بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ناصر المظلومين ومفرج كرب المكروبين ومغيث المستغيثين وصلى الله وسلم على رسوله الذي أرسله رحمة للعالمين القائل(من فجع هذه في ولديها) وبعد فإني أسطر هذه الكلمات -ويعلم الله- أن قلبي يعتصر ألما وحزنا وان دموعي قد بلت الأوراق أمامي وذلك أني أخذت إبني الصغير ذا الخمسة أشهر ووضعته في حجري أطعمه وأسقيه فتذكرت إخوانه وأخواته ومن هم في سنه في دماج -دار السنه والقران دار العلم والإيمان - ثم أصبحت أخاطبه وأقول له إن إخوانك بدماج خائفون جائعون قد أزعجتهم وأقلقتهم الهاونات والدبابات والرشاشات على أصواتها وأزيزها ينامون ويستيقظون ومنهم من قتل ومنهم من جرح وفيهم من هو بين الدماء والأشلاء ومنهم من هو تحت التراب والأنقاض ومنهم من فقد تلك اليد الحانية التي كانت تظعم وتسقي ومنهم من فقد من كانت ترضعه وتقبله وتضمه وتلثمه أين الحليب ليشرب وأين الدواء وقد مرض مثل هذا ليجلب بل أين وكيف يعالج إن جرح فلا إله الا الله والله أصبحنا لا نهنأ بنوم ولا بطعام ولابشراب وكيف ننام ملأ الجفون وتكتحل بالنوم العيون وكيف يطيب لنا طعام أو شراب ونحن نسمع هذه الأخبار وصغارنا وفلذات أكبادنا على هذه الحال وأصبحنا نخاف من رنين الهاتف خوفا من سماع خبر فقد حبيب فرحماك اللهم رحماك أين العلماء والدعاة؟أين الحكام والمسؤلون؟ أين أصحاب الأقلام والإعلام ؟أين زعماء القبائل وأشراف العشائر؟ أين أدعياء حقوق الإنسان ؟ألا تتقون الله في هؤلاء كيف لو كان الحصار فيكم وكيف لو وقع القتل فيكم وكيف لو خربت دوركم فقد طفح الكيل وبلغ الظلم مداه والإعتداء منتهاه فهل من رادع لظالم وناصر لمظلوم؟ اللهم الطف بالأطفال الرضع والشيوخ الركع والبهائم الرتع فقد قل النصير والمعين ولا ناصر إلا أنت والحمد لله أولا وآخرا وباطنا وظاهرا على ما أراد وقدر