها لا يعرف صاحبه, واشتغل الناس بذلك أياماً, وزاد الشر, وعظمت الفتنة, فلم يبق صغير ولا كبير, ولا إمام ولا مأموم, إلا وعنده من ذلك شيء,وأعانـهم على ذلك جماعة ممن له صولة ودولة.
      ثم إن تلك الرسالة انتشرت في الأقطار اليمنية, وحصل الاختلاف في شأنـها, وتعصب أهل العلم لها وعليها, حتى وقعت المراجعة والمجاوبة والمكاتبة في شأنـها ..."
      والعلامة المقبلي:"المثال الثاني :اطراحهم لجانب الصحابة أجمع y وعدم قبول رواياتهم لردتهم بزعمهم الفاسد ورأيهم الكاسد ,وربما يقولون فيمن شاؤوا لم يسلم لكن اتقى وستر عليه تقية أيضا ,وناهيك أنا قد رأينا ذلك في بعض كتبهم في الوزيرين السيدين والخليفتين الراشدين ,فما ظنك في غيرهما ؟فهؤلاء سدوا الطريق بيننا وبين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولذلك لا تجد عندهم من الحديث مقبولا لهم إلا تلفيقات من أئمة هواهم كهشام وأضرابه, وقليل مما هو فيه من الأئمة الاثني عشر رحمة الله عليهم ورضوانه ,المنزهين عما يرمونهم من الرفض وذيوله مع أنهم قل ما يدعونه صفوا ,وكذلك من استثنوه من الصحابة وهم اليسير كما قد ذكرناه في الأصل .
      وغير الرافضة من الشيعة وهم الزيدية تذبذبوا كثيرا في هذه المسألة واختبطوا ,إذا جاءهم الحديث بما تهوى أنفسهم قبلوه حتى عمن يفسقونه بالبغي ,مثلا كما تراه في أول حديث في (الشفاء)وفي سائره وفي غيره من كتبهم ,فإذا جاء الحديث بما لا تهوى أنفسهم ردوه وقدحوا في أفاضل الصحابة ,كجرير البجلي بل أم المؤمنين حبيبة رضي الله عنها,ولا حجة لهم فيهما على أصولهم ,اللهم إلا بالعدوى ,ولا عدوى في الإسلام ,بل قدحوا في حافظ الصحابة على الإطلاق أبي هريرة ,وانظر ذلك في معارك الأهواء في مثل المسح على الخفين ,وكذلك في حديث "ما تركناه صدقة" وقد رواه سبعة من العشرة فما ظنك بغير ذلك.
      وعلى الجملة فهم في مسألة عند النقد والتكلم على الأحاديث لا شيء ,أشبه شيء بالرفض ,ويظهر عليهم أحيانا ما يصدق قول القائل "أتني بزيدي صغير أخرج لك منه رافضيا كبيرا"وكذلك في سائر الرواة غير الصحابةأهـ الأرواح النوافخ ذيل العلم الشامخ في تفضي الحق على آباء والمشائخ ص 382.
      قال الأكوع:" فهم لهذا يؤثرون العمل بما قرره علماء مذهبهم -ولاسيما في العبادات- على ما سواه ,حتى لو كان مصادما لأدلة الكتاب والسنة ؛مثال ذلك:إذا تعارض ما رجحه أهل المذهب في مسألة ما مع النص من الكتاب ,أو من السنة,أو منهما معا,فإنه يقال في هذه الحال :والمذهب بخلافه ؛ضاربا بالدليل عرض الحائط...ولعل هذا هو ما حمل نشوان بن سعيد الحميري المتوفى سنة بضع وسبعين وخمس مئة على إعلان إنكاره لبعض المقلدين من علماء عصره, لإيثاره رأي الإمام الهادي يحيى بن الحسين على قول الله تعالى, وذلك في قوله :
      إذا جادلت بالقرآن خصمي أجاب مجادلا بكلام يحيى
      فقلت كلام ربك عنه وحي أتجعل قول يحيى عنه وحيا .أهـ
      الزيدية نشأتها ومعتقداتها للأكوع ص 37.
      وقال في هجر العلم4/2091 :"إن لطف بن محمد بن لطف أخبره بأن شرح الأزهار طاغوت الزيدية وذلك لما يوجد فيه من مسائل مخالفة لنصوص الكتاب والسنة فقد يذكر في المسائل الخلافية الأدلة من الكتاب أو من السنة أو كليهما ، فإذا لم يأخذ المذهب بها فإن أتباعه يقولون : والمذهب بخلافه . أي أن الواجب العمل بالمذهب وليس بالأدلة النقلية . وقال أحمد بن عبد الله الجنداري في قصيدته الطويلة:
      أيها الطالبو النجاة هلموا إن علم النجاة علم أهم
      اطلبوا الحق حيث كان تفوزوا لا تميلوا من جانب فهو ظلم
      من بعيد أو صاحب أو قريب أو عدو فإن ذلك حتم
      إلى أن قال :
      سمعه قاصر على علم أهل ومن الغير سمع كل أصم
      إن أتاهم أصحابهم بكلام قبلوه وإن يكن فيه إثم
      كذبة من أخيه صدق وصدق من بعيد إليه كذب ووهم
      قال الإمام الشوكاني رحمه الله :" وكثيرا ما ترى جماعة من الزيدية في مؤلفاتهم يجزمون بحجية قوله عليه السلام إن وافق ما يذهبون إليه ويعتذرون عنه إن خالف بأنه اجتهاد لا حجة فيه كما يقع منهم ومن غيرهم إذا وافق قول أحد من الصحابة ما يذهبون إليه فإنهم يقولون لا مخالف له من الصحابة فكان إجماعا ويقولون إن خالف ما يذهبون إليه : قول صحابي لا حجة فيه . وهكذا يحتجون بأفعاله صلى الله عليه وآله وسلم إن كانت موافقة للمذهب ويعتذرون عنها إن خالفت بأنها غبر معمولة الوجه الذي لأجله وقعت فلا تصلح للحجة فليكن هذا منك على ذكر فإنه من المزالق التي يتبين عندها الإنصاف والاعتساف . وقد قدمنا التنبيه على مثل هذا وكررناه لما فيه من التحذير عن الاغترار بذلك"أهـ نيل الأوطار 5/301.
      وقال العلامة صالح بن مهدي المقبلي رحمه الله :"الزيدية ليست لهم قاعدة محددة فإنهم أحينا يطعنون في بعض الصحابة كأبي هريرة وجرير البجلي وأم المؤمنين حبيبة رضي الله عنهم ؛لأنهم رأوا ما يخالف هواهم ,وإذا جاء الحديث على ما يوافق هواهم قبلوه من طريق ذلك الصحابي وإن كان أقل فضلا ورتبة ممن طعنوا فيه"أهـ الأرواح النوافخ ذيل العلم الشامخ في تفضي الحق على آباء والمشائخ ص 693-694 كما في كتاب مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة 1/162.
      وقلت :
      هيا إلى الدين الصحيح وفارقوا للرأي إن الرأي كان هزيلا
      هيا إلى نهج الرسول وصحبه لا نرتضي عن ذي السبيل بديلاً
      هذي طريق السالكين على الهدى ساروا عليها بكرة وأصيلا
      لا نرتضي بالتائهين ومكرهم بئس الطريق مع السفيه سبيلا
      لا يقتدى بالعاثين بديننا إن التمسك بالصحيح جميلا


      [1] - اقتضاء الصراط 1/5 أو 1/79 بتحقيق الدكتور ناصر العقل.

      تعليق


      • #4
        الزيدية وادعاؤهم محبة أهل البيت

        الزيدية وادعاؤهم محبة أهل البيت

        الجميع يعلم أن مكانة أهل البيت في نفوس المسلمين عظيمة وقدرهم رفيع ومحبتهم واجبة ,والزيدية ادعوا محبتهم وليسوا صادقين في ذلك بدليل أن السلف من أهل بيت النبوة في واد والزيدية في واد آخر فالذي يقرأ عن نهج أهل البيت الأوائل يجد أنهم متبعين لهدي جدهم محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - أما الزيدية فإنهم يعادون السنة ويقفون في وجه من يتمسك بها وصدق الشاعر في قوله:
        لو كان حبك صادقا لأطعته ... إن المحب لمن يحب مطيع
        والذي يقرأ عقيد أهل السنة والجماعة يجد أنهم يحبون أهل البيت حبا شرعيا لا غلو فيه ولا جفاء[1], وبهذا يتبين بعد الزيدية عن ما كان عليه السلف الصالح من أهل بيت النبوة .
        قال شيخنا الوادعي رحمه الله:"يهيبون على الناس بمذهب أهل البيت,أنتم في واد وأهل البيت في واد, أهل بيت النبوة من أحرص الناس على العمل بسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأهل السنة يحبون أهل البيت حبا شرعيا ,أناشدكم إخواني في الله هل كان الحسن والحسين يتمسحان بأتربة الموتى ؛لا,هل كان الحسن والحسين يرتزقان ويتعيشان من الحروز والعزائم ,ومن الدجل والتضليل ؛لا,هل كان الحسن والحسين يسبان أبا بكر وعمر؛لا, المهم يا أيها الشيعة قولوا نحن من أتباع عبد الله بن سبأ الصنعاني[2]" أهـ .



        [1] - ويتضح ذلك جليا حينما تقرأ كتابنا(أقوال وأفعال السلف والخلف وفتاواهم الدالة على تعظيم أهل بيت النبوة ومحبتهم واحترامهم) وكتابنا (شذا الأزهار في بيان خصائص آل بيت النبي الأطهار)

        [2] - إجابة السائل ص56-57.

