النصر بإذن الله لأهل السنة ( أهل التوحيد ) فأبشروا والخزي والعار إن شاء الله للكفار (البغاة الرافضة الزنادقة ) فأملوا
قال الله سبحانه وتعالى : ( وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ), فالنصر من عنده سبحانه لا بكثرة المال والعتاد والعدد قال سبحانه وتعالى : ( كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ),وقال سبحانه وتعالى : ( إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ) , فالنصر من الله لعباده المؤمنين وحليفهم , وهو من عنده سبحانه لا بكثرة السلاح والعدد كما تقدم , وقال عز وجل : ( حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ) , فالنصر قريب لعباده المؤمنين فينجي الله من يشاء بفضله ومنه , ويستشهد من يشاء من عباده منة وكرامة ثم يأتي النصر , ولا يرد عقابه سبحانه عن القوم المجرمين الكافرين البغاة الخارجين الضالين المعادين للإسلام والمسلمين , والمبغضين للشرع المنزل من رب العالمين على سيد الناس أجمعين , قال الله سبحانه وتعالى : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) , فالله مع عباده المحسنين وناصرهم ويهديهم إلى الخير وإلى الطرق الموصلة للنصر بإذنه سبحانه , قال الإمام الطبري -رحمه الله- في جامع البيان (21/15) : ( أي : لنوفقنهم لإصابة الحق والطرق المستقيمة وذلك إصابة دين الله وهو الإسلام الذي بعث الله به محمداً -صلى الله عليه وسلم- وإن الله لمع المحسن من خلقه فجاهد فيه أهل الشرك , مصدقاً رسوله فيما جاء به من عند الله بالعون له , والنصرة على من جاهد أعدائه ) , وقال سبحانه وتعالى : ( وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ) وكان على الله أن ينصر عباده المؤمنين على الكافرين وهذا حق وهو وعده والله لا يخلف الميعاد فلا يظنن ظآن غير ذلك فكل موحد يتيقن من ذلك ولا يعتقد إلا هذا - وهذه ثقتنا به سبحانه ولن تخيب بإذنه سبحانه فالنصر حليف دماج والعزة لأهل دماج اعرفوا هذا يا قوم ويتيقنوا به , قال الله سبحانه وتعالى : ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) , فهذا وعده الصادق لينصرن الموحدين على الكافرين , وقد شوهد تأويله وخبره , فهو وعد من قام بالتوحيد فآمن وعمل الصالحات فالله سبحانه يمكن لهم دينهم الذي رضيه لهم وهو الإسلام وهل الإسلام إلا الكتاب والسنة والعمل بهما ونشرهما , فهو فوق الأديان كلها , فكما أن اليهودية دين والنصرانية دين فكذا الرفض دين والإسلام منه بريء فكل من اعتنق هذه الديانات غير الإسلام كافر خاسر لاشك في ذلك ولا ريب قال سبحانه وتعالى : ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) فإذا كان مبتغي غير دين الإسلام خاسراً في الأخرة فمن باب أولى أن يكون خاسراً للنصر أمام المسلمين في الدنيا , وهو صاحب الهزيمة وهي من نصيبه , ولن ينصر الله سبحانه وتعالى مشرك على موحد ولن يجعل له على المؤمن سبيلاً قال سبحانه وتعالى : ( وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ) , حاشاه سبحانه بل هو ولي المؤمنين المتقين الصالحين قال سبحانه وتعالى : ( وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) وقال سبحانه وتعالى : ( وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ ) , وقال سبحانه : ( إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ) فثقوا عباد الله أن الله لن يخيب آمال أهل الحق أهل السنة في نصرهم , ورفعتهم , ودحض أهل الباطل , وكبتهم , وهزيمتهم , ولئن سئلت متى ( نَصْرُ اللَّهِ ) , فاعلم ( إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ) , فالنصر مع الصبر والفرج مع الكرب وبعد العسر يسراً , عجل الله النصر لأهل السنة إنه ولي حميد , عزيز حكيم , قوي متين ,
والحمد لله رب العالمين
كتبه
أبو عبد الرحمن غمدان بن محمد الزنداني السلفي الأثري
كتبه
أبو عبد الرحمن غمدان بن محمد الزنداني السلفي الأثري
تعليق