الباعث لتعظيم الزيدية قبور عظمائهم
ومما يثير الدهشة والقلق ويجعلنا نتعجب ونحزن على كل زيدي خدع , باسم الدين من قبل عالم من علمائهم أو من قبل ولاة أمورهم ما عمله بعض علماء الزيدية وولاة أمورهم من سن السنن السيئة التي جعلت الزيود يعيشون عليها محبين لها ومدافعين عنها وقد كان الباعث لهم في هذا الأمر باعثا سياسيا فقد امروا بدفن عظمائهم في المساجد وبناء التوابيت والقباب على قبورهم وحث الناس على التبرك بها من أجل بقاء هيبتهم واستمرار دولتهم حتى أصبح عند الزيدية مسألة القبور مسألة اعتقادية مع أنها في بداية أمرها مسألة سياسية ,وقد استغل ساستهم انتسابهم إلى أهل بيت النبوة وانتماءهم إلى التشيع خاصة المذهب الزيدي ومحافظتهم عليه كل ذلك ليثق الناس بهم ويسمعونهم ويطيعونهم ويخافونهم ولا يرضون غيرهم بديلا . ومما يؤكد ذلك ما جاء في كتاب(القبورية في اليمن) وهو ما يلي:رغم أن الغلو لدى الزيدية الأولى لم يكن خارجاً عن الحدّ، ورغم أن اتجاهها هو اتجاه المعتزلة المعتمدين على العقل النافين للخوارق والكرامات كما هو معلوم، إلا أننا نجد أئمة الزيدية في اليمن - وبعد قرون من إنشاء دولتهم وتتابع العشرات من أئمتهم- نجدهم ينحرفون انحرافاً شديداً في هذه المسألة، والذي يظهر- والله اعلم-أن باعث الأئمة لذلك كان باعثاً سياسياً أكثر منه باعثاً عقديا،ً ولكن وجود المشاهد والقباب ووجود سدنةٍ يتأكلون منها ويبنون بها مجداً وجاهاً على أنقاض عقائد الأمة حوّلها إلى مزارات مقدسة يعتقد فيها العوام وأشباههم مالا يجوز اعتقاده إلا في الله تعالى، ومن أجل السياسة أيضاً يتغاضى الأئمة عن ذلك ويتركون العامة يغرقون في بحر الخرافة والشرك وهم ينظرون. وأئمة الزيدية يبنون المشاهد للسياسة ويهدمونها للسياسة كذلك؛ فالدليل على أنهم يبنونها للسياسة ما بدر من الإمام عبد الله بن حمزة وذلك أنه عاش في آخر القرن السادس وبداية القرن السابع [1],وهو أول من سن لأئمة الزيدية سنة البناء على المشاهد حيث لم يُسجَّل لأحد من الأئمة قبل عصره شئ من ذلك. والذي يظهر لي- والله أعلم- أنه إنما فعل ذلك مضاهاة لمعاصريه من الأيوبيين الذين عُرِف عنهم أنهم يبنون على قبور سلاطينهم البنايات الضخمة في مصر والشام وفي اليمن كذلك ،فلعله أراد أن يُظْهِر بذلك شيئاً من أبهة الملك للأئمة وهم أموات كما هي لهم وهم أحياء، وقد لاحظ ذلك الأستاذ محمد محمود الزييري في كتيِّبه"الإمامة وخطرها على وحدة اليمن" حيث قال: (بهذه النفسية يمارس الإمام أعباء منصبه،وتكاد هذه الأعباء تنحصر في استصفاء ثروة الشعب باسم الزكاة وقمع الانتفاضات الشعبية باسم الجهاد وقتال البغاة، ثم بناء مسجد باسم الإمام تضاف إلى جواره غالباً قبة الضريح لهذا الإمام تمدّ نفوذه الروحي حتى وهو في القبر[2]". وهذا الذي نسبه الزبيري إلى الأئمة يجب أن يحدَّد بأئمة القرن السابع فَمَنْ بعدهم، وأن أولئك الأئمة قد عمَّروا على معظم قبور الأئمة السابقين مشاهد وقباباً.