        تعليق


        • #5
          الزيدية والجمع بين الصلاتين

          الزيدية والجمع بين الصلاتين

          لقد عُرفت الزيدية منذ زمن قديم بالجمع بين صلاتي الظهر والعصر على الدوام حتى أن بعضهم يصلون العصر جماعة بعد صلاة الظهر أوالجمعة مباشرة فقد شاهدنا أناسا في مساجد صنعاء القديمة وذمار وصعدة يصلون جماعات متعددة جمعا بين الظهر والعصر فعند ما يقف المصلي منهم في الصف يقول لمن يريد أن يصف بجانبه إن أراد أن يصلي ظهرا : ظهر ؟وإن أراد أن يصلي عصرا يقول:عضر؟ فإذا سكت صلى معهم وإن دفعه ترك الجماعة وذهب إلى جماعة أخرى في نفس المسجد ليصلي معهم إذا لم يدفع . وفي بداية شهر ربيع أول من سنة 1431هـ كان لي موعد مع بعض الشيعة فاتصل بي أن نصلي الظهر في مسجد بدر بالصافية صنعاء فلما أقيمت الصلاة تقدم الدكتور المحطوري وصلى بالناس الظهر جماعة فلما انتهى من الصلاة ذهب إلى مكان في نفس المسجد وذهب خلف مجموعة من المصلين فنظر إلى صاحبي الشيعي وكان عني بعيدا وأشرت له بيدي أن نخرج فأشار إلي بيده أن اتبعه فتبعته وهو يمشي بعد مرتضى المحطوري فلما وصلت ذلك المكان الذي في المسجد والذي يعد بعيدا عن أنظار المصلين لوجود الجدران التي تفصل فإذا بصفين خلف المحطوري يصلون فظننت والله أنهم يصلون على جنازة فنظرت فلم أجد جنازة فسألت عن صلاة الجماعة المقامة مباشرة عقب صلاة الظهر هل الناس يصلون على جنازة أم لا فأجاب أحد المصلين قبل أن يكبر تكبيرة الإحرام إنهم يصلون العصر !فاستغربت مما فعله الدكتور المحطوري عند ما انسحب من أمام المصلين الذين قد صلى بهم الظهر إلى مكان بعيد عنهم وتبعه أهل مذهبه وصلى بهم العصر . وهذا الجمع لم يكن سنة متبعة لدى سائر المسلمين ؛وإنما جعلته الشيعة من خصوصياتهم .والزيدية في هذا يتفقون مع الشيعة الإمامية,قال الدكتورموسى الموسوي رحمه الله:والصلوات الخمس فرضت لأوقات محددة وسميت بها فوقت العصر يختلف عن الظهر والعشاء من الناحية الزمانية يختلف عن المغرب ولا شك أن هناك حكمة بالغة إلهية في فرض الصلوات في هذه الأوقات الخمسة وجعلها عمود الدين ومن أهم الشعائر الإسلامية، وكان الرسول?صلى الله تعالى عليه وآله وسلم? يصلي في مسجده بالمدينة في الأوقات الخمسة وهكذا الخلفاء من بعده بما فيهم الإمام " علي " وهكذا كانت سيرة أئمة الشيعة، وإذا ما جمع الرسول?صلى الله تعالى عليه وآله وسلم? بين الصلاتين مرةً أو مرتين في غير سفر فقد كان لضرورة أو للترخيص أما عمله?صلى الله تعالى عليه وآله وسلم? فكان هو الالتزام بالأوقات الخمسة. وليت شعري أن أعرف هل هناك سبب يجدي بالخير في التظاهر بهذا الاختلاف مع الأكثرية الساحقة من المسلمين أم أنه عمل سنَّه أناس كان غرضهم عزل الشيعة عن كل مظاهر الوحدة؟ ثم سار عليه الفقهاء وأئمة المساجد وهم يعلمون أو لا يعلمون ونحن في العملية التصحيحية نهتم بجمع الشمل من الناحية النظرية والعملية على السواء ورسالتنا هي القضاء الأبدي على كل مظاهر الفرقة الفكرية والعملية وكل ما يدور حولهما وهذا لا يتم إلا بالعودة إلى عصر الرسالة والتمسك بسنة رسول الله?صلى الله تعالى عليه وآله وسلم? على الطريقة التي كان?صلى الله تعالى عليه وآله وسلم? يؤديها ولا أعتقد أنه يوجد بين المسلمين شخص واحد يفضل على عمل رسول الله?صلى الله تعالى عليه وآله وسلم? وسنته عمل الآخرين وآراءهم ومن هنا نحن نهيب بأئمة مساجد الشيعة وبالشيعة أنفسهم أن يلتزموا بالصلوات في أوقاتها ويضعوا نصب أعينهم الصلوات الخمس التي كان رسول الله?صلى الله تعالى عليه وآله وسلم? يؤديها في مسجده بالمدينة ومعه صحابته من المهاجرين والأنصار وأن لا يشذوا عن طريق رسمه للمسلمين نبي الإسلام ففي الاقتداء به وبسنته عزهم وكرامتهم وشوكتهم[1]. قال ابن رجب في الفتح:قال ابن المنذر : اختلفوا في الصلاة قبل دخول الوقت ، فروينا عن عمر وأبي موسى الأشعري ، أنهما أعادا الفجر لأنهما كان صلياها قبل الوقت ، وبه قال الزهري ومالك والأوزاعي والشافعي وأحمد وأصحاب الرأي .اهـ. ومما استدل به الشيعة على جواز الجمع بين الصلاتين في الحضر حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال :" جمع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - بين الظهر والعصر ، والمغرب والعشاء . بالمدينة المنورة في غير خوف ولا مطر[2]". والجواب: أن هذا الجمع مؤول بتأخير الأولى إلى آخر وقتها وأداء الأخرى في أول وقتها ولم يرد حديث عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - أو أثر عن أصحابه رضي الله عنهم في جواز الجمع بين الصلاتين على الدوام, وقد تشبه الزيود في هذه المسألة بالمنافقين الكسالى الذين قال الله عز وجل عنهم:{وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى}[النساء : 142] والجمع بين الصلاتين في آخر وقت الأولى وأول وقت الثانية لم يفعله النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - إلا مرات قليلة؛لأن هذه الصلوات لها أوقات محددة فلا يجوز تغييرها عن وقتها الذي دل عليه الكتاب والسنة وإجماع الأمة إلا في حالات ثلاث الحالة الأولى: الجمع في السفر الحالة الثانية: الجمع في الحج الحالة الثالثة:الجمع في المطر .أما الجمع في حالة المرض فلا أعلم له دليلا.
          ولا بأس أن يجمع الشخص بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء جمعا صوريا في عمره مرة أو مرتين أو ثلاث مرات عملا بحديث ابن عباس جمع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في غير خوف ولا مطر [3]".
          قال الإمام النووي :َذَهَبَ جَمَاعَةٌ مِنْ الْأَئِمَّة إِلَى جَوَاز الْجَمْع فِي الْحَضَر لِلْحَاجَةِ لِمَنْ لَا يَتَّخِذهُ عَادَة ، وَهُوَ قَوْل اِبْن سِيرِينَ وَأَشْهَب مِنْ أَصْحَاب مَالِك ، وَحَكَاهُ الْخَطَّابِيُّ عَنْ الْقَفَّال وَالشَّاشِيّ الْكَبِير مِنْ أَصْحَاب الشَّافِعِيّ عَنْ أَبِي إِسْحَاق الْمَرْوَزِيِّ عَنْ جَمَاعَة مِنْ أَصْحَاب الْحَدِيث ، وَاخْتَارَهُ اِبْن الْمُنْذِر وَيُؤَيِّدهُ ظَاهِر قَوْل اِبْن عَبَّاس : أَرَادَ أَلَّا يُحْرِج أُمَّته ، فَلَمْ يُعَلِّلهُ بِمَرَضٍ وَلَا غَيْره وَاللَّهُ أَعْلَم .اهـ .
          فأنصح الشيعة أن لا يجمعوا بين الصلوات بدون عذر شرعي وأن لا يتكاسلوا عنها لقول الله تعالى:{إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً}(النساء: من الآية103) .وقال تعالى:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى}[البقرة : 238] والصلاة الوسطى هي صلاة العصر .
          قال الإمام الشوكاني في فتح القدير في تفسير هذه الآية :وأرجح الأقوال ، وأصحها ما ذهب إليه الجمهور من أنها العصر . واستدل بالحديث المتفق عليه عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ-:« شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله قبورهم وأجوافهم ناراً » -ثم قال-: وأخرج مسلم ، والترمذي ، وابن ماجه ، وغيرهم من حديث ابن مسعود مرفوعاً مثله . وأخرجه أيضاً ابن جرير ، وابن المنذر ، والطبراني من حديث ابن عباس مرفوعاً . وأخرجه البزار بإسناد صحيح من حديث جابر مرفوعاً ، وأخرجه أيضاً البزار بإسناد صحيح من حديث حذيفة مرفوعاً . وأخرجه الطبراني بإسناد ضعيف من حديث أم سلمة مرفوعاً .
          وورد في تعيين أنها العصر من غير ذكر يوم الأحزاب أحاديث مرفوعة إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - : منها عن ابن عمر ، عن ابن منده ، ومنها عن سَمُرة عند أحمد ، وابن جرير ، والطبراني ، ومنها أيضاً عند ابن أبي شيبة ، وأحمد ، وعبد بن حميد ، والترمذي وصححه ابن جرير ، والطبراني ، والبيهقي ، وعن أبي هريرة ، عند ابن جرير ، والبيهقي ، والطحاوي . وأخرجه عنه أيضاً ابن سعيد ، والبزار ، وابن جرير ، والطبراني ، وعن ابن عباس ، عند البزار بأسانيد صحيحة ، وعن أبي مالك الأشعري ، عند ابن جرير ، والطبراني ، فهذه أحاديث مرفوعة إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - مصرحة بأنها العصر . وقد روي ، عن الصحابة في تعيين أنها العصر آثار كبيرة ، وفي الثابت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - ما لا يحتاج معه إلى غيره .اهـ .


          [1] - الشيعة والتصحيح 138-139 .

          [2] - رواه مسلم 705.

          [3] - رواه مسلم 705.

