رسالة إلى كل منتسب للسلفية ومدع نصرتها:
عار عليك!! أين مناصرتك لدماج؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
عار عليك!! أين مناصرتك لدماج؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
فهذه رسالة أوجهها إلى العلماء والدعاة وطلبة العلم وغيرهم من أهل السنة، والمحسوبين من هذه الأصناف، أقول فيها مذكرا وواعظا، بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم:
يقول الله تعالى: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} [الأنفال:72].
ويقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التوبة:39].
ويقول: {هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد:38].
يقول الله جل وعلا: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [آل عمران: 187].
ويقول الله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ * الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ * مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.
وقد أخرج أبو داود من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: «الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ».
قال الصنعاني في سبل السلام : هُمْ مُجْتَمِعُونَ عَلَى أَعْدَائِهِمْ لَا يَحِلُّ لَهُمْ التَّخَاذُلُ بَلْ يُعِينُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا عَلَى جَمِيعِ مَنْ عَادَاهُمْ مِنْ أَهْلِ الْمِلَلِ كَأَنَّهُ جَعَلَ أَيْدِيَهُمْ يَدًا وَاحِدَةً وَفِعْلَهُمْ فِعْلًا وَاحِدًا.اهـ
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أنه قال : «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر».
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمْ اللَّهُ بِعِقَابٍ».أخرجه أحمد، و أبو داود، والترمذي، من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وهو في «الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين» للإمام الوادعي رحمه الله.
وفي حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما»، فقال رجل: يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلوما، أفرأيت إذا كان ظالما؛ كيف أنصره؟ قال «تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره» أخرجه البخاري من حديث أنس، ومسلم من حديث جابر نحوه.
فكيف إذا كان الظالم هم زنادقة الرافضة؟
وفي حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته» متفق عليه.
وعند مسلم من حديث أبي هريرة «..لا يظلمه ولا يخذله».
قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» : (قوله: «لا يسلمه» أي لا يتركه مع من يؤذيه ولا فيما يؤذيه، بل ينصره ويدفع عنه).
ثم أقول :
أين مناصرتكم لأهل السنة -أو بتعبير يروق لكثيرين!- للمسلمين بدار الحديث بدماج، الذين استنصروا في دفعهم بغي عدو الله وعدوهم وعدوكم، رافعين راية النصرة لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، لا ككثير ممن أعلن الجهاد في كثير من البلدان، التي لا يقارن حالهم بحال حماة السنة وأهلها بدماج في صفائهم وتمسكهم بالسنة، ونصرتهم لها بالقلم والبيان، والسيف والسنان.
أين أصحاب تلكم الأقلام! والأصوات! والمنتديات!! التي كثيرا ما تصرخ بالدعوة إلى نصرة السنة وأهلها! ونصرة الإسلام..
أين هؤلاء من نصرة المظلومين بالأنفس والأموال والألسن والأقلام؟؟!!
أين صدعكم، وغيرتكم، وحرقتكم.. من نصرة المظلومين على الرافضة الزنادقة أعداء الإسلام والسنة؟
أين صدعكم، وغيرتكم، وحرقتكم..!! على انتهاكات أعداء الله لأنفس ودماء وأموال ومساجد ونساء وأطفال أهل السنة بدماج؟!
كيف تجدون ما أنتم فيه من الأمن، والعيش الهنيء، والدفء، والصحة، والفرح بالأزواج والأولاد..، وحفاظُ كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، في خوف وجوع وبرد، وموت وجراح؟!!
فإن خذلانهم -والله- خذلان للإسلام والسنة..
وليست نصرتُهم في دفعهم بغي الرافضة الزنادقة نصرةً لأشخاص تنتقدونهم..!! أو ترضَونهم..
وإنما هي نصرة الإسلام والسنة والصحابة الكرام ...
وخذلانهم خذلان للإسلام والسنة والصحابة الكرام ...
ثم فلتعلموا أن الرافضة الزنادقة أعداء الإسلام غير غافلين عنكم، في أي بلد كنتم ..!!
وأن الدّور قد يأتيك! إن تخاذلت الآن عن النصرة، فقد تجازى بالخذلان والنسيان في يوم أنت في أشد الحاجة إليها..
فعند أبي داود من حديث جابر وأبي طلحة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا مِنَ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلا خَذَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ». وللحديث شواهد في الباب.
ولتعلموا أنكم إن توليتم عن النصرة لأهل السنة بدماج؛ فإنكم بذلك تبغون على أنفسكم..
يقول جل وعلا: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [يونس: 23].
وأنكم –إن خذلتموهم- آثمون، ويلحقكم من العار في الدنيا والآخرة بقدر توليكم..
يقول جل وعلا: {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
ولن يضر أهل السنة بدماج ذلك؛ فإن الله حام دينه وأولياءه، وناصرهم..
يقول الله تعالى: {فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ} [الأنعام:89].
ويقول عز من قائل: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ} [التوبة:40].
ويقول تعالى: {إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا الناس وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ الله على ذلك قَدِيراً} [النساء:133].
{وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [الفتح:7].
فليراجع كل واحد منكم نفسه! محكما كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- في واجبه اتجاه عدوان الرافضة الكافرين الزنادقة، على حفاظ كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، رجالا نساء، شيوخا وأطفالا..
وهذا كتاب الله وسنة نبيه صلى عليه وسلم، في نصوص كثيرة، تدعوكم إلى نصرة المظلومين.
فأين عذركم من ذلك؟!
وكيف يكون جوابكم يوم لا ينفع مال ولا بنون..؟!
وسبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
تعليق