اهـ. وقال المؤرخ القاضي إسماعيل الأكوع رحمه الله:ولقد قرأت في سيرة الإمام عبد الله بن حمزة المتوفى سنة 614هـ خطابا موجها إلى أهل قرية لصف من نهم يهددهم فيه بنقل رفاة أخيه إبراهيم بن حمزة من عندهم ما داموا لم يجعلوا قبره مزارا لهم وهذا نص الخطاب(بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله المنصور بالله أمير المؤمنين إلى كافة الساكنين بلصف من المؤمنين والمسلمين، سلام عليكم، فإنا نحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو، ونسأله لنا ولكم التوفيق لما يحب ويرضى0 أما بعد: فقد بلغنا جفوتكم للشهيد الذي توفي بين أظهركم، وحطَّ رحله بين أفنيتكم، وجاد بنفسه دون بلادكم،واستقبل بوجهه العدوّ صبراً واحتساباً حين زاغت الأبصار فشلاً، وبلغت القلوب الحناجر وجلاً، وظن قوم بالله الظنونا جزعاً، وابتلي المؤمنون بالهزيمة امتحاناً، وزلزلوا بالحادثة اختباراً، فرخص عنده من الموت ما غلا عند غيره، وغلا عنده من الفرار ما رخص عند سواه, وعلم القصد فتم العزم، ومضى على البصيرة على مناهج السلف الصالح مستقبلاً لكثرة العدو وعزمه، ومستصغراً لعظيمة نجده، فبلغنا أنكم هاجرون لقبره، قالون لمصرعه، قد صغّرتم منه ما عظّم الله سبحانه جهلاً، وجهلتم ما علم الصالحون حيرة وشكاً، كأنكم لم تسمعوا أقوال محمد صلى الله عليه وآله فينا - أهل البيت خاصة - ((أقرب الناس مني موقفاً يوم القيامة بعد حمزة وجعفر رجلٌ منا أهل البيت خرج بسيفه فقاتل إماماً ظالماً فقُتِل))، فهلا - رحمكم الله - استشفيتم بتراب مصرعه من الأدواء، وسألتم بتربة مضجعه رفع الأسواء، واستمطرتم ببركة قبره من رحمة ربكم طوالع الأنواء, وعظَّمتم حاله كما يُعَظَّم حال الشهداء، وأوجبتم من حقه ما ضّيع الأعداء، وعمَّرتم على قبره مشهداً، وجعلتموه للاستغفار مثابة ومقصداً، ونذرتم له النذر تقرباً، وزرتموه تودداً إلى الله سبحانه وإلى رسوله صلى الله عليه وآله وإلينا تحبُّباً، فقد رُوِّينا عن أبينا صلى الله عليه في حديث فيه بعض الطول أنه نظر إلى الحسن والحسين عليهما السلام وهما يلعبان بين يديه فبكى فهابه أهل المنزل أن يسألوه، فوثب عليه الحسين عليه السلام فقال: ما يبكيك ياأبتي؟ فقال: إني سررت بكما اليوم سروراً لم أسرّ به قبله مثله، فجاءني جبريل فأخبرني أنكم قتلى، وأن مصارعكم شتى، قال: يا أبتي فمن يزورنا على تباين قبورنا؟ قال:"قوم من أمتي يريدون بذلك برّي وصلتي إذا كان يوم القيامة أتيت حتى آخذ بأعضادهم فأنجيهم من أهوالها وشدائدها". ألا فاعلموا بعد الذي بلغنا عنكم أنا قد قَلَيْنا له جواركم، ورغبنا به عن داركم، وعزمنا بعد الخيرة لله سبحانه وتعالى على نقله من أوطانكم إلى من يعرف حقه، ويتيقن فضله وسبقه، فلو رعيتم له حرمه القرابة وفضل وراثة النبوة)تأمل(! لعلمتم حرمة ذلك الدم الزكي، وكثر عليه منكم الباكون، والبواكي، فإن كان ذلك من غرضكم فإنا نفعله إن شاء الله تعالى، وإن لم يكن من إرادتكم فلسنا بتاركيه بتوفيق الله سبحانه،والسلام[3]). و قال القاضي إسماعيل الأكوع رحمه الله:كذلك فقد روى القاضي أحمد بن عبد الله الجنداري في كتابه(الجامع الوجيز)أن الإمام المنصور محمد بن يحيى حميد الدين المتوفى سنة 1322هـ أمر قبيلة أرحب ببناء تابوت على قبر الإمام أحمد بن هاشم الويسي المتوفى سنة 1269هـ والمدفون في (دار أعلا)من أرحب للتبرك به,وهددهم بأنهم إن لم يعلوا ذلك فإنه سينقل رفاته إلى مكان آخر فما كان من أهل أرحب إلا أن بنوا له قبة ووضعوا على قبره تابوتا[4].اهـ. وقال أيضا في كتابه هجر العلم ومعاقله في اليمن: ومما يؤكد صلة المشاهد الزيدية بالسياسة أن معظم المشاهد المعظمة في الديار الزيدية هي للأئمة وحواشيهم، وقلّ أن تجد مشهداً لرجل فقير أوضعيف، وإليك قائمة بأهم المشاهد الزيدية وستكون إن شاء الله على حسب التسلسل الزمني لإنشائها: 1) مشهد الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة من منطقة ظفار ذيبين. 2) مشهد الأمير عماد الدين يحي بن حمزة (أخو عبدالله بن حمزة) بمدينة كحلان. 3) مشهد الإمام أحمد بن الحسين المعروف بأبي طير في مدينة ذيبين. 4) مشهد الإمام يحيى بن حمزة (وليس أخا عبدالله بن حمزة بل هو من ذرية الحسين وليس من ذرية الحسن 630)ومشهده بمدينة ذمار. 5) مشهد الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بصعدة ومعه عدد من أبنائه وأحفاده ومشهد الإمام المهدي باني تلك المشاهد. 6) مشهد الإمام صلاح الدين بصنعاء. 7) مشهد الإمام المهدي لدين الله أحمد بن المرتضى حصن الظفير حجة. 8) مشهد الإمام المهدي صلاح بن علي بن محمد بن أبي القاسم بصعدة. 9) مشهد الإمام الناصر محمد بن يوسف بن صلاح بن المرتضى بمدينة ثلا. 10) مشهد الإمام شرف الدين يحيى بن شمس الدين أحمد بن يحيى المرتضى بظفير حجة. 11) مشهد مدرسة الإمام شرف الدين بثلا، وفيه عدد من أبنائه وبناته وذويه. 12) مشهد الأمير صلاح الدين بن شمس الدين بن الإمام شرف الدين بمدينة ثلا. هذه بعض المشاهد وقد تركت الكثير سواها وهي كلها موجودة مشاهدة للعيان...[5].اهـ المراد.
[1] - تاريخ اليمن المسمى (فرجة الهموم والحزن في حوادث وتاريخ اليمن)تأليف العلامة عبد الواسع بن يحيى الواسعي طبع مكتبة اليمن الكبرى صنعاء الطبعة الثانية سنة 1990مص 197.
[2] - الإمامة وخطرها على وحدة اليمن ص 13-14للأستاذ محمد محمود الزبيري طبع دار الكلمة بدون تاريخ .
[3] - هجر العلم 1/223-225.
[4] - هجر العلم 1/225.
[5] - ولمزيد من المعلومات عن الزيدية وقبور أوليائهم انظر رسالة الدكتور علي سعيد سيف بعنوان (الأضرحة في اليمن) فقد نبه على ذلك الأكوع في الهجر .