          تعليق


          • #6
            الزيدية وتعظيمهم قبور عظمائهم

            الزيدية وتعظيمهم قبور عظمائهم

            لقد رأيت قبور بعض أولياء الزيدية وعلمائهم في مساجد متفرقة في اليمن وعليها توابيت مزخرفة وقباب كبيرة يزور بعضها ويقصدها المرضى لطلب الشفاء[1],وبجوارها أناسا يتكسبون بالقرآن ,فالزيدية يجصصون القبور ويعظمون أصحابها[2],ويكتبون على أضرحتها المدائح والتراجم وتاريخ الوفاة. فحينما ذهب الإمام يحيى بن محمد حميد الدين إلى حمام دمت سنة 1361هـ للاستشفاء من داء الرومتزم وقف في مدينة ذمار يومين للتعرف على معالمها التاريخية فزار قبر جده الحسين بن الإمام القاسم بن محمد وقبر الإمام المطهر بن محمد بن سليمان وقبر الإمام يحيى بن حمزة فكان يدخل المساجد التي دفنوا فيها وسميت بأسمائهم [3]".اهـ.
            قلت :وسكوت الإمام يحيى على وجود القبور في المساجد بعد زيارته لها يدل على إباحة اتخاذ القبور مساجد عند الزيدية لذلك لم يعترض عليهم[4] .
            فقد دخلت ذات مرة مسجد من مساجد صنعاء لأصلي الظهر فيه فلما توضأت ودخلت المسجد وجدت فيه قبرا فخرجت من ذلكم المسجد والناس ينظرون إلي ويستغربون من خروجي قبل الصلاة ولم أستطع أن أنكر عليهم وجود القبر في المسجد وتحريم الصلاة فيه لعدم معرفتي بالأدلة في ذلكم الحين فما كنت أعرف ساعتها إلا فتاوى العلماء في تحريم وجود القبر في المسجد ,والزيود لا يعترفون بعلماء غير علمائهم ..
            وقد جاءت أحاديث كثيرة صحيحة في لعن اليهود والنصارى الذين اتخذوا قبور انبيائهم مساجد .منها: ما جاء في الصحين وغيرهما أن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد[5]"
            وفي الصحيحين أيضاً عن عائشة رضي الله عنها أن أم سلمة ذكرت لرسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كنيسة رأتها بأرض الحبشة وما فيها من الصور فقال:"أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجداً وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله[6]".
            وقال -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- : "لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها[7]"
            وقد ألف العلامة الألباني رحمه الله تعالى كتابا بعنوان(تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد) وقبله علماء اليمن أمثال ابن الأمير الصنعاني والشوكاني . وقد ترتب على هذه البدعة فتن كثيرة كما قال شيخنا المحدث الإمام الوادعي رحمه الله منها: · مخالفة أوامر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - ورب العزة يقول:{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور : 63]. · ومنها:أن ذلك أدى إلى عقائد فاسدة في القبور بل فتن كثير من المسلمين بتلكم القبور بسبب البناء والزخرفة ,وأقبح من هذا أن يكون القبر في المسجد وهذه البلية لا تخلو منها أرض ,فحدث ما حدث من الاستغاثة والدعاء لغير الله والتمسح بأتربة الموتى وكل هذا ضلال مبين بل الاستغاثة والدعاء هذا شرك والتمسح إن صحبته عقيدة فشرك أيضا. · ومنها :إضاعة المال في غير مصارفه الشرعية فكم من أموال تضيع في بناء تلك القباب ولو صرفت في بناء مسجد أو مدرسة تحفيظ القرآن لنفع الله بها صاحب المال والمجتمع[8].اهـ المراد . يقول الإمام الشوكاني في رسالته(الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد) إنه روي له أن بعض أهل جهة القبلة وصل إلى القبة الموضوعة على قبر الإمام أحمد بن الحسين صاحب ذيبين رحمه الله-فرآها وهي مسرجة بالشمع والبخور ينفخ في جوانبها وعلى القبر الستور الفائقة فقال عند وصوله إلى الباب :أمسيت بالخير يا أرحم الراحمين[9].اهـ. وقبل ذلك فقد أمر الإمام الهادي يحيى بن الحسين أتباعه أن يدفنوه بعد موته في مسجده بصعدة ويسمى الآن مسجد الهادي ,فقد قال صاحب كتاب(درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية ص203):ثم أمر عليه السلام بحفر قبر في مؤخرة مسجده الجامع ,بلا فصل لما قد ظهر من بركة ذلك المكان".اهـ وأضرب للقارئ الكريم مثالا واحدا على قبور عظماء الزيدية الموجودة اليوم في مساجد مدينة ذمار القديمة فقط ,حيث أني من أبناء هذه المحافظة : 1- قبر في الجامع الكبير في حارة الحوطة .
            2- قبر في مسحد عماد الدين فيه الإمام يحيى بن حمزة[10] .حارى الحوطة أيضا .
            3- قبر في مسجد المطهر فيه الإمام المطهر. حارة الحوطة أيضا.
            4- قبر في مسجد الإمام محمد بن القاسم فيه الإمام محمد بن القاسم. حارة الحوطة أيضا.
            5- قبرين في جامع الوريث فيهما الوريث وزوجته. حارة الحوطة أيضا.
            6- ثلاثة قبور في جامع داديه لسعد داديه وآخرين. حارة الحوطة أيضا.
            7- قبر في مسجد الشيخ فيه هبة الله المقمحي في حارة الجراجيش .
            8- قبر في مسجد الويس .حارة الويس .
            9- قبر في مسجد الصلاحي فيه السيد صلاح .حارة الصلاحي .
            10- جامع عمران بني على جزء من المقبرة وهو جوار المقبرة التي في الخط الدائري القديم .
            11- مسجد مستشفى ذمار العام(الهولندي) بني على قبور .
            وقد أفتى بجواز بناء القباب على القبور جمع من أئمة الزيدية منهم الإمام يحيى بن حمزة فإن له فتوى في ذلك نقلها عنه الإمام المهدي في البحر الزخار2/132 حيث قال:ولا بأس بالقباب والمشاهد على الفضلاء لاستعمال المسلمين ولم ينكر .قال القاضي الأكوع في الهجر 3/1294-1295:فإن له فتاوى واجتهادات كثيرة فيها تعظيم قبور أسلافه وتكريمهم والتماس أسباب الخير من زيارتها.اهـ المراد . وقد رد عليه الشوكاني في آخر رسالته (شرح الصدور في تحريم رفع القبور)بقوله :وأما ما استدل به الإمام يحيى حيث قال:(لا استعمال المسلمين ذلك ولم ينكروه) فقوله مردود ؛لأن علماء المسلمين ما زالوا في كل عصر يروون أحاديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - في لعن من فعل ذلك ويقرون شريعة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - في تحريم ذلك في مدارسهم ومجالس حفاظهم ,يرويها الآخر عن الأول والصغير عن الكبير والمتعلم عن العالم من لدن أيام الصحابة إلى هذه الغاية...إلخ.اهـ المراد . قال المؤرخ يحيى بن الحسين رحمه الله في كتابه بهجة الزمن :وفي هذه السنة أي سنة 1055هجرية أمر محمد بن الحسن بن القاسم فجعل مشهدا على قبر الإمام أبي الفتح الديلمي [11]شرق ذمار بنجد الجاح طرف قاع القعودين ولم يكن عليه شيء من قبل هنالك ,ثم إن زوجته الشريفة دهماء بنت الإمام المؤيد أيضا أمرت ببناء سمسرة [12]للمسافرين هنالك وقيم للمشهد فتم جميع ذلك [13].اهـ.


            [1] - زيارة القبور التي في المقابر قسمها العلماء إلى ثلاثة أقسام 1-:زيارة شرعية وهي زيار القبور من أجل تذكر الآخرة والدعاء لأموات المسلمين لقوله r :" كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم الآخرة" رواه مسلم عن بريدة.ولقد كان رسول الله r يعلم الصحابة إذا خرجوا إلى المقابر أن يقولوا:"السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون نسأل الله بنا ولكم العافية"رواه مسلم .2- زيارة بدعية وهي زيار القبر من أجل الصلاة والدعاء عنده .3-:زيارة شركية وفيها يدعى المقبور ويطلب منه شفاء المرض وقضاء الحوائج وتفريج الكرب ودفع الضر وغير ذلك .

            [2] - فعن جابر رضي الله عنه قال :"نهى رسول الله r أن يجصص القبر أو يقعد عليه أو يبنى عليه" رواه مسلم .

            [3] - هجر العلم 3/1699.

            [4] - وسبب سكوت الإمام يحيى وإقراره لوجود عظمائه في المساجد مع علمه ومعرفته بتحريم ذلك كونه سني العقيدة سبب سياسي كما سيأتي بيان ذلك في موضعه قريبا إن شاء الله تعالى.

            [5]- رواه البخاري في كتاب المغازي باب:مرض النبي r ووفاته (8/177) رقم (4444) ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب: النهي عن بناء المساجد على القبور واتخاذ الصور فيها والنهي عن اتخاذ القبور مساجد (5/12) رقم (531) .

            [6]- رواه البخاري واللفظ له في كتاب الصلاة باب:الصلاة في البيعة (1/699) رقم (434) ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب: النهي عن بناء المساجد على القبور (5/11) رقم (528) .

            [7]- رواه مسلم في كتاب الجنائز باب: النهي عن الجلوس على القبر والصلاة عليه (8/33) رقم (972) عن أبي مرثد الغنوي t

            [8] - تقديم الشيخ مقبل لتحقيق الأخ/صالح المهذري كتاب الشوكاني (شرح الصدور بتحريم رفع القبور) .

            [9] - الرسالة مطبوعة ضمن رسائل في كتاب (الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني)تحقيق الحلاق 1/326-327.

            [10] - قال الشوكاني في البدر الطالع:مات في سنة 705 خمس وسبعمائة بمدينة ذمار ودفن بها وقبره الآن مشهور مزورو مما شاع على الألسن انه إذا دخل رجل يزوره ومعه شيء من الحديد لم تعمل فيه النار بعد ذلك وقد جربت ذلك فلم يصح وكذلك اشتهر انه إذا دخل شيء من الحيات قبته مات من حينه...

            [11] - قال العصامي المتوفى سنة1111هـ في سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 2 / 374):هو: أبو الفتح الناصر بن الحسن بن محمد بن عيسى ابن محمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، دعا في الديلم ثم خرج إلى أرض اليمن فاستولى على كثير من البلاد مذحج وهمدان وخولان، وكان وصوله من الديلم في سني الثلاثين وأربعمائة، وكانت الحرب تدور بينه وبين الصليحي، فقتله الصليحي بنجد الحاج.وقبره بردمان من بلاد عنس قبل سنة أربع وأربعين وأربعمائة .

            [12] - يعني بناء محطة للمسافرين للراحة والأكل والنوم لهم ولمواشيهم كما هو معلوم عند اليمنيين وقد قام مقام ذلك في عصرنا الحاضر الفنادق والمطاعم ومواقف السيارات .

            [13] - بهجة الزمن تحقيق الدكتورة أمة الغفور الأمير .

            تعليق


            • #7
              الزيدية يستعملون التقية

              الزيدية يستعملون التقية

              لقد علمت أخي المسلم الكثير من عقائد الزيدية وتعرفت على كثرة مخالفاتهم الشرعية وابتداعهم في الدين ,وهنا لا بد أن تعلم بأنهم أيضا يستعملون التقية ولا يخشون الفضيحة المهم عندهم هو كيف ينصرون مذهبهم بأي حال من الأحوال مهما كان وكيف كان ,فلا فرق بينهم في هذا وبين الشيعة الاثني عشرية .
              · ولهذا لما سُئل علامة الزيدية ومرجعها في هذا العصرحمود بن عباس المؤيد عن اتهام الناس له بأنه يسب الصحابة قال :" صحابة رسول الله r ورضي الله عنهم قد مدحهم الله تعالى في القرآن الكريم بقوله: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ...} [الفتح: 29] إلى آخر السورة، وعائشة رضي الله عنها هي زوج رسول الله r من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، وقد برأها الله مما قاله أهل الإفك بعدة آيات في سورة النور في القرآن الكريم، والرسول يقول: «سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر[1]» فكيف بأصحابه ونسائه، فهذا ما نَدين الله به، ومن نسب إلينا غير هذا فعليه إثم الباهتين المفترين»اهـ كلامه.
              وهذا الكلام منه تقية ؛لأنه خلاف عقيدة الزيدية وهو مرجعهم-وقد سبق وأن بينا عقيد تهم في الصحابة الكرام ,ولا نعلم أن حمود المؤيد قد شذ عن الزيدية وجمع بين محبة القرابة والصحابة .
              ومن تقيته أيضاً أيام فتنة الحوثي الزعم بأنه ليس مشاركاً فيها، ثم فضح بواسطة صحيفة الدستور في عددها (11) الصادرة في رجب عام (1426هـ، 2005م) حيث ذكرت بأن حمود بن عباس المؤيد كان يغرر بالشباب ويرسل بهم للقتال مع الحوثي، ويعطي لهم تعويذات تعلق على صدورهم عند القتال ليثبتوا، وإذا قتلوا وهي معهم دخلوا الجنة، وصورت الصحيفة صورة التعويذة، وهذا يذكرنا بما فعله إمام الضلالة الخميني أيام الحرب العراقية الإيرانية فقد كان يعطي جنوده مفاتيح الجنة يعلقونها على رقابهم ، فانظر إلى هذا التشابه !!
              · وممن اشتهر أيضا بالتقية في عصرنا هذا علامة الزيدية الدكتور المحطوري صاحب مركز بدر، حيث قد ظهرت منه التقية في أكثر من موقف، خصوصاً في فتنة الحوثي عام (1425هجرية) فقد زعم أنه لا صلة له بالحوثي ومن معه من الشباب، وقد فضحه شريكه في الحزب يحيى الديلمي المحكوم عليه بالقتل تعزيراً حيث وصفه في إحدى رسائله التي أدانته بها المحكمة الإبتدائية وصف المحطوري بالقائد الأعلى والأوحد للحركة العلمية الجهادية في اليمن، وأيضاً نشرت بعض الصحف عن أحد أفراد حزب الحق تقسيمه قادة حزب الحق إلى جناحين: جناح ديني، وجناح عسكري، وذكر أن المحطوري من الجناح الديني.
              ومن تقية المحطوري أنه يزعم أنه لا صلة له بإيران، وأنها تكرهه، مع العلم أن محمد شداد قد وجه سؤالاً للمحطوري هذا نصه: ما هو سر الأحجار التي أتيت بها من إيران؟ هذه التي تدعي أنها تكرهك، وهي تملأ كيساً كبيراً كما أخبرتني أنت...؟! " .وذكر محمد شداد أن أغلب كتب مكتبة المحطوري للأطفال والشباب، والتي تشرف عليها (جمعية نشر الثقافة والمعرفة) تحكي عن الخميني وحياته، وزهده، وجهاده[2].
              · وممن عرف بالتقية عند فتنة الحوثي المدعو إبراهيم الوزير الكاتب في بعض صحف الرفض في اليمن، حيث قال: «حصر الولاية في البطنين خطأ يجب تصحيحه، وحصرها في قريش خطأ آخر، وبطن صندوق الاقتراع النزيه هو الذي يعطي حق الولاية العامة» وهذا منه تقية، فإن من أصول الزيدية التي تفانوا دفاعا عنها: أن الولاية لا تخرج عن ذرية الحسن والحسين، ومتى خرجت وجب نزعها.
              · ومما يشبه التقية صدور بيان علماء التشيع إبَّان خروج الحوثي على الدولة عام (1425هـ) ومماجاء في البيان: «... وبناء على ما تقدم رأى علماء الزيدية التالية أسماؤهم التحذير من ضلالات المذكور وأتباعه، وعدم الاغترار بأقواله، وأفعاله التي لا تمت إلى أهل البيت، وإلى المذهب الزيدي بصلة، وأنه لا يجوز الإصغاء إلى تلك البدع والضلالات ولا التأييد لها، ولا الرضا بها {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ...} [المائدة: 51] وهذه براءة للذمة، وتخلص أمام الله من واجب التبليغ» وذيل البيان بالتالية أسماءهم: حمود عباس المؤيد، أحمد الشامي، محمد محمد المنصور، صلاح بن أحمد فليته، حسن محمد زيد، إسماعيل عبد الكريم، شرف الدين، محمد علي العجري، حسن أحمد أبو علي، محمد حسن الحمزي، محمد حسن عبد الله الهادي[3]..



