إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

يا حَوَثة تأمَلوا قبل أن تُهلكوا أنفسكم !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يا حَوَثة تأمَلوا قبل أن تُهلكوا أنفسكم !

    الحمد لله الواحد الأحد القهار، والصلاة والسلام على النبي المختار وعلى آله الأبرار وصحابته الأخيار ومن سار على نهجهم ما تتابع الليل والنهار
    أما بعد،
    فإن التدبُّر والتفكُّر والتعقُل والتبصُر والتُؤَدَة أمور عظيمة تدل على نبل صاحبها وثقله ورجاحة رأيه، وتجد المؤمن الصادق في إيمانه ذا عقل راجح وقلب سليم يتدبر الأمور ويتفكر في حوادث الدهر، ولنبله وقوة نباهته وصفه رسولنا صلى الله عليه وسلم بأنه (لا يلدغ من جحر مرتين) كما في حديث أبي هريرة المتفق عليه، هذا بخلاف الكافر والمنافق فهم موصوفون بعدم العقل وبعدم تدبر العواقب وأنه تنفق عليهم الحيل وذلك لفجورهم وفسوقهم، ألا ترى قول ربنا سبحانه وتعالى عن قوم فرعون الذين اغتروا به: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} [الزخرف/54].
    ومن هذا الباب ما نراه ونسمعه من فجرة الروافض الأشرار ومن يسمون بالحوثة من محاولتهم إعادة الكرَّة وإقدام أنفسهم إلى المحرقة، وإنني ومن هذا المقام أحب أن أذكر لهم شيئاً مما قد يخفى عليهم فلعلهم يرعَوون أو يحدث لهم ذكراً.
    اعلموا -خذلكم الله- ومكَن منكم أن من تريدون أن ترمون أنفسكم في محرقتهم قوم يقيمون شرع الله في أنفسهم ويوحدونه ولا يشركون به شيئاً لا حسيناً ولا حسناً بل لا ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً وهذا بخلافكم أنتم ولسان حال أحدهم: {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }[الأنعام/81].
    وأنهم قوم لا يهابون كثرة العدو عدداً ولا عُدداً ولسان حالهم وقالهم: { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } [آل عمران/173].
    فهم طلبة علم يرفعون الجهل عن أنفسهم ويسعون في رفعه عن المسلمين رحمة بهم، ومن اعتدى عليهم يدفعون شره وفق الضوابط الشرعية لا تهمهم الكثرة ولا تغرهم، قد جعلوا نصب أعينهم قول ربنا سبحانه وتعالى: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ } [آل عمران/126].
    وهذا بخلافكم أنتم فقد نفخ في منخركم الشيطان وأوهمكم بأنكم جبابرة الأرض وأكاسرة الزمان فحالكم كما قال ربنا جل في علاه { وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ } [الأنفال/48].
    وغاب عنكم بأن الله ينصر أولياؤه المتقين ويخذل أولياء الشياطين، وأن الأمركما قال أولئك الصالحون: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ } [البقرة/249].
    فتأملوا -خذلكم الله- بأن من تعادونهم فئة حكم لها نبيها صلى الله عليه وسلم بالظهور والنصرة وهذا وصف لا ينفك عنهم أبداً، فهم مع غربتهم وكثرة مخالفيهم والمخذلين عن نصرتهم فلا يزالون ظاهرين ومنصورين قال جل في علاه: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} [الصافات/171-173].
    تأملوا تاريخكم الأسود هل قامت لكم قائمة على مر التاريخ على شدة مكركم وخبث طويتكم وسعيكم لتمكين اليهود والنصارى من المسلمين، ومع ذلك فالأمر كما قال الإمام الشعبي : فالسيف عليهم مسلول إلى يوم القيامة، لا تقوم لهم راية، ولا تثبت لهم قدم، ولا تجتمع لهم كلمة،كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله بسفك دمائهم وإدحاض حجتهم اهـ.
    أتريدون الأمن وأنتم تشركون بالله وتدعون عباده ليل نهار في كشف الضر وجلب المنافع ؟!
    أتأملون أن ينصركم على عباده الصالحين وأولياؤه المتقين ؟!
    أتطمعون أن تعيدو كرسي كسرى وإعادة البيت الأبيض وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة المتفق عليه: ( إذ هلك كسرى فلا كسرى بعده ).
    ولو كان لديكم ذرة عقل وتدبر لتفكرتم فيما حدث بينكم وبين من تريدون أن ترموا أنفسكم إلى محرقتهم، كيف أن الله نصرهم وأطعمهم من جوع وآمنهم من خوف وأذلكم على منعتكم وعددكم على أيديهم، ونصرهم عليكم على قلة عددهم وضئالة عُددهم آنذاك، {قَدْ كَانَ لَكُمْ آَيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} [آل عمران/13].
    ونحن موقنون بنصر الله وبإعلاء كلمته ونصرة دينه وتمكينه له وتأييده لعباده الصالحين وانتقامه لصحابة نبيه وسائر الصالحين.
    فاللهم باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت أن تخذل الروافض الأشرار وأن تكبتهم وأن تجعلهم عبرة لمن يعتبر.
    كتبه
    علي بن رشيد العفري



    التعديل الأخير تم بواسطة علي بن رشيد العفري; الساعة 14-07-2013, 01:58 AM.
يعمل...
X