ومما يثير الدهشة والقلق ويجعلنا نتعجب ونحزن على كل زيدي خدع , باسم الدين من قبل عالم من علمائهم أو من قبل ولاة أمورهم ما عمله بعض علماء الزيدية وولاة أمورهم من سن السنن السيئة التي جعلت الزيود يعيشون عليها محبين لها ومدافعين عنها وقد كان الباعث لهم في هذا الأمر باعثا سياسيا فقد امروا بدفن عظمائهم في المساجد وبناء التوابيت والقباب على قبورهم وحث الناس على التبرك بها من أجل بقاء هيبتهم واستمرار دولتهم حتى أصبح عند الزيدية مسألة القبور مسألة اعتقادية مع أنها في بداية أمرها مسألة سياسية ,وقد استغل ساستهم انتسابهم إلى أهل بيت النبوة وانتماءهم إلى التشيع خاصة المذهب الزيدي ومحافظتهم عليه كل ذلك ليثق الناس بهم ويسمعونهم ويطيعونهم ويخافونهم ولا يرضون غيرهم بديلا . ومما يؤكد ذلك ما جاء في كتاب(القبورية في اليمن) وهو ما يلي:رغم أن الغلو لدى الزيدية الأولى لم يكن خارجاً عن الحدّ، ورغم أن اتجاهها هو اتجاه المعتزلة المعتمدين على العقل النافين للخوارق والكرامات كما هو معلوم، إلا أننا نجد أئمة الزيدية في اليمن - وبعد قرون من إنشاء دولتهم وتتابع العشرات من أئمتهم- نجدهم ينحرفون انحرافاً شديداً في هذه المسألة، والذي يظهر- والله اعلم-أن باعث الأئمة لذلك كان باعثاً سياسياً أكثر منه باعثاً عقديا،ً ولكن وجود المشاهد والقباب ووجود سدنةٍ يتأكلون منها ويبنون بها مجداً وجاهاً على أنقاض عقائد الأمة حوّلها إلى مزارات مقدسة يعتقد فيها العوام وأشباههم مالا يجوز اعتقاده إلا في الله تعالى، ومن أجل السياسة أيضاً يتغاضى الأئمة عن ذلك ويتركون العامة يغرقون في بحر الخرافة والشرك وهم ينظرون. وأئمة الزيدية يبنون المشاهد للسياسة ويهدمونها للسياسة كذلك؛ فالدليل على أنهم يبنونها للسياسة ما بدر من الإمام عبد الله بن حمزة وذلك أنه عاش في آخر القرن السادس وبداية القرن السابع [1],وهو أول من سن لأئمة الزيدية سنة البناء على المشاهد حيث لم يُسجَّل لأحد من الأئمة قبل عصره شئ من ذلك. والذي يظهر لي- والله أعلم- أنه إنما فعل ذلك مضاهاة لمعاصريه من الأيوبيين الذين عُرِف عنهم أنهم يبنون على قبور سلاطينهم البنايات الضخمة في مصر والشام وفي اليمن كذلك ،فلعله أراد أن يُظْهِر بذلك شيئاً من أبهة الملك للأئمة وهم أموات كما هي لهم وهم أحياء، وقد لاحظ ذلك الأستاذ محمد محمود الزييري في كتيِّبه"الإمامة وخطرها على وحدة اليمن" حيث قال: (بهذه النفسية يمارس الإمام أعباء منصبه،وتكاد هذه الأعباء تنحصر في استصفاء ثروة الشعب باسم الزكاة وقمع الانتفاضات الشعبية باسم الجهاد وقتال البغاة، ثم بناء مسجد باسم الإمام تضاف إلى جواره غالباً قبة الضريح لهذا الإمام تمدّ نفوذه الروحي حتى وهو في القبر[2]". وهذا الذي نسبه الزبيري إلى الأئمة يجب أن يحدَّد بأئمة القرن السابع فَمَنْ بعدهم، وأن أولئك الأئمة قد عمَّروا على معظم قبور الأئمة السابقين مشاهد وقباباً.