              [1] - سبق تخريجه.

              [2] - صحيفة الناس" العدد (209).

              [3] - انظر كتاب رافضة اليمن ص488-490.

              تعليق


              • #8
                أهم أسباب إتباع غير الرسولr

                وبعد أن عرفنا وجوب اتباع الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وتحريم اتباع غيره بدون حجة ولا برهان ,علينا أن نعلم أن أهم سبب اتباع غيره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ هو:أن أهل الباطل ينسبون باطلهم إلى من له تعظيم في قلوب الناس حتى يقبل كما قال العلامة ابن القيم وهو يتكلم عن أسباب قبول التأويل :السبب الثالث: أن يعزو المتأول تأويله وبدعته إلى جليل القدر نبيه الذكر من العقلاء أو من آل البيت النبوي أو من حل له في الأمة ثناء جميل ولسان صدق ليحليه بذلك في قلوب الأغمار والجهال فإن من شأن الناس تعظيم كلام من يعظم قدره في نفوسهم وأن يتلقوه بالقبول والميل إليه وكلما كان ذلك القائل أعظم في نفوسهم كان قبولهم لكلامه أتم حتى إنهم ليقدمونه على كلام الله ورسوله ويقولون هو أعلم بالله ورسوله منا وبهذا الطريق توصل الرافضة[1] والباطنية والإسماعيلية والنصيرية إلى تنفيق باطلهم وتأويلاتهم حتى أضافوها إلى أهل بيت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - لما علموا أن المسلمين متفقون على محبتهم وتعظيمهم[2]» اهـ. اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم .


                [1] - قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية :"ثم دخلت سنة ثنتين وعشرين ومائة ففيها كان مقتل زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وكان سبب ذلك أنه لما أخذ البيعة ممن بايعه من أهل الكوفة، أمرهم في أول هذه السنة بالخروج والتأهب له، فشرعوا في أخذ الاهبة لذلك.فانطلق رجل يقال له سليمان بن سراقة إلى يوسف بن عمر نائب العراق فأخبره - وهو بالحيرة يومئذ - خبر زيد بن علي هذا ومن معه من أهل الكوفة، فبعث يوسف بن عمر يتطلبه ويلح في طلبه، فلما علمت الشيعة ذلك اجتمعو عند زيد بن علي فقالوا له: ما قولك يرحمك الله في أبي بكر وعمر ؟ فقال: غفر الله لهما، ما سمعت أحدا من أهل بيتي تبرأ منهما، وأنا لا أقول فيها إلا خيرا، قالوا: فلم تطلب إذا بدم أهل البيت ؟ فقال: إنا كنا أحق الناس بهذا الامر، ولكن القوم استأثروا علينا به ودفعونا عنه، ولم يبلغ ذلك عندنا بهم كفرا، قد ولوا فعدلوا، وعملوا بالكتاب والسنة.قالوا: فلم تقاتل هؤلاء إذا ؟ قال: إن هؤلاء ليسوا كأولئك، إن هؤلاء ظلموا الناس وظلموا أنفسهم = =وإني أدعو إلى كتاب الله وسنة نبيه r وإحياء السنن وإماتة البدع، فإن تسمعوا يكن خيرا لكم ولي، وإن تابوا فلست عليكم بوكيل.فرفضوه وانصرفوا عنه ونقضوا بيعته وتركوه، فلهذا سموا الرافضة من يومئذ.

                [2] - الصواعق المرسلة ج2/ص441 -442

                تعليق


                • #9
                  إيجاب الزيدية الخروج على حكام المسلمين

                  · إيجاب الزيدية الخروج على حكام المسلمين
                  اعلم أن الخروج على حكام المسلمين أصل من أصول الزيدية وقد اشتهرت الزيدية في تطبيق هذا الأصل حتى في بعضهم بعضا فإنه قد حصل وأن خرج الولد على أبيه والأخ على أخيه. ويستدلون على ذلك بأدلة لا صراحة فيها على جواز الخروج على الحاكم المسلم .
                  قال البدر اليماني العلامة الإمام محمد بن علي الشوكان رحمه الله:"وقد سئل القائلون بوجوب الخروج على الظلمة ومنابذتهم بالسيف ومكافحتهم بالقتال بعمومات من الكتاب والسنة على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر[1]"أهـ .
                  وقال العلامة صالح بن مهدي المقبلي رحمه الله:فكل باغ يجب الخروج عليه وهذا شيء معلوم من قديم الدهر في الزيدية وبه انفصلوا عن سائر المذاهب[2].اهـ . والحقيقة الخفية هي أن الخروج هذا ناتج عن تفسيق الحاكم المسلم أو تكفير المسلمين فقد سلكوا مسلك الخميني الذي يقول أتباعه في لبنان وفي العراق(الموت لأمريكا الموت لإسرائيل) وهم يقصدون بذلك المسلمين ,ولا يخفا ما هو حاصل من الحوثيين في عصرنا هذا في الفتنة التي قُتل فيها وشرد آلاف الأبرياء في بلادنا اليمنية منذ عام2004حتى كتابة هذه الأسطر سنة1431هـ باسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الفهم الزيدي لا على الهدي النبوي ومع ذلك فقد حصلت تفجيرات واغتيالات في مختلف بلادنا اليمنية من أتباع الحوثي من أجل هدم النظام الفاسد وتحطيم الحاكم الجائر كما يزعمون .وهذا مبدأ الخميني القائل في كتابه (الحكومة الإسلامية) ص31:"لا سبيل لنا إلا أن نعمل على هدم الأنظمة الفاسدة ونحطم زمر الخائنين والجائرين من حكام الشعوب .هذا واجب يكلف به المسلمون جميعا أينما كانوا من أجل خلق ثورة سياسية إسلامية ظافرة منتصرة[3].أهـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الروافض:...لكنهم غلطوا في بعض ما قالوه في كل واحد من أصولهم الخمس فجعلوا من التوحيد نفى الصفات وإنكار الرؤية والقول بأن القرآن مخلوق فوافقوا في ذلك الجهمية وجعلوا من العدل أنه لا يشاء ما يكون ويكون ما لا يشاء وأنه لم يخلق أفعال العباد فنفوا قدرته ومشيئته وخلقه لاثبات العدل وجعلوا من الرحمة نفى أمور خلقها لم يعرفوا ما فيها من الحكمة وكذلك هم والخوارج قالوا بانفاذ الوعيد ليثبتوا أن الرب صادق لا يكذب إذ كان عندهم قد أخبر بالوعيد العام فمتى لم يقل بذلك لزم كذبه وغلطوا في فهم الوعيد وكذلك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بالسيف قصدوا به طاعة الله ورسوله كما يقصده الخوارج والزيدية فغلطوا في ذلك [4]"اهـ. ومعلوم أن من أصول أهل السنة والجماعة منع الخروج على الحاكم المسلم الظالم . قال الإمام النووي في شرحه على مسلم:"قال العلماء وسبب عدم انعزاله وتحريم الخروج عليه ما يترتب على ذلك من الفتن وإراقة الدماء وفساد ذات البين فتكون المفسدة في عزله أكثر منها في بقائه". قال شيخ الإسلام ابن تيمية :"وينبغي أن يعلم أن الأعمال الصالحة أمر الله بها أمر إيجاب أو استحباب والأعمال الفاسدة نهى الله عنها والعمل إذا اشتمل على مصلحة ومفسدة فإن الشارع حكيم فإن غلبت مصلحته على مفسدته شرعه وإن غلبت مفسدته على مصلحته لم يشرعه بل نهى عنه كما قال اللهY :{كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}البقرة 116.
                  وقالI:{يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما}البقرة 119.ولهذا حرمهما الله تعالى بعد ذلك وهكذا ما يراه الناس من الأعمال مقربا إلى الله ولم يشرعه الله ورسوله فإنه لا بد أن يكون ضرره أعظم من نفعه وإلا فلو كان نفعه أعظم غالبا على ضرره لم يهمله الشارع فإنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم حكيم لا يهمل مصالح الدنيا ولا يفوت المؤمنين ما يقربهم إلى رب العالمين [5]"اهـ المراد .
                  وقال رحمه الله أيضا:"لعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا كان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته[6]"اهـ.
                  وقد تقدم أن ذكرنا أن المذهب الزيدي مذهب فوضوي ولهذا صار مذهبا فاشلا في عقيده وفقهه وسياسته ودليل الفوضوية السياسية الزيدة عدم استقرار أئمة الزيدية في الحكم بسبب تأصيلاتهم الفاسدة فهذا يدعو إلى نفسه وذلك يخرج على غيره وآخر يستنجد بصاحبه والنتيجة سفك دماء أتباع أئمة الزيدية من أجل تحقيق مصالحهم السياسية وقتل بعضهم بعضا وسأذكر بعض أئمة الزيدية في اليمن الذين قتلوا :
                  1- الإمام المختار لدين الله القاسم بن الناصر أحمد بن الهادي يحيى بن الحسين قتل بريدة سنة345هـ
                  2- الإمام الشريف محمد بن القاسم بن الحسين بن محمد المعروف بالزيدي قتل في سنة 403هـ
                  3- الإمام المهدي لدين الله الحسين بن القاسم العياني قتل في عمران قاع البون سنة 404هـ
                  4- الإمام الأعظم الشهيد الناصر لدين الله أَبُو الْفَتْحِ النَّاصِرُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ المعروف بالديلمي قُتِلَ شَرْقِ مدينة ذِمَارِ سَنَةَ 446 هـ وقيل 440هـ .
                  5- الإمام الأعظم الشهيد القائم بأمر الله النفس الزكية حمزة بن أبي هاشم قتل بالمنواء سنة 458 هـ
                  6- الأمير المحتسب القاسم بن جعفر بن الإمام القاسم بن علي العياني قتل في الجوف سنة 468 هـ
                  7- الأمير الكبير المحسن بن الحسن بن الناصر بن الحسن بن عبد الله بن محمد بن القاسم بن أحمد بن الإمام الهادي يحيى بن الحسين قتل بصعدة سنة 513 هـ تقريبا
                  8- الأمير المحتسب الأوحد علي بن زيد بن إبراهيم المليح بن المنتصر محمد بن القاسم بن أحمد بن الإمام الهادي يحيى بن الحسين قتل في بلاد شظب من أعمال السودة سنة 531هـ
                  9- الإمام الشهيد المهدي لدين الله أحمد بن الحسين بن أحمد بن القاسم بن عبد الله بن القاسم بن أحمد بن إسماعيل بن أبي البركان قتل بشوابة سنة 656هـ
                  10- الإمام الشهيد الناصر لدين الله عبد الله بن الحسن بن أحمد بن العباس بن الحسين بن القاسم بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن الإمام القاسم بن محمد قتل بدار الحجر في وادي ظهر همدان سنة 1256هـ
                  11- الإمام المتوكل على الله محمد بن يحيى بن علي بن المهدي بن العباس قتل بقصر صنعاء سنة 1266هـ [7].


                  [1] - نيل الأوطار 7/199.

                  [2] - العلم الشامخ ص 208.

                  [3] - ومقصد الخميني بالثورة الإسلامية –أي شيعية رافضية كثورة إيران التي هي نكبة على الأمة العربية والإسلامية-ولنا بحمد الله كتاب بعنوان( كشف أسرار الخميني...)

                  [4] - مجموع الفتاوى 13/98.

                  [5] - الفتاوى 11/620-624.

                  [6] - منهاج السنة 1/391.

                  [7] -انظر تاريخ الزيدية لزبارة.

                  تعليق


                  • #10
                    بعد الزيدية عن معرفةعلم الحديث

                    بعد الزيدية عن معرفةعلم الحديث
                    إذا كان الزيدية لم يعرف لهم فن في علم الرجال ولا فن في علم العلل الذين هما أصلي علم الحديث فكيف يدعون أن لهم باع في علم الحديث وفاقد الشيء لا يعطيه؟ وهذا مما يؤكد أنه لا علم لهم بهذا الفن .
                    فقد قال الإمام محمد بن إبراهيم الوزير رحمه الله تعالى:"أئمة الزيدية ليس لهم من التأليف في علم الحديث ما يكفي المجتهدين فما للمعترض والتعرض لانتقاص المحدثين الذين قاموا بما قعد عنه غيرهم من علوم الدين وهذا أمر يعرفه من له أدنى تمييز ، وإنما أتى المعترض في اتنقاص المحدثين من قلة الإنصاف ومحبة الإعتساف[1]"أهـ .
                    وقال العلامة صالح بن مهدي المقبلي رحمه الله تعالى:"وعلى الجملة فهم في هذه المسألة عند النقد والتكلم على الأحاديث لا شيء ، لا شيء [2]" . وقال شيخنا العلامة الإمام الوادعي رحمه الله في كتابه صعقة الزلزال 2/453:"أما علم الحديث :فقد قال علامة اليمن محمد بن إبراهيم بن الوزير في كتابه القيم (الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم) إنه لا يجوز الرجوع إلى شيء من كتب الزيدية في علم الحديث , لأن علم الحديث مبني على أصلين :أحدهما علم الرجال ,والآخر علم العلل ,وليس للزيدية كتاب في هذين الفنين .أهـ المراد من كلامه رحمه الله .
                    وقال في المصدر نفسه 2/453-454:ويا سبحان الله !ما أكثر تخبطهم في علم الحديث !فحديث: "شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي" ضعيف عندهم ,وحديث :"ليست شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي" صحيح ,والصواب : أن الأول صحيح كما بينت ذلك في (الشفاعة) وأن الثاني ليس له أصل كما في (اسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب )وحديث جرير بن عبد الله البجلي في الرواية ضعيف عندهم كما في شرح (الثلاثين المسألة) لأنها من رواية جرير ,وقد خان عليا كما زعموا وحاشاه ,وقيس بن أبي حازم ناصبي ,نعم قيس اتهم بالنصب .والحديث صحيح متفق عليه وعلى رغم أنوف المعتزلة ,قال وكيع :من رد حديث إسماعيل بن أبي خالد ,عن قيس بن أبي حازم ,عن جرير في الرؤية فهو جهمي .أقول :هذه فضيحة تدل على أنه لا علم لهم بعلم الحديث .فالحديث مروي عن جمع كبير من الصحابة منهم :أبو هريرة وأبو سعيد كما في (الصحيحين) ومن يرد الاطلاع على عدد الذين رووه فليرجع إلى (حادي الأرواح) للحافظ ابن القيم رحمه الله,وعلى كل فلا نطيل الكلام فحالهم في العقيدة معتزلة وناهيك بعقيدة تنبذ كتاب الله وسنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - وتعتمد الفلسفة[3]"اهـ المراد..
                    وقال أيضا في رياض الجنة: ومن يرد معرفة رجال الشيعة فعليه أن يقرأ في كتبهم التي فيها أسانيد ,ثم يعرض أسانيدها على ميزان الاعتدال ,فإنه يرى العجب العجاب والكذب الصراح .اهـ.
                    ورحم الله أبا طاهر السلفي حيث قال في قصيدته الطويلة:
                    دعوني عن أسانيد الضلال وهاتوا من أسانيد عوالي
                    رخاص عند أهل الجهل طرا وعند العارفين بها غوالي
                    عن أشياخ الحديث وما رواه إمام في العلوم على الكمال
                    كمالك آو كمعمر المزكى وشعبة أو كسفيان الهلالي
                    وسفيان العراق وليث مصر فقدما كان معدوم المثال
                    إلى أن قال :
                    وكل هوى ومحدثة ضلال ضعيف في الحقيقة كالخيال
                    فهذا ما أدين به إلهي تعالى عن شبيه أو مثال
                    وما نافاه من خدع وزور ومن بدع فلم يخطر ببالي
                    قال الإمام الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء بعد هذا :"صدق الناظم رحمه الله وأجاد فلأن يعيش المسلم أخرس أبكم خير له من أن يمتلى ء باطنه كلاما وفلسفة " أهـ .
                    وقال العلامة يحيى بن الحسين بن المنصور بالله المتوفى سنة1100هـ في كتابه صَوَارِمُ اليَقٍيْن لقطع شكوك القاضي أحمد بن سعد الدين وهو يرد قوله في أهل الحديث:لا يرتابون في القبول ولا الرد؛ لصحة المعنى وبطلانه، ولذلك صححوا أحاديث الجبر والتشبيه ونحوها مما يصادم كتاب الله تعالى في صريح القول [4].
                    فرد عليه يحيى بن الحسين بقوله: إن في هذا ما لا يخفى من التساهل؛ إذ أهل الحديث من المسلمين وليس ما رووه يحل رده جميعاً، إذ الواجب على كل مكلف الإنصاف من نفسه، ولا يحابي في دينه، بل الواجب قبول ما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - على كل حال، قال الله تعالى: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } ويقول: { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [النور:63].ولا شك ولا ريب أن أكثر السنة في الأحكام وغيرها دائرة على المحدثين بالضرورة، ولو قلنا بمقالة القاضي بن سعد الدين للزم تعطيل الأحكام الشرعية بالمرة -والعياذ بالله- ولأدى ذلك إلى رد الأخبار الصحيحة المشهورة والمتواترة، وهذا لا يقول به من له أدنى بصيرةٍ وإنصاف من نفسه، فالحق أحق أن يتبع، والله عند لسان كل قائل.اهـ المراد .
                    وقال العلامة يحيى بن الحسين بن المنصور بالله المتوفى سنة1100هـ في كتابه صَوَارِمُ اليَقٍيْن وهو يبين بطلان قول القاضي أحمد بن سعد الدين:الرواة جبرية ومشبهة ومرجئة فلا يعمل بروايتهم.
                    قال يحيى بن الحسين:قد عمل أئمة الزيدية بروايتهم في كتبهم ومصنفاتهم مسندة إليها كما سبق ثم إنه لم يكن فيهم مشبهة ولا من يلتزم الجبر ولا يقول به أحد بل يضللون من قال به أما التشبيه فالأمر ظاهر أنه لا يقول به أهل السنة أصلاً وكذلك الإرجاء ولذلك يجرحون في كتب الرجال بالإرجاء والإرجاء هو التأخير في اللغة والشرع قال تعالى: { وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ } [التوبة:106] والقول إن الإيمان قول بلا عمل فهذا هو المذموم الذي لا يقول به أحد من أهل السنة وأما الرجاء وهو الأمل في الله وحسن الظن فلا بأس به قال تعالى: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً } [السجدة:16] وقال تعالى: { يَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَه } [الإسراء:57] وفي الحديث عنه - صلى الله عليه وسلم - : (أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء) والرجاء هو علامة كل مؤمن ومن لم يقل به فهو آيس من رحمة الله تعالى.اهـ
                    وقال المسوري: ومن أعظم ما يتطاولون به-أي اهل السنة- القدح بالإرسال، وعدم نقد الرجال، مع أن كتب الجرح والتعديل وأصوله التي هي قاعدته لا يرى فيها عن المشايخ إلا الشاذ والنادر إلى آخر كلامه.
                    فرد عليه يحيى بن الحسين بقوله: لو أنك قرأت كتب الحديث، ولقيت شيوخهم، وسألتهم، ورحلت إليهم، أو وقفت على مصنفاتهم؛ لرأيت الإسناد في نقلهم للجرح والتعديل مسطوراً بيناً ظاهراً، لكن قصرت الهمم لكثير من المحصلين وإلا فإن أصول كتب الجرح والتعديل مسنده بالرجال غير مجهول ككتاب أبي حاتم في الضعفاء، وابن حبان، وتاريخ البخاري الكبير، وتاريخ بغداد للخطيب، وتاريخ دمشق لابن عساكر، والضعفاء للعقيلي، والكامل لا بن عدي، والدار قطني وغيرهم من المحدثين ولله قول الشاعر:
                    فقل من يدعي للعلم معرفة ... حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء
                    وما زال الإسناد من المصنفين للتاريخ ظاهراً كابن الجوزي الحافظ فجميع كتبه في التواريخ والتراجم مسندة، وكذلك ابن كثير والذهبي في أكثر تاريخ النبلاء وتاريخ الإسلام وسائر من قبلهم لا سيما من كان من أهل الحديث، وإنما اقتصر المتأخرون على حذف الإسناد في مختصرات أمهات الحديث واكتفوا بالعزو إلى الأصول المسندة والإسناد مع ذلك ثابت؛ لأن المصنف لا يروي عن الأصول الأوله إلا بطريق الإسناد إلى المصنف والمصنفون لها مُسندون لها، وأما مثل الميزان للذهبي وطبقات ابن حجر ونحوهما من المحذوفة الأسانيد التي اطلع عليها القاضي في مختصرات الأصول -والله المستعان- على أن المختصرين لذلك حذفوا الأسانيد لعدم الداعية للكذب في مثل الجرح والتعديل كداعيته في غير ذلك، ولأنه في الأغلب إنما يكون من أئمة العلم الذين يبعد عن مثلهم داعية الكذب أرادوا بالتعديل للرجال حراسة السنة وما يجب في ذلك من كمال عدالة الراوي وعدم جهالته كما هو الواجب في ما أراد بذلك الغيبة بل اتباع لنحو قوله تعالى: { إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } [الحجرات:6].اهـ المراد من المصدر السابق .
                    و قال العلامة المقبلي في في الأرواح النوافخ ص 21-22 ما لفظه:الزيدة تذبذبوا كثير في هذه المسالة أي مسألة اطراحهم لجانب الصحابة رضي الله عنهم- واختبطوا ,إذا جاءهم الحديث بما تهوى أنفسهم قبلوه حتى عمن يفسقونه بالبغي مثلا ،كما تراه في أول حديث في" الشفاء" وفي سائره ، وفي غيره من كتبهم ، فإذا جاء الحديث بما لا تهوى أنفسهم ردوه وقدحوا في أفاضل الصحابة,كجرير البجلي بل أم المؤمنين حبيبة رضي الله عنها ,ولا حجة لهم فيها على أصولهم ,اللهم إلا بالعدوى ,ولا عدوى في الإسلام ,بل قدحوا في حافظ الصحابة على الإطلاق أبي هريرة ,وانظر ذلك في معارك الأهواء في مثل المسح على الخفين ,وكذلك في حديث"ما تركناه صدقة"وقد رواه سبعة من العشرة ,فما ظنك بغير ذلك.وعلى الجملة فهم في هذه المسألة عند النقد والتكلم على الأحاديث لا شيءاهـ.