اهـ. وقال المؤرخ القاضي إسماعيل الأكوع رحمه الله:ولقد قرأت في سيرة الإمام عبد الله بن حمزة المتوفى سنة 614هـ خطابا موجها إلى أهل قرية لصف من نهم يهددهم فيه بنقل رفاة أخيه إبراهيم بن حمزة من عندهم ما داموا لم يجعلوا قبره مزارا لهم وهذا نص الخطاب(بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله المنصور بالله أمير المؤمنين إلى كافة الساكنين بلصف من المؤمنين والمسلمين، سلام عليكم، فإنا نحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو، ونسأله لنا ولكم التوفيق لما يحب ويرضى0 أما بعد: فقد بلغنا جفوتكم للشهيد الذي توفي بين أظهركم، وحطَّ رحله بين أفنيتكم، وجاد بنفسه دون بلادكم،واستقبل بوجهه العدوّ صبراً واحتساباً حين زاغت الأبصار فشلاً، وبلغت القلوب الحناجر وجلاً، وظن قوم بالله الظنونا جزعاً، وابتلي المؤمنون بالهزيمة امتحاناً، وزلزلوا بالحادثة اختباراً، فرخص عنده من الموت ما غلا عند غيره، وغلا عنده من الفرار ما رخص عند سواه, وعلم القصد فتم العزم، ومضى على البصيرة على مناهج السلف الصالح مستقبلاً لكثرة العدو وعزمه، ومستصغراً لعظيمة نجده، فبلغنا أنكم هاجرون لقبره، قالون لمصرعه، قد صغّرتم منه ما عظّم الله سبحانه جهلاً، وجهلتم ما علم الصالحون حيرة وشكاً، كأنكم لم تسمعوا أقوال محمد صلى الله عليه وآله فينا - أهل البيت خاصة - ((أقرب الناس مني موقفاً يوم القيامة بعد حمزة وجعفر رجلٌ منا أهل البيت خرج بسيفه فقاتل إماماً ظالماً فقُتِل))، فهلا - رحمكم الله - استشفيتم بتراب مصرعه من الأدواء، وسألتم بتربة مضجعه رفع الأسواء، واستمطرتم ببركة قبره من رحمة ربكم طوالع الأنواء, وعظَّمتم حاله كما يُعَظَّم حال الشهداء، وأوجبتم من حقه ما ضّيع الأعداء، وعمَّرتم على قبره مشهداً، وجعلتموه للاستغفار مثابة ومقصداً، ونذرتم له النذر تقرباً، وزرتموه تودداً إلى الله سبحانه وإلى رسوله صلى الله عليه وآله وإلينا تحبُّباً، فقد رُوِّينا عن أبينا صلى الله عليه في حديث فيه بعض الطول أنه نظر إلى الحسن والحسين عليهما السلام وهما يلعبان بين يديه فبكى فهابه أهل المنزل أن يسألوه، فوثب عليه الحسين عليه السلام فقال: ما يبكيك ياأبتي؟ فقال: إني سررت بكما اليوم سروراً لم أسرّ به قبله مثله، فجاءني جبريل فأخبرني أنكم قتلى، وأن مصارعكم شتى، قال: يا أبتي فمن يزورنا على تباين قبورنا؟ قال:"قوم من أمتي يريدون بذلك برّي وصلتي إذا كان يوم القيامة أتيت حتى آخذ بأعضادهم فأنجيهم من أهوالها وشدائدها". ألا فاعلموا بعد الذي بلغنا عنكم أنا قد قَلَيْنا له جواركم، ورغبنا به عن داركم، وعزمنا بعد الخيرة لله سبحانه وتعالى على نقله من أوطانكم إلى من يعرف حقه، ويتيقن فضله وسبقه، فلو رعيتم له حرمه القرابة وفضل وراثة النبوة)تأمل(! لعلمتم حرمة ذلك الدم الزكي، وكثر عليه منكم الباكون، والبواكي، فإن كان ذلك من غرضكم فإنا نفعله إن شاء الله تعالى، وإن لم يكن من إرادتكم فلسنا بتاركيه بتوفيق الله سبحانه،والسلام[3]). و قال القاضي إسماعيل الأكوع رحمه الله:كذلك فقد روى القاضي أحمد بن عبد الله الجنداري في كتابه(الجامع الوجيز)أن الإمام المنصور محمد بن يحيى حميد الدين المتوفى سنة 1322هـ أمر قبيلة أرحب ببناء تابوت على قبر الإمام أحمد بن هاشم الويسي المتوفى سنة 1269هـ والمدفون في (دار أعلا)من أرحب للتبرك به,وهددهم بأنهم إن لم يعلوا ذلك فإنه سينقل رفاته إلى مكان آخر فما كان من أهل أرحب إلا أن بنوا له قبة ووضعوا على قبره تابوتا[4].اهـ. وقال أيضا في كتابه هجر العلم ومعاقله في اليمن: ومما يؤكد صلة المشاهد الزيدية بالسياسة أن معظم المشاهد المعظمة في الديار الزيدية هي للأئمة وحواشيهم، وقلّ أن تجد مشهداً لرجل فقير أوضعيف، وإليك قائمة بأهم المشاهد الزيدية وستكون إن شاء الله على حسب التسلسل الزمني لإنشائها: 1) مشهد الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة من منطقة ظفار ذيبين. 2) مشهد الأمير عماد الدين يحي بن حمزة (أخو عبدالله بن حمزة) بمدينة كحلان. 3) مشهد الإمام أحمد بن الحسين المعروف بأبي طير في مدينة ذيبين. 4) مشهد الإمام يحيى بن حمزة (وليس أخا عبدالله بن حمزة بل هو من ذرية الحسين وليس من ذرية الحسن 630)ومشهده بمدينة ذمار. 5) مشهد الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بصعدة ومعه عدد من أبنائه وأحفاده ومشهد الإمام المهدي باني تلك المشاهد. 6) مشهد الإمام صلاح الدين بصنعاء. 7) مشهد الإمام المهدي لدين الله أحمد بن المرتضى حصن الظفير حجة. 8) مشهد الإمام المهدي صلاح بن علي بن محمد بن أبي القاسم بصعدة. 9) مشهد الإمام الناصر محمد بن يوسف بن صلاح بن المرتضى بمدينة ثلا. 10) مشهد الإمام شرف الدين يحيى بن شمس الدين أحمد بن يحيى المرتضى بظفير حجة. 11) مشهد مدرسة الإمام شرف الدين بثلا، وفيه عدد من أبنائه وبناته وذويه. 12) مشهد الأمير صلاح الدين بن شمس الدين بن الإمام شرف الدين بمدينة ثلا. هذه بعض المشاهد وقد تركت الكثير سواها وهي كلها موجودة مشاهدة للعيان...[5].اهـ المراد.
[1] - تاريخ اليمن المسمى (فرجة الهموم والحزن في حوادث وتاريخ اليمن)تأليف العلامة عبد الواسع بن يحيى الواسعي طبع مكتبة اليمن الكبرى صنعاء الطبعة الثانية سنة 1990مص 197.
[2] - الإمامة وخطرها على وحدة اليمن ص 13-14للأستاذ محمد محمود الزبيري طبع دار الكلمة بدون تاريخ .
[3] - هجر العلم 1/223-225.
[4] - هجر العلم 1/225.
[5] - ولمزيد من المعلومات عن الزيدية وقبور أوليائهم انظر رسالة الدكتور علي سعيد سيف بعنوان (الأضرحة في اليمن) فقد نبه على ذلك الأكوع في الهجر .
تعليق