                    [1] - الروض الباسم 1/178.

                    [2] - العلم الشامخ" (ص452).

                    [3] - وانظر أيضا المخرج من الفتنة ص 85-86.

                    [4] - يحيى بن الحسين رد على رسالة المسوري المسماة الرسالة المنقذة من الغواية في طريق الرواية والتي طبعها مؤخرا مركز بدر بتحقيق الاهنومي وإشراف المحطوري .

                    تعليق


                    • #11
                      بعض الزيدية يحتال على أموال الناس باسم الدين

                      بعض الزيدية يحتال على أموال الناس باسم الدين

                      إن الناس قد فطنوا لما يحصل من الزيدية سدنة القبور والذين يتكسبون بالقرآن والفقهاء والسحرة والمشعوذين وغيرهم من المحتالين على أخذ أموال الناس بالباطل ,فقد أخبرني شخص أنه رأى بعض سدنة قبر الهادي وهو يصب على قبره عطرا فلما جاء الزوار إلى قفص القبر قال لهم إن هذه الرائحة الطيبة كرامة من الله للهادي عليه السلام.
                      وأخبرني من أثق به أنه دخل شخص الجامع الكبير بصنعاء تجاذبه القرأء ليقرؤون له قرآنا بالمال وكل يدعي أنه أفضل من غيره وأنه يحسن القراءة ويتقنها أحسن منهم وأن القراء الذين حوله ليسوا مثله والأجرة على حسب اختيار من أراد القراءة إما مجودة مرتلة إلى روح الميت وإما حدرا وإما بتأني على حد تعبيرهم .
                      وقد قال لي شخص من هؤلاء الذين يتكسبون بالقرأن في صعدة وهو يشكوا من المتأكلين بالقراءة في مسجد الهادي قال:لماذا يأتون يزاحمونا من ذمار ومن صنعاء إلى هنا ونحن أهل البلاد .فقلت أنتم أخبر بمهنتكم .
                      ولقد كنت ذات مرة عند قريب لي من الشيعة فجاء إليه شخصان يريدان منه أن يعقد لهما وقد أحضرا معهما الزبيب وبعض الحلويات على حسب ما هو متعارف عليه عند الزيدية فجعل منديلا على يد العاقد والمعقود له ولما انتهى من العقد أمرهما أن لا تنفك ايدهما حتى ينتهى من صب الزبيب والحلويات علي اليدين فلما صبها على يديها أسرع في تجميعها وكذلك أخوه الحاضر معه فأسرعت أنا أيضا فجمعت أقل من الثلث فقلت لهما: أما أنا فسأعطي قسمي هذا لمن يستحقه وهما الزوج الذي دفع المال ولهذا الذي سوف يعطيه ابنته .
                      فقالا أما نحن فسوف نذهب بهذا إلى البيت نتبرك به فقلت لهما ماجعلت الزيدية هذه العادة إلا حيلة ,وإلا ليس في السنة ما فعلتم ثم طلب أجرة ما تكلم به في العقد ألفين ريال فقلت خاف الله أجرة العامل طول النهار حمس مائة ريال وأنت عقدت في خمس دقائق وتريد ألفين فلما خرجا قال قطعتم أرزاقنا فقلت ليست نفسه طيبة بما دفع لك.
                      روى الإمام أحمد3/456بسنده عن كعب بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم أفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه"
                      قال العلامة الوادعي رحمه الله :"الغالب عليهم أنهم من ذوي الأهواء والأطماع العاجلة فمثلا سادن القبريظن أنه لو اعترف بالحق لبطلت عقيدة الجهال من الميت وانقطعت المادة ,وكذا ذرية الميت وقرابته يظنون أنهم لو اعترفوا بالحق لسقطوا من أعين الناس ,فلذلك هم يكابرون ,وتراهم ينسبون إلى الميت أفعالا مكذوبة ,فيقولون :قد فعل لفلان كذا وكذا حيث نذر له ,وفعل بفلان كذا وكذا حيث إنه لم يف بنذره ,أو اعتدى عليه ,كل هذا ليملؤوا قلوب العوام خوفا وتعظيما للميت ,ولو ذكرت الحكايات المنسوبة إلى الهادي المدفون بصعدة لتعجب القارئ كيف تصدر هذه الحكايات من أناس عقلاء؟وكيف يصدق بها؟. رياض الجنة ص 249-250.
                      روى الحافظ ابن عساكر 41/377 بسنده عن جويرية قال: "ما أكل علي بن الحسين بقرابته من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم درهماً قط" وروى ابن أبي عاصم 1012 بسنده عن أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال:"إن أوليائي يوم القيامة هم المتقون وإن كان نسب أقرب من نسب، لا يأتي الناس بالأعمال وتأتوني بالدنيا تحملونها على أرقابكم فتقولون يا محمد، فأقول هكذا أو أعرض في عطفيه[1]".


                      [1] - وأخرجه البخاري في الأدب المفرد688وسنده حسن.

                      تعليق


                      • #12
                        بعض أئمة الزيدية يدعون المهدية

                        بعض أئمة الزيدية يدعون المهدية

                        قد يستغرب المسلم عند أن يقرأ أو يسمع بأن للزيدية مهدي خاص بهم مخالف لاعتقاد إخوانهم الرافضة الإمامية الاثناعشرية وبقية الفرق ومخالف أيضا للنصوص الواردة في كتب السنة ولكن هذه هي الحقيقة فقد ذكر في كتاب (الزيدية قراءة في المشروع وبحث في المكونات) تحت عنوان المهدي عند الزيدية:" من اللافت للإنتباه أنه لو بحث في قديم مؤلفات الزيدية لن يجد الباحث الكثير عن المهدي ,بل لعله لن يجد عنه أكثر من بضع صفحات .وأما ما روي عنه في فترات متأخرة فمأخوذ من كتب الحديث التي رواها غير أهل البيت ,بل غير الزيدية عموما .والظاهر من النصوص أن أهل البيت يقولون بأن هناك مهديا مخصوصا ,هذا يظهر من موقفهم من محمد بن عبد الله النفس الزكية ,فقد اعتقد فيه أنه هو المهدي فلعل أمر المهدي مما كان يتناقل بينهم معرفة ,وليس رواية .
                        كما تكلم فيه الإمام القاسم بن إبراهيم ,وأشار إليه وإلى كريم أوصافه الإمام الهادي يحيى بن الحسين ولكن أيضا نجد الزيدية لم تكثر من وضع المؤلفات عنه وعن أحواله .ولعل السبب يعود إلى رؤية الزيدية لمفهوم المهدية هذه الرؤية نجد أصلها في كلام إبراهيم بن عبد الله بن الحسن (ت145 هـ)
                        لما سئل عن أخيه أهو المهدي ؟فقال السلام عليه المهدي عدة من الله لنبيه وعده أن يجعل من أهله مهديا لم يسمه بعينه ولم يوقت زمانه ,وقد قام أخي بفريضته عليه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ,فإن أراد أن يجعله الله المهدي الذي يذكر فهو فضل من الله يمن به على من يشاء من عباده ,وإلا فلم يترك أخي فريضة الله عليه لانتظار ميعاد لم يؤمر بانتظاره .
                        يد ل النص على أن موضوع المهدي ليس إلا فضلا من الله يسعد به من جاءه ,ولكنه ليس الأمل الوجيد المعقود عليه في إحداث التغيير ,وبالتالي فإن حضوره في الثقافة الزيدية لم يتجاوز كونه فضلا من الله يؤتيه من يشاء. بخلاف المهدي عند الفرق الأخرى التي أصبح هو الأمل المنشود والوحيد للتغيير في المجتمع المسلم .إن الحق يمكن أن يعود ,والعدل يمكن أن يقام بغياب المهدي توجب الزيدية السعي إلى أن يكون لكل عصر مهديه الذي يملأ زمانه عدلا وقسطا[1] » أهـ
                        قلت : والأحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي المنتظر أحاديث صحيحة لا غبار عليها
                        واسم المهدي هو محمد بن عبد الله، من أهل بيت النبوة من ولد الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، يخرج في آخر الزمان وقد امتلأت الأرض جورا وظلما فيملؤها قسطا وعدلا .
                        لحديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - قال: « لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلا من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا [2]» .وغيره من الأحاديث ومع ذلك فقد انقسم الناس في شأن المهدي إلى طرفين ووسط .
                        · فمنهم من اعتمد على عقله ورأيه فأنكر خروج المهدي,مثل بعض الأدباء المعاصرين الذين يعتمدون على آرائهم وعقولهم المجردة . وقد رد العلماء عليهم وبينوا فساد قولهم هذا.
                        · ومنهم من أراد التسلط على الناس واستغلالهم فادعى أنه المهدي المنتظر ومن هؤلاء بعض الزيدية:فقد تطرفت جماعات من الجارودية فقالت بغيبة الأئمة ونادت برجعتهم و ذهبوا إلى أن محمد بن عبد الله الإمام[3] لم يقتل وهو بعد ( حي ) و سيخرج و يملأ الأرض عدلاً ، و زعمت طائفة أخرى من الجارودية أن علم ولد الحسن والحسين رضي الله عنهم كعلم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - ، فيحصل لهم العلم قبل التعلم فطرة و ضرورة [4].اهـ.
                        وزعمت الجارودية من الزيدية أن محمد بن عبد الله بن الحسن لم يمت ، وأنه يخرج و يغلب ، و فرقة أخرى زعمت أن محمد بن القاسم حي لم يمت ، وأنه يخرج و يغلب ، و فرقة قالت مثل ذلك في يحيى بن محمد صاحب الكوفة [5].اهـ. قال الإمام ابن حزم رحمه الله في "الفصل" 4/179:أهل الشنع من هذه الفرقة ثلاث طوائف أولها الجارودية من الزيدية ثم الإمامية من الرافضة ثم الغالية، فأما الجارودية فإن طائفة منهم قالت: إن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب القائم بالمدينة على أبي جعفر المنصور فوجه إليه المنصور عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس فقتل محمد بن عبد الله بن الحسن رحمه الله فقالت هذه الطائفة: إن محمد المذكور حي لم يقتل ولا مات ولا يموت حتى يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا. وقالت طائفة أخرى منهم: إنه يحيى بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب القائم بالكوفة أيام المستعين فوجه إليه محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين بأمر المستعين ابن عمه الحسن بن إسماعيل بن الحسين وهو ابن أخي طاهر بن الحسين فقتل يحيى بن عمر رحمه الله فقالت الطائفة المذكورة: أن يحيى بن عمر هذا حي لم يقتل ولا مات ولا يموت حتى يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا. وقالت طائفة منهم: إن محمد بن القاسم بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب القائم بالطالقان أيام المعتصم حي لم يمت ولا قتل ولا يموت حتى يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا. وقالت الكيسانية وهم أصحاب المختار بن أبي عبيد وهم عندنا شعبة من الزيدية في سبيلهم: إن محمد بن علي بن أبي طالب وهو ابن الحنفية حي بجبال رضوى عن يمينه أسد وعن يساره نمر تحدثه الملائكة يأتيه رزقه غدوا وعشيا لم يمت ولا يموت حتى يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا".ا.هـ وقال القاضي إسماعيل الأكوع رحمه الله في كتابه هجر العلم (1/553) في ترجمة محمد بن علي الحيداني :الإمام الداعي أعلن نفسه إماماً سنة (1061هـ) معارضاً للإمام المتوكل إسماعيل وقال : أنا إمام وإسماعيل إمام وخرج من بيته إلى برط ثم إلى الجوف فخولان , ومنها إلى قائفة ـ قيفة ـ أحد مخاليف رادع , وأظهر أنه المهدي المنتظر الذي يقوم آخر الزمان , كما ذكر ذلك يحيى بن الحسين في " بهجة الزمن " وعبد الله بن علي الوزير في " طبق الحلوى " وقرر تكفير جميع المسلمين إلا من اتصف بمذهب أبي الجارود فقاتله أهل قيفة , فعاد إلى بلاده بعد نهب كتبه وثيابه وقال الأكوع أيضا في الهجر (3/1511) في ترجمة الحسين بن القاسم العياني :دعا إلى نفسه بالإمامة من ( قاعه) سنة (401هـ ) كما ذكر ذلك يحيى بن الحسين في " أنباء الزمن " بقوله : ودخلت سنة (401هـ) وفيها واصل الإمام الحسين بن القاسم بن علي إلى قاعه وادعى أنه المهدي الذي بشر به النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - وذلك في شهر صفر من السنة المذكورة فأجابته حمير وهمدان وسائر أهل المغارب ـ بلاد كحلان عفار والأشمور ومسور . أما السيد حسن بن مهدي بن محمد الصعدي ، فقد ذكر زبارة في كتابه "نيل الوطر" (2/411) أنه ادعى المهدية ، وقد تنازع مع ابنه على ذلك . كذلك أبو الطحاطح المطهر بن حسن الصعدي ثم الصنعاني قال صاحب " نيل الوطر "(2/409) في ترجمة المذكور : (مال إلى طريقة السالكين فتروض وتخلى حتى فعلت به الرياضات , وفعلت وتبينت له الخفيات وظهرت فتحدث بأنه المنتظر المشار إليه في أحاديث سيد البشر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - في الآصال والبكر واشتغل بعلم الملاحم فحدث أنه وجد بها وصفه بالمنتظر القائم حتى كتب في الرسائل والخطب لقبه الهادي الداعي إلى دين الله ) وذكر أنه كان يتنازع على المهدية مع والده المذكور قبله . وفي عصرنا هذا ظهر حسين بدر الدين الحوثي عام 1425هـ وادعى المهدية كما أثبتت ذلك بعض الصحف ،فقد ضبط مع بعض أتباعه نص المبايعة له وهي ما يلي:الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله وبعد هذا ما أوصى به الحقير إلى ربه فارس مسفر سالم محمد أوصي أولاً : بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا كفؤ ولا ند وأنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير لا يرى في الدنيا ولا في الآخرة وأنه ناصر لجنده معز لأوليائه مذل لأعدائه وهو القوي العزيز وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخيرته من خلقه بلغ الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله حق جهاده وأوضح للأمة طريق النجاة والأمان وأشهد أن علياً ولي الله وأقر بولايته على أنه ولي بعد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - وأنه خليفته من بعده وأنه لا نجاة للأمة إلا بولايته وأشهد أن الحسن والحسين هما سيدا شباب أهل الجنة مقراً بولايتهما وإمامتهما ناصر لمن نصرهم خاذل لمن خذلهم , وأقر بولاية من اختارهم الله واصطفاهم من ذريتهم وأشهد الله على أن سيدي " حسين بدر الدين الحوثي " هو حجة الله في أرضه في هذا الزمان وأشهد الله على أن أبايعه على السمع والطاعة والتسليم وأنا مقر بولايته وإني سلم لمن سالمه وحرب لمن حاربه وهو المهدي المنتظر القائم الذي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً أبان لنا طريق النجاة وأوضح كتاب الله على أوضح بيان فنسأل الله أن يحشرنا في زمرته.اهـ. ثم قال شيخنا الإمام:وبعد سرد هذه الدلائل على انتشار المهدية في الهادوية ينبغي أن تعلم أيها المسلم اللبيب أن اعتقاد الهادوية للإمامة فيهم تخول لهم أن يشطحوا كيف شاؤا تارة باسم المهدية وتارة باسم العصمة وتارة باسم الحق الإلهي وتارة باسم آل البيت فما دامت هذه العقيدة فيهم فهم يترددون على هذه النزعة الشيطانية ، وليس بخافٍ على العقلاء ماذا يحدث بسبب دعوى المهدية وماذا وراءها من نكبات على المسلمين ، فالتاريخ الإسلامي مليء بالمآسي من جرائها , فإياك إياك أن تصغي لهذه الدعوة ، وعليك بالتفقه في معرفة المهدي الذي بشر به رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - فإنك إن علمت ذلك لم تنفق عليك دعاوى المهدوية واحذر أن تسلم للمجازفين القائلين بأن أحاديث المهدي لا يصح منها شيء ، فهذا قول باطل إذ أن العمدة في التصحيح والتضعيف على ما قاله أهل الحديث ، وأهل الحديث قاطبة يذكرون أحاديث صحيحة في خروج المهدي [6].اهـ. · وأما الوسط في شأن المهدي المنتظر؛ فإنهم أهل السنة والجماعة، فإنهم يؤمنون بظهور المهدي في آخر الزمان على ما تقضي به الأدلة الصحيحة والأخبار الصريحة ؛ لا يتجاوزون ذلك.فالإيمان بخروج المهدي مدون في عقائدهم من غير إفراط ولا تفريط .وقد أفرد علماء أهل السنة كتبا ورسائل في ذلك وبسطوا الأدلة الصحيحة والصريحة على خروج المهدي المنتظر . وفي " الموسوعة اليمنية " (4/ 2551) " ( وعلى هذا قام المحطوري سنة (1111هـ) يدعوا لنفسه بالخلافة قائلاً : إنه منصور المهدي المنتظر وحرم التتن وكسر آلاته المدائع ).

                        [1] - الزيدية قراءة في المشروع وبحث في المكونات لعبد الله بن محمد حميد الدين ص 123-124.مركز الرائد للدراسات والبحوث .صنعاء .

                        [2] - رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح.

                        [3] - وهذا الذي بايعه أبو حنيفة في زمن المنصور كما في الملل والنحل للشهرستاني .

                        [4] - الملل والنحل (1/159) .
                        [5] - انظر مقالات الإسلاميين (1/141) .

                        [6] - انظر كتاب مجموع مؤلفات تاريخ الرافضة وكتاب رافضة اليمن .

                        تعليق


                        • #13
                          بعض أئمة الزيدية يرى أن علم الكلام أجل العلوم

                          بعض أئمة الزيدية يرى أن علم الكلام أجل العلوم

                          لقد اشتهرت الزيدية بتقديم العقل على النقل كيف لا ومذهبهم مبني على اتباع الهوى ,فهم كما قال الله تعالى:ران يتبعون الا الظن وما تهوى الانفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى}فقوانينهم الكلامية وفلسفتهم اليوناية قد سيطرت على عقولهم حتى حرفوا نصوص الكتاب والسنة وأخضعوها لعقولهم العوجاء ونسوا أن معنى الإسلام هو التسليم والاستسلام لما جاء عن الله وعن رسوله وفي ذلك يقول الإمام محمد بن شهاب الزهري رحمه الله تعالى :"من الله الرسالة ومن الرسول البلاغ وعلينا التسليم" فمن دخل في علم الكلام لا يسلم ولا يستسلم كما أراد الله ورسوله .

                          ولهذا قال الحسين بن قاسم العياني مقولته المشهورة المخزية إنه أفضل من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأن كلامه أفضل من كلام الله ومع أن هذا الكلام كفر منه إلا أنه قد تابعه وصدقه طائفة من الزيدية ...[1]إلخ.

                          وبسبب الفلسفة ومحبة علم الكلام قال الإمام يحيى بن حمزة:«إن العالِم بالفن قد يكون أعرف بفنه من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مثل العالم في أصول الدين العالم المبرز في دقيقه، وكذلك العالم بالمنطق المتوغل في لطيفه... إلخ[2].
                          وقال شيخنا الإما الوادعي رحمه الله في صعقة الزلزال 1/286 : "ويحيى بن حمزة يرى أن علم الكلام فرض عين على كل الأعيان كما في الترجمة لأحمد بن محمد صبحي ص45وهذا باطل بل هو علم يوناني فلسفي وقد أغنانا الله بكتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - قال الله تعالى :{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة : 3].
                          وقال أيضا: في ترجمة أحمد بن يحيى بن أحمد بن حابس معتزلي جلد يقول في شرح الثلاثين المسألة صـ7 في علم الكلام فوجب أن يشرف بذلك وأن يكون أشرف العلوم [3]".
                          ومما يؤكد توغل الفلسفة في صدور الزيدية افترؤهم على الإمام علي رضي الله عنه واتهامه بما هو منه براءفقد قال صاحب كتاب الزيدية والإمامية وجها لوجه صـ134. وهو يذكر خصائص علي "فمنهما اختصاصه عليه السلام بعلم الكلام الذي هو أجل العلوم وطريقة النجاة والعلم الذي لا ينتفع بسائر العلوم إلا معه والتقديم فيه الاشتهار عند الخاص والعام هذا أبو عثمان الجاحظ يصفه في صفة الكلام ويفتخر به ويشهد له بنهاية التقديم فيه وجعفر بن حرب يصفه في كتاب الديانة وكثير من معتزلة بغداد كمحمد بن عبد الله الاسكافي وغيره ينتسبون إليه في كتبهم ويقولون نحن زيدية وحسبك في هذا الباب انتساب المعتزلة إليه مع أيها تنظر إلى سائر بعين التي تنظر بها ملائكة السماء إلى أهل الأرض مثلا فلولا ظهور علمه وبراعته وتقديمه عليه السلام كل أحد في فضيلة لما انقادت المعتزلة له "اهـ.
                          قلت :لا غرابة في هذا الكذب الواضح على الإمام علي رضي الله عنه فقد رجع عن الفلسفة وعلم الكلام خلق كثير ممن كانوا قد ضيعوا أعمارهم وأفنوا حياتهم في هذا الفن السخيف فكرهوا التدقيق فيه ونهوا عن ذلك وحثوا على الاشتغال بالفقه ,أما الإمام علي رضي الله عنه فهو أرفع من أن يقع في مثل هذا الضلال المبين فضلا عن أن يرجع عنه لأن الله قد أغناه بما جاء في الكتاب والسنة وبصحبة رسول الله صصص الذي لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ وبتربيته في بيت النبوة .
                          فمن الذين كانوا قد دخلوا في علم الكلام أو اشتغلوا به ثم رجعوا عنه : يحيى بن منصور الحسنيّ قال الإمام الكبير العلامة محمد بن إبراهيم الوزير رحمه الله :«وكان يحيى بن منصور الحسنيّ من علماء الكلام على مذهب الزّيديّة؛ فرجع عن ذلك وكان ينهى عنه, وله في ذلك أشعار حسنة منها قوله:
                          وما الذي ألجأهم إلى الخطر... والخوض في علم الكلام والنظر ...وما يقال فيه للمخطي كفر...
                          ومنها قوله من قصيدة طويلة:
                          ويرون ذلك مذهباً مستعظماً ... عن طول أنظار وحسن تفكّر
                          ونسوا غنى الإسلام قبل حدوثهم ... عن كلّ قولٍ حادث متأخّر
                          ما ظنّهم بالمصطفى في تركه ... ما استنبطوه ونهيه المتقرّر
                          أيكون في دين النّبيّ وصحبه ... نقص؟ فكيف به ولمّا يشعر
                          أو ليس كان المصطفى بتمامه ... وبيانه أولى فلم لم يخبر
                          ما باله حتّى السّواك أبانه ... وقواعد الإسلام لم تتقرّر
                          إن كان ربّ العرش اكمل دينه ... فاعجب لمبطن قوله والمظهر
                          إن كان في إجمال أحمد غنية ... فدع التّكلّف للزّيادة واقصر
                          ما كان أحمد بعد منع كاتماً ... لهداية كلا وربّ المشعر
                          بل كان ينكر كلّ قول حادث ... حتّى الممات فلا تشكّ وتمتر.[4]أهـ
                          ومما قاله قدوة الفلاسفة والمتكلمين وإمام علم الكلام الفخر الرازي في وصيته :"
                          نهاية إقدام العقول عقال ... وأكثر سعي العالمين ضلالُ
                          وأرواحنا في وحشة من جسومنا ... وغاية دنيانا أذى ووبالُ
                          ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
                          وقال أيضا :في كتابه الذي صنفه في أقسام اللذات:لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلاً، ولا تروي غليلاً، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن، ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي...[5]".
                          وقال الشهرستاني في معنى شعره إنه لم يجد عند الفلاسفة والمتكلمين إلا الحيرة والندم :
                          لعمري لقد طفت المعاهد كلها وسيرت طرفي بين تلك المعالم
                          فلم أر إلا واضعا كف حــــائر على ذقـن أو قـارعـا سن نادم.اهـ.
                          وقال العلامة ابن الوزير في كتابه"إيثار الحق على الخلق" (ص/129-130) : واعلم أنني عند الاشتغال بعلم الكلام وممارسة تلك المذاهب والنحل لم أزدد بها إلا حيرة ولا استفدت منها إلا العلم بأن تلك المقالات خزعبلات ... وعند هذا رميت بتلك القواعد من حالف وطرحتها خلف الحائط ورجعت إلى الطريقة المربوطة بأدلة الكتاب والسنة المعمودة بالأعمدة التي هي أوثق ما يعتمد عليه عباد الله وهم الصحابة ومن جاء بعدهم من علماء الأمة المقتدين بهم السالكين مسالكهم فطاحت الحيرة وانجابت ظلمة العماية وانقشعت وانكشفت ستور الغواية ولله الحمد .
                          وقال الإمام الشوكاني رحمه الله في (التحف في مذاهب السلف ص 37-38):وهو يتحدث عن نفسه :" ها أنا أخبرك عن نفسي ، وأوضح لك ما وقعت فيه أمس ؛ فإني في أيام الطلب وعنفوان الشباب شغلت بهذا العلم الذي سمّوه تارة علم الكلام ، وتارة علم التوحيد ، وتارة علم أصول الدين ، وأكببت على مؤلفات الطوائف المختلفة منهم ، ورُمْت الرجوع بفائدة ، والعود بعائدة ، فلم أظفر بغير الخيبة والحيرة ، وكان ذلك من الأسباب التي حبّبت إليَّ مذهب السلف على أني كنت قبل ذلك عليه،ولكن أردت أن أزداد منه بصيرة وبه شغفاً ، وقلت عند ذلك في تلك المذاهب:
                          وغاية ما حصّلته من مباحثي ومن نظري من بعد طول التدبر
                          هو الوقف ما بين الطريقين حيرة فما علم من لم يلق غير التحير
                          على أنني قد خضت منه غماره وما قنعت نفسي بغير التبحر "اهـ.
                          فإذا علم هذا فالواجب هو الرجوع إلى منهاج السلف في التعامل مع النصوص الشرعية؛لأن المنهج السلفي هو المنهج العلمي الصحيح المبني على قول الله عز وجل وقول رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - بخلاف علم الكلام فإنه مستمد من مناهج عقلانية ، إلحادية لا تبشر بخير,وبالتالي لا توصل صاحبها إلى المنهج الحق ولا إلى فهم الحق.
                          فالطريقة الصحيحة في العقيدة هي طريقة القرآن والسنة، لا التكلف بما ليس لنا به علم ,ولا التعمق في البحث عن مسائل لم يأتِ بها نص شرعي .
                          قال العلامة محمد بن إبراهيم الوزير في كتابه "إيثار الحق على الخلق"(ص434) وهو يتكلم على تحريم تكفير المسلمين كما هو حال أصحاب علم الكلام: وأما تكفير عوام المسلمين لأنهم لم يعرفوا الله بدليل قاطع على شروط أهل علم الكلام ، فإنه يزداد الأمر قوة في كفر من كفرهم ، لأن الحكم بإسلامهم معلوم ضرورة من الدين ، وتكفيرهم جحد ذلك . اهـ.
                          وقال الإمام الوادعي رحمه الله :فعلم الكلام يعتبر بريد شك في الله وإلحاد في أسمائه وصفاته وأكبر دليل تناقض مقدماته واختلاف أربابه يكفر بعضهم بعضا وصدق الله إذ يقول:{ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}وقال أبو الفرج رحمه الله في كتابه تلبيس إبليس ص 80: وقد تنوعت أحوال المتكلمين وأفضى الكلام بأكثرهم إلى الشكوك وببعضهم إلى الإلحاد
                          ولم تسكت القدماء من فقهاء هذه الأمة عن الكلام عجزا ولكنهم رأوا أنه لا يشفي غليلا ثم يرد الصحيح عليلا فأمسكوا عنه ونهوا عن الخوض فيه حتى قال الشافعي رحمه الله لان يبتلى العبد بكل ما نهى الله عنه ما عدا الشرك خير له من أن ينظر في الكلام قال وإذا سمعت الرجل يقول الإسم هو المسمى أو غير المسمى فاشهد أنه من أهل الكلام ولا دين له قال وحكمي في علماء الكلام أن يضربوا بالجريد ويطاف بهم في العشائر والقبائل ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأخذ في الكلام وقال أحمد بن حنبل لا يفلح صاحب كلام أبدا علماء الكلام زنادقة"اهـ.
                          قال أبو عبد الرحمن :وإذا رأيت إلى الرافضة-أي الزيدية- رأيتهم قد أخذوا من المذاهب أرداها ففي العقيدة مذهب الاعتزال وفي أهل البيت أتباع أبي الجارود الضال ومن هم أضل منه .وفي العبادات والأحكام أتباع أبي حنيفة ,ومذهب أبي حنيفة أبعد المذاهب الأربعة[6].اهـ المراد . وقال ابن عبد البر في جامع بيان العلم2/117:(وأجمع أهل الفقه والآثار من جميع الأمصار أن أهل الكلام أهل بدع وزيغ ، ولا يعدون عند الجميع في جميع الأمصار من طبقات العلماء ، وإنما العلماء أهل الأثر والتفقه فيه)اهـ. وقال القحطاني الأندلسي:
                          لا تلتمس علم الكلام فإنه يدعو إلى التعطيل والهيمان
                          لا يصحب البدعي إلا مثله تحت الدخان تأجج النيران
                          علم الكلام وعلم شرع محمد يتغايران وليس يشتبهان
                          أخذوا الكلام عن الفلاسفة الألى جحدوا الشرائع غرة وأمان
                          حملوا الكلام على قياس عقولهم فتبلدوا كتبلد الحيران
                          لحجاجهم شبه تخال ورونق مثل السراب يلوح للظمآن
                          دع أشعريهمُ ومعتزليهم يتناقرون تناقر الغربان
                          كل يقيس بعقله سبل الهدى ويتيه تيه الواله الهيمان.
                          فنعوذ بالله أن تكون عقولنا أعلم بمراد الله منا لأن العبد لا يعلم كثيرا من ذلك قال تعالى:{ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [البقرة : 216] .وقال تعالى :{ وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }[البقرة : 232]وقال تعالى :{ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا } [النساء : 19] وقال الله تعالى عن قارون:{ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [القصص : 79 - 82] فلو أن العقول تصلح أن تحكم على المسائل الشرعية لما كره أهلها الخير وأحبوا الشر ولما تمنى من تمنى أن يكون له مكانة مثل مكانة قارون ,فإن الإنسان قد يرى في بعض الشيء خيرا فيحكم بما يرى وهو في الحقيقة خلاف ذلك والعكس ولو علم لغير حكمه فيه ولهذا قال تعالى { وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة : 216, 232, [آل عمران : 66], [النور : 19].وعلى هذا لا بد أن يكون العقل تابعا للأدلة الشرعية الصحيحة ولا تكون الأدلة في الحكم تابعة للعقل .
                          ورحم الله الإمام مالك حينما قال : " ما أرى لمن دخل في علم الكلام إلا أن يُضرب بالنعال وبالجريد ويُقال له هذا جزاء من ترك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتغل بعلم الكلام " .


                          [1] - الروض الباسم 2/3

                          [2] - العواصم2/418.

                          [3] - صعقة الزلزال 1/94.

                          [4] - الروض الباسم 2/12-13..

                          [5] - انظر الرد على المنطقيين ودرء تعارض العقل والنقل (1 / 89) ومجموع الفتاوى (4 / 72) ومنهاج السنة النبوية (5 / 189) لشيخ الاسلام وإغاثة اللهفان من مصائد الشيطان (1 / 45)ومجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين (4 / 28) وبدع الاعتقاد وأخطارها على المجتمعات الإسلامية.وغير ذلك من الكتب القديمة والحديثة.

                          [6] - إرشاد ذوي الفطن ص 208-209.

                          تعليق

                          يعمل...
                          X